[فضــــــ بينكم ــــولية]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا فتاة صغيرة عمري 15 سنة, ليس لدي أي إخوة أو أخوات, و أعيش مع والداي في بلد عربي غير بلدي, عشنا معاً لسنوات كأسرة صغيرة سعيدة رغم المشاكل الدائمة بينهما, و القصة كلها تبدأ عندما تزوج أبي أمي, تزوجها طمعاً بما لديها, لأنها تعمل في بلد آخر, و بسببها أصبح يعمل هو أيضاً في ذلك البلد, و أصبحت لديه وظيفة لم يكن يحلم بها, و أصبح يعيش في بلد جميل هادئ نظيف, و بسببه ضاعت كثير من منجزات أمي لهذه الأسرة الصغيرة, و مشكلته أنه يسمع كثيراً لأهله, و هو يعلم أنهم يطمعون فيه, و يعلم ذلك حقاً, و أقرب دليل على ذلك, أنه بعد وفاة جدي رحمه الله, تم تقسيم الميراث على أعمامي, و كان لدى جدي بيتين, فنصفهم ورث في الأول و نصفهم في الثاني, أما عمي الذي ورث مع أبي, فهو يعيش في ذلك البيت منذ زمن, فقال لأبي أنه سيعطيه قطعة أرض كثمن لنصيبه في المنزل, و لكنه لم يعطها له, و بعد سنوات و سنوات من الركض وراء عمي, انتهى الأمر إلى مشكلة كبيرة انتهت بأن أبي اجبر على أن يدفع أضعاف ثمن الأرض ليحصل عليها, م ع العلم أنها لا تساوي نصف نصيبه في ميراث أبيه!!!
المهم.. كثير من هذه المواقف تحدث و هو لا زال يعطيهم أعينه إذا طلبوها, إذا اشترى لي هاتفاً جديداً أو مجوهرات بسيطة, إذا طلبوها يعطيها لهم!!
أما المشكلة الرئيسية التي أريد مشورتكم فيها, هي أن أبي دخل إلى عالم الإنترنت حديثاً, و اشترك في منتدى للزواج, و تعرف على فتاة, و وعدها بالزواج, و من مراقبتي لإيميلاته التي بدأت مراقبتها بالصدفة, عرفت أنه يجهز للزواج بها, و لدي دليل جازم على أنه أرسل لها الكثير من النقود, و بمجرد أن تطلب يرسل لها, و قريباً سيسافر إلى بلدي للزواج منها, و اختار هذا الوقت لأننا أنا و أمي لن نستطيع ترك مدارسنا و الذهاب معه, و يقول أنه ذاهب بحجة إكمال بناء البيت.
أنا أعرف كل شيء عن ذلك, و لا أستطيع أن أخبر أمي خوفاً على مشاعرها, و لا أستطيع إخبار صديقاتي لأن عقولهم لا زالت صغيرة, جربت و أخبرت أقرب صديقة إلي, فلم تعرف بما تنصحني, فنصحتني بأن أخبر شخصاً آخر أكبر مني ليساعدني, فلم أجد أحداً أخبره غير معلمتي التي تدرسني منذ ست سنوات وتعرف أشياء كثيرة عني, و هي قريبة جداً لقلبي و هي مثل أختي, و عندما أخبرتها نصحتني بان أصلي صلاة الاستخارة, و الغريب في الأمر أنني بعد أداء الصلاة بالشكل الصحيح لمدة ثلاث ليالي متتالية كنت أحلم في كل ليلة هذا الحلم الغريب ( بأن والداي يتشاجران و انا أذهب عند هذه المعلمة و أسألها ماذا أفعل فتنصحني بالاستخارة) و هكذا حتى الليلة الثالثة حلمت (بأنني استيقظت من النوم فزعة فذهبت إلى نفس هذه المعلمة و نمت في حضنها فقالت لي: لا تقلقي نامي و سأخبركِ في المدرسة بما تفعلينه)
و لم أخبر معلمتي بالأحلام الغريبة, بل سألتها إذا كانت وجدت لي حلاً, فقالت لي أن أتركهما و شأنهما و هما كبيران و يعرفان ماذا يفعلان.
المشكلة أنني استنتجت من الرسائل و الإيميلات أن التي ستتزوج أبي إنما هي طمعانة فيه فقط, لأنه دائماً يكلمها عن عمله الفخم, و سيارته الجديدة, و الجنة التي ستعيشها عندما يحضرها إلى هنا!!
و المشكلة الأكبر أنني لأجل دراستي سأعود مع أمي في نهاية السنة إلى بلدي لأكمل دراستي هناك, و سيبقى وحده في الشقة.
لا أعرف ماذا أفعل, و هل بعد انتظار كل تلك السنوات عندما يكون لي أخ لا أراه ولا أعرف عنه حتى؟؟ و هل أرى أبي يخون أمي أمامي و أصمت؟؟ أم هل أجرح أمي و أصدمها؟؟ أم هل أصارح أبي لينكر و يكذب علي أكثر؟؟ أم أبقى وحدي أكتم حزني حتى أنفجر؟؟
و آسفة إني طولت عليكم h waml78