
فى قول الله تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها واتقوا الله لعلكم تفلحون )
قال العوفى عن ابن عباس سأل الناس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الأهلة فنزلت هذه الأية (يسئلونك عن الأهلة قل هى موقيت للناس) يعلمون بها حل دينهم وعدة نسائهم ووقت حجهم وقال أبو جعفر عن الربيع عن أبى العالية بلغنا أنهم قالوا يارسول الله لم خلقت الأهلة ؟
فأنزل الله هذه الأية الكريمة ,
ويقول جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعدة نسائهم ومحل دينهم ,
وقال عبد الرزاق عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " جعل الله الأهلة موقيت للناس فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما " ورواه الحاكم فى مستدركه ,
وقوله تعالى (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها) قال البخارى : حدثنا عبيد الله بن موسى عن البراء قال : كانوا إذا أحرموا فى الجاهلية أتوا البيت من ظهره فأنزل الله " وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها ",
وقد روى أبو داود الطيالسى عن البراء قال : كانت الأنصار إذا قدموا من سفرهم لم يدخل الرجل من قبل بابه فنزلت هذه الأية ,
وقال الأعمش : عن أبى سفيان عن جابر كانت قريش تُدعى الخمس وكانوا يدخلون من الأبواب فى الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب فى الإحرام , فبينا رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)فى بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبه بن عامر من الأنصار فقالوا يا رسول الله : إن قطبه بن عامر رجل تاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له " ما حملك على ما صنعت " قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت فقال : إنى أحمس قال له : فإن دينى دينك
فأنزل الله " وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها " والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (واتقوا الله لعلكم تفلحون) أى اتقوا الله فافعلوا ما أمركم به واتركوا ما نهاكم عنه , لعلكم تفلحون ...

وفى قوله تعالى (وقـــتلوا فى سبيل الله الذين يقـــتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )
قال أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية : قال هذه أول آية نزلت فى القتال بالمدينة فلما نزلت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة , وقوله تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) أى قاتلوا فى سبيل الله ولا تعتدوا فى ذلك ويدخل فى ذلك ارتكاب المناهى كما قاله الحسن البصرى من المثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأى لهم ولا قتال فيهم والرهبان وأصحاب الصوامع وتحريق الأشجار وقتل الحيوان لغير مصلحة ,
ولهذا جاء فى صحيح مسلم عن بريده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول " أغزوا فى سبيل الله قاتلوا من كفر بالله أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع " , والله تعالى أعلى وأعلم...

وفى قوله تعالى ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ولا تقـــتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقـــتلوكم فيه فإن قـــتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكـــفرين )
قال أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية فى قوله تعالى " وقــــتلوا فى سبيل الله الذين يقــــتلونكم " قال هذه أول آية نزلت فى القتال بالمدينة فلما نزلت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة ,
وقوله تعالى (وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث اخرجوكم) أى لتكون همتكم منبعثة
على قتالهم كما همتهم منبعثة على قتالكم وعلى إخراجهم من بلادهم التى أخرجوكم منها قصاصا ,
وقوله تعالى (والفتنة أشد من القتل) قال أبو مالك أى ما أنتم مقيمون عليه أكبر من القتل ,
وقال الضحاك والربيع بن أنس فى قوله (والفتنة أشد من القتل) يقول الشرك أشد من القتل
وقوله تعالى (ولا تقـــتلوهم عند المسجد الحرام) كما جاء فى الصحيحين " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ولم يحل إلا ساعة من نهار وإنها ساعتى هذه حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرة ولا يُختلى خلاه فإن أحد ترخص بقتال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم " يعنى
بذلك صلوات الله وسلامه عليه قتاله أهله يوم فتح مكة فإنه فتحها عنوة وقتلت رجال منهم عند الخندمة وقيل صلحا لقوله " من أغلق باب فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "
وقوله تعالى (حتى يقـــتلوكم فيه فإن قــــتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكـــــفرين ) يقول تعالى :
ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدءوكم بالقتال فيه فلكم حينئذ قتالهم وقتلهم دفعا للصائل , كما بايع النبى (صلى الله عليه وسلم) أصحابه يوم الحديبية تحت الشجرة على القتال لما تألبت عليه بطون قريش ومن والهم من أحياء ثقيف والأحابيش عامئذ ثم كف الله القتال
بينهم فقال (وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم )
وقال (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله فى رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما)
