في عصرنا الحاضر وخاصة في البلاد المتحضرة فإن الطفل يكون آمناً في غرفته وتكون امه منتظرة أوقات وجباته الغذائية حتى ينمو ويتطور بشكل سليم وصحيح ؛ وهي تراقب انخفاض أو ارتفاع وزنه ، وتراجع طبيبه المختص بشكل مستمر الذي يعلمها كيفية إعطاء حليبها ، فهي تعطي ثدي واحد في حال آن حليبها كاف وثديين في حال آن حليبها غير كاف ، أو آخذ يخفف تدريجياً ، أما مدة إعطاء الثدي فتتراوح مابين 15 ـ 20 دقيقة .
بعض الاطباء يفضل أن تعطي الأم المرضعة الثديين منذ البداية لفترة 10 دقائق من كل جهة مما يسمح بإفراغ ما في الغدد من الحليب ، ويريح بالتالي الأم وهذه الطريقة مفيدة ومغذية .
في حال أن الطفل قد تناول فترة 10 دقائق أحد الثديين ولم يتناول سوى فترة 5 دقائق للثدي الآخر على الأم أن لا تحاول أن تلح على طفلها بمتابعة رضعته لأنه يكون قد اكتفى .. من جهة ثانية في حال آن الطفل قد تعدى فترة الـ 30 دقيقة في تناول لأحد الثديين على الأم ان توقضه ، لأن الفترة الزمنية الاولى هي مغذية للطفل أما ما تبقى فيعود إلى غريزة طبيعية تمكن بمص الثدي إلى ما لا نهاية .
هنا كيف يمكننا معرفة أن الطفل قد تناول أم لا وجبته الغذائية اللازمة له ؟
هذا السؤال يحير أكثر الأمهات في عصرنا الحاضر ... لأن فترة الرضاعة لا تدل ولا بأي شكل من الأشكال على سلامة تغذية الطفل وعلى أنه قد تناول الكمية اللازمة لنموه الصحيح . ففترة العشرين دقيقة ما هي إلا مبدئية : فبعض الأطفال يشبعون بعد مضى 10 دقائق وبعضهم الآخر لا يشبع إلا بعد فترة نصف ساعة وقد يعود السبب إلى طبيعة وعصبية ومزاج ورغبة ووعي الطفل ؟ كما أن الطفل قد يرضع 100 غرام فقط ويشبع صباحاً ولا يشبع إلا بعد تناوله 300 غرام ظهراً ، لذا فإننا نرى ضرورة أخذ وزن الطفل وبعد كل وجبة غذائية حتى تتعرف الأم إلى مصدقية الكمية المتاولة من قبل طفلها خلال المرضعة الواحدة .
المعدل السليم يتراوح ما بين 100 ـ 150 غرام لكل كيلو غرام من وزن الطفل يومياً .
أما حجم وشكل الثدي قبل إعطاء الوجبة الغذائية ، فإنه لا يدل أبداً على كمية الحليب الموجودة في داخل الغدة الثديية والأمهات ذو الخبرة تعرفن جيداً أن انتفاخ الثدي قبل إعطاء الرضعة لا يدل على كمية الحليب الموجودة فيه . فالثدي يتغير حجمه وشكله أول اسبوعين بعد الولادة نظراً للتأثيرات الهورمونية ، بعد ذلك يخفف انتفاخ الثدي رغم وجود كمية كافية من الحليب المغذي ، وقد يرضع الطفل كمية 150 غراماً بسهولة من أمه دون ان تشعر الأم بذلك .
أما لون الحليب فإنه لا يدل على شيء أبداً ، وحليب الأم يميل إلى اللون الأزرق قليلاً وهو يظهر أقل دسامة من حليب البقر ، لكنه انفع لأن تركيبته الكيميائية تختلف وهو غذاء مفيد للطفل منذ البداية :
والإعتماد إذاً على وزن الطفل هو خير دليل على سلامة وصحة الكمية الغذائية المتناولة ، يومياً ، والتغذية الصحيحة تنعكس عادة إيجاباً على مجمل تصرفاته وصرعاته ، ونموه ، وبالتالي على نفسيته ! ولكن نطمئن إلى سلامة تغذية الطفل يجب معاودة الطبيب المختص لفترة معينة من الزمن حتى يشرف عليه وحتى يوجه الأهل نحو الطريق السليم ، مما يعود بالنفع على الطفل ! ومن المؤسف رؤية بعض الأمهات تتراجعن عن إعطاء حليبهن بحجة أن أطفالهن يرفضن تناول ثديهن ، مع العلم بأن حليبهن يبقى أفضل وانفع حليب بالنسبة لنموه وتطور وسلامة وصحة أطفالهن . ولسلامة صحة الثديين ان تعتني بنظافتهما يومياً بواسطة الماء والصابون ، دون اللجوء إلى استعمال المستحضرات الشائعة والمختلفة ؛ فالنظافة تمنع المكروبات من أن تلهب الثديين كما أن كل التهاب يؤدي إلى منع تغذية الطفل بشكل صحيح وسليم .