كلمات كتبها الأخ محمود العقاد ابن المجاهد الشهيد أحمد وفيق العقاد رحمه الله :
رماد!!
هكذا وصف لي ما بقي من منزلنا المحروق في مدينة التل !!
لم تأته قذيفة من القذائف الطائشة .. لكنه من أكثر البيوت ضرراً .. إن لم يكن أكثرها .. من الخارج كتلتة سوداء على شكل بناء !!
و من الداخل .. رماد بقايا أشياء يقال أنها أدوات منزلية !!
كنت أصبّر نفسي حتى تحرير وطني .. لأعود فأزور قبر زالدي .. و أتصفح صوره .. و أقلب ملابسه و سبّحته .. و أشمّ راحة عطره .. و أقرأ في مصحفه .. و أصلي على سجّادته !!
أنتظر حتى أعود إلى منزلي فأقبّل ذلك الخاتم الفضيّ الذي أحضره من مدينة رسول الله و أخبرني أنه سيعطيني إياه عندما أخطب !!
أنتظر حتى أعود فأنظر إلى مناشف الإحرام التي أحضرها من مكة و علمني كيف ألبسها عندما أريد العمرة !!
أنتظر حتى أعود فأتفقد كل الذكريات مع والدي منذ إحدى و عشرين عاماً و قليل !!
راح كل شيء .. كل الذكريات مع والدي !!
كل شيء !!
انتظرت .. و انتظرت .. لكن اليوم لا داعي للانتظار !!
سرقوا جثمانه من قبره !! و أحرقوا كل شيء من أثره .. و سرقوا سيارته !! و يا ليتهم أحرقوها فأطمئن أن لن يستفيدوا منها !!
لم يعلم أؤلئك الرعاع أن لأبي مكان في قلبي .. لن يتأثر حتى لو أحرقوني و قطّعوني و مزّقوني ..
الحمد لله ..
كل شيء يرخص في سبيل الله .. و لإعلاء كلمة الله .. و أنا بإذن الله على نهج أبي .. و سأكمل مسيرته .. حتى تعلو راية التحرير و التوحيد على أرض الشام ..