![]() |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
......................
الله يرحم موتانا وموتى المسلمين الغربة الوحــــــــــــــدة المسؤولية الفراااااااااااااااااااق معاني صعبة تعيشها هيا |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الحادي والثلاثون شقة مشعل بن عبدالله في واشنطن كان مشعل يدخل إلى المطبخ ليرى أمامه صدمة بكل المقاييس هيا كانت تقف أمام المغسلة وتغسل وظهرها للباب ليست هذه الصدمة بالتأكيد.. الصدمة كانت في الليل الأخاذ السرمدي الذي يصل طوله إلى ركبتيها قبل حوالي ساعتين..بعد أن دخل مشعل لغرفته رتبت هيا بعض أشياءها الضرورية واستخرجت بعض ملابسها ثم قررت أن تطبخ ظنت أن هذا قد يكون تصرفا لائقا تجاه مشعل وحتى تتلهى عن الحزن العميق الذي يخنق روحها والأفكار المرة التي تأخذها في دوامات الذكريات بعد أن أنهت الغدا..ء تركته ينضج واستحمت.. جففت شعرها سريعا ثم تركته مسدلا ليستكمل جفافه وعادت للمطبخ لتنهي غسل الأواني وهاهو مشعل يقف خلفها.. مشعل كان مبهورا.. بل كلمة الانبهار وصف أقل بكثير عن الاحساس الذي اكتسحه كان يعتقد أن طول الشعر المفرط هذا قد انقرض ولم يكن شعرها طويلا فقط بل كان مبهرا في طوله وسواده ونعومته وكثافته كان تماما كما كانت جدته تصف شعرها في شبابها بل إن شعر جدته مازال طويلا نوعا ما.. وهي تجدله في جديلتين طويلتين لطالما عشق مشعل في طفولته الالتفاف بهما وكان يقول لها: ماني بمتزوج إلا وحدة شعرها مثل شعرش طويل وجدته تضحك وتقول: فاتّنّك.. ماعاد فيه يأمك.. خلصوا.. وربما حاول مشعل متعمدا تناسي الشرطين الآخرين كان دائما يقول لها: يمه أنا أبي وحدة اسمها هيا وتشبهش.. وشعرها طويل نفس شعرش أيام الشباب على قولتش.. وجدته تضحك طويلا وترد عليه: هذي بيصنعونها على حسابك!!! فهل كانت الأقدار تلعب لعبة ما!! هاهو على أعتاب الثلاثين وكان لم يتزوج بعد رغم أن أمه كانت تلح في كل مرة يعود فيها للدوحة أن يتزوج ليجد من يؤنس وحدته في الغربة ولكنه كان يرفض دائما دون سبب مقنع فأي الأسباب كنت تنتظر يا مشعل؟!! تنحنح مشعل.. التفتت له هيا وهي تشعر بالخجل مشعل ابتسم: ماشاء الله هذا كله شعر.. هيا بخجل: ابي كان يحب الشعر الطويل يقول يذكره بجدتي كان يقول إني طالعة عليها عشان كذا ماكنت أقصه ولا قصيته ..عشانه ثم أكملت بحزن صميم: وأمي كانت تهتم فيه واجد كان بود مشعل أن يعبر عن إعجابه به أو حتى يكتب قصيدة في هذا الشعر الأسطورة ولكنه صمت.. فليس في موقع يسمح له بالغزل وليست في وضع يسمح لها بتقبله هيا بهدوء: تبي غدا؟؟ مشعل بذات الهدوء: وش طبختي؟؟ هيا رسمت ما يشبه ابتسامة باهتة: كبسة.. تمشي الحال؟؟ مشعل ابتسم : أكيد تمشي الحال.. أنا أصلا كانت أقصى أمنياتي سندويشة وكأس شاي ************************** بيت حمد بن جابر الساعة 2 إلا ربع قبل الفجر كان مشعل الذي قاد سيارته بسرعة جنونية يقف أمام باب بيت حمد ويجد جميع الأبواب مشرعة ويدخل هو ولطيفة وقلقهم يصل للحد الأقصى ليفجعوا بما رأوه داخل البيت كانت موضي تجلس على الأرض الرخامية وتسند ظهرها على الكنب والدم يسيل من جميع أنحاء جسدها ووجهها متورم مشعل فقد عقله وهو يراها على هذه الحال لم ينتبه ولم يهتم إلى أنها كانت بدون غطاء أو عباءة والكثير من جسدها ظاهر اقترب منها وهو يحملها بين يديه بخفة أنت موضي أنة ضعيفة.. وولطيفة صرخت برعب وهي تصرخ في مشعل: مشعل يدها مكسورة مكسورة.. مكسورة وبالفعل كانت يدها مكسورة كسر سيء والعظم مزق جلدها خارجا موضي فتحت عينيها بضعف ومشعل يركض بها للسيارة ويسألها بصوت غضب مرعب: من اللي سوى فيش كذا..؟؟ موضي بضعف: طحت من الدرج.. لم تكن موضي تريد حماية حمد لكنها تريد تجنيب عائلتها النزاع ومرارة الانتقام لطيفة تجهز مكانا في الخلف وتركب أولا لتتناولها وتقول له بغضب وحزن وهي ترتعش وتختنق بعبراتها القاتلة: لا ماطاحت .. أكيد حمد ضاربها.. مثل ما يضربها من يوم خذها بس خلاص لهنا وخلاص.. لهنا وخلاص.. وقتها كان مشعل ركب في مقعده وهو يلتفت على الخلف ويقول بغضب ناري مرعب كاسح.. غضب بركاني: وشو؟؟ يضربها؟؟ الكلب.. النذل الحقير ماعاد إلا بنت عبدالله بن مشعل تضرب وأنتي وإياها دواكم عندي بعدين.. يعني ذا السنين كلها يضربها وأنتوا ساكتين مخلينه متوطي شيخته ماكن وراها رياجيل وأنتي يا لطيفة بالذات دواج عندي.. هذا وانتي الكبيرة لطيفة ابتلعت ريقها.. ومشعل يقود بسرعة جنونية وهو لا يرى أمامه من الغضب الذي أعماه.. بعد أن ألقى غترته على لطيفة لتفتحها وتحاول تغطية موضي بها بعد دقائق رن هاتفه.. كان راكان الذي سأله بقلق: مشعل.. حمد وهله أربهم طيبين.. مشعل بغضب ناري:حمد الكلب.. يا من يمسكني رقبته بس والله ما يخلصه مني شيء.. راكان قفز واقفا وهو ينتفض من الحمية: وشو مسوي حمد؟؟ مشعل بذات الغضب الملتهب: ضاربن موضي ومكسرها.. جسمها ماعاد ينشاف من الضرب والدم.. الحيوان من خذها وهو يضربها راكان لم يحتمل أن يسمع أكثر.. أقفل هاتفه.. وهو يخرج ليركب سيارته بدون أن يغير ملابسه حتى.. مشعل عرف ما سيفعله راكان، ويعرف أن راكان وإن كان أكثرهم حلما إلا أنه عندما يغضب فغضبه لا حدود له.. مشعل أعاد الاتصال براكان، راكان رد عليه بكلمة واحدة: نعم ومشعل رد عليه بجملة واحدة: آجعه بس لا تذبحه !! ********************** قبل ذلك بحوالي ساعة كان حمد في غرفة المكتب وموضي كانت نائمة منذ الساعة التاسعة حوالي الساعة 12 قامت من نومها وهي تشعر بالعطش قررت أن تحضر لها ماءً لتشرب في طريقها للمطبخ وجدت باب المكتب مفتوحا ونوره مضاء دخلت لترى إن كان حمد يحتاج شيئا وجدت المكتب خاليا والخزنة التي يحرص حمد على إغلاقها بشكل دائم مفتوحة وفوقها ظرف بني يحمل اسم مستشفى شعرت موضي بالفضول ابتعلت ريقها وفتحت الظرف لتفجع بما وجدت فيه... لحظتها تماما دخل عليها حمد الذي كان في الحمام نظر لها والظرف بيدها وعيناه تنقلبان من الغضب: وش تسوين؟؟ موضي ابتلعت ريقها مرة ثانية وحاولت أن تقف بثقة وهي تقول له: أنا ما كان عندي مانع إني أعيش معك حتى لو كان معك عيب خلقي يمنعك من الانجاب بس إنك طول ذا السنين وأنت تذلني وتضربني على عيب مهوب فيني وأنت داري فهذا خلاص هو الفراق بيني وبينك طلقني يا حمد..طلقني.. حينها حمد فقد عقله تماما كيف يطلقها.. كيف؟؟ وروحه معلقة فيها؟؟ لا حياة له بدونها.. هي سبب استمراره في هذه الحياة وكيف تتجرأ عليه وتتهمه؟؟ كيف؟؟ كيف تتجرأ وتكتشف سره؟؟ كيف سيواجهها بعد أن فقد مصدر قوته أمامها؟؟؟ أدخل يده في شعرها وسحبها للصالة وهو ينهال عليها ضربا ورفسا بصورة لم تحدث مسبقا ولا في أي مرة من المرات السابقة لأن هذه المرة ليست كأي مرة سابقة *********************** حمد عاد لبيته بعد دقائق من أخذ مشعل ولطيفة لموضي فهو استعاد وعيه وعاد يريد أن يذهب بها للمستشفى لم يجدها.. أخذ يدور في البيت كالمجنون وهو يناديها حينها دخل عليه راكان.. حمد بتوتر: هلا راكان.. راكان كان رده عليه أن صفعه على وجهه صفعة أسقطته أرضا وهو يقول بصوت اختلطت نبراته من الغضب الذي لا حدود له: هذا ردي على سلامك والحين قوم وقف.. ويومك رجّال يدك طويلة.. ورني فعل يدك لم يستغرق حمد في يد راكان أكثر من 5 دقائق تركه راكان بعده ملقى على الأرض غارقا في دمه وراكان يميل عليه ويبصق عليه: اللي يمد يده على مره هو مره مثلها ولولا حشمة مره هي عمتي نورة وإلا والله واللي رفع سبع سموات بليا عمد يا الليلة ممساك أبو هامور.. (أبو هامور=منطقة في الدوحة فيها مقبرة كبيرة باسمها) والحين إتصل في حد يوديك للمستشفى لا بارك الله فيك بذل راكان جهدا خرافيا ليحكم عقله وحتى لا يقتل حمد أو يصيبه بعاهة مستديمة من أجل شخصا واحدا يحمل له معزة كبيرة هي عمتهم الوحيدة نورة فحمد هو وحيدها كان غضب راكان لا حدود له.. غضب صِرْف ملتهب.. أولا لأن موضي واحدة من بنات آل مشعل ولو حصل لأي واحدة منهن ما حصل لموضي كان هذا سيكون تصرفه الشيء الآخر الذي آلمه حتى النخاع آلمه حتى أعمق أعماق روحه الموجوعة أنه فضّل هذا الحيوان المدعو حمد على نفسه ترك حبيبة قلبه له على أمل أنه سيكون أفضل لها منه على أمل أنه سيصونها وستكون هي أميرته الوحيدة أراد لها الأفضل كان يظن أن حمد هو الأفضل فكيف وهي عاشت تتعذب معه وراكان عاش حياته يتعذب لو أنه كان يعلم فقط!! لو أنه كان يعلم فقط!! كان جنّبها وجنّب نفسه كل هذا العذاب مهما يكن.. كان آلمها بكونه متزوجا صوريا أخرى سيكون أهون من عذاب الإهانة التي عاشتها سنوات ولكن ماعاد للتمنيات معنى!! فموضي أصبحت طيفا ومجرد ذكرى باهتة وهو مات قلبه!! وأجدبت عروقه.. راكان عاد للبيت وغير ملابسه وتوجه للمستشفى ************************** طوارئ مستشفى حمد الساعة 3 قبل الفجر راكان يصل للمستشفى وجد مشعل يقف في الممر وثوبه الأبيض غارق بالدم كاد راكان أن يجن وهو يتمنى أن يعود ليقتل حمد لانه علم أن هذا الدم هو دم موضي وما منعه من ذلك إلا أنه ترك حمد أشبه بجثة وليس هو من يستقوي على من لا يستطيع مجابهته اقترب من مشعل وهو يقول بتأثر: وش أخبارها؟؟ مشعل بغضب: أربك عرفته جزاء سواته فيها؟؟ راكان بهدوء: عرفته وزود.. موضي شاخبارها؟؟ مشعل يشتعل غضبا: الحيوان الله يأخذه.. ماخلا فيها عظم سالم.. عندها كسرين.. من غير الرضوض في كل جسمها.. راكان يشعر بالكثير من الغضب والكثير من الأسى.. مشعل يستكمل: سووا لنا سالفة والشرطة جات.. بس الضابط كان يعرفني.. وعرف إن الموضوع حساس واحنا قلنا له إنها طاحت من الدرج مع إن الدكتور كان مصر إنه تعذيب وضرب وقدرت ألم الموضوع.. ولو أني كنت أتمنى أخليه يدخل السجن ويعفن فيه راكان كان صامتا.. يشعر أن كل الكلمات لا معنى لها ككل حياته!! تضحيته كانت بدون معنى.. ضحى بها من أجل سعادتها.. فإذا هو يضحي بها حقيقة ويجعلها قربانا لقسوة حمد وجنونه كيف صبرت هي كل هذه السنوات؟؟ كيف صبرت؟؟ شعر بضياع مر قاس كان يعيش حياته كلها في كذبة اسمها "تضحيتك لها قيمة!!" مشعل يهمس لراكان: مشعل لا يدري بشيء المجنون لو درى مهوب بعيد ياتي.. ويذبح حمد #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الثاني والثلاثون طوارئ مستشفى حمد أذان الفجر راكان خرج من المستشفى ولكنه لم يعد للبيت مشعل يقف على باب غرفة الملاحظة و طلب من إحدى الممرضات أن تنادي له لطيفة لطيفة خرجت له كانت عيناها الباديتان من فتحتي النقاب متورمتين من البكاء فما تراه في موضي ذبحها من الوريد إلى الوريد مشعل يخاطبها دون أن ينظر لها تعلم لطيفة أنه غاضب وتعلم أنها لم ترَ بعد شيئا من غضبه وتعلم أنها مخطئة أكثر من 3 أعوام ونصف وهي تعلم أن حمد يضرب موضي ضربا مبرحا كانت الوحيدة التي تعرف ولكن موضي أمنتها ألا تخبر أحدا ولكنها الآن تشعر بعظم جنايتها مر عام والآخر ألم يكفيا لتعلم استحالة العيش بينهما؟! أكان يجب أن يصل الوضع لهذا الحال حتى تعلم؟!! كانت تعلم أن كسور موضي وجروحها ستطيب يوما لكنها تعلم أن في أعماقها جرحا نازفا لن يطيب فحمد كسر روحها قبل جسدها ليتها تحركت قبل ذلك.. ليتها!! ليتها تحركت قبل أن تُذبح برؤية أختها الصغيرة على هذا الحال مشعل بنبرة باردة دون أن ينظر لها: أنا بأروح للبيت بأبدل وبأصلي وبأشوف العيال.. وبأرجع عليكم لطيفة بهدوء وعيناها في الأرض: زين.. ********************** كورنيش الدوحة قبل آذان الفجر يحمل الجو نسمات باردة أصبحنا في أواخر أكتوبر يجلس على الحاجز الحجري غترته إلى جواره ونسمات الهواء تعبر خصلات شعره لم يعتد مطلقا أن يخلع غترته في مكان عام ولكنه مخنوق.. مخنوق يتمنى أن يتخفف من جسده الضخم لو استطاع يتمنى أن تحلق روحه بل يتمنى أن يجد روحه أولا ليجعلها تحلق الروح التي خُنقت حين تزوج من زوجة صديقه ثم استلت تماما وغادرته حين تزوجت موضي مرٌّ هذا الإحساس الذي يكتسحه تضحيته بدون قيمة ضحى بسعادته وسعادتها معاً بدون ثمن فلا هي عاشت سعيدة!! ولا هو عاش سعيدا!! موضي ذاتها لم تعد سوى ذكرى لم يعد لها في داخله أي مشاعر خاصة ولكنها ذكرى ثمينة فهي حبه الوحيد مازال يحتفظ بالدفتر إياه الدفتر الذي خبئه منذ أربع سنوات ونسيه الديوان الذي طمره كما طمر مشاعره حين تزوجت موضي من حمد يشعر برغبة كاسحة أن يستخرجه الآن ليكتب فيه قصيدة أخيرة يسميها "موضي ضحيتي"!!! ************************** طوارئ مستشفى حمد بعد صلاة الفجر تم نقل موضي لغرفة خاصة في الأعلى لطيفة صلت وأخذت تتأمل وجه أختها الذي لا يكاد يظهر من كثرة الضمادات تشعر بألم لا حدود له فهي كان لها دور كبير في ألم أختها كما قال مشعل "هي كانت الكبيرة" كان لا بد أن تتصرف قبل هذا بكثير!! قرار يتشكل في ذاتها.. آن وقت تصحيح الأخطاء وحضرت روح آل مشعل المقاتلة أخذت هاتفها واتصلت برقم معين كان يصل لبيته بعد أن صلى الفجر رن هاتفه توقع أنه أحد (ربعه الشياب) يريده أن يفطر معه فمن سيتصل غيرهم في هذا الوقت استغرب حين سمع صوت لطيفة، رد بقلق: عسى ما شر يا أبيش؟؟ لطيفة سحبت نفسا عميقا وهي تقول بثقة: اسمعني يبه أنت داري إن غلاك من غلا إبينا والله الشاهد بس خلاص طال عمرك.. خلاص تروح الحين لولدك وتخليه يطلق أختي أول ما تطلع الشمس أبو حمد برعب: طلاق؟؟ ليه يا أبيش؟؟ لطيفة اختنقت بعبراتها: يبه حن زوجنا حمد شيختنا.. نحسب إنه بيصونها لكنه توطاها كنه مطية لها من يوم خذها وهو يضربها.. والبارحة ضربها لين ما خلا فيها عظم سالم إبي ما بعد درا.. وأظني إنك تعرف عبدالله بن مشعل إذا درا وش ممكن يسوي مهوب بعيد يذبح حمد وأنت داري خل حمد يطلق موضي.. ويسافر لين تعافى موضي أبو حمد مصدوم.. والصدمة ألجمته.. تمتم بنبرات متقطعة: يصير خير يا أبيش يصير خير.. أبو حمد شعر بغضب كاسح يتصاعد في روحه (هذي أخرتها يا حميّد.. هذي أخرتها!!) أبو حمد ركب سيارته وتوجه لبيت حمد.. وجد الأبواب مفتوحة.. دخل ليجد حمد ممددا على كنبة في الصالة وملابسه غارقة في الدم أبو حمد ارتعب حين رآه لكن ذلك لم يمنعه أن يلكزه في كتفه: من اللي سوى فيك كذا؟؟ حمد بصوت ضعيف: راكان.. أبو حمد بغضب: حجت يمين راكان أنا أشهد إنه رجّال.. والله ثم والله لو أني ماجيت وعينتك كذا ما كان يفكك من يدي شيء ثم أردف: فيك كسور؟؟ حمد بذات النبرة الضعيفة: لأ.. أبو حمد بقوة: قم أوديك للمستوصف.. وعقبها ورانا مشوار حمد وهو يحاول الوقوف: أي مشوار؟؟ أبو حمد بثقة: المحكمة عشان تطلق موضي.. حمد برعب وهو يشعر بالجملة تنزل على رأسه كالصاعقة: لا يبه تكفى.. كله ولا طلاق موضي.. أبيه وهو يسحبه للسيارة: ليه أنت متوقع إن عبدالله وإلا ولده بيخلونها عندك عقب اللي أنت سويته فيها يا أسود الوجه.. حمد بعبرات مختنقة: كله منك يبه.. كله منك.. أنت السبب... أنت السبب كل اللي فيني من سبتك أبو حمد وهو يركب سيارته ويشغلها يقول له باستنكار: أنا؟؟ ليه وأنا وش سويت؟؟ حمد بذات العبرة المختنقة: أنت كنت عارف إني عندي مشكلة لكن بدل ما تعالجني ضربتني.. ضربتني لأنك تحبني وأنا أضرب موضي لاني أحبها هذي اللغة اللي أنت علمتني.. أبو حمد بغضب: أنا ماضربتك غير مرة وحدة لأنك كنت غلطان لكن أنت لك سنين وأنت متوطي موضي ماحشمت إنها بنت عمتك وبنت خالك حمد بدأ بالبكاء وهو يقول: كله منك كله منك.. أبو حمد بغضب: إقطع يالخاسي بتبكي مثل النسوان.. حمد صمت وهو يطوي مرارته في ذاته وأبو حمد صمت وهو يقود وتعود ذاكرته لحوالي 20 عاما مضت كان حمد في الصف السادس الابتدائي استدعته إدارة المدرسة مدير المدرسة كان رجلا منفتحا أخبر أبو حمد أن حمد يعاني من عنف غير مبرر وأنه أكثر من مرة ضرب طلاب في الصف الأول الابتدائي ضربا مبرحا وأخبره المدير أنه حجز لحمد موعدا في الصحة النفسية حتى يتابع مواعيده هناك فحمد يبدو أنه يعاني مرضا نفسيا يحتاج العلاج وأنه من الأفضل أن يتداركوه قبل استفحاله ولكن أبا حمد بأفكار مجتمعه المتغلغلة فيه رفض فكرة العلاج النفسي وأرجع تصرفات حمد إلى أنه أفرط هو ونورة في دلاله لأنه ابنهما الوحيد فكان تصرفه أنه نقله لمدرسة أخرى وعاد به للبيت وأغلق عليه باب غرفته وضربه ضربا مبرحا ونورة تسمع صراخ ابنها وتصرخ عند الباب هذا الموقف عاش في روح حمد وتغلغل يعرف أن والده يحبه.. لذا ضربه والعلاج النفسي عيب توقف عن إبداء أي تصرفات عنف ولكنه أصبح متباعدا لا يعبر مطلقا عن مشاعره حتى حينما جئن شقيقاته وهو في الرابعة عشرة لم يشعر بشيء تجاههن بل كان يتمنى أحيانا لو يضربهن ولكنه يستحيل أن يفعلها فهو لا يحبهن.. فلماذا يضربهن؟!! حينما تزوج موضي تدفقت مشاعره ناحيتها بعنف ومع مشاعره تدفق عنفه كلما ازداد حباً لها كلما ازداد عنفاً معها!!! وهاهو والده وسبب مشكلته يريد أن ينحره يريده أن يطلق المخلوقة الوحيدة التي ينتمي لها وتنتمي له لذا كان سكناه في بيت وحده كان يريدها أن تكون له وحده حتى أهله لا يشاركونه فيها وحتى لا يعلم أحد كيف يعبر عن حبه الغريب لها بضربها!! ************************* بيت مشعل بن محمد الساعة 6 وربع صباحا لطيفة اتصلت بمشاعل لتذهب إلى بيتها حتى توقظ أولادها وتجهزهم للمدرسة بيت لطيفة ملاصق لبيت أهلها وبينهما باب مفتوح وترتيب بيوت آل مشعل على النحو التالي بيت مشعل بن محمد أولا بجواره منزل عمه عبدالله ثم بيت محمد ثم بيت فارس ملاصقا لبيت محمد وبينها جميعا أبواب ولكن كل الأبواب مغلقة لا تفتح إلا لحاجة عدا الباب بين لطيفة وأهلها لطيفة أخبرت مشاعل أنها مرضت في الليل لذا أخذها مشعل للمستشفى وأنها تستطيع أخذ راحتها في البيت لأن مشعل معها طلبت منها تجهيز الأولاد محمد وعبدالله ومريم للمدرسة وستساعدها خادمة البيت الكبيرة التي ستأخذهم مع السائق للمدرسة وبعدها تأخذ جود وتعود بها معها لبيت أهلها مشاعل ارتدت جلالها وتوجهت لبيت لطيفة مشعل لم يعرف عن ترتيب لطيفة هذا لذا كان له ترتيب آخر طلب من الخادمة أن تجهز الأولاد للمدرسة واتصل بناصر ليحضر العنود ويأتي بها ليأخذان جود بعد أن يذهب أخوانها للمدرسة ناصر أطل على العنود وجدها تدرس لامتحان سيكون المحاضرة الأولى فقرر أن يذهب لوحده ويحضر جود بعد أن يتأكد من ذهاب أخوانها ثم يتوجه لعمله وهاهو ناصر يصل لبيت مشعل في ذات وقت وصول مشاعل له #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
.
أسى الهجران/ الجزء الثالث والثلاثون بيت مشعل بن محمد الساعة 6 وثلث صباحا مشاعل وصلت و دخلت من ناحية باب المطبخ الداخلي لأنه الأقرب للباب النافذ بين بيتهم وبيت لطيفة وقتها كان ناصر يصل مع باب الصالة الرئيسي ويتوجه للمطبخ الداخلي ليضغط جرس مناداة الخادمات من غرفتهن بجوار المطبخ الخارجي تلاقيا كان ناصر يدخل المطبخ في الوقت الذي كانت مشاعل ترفع الجلال عن وجهها وشعرها صُدمت صدمة حياتها برؤيته أمامها وشعرت بارتعاشة خجل وخوف حادة تجتاحها كانت تريد العودة وراءها ولكنه لم يمهلها لتنفيذ مخططها كان أسرع منها وهو يمسك ذراعها بقوة وحنان.. ويثبتها في مكانه لم يكن ناصر يقصد سوءا مطلقا حين رآها أمامه شعر أن هذا اليوم فعلا هو يوم رضى والدته عليه وبركة دعائها له أراد فقط أن يراها عن قرب فهو شعر بارتعاشة ناعمة ومختلفة في ذات وقت رفعها للجلال عن وجهها ورؤيته لشعرها القصير الناعم ينزل ليداعب عنقها بعذوبة مصفاة فأراد أن يرى كيف هي ملامح هذا الملاك من قريب!! ولكن ما فجعه هو نظرة الرعب التي ارتسمت على وجه ملاكه لم يكن خوفا!! لم يكن خجلا!! كان رعبا صِرْفا!! أفلتها وهو يقول لها بحرج: أنا آسف.. والله ماقصدت أضرش بشيء.. آسف لم ترد عليه وهي تعود أدراجها راكضة شعر ناصر بالألم.. بالكثير من الألم يعلم أنه أخطأ في تصرفه.. ولكن ردة فعلها بدت له غير طبيعية أبداً لم يعرف كيف يتصرف.. كيف يبرر لم يجد أمامه غير سيدة المهمات الصعبة أخته مريم اتصل بها وأخبرها بكل شيء مريم عاتبته مطولا ناصر بضيق: والله العظيم إني داري إني غلطان بس والله العظيم ماكان قصدي أضايقها كنت أبي أشوفها بس.. مريم بضيق: مشاعل خجولة بزيادة.. بس خلاص لا تحاتي أنا بأتصرف.. ناصر أغلق منها وصعد ليرى أبناء شقيقه ويأخذ جود.. ومريم أغلقت منه واتصلت فورا بمشاعل التي كانت وقتها في غرفتها لم تكن تبكي كانت مذهولة مرعوبة مصدومة رن هاتفها.. كانت مريم ردت عليها بجملة واحدة فقط: خليه يطلقني.. ما أبيه.. ******************** الساعة 8 صباحا حمد ووالده يقفان أمام المحكمة الشرعية حمد جسده مغطى بالضمادات عانى والده في إقناع الطبيب حتى لا يتصل بالشرطة وسكت في النهاية على مضض احتراما لسن أبي حمد ورجاءاته حمد طوال الطريق يحاول إقناع والده بالتراجع عن فكرة الطلاق ولكن أبا حمد كان مصرا لأنه يعلم أنه لا أمل أن يوافق أحد على عودة موضي له إن كان هو بنفسه لا يوافق على عودة ابنة شقيقته لإبنه.. فكيف بأهلها؟؟ يقفان أمام القاضي بعد أن طلب أبو حمد من أحد الموظفين أن يأتي ليشهد معه على الطلاق القاضي حاول أن يثني حمد عن فكرة الطلاق وكان يريد تحويل قضيتهم لمركز الاستشارات العائلية على أمل الإصلاح كالعادة ولكن أبا حمد همس في أذن القاضي بعدة عبارات جعلته ينظر لحمد شزرا بغضب وبدأ بكتابة العقد.. أبو حمد بثقة وقوة قال للقاضي: طلاق بائن يا شيخ ثلاث طلقات محرمات حمد فُجع.. كيف قرأ والده أفكاره.. فهو كان يفكر أن يطلقها طلقة واحدة ليسكتهم.. ثم يعيدها قبل نهاية فترة العدة وستكون حينها قد شُفيت وأهلها خف غضبهم.. حمد همس لوالده بألم عميق: تكفى يبه تكفى طالبك.. طلقة وحدة.. عطني فرصة والله بأعالج وأتغير.. أبو حمد همس له بغضب: أوص ولا كلمة.. تطلقها وأنت كلب ثلاث طلقات ذا الساعة.. والله ماعاد تعرفها ..دامك ما عرفت قيمة الجوهرة عندك خلاص ما تستاهلها.. ******************** ليل واشنطن الليلة الأولى التي تقضيها هيا في بيت مشعل الساعة 10 مساء بعد غدائهما الصامت مع بعضهما الذي تبادلا فيه النظرات فقط نظرات دون كلام نظرات لا معنى لها ولها كل المعاني رتبت هيا المطبخ وعادت لغرفتها ترتب أغراضها فيها ومشعل لم يخرج من غرفته حتى صلاة المغرب سمعت بابه يفتح ولم يعد إلا بعد صلاة العشاء حوالي الساعة 9 وربع الآن تقرر هيا الخروج من غرفتها تريد أن ترى إن كان يريد عشاءً رغم أن هيا ذاتها غير متحمسة للقيام بدور الزوجة المتفانية في خدمة زوجها فهذا الدور لا يليق بها وخصوصا مع مشعل بالذات ولكن هيا يحضرها شيء واحد أن مشعل كان الشيء الوحيد الذي وصتها به والدتها وهي تموت وجدته في الصالة يشاهد أخبار الجزيرة الساعة في الدوحة الآن الثامنة صباحا عشر ساعات تفصل بينهما (وليتك تعلم يا مشعل أين إحدى أميراتك الأثيرات الآن وكيف ظُلمت أختك وضُربت وأنت لا تعلم؟! أنت الذي أردت أن تحميهن من هبوب النسيم فإذا ضلوعهن تسحق ليتك تعلم أن الثلاث كلهن يعانين هذه اللحظة لطيفة وموضي ومشاعل قلوبهن مجروحة .. مجروحة حتى النخاع رحمك الله بالبعد يا مشعل!!) هيا اقتربت منه بهدوء: مشعل تبي عشاء؟؟ مشعل نظر لها بتمعن (أشلون صغيرة ورقيقة.. لكن ليش لمت شعرها؟؟) أجابها بهدوء: لا.. أنا وسعيد مرينا كوفي عقب صلاة العشاء وتقهوينا ماني بمشتهي.. هيا هزت كتفيها وتوجهت عائدة لغرفتها استوقفها مشعل: هيا هيا التفتت عليه: نعم مشعل بهدوء: اقعدي معي شوي.. هيا عادت وجلست بعيدا عنه، مشعل ابتسم: أنتي خايفة مني؟؟ هيا بحرج: لا.. ليش تقول كذا.. مشعل بنفس الابتسامة: شوفي وين قعدتي.. هيا قامت وجلست في كرسي أقرب.. مشعل بهدوء: سولفي لي عن دراستج بريطانيا..أي جامعة دخلتي؟؟ أنا أعرف بريطانيا عدل ولو أني ممنوع الحين من دخولها.. مشعل كان يريد فتح حوار معها.. وحاول أن يختار موضوع البدء بذكاء لم يرد أي موضوع قد يفتح أيا من جروحها وموضوع دراستها في بريطانيا قد يكون موضوعا مناسبا.. ولديه من الحكايات حولها الكثير.. ****************** ناصر في مقر عمله في وكالة الأنباء القطرية..(العلاقات العامة) كان في غاية التوتر من بعد موقفه مع مشاعل صباحا وخصوصا أنه علم أن مريم توجهت لبيت عمها قبل ذهابها لعملها لم يتوقع أن الموقف سيكون له كل هذه التبعات نادم على تصرفه الأهوج ولكن نيته كانت صافية لم يرد مطلقا أن يؤذيها أراد رؤيتها فقط يتصل بمريم ولكن مريم لا ترد بالتأكيد ناصر ليس عاشقا مثل فارس مثلا ولكنه يحمل مشاعر رقيقة لمشاعل مشاعر طبيعية بما أنها زوجته التي ارتبط اسمها باسمه مشاعر شاب طبيعي يميل نحو نصفه الآخر ويتمنى قربه أعاد الإتصال بمريم وأخيرا ردت ناصر بلهفة: مريم الله يهداش وهذا وأنا موصيش مريم ابتسمت رغم أن داخلها غير مطمئن: خلاص يا ابن الحلال حط في بطنك بطيخة وكبر مخدتك ناصر ابتسم: يعني خلاص أتطمن إنها مهيب زعلانة ابتسمت مريم رغم قلقها: إن شاء الله وهي تستعيد ماحدث بينها وبين مشاعل قبل أكثر من ساعتين الأمر الذي أثار قلقها على حياة ناصر ومشاعل معا.. ********************** غرفة موضي الساعة 11 صباحا مشعل مر بهم صباحا ليرى إن كانت لطيفة تريد شيئا وأحضر لهم بعض الاحتياجات الضرورية ثم توجه لعمله حوالي الساعة الثامنة بعد أن اتصل بالسائق وأوصاه أن يعيد أولاده لبيت أهله زائر يصل صوته المتأثر يصل لطيفة من خلف الباب: لطيفة لطيفة لطيفة قفزت وهي تقول باحترام: ادخل يبه دخل.. قابلته لطيفة عند الباب.. وقبلت رأسه دخل للداخل .. فُجع بمنظر موضي بل الفجيعة كانت شعورا أقل بكثير مما شعر به لم يتخيل أن وحشية ابنه وصلت لهذا الحد شعر أن داخله يتمزق لمئات الشظايا لطالما كان أبناء شقيقته مقربين منه وخصوصا موضي بعد أن أصبحت زوجة ابنه كانت دائما أشبه بنسمة رقيقة فماذا فعل ابنه بهذه النسمة؟!! أبو حمد بتأثر بالغ: ماتشوف شر ثم استدرك بتأثر أشد: أم مشعل وخالتي أم محمد دروا؟؟ (هيا الكبيرة:خالته) لطيفة بنفي: لا ماحد يدري إلا انا ومشعل خايفة على أمي وإبي إذا دروا أبو حمد بحزن: والله يا أبيش ما أدري وش أقول لش الحكي مافيه فود.. والله مالي وجه.. قطع وجهي حميّد لطيفة بتأثر: تكرم يبه ويكرم وجهك أبو حمد أعطاها ظرفا بيده: هذا طلاق موضي قعدت فوق رأسي القاضي لين خلصه ووثقه.. وهذا شيك مني لبنتي موضي أدري فلوس الدنيا كلها ما تعوضها بس خلها تعتبره هدية من إبيها الشيبه وتعتبره بشارة مخلاصها من ولده موضي تناولتهما وهي تقبل رأس خالها مرة أخرى وتقول بتأثر: الطلاق وكثر الله خيرك.. جميلك ما ننساه جعل عمرك طويل لكن الشيك جعلك سالم..(قالتها وهي تمزقه) ما نقبل العوض يا خالي وعوضها في مخلاصها من حمد.. وأنت تكرم عنه وعن أفعاله.. خالها تأثر كثيرا وهو يحضنها ويقول: أنا أشهد إنش بنت مشعل العود جعل عظامه الجنة ثم التفت لموضي الغائبة عن الوعي وقبل رأسها فوق الضمادات ثم ألتفت على لطيفة وقال لها بحزن: حمد حجزت له غصبا عنه وهو قال بيسافر لمصر يعالج.. بس لا حد يدري بسالفة العلاج يا أبيش وخلاص الحين هو رايح المطار بيسافر ثم غادر أبو حمد حينها قررت لطيفة أن تتصل بأمها ووالدها وفارس وتبلغهم فحمد سافر بعد أن طلق موضي وماعاد هناك شيء تخاف منه.. ولكن لنقل هناك شخصان تخشى مواجهتما في الدوحة عدا ساكن واشنطن والدها وفارس #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
.
أسى الهجران/ الجزء الرابع والثلاثون غرفة مشاعل حوالي الساعة 7 إلا ربع مريم وصلت.. شعرت بحرج شديد وسائقتها تدخلها وهي تبرر سبب زيارتها المبكرة لجدتها وأم مشعل اللاتي كن عند قهوتهن في الصالة السفلية لو كانت قالت أريد السلام على جدتي كان سيكون أمرا اعتياديا ولكن ما يثير الريبة أنها أرادت رؤية مشاعل الجدة أخذت الأمر على ظاهره ولكن أم مشعل بنظرتها البعيدة علمت أن هناك شيئا ما.. لكنها سكتت وتركت سائقة مريم توصلها للأعلى كانت مشاعل تجلس صامتة مذهولة في قلبها رعب هائل من ناصر فأفكار مرعبة جدا خطرت لها أفكار عمقت خوفها من الزواج بشكل عام ومن ناصر بشكل خاص مريم تدخل.. تتلقاها مشاعل بخجل.. والسائقة وقفت تنتظر عند الباب المغلق من الخارج مريم بعتب: وش الكلام اللي قلتيه لي في التلفون؟؟ عرسش بعد شهرين وتجيبين طاري الطلاق مشاعل بحزن: طبايع ناصر مهيب عاجبتني خلينا نتطلق وإحنا على البر.. مريم باستفسار ثم شرح: أي طبايع؟؟ ناصر ماكان يبي يضرش بشيء.. كان يبي يشوفش من قريب وهو ما سوى شيء عيب وإلا حرام في الشرع يمكن هو تصرف طايش شوي منه.. بس ناصر رجّال ما تطلع منه العيبة.. مشاعل بحزن: أمس يطالعني ويبحلق فيني وفارس قاعد جنبه قلت ما عليه.. النظرة ماينلام عليها بس اليوم يمسكني في بيت مشعل وماحد منهم موجود وشو يعني أنتظر صدفة ثالثة يسوي فيني شيء يعني؟!! مريم باستغراب: بصراحة أفكارش غريبة.. ناصر رجّالش.. وقبلها ولد عمش.. مستحيل يضرش بشيء مشاعل لم تعد تحتمل وطأة أفكارها رمت نفسها على صدر مريم وبدأت في الانخراط في كل البكاء المكتوم في صدرها مريم انفجعت من ردة فعلها.. لكنها احتضنتها بحنان وهي تقول لها: مشاعل الله يهداش.. ترا ردات الفعل عندش مبالغ فيها شويتين مشاعل بهمس: خايفة يا مريم خايفة.. مريم باستغراب عميق: من ويش خايفة؟؟ مشاعل بعمق باكي: من ناصر ومن الزواج.. ومن الحياة الجاية كلها مريم بحنان: والله العظيم مهوب عشان ناصر أخي.. بس ناصر مافيه مثله طيب وحنون ومرن.. وقبل أي شيء رجّال صدق وهذا هو حالته حالة.. خايف تكونين زعلانة منه.. وش تبين أرد عليه يعني؟؟ مشاعل بتردد: ما أدري.. ما أدري ********************** واشنطن/ شقة مشعل بن عبدالله قبل صلاة الفجر البارحة بقي مشعل وهيا يتحدثان حتى حدود الساعة 11 لاحظ مشعل أنها غير راغبة بالحديث شاردة حينا..ومتباعدة أحيانا كثيرة لذا تركها تعود لغرفتها وهو عاد لغرفته والآن صحا من نومه منذ وقت صلى تهجده.. وينتظر آذان الفجر توجه للمطبخ يريد شرب ماء سمع صوتا خافتا كان صادرا من غرفة هيا توجه للحجرة وأرهف السمع كانت تبكي بدا له أنها تنتحب وتحاول كتم شهقاتها شعر بألم عميق ولكنه احترم حقها في التعبير عن حزنها توجه للمطبخ وشرب الماء.. وعاد مازال الصوت مستمرا لم يحتمل أن يتركها وهي على هذا الحال أن يتركها تغرق في عوالم حزنها لوحدها دون مواساة اقترب لم يطرق الباب شعر إن حدة الطرقات جارحة في مقاطعة حزنها فتح الباب بخفة كانت منكبة على سريرها تبكي وبجوارها صورة لها ولوالدتها في حفل تخرجها من كوينز قبل عام اقترب جلس إلى جوارها فور شعورها بحركة جوارها رفعت رأسها وهو يضع يده على ظهرها ويقول بحنان: اطلبي لها الرحمة.. مشعل صُدم من ردة فعلها فهي نهضت