![]() |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
مضت الأيام سريعة على البعض
وبطيئة على البعض الأخر أصبحنا في يوم الجمعة يوم الزواج ملكة مريم تمت على خير قبل يومين.. وأصبحت رسميا حرم سعد بن فيصل باكينام لم تعرف بعد أن موعد زواجها تقرر ووالدها جاءته سفرة مفاجئة للأمم المتحدة في نيويورك لذا لم يخبرها بعد.. ووالدتها غير قادرة على مواجهتها وحيدة لذا تنتظر عودة طه ليكون هو من يخبرها راكان ألمح لعمه أنه يريد موضي إذا أنهت عدتها وأنه يريد الملكة فورا ولكن الزواج نفسه ليس قريبا بعد أن أنقذه مشعل بإخباره أن موضي لا تريد الزواج قريبا عبدالله بقدر استغرابه بقدر سعادته لم يخطر بباله أن راكان الذي ترك موضي تتزوج غيره وهي بنت يعود ليتزوجها بعد أن أصبحت مطلقة أم مشعل ارتاحت نفسيا وبعمق.. وراكان في رأيها خير من يعوض موضي فهي تراه رجلا حقيقيا وأفضل من حمد بألف مرة العرسان الأربعة تختلف مشاعرهم بين اللهفة والشوق والخوف والترقب *********************** بعد صلاة الجمعة سعد ومشعل خارجان من الصلاة سويا وكل واحد منهما معه ابناه توجها لمجلس آل مشعل فالغداء عندهم ما أن جلسا حتى أخرج سعد من جيبه وصل إيداع وإعطاه لمشعل مشعل نظر للوصل وهمس بهدوء: واجد يا سعد ماهان تبارك.. وحن نشتري رجّال سعد يبتسم: وبنت محمد مهيب أقل من غيرها قدرها عندي عالي ومهوب بالفلوس ثم تلفت حوله وهو يرى الكثير من الرجال ولكنه لا يرى شباب آل مشعل: وين الشباب اليوم؟؟ ابتسم مشعل وهو يضع في جيبه وصل مهر مريم الذي تم إيداعه أمس في حسابها ليعطيه لمريم ويقول: خبرك حركات الشباب كل واحد منهم في جناحه في الفندق خلوني اليوم أنا والشيبان سعد يضحك: قال خلوني أنا والشيبان.. يعني إنك أنت شباب يا اخي أنت بروحك شيبة قاضي مشعل يبتسم: راضي بشيباتي وخلينا الشباب لك يا العريس الجديد ********************** بيت جابر بن حمد حدود الساعة الواحدة ظهرا معالي تدخل كالأعصار لغرفة شقيقتيها وتصرخ بصوت عالي: هيه كوبي وبيست ترا الكوافيرة كلمتني تقول ربع ساعة وواصلة خلصوني عالية كانت تلف جسدها بروب الحمام ومازالت منشفتها على شعرها: أنا تسبحت خلاص، وعلياء في الحمام شوي وتخلص معالي بتأفف: أنتو الوحدة منكم إذا شافت الحمام كنها شايفة أمها عقب غربة ماعاد تخلصت ما ألوم جلدكم صوفر من كثر السبوح عالية تفك منشفتها وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تبتسم: شيء من حلالش يالكويحة أصلا مهوب ذابحش إلا ذا اللون اللي بعيد عن شواربش وحلوة صوفر ذي.. مصطلحات أمي هيا ماخليتي منها شيء معالي تقفز وتشد شعر عالية للاسفل: قال اللون قال لون مرضان اللهم ياكافي.. الموضة الحين السمار طال عمرش علياء خرجت من الحمام بروبها ومنشفتها المطابقة لروب ومنشفة لعالية لتشتبك معهم فورا في الحوار: أنتي منتي بعاتقتنا من معلقة مدح السمار اليومية ذي؟؟ معالي تضحك: وش أسوي باقعد أمدح روحي لين أعرس ادعو لي كود عجوز عمياء ماتشوف الليلة تخطبني لولدها ردي الحظ (إخسي واقطعي يابنت جابر أنا كم مرة قايلة لش لاعاد أسمع طاري العرس عندش ياقليلة الحيا) معالي تتصنع الإرتباك والخجل: أوبس مامي أنتي ماتدخلين إلا في الوقت الغلط نورة تقترب وتقرص إذن معالي: أنتي متى بتعرفين السنع؟؟ توش أم 17 وفي المدرسة وبتفلجين على العرس معالي تدعك أذنها وتضحك ثم تحتضن أمها: أضمن مستقبلي ماماتي بناتش البيضان ذولا ماينخاف عليهم بس أنا اللي شكلي بأعنس فوق رأسش أنتي وجويبر نورة مهما ادعت الغضب في داخلها لكنها لا تقدر على معالي عادت لتقرص أذنها وهي تقول بابتسامة: أجل حطي في بالش و اللي مايحلف به زور إنه مافيه عرس لين تخلصون كلكم جامعة وياويلكم كلكم لو ماجبتوا نسبة السنة الجاية تدخلكم الجامعة معالي تضحك: زين فرضا فرضا مامي ماجبت نسبة أمها تضحك وترد عليها بخبث شفاف: عادي خلش تعيدين السنة لين تجيبين نسبة والعرس يتأجل مهوب طاير معالي تضحك: لا خلاص أوعدش من أول مرة أجيب نسبة هذي فيها عرس عرس كل سنة تاخير بتأخير زواجي الميمون نورة تبتسم: خلصوني أنتو هذرتكم المره على وصول وأنا أبي أروح الصالة بدري أبيكم كلكم عقب صلاة المغرب خالصين *********************** جبهتا العروستين العروسان وشقيقاتهما وأمهاتهما في القاعة من بعد صلاة الظهر تقرر أن العروسين لن تجلسا أمام الضيفات وإنما ستكونان في الغرف الداخلية من القاعة ومن تريد السلام عليهن تستطيع الدخول لهن بالنسبة لمشاعل هي من رفضت لأنها تخجل من المشي أمام كل هذه الأعين وبالنسبة للعنود مريم هي من رفضت والعنود وافقتها دون نقاش ورفض مريم كان من الوجهة الدينية لأن عرض العروس ليس من الدين في شيء ومن ناحية أخرى مريم تخشى كثيرا على أختها من العين فهي تعرف أن أختها جميلة وسمعت ذلك كثيرا وللعروس أي عروس في تلك الليلة ألق مختلف فكيف من هي في جمال ابنتها وشقيقتها الصغرى؟!! أما هيا فقد قررت البقاء مع جدتها حتى تحضرها وتأتي معها لذا البنات حجزن لها كوافيرة تأتيها في البيت وبعد صلاة المغرب مباشرة تحضر جدتها وتأتي بها للقاعة غرفة مشاعل في القاعة مشاعل توترها قفز للذروة وهاهي تكثر من قراءة آيات القرآن الكريم لتطمن قلبها الجازع بدقاته التي تصاعدت بشكل مرعب موضي لا تفارقها مطلقا وتقرأ عليها بدورها موضي الواقفة تهمس لمشاعل الجالسة استعداد لعمل شعرها وهي تضع يدها على كتفها: حبيبتي اذكري الله ترا السالفة سهالات وناصر والله العظيم يجنن ومافيه مثله لا تخربين على نفسش أحلى ليلة في عمرش بذا الخوف اللي ماله داعي مشاعل تمسك بيد موضي وتنقلها لقلبها الذي تتقافز دقاته بجنون وهي تقول بصوت مختنق: خايفة يا موضي خايفة.. غصبا عني.. أحاول أهدأ بس ماني بقادرة خايفة موضي تحتضن مشاعل بحنان وهي تهمس بداخلها: يا الله يا كريم أنزل السكينة على قلبها واشرح صدرها لناصر العنود وضعها أفضل بكثير وضع عروس اعتيادية بتوترها وخوفها حتى موقفها الأخير مع فارس حاولت تناسيه وهي تقرر أن تبدأ صفحة جديدة في كل شيء مريم جوارها قرأت وتقرأ الكثير من القرآن لطيفة لا تهدأ تتنقل بين ترتيب الصالة ووصول الطلبيات وغرفتي العروسين أحضرت ابنتيها معها وأبنائها مع والدهما تتذكر شيئا.. تلتقط هاتفها وتتصل: هلا حبيبي تغديتو؟؟ مشعل كان في البيت ليرتاح قليلا ليذهب هو أبنائه لمكان حفل الزواج بعد صلاة العصر يبتسم وهو يعدل المخدة تحت رأسه: تغدينا لطيفة باهتمام واستعجال: وحمودي وعبودي تغدوا زين؟؟ مشعل مازال يبتسم: صاروا رياجيل لو ما تغدوا إذا جاعوا بيأكلون لطيفة باستجداء: حرام عليك مشعل هذولاء الواحد لو ماقعد فوق رووسهم ماياكلون.. مشعل يضحك: والله العظيم تغدوا.. شيء ثاني؟؟ لطيفة باستعجالها وهي تتأكد من ترتيب أحد الطاولات: إيه ملابس العيال طلعتها لهم.. معلقة على الدولاب من برا تأكد إنهم بيلبسون الثياب اللي أنا طلعتها مهوب شيء غيرها مشعل برقة: حاضر عمتي... شيء ثاني؟؟ لطيفة تبتسم: وش عندك على شيء ثاني.. لا.. مع السلامة مشعل بابتسامة: زين أنا عندي شيء ثاني لطيفة باستفسار: ويش؟؟ مشعل بعمق: أحبش.. ولا تتأخرين الليلة ياقلبي أبي أشوف غزالتي شكلها أشلون ترا على 12 بأجي أجيبش ************************* بعد المغرب اقترب الموعد.. اقترب كثيرا الشباب أصبحوا كلهم متواجدين في مكان الحفل مشعل وراكان مع فارس وناصر منذ الصباح ووصلوا هم وإياهم بعد أن صلوا المغرب عمالقة آل مشعل كلهم يجتمعون فارس وناصر في الصدر مذهلان متألقان مفعمان برجولة خاصة وأناقة مبهرة في بشتيهما السوداوين حضورهما مختلف وألقهما كاسح عن يمينهم ويسارهم محمد وعبدالله وبالجوار جابر أبو حمد وسعد ابن عمهم ومشعل ومشعل وراكان مشعل بن محمد يميل على أذن راكان ومشعل بن عبدالله وهو يقول بابتسامة: أما الشيبان اليوم يبون يكسرون على المعاريس وهو ينافسونهم بذا البشوت السود تقول معاريس مشعل بن عبدالله بمرح: والله المفروض لبسنا بشوت وصفينا جنبهم خصوصا أنا مسكين مالبست بشت.. كان لازم أجرب روحي في البشت الحوار المرح مستمر بين المشعلين الحوار الذي تباعد عنه راكان وهو يفكر بنفسه هل يأتي يوما ويجد نفسه مقيدا بمظاهر كهذه بشت ومعازيم والأهم الأهـــــــــــم مقيدا بموضي!!! حسن صديق ناصر يصل يسلم على الجميع حتى يصل ناصر ليسلم عليه سلاما خاصا حماسيا على طريقة الفرسان ناصر بامتنان: والله ما أنسى لك جيتك حسن بمرح: ما أبيك ما تنساها.. أبيك تردها لي عقب ما أرجع من الأردن كل ليلة تسهر معي يا العريس ناصر يضحك: مهوب كنك مسختها وهذا طلب تعجيزي حسن بمودة: والله كان ودي أقعد بس أنت عارف إنه السباق بكرة أنا راجع من الأردن عشان عرسك والحين طالع المطار ناصر بمودة أكبر: تكفى سلم لي على شباب الفريق كلهم وترا ما نبي نشوف وجيهكم إلا بمركز من المراكز الثلاثة الأولى لو ما جبتوه اقعدوا هناك أحسن حسن يضحك ويسلم مرة ثانية: الله كريم.. ويالله دعواتك لنا فارس جالس بهدوءه المعتاد راسما ابتسامته الثقيلة يمزقه التوتر انتظارا لرؤية قصة غرامه اللا متناهي ناصر يميل عليه: هيه يالمعرس.. وش علومك؟؟ فارس بهدوء: وش علومه؟؟ شوفة عينك ناصر يبتسم: ترا أختي شوفتها تسر القلب.. مافيه داعي تجيك حالة اكتئاب فارس يبتسم ويرد عليه بخبث: وأختي شوفتها تسر القلب وأظنك شفت على الطبيعة ناصر (بعيارة): يا لبا الطاري.. من عقب ذيك الشوفة ماعاد أمسيت الليل فارس يبتسم: ياكثر هياطك بس ************************ قاعة الحريم اكتمل عقد الحاضرات وأميرات آل مشعل جميعهن غاية في التآلق فالليلة يزففن أربعة من أبنائهن مناسبة خاصة تستلزم ألقا وأناقة خاصين وهاهن يطفن بين الضيفات في القاعة يرحبن بهن وأحيانا يعدن للاطمئنان على وضع العروسين العروسان كل واحدة منهما في غرفتها المقررة لها مع كوشة ناعمة تتناسب مع طلة كل منهما وبالفعل كانت طلة كل واحدة تتناسب مع شخصيتها مشاعل شعرها الحريري القصير رُفع كاملا في شينيون كلاسيكي طرحتها دانتيل خفيف وُضعت على رأسها بطريقة الشيلة الكلاسيكية الفستان كان بسيطا وراقيا جدا خليط من الساتان الحريري والدانتيل المتداخلين بدون أي شك أو تطريز العنود لم ترتدِ طرحة أساسا وشعرها المدرج الذي يصل لمنتصف ظهرها ينسدل في خصلات لولبية تختلف أطوالها وتتوزع فيه زهرات بيضاء صغيرة ذات الزهرات تتوزع على الفستان الفخم المبهر في نفاصيله مضى الوقت واقترب وقت حضور العريسين الغرف التي فيها العروسان لها مداخل على خارج القاعة لا تمر على الحضور فتقرر أن ناصر يحضر أولا ليأخذ مشاعل ثم يليه فارس ليأخذ العنود مشعل اتصل بشقيقته موضي وأخبرها أنه سيحضر الآن مع ناصر لأخذ مشاعل موضي لبست عباءتها ونقابها واقتربت من مشاعل وأخبرتها أن ناصر سيحضر مشاعل بدأت ترتعش بشكل عنيف واضح موضي اقتربت واحتضنتها وهي تقرأ عليها وهي تقول لها: تكفين مشاعل لا تفضحينا في ناصر والله ناصر مافيه مثله أنتي هدي أعصابش بس مشعل جاي معه.. وأنتي عارفة مشعل بيمتغث لو شافش كذا مشعل الكلمة السحرية لشقيقاته حاولت مشاعل التماسك من أجل مشعل ومن أجل مشعل فقط المتواجدات في الانتظار موضي ولطيفة وأمهات مشعل وأم حمد ومريم أحضرتها سائقتها وأجلستها على كرسي قريب من الباب حتى تسلم على ناصر ثم تعيدها للعنود أم مشعل بن عبدالله غاية في التوتر وحزن شفاف يغزو روحها وهي تراقب لمعة الدموع في عيني ابنتها وارتجاف يديها كانت تكثر من الدعاء لها ودقات قلبها تتعالى وكأنها تتضامن مع دقات قلب ابنتها التي يكاد قلبها يتوقف من قوة تصارع العروق وتعالي النبضات ناصر دخل قبل أن يرى شيئا عرف مريم عند المدخل تجلس بعباءتها وغطاها وقف عندها وهو يحتضنها ويقبل رأسها ومريم تهمس له بحنان: مبروك ياقلبي.. جمع الله بينكما في خير ثم نزلت له أمهات مشعل وقبل رأس كل واحدة منهما وهو يشعر بشوق كاسح لإنهاء هذه السلامات حتى يراها حينها استطاع أن يرفع عينيه أن ينظر لملاكه الذي طال اشتياقه له بدت له أكثر عذوبة ورقة من أن تكون حقيقة كانت أشبه ما تكون بحلم شفاف نسمة عابرة شيء خيالي يستعصي على خيال البشر الإحاطة به (آه ياقلبي وش ذا العذوبة كلها أحسها بتذوب من رقتها) مشعل كان يمشي جواره وهو يلقي التحية على مريم وأم مشعل صعدا سويا موضي أوقفت مشاعل ونزلت مشاعل شعرت أنه سيغمى عليها وهي ترى الجسد الفارع الطول يطل عليها من علو وعيناها المنخفضتان تركزان في طرف البشت الأسود شعرت به قريبا جدا فرائحة عطره الرجولي الفاخر اخترقتها تماما توترت بشدة (أ يعقل أنه يشم عطري الآن؟!) وبالفعل كان ناصر منذ اقترب منها وهو يشم رائحة عطرها المسكر الذي اكتسب من عذوبتها سحرا خاصا اقترب أكثر ليطبع على جبينها الناعم قبلته الدافئة ومشاعل شعرت أنها تكاد تذوب وتنتهي لم تتوقع شيئا من هذا ولا أنه اقترب لهذه الدرجة لأنها لم ترفع عينيها إطلاقا ناصر بعد أن قبل جبينها وقف جوارها ليتيح لمشعل السلام عليها مشعل قبل رأس شقيقته وهو يهمس لها بحنان: مبروك يالغالية.. ما أوصيش في ناصر ثم ألتفت لناصر وهو يقول بعمق: وما أوصيك في مشاعل ناصر بعمق مشابه: في عيوني ثم أمسك بيدها ليجلسها ويجلس جوارها ملاصقا لها على المقعد الطويل يدها باردة وصغيرة وناعمة وترتعش.. ترتعش بشدة مشاعل تدعو ربها بعمق أن يفلت يدها التي تسكن الآن في يده الكبيرة وأن يبتعد قليلا فملاصقة جسده لها بهذه الطريقة أوقفت عقلها عن التفكير من شدة الخجل ولكن ناصر لم يحقق أيا من أمانيها فلا هو ابتعد.. ولا هو أفلت يدها التي يمسكها الآن بحنان وبقوة وهو يتأمل بإعجاب شفاف خطوط الحناء الناعمة فيها (أخاف يدها الهشة تنكسر في يدي بس بعد ماني بفاكها وش هالسحر اللي فيش؟!! وقفتي تفكيري وأشعلتي مشاعري) (أرجوك.. حرام عليك بيغمى علي فكني بعد عني شوي والله العظيم بيغمى علي وقلبي بيوقف) بعد دقائق ..مشعل همس لناصر: يالله نمشي ناصر شعر بارتعاشة يدها أكثر في يده مال عليها وهمس لها من قرب: ليش ترتعشين كذا؟؟ مشاعل لا تخافين من شيء مشعل أشار لشقيقتيه لإحضار عباءة مشاعل لطيفة كانت تلبسها في الوقت الذي همست له موضي: بأروح معها مشعل همس لموضي: مافيه داعي أنا بأوصلهم للأوتيل وبعدين أنتي رايحة اليوم الصبح ورتبتي أغراضها هناك لا تحاتينها خرجا سويا وركبا السيارة مشعل يقود بهما وناصر جلس معها في الخلف مشاعل وضعت يديها متشابكتين في حضنها حتى لا تسمح له بإمساكها ناصر تفهم خجلها وتركها براحتها والسيارة تخرج من الصالة باتجاه الفندق ********************** الثنائي الآخر فارس والعنود بعد أن خرج ناصر اتصل مشعل براكان ليحضر فارس لطيفة ومريم وأم فارس وأمهات مشعل وأم حمد هم من يتواجد مع العنود الآن مريم اقتربت من العنود حصنتها مطولا بالأذكار والأدعية ثم نزلت.. حاولت العنود التمسك بها ودقات قلبها تتزايد همست لها مريم بمرح شفاف: لا تصيرين جبانة فارس مايعض.. وصل فارس مع راكان سلم على والدته أولا وسلم على كل الموجودات وهو يتلافى النظر إلى من يلتهمه شوقه لها شعر لأول مرة في حياته بضغط توتر هائل معشوقته أمامه من مزقت قلبه هياما أمامه من أهانته أمامه من شكت فيه أمامه كل المتناقضات وسعير المترادفات أمامه سلم على والدته وأمهات مشعل وشقيقته لطيفة وأطال وهو يسلم عليهم وراكان يهمس له بمرح: يا أخي أنت مستغرب من هلك وعجايزك توك شايفهم اليوم وشرايك نطلع القاعة ونخليك تلف على عجايز الجماعة كلهم تسلم عليهم عجوز عجوز خلّصنا مرتك واقفة تنتظرك وبالفعل كانت العنود واقفة من قبل دخوله أوقفتها لطيفة.. ونزلت.. وتركتها وحدها لتستحوذ على البهاء الأبدي رفع فارس عينيه إليها وهو يتقدم بثقة ناحيتها مــوجـعـة مــوجـــــعـــة مـــــــــــوجـــــــعـــــة لم يجد وصفا أفضل للشعور الذي اجتاحه غير الوجع كانت إطلالتها موجعة وجمالها موجعا وتأثيرها سلبا وإيجابا على روحه موجعا وقف للحظات أمامها ضائعا في بحر ملامحها (أ يعقل أنها أصبحت لي وأخيرا لي أ أستطيع مد يدي لشفتيها وألمسهما؟! معانقة أهداب عينيها؟! مصافحة زهر خديها؟! أريد أن أتاكد أنها أمامي وكل هذا الحسن والجمال والروعة لي أنا أنا وحدي) راكان اقترب من شقيقته الصغيرة احتضنها بحنان: مبروك عنودتي ألف مبروك العنود همست بصوت خافت: الله يبارك فيك بالكاد سمعها راكان ولكن همساتها وصلت للقلب المتيم لاول مرة يسمع صوتها الذي عذبه من هذا القرب وكم بدا له صوتها مع صورتها عذابا لا يحتمل العنود لم تستطع رفع عينيها خجلا ولكنها شعرت أن فارس أطال في وقفته أمامها راكان همس له: اقعد يا ابن الحلال فارس وقف جوارها وكان على وشك أن يجلس دون أن يمسك بيدها أو يجلسها لطيفة اقتربت من ناحيته وهمست: فارس الله يهداك أمسك يدها وقعدها فارس لم يفكر أن يقبل رأسها كالعادة الشائعة رغم أن شقيقاته أخبرنه بذلك سابقا شعر أن اقترابه من حدود وجهها شيء خاص به هو وإياها لا يريد لأحد أن يشهده شيء خاص جدا.. لهما وحدهما وإذا كان يشعر أن إمساك يدها فوق احتماله فكيف بتقبيلها؟؟ ولكن مسك كفها أهون الأمرين لذا تناول يدها وليته ما فعل فهو شعر كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا ضرب يده مع إحساسه بسكون أناملها الناعمة الدافئة المرتعشة بين أنامله ولكن أي من انفعالاته لم يظهر على وجهه وهو يجلسها ثم يفلت يدها والدته كانت شديدة التأثر وهي تدمع من الفرح وتكثر من الدعوات له كان ينظر للأمام بثقته الطبيعية لكن داخله كان يهتز بعنف وهو غير قادر على التركيز في أي شيء كيف يركز وأقطاب التشتيت في العالم كله تجلس جواره؟!! العنود كانت دقات قلبها تتصاعد بعنف تعلم أنه لم يبدُ رومانسيا ولكن لأنها تعرفه فهي لم تتوقع أبدا أن يكون رومانسيا وتحمد الله أنه لم يكن كذلك فارتباكها يكفيها وهي تتفهم جيدا ثقله ورزانته وتشكر الله عليهما بعد دقائق راكان همس له: يالله قوم نمشي فارس وقف وهذه المرة لم ينسَ أن يمد يده لها ويوقفها هذه المرة كانت يدها أكثر ارتعاشا وفي أعماق روحه أكثر تأثيرا (خائفة حبيبتي؟! ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري حمل كل مخاوفكِ عنكِ ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟! ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي حتى أبعد عنكِ كل خوف) لطيفة ألبستها عباءتها وساعدتها حتى أوصلتها للسيارة لضخافة فستانها ثم عادت لتنطلق السيارة بهم ********************** كل ثنائي وصل لفندقه وكل شقيق أوصل أخته أطمئن عليها ثم تركها مع الرجل الذي يُفترض أن تكمل معه بقية حياتها #أنفاس_قطر# . . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
الدوحة
فندق الانتركونتنتال جناح ناصر ومشاعل وصلا منذ دقائق اطمئن مشعل عليهما ثم غادرهما مازالت مشاعل غير مستوعبة كيف وصلت هنا دون أن تنهار ومازالت تقف وعيناها في الأرض وقلبها يكاد يتمزق من ضغط دقاته تشعر بوجل وخوف وخجل غير طبيعي تتمنى أن تنشق الأرض تبتلعها وأن يتوقف هذا الموجود معها عن مراقبتها بهذه الصورة المتفحصة مازالت حتى الآن لم تر ناصر.. فهي لم ترفع عينيها له مطلقا انتزعها من أفكارها صوت عميق هامس قريب: تدرين إنش أحلى من كل أحلامي..مبروك ياقلبي (متى صرت قلبك يا النصاب؟) أكمل همسه: حبيبتي.. توضي خلينا نصلي ركعتين (وحبيبتي بعد؟! وش عنده ذا) تريد أن تتكلم ولكنها عاجزة.. فكل الكلمات تحجرت في بلعومها ولكنها تحتاج فعلا أن تصلي وتصلي طويلا أيضا لتطمئن الصلاة روحها الجازعة تركته وتوجهت للدولاب.. تعلم أن موضي أعدت لها كل شيء تناولت روبها ومنشفتها وبيجامتها فشقيقاتها كن يعلمن أنها يستحيل أن تلبس قميصا في ليلتها الأولى لذا أعدت لها موضي بيجامة حريرية بيضاء مطرزة علقتها مشاعل في الحمام وهي تحشر نفسها وثوبها في الحمام طوال حركتها في الغرفة وناصر يراقبها باستمتاع وهو ينظر لها بإعجاب عميق يشعر أن حرارته ترتفع وكل ما تفعله يبدو رقيقا وعذبا ومثيرا وخطرا.. خطرا جدا.. وخصوصا أنها تتحرك بتلقائية متوترة بدت أكثر خطرا (الله يعيني على خجلها بس!!) مشاعل أطالت في الحمام وهو لم يسمع صوت الماء يُفتح كان يريد أن يصلي قيامه لكنه يريد قبلا أن يصليا سويا ركعتين ليبارك الله لهما في حياتهما معا ناصر طرق عليها الباب وهو يهمس لها برقة: مشاعل حبيبتي تأخرتي نبي نصلي مشاعل كانت تبكي في الداخل فهي مرتبكة وتكاد تذوب خوفا وخجلا وهذا الثوب اللعين لم تعرف كيف تخلعه فهو لم ينفتح لها تكررت الطرقات على الباب أخيرا استطاعت أن تهمس له: شوي لو سمحت كان وجهها قد أصبح خريطة ألوان من تمازج دموعها وزينتها أخذت مناديل مسح الزينة التي تركتها لها موضي في الحمام ومسحت وجهها كاملا بعناية وختاما وجدت نفسها مضطرة لطلب مساعدته فهي تريد أن تصلي ولولا الصلاة لكانت بقيت في الحمام حتى الصباح فتحت الباب قفز ناصر الذي كان جالسا على الأريكة فور سماعه لفتح الباب مشاعل بخجل مر ودموعها مازالت تسيل: ممكن تساعدني لو سمحت ************************ الدوحة فندق الريتز جناح فارس والعنود راكان أوصل فارس والعنود لجناحهما ثم انسحب مازال الاثنان واقفان يلفهما توتر عميق في حالة ناصر ومشاعل نجد مشاعر عريس طبيعي عند ناصر وخجل غير طبيعي عند مشاعل في حالة فارس والعنود نجد مشاعر عروس طبيعية عند العنود ومشاعر عشق متجاوز للحدود لكنها مغلفة بكبرياء غير طبيعي عند فارس العنود خلعت عباءتها كمحاولة لتبديد توترها وهاهي مازالت تقف بخجل وعباءتها بيدها وعيناها في الأرض فارس ينظر لها ومضى وقت طويل وهو ينظر لها ويشعر أنه لو ظل ينظر إليها طوال عمره فلن يشبع أو يرتوي أو يمل يتأملها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها (يا آلهي.. يا ألهي أي مخلوقة أنتي؟؟ أي روعة أنتِ؟؟ أي معجزة أنتِ؟؟ ماذا فعلتِ وتفعلين بي كفى كفى ارحمي قلبي الذي تطعنينه بأهداب عينيك الذائبتين خجلا وتعصرينه بين ملتقى شفتيكِ المرتعشتين توترا) العنود تعبت وهي تنتظر منه رد فعل بينما هو واقف كتمثال حجري وخجلها يمنعها من الحركة (هذا شفيه كذا يبي يحرجني يعني يضطرني أنا أتكلم أول لمتى وحنا واقفين أنا أبي أصلي) العنود همست بخفوت معذب: أبي أصلي.. ممكن؟ انتفض فارس بعنف ولكن انتفاضته لم تظهر مطلقا على محياه فلطالما اعتاد على التحكم في انفعالاته فارس بهدوء وثقة: بنصلي كلنا الحين ركعتين وعقب صلي ************************ جناح ناصر ومشاعل ناصر اقترب منها بدت له كطفلة خائفة مذعورة بوجهها المحمر الصافي الخالي من المساحيق ودموعها التي تسيل بغزارة شعر بحنان غامر ناحيتها سألها بحنان: وش فيش؟؟ مشاعل بخجل عميق من بين دموعها المنهمرة بصمت: ماعرفت افتح الفستان.. ممكن تساعدني ناصر ابتسم (والله ربي يحبني) أجابها بابتسامة: لفي مشاعل أعطته ظهرها ناصر بدأ يفتح السحاب ببطء شديد وكأنه يريد إطالة المهمة قدر يستطيع وهو يفتح كان يمرر أصبعه بطريقة مقصودة على سلسلة ظهرها مشاعل كادت تجن وهي تشعر أن إعصارا صاعقا ضرب سلسلة ظهرها همست بخجل واختناق: ناصر بسرعة لو سمحت ناصر يبتسم: خلاص خلصت مشاعل لم تصدق أنه انتهى قفزت للحمام وهي تبكي بشكل أشد وتناشد الله في أعماقها (يا ربي الطف فيني ياربي الطف فيني شكله مهوب عاتقني الليلة وش ذا الوقاحة اللي عنده ياربي ارحمني ارحمني يارب الطف فيني .. الطف فيني ليتني قعدت في الحمام ولا قلت له يساعدني) ******************** جناح فارس والعنود العنود دخلت الحمام لتستحم وتستعد للصلاة ووجدت أن لطيفة كانت قد أعدت لها كل شيء في الحمام وفي دواليب الجناح بتنظيم شديد بينما فارس خرج خارج الجناح شعر أنه بالفعل عاجز عن احتمال ضغط وجودها بهذا القرب العنود خرجت لم تجده ارتدت ثوب الصلاة فوق قميصها انتظرته تأخر بدأت تصلي قيامها دخل وهي تصلي انتظرها حتى انتهت ثم همس لها بهدوء دون أن ينظر ناحيتها: يالله نصلي صليا سويا حين انتهوا من صلاة الركعتين فارس بدأ يصلي قيامه والعنود انسحبت وخلعت ثوب الصلاة وعادت للحمام للتأكد من شكلها نشفت شعرها جيدا ثم فردته لم تعرف هل تترك وجهها خاليا من المساحيق أو تضع شيئا خفيفا لكنها قررت ختاما أن تتركه بدون مساحيق فوجهها اكتفى اليوم من أطنان المساحيق تعطرت بكثافة وعطرت شعرها ثم نظرت لشكلها النهائي في المرآة وأن شكلها يبدو فعلا أنيقا ومحتشما في رداء نوم أبيض ملكي عليه روبه السميك المطرز بفخامة يتناثر عليه شعرها المدرج المسدل بعذوبة على كتفيها حين خرجت كان فارس يجلس على الأريكة وقد أرتدى بيجامة سوداء شعرت العنود بالخجل بالكثير من الخجل (هل أبدو بشعة أمامه؟!) ففارس بدا لها وسيما حد الوجع ومذهلا في بيجامته التي انسابت على عضلات جسده البارزة من تحتها بتناسق رائع بدأ خجلها يتحول لتوتر (عشان كذا ما عبرني أكيد ماشاف فيني شيء يعجبه) لم يرَ شيء يعجبه؟؟ عن ماذا تتحدثين؟؟ هذا الشاب متيم حتى أقصى عروقه وخلاياه لو كنتي بشعة حتى، فهو يراكِ المخلوق الأروع في كل الكون؟!! فكيف وأنتي تقفين أمامه بحسنكِ الموجع؟!! ظلت واقفة وفارس يتأملها بعمق يتأمل وجهها الصافي العذب المشبع أنوثة كاسحة وبراءة عذبة لباسها الذي أصفى عليها مزيدا من الأنوثة والبراءة معا كل مافيها موجع.. موجع ويحز في روحه حتى أقصى أعماقه طالت وقفة العنود.. وانتبه فارس وأخيرا تكلم وهو يقول بهدوء: ليش واقفة؟؟ اقعدي (تعّب روحه صراحة أخيرا تذكرني) جلست العنود بعيدا عنه ومقابلا له حرب من النظرات استعرت بينهما العنود تنظر له بخجل نظرات متوترة منقطعة تتراوح بينه وبين حضنها حيث كفيها المتشابكتين وفارس ينظر لها بشكل مباشر وعيناه تلتهمها التهاما وتلتهم كل تفاصيلها (أوف اشفيه يطالعني كذا لا يكون فيني شيء غلط) العنود توقفت تماما عن رفع عينيها ونظراتها تثبت على يديها وتطريزات روبها (لا تصدين تكفين ارفعي عينش ولدي صوبي لاتصد هناك ياعمري دقيقه .......... العمر محسوب بحساب الدقايق في بحر عينك تبينت الحقيقه........... كل موجه تنقل لعيني حقايق الهوى دلتني عيونك طريقه ...........ثم سوت وسط قلبي لك طرايق إلتفت يمي ترى عمري دقيقة..........ليتني احيا في سما عينك دقايق لا تصدين حتى نظرة عينش تبين تحرميني منها حرام عليش اللي سويتيه وتسوينه فيني) ******************** غرفة ناصر ومشاعل بعد حوالي نصف ساعة خرجت مشاعل من الحمام بعد أن نشفت شعرها بالمجفف ولبست بيجامتها بدت لناصر أشبه بدمية حقيقية أشبه ما تكون بلعبة قد يكسرها أقل شيء شعر برغبة عارمة أن يحتضنها.. يستنشق عطر هذا الشعر الطفولي الناعم لكنه تنهد وهو يقول لنفسه (كل شيء في وقته حلو) همس لها: يالله نصلي مشاعل رفعت عينيها له لأول مرة بدا لها وسيما ومهابا حتى في نحافته التي لم تخفِ عضلاته النحافة التي ميزته عن عرض أجساد آل مشعل أنزلت عينيها بسرعة وهي تقول: بس أجيب سجادتي أحضرت سجادتها ووقفت خلفه وصليا معا ركعتين ثم صلى كل منهما قيامه ناصر أنهى صلاته قبلها وهي أطالت كثيرا في الصلاة ناصر كان يبتسم وهو يجلس للكرسي الأقرب لها انتهز الفرصة أنها سلمت بين ركعتين فهمس بمرح شفاف عميق: ترى أكثر القيام 8 ركعات ..والشفع والوتر صاروا 11 شكلش صليتي 30 أو 40 ركعة وترى عادي.. صلي 70، 80 قاعد انتظرش للصبح ماوراي شي ترا لا جمعة شباب ولا تدريب ولا شغل أنتي وبس مشاعل بخجل: بأوتر بس صلت مشاعل ركعتها المتبقية ثم قامت لتعيد سجادتها للدولاب لا تعرف لماذا تعيدها كان من الممكن أن تتركها على الكرسي ولكنها تريد أن تبتعد عن مدى وجوده أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟ ************************ جناح فارس والعنود الجلسة طالت كثيرا العنود زاد خجلها كثيرا وهي تراه يراقبها بهذه الطريقة وفارس العاشق لم يكن أصلا في وعيه فهو كان يحلق في عوالمه الخاصة فهو مازال غير مستوعب أن معشوقته تجلس أمامه بدون حواجز وأنها أصبحت له يتمتع بالنظر إليها كيف يشاء ويستمتع بهمساتها كيف شاء تذكر أنه لم يسمع صوتها تقريبا منذ وصلا وكم هو مشتاق لانسكابه في أذنه همس بطريقته الواثقة الاعتيادية: العنود تعالي اجلسي جنبي العنود لم تتحرك (صدق ماعنده ذوق يامرني أجي عنده) فارس طلب ذلك بعفوية لأنه هو من يجلس على الأريكة بينما هي تجلس على كرسي منفرد فارس بذات الهدوء: العنود تعودي من أولها إني ما أعيد الطلب مرتين إذا طلبت منش شيء تنفذينه من أول مرة قلت لش تعالي جنبي تقومين تجين جنبي وهذي بتكون أخر مرة أكرر طلب مرتين العنود شعرت بضيق عميق أسلوبه مستفز وقاس وخالٍ تماما من الذوق ولكنها وجدت نفسها مجبرة للقيام والجلوس جواره فنصائح مريم الكثيرة ترن في رأسها وعصيانه عصيان لربها العنود جلست على الطرف الآخر من الأريكة وهي تترك مسافة فاصلة بينهما ولكن قربها كان كافيا لتخترقه رائحتها العذبة لم يكن عطرها فقط بل رائحتها هي.. اختلاط عطرها برائحتها الطبيعية كان ناتجه فتاكا على مشاعره مازال يتجلد.. فتنكيس الرايات السريع ليس من شيم كبرياءه وخصوصا أنه يحاول جاهدا أن يستعيد إهانتها الوقحة لها حتى يقسو عليها قليلا فيجد أن هذه الاهانة تتضاءل ذكراها أمام ذكرى أعظم وأجمل هي العنود ذاتها ولكن كبرياءه .. كبرياءه أين يفرمنه؟؟؟ سألها بهدوء: ناصر قال لي إنش أنتي رفضتي نسافر.. ليش؟؟ العنود تتذكر أنها قالت لناصر السبب.. أيعقل أنه لم يقله لفارس وفارس كان يعلم السبب لكنه يريد فتح حوار ما العنود بخفوت وعذوبة: امتحاناتي بعد أسبوع وماعندي وقت أن يسمعها توجه الحوار له مباشرة بصوتها الساحر وطريقتها الآسرة في الكلام كان إحساسا فوق كل خيال روعة وآلما ومتعة سألها بهدوء: كم ساعة مسجلة؟؟ العنود بذات النبرة الخافتة: 16 فارس : مهوب واجد عليش؟؟ العنود ترفع عينها.. وتكمل بخجل: لا بالعكس أصلا كنت أبي 18 بس ماحصلت إن شاء الله الفصل الجاي أسجل 18 ساعة فارس بهدوء: أكثر من 14 لا تسجلين.. أنتي الحين مرة متزوجة لبيتش حق العنود صمتت لا تريد أن تثير معركة منذ ليلتهما الأولى همست برقة: يصير خير فارس ماعاد يحتمل (ماكل هذه العذوبة!! تبدو الكلمات كما لو كانت تختلط بالعسل والسكر وهي تتدفق من بين شفتيها) يريد أن يلمس وجهها فقط يريد أن يلمس تفاصيل ملامحها يلمس شفتيها النديتين النابضتين بالهمس المعذب هل هما فعلا حقيقة أم خيال؟؟ هذه المرة لم يأمرها أن تقترب بل هو من اقترب منها العنود توترت وهي تتراجع أكثر للطرف الذي حجزها وهو يقترب أكثر حتى أصبح شديد القرب منها همس لها بحنان تلقائي: ارفعي وجهش وطالعيني نبرة الحنان اللذيذة غير المعتادة في صوته أجبرتها على التنفيذ بدون وعي مد سبابته لوجهها انتفضت بعنف وهو يمرر سبابته على حاجبها خدها شفتيها ذقنها عنقها ثم يضع كفه على خدها بحنان ووله مصفى وهو يقرب وجهه أكثر منها العنود رأت كيف تلمع عيناه ويزفر أنفاسه بعمق والجو يُشحن بشرارات كهربائية بينهما همست بخجل شفاف وهي تحاول الابتعاد: تكفى فارس خلني لين أتعود عليك رغم صعوبة الابتعاد على فارس بعد أن أصبح على هذا القرب منها ورائحتها التي أسكرته تماما وهي تخترق أقصى حويصلاته الهوائية لكنه ليس من يفرض نفسه أو يتعامل بهمجية مع نصفه الآخر فعلاقته بها يريدها أن تكون برضاها وتجاوبها ابتعد وهو يتنحنح وكأن هذه النحنحنة صادرة من أعمق أعماقه: بس إن شاء الله مرحلة التعود ذي ما تطول صمتت العنود بخجل استمر الصمت وفارس يعود لتأملها بوله (أي سحرٌ تتسربلين به؟! أي روعة يضمها جنبيكِ؟! متى ترحمين قلبي المتيم؟؟ أو متى أرحم نفسي من جنوني المتكبر آه يا صغيرتي وألف آه) بقيا على جلستهما المشحونة بالمشاعر العصية على التفسير حتى أذن الفجر وصليا فرضهما حين أنهيا الصلاة قال فارس بطريقته الواثقة المعتادة في الكلام: زين نبي ننام وإلا ذي بعد تبي لها تعود (صدق ماعنده أسلوب!!) لكنها ردت بخجل: نام.. تصبح على خير فارس يتنهد وهو يعرف أنه لم يكن لطيفا رغم أنه يتمنى لو يذوب لها لطفا ويقول بهدوء: العنود مافيه داعي لسوالف الأفلام وواحد منا ينام على الكنبة والثاني على السرير تعالي نامي جنبي.. تراني مخلوق متحضر لو عندش شك في هذا..وأعرف أتحكم بنفسي العنود نهضت معه لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب معه فهي ثتق به وبكلامه ومادام قال لها شيئا فلن يخلف بكلامه لها تمدد فارس على طرف وتمددت هي الآخر دون أن تخلع روبها فارس يتنهد بعمق (لو أنها بس تسولف لي ما أبي شيء ثاني صوتها بيصبرني بس الحين شوف وحر جوف) ************************* جناح ناصر ومشاعل مشاعل أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟ شعرت مشاعل أنه سيغمى عليها صمتت ناصر فسر صمتها وأنها لم تتحرك أنه نوع من التجاوب معه وتوقع أنهم بالغوا في تصوير خجلها له لذا تجرأ أكثر وهو يقترب من ظهرها ويضع يديه على عضديها ويطبع قبلة على شعرها وناصر بالفعل كان لديه استعداد للتوقف فورا لو أنها طلبت منه ذلك فهو وعدها أن يصبر عليها وليس هو من يخلف وعدا ولكنها لم تطلب بل تصرفت وهي تنخرط في بكاء هستيري ابتعد ناصر عنها وهو يقول بتأثر: مشاعل أنا آسف خلاص ماني مقرب منش والله العظيم لا تخافين حبيبتي لكنها لم تستمع له وهي تركض للحمام وتغلق على نفسها فيه ناصر قرر تركها حتى تهدأ مضت أكثر من ساعة وهي لم تخرج طرق عليها الباب لم ترد عليها همس لها بحنان: مشاعل حبيبتي والله العظيم آسف خلاص والله ما أعيدها ولا أقرب منش إلا برضاش هذا أنا حلفت اطلعي مايصير.. بتقضين الليل في الحمام؟؟ لكنها لم ترد عليه ناصر أصبحت حالته مزرية من القلق والندم عاد لها بعد نصف ساعة وهو يقول بنبرة فيها بعض حدة: لو مارديتي علي بأكسر الباب مشاعل بصوت باكي ضعيف: تكفى ناصر خلني (لا حول ولاقوة إلا بالله وش ذا البلشة بأخليها شوي) وبقيت مشاعل في الحمام وناصر بين باب الحمام يحايلها ويطمئنها ويحلف لها ألا يقترب منها وبين الأريكة التي يجلس عليها حتى أذن الفجر حينها بدأ ناصر يغضب فعلا وتتحول مشاعره من الشفقة عليها للغضب منها (هذي وش شايفتني؟؟ تحسبني بأغتصبها ذا الخبلة مسكرة على روحها 5 ساعات) اقترب من الباب وهو يهمس بغضب مكتوم: مشاعل اطلعي أبي أتوضأ وأصلي مشاعل بخوف: ماني بفاتحة أكيد تبي تضربني الحين ناصر بغضب شفاف: يابنت الحلال أنا ماأستاهل منش اللي انتي تسوينه فيني حلفت لش ألف مرة ما أسوي لش شيء يعني بأكذب على ربي عشانش اتقي الله مايصير اللي تسوينه اقعدي وين ما تبين.. في الغرفة.. في الصالة لو تبين أخلي لش الجناح كله خليته بس اطلعي مشاعل بذات الخوف: قلت لك ماني بفاتحة ناصر خرج من الجناح وتوضأ في حمامات البهو الرئيسي (اللوبي) وصلى الفجر ثم عاد لها يعتقد أنها قد تكون فكرت في كلامه وخرجت لكنه وجدها مازالت تغلق عى نفسها عاد لها يحايلها بدون فائدة حتى أشرقت الشمس وناصر منهك ويريد النوم اقترب من الباب وهو يقال برجاء عميق: مشاعل الله يهداش الشمس شرقت والله العظيم أنا ما أستاهل منش كذا أنا شاريش ومحترمش وعازش تسوين فيني كذاّّ مشاعل بخوف صميمي: ماني بفاتحة لين يجي أخي مشعل أبي مشعل طلبها لمشعل ذبح ناصر ذبحه تماما يفترض أن يكون هو من يحميها فكيف تريد أن تحتمي بغيره ومنه ناصر بغضب مر: أنتي صاحية؟؟ تبين تفضحين روحش وش يقولون الناس وانتي مقضية ليلة عرسش في الحمام مستحيل اتصل في مشعل خلش في الحمام لين تشبعين ثم أردف بمرارة: وترا النفس طابت منش هذا مهوب سحا يا بنت عمي هذا عياف ومن عافنا عفناه لو كان غالي #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع ,,,,
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
خائفة حبيبتي؟!
ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري حمل كل مخاوفكِ عنكِ ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟! ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي حتى أبعد عنكِ كل خوف الله على هالكلمات مشاااعر ذكرتني بيوم ملكتي ويوم مسك يدي بالزفة |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية الساعة التاسعة والنصف صباحا موضي تجلس في الأسفل جدتها تتمدد في غرفتها وأمها في المطبخ والجو يعبق به روح تأثر عميقة لغياب مشاعل موضي تعرف أن الاثنتين مفتقدتان لمشاعل بوجع مستشري لذا جدتها ادعت التعب وتمددت وأمها تتلهى في المطبخ عن التفكير بعد دقائق نزلت هيا سلمت وسألت عن الجميع موضي بابتسامة: غريبة وش فيش مصبحة بدري عقب سهرة البارحة هيا تبتسم: مصبحة مثلش هذا أولا ثانيا مشعل جاه اتصال مهم على قولته وطلع وأنا عقب ماطلع ماقدرت أنام موضي تبتسم: عيني يا عيني على أهل الغرام هيا ترد بخبث: نشوفش عقب كم يوم أنتي والشيخ راكان رغم الضيق الذي سببه الموضوع لموضي إلا أنها ضحكت: حووو.. رويترز ما يدس شيء عليش هيا تبتسم: خله يدس علي عشان أقص رقبته ثم أردفت باهتمام: إلا شبر القاع وينه؟؟ اليوم ماعنده مدرسة وينه موضي بضيق حقيقي لأنها هي ذاتها متضايقة من اشتياقها لأختها همست بصوت منخفض: سلطان متضايق ومكتئب هيا بقلق: من جدش أنتي... سليطين متضايق ومكتئب؟؟ موضي بحزن: مشتاق لمشاعل وما يبي يقول.. وكاتم في نفسه هيا بشفافية: لحق يشتاق.. توها عرسها البارحة موضي بتأثر: مشاعل أكثر حد فينا ريم وسلطان متعلقين فيه ريم عادي عبرت عن مشاعرها وهذي هي تنحط فوق وأنا ماني بشايلة همها لأني أدري إنها بتبكي وتفضي اللي في رأسها وترتاح بس سلطان وذا العرق الأمحق اللي في رياجيل آل مشعل كاتم في روحه.. شكله يكسر الخاطر جد ودي إنه يبكي عشان يرتاح هيا بتأثر: وينه ؟؟ موضي: في الصالة الداخلية يلعب بلاي ستيشن وهو في صوب واللعبة في صوب هيا نهضت وهي تحكم لف جلالها على وجهها وتدخل على سلطان في الصالة الداخلية المفتوحة على الصالة الرئيسية هيا بمرح مصطنع: هلا والله بشيخهم.. هلا بالشيخ سلطان بن عبدالله سلطان رد بهدوء وعينه مثبتة على شاشة التلفاز: حياش الله هيا بذات المرح: أفا وش ذا الحفوة الباردة يا ولد عمي كنها طردة.. أبي ألعب معك.. ممكن؟؟ سلطان بعفوية: مشاعل كانت تلعب معي أجاب بالشيء الذي يشغل باله هيا تبتسم: وأنا أعرف ألعب بعد سلطان صمت هيا جلست قريبا منه وهي تتمنى لو كان بإمكانها احتضان هذا السلطان الغالي (كم من الكبرياء الكريه في عروقكم حتى الاطفال لم ترحموهم منه) هيا بعمق: سلطان ترا مهوب معنى إن مشاعل تزوجت إنها خلاص صارت بعيدة عنك البيت جنب البيت بتلاقيها كل شوي ناطة لنا ثم أكملت بمرح: أو أنت كل شوي نط عندها خلاص بنات عمك وحدة تزوجت ووحدة تملكت ماعاد ينخاف عليهم يفتتنون فيك مازال صامتا هيا تتمزق بالفعل من أجله.. فهي خير من يشتم رائحة الحزن العميق وتعلم أن قلب هذا الفتى مشبع بحزن شفاف صمت متوتر حزين يشبع الأجواء أخيرا تكلم همس بخفوت موجع: البيت ماكن فيه حد حاس كنه قبر من غيرها جملته مزقت قلب هيا تماما.. تعرف هذا الإحساس .. تعرفه تماما هي من صمتت الآن وهي تحاول مغالبة دمعات تتوق للانهمار لم تعرف ماذا تقول له صمتت حزين هو..حزين بالفعل.. ويبدو أنها فاشلة في المواساة!!! أكمل بذات الهمس الحزين فهو محتاج للبوح: كانت تعرف لي بدون ما أتكلم وإذا حضنتني شميت فيها ريحة أمي كل يوم كانت تعصب علي: إذا مادرست..إذا ماكلت.. إذا تأخرت... وانا أحب أشوفها وهي معصبة..لأنها ماتعرف تعصب... عمري ماقلت لها آسف..أبي أقول لها آسف.. عمري ماقلت لها إني أحبها...أبي أقول لها إني أحبها اني أحبها واجد واجد.. وإن بيتنا ماله حلا من غيرها ماعاد يحتمل المزيد.. أكتفى من البوح ويريد أن يبكي.. ويستحيل أن يسمح لأحد برؤيته وقف وترك هيا التي تمزقت حزنا من أجله تركها وصعد لغرفته ************************* جبهة حزن فراق أخرى صالة بيت محمد بن مشعل أم مشعل تجلس مع مريم أمام قهوتهما التي لم تمس والجو ثقيل ثقيل حولهما أم مشعل بلهفة مكسورة: مريم يأمش دقي على العنود نتطمن عليها مريم بهدوء: يمه تو الناس.. وهذولاء معاريس مايصير نزعجهم أم مشعل صمتت بعد دقائق صمت همست أم مشعل بحزن: الله يعيني إذا رحتي أنتي بعد مريم تمزقت من جملة والدتها الموغلة في الحزن ثم همست بتأثر: يمه هذولاء مشاعل وموضي بيجون عندش أم مشعل بتأثر: شكلي بأقول لراكان يستعجل في العرس أبي لي وحدة تكون معي داخل البيت بأستخف لو أقعد في البيت بروحي مريم مدت يدها تتحسس حتى وصلت يد والدتها احتضنتها وقبلتها: أنا يمه قاعدة عندش لين عقب عرس راكان.. لا تستعجلينهم موضي توها بتخلص عدة مايصير تغصبونها على طول عرس *************************** قبل ذلك بحوالي ساعة حدود الساعة 9 إلا ربع صباحا جناح ناصر ومشاعل ناصر لم ينم إلا حدود الساعة السابعة ليلة زواجه كانت الليلة الأسوأ في حياته وهاهو هاتفه يرتفع بالرنين ويصحيه من نومه الذي يحتاجه بشدة التقط الهاتف يريد أن يضعه على الصامت ولكنه رأى أن المتصل هو رئيس فريقهم استغرب وذهنه يتحفز.. فالفريق كاملا يتواجد في الأردن حاليا والوقت مبكر للاتصال قالساعة عندهم الآن الثامنة إلا الربع والفريق كلهم ورئيسه اتصلوا به البارحة وهنأووه فما سبب الاتصال يا ترى؟؟!! التقط الهاتف وهو يرد باحترام: هلا والله الطرف الآخر بحرج: هلا بك يابو محمد آسفين على الأزعاج ناصر بذوق: لا إزعاج ولا شي حياك الله أي وقت رئيس الفريق بحرج أكبر: والله ياناصر ما أدري وش أقول لك مالي وجه ناصر يقف ومشاعره تتحفز: عسى ماشر؟؟ رئيس الفريق بإرتباك عميق: أدري أنه عرسك البارحة وأنك كنت بتسافر الليلة بس حن محتاجينك ناصر باستغراب: محتاجيني؟!! رئيس الفريق: البارحة حسن عقب ماحضر عرسك وهو طالع المطار زلق وانكسرت يده وماقدر يجي.. وأكيد مايقدر يشارك فاحنا نبيك تجي تشارك مكانه في السباق الليلة وبكرة على الليل ترجع تدري ناصر أنت وحسن أحسن فرسان في الفريق أنت أساسا ماكنت مشارك وهذا حسن انكسر.. يعني ماعاد لنا أمل بأي من المراكز الأولى كذا أدري مالي وجه أطلب منك كذا وأنت عريس بس اعتبرها خدمة أخيرة لفريق بلدك.. وهذا تمثيل وطني وأنت كنت تبي تعتزل السباقات.. خل السباق ذا سباقك الأخير ناصر كان يستمع لرئيس الفريق وعشرات الأفكار تصطخب في ذهنه زواجه... رفض مشاعل له.. حاجة فريقه له الذين هم أصدقاء عمر وليسوا مجرد فريق رياضي.. رد على رئيس الفريق بثقة: خلاص أنا مستعد رئيس الفريق بسعادة: كنت عارف إنك منت بخاذلني خلاص الطيارة بعد 3 ساعات بيجيك مندوب لين مكانك يأخذ شنطتك وجوازك وبيخلص كل شيء أنت بس تعال قبل الإقلاع بنص ساعة مشعل باهتمام: والجليلة؟؟ رئيس الفريق: وش دخلها الجليلة؟؟ ناصر باستغراب: أشلون أسابق بدون فرسي؟!! رئيس الفريق بهدوء واهتمام: ناصر أنت عارف إنه إجراءات شحن الجليلة بتأخذ وقت عدا إنها تبي لها وقت لين تتعود على لجو.. والجو هنا ذا الأيام بارد جدا وصقيع ناصر باستفسار: زين والحل؟؟ رئيس الفريق: تركب ثيندر.. ثيندر صار له هنا أكثر من أسبوعين وهو كل يوم يتدرب وتعود على الجو ناصر بهدوء: بس ثيندر حصان عنيف.. وما يتقبل حد إلا حسن رئيس الفريق: وأنت جوكي محترف.. والسيطرة على ثيندر موب صعبة عليك ناصر بثقة: خلاص تم... شنطتي وجوازي أصلا جاهزين لسفري الليلة خل المندوب يجيني الحين في الأنتر عشان أسوي شيك آوت.. وأروح أسلم على هلي ناصر أنهى اتصاله وتفكيره مشغول بمن قضت ليلها في الحمام ولكنه لا يريد رؤيتها يشعر أن رؤيتها جارحة له وبعمق جارحة لكرامته ولرجولته وقرابتها له اتصل بمشعل بن عبدالله وطلب منه الحضور فورا بعد نصف ساعة كان مشعل يصل هو والمندوب سويا في ذات الوقت ناصر أعطى المندوب حقيبته وجواز سفره ومشعل في غاية الاستغراب كانوا مازالوا في الممر بعد ذهاب المندوب.. ناصر همس لمشعل القلق من اتصاله: تعال مشعل دخل وهو يشعر بالحرج ناصر قال لمشعل بهدوء: اجلس مشعل مشعل جلس وعيناه تجوبان بالجناح بحثا عن شقيقته ناصر بذات الهدوء: مشعل باسالك سؤال وجاوبني بصراحة مشعل بقلق: وش ذا المقدمة.. إسال.. أظني إنك عارفني ناصر بهدوء عميق: مشعل أنتو غاصبين مشاعل علي؟؟ مشعل قفز وهو يقول بحدة: من يقوله؟؟ مهوب بناتنا اللي يغصبون ناصر: اقعد مشعل مشعل جلس وناصر يكمل كلامه: اللي باقوله لك أبيه بيننا لأنه ما أدري وش أقول لك.. ماينقال مشعل تصاعد قلقه وعشرات الأفكار المجنونة تعصف به وناصر يكمل: مشاعل من البارحة مسكرة على روحها في الحمام مشعل قفز: وشو؟؟ كان يريد التوجه للحمام.. لكن ناصر أشار له لا ناصر أخبر مشعل بإضطراره للسفر للاشتراك في سباق التحمل الصحراوي في الأردن ثم قال له: أنا أبيك تأخذ مشاعل.. شوف وشهي تبي.. وش اللي يريحها؟؟ وأنا بأسويه لها إذا رجعت مشعل بتأثر عميق: أنتظر لازم أخليها تطلع وتعتذر لك.. ناثر برجاء: لا تكفى مشعل.. ماعليه أدري إنها أختك بس أنا متضايق منها وما أبي أشوفها الحين خلني أروح الحين... وإذا رجعت من سفري تفاهمنا مشعل احتضنه وهو يقول له بأخوية عميقة: تروح وترجع بالسلامة.. وترجع لنا بالكأس والسموحة يا أخيك امسحها في لحيتي مشاعل والله إنها ذهب بس هي تستحي بزيادة ناصر حمل حقيبته وخرج يريد الذهاب لأهله للسلام عليهم وإخبارهم ثم للتوجه للمطار مشعل تنهد وهو يتوجه للحمام الوضع حساس ويحتاج لمعالجة متوزانة طرق الباب عليها لم ترد أعاد الطرق لم ترد همس بقلق: مشاعل افتحي الباب فُتح الباب فورا.. لتظهر من خلفه مشاعل بوجهها المتورم من كثرة البكاء رمت بنفسها على صدره وهي تنتحب مشعل احتضنها بحنان وهي يربت على ظهرها ويهمس: ليه سويتي كذا مشاعل الله يهداش ناصر ضايقش بشيء؟؟ مشاعل بين شهقاتها: ماضايقني بس أنا ما أبيه أنا ماني بوجه عرس يا مشعل وما استحمل حد يقرب مني والله استحي.. استحي مشعل ارتاح قليلا بعدما تاكد أن القضية لا تتجاوز خجل مشاعل المعتاد وإن كان خجلها هذه المرة تجاوز الحد مشعل جذبها وأجلسها على ألاريكة وجلس جوارها واحتضنها وتركها تبكي حتى ارتاحت تماما وصمتت ثم همس لها: مشاعل اسمعيني اللي سويتيه عيب في حقش وحق ناصر وحقنا أنتي ماحد جبرش على ناصر أنتي خذتيه برضاش ولو كنتي فهمتيه بالهداوة إنش ما تبينه يقرب منش ماراح يجبرش على شيء لو أنتي حتى مسكرة على روحش في الغرفة كان عادي بس تسكرين على روحش طول الليل في الحمام كنش تقولين له قعدة الحمام ولا مقابلك تراها قوية عليه.. قوية يا أخيش وناصر مايستاهل تجرحينه بذا الشكل عمري ماشفت ناصر زعلان كذا ناصر أوسع خاطر فينا ومايضيقه إلا شي كايد والله مايستاهل منش كذا ياقلبي وهذا هو سافر وهو زعلان عليش مشاعل برعب: سافر.. وين؟؟ وليه؟؟ مشعل أخبرها بسفر ناصر توترت وشعرت غصبا عنها بإحساس كاسح بالذنب مشعل أكمل لها: اسمعيني أنتي قومي الحين تسبحي وأبيش تعدلين وتلبسين مثل أي عروس وبأوديش لبيت ناصر مشاعل بجزع: لا مشعل تكفى.. أبي أرجع لبيتنا مشعل بحنان: مايصير ياقلب أخيش تبين الناس ياكلون وجيهنا وبعدين ناصر اللي أنتي مستحية منه مسافر عشان خاطري لو لي خاطر عندش مشاعل ابتسمت أخيرا وهي تقول بحزن: عشانك أقط روحي في النار خلاص يابو عبدالله عطني نص ساعة أتسبح وأصلي وأجهز على السريع وألم أغراضي ************************* بيت محمد بن مشعل مشاعل وصلت بيت عمها مشعل أوصاها أن يبقى الموضوع بينهما فقط وأن تحاول التأقلم مع محيطها الجديد قبل عودة ناصر وأكد لها أنها غير مجبرة على إكمال حياتها مع ناصر إذا كانت رافضة له ولكنها يجب أن تمنحه فرصة أولا فمن هو مثل ناصر يستحق عشرات الفرص فلا تستكثر عليه أن تعطيه فرصة وحيدة وثانيا أن تتمهل قليلا قبل اتخاذ أي قرار كلام مشعل طمئن روحها القلقة المرتاعة وهاهي مستعدة مبدئيا للمحاولة نزلت لبيت عمها بخطوات مترددة مريم وأم مشعل استقبلاها بابهتاج كبير قبل قليل مر بهم وناصر وأخبرهما باضطراره للسفر لكنه لم يقل شيئا عن مشاعل لذا سعدا كثيرا برؤيتها أم مشعل أخذتها لقسمها وأغراض مشاعل رتبتها لطيفة هناك قبل عدة أيام دخلت وهي مرتبكة وتتنهد بعمق تركتها أم مشعل لترتاح وانسحبت غرفتان كل منهما بحمام وصالة شاسعة ملحقة أيضا بحمام ومطبخ متوسط الحجم شعرت بحضور كاسح لناصر في كل مكان فالصالة كان يتوزع بها بطريقة منسقة الكثير من الكؤوس والكثير من الصور لناصر مع فريقه ومع الجليلة أما ما أرعبها تماما فقميص أبيض مثبت داخل إطار كبير كأطار الصور كان ممزقا وعليه بقع دم وطين وكُتب تحته دورة الألعاب الأسيوية الخامسة عشرة /الدوحة/ 2006 ومعه ميداليته البرونزية التي حصل عليها في تلك الدورة انتفض قلب مشاعل وهي تشعر بضيق يكتم على روحها (الله يهداك ناصر.. هذا قميص حد يحتفظ به) تتذكر جيدا هذه الدورة فاز بسباق التحمل الفردي في تلك الدورة الفارس راشد بن محمد راشد آل مكتوم على فرسه (ماجيك غلين) وبسباقات الفرق فاز الفريق الإماراتي بالذهبية والقطري بالبرونزية وكانت الأجواء أيامها مطيرة والسباق كان يتكون من 120 كيلو على خمس مراحل وانطلق من منطقة سيلين البحرية اجتاز ناصر 3 مراحل وفي المرحلة الرابعة زلقت الجليلة وتعرضت للاصابة وسقط ناصر وأصيب إصابة بالغة في كتفه لا تعلم لم تتذكر كل هذا ولكنها دعت بعمق أن يحفظه الله في هذا السباق وهي تحاول أن تبعد شعور الضيق غير المفهوم الذي اجتاحها مع رؤيتها للقميص الممزق الملطخ بالدم ******************* جناح فارس والعنود حدود الساعة 11 صباحا فارس صحا من النوم أولا كان نور الشمس القوي يغمر الغرفة تماما التفت جواره حيث تنام هي بسكينة كان وجهها ناحيته (هل أرى شمسا أخرى تشرق جواري صباحكِ سكر يا طعم السكر صباحكِ إشراق يا شمسي كم يبدو هذا الصباح مختلفا إنه الصباح الأجمل في حياتي لأنه ابتدأ برؤية محياكِ أرجوكِ كوني صباحي ومسائي وكل أوقاتي هائم أنا ياصغيرتي.. هائم.. هائم أحبكِ أحبكِ أحبكِ ليتني أستطيع الصراخ بها لأسمع العالم ..كل العالم) "اسمعها إياها يافارس أولا" كان فارس ينظر لها بوله عميق كم بدت له صغيرة وناعمة وفاتنة ورؤيتها تمزق الروح بلذة موجعة مضت عدة دقائق وهو يراقبها بتمعن واستمتاع ودقات قلبه تتصاعد بوجيب مزعج رأى جفنيها يضطربان كأنها على وشك فتحهما فأغلق هو عينيه لا يريدها أن تعلم أنه كان يراقبها كالأبله العنود فتحت عينيها تلفتت حولها بخجل وهي ترى المكان الجديد عليها ضمت أطراف روبها على جسدها رغم أنه لم ينفتح ثم التفتت للنائم جوارها وحان دور تبادل أدوار المراقبة وإن كان هو تأملها بحب فهاهي تتأمله بإعجاب.. في تضاد عارضه الشديد السواد مع بياض بشرته "والضد يظهر حسنه الضد" العنود أسندت رأسها لكفها وهي تنظر ناحيته تمنت لو تستطيع أن تفعل كما فعل هو بالأمس أن تتحسس وجهه الفاره الوسامة.. المبهر في تفاصيله الرجولية بل شعرت برغبة عارمة أن تتحسس مكانين بالذات مكاني القطع المثيرين في حاجبه وفي شفته (بيحس فيني لو سويتها؟!! موضي تقول نومه ثقيل) |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
جناح فارس والعنود
العنود تتشجع وتمد يدها لتلمس وجه فارس الذي كانت تظنه نائما لمست أولا القطع في طرف حاجبه اليمين بطرف سبابتها كان غائرا نوعا ما ولكنه منحه طله رجولية موجعة بعمق فارس شعر بثوران مشاعر كاسح منذ أحس بملمس أصبعها الناعم على وجهه لكنه قرر أن يستمر في تمثيل النوم حتى لا يحرجها.. وحتى يرى ما تود فعله انتقالها التالي مباشرة كان للطرف الأيسر من شفته السفلية حيث القطع الثاني حينها ثار غضبه فعلا فأكثر شيء يكرهه في حياته والشيء الذي لم يستطع تجاوزه أبدا أن يكون اهتمام الآخرين هو بشكله هي لم تلمس وجهه تعبيرا عن مشاعر كما فعل ولكنها تريد أن تتأكد من مواصفات شكلية لذا اقتصرت على لمس موقعين محددين فقط وهذا الشيء أثار غضبه لأبعد حد فتح عينيه وهو يصرخ بها: شتسوين؟؟ العنود انتفضت وهي تتراجع للخلف وتهمس بوجل: آسفة .. آسفة فارس صرخ فيها: إياني وإياش تعيدينها العنود صمتت وهي تبتلع عبراتها ومرارتها وإحراجها فارس قصد بجملته والذي يجب إلا تعيده أن يكون اهتمامها هو بشكله بينما العنود فهمت أن الذي يجب إلا تعيده هو الاقتراب منه أو لمسه وهذا الأمر جرحها جرحها بعمق كما لو أنه هو فقط من يحق له لمسها في الوقت الذي يشاء بينما هي لا يحق لها ذلك.. وكأن علاقتهما يجب أن تكون من طرف واحد يكون هو المرسل وتكون هي المستقبلة المستقبلة لكل شيء لمساته.. قسوته.. حدته.. كلامه الجارح أ يريدها أن تتحول لمخلوق بلا مشاعر مهمته فقط أن يكون حاوية لاستقبال جنونه؟!!! ************************* قبل صلاة الظهر بقليل مشعل يعود للبيت ليتوضأ ويذهب للصلاة وجد هيا تجلس على جهازها المحمول سلم وهو يميل عليها ليقبلها ويسألها بحنان: شتسوين؟؟ هيا تحتضن وجهه بكفها وتهمس: أشوف إيميلي صار لي كم يوم ماشفته ثم أردفت: وين رحت من صبح؟؟ ابتسم مشعل وهو يبتعد ليخلع ثوبه ليدخل الحمام: شغل تحريات وإلا غيرة نسوان وإلا مجرد فضول؟؟ هيا تبتسم: اللي هو مشعل وهو على باب الحمام: رحت أجيب مشاعل استدعوا ناصر يشارك بسباق ضروري في الأردن مشعل دخل الحمام وهيا مستغربة (يروح يشارك في سباق صباحية عرسه!!!!) هيا تقلب بريدها الإلكتروني.. تجد رسالة مهمة.. تقرأها باهتمام حين خرج مشعل تقول له باهتمام: حبيبي البعثات طالبيني يقولون فيه أوراق ناقصة يبونها مشعل بهدوء: خلاص حبيبتي الأسبوع الجاي بأروح لهم وأشوف وش يبون هيا بهدوء: عادي حبيبي أنا باروح مشعل باستنكار غاضب لطيف: لا يا قلبي هذاك أول الحين عندش رجّال يتعب لش وأنتي اقعدي مرتاحة *************************** الدوحة طريق المطار راكان يقود بناصر المتوجه للمطار راكان بهدوء: ناصر الله يهداك ماقدرت تعتذر من السباق عرسك البارحة وش تبي الناس يقولون ناصر بغموض: مهوب قايلين شيء.. السباق لازم أشارك فيه لو مالقوا فارس يكمل الفريق بتلغى مشاركة فريق قطر بالكامل راكان باستفسار شفاف: ومرتك؟؟ ناصر بذات الغموض: تنتظرني لين أرجع هي مقدرة ظرفي وسامحة لي بنفسها (أصلا هي ما تبي إلا الفكة مني يا الله يا مشاعل ليه كل ذا؟! تقضين الليل كله في الحمام قرفانة مني وش سويت عشان استحق منش ذا الجفا والكراهية؟!) راكان يسأله: السباق متى؟؟ ناصر بهدوء: الليلة الساعة 8 راكان بقلق: بذا السرعة أنت مالحقت تتدرب مع الحصان اللي بتركبه وخصوصا أنك أول مرة تركبه ناصر بتطمين: عادي.. ثندر يعرفني عدل راكان: ومتى بترجع؟؟ ناصر: السباق بيخلص بكرة على الظهر بأرجع بكرة في الليل إن شاء الله راكان بهدوء: خلاص بكرة الليل بأنتظرك في المطار ناصر برجاء أخوي: زين راكان تكفى لازم تزورون حسن حسن في المستشفى يده منكسرة راكان بنبرة رجولية: أفا عليك بدون ما تقول.. هذا واجب ناصر يتذكرشيئا: راكان هاك التذاكر وحجز الأوتيل.. أبيك تروح للسفريات تلغيها راكان باستغراب: وليه ألغيها؟؟ باجله يومين ثلاثة.. ناصر بسكون: أنا ما أدري متى بنقدر نروح.. ألغ الحجز.. وإذا جينا بنسافر مرة ثانية.. سويت حجز ثاني إن شاء الله.. ثم ابتسم ناصر ابتسامة باهتة: أو أخذ الحجز لك أنت وموضي على خير راكان بهدوء غامض: أنا وموضي إذا رحنا.. رحنا مكان ماحد راح له قبلنا ناصر بتفكير وهو يتذكر حواره مع راكان عن موضي قبل فترة وجيزة: إلا تعال قل لي يا أبو قلب ميت.. وش غير رأيك ونططك تبيها؟؟ وإلا عشان شفت خلاص إنها بتخلص العدة.. صحصح القلب الميت راكان بذات الهدوء الغامض: على قولتك ************************ بعد صلاة الظهر جناح فارس والعنود فارس ذهب للصلاة ولم يعد بعد العنود صلت وهاتفت أمها وشقيقتها وهاهي أمام المرآة تتأنق لا تريده أن يظن أنها تأنقت من أجله بعد صراخه اليوم عليها ولكنها فعليا تفعل جزء من أجل نفسها وإحساسها أنها عروس لابد أن تتأنق من ناحية أخرى تتمنى أن تذهب لأهلها ..وإذا وافق تريد أن تكون جاهزة ومن ناحية ثالثة: لِـمَ لا؟؟ فليراها جميلة ومتأنقة وهاهي متألقة بل ومتألقة جدا وهي ترتدي تنورة حرير طويلة مشجرة ضيقة وتتسع من أعلى الركبتين مع كعب عالي وتوب (هاي نك) أسود سادة ملتصق بكم طويل مع عدد من السلاسل الفضية النحيفة المختلفة الأطوال وشعرها رفعته بشكل عشوائي وثبتت بعض خصلها الأمامية بمشابك فضية ووضعت القليل من الزينة بشكل محترف كانت تضع لمساتها الأخيرة على أحمر شفاهها حين دخل اهتزت يدها وكادت تلون ذقنها مع شفتيها سلّم ردت السلام بهدوء جلس قريب منها وهاهي انتهت وتريد القيام ولكنها عاجزة عن القيام وهي تعلم أنه يراقبها بتفحص (نفسي بس أفهمه ليش يطالعني كذا؟؟ ليش غامض كذا؟!) (ولِـمَ أنتِ جميلة هكذا؟! وتتسلقين الروح بهذه الطريقة لتنغرسي في أعمق أعماقها لِـمَ يبدو كل شيء بجواركِ باهتا وكأنكِ احتكرتِ كل ألق العالم؟ ولماذا يؤلمني النظر إليك إلى هذا الحد؟! لم أعلم مطلقا أن مجرد النظر قد يمزق الروح حتى عرفتكِ ها أنتِ تجلسين كملكة متباعدة تحكم ولا تعلم كم هو جائر حكمها وكم هي ظالمة وأنا أحد رعاياكِ ينتظر منك أن تنظري له بعين الرأفة والرحمة انظري إلى انظري إلي) العنود مازالت تجلس في مكانها وهو في مكانه قرر أخيرا النهوض اقترب منها ينظر لوجهها في المرآة يعرف أنها ارتبكت من اقترابه أنزلت عينيها وهو يقترب أكثر وضع يديه على كتفيها ارتعشت همس لها: خايفة وإلا بردانة؟؟ العنود بخجل: لا هذي ولا هذي فارس بعمق: زين ليش ترتعشين؟؟ العنود لم تجبه لكنها سألته بذكاء، بخجل ممزوج بالحزن: وأنت ليش تعطي لنفسك حق حرمتني منه؟؟ فارس باستفسار: أي حق؟؟ العنود بذات النبرة الحجولة الحزينة: ليش حاط يدك على كتوفي؟؟ ليش تلمسني وأنت اليوم مصرخ علي عشان لمست وجهك فارس صمت وهو يبتعد عنها ويعود للجلوس مكانه ممزق هذا الشاب بين ضغط مشاعره العنيف وعجزه عن التعبير عنه واحتواء هذه الصبية التي فتنته حتى الثمالة تنهدت العنود (أبو الهول شكله ممكن يصير مشاعر وهذا ولا عمره بيحس) وقفت العنود وهي تقول له بأدب رقيق: فارس ممكن أروح أشوف أهلي؟؟ فارس بهدوء واثق: خلاص العصر باسوي شيك آوت ونرجع للبيت وأنا قلت لراكان يفتح خلاص الباب اللي بيننا وبين بيت عمي روحي وتعالي على كيفش *********************** الأردن مدينة البتراء الأثرية التي أصبحت مؤخرا أحد عجائب الدنيا السبع حيث سينطلق سباق التحمل الذي سيكون 120 كيلومترا على أربع مراحل 30 كيلو بين كل مرحلة ومرحلة ينطلق من البتراء ليعود لها الساعة السابعة مساء تبقى ساعة على السباق وهاهو ناصر يتفحص ثيندر بدقة فارس محترف وهو يلبس جاكيتا ثقيلا فوق لبس الفرسان المعتاد فالجو كان شديد البرودة ولكنه مع بدء السباق لابد أن يخلع الجاكيت كان المدرب يقف مع ناصر ويجاوب على أسئلته السريعة المحترفة بلغتهما المشتركة ناصر: أشلون وزنه؟؟ المدرب: ممتاز ناصر: وأكله؟؟ المدرب: المعتاد ناصر باهتمام: ونبضات قلبه؟؟ المدرب: ماتعدت 58 ناصر بارتياح: ممتاز.. والتشغيل؟؟ المدرب: كالعادة.. وكان تمام ناصر: والتفحيم؟؟ المدرب: 10، 30، 60، والأسبوع اللي فات 90 ناصر بذات نبرة الارتياح: ممتاز.. ممتاز جدا...وحوافره؟؟ المدرب: شحمناها خلاص في سباقات التحمل.. قوة التحمل هي قوة تحمل الجواد لا الفارس لذا في كل مرحلة تقاس نبضات قلب الجواد ويجب ألا تتجاوز 64 نبضة وإلا أُخرج من السباق إلا في مراحل معينة وحسب نتائج المراحل السابقة وقبل السباق لابد من تشحيم حوافره بزيت محترق حتى تحتمل حوافره الركض طوال هذه المسافة وجواد سباقات التحمل يجب أن يكون وزنه متوسطا أي لا يكون هزيلا ولا سمينا ويجب أن يتم فحصه بدقة وأن يتناول طعاما صحيا ممتلئا بالأملاح التي تعوضه عن ما يفقده في السباقات الطويلة وتدريبات سباق التحمل طويلة جدا وتستغرق أشهرا أولها ما يسمى التشغيل وهو عادة 2 كيلومتر متنوعة ركض وحواجز وغيرها ثم تليها التفحيم وهي إزدياد مسافات الركض قبل السباق المقرر ناصر يربت على عنق ثيندر: ثيندر لا تخذلني أنا وحسن نبي نرجع للدوحة بمركز متقدم لكن ثيندر تراجع بعنقه وهو يصهل ناصر عاد واحتضن عنقه وهو يقول: أدري إنك مشتاق لحسن وكلها يومين ويرجعونك للدوحة وتشوف حسن ثيندر اطمئن قليلا وكأن اسم حسن يطمئنه ************************ بيت محمد بن مشعل بعد صلاة العشاء عشاء نسائي أسري بمناسبة اجتماع العرائس العروسان كانتا متألقتين ورائعتين كل واحدة منهما بطريقتها الخاصة وكل واحدة منهما كان لها أسبابها للتأنق التي ليس من ضمنها إحساسها بالسعادة مشاعل جعلت الزينة قناعا يغطي إحساسها بالحزن العميق وإحساس آخر أعمق بدأ يكتم على روحها القلق على ناصر ولا تعرف لِـمَ هي قلقة هكذا!! (لو كنت عارفة أنه بيسافر كان سمّحت خاطره عشان مايروح وهو زعلان علي ياويلي من عقوبة ربي.. ليه سويت كذا؟؟ لو كنت فهمته بالكلام إني خجولة واستحي أكيد ما كان جبرني على شيء) العنود أكثر تألقا لأنها ليست حزينة كمشاعل ولكنها بالتأكيد ليست سعيدة فهذا الفارس يبدو لها عصيا على الفهم لا تعرف ماذا يريد أو كيف تتعامل معه جاف جدا في التعامل والأكثر غرابة هو كيف ينظر إليها تشعر بحرج فعلي من نظراته المتفحصة غير المفهومة التي تشعرها بقشعريرة باردة العروسان كانتا تجلسان متجاورتين كل منهما سارحة في أفكارها فوجئتا بمن يفرقهما ويجلس بينهما: البقية في حياتكم..ويجعلها آخر الآحزان عسى ماشر ليش محزنين؟؟ صدق ماعندكم سالفة...لو أنا اللي ماخذه عيال خالي فويرس المزيون الموت الحمر..وإلا نويصر فارس آل مشعل كان ابتسامتي شاقة من هنا لين ماله مدى..بس صدق يدي الحلق للي بلا ودان غصبا عنهما ارتسمت ابتسامة على شفتي كل منهما ومعالي تهتف بمرح: وأخيرا ابتسامة.. أحمدك يارب يالله مع أني قطعت ركبكم تقبيص البارحة بس أبي أقبص بعد مرة بس بدون ما تشوفني عمتكم المعقدة تغسل شراعي ولكن عمتهما كانت في وادٍ آخر فنورة كانت على غير عادتها بها حزن ظاهر تحاول إخفاءه وهي تجلس في زاوية بعيدة لوحدها هيا قامت وجلست جوارها: يمه وش فيش فديتش؟؟ نورة احتضنت كفها وردت بحنان: مافيني شيء يأمش؟؟ هيا بتفهم: يمه أنتي متضايقة عشان موضي خلاص بتخلص عدتها وتاخذ راكان؟؟ نورة بحزن: يمكن يكون سبب.. بس مهوب هو الأساس هيا بحنان: قولي لي جعلني الأولة نورة بحنان: إلا أنا الأولة جعل عمرش أنتي ومشعل طويل ثم أكملت بحزن عميق وبهمس لا يسمعه سوى هيا فهي محتاجة للبوح: موضي وراكان عيالي وغلاهم كبير والله الشاهد صحيح ما أقدر إني ما أحزن.. لكن موضي تستاهل اللي يعوضها في سوايا حمد فيها الناس يشوفوني ساكتة.. يحسبون ما أدري بشيء أنا دارية إن موضي صبرت على حمد واجد.. وغيرها مايصبر عليه حتى شهر وهي صبرت سنين كل ماشفت أهلها يسألون عنها إذا تاخرت عليهم دريت إنه مسوي فيها شوي أروح لها ألاقيها تدسس وجهها مني عشان ما أشوف فعايله الشينة فيها وياكثر مالاغيته وربي شاهد وياكثر مازعلت عليه لكنه كان يبكي عندي مثل بزر.. كان يموت فيها وروحه معلقة فيها ويترجاني ما أقول لأحد شيء عشان مايجبرونه يطلقها أدري إني غلطت.. بس هو كان يوعدني إن كل مرة هي أخر مرة والأم ما تكذب عيالها ودايم كنت متاملة ينصلح حاله لين طلقها.. حتى جابر دس علي السبب بس أنا ماني بغبية.. وش طيحة الدرج اللي جات مع طلاقهم وسفره الله يواجر موضي على صبرها خلها تأخذ راكان يغسل كبدها من حمد وسواياه فيها هيا كانت مصدومة تماما من سيل الأسرار الذي سكبته عمتها المكلومة أمامها (معقولة هذا كله كان يضربها؟! وش ذا الحيوان المتوحش؟! يا قلبي يا موضي يا كثر صبرش!!) عمتها بهمس مؤلم: الحين أنا أحاتي حمد أحاتيه واجد قلبي ماكلني عليه ما كان يكلمني إلا مرة كل أسبوعين.. والحين صار له ثلاثة أسابيع ما كلم والتلفون اللي هو يكلم منه بناتي طلعوه من الكاشف وندق عليه بدون فايدة وش ذا الدورة اللي حتى جوال ماعنده؟؟ هيا بحنان: يمه عطيني الرقم... صديقتي مصرية وأبوها رجال واصل بأخليها تطلع الرقم من وين طالع؟؟؟ ************************** بيت فارس بن سعود جناح فارس الذي أعاد تجديده بالكامل الساعة 11 ونصف مساء العنود عادت مع أم فارس للبيت.. عبر الباب الواصل صعدت لغرفتها كانت تظن أن فارس لم يعد بعد.. خلعت عباءتها وعلقتها (أنتي أشلون تلبسين كذا قدام الناس؟؟) صوت غاضب اقتحم هدوءها العنود بخجل وارتباك وهي تنظر لنفسها: ليه وش فيه؟؟ كانت العنود ترتدي بنطلونا بنيا واسعا بقصة مستقيمة مع بلوزة شيفون مشجرة باللونين الذهبي والبني مزمومة عند الخصر والكمين وتحتها بروتيل باللون البني مع حزام عبارة عن سلاسل ذهبية تنزل على الردفين بشكل مائل فارس يقترب منها ويهمس بغضب مكتوم: إلا وش اللي مهوب فيه شفاف وبنطلون بعد العنود ابتلعت ريقها وهي ترى وجهه الوسيم الغاضب من هذا القرب: مافيه حد غريب بس هلي ووالله لبسي مافيه شيء.. عادي لا هو عاري ولا ضيق فارس يتنهد ويقول بحزم: اسمعيني العنود لبس مثل هذا ما تلبسينه عند ناس لا هلش ولا غيرهم وبنطلون نهائي ما تلبسين العنود باستفسار ناعم بريء خبيث: ولا حتى عندك؟؟ صمت فارس كيف أصبحت تحاصره ثم تنقض بشكل خاطف شفاف (تمهلي يا صغيرة تمهلي) فارس لم يرد عليها وهو يعود أدراجه ليجلس في الصالة الملحقة بغرفتهما العنود هزت كتفيها وهي تفهم رده من صمته (يعني مايهون عليه يبرد خاطري بكلمة) العنود تجاوزته لتذهب لغرفة النوم ثم للحمام استحمت وصلت قيامها وهو مازال معتصما بجلسته في الخارج كانت العنود لبست ثوب الصلاة فوق روبها الآن تريد أن تلبس وقفت أمام دولابها لم تعرف ماذا تختار في الختام استقرت على ارتداء بيجامة ناعمة فهذا الفارس العصي التفسير لاشيء يعجبه لذا قررت أن ترتدي ما ترتاح له هي بيجامة زهرية حريرية بتطريزات فضية ناعمة بعدها أصابتها حيرة جديدة تبقى في الغرفة أو تخرج لتجلس معه ولكن حيرتها لم تطل لأن صوت فارس ناداها من الخارج: العنود إذا خلصتي تعالي فارس الذي كان يترقب حركاتها بدقة.. وكان يعلم أنها صلت وارتدت ملابسها خرجت له بخطوات مترددة ألقها يسبقها وإحساسه العميق بها يغلف خطواتها التي تخطوها (لِـمَ أنا معقد هكذا؟؟ وعاجز عن التعبير عن مشاعري بهذه الصورة) وقفت همس لها بهدوء: تعالي إجلسي وهو يشير للمكان الخالي جواره اقتربت بتردد وجلست لم يعرف ماذا يقول.. ( كل الكلمات باهتة بحضرتها أ أقول لها أنتِ جميلة وهي فوق الجمال؟!! أ أقول لها رائعة وهي فوق الروعة؟!! أ أقول لها أحبها وما بقلبي لها هو شيء فوق الحب وأبجديات الغرام؟! أ أقول لها اطلقي إساري وأنا أريد أن أبقى سجينها عمري كله؟!! أ أقول لها لا تنظري لي لأن نظرة عينيك تذيبني؟!! وفي ذات الوقت أ أقول لا تحرميني نعمة النظر إلى عينيكِ فعينيكِ مرسى روحي الهائمة؟!! أي جنون يكتنفك يا فارس؟؟ أي جنون؟؟) العنود بخجل: فيه شيء مضايقك؟؟ فارس باستغراب: لا العنود بخجل أكبر وخداها يتوردان: أنا مضايقتك؟؟ انتفض قلبه بعنف وسؤالها الخجول يلسع قلبه وخداها المتوردان ينحرانه لكنه رد بهدوء: لا.. ليش تقولين كذا؟؟ العنود تفرك أناملها وعيناها في حضنها.. تهمس بخجل رقيق: من البارحة وأنت تطالعني وتسرح.. قلت يمكن شوفتي تذكرك بشيء يضايقك فارس مد يده لذقنها ارتعش فكها وشعر هو بارتعاشتها وهو يرفع وجهها لأعلى وعيناه تغرق في بحر عينيها همس لها بعمق: ليه أنتي حلوة كذا؟؟ العنود بارتباك: نعم؟؟ لم يرد عليها لكنه اقترب منها أكثر وهو يدخل كفه في شعرها من الخلف ويقرب وجهها منه حتى أصبح يتنفس أنفاسها العذبة من قرب شفتاها ترتعشان وهو عيناه تطوف بتفاصيلها يقترب أكثر رنين هاتف يقطع اللحظة الأخيرة والعنود تنتفض وترجع للوراء وفارس يسب ويلعن في داخله (الله يأخذه من اللي بيتصل الساعة وحدة في الليل) ألتقط الهاتف شعر بالقلق وهو يرى اسم راكان يلمع على الشاشة لو كان ناصر المتصل.. لما قلق.. فناصر اعتاد على مقالبه لكن راكان لن يتصل في هذا الوقت إلا لأمر جلل نهض وابتعد خطوتين..ورد بقلق: هلا دون أن يقول الاسم حتى لا يقلق العنود رد بقلق أكبر: الحين جايك جايك العنود برعب: وش فيه فارس؟؟ فارس ربت على خدها وهو يقول بتطمين: مافيه شيء الشغل طالبيني نص ساعة وبأرجع لو بغيتي تنامين نامي العنود بقلق: وش أنام؟؟ بأنتظرك لين ترجع ************************** مجلس آل مشعل حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ذات الاتصال الذي تلقاه فارس تلقاه كلا المشعلين وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان وأنفاسهم تصعد وتهبط كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟ ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت ليس إلا لأمر كبير أو مصيبة بمعنى أصح راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال: رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
مجلس آل مشعل
حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ذات الاتصال الذي تلقاه فارس تلقاه كلا المشعلين وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان وأنفاسهم تصعد وتهبط كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟ ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت ليس إلا لأمر كبير أو مصيبة بمعنى أصح راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال: رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن مشعل بن محمد جلس.. يشعر أن قدميه تميدان تحته لا يريد أن يسمع شيئا.. لا يريد أن يسمع (ناصر.. لا يا ناصر.. لا) كان هو أول من حمل ناصر بعد ولادته حمله قبل أن تحمله أمه كان هو ابن العشر سنوات من أخذه من يد الممرضة طبع قبلته على جبينه ثم أعطاه لأمه لم ينسَ يوما أن ذراعيه كانتا أول ذراعين احتضنتا ناصر ابنا قبل أن يكون أخا يريد أن يصم أذنيه.. لا يريد أن يسمع خبرا عن ناصر قد يمزق روحه فارس شعر بيد هائلة تعتصر قلبه وهو يمسك بكتفي راكان ويهزه بعنف : ناصر وش فيه؟؟ راكان بهدوء ساكن أشبه بسكون الموت: لحد الحين مايدرون مشعل بن عبدالله باختناق: راكان الله يهداك قل لنا الرجّال وش قال لك عن ناصر راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم: يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر ************************* قسم ناصر مشاعل عادت من وقت من بيت عمها استحمت وصلت لكنها عاجزة عن النوم قلق كاسح يلتهم روحها ويفتفتها تشعر بضيق غير طبيعي تشعر أنها عاجزة عن التنفس.. لا تستطيع سحب أنفاسها وزفرها إلا بجهد تفتح نوافذ غرفتها يدخل هواء شديد البرودة.. برودة يناير الصقيعية يبدو كما لو أن كل نسمات الدنيا لا تكفيها وكأن الأكسجين سُحب من كل العالم وتركوها تختنق تضع يدها على قلبها وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم تدور في الغرفة دون أن تستطيع التوقف ترى نفسها في مرآة الدولاب الضخمة تقف لتأمل نفسها تهمس: (قال أني أحلى من كل أحلامه ليش أنا ما أقدر أشوف قدامي إلا الكوابيس؟!!) ****************** مجلس آل مشعل الاجتماع المآساوي راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم: يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر حينها قفز مشعل بن محمد وهو يقول بألم صارخ عميق: أشلون الحصان وصل بدون ناصر؟؟ أشلون؟؟ وناصر وينه؟؟ وش صار عليه؟؟ راكان يحاول أن يكون أكثر الثلاثة تماسكا.. والثلاثة يمطرونه بأسئلتهم الغاضبة المشبعة قلقا وحزنا: رئيس فريقه يقول إن المنطقة اللي ناصر انفقد فيها دائرة قطرها 30 كيلو وعلى الفجر بالكثير بيلاقونه وخصوصا أنه وزير داخليتنا صار عنده خبر واتصل بوزير الداخلية الأردني وطوافات الجيش الأردني بدت بمسح المنطقة يعني كلها كم ساعة إن شاء الله ويلاقونه.. بس فيه شيء أخطر.. ولازم أحطكم في الصورة صمت راكان لحظات مؤلمة أشبه بشفرات حادة تمزق جسده وروحه: يسار الحصان من ناحية الرِكاب غرقان الدم ثم تنهد وهو يزفر حسرته وينظر للوجوه الثلاثة المرتاعة المفجوعة من الخبر: الظاهر إن ناصر طاح ورجله اليسار متعلقة في الركاب.. والحصان سحبه لمسافة قبل يطيح فارس بفجيعة: أشلون أشلون.. ناصر طول عمره فارس راكان بحزن موجع: الحصان مهوب حصانه.. ومابعد يدرون شالي صار أنا طلبت من مندوب السفريات في الديوان يحاولون يدورون لي حجز مستعجل.. وبأطلع لعمّان الفجر وعشان كذا دعيتكم أبي أحط عندكم خبر قبل أروح.. (وأنا معك) الجملة ذاتها صدرت من الثلاثة المستمعين بوجع في ذات الوقت وجع مشترك وقلق مشترك وكلاهما لا امتداد لهما ولا نهاية راكان بهدوء مر: مايصير نروح كلنا..خلاص يروح معي واحد منكم واثنين يقعدون في الدوحة الثلاثة بدأوا في الجدال من منهم سيذهب ولم يستطع أحدا منهم مجاراة إصرار فارس وتصميمه: شوفوا أنا ماعلي منكم ..اثنين يروحون.. اثنين يقعدون.. بكيفكم لأني رايح رايح... مستحيل أقدر أقعد وأنا ما أدري ناصر وش فيه *********************** بعد نصف ساعة غرفة لطيفة لطيفة منذ خروج مشعل بعد الاتصال المفاجئ وهي تدور في الغرفة قلقا وارتياعا حتى عاد لطيفة بقلق مر: مشعل عسى ماشر؟؟ مشعل ألقى بنفسه على الأريكة وهو يرمي غترته جواره ويقول بحزن عميق: لطيفة تكفين لا تسأليني عن شيء لطيفة جلست جواره وهي تقول بقلق أكبر: مشعل أنت اللي تكفى.. عمري ما شفتك كذا إلا .. إلا... صمتت بمرارة وهي تكمل في داخلها (عقب وفاة جدي) مشعل لم يرد عليها وهو يدفن رأسه في صدرها ويهمس بألم حاد: الله لا يجيب إلا كل خير الله لا يفجعنا يا الله لا تفجعنا لا تفجعنا ************************ غرفة مشعل وهيا ذات الاستقبال القلق من هيا ذات الوجع المستشري في وجه وقلب مشعل هيا بقلق: حبيبي شاللي صار؟؟ مشعل يلف غترته على وجهه (يتلطم) ويتمدد على سريره آخذا بمقولة عجائزنا الأثيرة :" إذا كثرت همومك يا عبدي فانسدح" وهو يهمس لهيا بمرارة: الله يستر من اللي بيصير ******************* غرفة فارس والعنود فارس دخل وهو مستعجل العنود قفزت وهي تقول برعب: فارس وش فيه؟؟ فارس باستعجال: مافيه شيء حبيبتي قال (حبيبتي) بعفوية لم ينتبه لها ولكنها انتبهت لها تماما وكلمة حبيبتي تخترق روحها كسهم ناري كانت تقف مصدومة مبهوتة حتى رأته يمد قامته الطويلة وينزل حقيبة صغيرة من أعلى الدولاب حينها انتفضت: وش تسوي؟؟ وضع الحقيبة على السرير.. فتحها.. وبدأ يضع فيها بعض الملابس بسرعة العنود برعب: بتسافر؟؟ فارس باستعجال: جات لي سفرة مفاجئة من الشغل ولازم أسافر العنود بتأثر كبير: وش سفرته؟؟ من جدك؟؟ فارس أكمل وضع ثيابه في الحقيبة.. وأغلقها ثم ألتفت لها وهو يقول بهدوء واثق: خلي بالج من نفسش ومن أمي وأنا ماني بمبطي عليكم شغلة يومين وراجع العنود شعرت بإهانة مرة: لذا الدرجة فارس.. شغلك أهم مني تسافر ثاني يوم لعرسنا فارس نظر لها بعمق لم يرد عليها وهو يفتح أحد الأدراج ويستخرج جواز سفره ويضعه في جيبه ويحمل حقيبته ويغادر *********************** غرفة مريم بعد صلاة الفجر لم يعلموا بعد بسفر راكان الذي لم يخبر أحدا به صلت وجلست تقرأ وردها كانت قد نهضت من نومها قبل الفجر بكثير أنهضها من نومها هواجيس ضيق غير طبيعي استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وحاولت العودة للنوم لكنها لم تستطع فالهواجس تزداد.. هواجس لا تستطيع توجيهها لجهة محددة ولكنها تزداد وتتكاثف وهي تخنق روحها بالقلق (يا الله سترك ليه قلبي ناغزني كذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ثم وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يؤلمها بالفعل وهي تهتف بعمق: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ************************* مطار الدوحة الدولي بعد صلاة الفجر الطائرة تقلع براكان وفارس الصامتين لأن قلقهما أكبر من كل كلام.. أي فائدة للكلام؟! بل أي كلام يُقال وهما لم يعرفا بعد ماهو وضع ناصر ناصر الأخ السند الروح الشفافة الرجولة العميقة القلب الذي لم عرف التلون أو الحقد عريس جديد مازال لم يتهنأ بزواجه شاب متدفق الشباب مازالت كل الحياة أمامه ابن لأم ولأبين اثنين ينتظرونه.. وشقيق لأختين تعشقانه وأخ لأربعة شباب ماعرفوا اكتمال البهجة من غيره حطت الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي في عمّان مع شروق الشمس وفور نزول راكان وفارس وفتحهما لتلفوناتهما المغلقة انهالت عشرات الرسائل من مشعل ومشعل المستنزفين قلقا يطلبان منهما اطمئنانهما فور وصولهما بعد انهائهما لإجرائاتهما وخروجهما للخارج صدمهما برودة الجو اللاسعة غير الطبيعية وتواجد زخات خفيفة من الثلج بالتأكيد لم يهمهما مطلقا إحساسهما بالبرد ولكن ماكان يشغل بالهما ويثقل أرواحهما ويمزقهما هو التفكير بمن قضى ليله كله مرميا في مكان ما مصابا ينزف في هذا الجو الجليدي أشارا لسيارة أجرة وطلبا منه التوجه للسفارة القطرية واتصل راكان برئيس فريق ناصر ليطمئن راكان يصرخ بانفعال: أشلون مالقوه للحين أنت قايل لي قبل الفجر إن شاء بيلاقونه خلاص خلاص أنا جايكم الحين فارس بغضب مشابه: ما لقوه؟؟ راكان بمراره: لا ثم توجه للسائق بالكلام: ممكن تاخذنا للبتراء لو سمحت.. خلاص غيرنا رأينا مانبي السفارة سائق التكسي بتهذيب مهني: آسف يا أخوان أنا بقدرش أطلع برات عمان لكن ممكن أخدكم لمكان تاخدوا منه سيارة للبترا راكان كأنه يحادث نفسه: توكل على الله ************************** الدوحة الساعة 8 صباحا لطيفة تعود لغرفتها بعد أن ذهب أولادها لمدارسهم ولامتحاناتهم لتطمئن على مشعل الذي تعلم أن وراءه مصيبة فهو لم ينم مطلقا منذ البارحة ذهب لصلاة الفجر وعاد.. ولم يذهب لشركته ولا يتكلم إلا في أضيق الحدود يحتضن هاتفه الذي يتصل منه كل خمس دقائق وليس على لسانه سوى كلمة واحدة: ليتني رحت معهم لطيفة أعصابها شبه منهارة تعلم أن هناك مصيبة ما وأن أحد ما حصل له أمر مرعب لكنها لا تجرؤ على السؤال الذي تخاف حتى الموت من جوابه ********************** الساعة الثامنة والنصف صباحا مشاعل تتلقى اتصالا من مشعل الذي لم ينم أيضا مطلقا شعر مشعل أن من واجبه أن يبلغ أخته مبدئيا حتى لا تُصدم بحدوث أي شيء أو قبل أن يبلغها غيره ويفجعها بطريقة مفاجئة اتصل بها.. كانت هي أيضا تعاني أرقا مريعا نامت على أثره نوما متقطعا مليئا بالكوابيس وقامت مرعوبة على صوت هاتفها وطلب مشعل أثار قلقها لأبعد حد قامت ولبست وصلت ركعتي الضحى وهاهي تنتظره وهاهو يطرق باب بيتها عليها مشاعل فتحت بقلق: عسى ماشر يا مشعل؟؟ مشعل بابتسامة باهتة لا معنى لها: الواحد مايصير يسير على أخته يتقهوى معها الصبح مشاعل نظرت لوجهه الذي يبدو عليه الارهاق والألم ليس وجه من جاء للتسامر والقهوة ولكنها ابتلعت ريقها وهي تقول: دقايق والقهوة جاهزة مشعل أوقفها وأمسك بيدها: اقعدي مشاعل أبي أقول لك شيء مشاعل شعرت أن دقات قلبها تصم أذنيها.. وعروق رأسها بدأت تألمها من شدة النبض وهي تهمس بألم: ناصر وش فيه يا مشعل؟؟ مشعل باستغراب وألم: وش دراش إني أبي أكلمش عن ناصر؟؟ مشاعل بألم أكبر: من يوم سافر وقلبي ناغزني عليه مشعل بذات النبرة المستغربة المتألمة: غريبة إحساسش فيه وأنتي رافضته!! مشاعل بألم: أرجوك مشعل لا تذر ملح على جروحي أنا ماني بناقصة مشعل يتنهد: اسمعيني مشاعل.. إن شاء الله إنه ناصر مافيه شيء مشاعل بدأت أعصابها تخونها: مشعل أنت جايني ذا الحزة ووجهك باين عليه إن النوم ماطب عينك.. عشان تقول لي إنه مافيه شيء؟؟ أرجوك مشعل بلاه ذا التعذيب البطيء.. كنك تقطعني بسكين مصدية مشعل تنهد بعمق أكبر: يمكن إنه متعور عوار بسيط مشاعل قفزت وهي تقول برعب: متعور؟؟ ثم أكملت وهي تحاول التجلد ودموعها بدأت تسيل بصمت وهي تقول بمرارة: كله مني.. كله مني.. أنا عارفة إنه السالفة كايدة كله مني.. ومن وجهي النحس عليه ليته ماخذني.. ليته ماخذني مشعل شدها وأجلسها وهو يقول لها بحنان: الله يهداش مشاعل قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا وناصر لو صار له شيء مكتوب له من قبل يولد مشاعل ماعادت تحتمل انهارت على الأرض جوار مشعل انكبت على فخذه تخفي وجهها فيه و تنتحب: بس الله سبحانه يسبب الأسباب.. وأنا السبب أنا السبب ********************** القاهرة الساعة 10 صباحا باكينام تصحو من نومها.. تتذكر مكالمة هيا المتأخرة البارحة وطلبها منه تلتقط هاتفها وتتصل برقم: صباح الخير أنكل أحمد ................ كويسين.. أنته أزيك؟؟ ................ بابا في نيويورك وهيرجع بكرة بالليل إن شاء الله ................ ممكن أطلب من حضرتك خدمة ................ فيه نمرة أرضي.. هاديها لك.. عاوزة أعرف النمرة دي من فين بالزبط ................ نص ساعة وتطلع لي صاحب النمرة... متشكرة أوي يا أنكل خذ النمرة .............. .................... مستنياك باكينام نهضت واستحمت ولبست ملابسها لتخرج مع جدتيها كما اعتدن كل يوم.. وهي تدعو أن يكون يوسف مصابا بأنفولونزا حادة أو أن ينشغل بشيء يمنعه من مرافقتهن.. مع إنتهاءها.. كان هاتفها يرن.. التقطته: أهلا انكل .................. مصحة نفسية ؟؟؟ (باستغراب) .................. نمرة تتصل بس ما تستئبلش؟؟ (استغراب أكبر) ..................... طيب ممكن تديني اسم المصحة؟؟ ...................... متشكرة أوي يا أنكل.. مش عارفة أشكرك إزاي.. باكينام أغلقت الاتصال لتتصل بهيا وقتها هيا كانت تعاني قلقا مرعبا من خروج مشعل المبكر دون أن يخبرها إلى أين سيذهب مع حالته الغريبة المتوترة منذ البارحة ردت بصوت متعب: أهلا باكي.. باكينام بمرح: مالك يا بنت.. هيا بنبرة متعبة: مافيه شيء تعبانة شوية باكينام بهدوء: يبئى خلاص مش هاطول عليكي النمرة اللي اديتيها لي امبارح.. نمرة مصحة نفسية اسمها...... هيا باستغراب كبير: مصحة؟؟؟ لكنها فكرت للحظات.. مؤكد أن ضربه لموضي لم يكن طبيعيبا ربما كان مريضا.. وكان ذهابة لمصر للعلاج لم تعرف كيف تتصرف لا تريد إبلاغ عمتها أنه يعالج ولكنها تريد أن تطمئنها عليه هتفت لباكي: باكي حبيبتي ممكن تروحين هناك وتسألين عن واحد قطري اسمه حمد جابر... وتطمنيني عنه.. هذا ولد عمتي... وعمتي كثير قلقانه عليه.. رغم إحساس باكينام بالحرج وخصوصا مع وضعها المفروض عليها غصبا عنها كسيدة متزوجة ويوسف يطالبها بتقرير مبطن مهذب عن كل تحركاتها لكنها أجابت: ومالو...هاروح أول ما لائي فرصة.. وأكملت في نفسها (وخلي يوسف يتفلئ) ************************* البتراء الأردنية الساعة العاشرة صباحا راكان وفارس يصلان إلى فندق الموفنبيك حيث ينزل الفريق القطري الذي رفض بكامل أفراده إكمال السباق أو التحرك حتى يجدوا ناصر كان الفريق بكامله يجلس في اللوبي يعانون قلقا مرا ينتظرون أي خبر ومع دخول راكان وفارس كان الفريق كاملا يركض للخارج رئيس الفريق الذي يعرف راكان وفارس جيدا أمسك بيد راكان بدون سلام وهو يسحبه معهم للخارج ركضا: يالله...لقوا ناصر.. بنروح الحين مع هيلكوبتر للجيش بتتبع الطوافة الطبية #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
مدينة الحسين الطبية
عمّان/ الأردن ذات اليوم ليلا غرفة ناصر عبدالله ومحمد وصلا من الدوحة وطلبا من سيارة الأجرة أن تأخذهما للمستشفى فورا وهاهم أربعة من عمالقة آل مشعل يجلسون في انتظار إفاقة العملاق الخامس من أثار التخدير.. محمد كان أقربهم لسريره.. وهو يلصق مقعده بقرب رأس ناصر.. بداخله ألم لا حدود له فمهما كبر ناصر وطال.. فهو يبقى في نظره ابنه الصغير هاهي عيناه تجولان بكل الوجع بوجهه المليء بالخدوش واللصقات الصغيرة بيديه الملفوفتان بالشاش.. فهو كان يحاول تخليص ساقه من الركاب ورفع جسده عن الأرض حتى لا يتمزق ظهره وثيندر يسحبه لذا احتملت يداه الكثير من الألم (أي ألم تحملت يا بني؟!! أي ألم؟!! ليتني استطعت أن أحمل بعضا من ألمك ليتني أنا من بُترت ساقه أنا شيخ عجوز.. عشت حياتي طولا وعرضا ماعاد لي بهذه الحياة حاجة ولكن أنت للتو تتذوق هذه الحياة للتو تفتح لك أبوابها!! ماكان همني والله أن أهبك ساقاي ويداي جميعها وتبقى ساقك لك إلهي لا تؤاخذني ليس اعتراضا على حكمك.. اللهم لك الحمد والشكر على كل حال ولكني أب مفجوع.. أفرغ بعضا من حزني وألمي وفجيعتي فلا تؤاخذني بحديثي مع نفسي لا تؤاخذني على وجعي وبثي) عبدالله وراكان وفارس يجلسان على ثلاثة كراسي متجاورة قريبا من محمد وعبدالله يستفسر منهما كيف حدث ماحدث؟؟ ومتى وصلا؟؟ ومتى وجدا ناصر؟؟ بعد دقائق.. حشرجة خافتة صدرت من ناصر الأربعة كلهم وقفوا معا وهو يحيطون بسرير ناصر محمد بحنان مصفى مختلط بنبرته الحازمة الطبيعية: الحمدلله على سلامتك يأبيك تبي شي؟؟؟ ناصر بصوت متقطع ناتج عن جفاف ريقه: ماي.. فارس يمد يده لزجاجة ماء ويفتحها وراكان يهمس له: لا تسقيه واجد.. بِل ريقه بس.. فارس يدخل يده تحت كتفي ناصر ويقعده ويسقيه القليل ناصر يهمس: بعد أبي ماي.. راكان همس له بأخوية: بعد شوي.. مايصير تشرب ماي ورا بعض ناصر عاد لإغلاق عينيه وهو يغيب عن الوعي مرة أخرى محمد بقلق: وش فيه رجع يرقد؟؟ راكان باحترام: يبه لا تحاتي.. من تاثير البنج.. بعد شوي بنصحيه ونسقيه ***************************** القاهرة حوالي الساعة العاشرة مساء باكينام تعود للبيت ومعها جدتاها صفية وفيكتوريا يدخلن جميعا وضحكاتهن تتعالى صفية بمرح: أمّا أنتي بت باكينام أنا مبسوطة منك كتير عرق تركي عندك تمام.. كنتي هتعملي الواد كفتة باكينام تضحك: عرق تركي ثم تكمل بالانجليزية: وعرق إيرلندي كيف يجرؤ ذلك التافه أن يعاكس أجمل أميرتين تركية وإيرلندية وهما في ضيافة مصرية ثم قالت بالعربية: أكيد كان بيعاكسك يا أنّا.. أنتي أحلى وحدة فينا الحوار كان يدور عند المدخل دون أن تنتبهن إن كان أحد موجودا أنا صفية تضحك: خشى في عبي زي ما بتئولوا يا مصريين.. ئال يعاكسني ئال الواد كان بائي يعيط عاوزك تاخدي نمرته وأنتي نازلة فيه شتيمة وهو لا همو فين واد يوسف عنو؟؟ (يوسف ئاعد هنا بيستناكم) صوت عميق ممتلئ بغضب مكتوم كان يوسف يجلس في الصالة المفتوحة على المدخل مع سوزان باديا على محياه غضب كبير يحاول كتمانه باكينام شعرت بتوتر غير مفهوم فهي أغلقت هاتفها بعد أن أتصل بها يوسف أكثر من مرة ولكنها لم ترد عليه ولكن هذا لم يمنعها من الوقوف بثقة وهي ترسل له نظرات تحدي سوزان نهضت وهمست بكلمة في أذن والدتها ثم في أذن حماتها وسحبت الاثنتين معها فهي تعلم أن يوسف غاضب لإغلاق باكينام هاتفها وتعلم أنه لابد سيعاتبها.. لذا تريد تركهما لوحدهما يوسف مازال جالسا وباكينام مازالت واقفة بين المدخل والصالة تحركت بإتجاه الدرج وهي تقول ليوسف بثقة: تصبح على خير أستاذ يوسف سلّم على تانت منال (باكينام ..تعالي هنا) وصلها صوته واثقا غاضبا لينشر قشعريرة باردة في كل خلاياها ولكنها لم تتوقف وهي تصل للدرج لتتفاجأ بيد قوية تمسك عضدها وتوقفها وتلفها لتجد نفسها وجها لوجه أمامه باكينام من بين أسنانها: سيب إيدي يوسف أفلت عضدها ولكنه أمسك بذارعها بقوة وهو يشدها ويثبت ذراعها على صدره وهو يعتصرها بقوة ويقول بغضب: ئافلة تلفونك ليه؟؟ وأزاي تخرجي بدون ازني؟؟ وليه لما فيه حد ضايقكم ما اتصلتيش ليا؟؟ باكينام بألم: يوسف سيب إيدي.. هتكسرها يوسف أفلت يدها وباكينام تنفض يدها وتمسك المكان الذي ألمها بالفعل من اعتصاره لذراعها وهي تقول بسخرية: أنا عاوزة أعرف أستاز جامعة إيه اللي بيتعامل بالأسلوب الهمجي ده؟؟ سبت إيه للجهلة اللي عايشين في القرون الوسطى؟؟ يوسف بذات سخريتها: كل واحد يتعامل زي مايفهم أنتي وحدة ما ينفعش معاكي الزوء... لازم الواحد يكون عنيف معاكي عشان تفهمي باكينام بغضب: أنا مش حيوان عشان تعاملني بالعنف أو غيرو ثم تنهدت وهي تقول: وعلى العموم.. الحكاية النكتة دي طالت أوي ولازم ننهيها... على الأقل يوسف احترم أنو فيه صحوبية بين أهلنا بلاش نستمر في المهزلة دي أكتر من كده وخصوصا إنك مصدء الحكاية... وعامل فيها سيد السيد رايحة فين وجايه منين؟؟ طلئني يا يوسف.. متجبرنيش أعمل فضيحة.. يوسف يبتسم بسخرية: فضيحة من أي نوع؟؟ باكينام بتحدي: هأخلعك يوسف ضحك ضحكة مصطنعة: زريفة أوي يا بت ثم أكمل بتحدي: لو أنتي ئدها اعمليها.. ليه لأ.. خلينا نتسلى شوي ونضيع دراستنا علينا وخصوصا أنه لازم ننزل واشنطن بعد تلات أسابيع لكن بدل ما نكون في واشنطن ندرس نكون هنا بين المحاكم... والمحاكم حبالها طويلة... وأنا ما يهمنيش بدل السنة أتنين.. ومن ناحية تانية الراجل متهموش الفضيحة.. لكن بنت الدبلوماسي ابن العمدة... ياحرام هيئولوا عليها إيه؟؟... اتجوزته عرفي في واشنطن..وخلعته لما اتجوزتو رسمي!!!! باكينام شعرت بألم حاد.. فهو يعرف تماما كيف يمسكها من يدها اللي تؤلمها ولكنها قالت بهدوء: يوسف أنا عارفة أنك مش طايئني.. والجوازة كلها مش على بالك.. عاوز مني إيه؟؟.. سيبني.. أنا مستحيل أرجع واشنطن وأنا على زمتك أنت تسليت كفاية... خلاص سيبني.. يوسف بنبرة غامضة وهو يبتعد باتجاه الباب: آه تسليت كفاية صح؟؟ عمو طه راجع بكرة بالليل خليه يحكي لك حكاية هتعجبك أوي كان يوسف يصل الباب ويفتحه وباكينام تقول بصوت واثق: لو ايه ما ئال بابا مش هيغير رأيي يوسف يغلق الباب وهو يقول لها بتحدي واثق: هتشوفي ************************ ذات الليلة في وقت متأخر الدوحة غرفة مشاعل /// و............. ناصر مشاعل تشعر أنها توشك على الانهيار من التعب فهي تقريبا لم تنم من قبل ليلة زفافها للآن ولكنها عاجزة عن النوم والأرق يحيط بأجفانها والأسى يخنق روحها شقيقاتها وبنات عمها وعمتها عرفوا بخبر إصابة ناصر لكنهن لم يعرفن بعد نوع الإصابة.. هي وحدها تعرف وكم ألمتها هذه المعرفة!! ذبحتها ونسفت روحها أشلاء متناثرة جميعهن اتصلن بها.. يريدن زيارتها لكنها لأول مرة في حياتها تكون غير مهذبة وترفض أن يزورها أحد كانت تريد أن تختلي بنفسها وبـــ ذكرى ناصر أي ألم حاد تشعر به!! هل هو الإحساس بالذنب؟؟!! بمدى قسوة الحياة؟!! منذ خروج مشعل من عندها وهي تدور بين الغرف تشعر بوجود ناصر في كل مكان قد لا يكون ناصر سكن هنا فعليا ولكن وجوده في كل زاوية طاغ.. طاغ جدا فتحت كل شيء.. وفتشت في كل شيء ملابسه.. أوراقه.. صوره كانت تعيد إكتشافه من جديد تكتشف ناصر كما هو كرجل حقيقي له شخصيته المستقلة ليس ظلا لمشعل.. ولا مسخا مستنسخا من حمد كان لديه الكثير من ألبومات الصور حملتها جميعها وضعتها على السرير وغرقت بينها!! صوره في البطولات.. في التدريبات.. في الرحلات البرية.. في المؤتمرات.. في السفرات.. في دول عديدة كان مبتسما في كل الصور (إبتسامته رائعة وشفافة هل سأرى إبتسامته مرة أخرى؟! أدفع حياتي كلها ثمنا لإبتسامته كم قسوت عليه!! وكم قست الحياة عليه!! أ هذا عقابه في الدنيا؟؟ أن يبتليه ربي بي..لأكون عليه مصدر شؤم؟! أستغفر الله.. أستغفر الله متعبة أنا يارب.. متعبة.. متعبة كيف أستطيع مواجهته إذا عاد..؟؟ كيف أضع عيني في عينه..وأنا مثقلة بأغلال هذا الذنب.. سيرفضني.. أعلم أنه سيفعل سيرفضني كما رفضته.. عنيد آخر من آل مشعل لكن رفضه سينحرني.. سينحرني) مثقلة هذه الصبية بالحزن.. حزن عميق وشفاف وموجع كعمقها وشفافيتها ووجعها لا تعرف كيف تتصرف.. وخائفة.. خائفة لطالما كتمت مخاوفها وألمها.. لم تسمح لأحد بكسر صدفتها اقتحام روحها .. مشاركتها أفكارها ولكنها الآن تحتاج لمن يمسك بيدها.. يدلها التقطت هاتفها وأرسلت منه رسالة لهاتفين ذات الرسالة لجهتين مختلفتين.. ثم تناولت صورة مؤطرة لناصر كانت موضوعة بجانب السرير واحتضنتها وتمددت لتبكي لا لتنام..... ************************** اليوم التالي بيت سعد بن فيصل الصباح الباكر أم فارس تجلس عند دلالها تنتظر نزول سعد نزل سعد بلباسه العسكري وتاج مع نجمتين تلمع على كتفيه قبل رأس أم فارس وجلس بعد تحيات الصباح المعتادة سألها باهتمام: فارس كلمش؟؟ أم فارس بتأثر: اليوم مابعد.. والبارحة أنا وياك مكلمينه سعد بتأثر عميق: الله يفك عوق ناصر.. والله إن ناصر نادر ومثله في الرياجيل شوي أم فارس بحزن: توه حتى عرسه ما تهنى فيه.. سعد ينهي فنجانه على عجالة وينهض: يالله فديتش أترخص عندنا اليوم طابور عرض أم فارس تتذكر: ترا سعد فيه شيء أبي أقوله لك وأنسى سعد باحترام: أمريني فديتش أم فارس بهدوء: الحين أنت عندك أبو صبري وصبيان هنود.. أنا إذا جيتك طردناهم للمجلس بس بكرة مريم بتجي بيتك يبي لها خدامات يا أختك.. فأنا أبيك تقدم على ثنتين من الحين عشان أعلمهم لين يجي وقت عرسك.. وأنت تدري الخدامات يبطون لين يجون ويتعلمون سعد بهدوء: زين ذكرتيني.. بأقدم على ثنتين.. وترا يمكن أجيب أم صبري بعد أفكر الحوطة اللي ورا البيت ابني لهم فيها ملحق مرت ولدهم صبري مضيقة على العجوز.. وأبو صبري متضايق وأنا أفكر أجيبها على الأقل تسولف مع مريم وتساعدها على العيال لو الله رزقنا عيال.. أم فارس: بكيفك فديتك.. المهم الحين قدم على الخدامات وأم صبري بكيفك أنت وأبو صبري ********************* القاهرة الساعة العاشرة صباحا أمام مصحة نفسية غاية في الرقي.. في منطقة هادئة في ضواحي القاهرة باكينام توقف سيارتها وتنزل تشد جاكيتها الطويل على جسدها.. فالجو كان باردا بعض الشيء تعدل وضع نظارتها الشمسية على عينيها وتدخل كانت متوترة نوعا ما.. فهي لا تعرف من هي قادمة للسؤال عنه ماذا لو كان مجنونا خطرا ماذا لو عرف المجنون الأخطر المسمى (يوسف) بزيارتها هذه لرجل غريب؟!! تنهدت وهي تتوجه للاستقبال وتسأل عنه خرجت بها إحدى الممرضات للحديقة الخلفية وأشارت لشخص معين كان يجلس في الشمس تماما تقدمت بخطوات مترددة.. كان مستغرقا في قراءة كتاب وغير منتبه لما حوله مطلقا.. مما أتاح لبيكنام أن تتفحصه جيدا لتطمئن قبل محادثته استغربت..كيف يكون هذا مريضا؟!! بدا لها مسالما جدا.. ووسيما جدا... ونظيفا جدا جدا نظيفا بالمعنى الفعلي للنظافة.. مثلما ترى شخصا وتعلم أنه استحم للتو.. وبدا لها كما لو أن حمد استحم عشر مرات متتابعة.. فكانت تفوح منه رائحة صابون عطرة مركزة وقوية اقتربت منه.. همست بهدوء: السلام عليكم حمد رفع عينيه وهو ينزل نظارته الطبية ويضعها على الطاولة ويبتسم: وعليكم السلام تشجعت باكينام وهي ترى رده اللطيف للسلام فابتسمت وهمست: عندك استعداد تستئبل زوار.. ابتسم حمد وهو يقول بلباقة: إذا زوار حلوين كذا.. ماعندي مانع ابتسمت باكينام.. كانت تعرف أنه لم يقصد بعبارته سوى أن يكون مجاملا لكنها رفعت يدها اليسار لتريه الخاتم وهي تقول بمرح شفاف: أنا ست متجوزة بلاش شغل الغزل ده ابتسم حمد وهو يقول بمرح أكثر شفافية: وأنا ما أعتقد مطلقا إنه صدر مني مشروع خطبة باكينام باحترام: أنا باكينام الرشيدي حمد بلباقة: تشرفنا باكينام.. أقدر أخدمش بشيء؟؟ ثم استدرك: تفضلي اجلسي.. ليش واقفة باكينام جلست على كرسي خال وهي تكمل حديثها: أنا صاحبت هيا بنت خالك سلطان حمد يقطب حاجبيه: مهوب هذي اللي لقاها مشعل ولد خالي عبدالله في أمريكا وتزوجها؟!! باكينام هوت رأسها إيجابا.. ثم حكت لحمد سبب زيارتها واتصال هيا باختصار أجابها حمد بقلق: أنا ما أبي حد في الدوحة يعرف إني أعالج.. خصوصا أمي باكينام بثقة مطمئنة: حط في بطنك بطيخة صيفي.. ولا يهمك... وعد أنو ما حدش يعرف وتاكد إن هيا مستحيل تئول ولا حتى لجوزها... هي بس عاوزاك تكلم الست مامتك.. عشان هي مشتائة لك حمد بحنين عميق: وأنا مشتاق لها... بس الاتصال لازم يتم بأذن الدكتور وأحيانا الدكتور يأجله أو يقدمه حسب حالتي بس اليوم بأقول له وبأحاول أكلمها باكينام وقفت وهي تقول بأدب: وأنا خلاص مهمتي انتهت.. وأستاذن حمد بخيبة أمل: منتي براجعة تزوريني؟!! باكينام شعرت بالحزن من طريقته في السؤال.. بدا لها وحيدا وحزينا مشبعا بالوحشة والحنين همست بمرح: هأزورك ئريب حمد بابتسامة: تعالي المرة الجاية أنتي وزوجش.. خلني أتعرف عليه.. لازم وعشان أنا ما أحس بالحرج.. ولا أنتي تنحرجين أنا بس أبي حد أسولف معه.. ويكون عارف عن أخبار هلي في الدوحة لازم المرة الجاية تجيبينه.. باكينام بتوتر: إن شاء الله ************************ الدوحة ذات الوقت ولكن توقيت مختلف فرق ساعة الساعة 11 صباحا لطيفة اليوم كان أول يوم لها امتحاناتها ولكن بالها لم يكن مع الاختبار.. لكن مع ظروفهم المعكوسة وخصوصا أنه وصلها قبل الفجر رسالة من مشاعل تطلب حضورها حينما تستطيع صباحا وذات الرسالة وصلت موضي لذا اتفقت الاثنتان على الذهاب معا لطيفة تمر بموضي ثم الاثنتان تذهبان لبيت عمهما محمد الاثنتان تعبران الباب الواصل بين بيت عبدالله ومحمد (ترتيب بيوت آل مشعل للتذكر: بيت مشعل بن محمد بجواره بيت عمه عبدالله ثم بيت محمد ثم بيت فارس ملاصق لبيت عمه محمد بيوت الكبار في الصدر.. ثم بيوت الشباب على الأطراف) موضي تهمس للطيفة: زين إنها رضت تخلينا نجيها من يوم دريت وأنا أحاتيها.. أدق عليها مهي براضية تخليني أجيها لطيفة بحزن: أنا جيتها البارحة ودقيت عليها.. مارضت تفتح لي والله إني خفت عليها.. تصدقين بغيت أدعي مشعل يكسر الباب.. بس هي ردت علي وقالت ماتبي تشوف حد.. تخيلي مشاعل تقول لي كذا!!!! موضي بمساندة: نعنبو لايمها.. قلبها احترق.. الاثنتان وصلتا.. طرقتا الباب بعد لحظات فُتح الباب.. ليصعقا بمنظر شقيقتهما.. إحمرار عينيها.. انتفاخ أجفانها بشكل مرعب يبدو كما لو كانت شبحا يوشك على التداعي والانهيار لطيفة برعب: بسم الله عليش مشاعل.. وش فيش؟؟ مريضة؟؟ مشاعل لم ترد عليهما.. تركتهما وعادت للداخل خطوات ثقيلة مجهدة نقلتها خطوات كروحها المثقلة وجسدها المجهد موضي أغلقت الباب.. والاثنتان دخلتا خلفها..حتى وصلت لغرفة النوم وألقت بنفسها على السرير لتدخل في موجة جديدة من البكاء العويلي الاثنتان مصدومتان.. صامتتان... كون ناصر مصاباً لا يستدعي هذا البكاء الجنائزي.. إلا إن كان...... الفكرة انتقلت لرأسي الاثنتين في نفس الوقت هل يعقل أن ناصرا توفي؟؟! صدمة متوحشة اكتسحتهما ولطيفة تجلس جوارها من ناحية طرف السرير وموضي تقفز لتركب معها على السرير وتجلس جوارها من الناحية الأخرى لطيفة همست بحنان أمومي: ميشو يا قلبي.. وش فيش؟؟ مشاعل لم ترد على أسئلة أي منهما حتى تعبت من البكاء حينها نهضت.. همست بصوت مبحوح: ما أدري أقول الذنب ذنبكم وإلا ذنبي؟؟ موضي بحنان وهي تحتضن كفها وتمسدها بحنان: وش ذنبه يا قلبي؟؟ مشاعل بصوت ميت مخنوق: ذنب ناصر لطيفة اقتربت أكثر وهي تحتضن كتف مشاعل التي أراحت رأسها على كتف لطيفة وهي تفرك أنفها المتفجر احمرارا وتهمس بصوت عاد للاختناق بعبراتها وكأنها تحدث روحها: ليلة عرسي أنا ماشفت ناصر أنا شفت حمد وهو يضرب موضي بكل وحشية شفت مشعل وهو يستخدم لطيفة أداة لتفريغ رغباته دون اعتبار لمشاعرها ما أقول إني أنا خجولة بزيادة وهذا كان له دور.. لكن حياتكم خربت حياتي لطيفة وموضي توترتا بشدة.. لكن لطيفة همست: ميشو حبيبي قولي لنا وش اللي صار ليلة عرسش؟؟ مشاعل حكت لهما كل شيء.. تعلم أنهما كتومتان.. وهي بحاجة لمساحة شاسعة للبوح علها تفتح أفقا ما.. حتى لو كان ضئيلا لروحها المتأزمة المخنوقة موضي بغضب عاتب: أنتي مجنونة؟؟ فيه وحدة عاقلة تسوي اللي سويتيه؟؟ مشاعل بنبرة غريبة خليط من القسوة والحنان والألم واللامبالاة: تدرين موضي أنتي بالذات مالش لسان.. ثم أكملت بنبرة تهكم مرة حزينة موجعة: موضي قولي لي.. ليش ما ترضين تبدلين ملابسش قدامنا تصدقين أول مرة أدري إن البنت تصير تستحي من خواتها عقب ما تتزوج!! موضي بحركة تلقائية غير مقصودة غطت مكانا ما بين كتفها وصدرها كأنها تغطي حزنها ويأسها وألمها عن الأعين ووجع المواساة وهي تتراجع للخلف (عن أي مواساة تتحدثين عن موضي؟!! تحتاجين إلى من يواسيكِ تحيطين نفسكِ بقشرة رقيقة سرعان ما تنهار مع النقرة الأولى!!) موضي صمتت وهي تبتلع ريقها وألمها ولكن لطيفة أكملت: اسمعيني مشاعل.. صحيح أنا وموضي كان عندنا مشاكل في حياتنا لكن أنا كل مشاكلي مع مشعل انحلت.. ومشعل ماعاد باقي إلا يحطني على رأسه من اهتمامه فيني وموضي تطلقت وهذا هي بتاخذ راكان خيرة شباب آل مشعل يعني إذا حن اللي عانينا سنين تجاوزنا مشاكلنا.. أنتي ما تقدرين؟!! مشاعل انتفضت بعنف وهي تقول بألم مر: ناصر مستحيل يسامحني.. مستحيل وخصوصا إنه فيه شيء صار له.. ما أقدر أقوله الحين صدقيني مستحيل يسامحني.. أنا ماني بقادرة أسامح نفسي لطيفة مسحت على نعومة شعر مشاعل وهي تهمس بحنان: لو مهما صار ناصر قلبه طيب.. صدقيني بيسامحش.. ليه ما يسامح؟؟ أنتي حاولي تكسبينه.. ولازم أنتي اللي تكونين مستعدة للمبادرة لين الآخر حتى لو رفضش مرة ومرتين وعشر.. لا تيأسين.. لحد ما تجيبين رأسه ولو على الوسائل.. اسمعي مني.. واستعيني بتفكيرش.. ثم غمزت بعينها وهي تمسح دموع شقيقتها الصغرى بحنان: إن كيدهن عظيم ************************ ذات اليوم عصرا عمّان غرفة ناصر مازال ناصر لم يفق.. وتغذيته تتم عبر الوريد قلق والده وعمه وشقيقه وابن عمه يتصاعد من عدم إفاقته.. وطلبوا مقابلة الطبيب.. الذي وعدهم بالحضور بعد أن ينهي عملا ما في يده وهاهو يحضر وهو يرسم ابتسامة مهنية اعتاد على رسمها حتى أصبحت ترتسم بطريقة رتيبة تلقائية: بيقولوا أهل ناصر مشعل بدهم ياني.. أنا حاضر كان محمد من تكلم وهو يقول بهدوء: ناصر ليش مافاق لذا الحين.. البارحة وعا شوي وطلب ماي وعقب رجع ينام الطبيب بهدوء: أنا طالب من الممرضات يحقنونه بالمهدئات.. مابدي إياه يصحى هلا راكان باستفسار: وممكن أعرف السبب.. الطبيب بمهنية: هم سبيين ومش واحد الأول أني حابب إن ساق ناصر توصل.. مع أنو ماراح يقدر يستخدمها هلا بس أنا حابب إنه يشوفها وقت ما يصحى.. عشان تكون تخفيف لوضعه وفي نفس الوقت شرح صريح لحالته أما السبب الثاني فهو إنو من تعرض لبتر أحد أطرافه.. يتعرض لظاهرة اسمها ظاهرة فانتون.. الظاهرة هذي تعني إن المخ يظل يرسل إشارات لمكان البتر..