05-24-2010, 05:38 AM
|
المشاركة رقم: 9
|
| المعلومات |
| الكاتب: |
|
| اللقب: |
عضوة مميزة |
| الرتبة: |
|
| الصورة الرمزية |
|
|
| البيانات |
| التسجيل: |
May 2010 |
| العضوية: |
6946 |
| المشاركات: |
1,386 [+] |
| بمعدل : |
0.24 يوميا |
| اخر زياره : |
[+] |
| معدل التقييم: |
70 |
| نقاط التقييم: |
50 |
| الإتصالات |
| الحالة: |
|
| وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
رد: لماذا نخالف النقد؟
الفصل السابع صور من النقد المذموم من صور النقد المذموم ما يلي:
- أولاً: النقد الذي يستهدف حياة الإنسان الخاصة:
وشخصيته، وأموره الذاتية الخاصة، التي لا يطلع الناس على جوانبها وغوامضها، مثل فضائح لفلان أو علان، وهذا قد يتم أحيانًا باسم الإثارة الصحفية، فقد يتكلمون كثيرًا عن الجوانب الشخصية في حياة البعض، أو يتعرضون لأمور خاصة مما لا يتعلق بحياة الأمة، ولا يؤثر في مصالحها، وربما كانوا أشخاصًا مغمورين، حتى إننا نجد اليوم بعض الصحف تضع حلقات بعنوان "فضائح"..! وهذه الفضائح تتعلق بحياة أشخاص بأعيانهم، وقد يكونون موجودين يعيشون على ظهر الأرض، فتنشر خزيهم وفضائحهم، وربما يكون في ذلك -أحيانًا- إغراء للآخرين بالوقوع في مثل هذه الفضائح، من حيث يشعرون أو لا يشعرون
فباسم الإثارة الصحفية يتم كشف بعض الجوانب الشخصية من حياة الناس، التي لا تستفيد الأمة من ظهورها.
وأحيانًا يتم كشفها باسم التجسس والمخابرة التي حرمها الإسلام كما قال الله عز وجل: (وَلا تَجَسَّسُوا)[الحجرات:12]، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "ولا تجسسوا"([i])، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تتبع الإنسان لعورة أخيه المسلم: "من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"([ii]).
وكم رأينا مَن همهم حفظ الزلات على بعض الشخصياتالمرموقة بواسطة أجهزة ووسائل، ثم يتم نشرها وإشاعتها عند الحاجة لغرض أو لآخر؛ بل رأينا - مع الأسف الشديد - أجهزة متخصصة في صناعة الأكاذيب، وتلفيق التهم، وأحيانًا دبلجة الصور والأصوات لتشويه صورة عالم أو داعية أو زعيم أو خصم أيًّا كان، وهذا معروف في طول بلاد العالم الإسلامي وعرضها، وهذا بلا شك مما لا يبيحه الإسلام
بحال.
- ثانيًا: النقد المفتقد للعدل:
لقد فقد المسلمون العدل في النقد، فصاروا إذا خالفوا شخصًا في موقف أو مواقف أجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم، وحولوه إلى شيطان رجيم كأنه لا حسنة له قط، ولو كان من أهل لا إله إلا الله، ولو كان من الدعاة المجاهدين في سبيل الله! وإذا جاملوا شخصًا لموقف مصلحي تستروا على كل أخطائه وحولوه إلى قديس، وإلى بطل عظيم، ففقد الناس الثقة بالإعلام جملة وتفصيلاً!.
صرنا نجد داعية تختلف معه أجهزة الإعلام في رأي أو موقف فتحوله إلى شيطان رجيم ، وتجلب عليه، وتعدّه عميلاً للمخابرات العالمية ، وطالب حكم، وأنه تسبب في ردة الناس عن دينهم، وأنه وأنه...، كما أنه إذا أثنى على شخص فإنه يتحول إلى قديس لا يسمح بنقده أو الاختلاف معه وجعل له من الفضائل والمناقب ما ليس في أمة من الناس
مجتمعين. وصرنا نكذب بلا حساب، ونأخذ بقاعدة اكذب واكذب واكذب عسى أن يصدقك الناس! ونسينا أن الناس -مهما كانوا أغبياء في نظرنا- لهم عقول، ويعرفون هذه الأكاذيب الملفقة، ولا يمكن أن تنطلي عليهم، وإذا كذبت على الناس اليوم، فإنك لا تستطيع أن تكذب عليهم غدًا.
