غادر أسطول "الحرية" الدولي، الذي يحمل مئات الناشطين وعشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية، اليوم الأحد (30 أيار / مايو 2010) المياه القبرصية متوجها إلى قطاع غزة، وفق ما أعلنته الحملة الأوروبية لرفع الحصار. ويأمل المنظمون أن تكون هذه هي المرحلة الأخيرة في محاولتهم لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أن سيطرت حركة حماس على السلطة فيه قبل ثلاثة أعوام. وصرحت أودري بومسي، المتحدثة باسم "حركة غزة الحرة"، لوكالة الأنباء الألمانية/ د.ب.أ بأن "الأسطول يعتزم السير على مهل في المياه الدولية، للوصول إلى الساحل قبالة غزة صباح يوم غد الاثنين"، وأضافت: "لا نريد أن نصل في الظلام".

من جهتها، أعلنت إسرائيل، التي تحاصر قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، أنها لن تسمح لسفن الأسطول بالوصول إلى شواطئ القطاع. كما تعهدت بتوقيف الأسطول والقبض عل الناشطين، وتحويلهم إلى مكان اعتقال خاص في ميناء أشدود، الواقع على بعد نحو 30 كيلومترا شمال قطاع غزة. وفي سياق متصل قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن نشطاء القافلة يواجهون الاعتقال والترحيل، وقد تصادر إسرائيل شحنات سفنهم لتنقلها بنفسها إلى غزة. يذكر أن أفراد من كوماندوس القوات البحرية الإسرائيلية أجروا تدريبات للتمرس على عمليات اعتراض السفن والصعود إلى ظهرها وتفتيشها.

إسرائيل تتعهد بمنع أسطول "الحرية" من الوصول إلى غزة

http://www.dw-world.de/image/0,,5629100_1,00.jpgBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: إسرائيل أعلنت أنها ستمنع أسطول "الحرية" من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة غير أن بومسي، المتحدثة باسم "حركة غزة الحرة"، قالت:"لا نتوقف ولن نتوقف إذا صدرت إلينا تعليمات بذلك. لن نقاوم باستخدام العنف، ولكن سينبغي عليهم منعنا بالقوة". من جهة أخرى، نددت الحملة بما تداولته بعض التقارير الإعلامية عن نشر البحرية الإسرائيلية صواريخ قبالة شواطئ القطاع بهدف اعتراض قافلة سفن الأسطول. وطالبت المجتمع الدولي بوضع حد لما وصفته "بالتهديدات الإسرائيلية" ضد سفن الأسطول، الذي يحمل 750 متضامنا من أكثر من 40 دولة، بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية. وكان الأسطول يعتزم الوصول إلى غزة مطلع هذا الأسبوع، لكن مشكلات فنية في سفينتين على الأقل تسببت في تأخره. وأعلنت الحملة الأوروبية لرفع الحصار، وهي إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول "الحرية" ، في بيان لها، أن سفينة "التحدي 1"، إحدى السفن المشاركة في الأسطول، نجحت في إصلاح العطل الفني، الذي أصابها وهي في طريقها للوصول لنقطة الالتقاء في المياه الإقليمية الدولية في البحر الأبيض المتوسط.

وفي غزة سيرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار عشرات القوارب الفلسطينية من ميناء الصيادين في عرض البحر بغرض التضامن مع نشطاء أسطول "الحرية" والتنديد بالتهديدات الإسرائيلية. ورفع المشاركون على متن القوارب، وبينهم شخصيات رسمية من الحكومة المقالة، الأعلام الفلسطينية وأخرى للدول المشاركة ضمن سفن الأسطول وشعارات تطالب بالسماح لأسطول "الحرية" بالوصول لغزة. ودعا النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، في تصريح صحافي، "المجتمع الدولي إلى حماية الأسطول مما وصفه "بالتهديدات الإسرائيلية" عبر الضغط الإعلامي والدبلوماسي والسياسي، إلى جانب تنظيم الفعاليات المختلفة". وقال إن المتضامنين "وصلوا إلى نفوس أبناء الشعب الفلسطيني والى كل بيت وعلى الجميع الوقوف معهم ومساندتهم ومناصرتهم"، مؤكدا أن "هناك خطه لدى متضامنين للوصول إلى غزة لم يكشفوا عنها". يذكر أن أسطول "الحرية" قد نظم من قبل جماعات مؤيدة للفلسطينيين وإحدى الجماعات التركية المدافعة عن حقوق الإنسان.

(ش.ع / د ب أ / أ.ف.ب / رويترز)