عرض مشاركة واحدة

قديم 05-23-2010, 04:48 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
Wteen
اللقب:
عضوة مميزة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية Wteen

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 6946
المشاركات: 1,386 [+]
بمعدل : 0.25 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 70
نقاط التقييم: 50
Wteen will become famous soon enough
 

الإتصالات
الحالة:
Wteen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Wteen المنتدى : المـنـتـدى الـعـام
افتراضي رد: لماذا نخالف النقد؟




الأصل الشرعي للنقد

ما هو الأصل في موضوع النقد من الناحية الشرعية؟
مما يدخل في باب النقد من الناحية الشرعية أمور:
.أولاً: النصيحة:
فإن النقد نوع من النصيحة، وقد قال الله عز وجل: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِه)[التوبة:91]، فذكر النصيحة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك النصيحة للمؤمنين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم -فيما رواه مسلم عن أبي هريرة- في حق المسلم على المسلم: "وإذا استنصحك فانصح له"([i])، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضًا: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا وذكر منها: أن تناصحوا من ولاه الله أمركم"([ii])، والحديث المشهور عن تميم بن أوس الداري
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة"، قلنا: "لمن؟" قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم"([i])؛ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال -في الحديث الذي رواه أبو داود بسند حسن كما يقول الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام-: "المؤمن مرآة المؤمن"([ii])، فانظر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم شبَّه المؤمن بالمرآة، إذا وقف أمامها الإنسان رأى صورته الحقيقية، بما فيها من حسنات وما فيها من عيوب، فإننا نعرف أن المرآة تعكس صورة الشخص بحسنها وقبحها، وذلك لأن الإنسان ربما لا يستطيع أن يعرف نفسه، ولا يرى نفسه جيدًا، إلا من خلال رؤيته لنفسه في عين أخيه المسلم الذي هو مرآة له.
إذن النصيحة تدخل في باب النقد.
.ثانيًا: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:

كذلك مما يدخل في باب النقد الأمر بالمعروف، والنهي
عن المنكر، وهو شعيرة عظيمة، ألّف فيها خلق من أهل العلم كتبًا لا تحصى كثرة، ونصوص هذا الباب أكثر من أن تذكر، وأشهر من أن تحصر، منها قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُـونَ بِاللهِ)[آلعمـران:110]، وذكر عن المؤمنيـن (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[التوبة:71]إلى غير ذلك.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ولا يستثنون أحدًا من ذلك لا أميرًا ولا مأمورًا، ولا كبيرًا ولا صغيرًا، ولا يجاملون فيه أحدًا قط.
فقد انتقد عليّ رضي الله عنه عثمان أنه نهى عن نسك التمتع في الحج، ولما سمع أنه ينهى عنها، أهلَّ بهما بأعلى صوته: "لبيك بعمرة وحجة"، وقال: "ما كنت لأدع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد"([i])، ولم يقل:
أجامله، أو أستحي منه، لأنه لا يرى في هذا حطًّا من قدره، فضلاً أن في ذلك إحياء لسنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك لما رأى ابن عباس معاوية يستلم أركان البيت كلها ويقول: "ليس شيء من البيت مهجورًا"، انتقده ابن عباس علانية - وذلك معاوية يطوف بالبيت، وعن يسـاره عبد الله بن عباس، فطفق معاوية يستلم أركان الكعبة كلها، فقال له ابن عباس: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستلم هذين الركنين"، فقال معاوية: "دعني منك يا ابن عباس، فإنه ليس منها شيء مهجور" فطفق ابن عباس لا يزيده، كلما وضع يده على شيء من الركنين قال له ذلك([i])، ولم ير معاوية أن في ذلك حطًّا من قدره، ولا بخسًا لمكانته، كما لم ير ابن عباس أن مكانة معاوية تمنع من أن يُؤمر بالمعروف، ويُنهى عن المنكر.
.ثالثًا: محاسبة النفس:
وكذلك مما يدخل في باب النقد محاسبة النفس، فإن