أين العدل الذي يتطلب منك أن تعترف لخصمك بالحق الذي عنده، وحتى أقرب الناس إليك ينبغي أن تعترف بالخطأ الموجود لديه، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة:8] فهذا هو المنهج العلمي الموضوعي الشرعي، الذي يحفظ للإنسان كرامته ومكانته وعقله، ويجعله يثق بهذه الأجهزة الإعلامية التي من المفروض أن همَّها وهدفها هو بناء الإنسان، بناء عقله، وتكوين شخصيته، وبناء الإنسان المعتدل المستقيم المنضبط، لكن -مع الأسف- لم تفلح إلا في صناعة الإنسان المزدوج المتناقض، الذي ينتقل
من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الشمال إلى أقصى اليمين.
لقد أصبح الناس عندنا - في كثير من الأحيان- أحد صنفين: إما ضدنا فهذا نكيل له الذم بلا حساب، وإما معنا فهذا يُمدح أيضًا بلا حساب، أما أن يكون عندنا صديق أو متعاطـف أو حتى إنسـان محايد، فهذا لا وجود له في حياة كثير منا اليوم، فضلاً عن عدو تداريه، أو تقلل من عداوته بقدر ما تستطيع، فضلاً عن أن نتخذ مبدأ الإنصاف -وهو مبدأ شرعي- بغير نظر إلى المصالح الذاتية أو المصالح الشخصية.
- ثالثًا: جمع مثالب الإنسان للتشهير به:
من صور النقد المذموم، النقد الذي يستهدف جمع مثالب الإنسان، وإحصاء أخطائه؛ ليشهر به، فيكون بعض الناس -والعياذ بالله- مثل الذباب لا يقع إلا على الجرح، فيجمع عيوب الآخرين، ويتكلم عنهم في المجالس، وكأنه لا حسنة لهم قط، ولا سيئة له قط
حالات استثنائية:
هناك حالات يجوز فيها تناول الأوضاع الشخصية، كما أشرنا إلى شيء من ذلك قبل قليل، ومن هذه الحالات النماذج الآتية:
- النموذج الأول: شخص مجاهر بالفسق والمعصية، ويسعى إلى إفساد المجتمع، توجهات غير محمودة، وبعض الناس ذوي النفوذ الذين ثبت تواطؤهم واشتراكهم في بعض المؤسسات، وبعض الأجهزة، وبعض المعاهد التي تحارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء ينبغي بيان حالهم والتحذير منهم والكلام عنهم بأعيانهم؛ حتى يحذرهم الناس ويتجنبوهم، وقد جاء في ذلك أدلة سبق أن ذكرنا شيئًا منها.
- النموذج الثاني: قد يوجد شخص يُخشى أن يغتر الناس به؛ لأنه يتظاهر بالخير والصلاح، وله أهداف ومآرب أخرى، مثل المشعوذين والرقاة الذين يتضح انحرافهم
ولكنهم يتسترون ببعض المظاهر التعبدية؛ ليخدع بها العامة، فهذا لابد من ذكره.
النموذج الثالث: أيضًا هناك شخص لا يُنظر إليه باعتباره فلان بن فلان؛ بل ينظر إليه بالاعتبار العام، أي أنه صار مُلْكًا للأمة وللتاريخ، وصاحب نفوذ، أو شخصية علمية، أو شخصية اجتماعية، أو شخصية تاريخية، يعني أن قراراته وآراءه ومواقفه وشخصيته أصبحت منطبعة على الأمة كلها، وله تأثير قريب وبعيد وفي الحاضر والمستقبل، وهؤلاء لم يعودوا ملكًا لأنفسهم؛ بل عادوا ملكًا للأمة وملكًا للتاريخ، فلابد من تناول هؤلاء الأشخاص.
وما زال العلماء يكتبون عن تراجم هؤلاء بل عن غيرهم، يكتبون عن تراجمهم ويتحدثون عنهم، وقد يذكرون الحجاج بن يوسف مثلاً فيذكـرون ما فعله من الجرائم والمنكرات والمظالم، وربما تكلموا فيه، وربما دعوا عليه، وقد يذكرون رجلاً آخر بعكس ذلك، كما يتكلمون عن الرجال الفضلاء الكبراء الأجلاء العدول، كعمر بن عبد العزيز، وصلاح الدين أو غيرهم
- النموذج الرابع: كذلك الأشخاص الذين يجاهرون بجرائمهم، فماذا عساك أن تتستر على أديب كبير شعره يبين عنه، ويتكلم عن كل صور الفجور والفساد والانحلال؟ فماذا عساك أن تتستر على مثل هذا الإنسان أو غيره ممن يجاهرون بمعاصيهم؛ بل ينشرون ألوان فسقهم وخزيهم على الأمة؟!.
| توقيع : Wteen |
|
كل الشكررر لاحلى مصريه مغترربه على التوقيع

 |
|
|
|