(((الجزء الاخير)))
هل لي أن اسألك سؤالا........ هل حقا تسببت في حبس شرطي بلا محاكمة........؟؟
- من قال لك ذلك.....؟؟
- إنه أخي، بقي ملحا يريد أن يعرف من الاستشارية التي استطاعت الوصول إلى كل تلك المعلومات، ولم يتركني حتى اخبرته، ... ولم يفاجأ، بل قال لي توقعت ذلك، لكني لم أتخيل انك تعرفينها... هو لم يصدق اننا صديقتين، ... لكنه قال عنك بأنك مدربة في الشرطة المجتمعية، فهل هذا صحيح........؟؟
- نعم منذ فترة، ...... ادرب الشرطة النسائية فقط، لا أدرب الرجال مطلقا، فكيف عرف عني...؟؟
- من زميلته، التي تعمل معهم تتحدث عنك كثيرا على ما يبدوا، لكن ما قصة ذلك الشرطي.... ماذا فعل.......؟؟
- لا أعرف من تقصدين .. لكني لم أبلغ في حياتي سوى ضد شرطي واحد فقط...، كل ما في الامر، أن إحدى عميلاتي، كانت ابنة رجل ثري، ووالدها كثير السفر، وقد تركها في رعاية المربيات، فهي يتيمة الأم، حضرت لي محاضرة في قوة الشخصية، ثم بدأت تتردد علي للاستشارات، وكانت تعاني من الوحدة القاتلة، والحاجة للأم، كانت تدردش عن أحلامها معظم الوقت، ثم أسرت لي بأنها على علاقة بشاب، وعندما وصفت لي ذلك الشاب، علمت انه يخدعها، فلا تكافئ يجمعهما، ويبدوا انه يتسلى، فخشيت عليها منه، وطلبت منها قطع علاقتها به، ... وعدتني بأن تفعل، لكنها قالت ستتدرج في قطع العلاقة لحاجتها له في حياتها، ...!!!
بعد مدة قصيرة عادت وقد استولى عليها الرعب، وصارحتني، بأنها بقيت تقابله في الخفاء، رغم نصيحتي لها، وأن احد الأشخاص العاملين في مجال الشرطة، كان يراقبهما، وأنه باغتهما، وهدد الشاب الذي فر هاربا، بينما اخذ الشرطي المتدرب رقمها، وبدأ يهددها بانه سيخبر والدها بما كانت تفعل، إذا لم تعقد علاقة معه هو، أي انه بدأ يبتزها، ...
كان هذا الشرطي، صغير السن، متدرب على ما أذكر، أي قليل الخبرة في الحياة، ومندفع، ويبدوا انه سيء، فطلبت منها أن تعطيني اسمه كاملا،
ثم اتصلت مباشرة بشخصية كبيرة في الشرطة، واخبرته بكل ما حدث، ثم طلبت منه أن يتأكد من صحة كلامي بنفسه، ...
طلب مني رسالة خطية فقط، ليتم مراقبة الشرطي الصغير، وبالفعل، ... حدث ما حدث، توقف عن ملاحقة عميلتي، ولا أعلم ماذا فعلوا معه، لأني لا أهتم سوى بمصلحة عميلتي، وأعلم أن المسؤولين لم يرضيهم ما فعله ذلك الشرطي المتدرب، وأعلم انه نال عقابه، لكني لم اسأل كيف، ولا أريد ان اعرف، فذك امر لا يهمني، ذلك امر من اختصاص الشرطة،
إن عملي ومهمتي تنتهي بمجرد الابلاغ، ...
و تأكدي يابرود بأن القانون في بلدنا صارم، ولا يراعي المحسوبية، إنه يطبق على الجميع بمنتهى العدالة،
- يا إلهي كيف يفعل ذلك وهو في الشرطة، .......؟؟
- في كل مكان يا برود الإنسان الطيب والسيء، في كل مكان، لكنه في النهاية نال عقابه، وعقابه اشد بالطبع من عقاب شخص عادي، لأنه خان الأمانة، ولهذا كان عقابه مختلفا، فالمسؤولين لم يتهاونوا في عقابه مطلقا،
- وماذا فعلوا به، .. اخبريني، ..
- والله لست اذكر، حتى اني لم اسأل، قد ترامى إلى سمعي بعض الكلام سمعته من المتدبات عندي، لكني لست اذكر تماما ، كل ما أعرفه أنه عوقب عقابا شديدا مضاعفا واستثنائيا ، نظير فعلته،
- يستحق، إذ انه كان يتوجب عليه حمايتها، وليس ابتزازها،
- بالضبط، ولهذا كان عقابه من المسؤولين كبير، ومضاعف،
من أي عقاب قد يحصل عليه انسان عادي...