الإنسان قد ينتقد نفسه دون أن يحتاج إلى غيره، وكذلك الجماعة قد تنتقد نفسها؛ بل الدول قد تنتقد نفسها، وتجعل هناك مؤسسات وأجهزة مهمتها المراقبة، والمراجعة، والتصحيح، على سبيل الحقيقة؛ لا على سبيل التغطية أو التمويه .
قد نجد في كثير من الدول مؤسـسات للإشراف، أو المراقبة؛ لكن مهمة هذه المؤسسات تكون شكلية، وهذا لا ينبغي؛ بل على الدولة في الإسلام أن تقيم مؤسسات وأجهزة نزيهة حرة، تقوم بالمراجعة والتصحيح على الكبير والصغير، والأمير والمأمور، دون أن تجد في ذلك حرجًا؛ بل هذا هو عين الكمال، وعين القوة والصواب. فالفرد والجماعة والدولة والأمة كلها بحاجة إلى أن تحاسب وتراقب نفسها

ولذلك قال عمر رضي الله عنه -كما في سنن الترمذي-:"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخِفّ الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا"(1)، وجاء عند غيره: "حاسبوا أنفسكم قبل أن
تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"(1).
ومن ذلك خبر حنظلة بن الربيع قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟ قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرًا. قال أبو بكر: فوالله، إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لو
تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات"([i]).
والمقصود أن حنظلة انتقد نفسه وحاسبها حتى اتهم نفسه بالنفاق، وكذلك فعل أبو بكر.
إذن ينبغي على الإنسان أن يبدأ بنقد نفسه قبل غيره، وكذلك الفئة والجماعة والطائفة والأمة والدولة عليها أن تنتقد نفسها قبل أن تترك فرصة لينتقدها الآخرون، أو تترك فرصة لاستفحال الأخطاء والأمراض والآفات والمنكرات، بحيث يصعب بعد ذلك تصحيحها أو استدراكها.
ورضي الله عن سلف هذه الأمة الكرام، كيف كانوا في صدق عبوديتهم لله عز وجل، وخالص إيمانهم، وحرارة تقواهم، وصفاء قلوبهم -ومع ذلك كله- لم يكن هناك أحد أكثر منهم محاسبة لنفسه، وإننا نجد اليوم من الناس من يكون والغًا في المعاصي والفسوق، ومع ذلك لو أنكر عليه لقال: أنا أفعل هذا؟!
أما هم، فمع صيام النهار، وقيام الليل، وصدق التعبد، وحرارة التقوى -مع ذلك- كانوا لا يعدون أنفسهم من الصالحين؛ بل يعدون أنفسهم من العصاة.
يقول مطرف بن عبد الله رضي الله عنه في يوم عرفة -وهو من عباد السلف وزهادهم-: "اللهم لا تردهم من أجلي"!([i]) رأى الحُجاج وما هم فيه من البكاء والابتهال؛ فأنحى على نفسه، وخشي أن يُردّ الحجاج بسببه هو، فقال ما قال.
ومثله بكر بن عبد الله المزني يقول: "ما أشرفه من مقام وأرجاه لأجله، لولا أني فيهم"([ii])!
ويونس بن عبيد رضي الله عنه يقول: "والله، إني لأعد مئة خصلة من خصال الخير، ما أعلم في نفسي واحدة منها"([iii])! فلم يكن عندهم كبرياء، ولا غطرسة، ولا غرور.
يقول ابن أبي مليكة: " أدركت ثلاثين من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل"([i]). هؤلاء هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وسار من بعدهم التابعون لهم بإحسان.
فهذا محمد بن واسع -وقد مدحه الناس، وأثنوا عليه وهو مريض- قال: "ما يغني عني ما يقوله الناس إذا أخذ بيدي ورجلي، فألقيت في النار؟!"([ii]).
