أخـــاف
أرى الأقْدار بالأنـواء حُبلى
أخـافُ أخافُ أنْ تلـد اغْتـرابـي
ويـا ويْـح الغريب من الليــالي
يعُـبُ البـيْن منْ بعـد اقـــتراب
وعيْـشُ البُعْـد منْ بعـد التداني
كعـيْش الحُـر في أسْـرِ الحـرابِ
فيُمْسي الحُـرُ كالأسْـرى ذليـلا
تـراهُ يُسـامُ ألـوانَ العـذابِ
حـرام أنْ يُـذلَّ عـزيزُ قـومٍ
فـذُلُ الحُـر كُفـرٌ بـالكتــابِ
وسجْـنُ الحــر إكْرامًا لزيـدٍ
كمنحِ الرَّوْضَ مـُلكًـا للغُــرابِ
وقتْـلُ الحُـر قهـرًا فيـه كُفْـرٌ
كـوأدِ الطفْـل خـوفًا من مُصـابِ
سيبقى الحُـرُ حُـرا بعـدَ موتٍ
ويبْقـى النذلُ نذلا لو مُهـابِ
***
أنـا المقْهـورُ يا قومي وإنـي
سُقيـتُ السُـمَّ فـي حُـلوِ الشَّرَابِ
فإذا بقيتُ يـا قـومي سَيَشْقَى
سُـراةُ الكوْنِ همًـا مـن عـذابـي
***
وإنْ حـلَّ القضــاءُ لقـيتُ ربي
ثمـينُ الـدُرِّ يسـكُنُ في الـتُراب
أقيموا الحـقَّ قومي قبْـلَ فَـْوتٍ
لـدينـا الساحُ تـزخرُ بالشـباب
وما جـدْوى الحيـاة بـلا نضالٍ
فهلْ يُـروى العُطاشا من سـراب
وإنْ تندم بـدمْعٍ قُـرب رمـسٍ
كـَرَعْيِ العِيْـِس في الرُّبْعِ الخَـرابِ