- تعلمين مطر مصدوم، لأنه كان يعتقد بأن الرجل هو من يهدد العشيقة بالفضيحة، لم يكن يتصور أن العشيقة يمكن ان تهدد عشيقها، امر مضحك بالفعل، ... هل تتعرض الكثير من النساء للابتزاز من قبل الرجال أي عشاقهم القدامى...؟؟
- نعم، الكثير، بسبب علاقاتهم القديمة فإن بعض الرجال يبتزون النساء ليعيدون العلاقة، وأذكر سيدة جاءتني في وقت الظهيرة، بينما كنت اهم بالعودة إلى منزلي، كان على كتفها رضيع يبكي، وهي متوترة، وقالت لي بأن عشيق قديم لها، تركته بمجرد زواجها، بدأ يعيد الاتصال بها، ويطالبها بأن تخرج معه كالأيام الخوالي، وأنه بعد ان كان يمارس معها الجنس الخارجي، يريد اليوم أن يمارس معها الجنس بشكل كامل بعد ان اصبحت متزوجة، فلا عذرية تخشى عليها، وكان الشاب الذي يهددها، لا يعمل، فطلب منها فوق المعاشرة، مئة ألف درهم أيضا، لكنها استلفت المبلغ لأجله، وطلبت منه ان يأخذ المال، ويتركها في حالها، لأنها لا تريد الوقوع في الرذيلة، وهي سعيدة بتوبتها....... بقي مصرا عليها اصرارا عجيبا، حتى انه بدأ يزورها في مكان عملها، ليشعرها بدنو الخطر، .... كان مركزنا في تلك الفترة قد وزع على المؤسسات والشركات، نتيجة العام، تحمل عنوان ونشاط المركز، ويبدوا أن واحدة كانت على مكتبها، تقول بينما كانت في حيرة من أمرها، لمحت اسمي على النتيجة، فاتصلت ورجت السكرتيرة التي استدعتها، ........
- ماذا فعلت لها.....؟؟
- اتصلت مباشرة بالشرطة، وشرحت لهم المشكلة، .....
- وماذا بعد، .
- طبعا قالوا بأنه لا بد من رفع بلاغ...... فأخبرتهم بحساسية الوضع، ولأني ولله الحمد مصدر ثقة لديهم، عالجوا الأمر بطريقة جادة لكن متكتمة..
- كيف.......؟؟
- اتصلوا به من هاتف الشرطة، وهددوه، وطالبوه بالابتعاد، واخبروه ان هاتفه مراقب، ثم بدؤا بالفعل في العمل على مراقبته تحسبا لأي عمل طائش منه، .... وكانت الشرطة المجتمعية في منتهى التعاون معنا.... خلال دقائق يا برود، دقائق قليلة جدا، تركت فيها عميلتي لأجري اتصالاتي، عدت لأجدها مبتسمة منشرحة ترضع رضيعها بفرح، وتقول لي ( أنا في حلم ام ماذا، اتصل بي ذلك النذل يرجوني أن ابتعد عنه، وانه لن يتعرض لي بعد اليوم، كما أنه سيعيد مالي، إنه يتوسلني بأن اسحب البلاغ، ماذا فعلتي به يا استاذة.. كيف جعلته يغير موقفه وينسحب مهرولا )
- قلت لها أن السر في الشرطة المجتمعية، إنها تتعاون مع الحالات في سرية، إن الشرطة المجتمعية وجدت لأجل هذا الغرض... فلا يصح بعد اليوم أن تتألم فتياتنا سرا، وأن يسلمن انفسهن للمبتزين خوفا من الفضيحة، عليهن بالتحرك نحو الشرطة، .. فهناك اناس تخصصوا في حماية المجتمع، من مثل هذه النماذج...
- منذ متى وأنت تعملين مع الشرطة...
- لست موظفة هناك، انا مدربة أتعاون معهم لتدريب الشرطة النسائية كما أخبرتك، ولي علاقاتي، ولله الحمد، كذلك فعملي بحاجة لهم، فالكثير من الحالات التي تفد إلي تحتاج إلى مساعدة من قبل الشرطة، ولذلك نشأت علاقة طيبة بين مكتبنا وبينهم، فهم يمدون لنا يد العون في نجدة النساء المستضعفات، بدونهم لا يمكننا عمل شيء.
وفي الشرطة يا برود عينات رائعة من البشر، على استعداد لتعمل على انقاذك، دون حتى ان تسأل عن اسمك، المهم ان يقومون على حمايتك..!!!
وهل يتعرض الكثير من الرجال للابتزاز من قبل النساء، اقصد العشيقات..؟؟
- ياااااااااه، كثير، أكثر بكثير مما تتعرض له النساء من ابتزاز، على عكس ما يتصوره الكثيرون، فإن معظم اسباب إبقاء الرجال على العلاقة مع العشيقة القديمة، هو الخوف منها على انفسهم، على مناصبهم، او سمعتهم، او أسرهم، وأعرف الكثير من القصص، ... بعضها استقيتها من ملفات القضايا التي اطلعت عليها بحكم عملي، وبعضها من عميلاتي الاتي لجأن لي لبحث علاج يخص ازواجهم، ..........
- لم أكن اتخيل أن المرأة قادرة على تهديد الرجل، كنت اعتقد ان المرأة هي أكثر ضعفا من ذلك.......
- وهذا ما يجعلها تهدد، ضعفها، إن ضعفها يقودها إلى اتباع مثل هذه الممارسات، للانتقام، او الاستمرار في الحصول على الخدمات، أذكر لك حكاية لا أفتأ أذكرها بين حين وأخر، تخص عميلة، كانت عشيقة زوجها ترسل له بصور فيها تهديد بالقتل، وليس بالفضيحة فقط، وكان خوفه على منصبه وسمعته، يمنعانه من الشكوى ضدها، وذات يوم تأخر أحد ابناءها ولم يعد من مدرسته، وبقي السائق ينتظر قرب المدرسة، وفي النهاية لم يرى الطفل، ....... جن جنون الأم، والأب، .. لكنها اعادته للبيت خلال نصف ساعة مع رسالة تهديد، ....
- معقول، هل تصل المشاكل إلى هذا الحد...
- بعضهن حينما يلحظن ضعف الضحية يتمادين، لكن حينما تحرك الرجل نحو الشرطة، وعلمت بالامر، ارسلت له ترجوه الكف عنها، حتى قبل أن يفتح بلاغه، وطالبها بترك البلد، وخلال يومين كانت قد تركت البلد، ... إن ضعف الضحية يغري المجرم دائما بالتمادي، لكن ما أن تبدأ الضحية في طلب المساعدة، حتى يهم الجاني بالهرب، والترجي....!!!
أعرف أيضا حكاية عشيقة مقرفة، مقرفة إلى حد لا يعقل، .... كانت إحدى عميلاتي تشكوا من برود زوجها وعلاقته بمطلقة مواطنة، وكانت تلك العشيقة تتصل بعميلتي كل يوم، تعطيها تقرير العلاقة الحميمة التي كانت تنشأ بينها وبين الزوج، أي تخبرها بالتفصيل كيف قضت هي وزوج عميلتي، الوقت، بالتفصيل الممل، كانت تكتب في الرسائل كلمات بذيئة جدا، تقشعر الأبدان، تقززا، ....... لكني طلبت من عميلتي أن تتجاهل تلك الرسائل طوال فترة العلاج الأولى، وبدات معها في دراسة اسباب فشل علاقتها بزوجها اولا، فوجدت انها خجولة جدا جدا، وبسيطة، ومعلوماتها عن الحياة الزوجية أقل من القليل، ....... بعد عدة شهور كانت عميلتي قد اكتسبت الخبرة، وباتت قوية، واستطاعت استعادة زوجها للفراش، والحب، والعشرة ايضا، وبات قليل الاهتمام بعشيقته السابقة، وصار مغرما بزوجته المتجددة، فجن جنون العشيقة التي كانت اصلا مجنونة، ....... فلك ان تتخيلي حجم الفضائح والمصائب التي جرتها العشيقة على الزوج والزوجة،
ووصل بها الأمر إلى التهجم على بيته، ففي مساء أحد الايام، وبينما كانت عميلتي تجلس مع زوجها يشاهدا التلفاز، في البيت، فوجئوا باقتحام العشيقة خلوتهما، وبدات تصرخ فيه، وتأمره بأن يرافقها فورا لبيتها، وإلا فسوف تفضحه امام اهله والشارع بأكمله، ...... فما كان من الزوج إلا أن انسحب خلفها بهدوء........ تخيلي..!!!
هذا الامر أثار غضب عميلتي بالطبع، وكانت قد كلمت زوجها اكثر من مرة في طلب مساعدة الشرطة، لكنه كان يخشى الفضيحة ايضا، وله معارف هناك يخشى أن يطلعوا على فضيحته، .........!!!!
في النهاية طلبت من عميلتي أن تأخذ هاتفها النقال المليء برسائل العشيقة التي تحمل الشتائم والقذف، والكلام النابي إلى الشرطة، وتفتح بلاغا ضدها، فبعد ان استعادت زوجها عاطفيا، عليها ايضا أن تتجرا على انقاذه من ضعفه... وبالفعل، بعد ان استبد بها الغضب، فعلت ما نصحتها به، وخلال يومين، تم تأديب العشيقة المجنونة، وفقدت الأمل أخيرا، ويبدوا أنها حصلت على عشيق جديد، استقر في جرحها فملأ عليها حياتها، ولا نعلم متى سيكتشف أمرها فتباغته بوجهها الأخر.......!!!
وهكذا انتهت قصتنا يارب تكون افادتكم...
والله يجعل ايامكم كلها فرح وسعاده...
ولاتنسونى من دعائكم ...
والتقييم!!!!!
اختكم ومحبتكم: أم اسكندر