كأن العضو لساته موجود ولازم يتحرك.. يعني اللي انبتر عنده عضو ما يحس إنه فقد عضو ويحتاج وقت للتأقلم جسديا وفكريا.. والأخ ناصر رغم الرضوض والخدوش إلا أنو صحته تمام الحمدلله يعني ممكن لو وعي هلا ينزل عن السرير ويمشي.. وهالشيء أنا ما بدي إياه أنا استعجلت في طلب الساق.. وممكن توصل بكرة.. وراح أعطيكم قياساتها عشان لو حب يطلب مرة ثانية.. يقدر يطلب.. فارس بإهتمام: يعني بكرة ممكن يحس فينا؟؟ الدكتور بابتسامة: إذا وصلت الساق.. ماراح نعطيه مهدئات.. وبيوعى إن شاء الله محمد برجاء هادئ: ومتى ممكن نرجع الدوحة ونرجعه معنا؟؟ الطبيب بلباقة: الخيار لكم عمي وللمريض.. لو عنده استعداد يستخدم العكازات ممكن ترجعون بعد كم يوم.. وأنا بأتصل مع صديق لي في مستشفى حمد عندكم.. وهو ممكن يتابع الحالة لأنه مايقدر يستخدم الساق الصناعية إلا لما تلتئم الجراحة تماما ولأنه هذي مش جراحة بمعنى جراحة لكن هو كي لمكان البتر، فالإلتئام بيكون أسرع.. ممكن يستخدم الساق الصناعية بعد أسبوعين ثلاثة.. والخيار لكم الجميع صمتوا ينتظرون قرار محمد الذي أجاب بهدوء: الشور شور ناصر.. لكن أنا أعرف ولدي.. مهوب اللي يهاب شيء الظن ظنتي راجعين الدوحة قريب ********************* الدوحة مساء بيت فارس.. العنود في البيت للسلام على أم فارس ورؤية إذا كانت تحتاج لشيء وهاهي تستعد للمغادرة.. أم فارس بحزن: سامحيني يا بنتي.. والله إن قدرش عندي كبير ماقدرت أسوي عشاش وحن على ذا الحال.. الله يفك عوق ناصر العنود بحزن مصفى: وش عشاه يمه؟؟ هذي أمي ماسوت عشاء مشاعل وش عشياته وحن ماندري بحال ناصر.. أم فارس بمساندة: يأمش امتحاناتش قريب.. لازم تدرسين إهمالش لدروسش لا يقدم ولا يؤخر العنود بهمس: الله يجيب اللي فيه خير.. ثم أردفت بخجل: يمه أنتي أكيد منتي بمتضايقة إني أمسي عند أمي؟؟ أم فارس باستنكار: لا والله وحشا.. أم مشعل ذا الحين في حاجتش وأمش أبدى من خلق الله وعلى كل حال أنا البارحة أمسيت في بيت سعد.. وهو بعد شوي بيمر يأخذني.. أتسلى معه ومع عياله العنود تنزل جلالها على وجهها استعدادا للخروج لكنها استدركت وهي عند الباب بسؤال مؤلم: يمه فارس كلمش؟؟ أم فارس بتلقائية: توه كلمني قبل تدخلين.. العنود شعرت بألم شفاف يغزو روحها.. فهو لم يتصل بها منذ مغادرته هل يعاقبها على ذنب لم ترتبكه؟!! أم أن الجفاء وجفاف المشاعر سيكون شعارا إبديا لحياتهما معا؟!! هي الآن غاضبة منه.. بل غاضبة جدا حرمها من أبسط حقوقها.. حقها في المعرفة منه شخصيا!! لِـمَ لم يخبرها بإصابة ناصر؟!! لِـم فضل أن يهرب من أمامها وكأنها كائن فاقد للأهلية يعيش مهجورا على أطراف حياته؟!! لا تستحق أن يأخذ من وقته الثمين لحظات ليخبرها.. يعلم جيدا ولعها بأشقائها وتعلق روحها بهم.. ولكن لا يهم.. هي لا تهم.. هي لا تستحق.. ( "لماذا تعلم.. ولماذا أخبرها؟؟ سياتي أحدهم يوما ويخبرها.. ولكن ليس أنا ليس فارس العظيم المتجبر المتباعد" أهكذا فكرت يا فارس؟!! متعبة منك ومن غرورك وتجبرك وقسوتك ليتك تتصل بي ليتك تفعلها أريد أن اصفعك بكل آلامي.. أريد أن أخنقك بها حتى لو كنت لا تشعر وحتى لو كانت تماثيل الحجارة لا تبالي ولا تحس حتى لو ألقيت عليها عشرات الحصيات الصغيرة على الأقل سأفرغ أنا بعضا من غضبي بإلقاء الحجارة عليك بما أنك لا تتألم.. لا تشعر.. لا تحس اسمح لي أن أفرغ أنا بعضا من ألمي.. شعوري.. وأحاسيسي) العنود كانت تفكر بكل هذا وهي تسير خارجة من بيتها إلى بيت والدها وصلت وصعدت غرفتها واستحمت والأفكار تعصف بها خرجت لرؤية والدتها المعتكفة في غرفتها مازالت على حالها.. مكتئبة تتصبر.. تكثر من الصلاة وقراءة القرآن والدعاء له.. لناصر.. العنود عادت لغرفتها وصلت قيامها.. ثم قررت التمدد أخيرا.. هاجمتها أفكارها المؤلمة مجددا.. حاولت الهرب منها.. ولكن لا فكاك.. لا فكاك.. أفزعها رنين هاتفها.. التقطته كان هو.. هو.. اسمه يتلألأ على الشاشة محدثا ضجيجا في قلبها بدقاته الطارقة بعنف على جدران قلبها.. خائفة منه.. وغاضبة عليه.. ردت بصوت هامس وكل تهديداتها بقذفه بحصى أحزانها تتبخر: هلا فارس كما كل مرة.. وكما أول مرة عاجز عن تفهم الثورة العاتية التي يحدثها صوتها في أوتار قلبه أي كيمياء يحتويها هذا الصوت؟!! أي كيمياء؟!! شرايينه تتهاوى.. قشعريرة باردة تجتاح جسده.. نار محرقة تذيب قلبه يعدل جلسته على مقعده في لوبي الفندق فهو هارب من غرفته المشتركة مع راكان حتى يحادثها أي جنون بات يصيبه؟؟ لم يقضِ معها سوي صباحا واحدا.. بدا ذاك الصباح كما لو كان كل صباحاته يأسره شوقه لبريق عينيها.. وابتسامتها العذبة الشقية اليوم كاد أن يتهور ويحتضن راكان حين نهض من نومه صباحا كاد يحتضن ذلك الحائط المسمى راكان لأنه يعلم أن جسده الضخم لابد احتوى يوما جسدها الغض بين أحضانه الجسد الذي لم يسكن بين ذراعيه هو بعد.. كان يريد أن يشتم رائحتها التي تغلغت في روحه.. مازال ملمس خدها يغفو في كفه.. خصلات شعرها تلتف على أنامله مشتاق لها.. مشتاق.. مشتاق لها قبل أن يتزوجا.. فكيف بعدما رأها أمامه أسطورة تتجسد تتحرك تتحدث.. تنفث سحرها الخلاب في كل شيء تمر به أو تلمسه؟!! فارس رد بهدوء: هلا بش.. أنتي وين؟؟ العنود ابتلعت ريقها.. خائفة من ردة فعله.. فهي لم تستأذنه في العودة لبيت أهلها..ولكنها استأذنت والدته وأذنت لها.. همست بخفوت: في بيت هلي فارس كان يعلم أنها في بيت أهلها.. والدته أخبرته أنها من أذنت لها بالذهاب حتى تبقى مع والدتها.. وهو فعليا ليس لديه أي مانع ولكنها طباعه الغليظة السيئة وتحكمه الأرعن.. رد بهدوء: طيب مهوب المفروض تستأذنيني أول؟؟ وإلا أنا طوفة.. منتي بشايفتني رجّال؟؟ العنود كعادتها الذكية.. لا تجيب.. لكن تناور: وأنت مهوب المفروض تقول لي وين مسافر وسبب سفرك؟؟ وإلا أنت شايفني كرسي وماني بمرتك وأخت ناصر؟؟ يالقوتها وشراستها المغلفة بالحرير!! من أين تعلمت استراتيجية المناورة بهذه الطريقة؟!! كيف تنقض وتلسع بنعومة.. ولكن هو لا يحتاج للمناورة.. فهو يستخدم المنجنيقات فورا أقذف ولا تبالِ بالخسائر!! همس لها بهدوء بارد: العنود ترا أمي اللي هي أمي.. عمرها ما سألتني وين رايح ومن وين جاي... أنا اللي أقول لها من كيفي.. وأنتي تعودي اللي أقوله تأخذينه... لا تراديني.. ولا تسألين.. رغم إحساسها الكبير بالألم لكنها أجابت بهدوء ناعم: تدري فارس كان المفروض إنك كتبت في عقد زواجنا.. زواج من طرف واحد يعني أنت وبس.. لأني أنا ماني بشريكة لك في ذا العقد دامك تبي تمشي حياتنا بذا الطريقة فارس شعر بألمها يحز في روحه.. يعجز عن فهم سبب تصرفه معها بهذه الطريقة رد عليها بهدوءه المعتاد: يعني أنتي زعلانة؟؟ العنود بتهكم رقيق: زعلانة؟؟ يعني إنك مهتم!! ثم أردفت بحزن: تدري فارس.. خلنا على جنب... ناصر أشلونه؟؟ فارس ببرود مقصود: توش كلمتي أبيش وراكان أكيد قالوا لش.. العنود فهمت نغزته لكنها تجاوزتها وهي تقول بهدوء: أحب اسمع منك فارس تنهد: بخير.. كلها كم يوم ونرجع للدوحة.. وذا الكلام أظني سمعتيه اليوم مرتين إذا مهوب أكثر العنود بحزن ومرارة: زين دامك منت بطايقني.. ليش مكلف على روحك تتصل؟؟ فارس شعر بصدمة كاسحة تخترق روحه (أنا ماني بطايقش؟؟ أنا؟؟ يعني بدل ما أوصل لها إحساس هيامي فيها خليتها تحس إني ماني بطايقها أي مخلوق غريب أنت يا فارس؟؟ أي مخلوق؟؟) فارس تنهد: العنود ليش تقولين كذا؟؟ العنود ماعادت تحتمل كل هذا.. ماعادت تحتمل.. اختنقت بعبراتها وتريد أن تختلي بنفسها لتبكي همست بصوتها المختنق: فارس تصبح على خير فارس كاد يجن (وتبكي بعد؟؟ تكفين العنود كله ولا دموعش) همس لها بأمر قوي: لا تسكرين نبرة الأمر الحادة في صوته أنهت الباقي من تجلدها وهي تنخرط في نشيج خافت مؤلم وتلقي الهاتف جوارها فارس جن فعلا وهو يسمع صوت نشيجها يخترق روحه كأسياخ محمية كره نفسه ألف ألف مرة.. كره غروره وقسوته عليها في الوقت الذي كان يتمنى أن يشبعها حنانا وحبا وهياما وغراما كان يعتصر هاتفه في كفه وهو يصر بين أسنانه: العنود.. العنود ردي علي كان يود أن يصرخ عاليا.. عل صوته يصلها ولكن مكان تواجده منعه وهو يشعر بالقهر وهو يسمع صوتها تبكي بهذه الطريقة الموجعة وهو لا يستطيع التصرف مضت خمس دقائق والعنود الباكية نست هاتفها تماما كانت الخمس دقائق الاسوأ في حياة فارس شعر أنها خمس سنوات.. خمس قرون من الألم والقهر والحسرة العنود تذكرت الهاتف المفتوح التقطته رغم أنها كانت متأكدة أن فارس لابد أغلقه لذا صُدمت أنه مازال على الخط ويناديها ردت بصوت متعب: آسفة ماظنيت إنك على الخط ذا كله فارس بنبرة حنان غير معتادة ولكنها تبدو لذيذة جدا بصوته: تبين أسكر وأنا داري إنش تبكين؟!! مستحيل انتفض قلب العنود بعنف.. عنف كاسح وفارس يكمل بذات النبرة: أدري إني غريب واجد مهوب شوي استحمليني شوي.. ولا تصيرين تاخذين كل كلمة أقولها بحساسية صمتت العنود فارس بهدوء: هاه العنود؟؟ العنود بصوتها المبحوح: يصير خير إن شاء الله ابتسم فارس ..تمنى أن يقول لها لحظتها كم يحبها!! كم يعشقها!! كم يذوب بهواها!! لكنه أكتفى عن كل هذا بأن قال لها بهدوء: زين تصبحين على خير ولا تهملين دراستش **************************** ذات الوقت توقيت آخر وبلد آخر كانت باكينام في غرفتها تتمدد على سريرها استعدادا للنوم والدها وصل من نيويورك قبل حوالي ساعتين.. جلست معه قليلا ثم صعدت لغرفتها لتصلي قيامها وتنهي بعض أعمالها قبل النوم قاطع رغبتها في النوم طرقات هادئة على الباب عرفت أنها طرقات والدها همست باحترام: تفضل بابا دون أن تعلم أن سماحها بدخول صاحب الطرقات سيسلب كل أمانيها بالنوم ليحيلها لمخلوق محطم مبعثر المشاعر والدها دخل وهو يبتسم وهمس لها: ممكن خمس دئايئ من وئت حبيبت باباها باكينام اعتدلت جالسة وهي تقول: ئول خمس ساعات.. تعالى أنته واحشني خالص والدها جلس جوارها وهو يقول بهدوء: أخبارك أنتي ويوسف إيه؟؟ باكينام توترت لأقصى حد.. ذكر يوسف كفيل بضخ كل الأدرنالين في جسمها ليرتفع تحفزها للحد الأعلى همست لوالدها بتصنع: تمام يابابا كلو تمام والدها أمسك بيدها واحتضنها وهو يقول بحنان: حبيبي باكي.. أنتي فاكرة أنو أنتي اللي وافئتي على يوسف ووافئتي على خطبة وكتب كتاب في يوم واحد باكينام ابتلعت ريقها وهزت رأسها بأسى (وكأني من وافقت باقتناعي؟!!) والدها يكمل بنبرة منطقية: وأنتي عارفة إنك هترجعي واشنطن بعد تلات أسابيع هزت رأسها ووالدها يكمل: ويوسف كمان هيرجع ابتلعت ريقها للمرة الألف.. لِـمَ تشعر أن ريقها جاف هكذا؟؟ هزت رأسها أيضا والدها يكمل بهدوء رغم أنه بدأ يشعر بالحرج: وأكيد باكي حبيبي أنتي شايفه أنو مش منطق أنو واحد ومراته ساكنين في بلد لوحديهم وكل واحد في مكان شعرت باكينام بمطارق متوحشة تهرس قلبها.. ومطارق أكثر توحشا تهصر مخها باكينام بحذر: بابا أنت عاوز تئول إيه؟؟ والدها بهدوء يلقي قنبلته: أنتي ويوسف لازم تعملو فرحكم ئبل سفركم لواشنطن باكينام قفزت واقفة وهي تهتف باستنكار مر: مستحيل بابا.. مستحيل والدها بغضب: إيه هو اللي مستحيل.. هو لعب عيال عاوزة تتخطبي وما تتجوزيش.. هي دي أخلاء بنات الناس المتربيين باكينام بضعف: بابا ربنا يخليك ما تزعلش مني بس أنا ويوسف مش متفاهمين.. أنا عاوزاه يطلئني.. مش نتمم جوازنا والدها بصدمة: طلاء إيه.. دا أنتي موعد فرحك اتحدد بعد حوالي تلات أسابيع بالزبط في نفس يوم سفرك اللي أجلناه شوية عشان السبب ده باكينام بصدمة أكبر.. صدمة نحرتها تماما: إيه؟؟ فرح؟؟ لا يا بابا.. لأ.. ربنا يخليك.. ما ترمنيش الرمية دي والدها بغضب: رمية؟؟ يوسف عزت اللي ألف وحدة تتمناه رمية؟؟ حتى لو كان رمية.. أنتي اللي رميتي نفسك مش أنا خطوبتك حصلت ئدام كبرات مصر.. وفرحك بطاقاته توزعت وكلام عيال مش عاوز.. أنتي اللي تجوزتيه برضاكي وهتممي الجوزاة لأنو لا أنا ولا طاهر حمل فضايح.. والجواز مش لعب عيال توافئي وبعدين تئولي مش عاوزاه.. ثم أردف بحزم: عندك حساب مفتوح.. اصرفي زي منتي عاوزة.. واتجهزي لفرحك جهاز يليء بيكي وبأبوكي.. وكلام تاني مش عاوز أسمع ثم خرج خرج ليتركها خلفه ممزقة.. مثقلة بالأسى والحزن (أتزوج يوسف فعليا بعد ثلاثة أسابيع أنا لا أطيق وجوده لساعتين.. فكيف لو أصبحنا سكان بيت واحد؟!!) (بت يا باكينام.. بلاش عبط أنتي عارفة كويس أنك بتحبيه وماحبتيش ئبله حد.. ولا هتحبي بعدو يعني لو ماتجوزتيهوش.. مش هتتجوزي خالص) (لكن الحب شيء والعشرة شيء آخر أحببته وأحبه بل وأعشقه.. نعم.. لكنه مخلوق غير قابل للتعاشر متسلط.. ومغرور.. وكريه حياتي معه ستهدم كل شعور حب أحمله له) ************************ ذات الوقت توقيت آخر وبلد آخر غرفة مشعل ولطيفة يتمددان على سريرهما ويعبق في الجو روح أسى عميقة مشعل يضع رأسه على ذراع لطيفة ويحتضن كف ذراعها الأخرى بالقرب من قلبه لطيفة تهمس بحنان: حبيبي هونها وتهون.. إن شاء الله إن ناصر مافيه إلا العافية مشعل صمت.. الحزن في قلبه أكبر من التعبير بأي كلمات لطيفة لا تعلم بعد بحالة ناصر.. وهو لا يريد إخبار أحد قبل والدته المهمة التي تخنق روحه لأقصى حد ولكنه يريد إخبارها قبل عودة ناصر بيوم حتى تتهيأ للخبر من ناحية ولا تصدم به وحتى لا يطول قلقها عليه من ناحية ثانية مشعل يتذكر شيئا أشعره بالألم لإهماله.. همس بهدوء وهو يشدد احتضان كف لطيفة: حبيبتي امتحاناتش شأخبارها؟؟ سامحيني أنسى أسأل.. سالفة ناصر ماعاد خلت فيني مخ لطيفة تضع خدها على جبينه وهي تهمس بنعومة: إن شاء الله خير.. صحيح مالي نفس أذاكر بس أنا ختمت المواد كم مرة خلال الشهور اللي فاتت همس لها برقة: زين حبيبتي.. أدري إنه اللي يعينش مع امتحاناتش بس عشان خاطري كل مالقيتي وقت اخذي البنات وروحو لأمي.. أبيكم تلهونوها عن التفكير لطيفة بحنان: حبيبي بدون ما تقول.. أمك أمي لاتحاتي.. اليوم رحت لمشاعل شوي.. وعقب مريتها والعصر رحت لها أنا والبنات مشعل بقلق: مشاعل شأخبارها؟؟ لطيفة بحزن: تعبانة.. تعبانة واجد ثم أردفت باهتمام: تكفى مشعل إذا جا ناصر وصه فيها مشعل باستغراب: أشلون أوصيه يعني؟؟ لطيفة بحرج: خبرك أنتو يارياجيل آل مشعل تطري عليكم الجفاسة.. ومشاعل رقيقة بزيادة مشعل ابتسم: كنش تلبخيني؟!! (التلبيخ له عدة معان عريقة!! والمقصود هنا التعريض المبطن) ثم أردف بهدوء: لا تحاتين أختش.. ناصر عاد أبعد واحد عن جفاستنا اللي تقولين صمتت لطيفة.. لم تعرف ماذا تقول اكتفت أن تدعو الله في سرها وبعمق أن يحنن قلب ناصر المجروح على شقيقتها |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع,,,,
|
الساعة الآن 10:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)
لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .