بيت حمد بن جابر
عقب صلاة المغرب
حمد يعود من الصلاة
يمر بوالدته في غرفتها وهي تقرأ أذكارها
يقبل رأسها ويجلس جوارها على الأرض
أم حمد بابتسامة: وش عندك؟؟
حمد يقطب جبينه: ليش ماقلتي إنها دبة؟!!
أم حمد بغضب: من اللي يقوله؟!! اكيد معالي الكلبة.. زين علوي الزفت دواها عندي
حمد يضحك: بس يمه.. أمزح معش..
توكلي على الله.. إسألي المره قبل وقولي لها يمه بصراحة عن وضعي وإني ما أجيب عيال.. لازم توافق وهي على بينة
أم حمد بفرحة: إن شاء الله أبشر.. وإن شاء الله بتوافق
حمد خرج من عند والدته.. ونورة سارعت للاتصال بلطيفة
**************************
بعد المغرب
بيت محمد بن مشعل
سيارة فارس تتوقف في باحة البيت
العنود تنزل من الأعلى مرتدية عباءتها.. ونقابها في يدها
تنزل بحقيبة يدها فقط دون أي ملابس أو حقائب كبيرة.. كما جاءتهم تماما
مشاعل وموضي ومريم جميعن متواجدات مع أم مشعل
فهن يعلمن أن أم مشعل ستتأثر لعودة العنود حتى وإن أنكرت
العنود عيناها امتلئتا بالدموع وهي ترى والدتها تحاول إخفاء دموعها
اقتربت من والدتها لتقبل رأسها وتهمس لها بشجن:
مهوب أنتي اللي ماعاد باقي إلا تطرديني.. وكل يوم تقولين لي ارجعي بيتش
هذا أنا بارجع.. ليش الدموع جعلني فدا عيونش
أم مشعل بصوت مختنق وهي تخفي سبب حزنها: مستانسة يأمش برجعتش لبيتش
العنود تحتضن والدتها بخفة وهي تحاول منع نفسها من البكاء..
لأنها تعلم استعدادها لإسالة نهر كامل وخصوصا أن أعصابها مشدودة تماما
همست في أذن والدتها: يمه بيتي جنب بيتش وبيننا باب.. مافيه شيء بيتغير.. كل يوم عندش يالغالية
موضي بمرح لإنعاش الأجواء: ييمه خليها تفارق لبيتها.. تفضي الأجواء لي أنا وأختي وعيالنا
أم مشعل بشجن: كلن له غلاه يا بنتي.. كلن له غلاه
موضي تبتسم: بس هي غلاها واجد نبي نستولي عليه ونضمه لأملاكنا
ثم أردفت وهي توجه حديثها للعنود: وأنتي روحي لأخي.. خاس في السيارة
مريم شدت العنود ناحيتها وهمست في أذنها بهدوء رقيق: الزعلة ذي إن شاء الله ما تكرر.. رجالش وعرفتي طبايعه ياقلبي
ولو مهما صار لا تكررين طلعتش من بيتش.. البيت كبير ازعلي عليه وأنتي في بيته..
همست العنود بضعف: إن شاء الله مريم حفظت درسي
مشاعل تقبل العنود وتهمس لها بدورها بخفوت: فارس يحبش فوق ما تخيلين يالعنود
شوفي حاله عقب ماطلعتي من بيته.. الولد كان بيموت..
طالبتش ما تزعلين عليه.. ولو زعلتي ما تطولين عليه الزعل.. روحه معلقة فيش
لو أنتي ماحسيتي.. أنا حسيت وزيادة
همست العنود بألم: يصير خير.. يصير خير
العنود خرجت وهي تجر أقدامها حرجا وتوترا وتكاد لا ترى الطريق أمامها
فارس منذ رؤيته لخيالها الأسود يعبر من باب البيت
شعر بطبول حرب مجنونة تصطخب في قلبه المستزف اشتياقا والمفعم ولعا
اشتاق لها.. ولكل مافيها
خطواتها الرقيقة.. صوتها الساحر.. همساتها المشبعة بغنجها الطبيعي.. دلالها اللذيذ
كل مافيها يفتنه ويسحره ويحوله لمخلوق آخر هو أسير لها وحدها
قلب خُتم عليه باسمها وحدها
كيف استطاع أن يصبر على بعدها؟!! كيف استطاع؟!!
العنود وصلت وركبت جواره.. كان يريد احتضان كفها بل يتمنى
ولكنها احتضنت كفيها في حضنها وهي تغرق في صمت عميق
فارس همس بعمق: هلا والله وألف هلا.. والله إني صادق
اشتقت لش ياقلبي.. مهوب اشتقت إلا ذبت من الشوق
العنود ببرود تشتعل تحته: إيه مبين اشتقت لي
فارس يبتسم بتلاعب..
لن يغضبه شيء مطلقا.. يكفيه أنها عادت له وهو يعرف تماما كيف يرضيها:
أفا.. الحلو زعلان
العنود بذات النبرة: ليه الحلو على قولتك حد راضاه؟!!
فارس بذات الابتسامة المتلاعبة: أنا راضيته لو هو ناسي.. وأراضيه بعيوني
ثم أردف: وين تبين تروحين؟؟
العنود باستغراب: ليه فيه مكان نروح له غير بيتك؟ (شددت النبر على بيتك)
فارس على ذات النبرة المثيرة بتلاعبها: قصدش بيتش ياقلبي..
وإيه فيه أماكن واجد نروح لها.. تدللي
العنود بحزم: أبي أروح للبيت.. فيه أشياء لازم نتفاهم عليها
فارس لم يرتح لجملتها ولا لطريقتها في قولها ولكنه همس بهدوء: حاضرين
خرج من بيت أهلها ليدخل إلى باحة بيته الملاصق
نزلا كلاهما وهو يهمس: أمي راحت تجيب أغراض للبيت.. ماقلت لها.. حبيت أسوي لها مفاجأة
كانت متشفقة على رجعتش واجد
العنود تدلف للبيت وهي تهمس بذات النبرة الباردة المشتعلة: على الأقل فيه حد في ذا البيت متشفق على رجعتي
كان فارس على وشك الرد عليها ولكنه أُخرس أُخرس تماما
وهي تخلع شيلتها ونقابها بحركة واحدة لتعلقهما على مشجب عند الباب
ويتناثر شعرها على كتفيها..
إشعاعها غمر المكان.. غمر المكان بشكل مذهل أشبه بالسحر
لا يعلم ما الذي فتنه..
شيء ما بها تغير..شيء تغيّر.. ازدادات فتنة..
وعلائم الغضب الرقيق ترسم على محياها فتنة أشد طغيانا
كانت طاغية.. طاغية بكل معنى الكلمة..
أسطورته الفاتنة المسيطرة
لم يستطع أن ينطق بحرف حتى قطعت هي الصمت:
ممكن نطلع لغرفتك نتكلم
فارس انتفض بخفة في داخله وهو يصحو من غيبوبة فتنتها اللذيذة ويهمس بهدوء وهو يتجه للصعود:
ترا لو قلتي غرفتنا شيء عادي.. ماحد يحاسبش على الكلام يعني
العنود نجحت في إثارة غضبه.. تعلم ذلك.. همست ببرود: هذا أنت انتبهت
فارس مازال محافظا على هدوءه رغم غضبه: والله أنتي تبيني انتبه.. أشلون ما أنتبه
وصلا كلاهما لغرفتهما
تناول فارس المفتاح وفتح الباب ليدلفا كلاهما
ثم توجه لأحد المقاعد وجلس بينما توجهت العنود للأريكة وجلست
همس فارس بهدوء: يالله تدللي
واسمعيني زين يا العنود.. الحين نتصافي.. ونصفي كل اللي بيننا
زعل زيادة ما أبي خلاص
حــيـنــهــا
انخرطت العنود في كل البكاء الذي كتمته منذ أخبرتها الطبيبة بخبر الحمل
دموع الفرحة.. ودموع القهر.. ودموع الشجن
شعرت أن فرحتها مبتورة من كل ناحية
أولا: عادت لفارس بطلبها هي.. وهي تهين نفسها له.. ولا تعود كما تمنت وأرادت
ثانيا: تعلم بالحمل وهي غاضبة منه.. رغم أنها كانت تتمنى أن يكون معها ويكون من يسمع الخبر معها
ثالثا: يجعلها تشعر بالخجل من حملها فلا تجرؤ على إخبار أمها أو حتى مريم كأنها ارتكبت جرما
فارس انتفض بعنف وهو يقفز ليجلس جوارها ويحتضنها بكل قوته
رغم ممانعة العنود ومقاومتها له ومحاولتها التفلت من أحضانه وهي تحاول دفعه بعيدا عنها
لتنهار بعد ثوانٍ وتتلاشى كل مقاومتها وهي تتعلق برقبته وتدفن وجهها بين رقبته وكتفه.. وتشهق: كله منك.. كله منك
فارس يمسح على شعرها بحنان ويهمس لها بحنان مصفى: خلاص ياقلبي اعتذرت لش.. وش تبين أسوي أكثر أنا حاضر
العنود مازالت تتعلق بعنقه الذي تبلل من دموعها وهي تهمس من بين شهقاتها: خربت فرحتي بكل شيء أول وتالي
فارس يبعدها برقة ليمسح وجهها بأطراف أصابعه ويهمس لها بعمق: ما تشوفين إنش مزودتها يا قلبي؟!!
خربت فرحتش؟!! ليش ذا كله؟!!
صمتت العنود وهي تختنق بعبراتها
وفارس يستحثها لتتكلم: هاه ياقلبي.. وش اللي في خاطرش؟؟
حينها همست العنود بعمق ألم شفاف: وش كثر تحبني يا فارس؟!
فارس أمسك بكفها واحتضنها بقوة وهو يهمس بعمق متجذر:
أنتي ما تسألين ذا السؤال يالعنود
لأنه حبش ماعاد يقاس ولا ينحسب.. شيء فوق كل خيال وتصور
حينها همست العنود بألم: وأنت تدري إني أحبك واجد.. أكثر حتى مما كنت أنا أظن وأعتقد
فارس بشجن: أدري ياقلبي أدري
حينها ألقت العنود وبشكل مفاجئ بالخبر القنبلة الذي تتحرق لمشاركته به قبل أن تجبن عن قوله:
فارس.. أنا حامل..
فارس يفتح عينيه ويغلقهما وهو يهمس بذهول: نعم؟؟
العنود تنكمش قليلا: حامل يافارس حامل
حينها قفز فارس بشكل مفاجئ وحاد وهو يصرخ متوجها للخارج.. كان يصرخ بسعادة مجنونة:
يـــــــــمـــــــه
يــــمــــه... يــــمــــــه
العنود حامل.. العنود حامل
العنود لحقت به بجزع.. كان قد وصل الدرج حين لحقت به وأمسكته وهو يهمس بسعادة لا حدود لها: فكيني..خليني أبشر أمي
يا الله ياقلبي.. الله يفرحش مثل ما فرحتيني
بس مافيه حد بيفرح كثر أمي
العنود تكاد تبكي: فارس أول شيء أنت قلت لي أمك مهيب هنا
فارس بتذكر: إيه والله
العنود بذات النبرة المختنقة: تعال بأقول لك شيء أول
قالتها وهي تشده للداخل
حينها أمسك بها فارس ليحتضنها بكل قوته.. حتى شعرت بالألم في أضلاعها من شدة احتضانه لها..
وهو لم يشعر أنه قد يكون احتضنها أقوى مما يجب حتى أنّت بضعف
حينها أفلتها وهو يهمس بحنان: آسف يا قلبي.. أجعتش؟!!
والله ما حسيت بنفسي.. فرحان حبيبتي فرحان
ثم همس بجذل عميق: مبروك ياقلبي مبروك
حينها همست العنود بخجل عميق: تكفى فارس ما تقول لأحد
فارس تأخر للخلف قليلا وهو يقول مراعاة لخجلها كما يظن: بأقول لأمي بس
حينها اختنقت العنود بكلماتها: تكفى فارس لا تقول لأحد.. لا تفضحني
حينها اشتعل كل غضب فارس: نعم؟؟ أفضحش؟؟
وليه؟؟ حن سوينا شيء حرام عشان ندسه؟؟
العنود عادت للبكاء: يعني إلا تعصب علي أو ما تستانس؟!!
فارس انتفض بخفة وهو يشدها ويجلسها ثم يجلس جوارها ويحتضنها بحنان: ياقلبي يالعنود
أنتي الكلام اللي قلتيه يخلي اللي ماعنده دم يحترق دمه.. أشلون واحد دمه حار مثلي
العنود احتضنت خصره وهي تسند رأسها لصدره: افهمني فارس
أنا صار لي عند هلي أكثر من شهرين
وألف مرة الكل سألوني أنتي حامل.. وقلت لا
أشلون أرجع لك وأقول إني حامل في نفس اليوم
يعني على طول هلي بيفهمون إني كنت أستغفلهم.. وأنا وأنت متراضين من زمان
يرضيك تحرجني كذا؟!!
فارس تنهد وهو يتفهم وجهة نظرها رغم عدم اقتناعه بها.. فهو يرى أنه لم يرتكب أي خطأ حتى يخفيه
همس وهو يمسح على شعرها: حاضر ياقلبي.. ولو أني ماني بمقتنع
كان خاطري أفرح أمي
أمي من يوم وعيت على الدنيا ودعوتها لي: جعلني أشوف عيالك
همست العنود برقة ورأسها مختبئ في صدره: اصبر فديتك.. بس ثلاث أسابيع ونقول للكل
يبعدها قليلا عنه.. يملأ عينيه منها ثم يبتسم بشفافية: أحلى حامل شفتها في حياتي
وأنا أقول من أول ماشفتش إنش محلوة بزيادة
أثره ولدي اللي محليش
ابتسمت العنود وهي تمد أصبعها لتمسح برقة على حاجبة الغليظ الشديد السواد وتهبط نزولا إلى خده..وتهمس بعذوبة: حلو مثل أبيه
ابتسم فارس: بنعديها عشان القمر الحامل ماتزعل
ابتسمت العنود: كيفي خلاص.. ولدي وأبيه.. أقول حلو.. أقول شين.. بكيفي مالك شغل
فارس يقترب منها أكثر ويحتضن وجهها بين كفيه وهو يتمعن في كل تفاصيل وجهها بشوق هادر ووله مصفى
ثم يهمس بعمق: الحين أكثر من شهرين مروا.. ما اشتقتي لي يالظالمة؟!
العنود بجزع رقيق: ما اشتقت لك؟!! بلاك ماحسيت فيني.. ذاب قلبي من الشوق يافارس
تدري فارس حبي لك شيء مافيه شك.. لكن الحياة الزوجية ياقلبي مهوب حب وبس..
الحين بيصير بينا طفل.. وأنا ما أرضى إنك تعصب علي قدام عيالي.. وقبل أي شيء ما أسمح لك تمد يدك علي
لو فكرت تمد يدك علي طلقني قبلها أحسن
انتفض فارس بجزع حقيقي: ياشين ذا الفال!!
ثم تنهد وأردف بهدوء عميق: مد يدي عليش مرة ثانية.. تنقص يدي ولا أسويها
لكن التعصيب أنا أعرف نفسي.. رجّال محراق
لكن أوعدش إني أحاول أتحكم في أعصابي قد ما أقدر.. وأنتي حاولي ماتسوين شيء يزعلني
وإن شاء الله نبقى دائما في منطقة الوسط متراضين
ثم أردف بابتسامة ذات مغزى: وعلى طاري متراضين.. ماتبين تشوفين رضوتش؟؟
العنود باستغراب: رضوتي؟!!
فارس بابتسامة: أنا أصلا معتبرش رضيتي من المرة اللي فاتت بس قلت خلني أخذش من بيت هلش وقدامهم
بس جات دورتي وخربت علي.. وتوني راجع أمس
ورضوتش شريتها من قبل أسافر حتى.. لأني قلت لش تدللي واختاري
بس أنتي قلتي: ما أبي شيء.. أبي أرجع بيت هلي (يقولها وهو يقلد طريقتها في قولها)
العنود بخجل رقيق: بس لا تحرجني
فارس ابتسم وهو ينهض ليحضر له كيسا فخما من أكياس مجوهرات ريفولي الشهيرة وضعه على فخذها
وهمس بفخامة حميمة: إن شاء الله تعجبش
العنود فضت الغلاف الفخم بألوان ريفولي الزرقاء والبيضاء المعروفة
لتتفاجأ بالصندوق الجلدي الفخم همست بدهشة: فيرتو؟!!
