إذاً بعد ولادة الطفل على الأم الانتباه إلى الملاحظات التالية :
* أن لا تعطي زجاجة الإرضاع مباشرة .
* أن تعطي ثديها مرات كثيرة خلال الفترة الأولى التي تلي الولادة .
* أن تضغط دائماً على ثدييها في حال شعورها بظهور حليبها .
* أن لا تتراجع عن إعطاء ثديها ، نتيجة بعض الاضطرابات العصبية والنفسية التي يمكن ان ترافقها او ترافق طفلها .
* كل إعطاء لزجاجة الإرضاع خلال الثلاثة أو الأربعة أيام الأولى التي تلي الولادة ، ولأسباب متعددة وواهية .
قد تحول دون عودة الطفل عن زجاجة الإرضاع ، وتمنع بالتالي تناوله لحليب أمه إلى الأبد والذي يعتبر أثمن وأنفع أنواع الحليب على الاطلاق مع العلم بأن كمية 33 غرام فقط من حليب الأم هي أنفع بكثير من أي حليب اصطناعي ولطبيب الأطفال أهمية كبرى في عملية إرشاد الأم وشرح أهمية حليبها والتشديد على ضرورة إعطائه في حال أن الطفل ينمو بشكل سليم وصحيح ، وهو الذي يستطيع ان يقرر ضرورة إستمرار إعطاء حليبها أم توفيقه لاستبداله بحليب يشبه في تركيبته الكيميائية حليب الام ، أم إعطاء حليب البقر الطازج أو المجفف حسب الأصول العلمية الحديثة .
قد تشعر الأم في الأيام الأولى التي تلي الولادة ، أن حليبها غير كاف أو أن طفلها ما زال جائعاً وقد يتدخل الطبيب ليضيف حليباً اصطناعياً وبمعدل زجاجة إرضاع تعادل 50 غراماً مثلاً ، لكننا نشدد مع ضرورة الاستمرار في إعطاء حليب الأم الذي سوف يزداد مع الأيام بحيث تشعر الأم بأنها أصبحت غير مجبرة على إعطاء زجاجة الإرضاع التي كانت ضرورية في فترة مرحلية من حياة طفلها ، مما يدل على أن حليبها أخذ يكفي متطلبات الطفل من النواحي الجسدية والنفسية .
لزيادة كمية الحليب يمكن للأم أن تتناول كميات معينة من السوائل والحليب وعصير الفواكه المتنوعة لأنها تزيد من كمية حليبها وذلك ربع ساعة قبل إعطائها ثديها لطفلها ؛ وامتصاص كميات كبيرة من السوائل قد لا ينفع لأن الجسن الإنساني يأخذ فقط حاجته ، ويعمل على إفراغ ما تبقى عن طريق التنفس والمسام والمجاري البولية ؛ كما أن تناول كميات قليلة من السوائل يومياً يؤثر سلباً على كمية الحليب عندها ، لذا فإننا نشدد على ضرورة اهتمام الأم المرضعة بغذائها اليومي مع محاولة تنويع الأغذية من خضار وفواكه وسوائل وعصير فواكه ولحوم طازجة وغير مدهنة كما على الأم أن ترتاح جسدياً ونفسياً حتى يأتي حليبها متوافقاً وغذاء الطفل النامي ، وقد تتعرض الأم إلى بعض التواترات العصبية وتصبح عرضة للخوف والقلق في حال سماعها الدائم لحديث الجيران والحديث الجد والجدة ، مما يدفعها إلى توقيف حليبها وإعطاء زجاجة الإرضاع نهائياً ، واضعة حداً لكل مشاكلها وللصعوبات التي تجدها والتي تعتبر طبيعية في بداية كل مرحلة من مراحل التربية للطفل الوليد .
في حال التحقق من أن حليب الأم غير كاف ، يمكن للطبيب أن يضيف حليباً اصطناعياً بشكل يسمح للأم إعطاء حليبها إلى جانب زجاجة الإرضاع خلال النهار مما يعيد للطفل وزنه الطبيعي ونموه الصحيح ، إدخال الحليب الاصطناعي يجب أن يكون تدريجياً وبكميات محدودة حتى تبعد عن الطفل كل اضطراب هضمي .
الآراء تختلف حول كيفية إدخال الحليب الاصطناعي إلى جانب حليب الأم هناك فريقاً من الأطباء يفضل إعطاء كمية من الحليب الاصطناعي بعد كل رضعة بمعدل 50 ـ 100 غرام ، كما أنه هناك فريقاً آخر يفضل إعطاء الواجبات اليومية على الشكل التالي
* الساعة السادسة صباحاً .
* الساعة الرابعة عشرة بعد الظهر .
* الساعة 22 مساء حليب الأم .
* الساعة 10 صباحاً .
الساعة 18 بعد الظهر .
الساعة 2 صباحاً زجاجة الإرضاع بمعدل : 120 ـ 150 غراماً .
مع العلم بأن الطفل قد لا يتناول هذه الكمية بكاملها ؛ وهذا المعدل يتناسب والأطفال الذين تتعدى أوزانهم الأربعة كيلو غرامات .
إن مشاكل الرضاعة تعود إلى أسباب نذكر اهمها :
1 ـ مشاكل تتعلق بالطفل :
فالطفل العصبي ، والطفل المضطرب ، والطفل البارد والطفل المزاجي قد يؤدي إل حصول مشادات بينه وبين أمه خلال فترة الرضاعة ، مما ينتج عنها تواترات عصبية عند الأم تدافعها إلى توقيف حليبها ، لأنها لم تتفهم نوعية وطبيعة طفلها حتى تتأقلم معه وتنجح بالتالي بطريقة تغذيته وتربيته . ومراجعة الطبيب قد تكون ضرورية لمساعدتها على الجوانب الايجابية التي تسمح لها بإيجاد الحلول التي تناسب كلاً من الأم والطفل .
2 ـ مشاكل تتعلّق بنوعية حملة ثدي الأمّ .
فالحلمة الصغيرة وغير الناتئة لا تساعد الطفل على تناول حليب أمّه براحة وطمأنينة مما يؤدي إلى اضطرابه ورفضه تناول ثدي أمّه هنا نشدد على ضرورة تدليك حلمات الثدي يومياً مما يساعدها على البروز ويساعد الطفل بالتالي على تناول حليب أمّه دون عناء أو تعب .
3 ـ مشاكل تتعلق بالأم التي تتألم خلال فترة أرضاع طفلها :
هنا نشير إلى أن هذه الآلام قد تظهر في الأيام الأولى من الرضاعة ، لكنها سوف تختفي تدريجياً ، وهذه الآلام تحصل إما في الثدي أو في أسفل البطن .
4 ـ مشاكل تتعلق بالتهاب الثدي :
ان التهاب الثدي يعيق في تناول الطفل لحليب أمه ، خوفاً من إصابته بأي مرض أو التهاب ؛ هنا نشدد على ضرورة المحافظة على نظافة الثديين بشكل مستمر ويومي عن طريق غسلهما بعد كل رضعة بالماء والصابون مما يبعد عنهما الأمراض والإلتهابات التي تحول دون إعطاء الطفل لحليب أمه الذي يعد أغلى وأثمن حليب .
5 ـ مشاكل تتعلق بتحقن الثديين .
للتخفيف من تحقن الثديين على الأم المرضعة أن تضع صدرية بشكل دائم ، وأن تعمل على تدليلك ثدييها دائماً ووضع لبخات من الماء الساخن أو الفاتر أو البارد
مما يخفف من تحقنها ، ومن جهة ثانية على الأم أن ترضع طفلها باستمرار حتى يخفف من كميات الحليب عندها ومن ثم التحقن .
6 ـ مشاكل تتعلق بمرض الأم :
أكثر الأمراض الخطيرة والمعدية تمنع الطفل لحليب أمه ! أما الأمراض البسيطة والوعكات الصحية السهلة فإنها لا تحول دون إعطاء الطفل لحليب أمه .
يمكن جذب حليب الأم في حال استحالة إعطاء الثدي للطفل ! وإعطائه عن طريق زجاجة الإرضاع ؛ أما فطم الطفل فيجب أن يأتي تدريجياً لأنه يؤثر سلباً على الطفل والأم من النواحي الجسدية والسيكولوجية ، وفترة الفطم تعتبر دقيقة جداً وتتطلب الهدوء والحكمة حتى تأتي النتائج إيجابية على الجسم ! فعندها تشعر الأم المرضعة بأن حليبها أخذ يشح تدريجياً عليها أن لا تنتظر حتى النهاية بل يجب مراجعة الطبيب الذي يدخل للطفل الحليب المناسب بشكل تدريجي عن طريق زجاجة الإرضاع ، وقد يرفض الطفل هذه الانواع من الحليب في البداية لكنه سوف يعتاد على تناولها ! كما إنه يجب إدخال المواد الغذائية مبكراً وتدريجياً من خضار ولحوم وعصير فواكه وجبوب مسحوقة مما يسهل عملية فطم الطفل دون أن يحد عنده أي اضطراب نفسي أو تراجع في الصحتة العامة ودون أن يؤثر ذلك على توازنه الجسدي والسيكولوجي .
الأغذية الطبيعية الموسمية والمتنوعة تلعب دوراً مهماً واساسياً في عملية الحصول على النمو والتطور السليم الصحيح لكل طفل من أطفال العائلة الواحدة . فحليب الأم يعتبر طبيعياً ونشدد على ضرورة إعطاء ولو فترة قصيرة من الزمن ...
كذلك الأمر بالنسبة للخضار والفواكه والتي تؤمن للجسم كل الفيتامينات والمواد المعدنية والبروتينات والدهنيات والسكريات الطبيعية والنافعة لحياة الأعظاء الجسدية مما يسهل عملها وينشط افرازاتها بحيث يتخلص الجسم من كل التراكمات والترسبات السامة ... على عكس الذين يتناولون كل الأغذية المصنعة ، مما يعطل عمل الأعضاء ويعرضهم إلى الأمراض على المدى الطويل .