إذن مدح الناس وثناؤهم، والضجيج الإعلامي حول فلان من العلماء، أو فلان من المسؤولين، أو مدح الناس لفلان لأنه مشهور أو معروف؛ هذا لا يغني عنه شيئًا، إذا كان ما بينه وبين الله غير مستقيم، أما إذا كان ما بينه وبين الله حسن، فلا يضره أن يكون الناس بخلاف ذلك:
فليتَ الذي بيني وبيَنك عامرٌ
وبيـني وبينَ العالمين خـرابُ
إذا صحَّ منكَ الودُ فالكلُّ هينٌ
وكلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ
- فوائد محاسبة النفس علانية:
وقد يحاسب الإنسان نفسه سرًّا بينه وبين نفسه فيعاتبها ويوبخها، وهذا لا شك أنه أبعد عن الرياء، وهو يدعو الإنسان إلى أن يتواضع، ويعترف بالخطأ، ويراجع نفسه أولاً بأول، وقد يحاسبها علانية على ملأ من الناس وعلى مرأى ومسمع منهم.
وهذا له إيجابيات ومنافع كثيرة منها:
- أولاً: أنه يعترف بهذا الخطأ لئلا يتابع عليه، وهذا إن كان خطأ مشهورًا معروفًا متداولاً عند الناس، فيعلن أنه رجع عنه، أو تاب منه؛ لئلا يتابعه الناس عليه، كأن يكون صاحب بدعة تاب منها فيقول للناس: من كان يعرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان، كنت أقول: كذا وكذا، والآن تبت. من مثل ما قاله أبو الحسن الأشعري في خطبته المعروفة.
- ثانياً: أن يعوّد الآخرين على ذلك، فإن الناس يحنُّ بعضهم إلى بعض، ويقلد بعضهم بعضًا، فإذا كان العالم، أو الحاكم، أو الداعية عوَّد الناس أنه يعترف بالخطأ علانية وأمامهم فيقول: قلت كذا وهذا خطأ، وفعلت كذا وهذا خطأ، وقد رجعت عنه ؛ فإن الناس حينئذ يتعوَّدون على الاعتراف بأخطائهم والرجوع عنها، ومحاولة تصحيحها أولاً بأول.
- ثالثاً: أنه يقطع الطريق على الخصوم؛ لأنهم قد يأخذون هذه الأخطاء ويشنّعون بها عليك، فإذا اعترفت بها علانية قطعت الطريق عليهم.
- الفائدة الرابعة: أنه يضع الإنسان في مكانه الحقيقي، فلا يكون هناك تعصُّب لعالم ولا تحزُّب لجماعة، فإننا نجد من الطلاب من يتعصَّب لعالم من العلماء؛ لأنه لا يعرف إلا الصواب من أقواله، لكن لو أن هذا العالم قال: أنا أخطأت في كذا وكذا، عرف الناس حينئذ أنه ينبغي ألا يتعصبوا له، وأن يأخذوا أقواله باعتدال ودراسة ومقارنة
وكذلك الحال بالنسبة لغيره، فمثلاً المتنفذ أو المسؤول، إذا كان يعترف بخطئه ويتراجع عنه؛ فإنه بذلك يشجع الناس على أن يوافوه بالخطأ ويناصحوه، كلما رأوا عليه شيئًا يحتاج إلى مناصحة.
















.









من مواضيع Wteen
0 ** مخاطر الفتوى من غير علم مع وجود مواقع للافتاء **
0 حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج
0 هديتي لكم
0 انما الاعمال بالنيات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
0 هل الانسان مخير ام مسير؟
0 حصريا لاعضاء حوامل من وتين صور لشغلي
0 لماذا نخالف النقد؟
0 ماااامااا بااابااااا .........انااا نجحت
0 صفة الغسل الكامل والمجزئ من الجنابه والحيض
0 أقوال السلف الصالح وعلماء أهل السنة في آل البيت
0 دعوه لنقاش موضوع في غاية الاهميه
0 كيف تعرف ما يدور في ذهن الآخرين و أنت صامت؟؟
0 من القلب للقلب
0 ..|₪|.. إذا كانت الحياه لعبه فهذه هي قوانينها ..|₪|..
0 عشرون قاعدة ذهبية للتواصل الناجح
توقيع : Wteen

كل الشكررر لاحلى مصريه مغترربه على التوقيع


عرض البوم صور Wteen