ابتسم فارس: افتحيه.. وإلا كفاية تشوفينه من برا
المفتاح موجود في الكيس
العنود شعرت بحماس متزايد وهي تتناول المفتاح الذهبي الصغير وتفتح به الصندوق الجلدي
وتفض الأغلفة الداخلية لتصل للهاتف المتألق البالغ الأناقة والفخامة
همست العنود بدهشة أعمق: ومرصع ألماس بعد.. بكم شريته فارس؟؟
فارس يبتسم: وليمتد إديشن مانزل منه الدوحة إلا تلفون واحد على ذمة البياع اللي في ريفولي.. والواحد ذا صار عند الشيخة العنود
العنود بخجل عميق: فارس واجد كلفت على نفسك.. والله واجد
فارس يحتضنها بحنان وقوة وهو يهمس بكل رجولته الخالصة: عشان تدرين إن زعلش مهوب رخيص عندي
***********************
بعد صلاة العشاء
مكالمة تلفونية بين لطيفة وشيخة
شيخة ببساطة: بأصلي صلاة استخارة الليلة وبأرد عليش بكرة
لطيفة تبتسم: بذا السرعة كذا
شيخة تبتسم: ما أحب دلع البنات الماسخ وتمرطاسهم
مبدئيا هو عاجبني.. إذا صليت استخارة وكان الله يبي لي الخير معه.. ليش أطولها وهي قصيرة
لطيفة بتحذير: بس تذكري شيخة اللي قلته لش.. حمد كان يضرب موضي صحيح يعز علي أطلع أسرارنا
لكن أنا عارفتش زين وإن السر ما يطلع منش.. الشيء الثاني إنش لازم تكونين على بينة
حمد تعالج في مصر.. وحتى مشعل اللي ما يطيقه من بعد سالفة موضي يقول إنه متحسن واجد
الشيء الثاني إنه مايجيب عيال.. حطي هالشيئين في رأسش وأنتي تفكرين
شيخة تنهدت: اسمعيني لطيفة
أنا ما أني بمثل موضي.. موضي صبرت عليه عشان ولد عمتها وولد خالها
لكن أنا لو فكر يمد يده علي والله لأسحبه للشرطة ولا يهمني شيء
ثم ابتسمت: وبعدين عندي أخي رويشد المقلوع بيموت عشان يكفخ له حد.. بأجيب له حمد يكفخه لو كفخني
الشيء الثاني اللي هو العيال.. انا عندي ولد وبنت وولله الحمد..
لو الله كتب لي عيال معه نعمة من الله وفضل.. ولو ما كتب يمكن الله رايد لي وله ولعيالي الخير
وبعدين يا لطيفة وين ممكن يجيني حد مثل مواصفاته
أنا كل اللي تقدموا لي يا شيبان مخاريف يا شباب نص لبسة خفت على عيالي من تأثيرهم السلبي
وحمد واحد توه صغير ومعه ماجستير ومن ناس معروفين ووضعه المادي زين.. وين ألاقي واحد مثله؟!!
أنا ما كنت أبي أتزوج قبل عشان عيالي.. بس لما جاء حمد هذا قلت يمكن هذا يكون الأب المناسب لعيالي..
ثم ابتسمت: ولو ماعجبني وعجب عيالي.. حذفناه ورجعنا على رأس أخي راشد
اللي هو بعد لازم يشوف حياته ومستقبله ويتزوج
*******************************
واشنطن
بيت يوسف
الظهر
باكينام أنهت امتحاناتها بتفوق وهي مشغولة هذه الأيام مع هيا للتجهيز لعودتها للدوحة
تنزل للأسفل وهي ترتدي لباسا للخروج طقم مكون بنطلون رسمي وجاكيت طويل للركبة باللون الأخضر الفاتح وحجاب خليط من الاخضر الفاتح والغامق
تمر بيوسف الجالس في الصالة والمستغرق في القراءة
تتسلل وراءه بخفة لتحتضن عنقه وتطبع قبلة طويلة على خده ثم تهمس في أذنه: بحبك.. وإيدك على المفاتيح
ابتسم يوسف وهو يشدها ليجلسها على حجره ويحتضن خصرها:
إيه المادية اللي عندك دي.. مافيش بوسة لله يائمر
باكينام تخلص يديه برفق لتقف وهي تهمس برقة: خلصني ياواد يا بكاش
أنا تأخرت على هيا
يوسف يطبع قبلة على أصابعه وينفخها باتجاهها: المفاتيح على الطرابيزة اللي عند الباب.. وما تتأخريش
باكينام تؤدي قبلة طائرة مشابهة وهي تتجه للباب وتلوح له: حاضر يائلبي
ذات الوقت
هيا ترتب بعض الأغراض في الحقائب
مشعل يدخل عليها ويهمس بحنان: تعبتي نفسش حبيبتي.. انتظري لين تجي أنطونيا وتساعدش
هيا تبتسم وتهمس بمودة: أولا مافيه تعب صرت في الخامس.. يعني الوحم خلص
وتوني مابديت في الثقل.. حتى موعد رجعتنا للدوحة ماشاء الله مناسب لحملي تمام
وثاني شيء خل أنطونيا لين أجيب الأغراض اللي بأطلع أجيبها الحين مع باكينام
مشعل بدهشة: أي أغراض بعد مع ذا الشناط كلها؟!!
هيا بدلال لطيف: هاه حبيبي.. خواتك حوامل بأول بيبي ولازم أجيب لهم هدية تستاهل
مشعل بهدوء: لو على خواتي أنا متأكد إنهم مايبون شيء.. الدوحة مليانة.. أنتي ريحي نفسش بس
هيا تقف لتتجهز للخروج تمر بجواره لتقرص خده: مايصير ياقلبي.. مايصير
***************************