واستوت جالسة ورمت بنفسها فوق صدره وهي تنخرط في بكاء حاد هيا حين وصلها مشعل كان لها ساعات وهي تبكي تعبت من البكاء والوحدة والوحشة لو كانت رأت أيا كان في هذه اللحظة لارتمت في حضنه تحتاج أن تشعر بلمسة إنسانية حانية وهاهو مشعل يقدمها لها مشعل احتضنها بحنان وهو مستغرب من اقترابها منها فهي تبدو متباعدة وشحيحة جدا بأي مشاعر طيبة تجاهه لطالما كان صدره ملاذا لشقيقاته الأربع ويبدو أنه أُضيف لهن شقيقة خامسة!!! ولكن لَمَ إحساسه برأسها المدفون في عرض صدره مختلف عن إحساسه بشقيقاته؟!! لَمَ إحساسه بأنفاسها الدافئة التي تلفح عضلات صدره مختلف؟!! لِمَ إحساسه بملمس شعرها الناعم تحت ذقنه مختلف؟!!! هيا ابتعدت قليلا وعيناها في الأرض وتقول بصوت مبحوح: أنا آسفة مشعل تنحنح: ليش تعتذرين.. أنا اللي المفروض اعتذر أني دخلت بدون استئذان بس ما قدرت اسمع صوتش تبكين وأخليش.. هيا تنهض وتقوم عن سريرها وتبتعد: أنا بأروح أتوضأ ************************ بعد صلاة الظهر غرفة موضي/ مستشفى حمد لطيفة اتصلت بوالدها وطلبت منه أن يحضر معه والدتها وأن يحضر فارس أيضا ففارس لا يستطيع أن يقود السيارة حاليا مع إصابة كتفه كان والدها وفارس أكثر شخصين تخشى مواجهتهما ولو كان شقيقها مشعل هنا كان سيكون صاحب النصيب الأوفر من خوف المواجهة لذا يكفيها الآن القلق من مواجهة الاثنين!! وفعلا كانت على حق في قلقها فوالدها وفارس ثارا ثورة هائلة وهما يريان وضع موضي التي لم يكف الممرضات عن حقنها بالمهدئات حتى لا تشعر بالألم قبل أن تتحسن قليلا كانت ثورة الاثنين أشبه بثورة بركان مرعب ألقى كل حممه النارية خارجا وكان على لطيفة تحمل كل هذه الثورة وخصوصا وهي أخبرتهما بكل صراحة أن حمد يضرب موضي منذ سنوات ولكنها أخبرتهما أنها ومشعل أصرا أنها سقطت عن الدرج وهذا ما سيخبرونه لكل الناس فارس لم يتوقف عن إجراء الاتصالات أراد التأكد أن حمداً سافر حقا وليست مجرد محاولة من لطيفة لتهدئته وحماية ابن خالها شعر بخيبة أمل مرة حادة وهو يتأكد من إقلاع طائرة حمد قبل نصف ساعة كان يشعر بغضب كاسح وهو يرى أخته الأثيرة على هذا الوضع بينما من فعل بها هذا هرب وهو لم يروي غليله منه كان يريده أمامه ليمزقه تمزيقا ألف مرة على كل دمعة ذرفتها موضي على كل صفعة صفعها إياه على كل قطرة دم أراقها من جسدها لطيفة بهدوء: يبه أنت وفارس الله يهداكم حمد طلق موضي خلاص وراكان ماقصر فيه ضربه لين الله شاف له وهذا هو راح في طريقه وأنا طالبتكم ما حد يوجع خالي بالحكي خالي ماله ذنب.. ولا قصر من الصبح جاب لي ورقة طلاق موضي موثقة.. والمسكين متفشل من ولده وغصبه على الطلاق واللي فيه يكفيه.. كانت أم مشعل تسمع وتتمزق ماتراه في ابنتها نحرها كانت تشعر بعذاب موضي منذ زمن هي أيضا مسؤولة.. مسؤولة لطالما اكتفت أن تقوم بدور الام الحنون فقط وتركت التصرف كله لعبدالله بقوة شخصيته وحضوره المسيطر كان إتخاذ المواقف الحاسمة يوترها وترى أنها زرعت جزءا من هذه الصفة في بناتها لطالما شعرت أن بناتها الثلاث الكبريات ينقصهن القدرة على اتخاذ الموقف الحاسم في الوقت الصحيح لأنها ربتهن أن يفضلن الجميع على أنفسهن كانت أم مشعل تعلم بمشاكل بناتها الثلاث وهي صامتة لطيفة تعلم أن مشعل متباعد عنها ولكنها عجزت عن مواجهته لنسف البرود المتجذر بينهما وموضي كانت تعلم أن حمد يؤذيها بطريقة ما وإن كانت لم تتصور أنها وصلت للضرب ولكنها تعلم أنها صبرت عليه حفاظا على مشاعر كل الناس إلا هي.. ومشاعل.. ماذا تخبئ الأيام لها؟؟.. تعلم أنها خجولة جدا ومرعوبة من فكرة الزواج.. فهل ستستطيع مواجهة خوفها قبل فوات الأوان؟؟ هذه هي الأفكار التي كانت تغرق أم مشعل في دواماتها وهي تنفصل عن الحوار الحاد الذي يدور بين لطيفة وعبدالله وفارس دون أن تنتبه إن كبرى بناتها بدأت بالتخلي عن إرثها لها (إرث المهادنة) فلطيفة حضرت روحها المقاتلة وهي غير مستعدة للتفريط بها مهما حدث!!! ولكنها روح غلفتها بكل تهذيبها الرفيع واحترامها الكبير لوالدها وأخيها ****************** الصباح الباكر/ واشنطن مشعل ارتدى ملابسه وأعد لنفسه كوبا من القهوة هاهو يشربه في غرفته وهو يجهز أوراقه وحاسوبه ليتوجه للمكتبة كعادته قطع إنهماكه في عمله صوتها كانت تقف أمام الباب المفتوح من الخارج سألته بتوتر غامض: بتروح الجامعة الحين؟؟ بدري ابتسم: تعودت.. عشان أستغل النهار من أوله.. وخير النهار البكور هيا بنبرة اعتيادية: أنا عندي محاضرة الساعة 10 باص أي ساعة أخذ؟؟ مشعل بهدوء: أنا بأرجع بأوديش.. هيا برفض: لا أنا بأروح بروحي.. مافيه داعي ترجع مشعل بثقة وعند: خلاص يا بنت الحلال أنا قلت بأرجع أوديش.. أنتي قبل كنتي تروحين مشي.. بس الحين أنا مسؤول عنش وماراح أخليش تلتهين في الباصات هيا بنبرة غضب خفيفة: مشعل أنت ناسي إني لي كم سنة أنا أصرف أموري مشعل ينهي كوبه ويضعه على الطاولة ويقول بهدوء: هذاك أول.. الحين أنتي مرتي ومسؤولة مني.. كانت هيا مرهقة وتريد أن تعود لتنام قليلا قبل محاضرتها فهي لم تنم منذ دخلت هذا البيت.. لذا صمتت ليس لأنها مقتنعة ولكن لأنها لا رغبة لها في الحديث الآن.. وقررت تأجيله لوقت لاحق ************************** الساعة 8 مساء غرفة موضي في المستشفى مازالت موضي لم تفق بعد وهي تُحقن بالمهدئات بشكل مستمر عندها لطيفة ومشاعل وأم مشعل يصل عامل التسليم ويطرق الباب الخارجي تلبس لطيفة نقابها وتخرج كانت باقة ورد ضخمة كُتب عليها: "ألف حمدا لله على سلامتكِ خطاكِ الشر أخوكِ الأكبر مشعل بن محمد" توترت لطيفة نوعا ما أمها تسأل: من؟؟ لطيفة بهدوء: مشعل مرسل ورد.. أمها بذات الهدوء: إذا جاء رجالش روحي معه.. لطيفة برفض: لا يمه بأقعد عند موضي أمها باستنكار: وعيالش منهم في ضوه؟؟ (جملة تعني من سيهتم بهم) من البارحة ما تدرين عنهم وأنا ومشاعل ما عندنا شغل وحدة منا بتقعد عندها والثانية بترجع البيت مع عبدالله إذا جاء عقب شوي بعد دقائق طرقات واثقة على الباب تلاه صوت مشعل عند الباب دون أن يدخل: الحمدلله على سلامة موضي يمه.. أم مشعل بهدوء: الله يسلمك يا أبو محمد.. جعلك ما تزار وكثر الله خيرك.. وجعل شيبانك الجنة أنت ولطيفة وماقصرتوا.. إخذ مرتك وروحوا لبيتكم لطيفة على قعدتها من البارحة مشعل بهدوء وهو واقف عند الباب ولا يرى أحدا منهم لأن الستارة ممتدة بينهم: هاه لطيفة تروحين؟؟ أمها تأشر لها أن تذهب، فردت على مضض: إن شاء الله جايتك #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الخامس والثلاثون
الممر أمام غرفة موضي الساعة 8 وربع لطيفة تخرج لمشعل الذي ينتظرها خارجا مازال يوجه لها الحديث دون أن ينظر لها: تحبين تنتظرين عند موضي لين أجيب السيارة عند الباب وتنزلين علي أو بتروحين معي للمواقف؟؟ لطيفة بهدوء: بأروح معك.. مشعل ببرود: يالله امشي.. خرجا متوجهين للمواقف دون أن يتبادلا أي حوار حتى وصلا السيارة وركبا.. تحركت السيارة.. مشعل بهدوء وعيناه مثبتتان على الطريق كيديه المتمسكتين بقوة بالمقود: أظني إنش عارفة إني مابعد حاسبتش على إنش دسيتي علي إن حمد يضرب موضي.. لطيفة بذات هدوءه: ما يهمني حسابك ولا أي شيء بتسويه مشعل ألتفت عليها بقوة لدرجة إنه توازن السيارة اهتز وهو يقول بنبرة غضب: نعم؟؟ لطيفة دون أن يهتز منها شعرة: اللي سمعته.. أنا موجوعة يا مشعل موجوعة موجوعة من قبل.. واللي شفته في موضي نحرني وش بتسوي فيني زود؟؟ أنا ما أحتاج حد يحاسبني..لأني حاسبت روحي.. لو حتى تجيب سكين وتقطعني ماراح أحس بألم.. لأن خلاياي كلها غرقانة ألم وندم.. صمت مشعل.. كان مبهوتا.. مصعوقا لم يتخيل يوما أن لطيفة لديها هذا الاسلوب القوي في التعبير عن مشاعرها وأفكارها.. استطاعت سحب كل مشاعره السلبية بعدة جمل كان غاضبا جدا عليها فإذا مشاعره تنقلب ولكنه مع ذلك رد عليها: كان ممكن إنش توفرين ذا الألم على نفسش وعلى أختش..لو إنش بلغتي حد فينا.. أنتي أختها الكبيرة.. شفتيها صبرت عليه شهر شهرين سنة سنتين خلاص كفاية كذا.. وبعدين أنتي عارفة إن الضرب عمره ماكان أسلوب حد منا أشلون رضيتي أختش تعيش في ذل ضرب حمد.. لطيفة بحزن: حمد كان يموت في التراب اللي تمشي عليه موضي.. كان عندي أمل أنه حاله بينصلح يوم دامه يحبها ذا الحب كله.. مشعل بدأ يغضب: يعني أنتي مستعدة تعيشين معي وتتحملين وأنا اضربش عشاني أحبش وبس.. لطيفة بهدوء مدروس بارد: إذا موضي استحملت ضرب حمد وهو يحبها فأنا استحملت برودك وأنت ما تحبني.. يعني لا تقلل من قيمة تحملي لك لأنه فوق ما تتخيل!! وقتها كان مشعل يفتح الباب الخارجي بجهاز التحكم ويُدخل سيارته ويقف في موقفه الداخلي ويلتفت عليها ويقول بنبرة غامضة: يعني أنتي الحين متحملتني؟؟ لطيفة وهي تفتح بابها وتنزل: مستحملتك لحد ما تتزوج.. وعقبها خلاص ماعاد لك أي حق عندي وأكون كفيت ووفيت.. شعر مشعل برغبة عارمة أن يوقفها.. يجذبها لصدره المشتاق لها ..يحتضنها ويقول لها: تحمليني العمر كله لأني ماني بمتزوج أبد لأني.. لأني..... لأني.......... "كم هو صعبٌ على كبرياءه اعترافه بمشاعره حتى لنفسه!!!" ************************ المقهى بالقرب من جورج تاون الساعة 12 ظهرا هيا وباكينام تصلان المقهى هيا يبدو عليها الإرهاق عكس إشراق باكينام باكينام بقلق وهما تجلسان: هيا حبيبتي .. مالك؟؟ هيا بتعب: مافيني شيء مرهقة شوي بس.. ما نمت نهائي.. باكينام بذات القلق: كده مش كويس عليكي لازم تهتمي بنفسك شوية ثم أردفت باهتمام: ومشعل مش مهتم فيكي وإلا إيه؟؟ هيا بنبرة محايدة: مشعل ما يقصر.. باكينام بنبرة خاصة: وهو عامل معاكي ايه؟؟ هيا بذات النبرة المحايدة: مثل ما قلت لج مايقصر.. باكينام تبتسم: إيه حكاية قصر طول دي.. إذا ما كنتيش واخدة بالك يعني مشعل ده يهوس بره وجوه.. ستايله وشخصيته تجنن.. يمكن أنتي اتجوزتيه غصبا عنك بس الغصب ده من بركة دعاء ماما حصة ليكي اعرفي ئيمة الراقل وما تطفشيهوش.. هيا ابتسمت بالغصب: تدرين إنج متفرغة.. باكينام تضحك: يارب ابعت لي بس. وهم تتحاوران اقتربت منهما النادلة وابتسمت باحترام: ماذا تشربن آنساتي؟؟ باكينام نظرت إليها وابتسمت: أين النادل الآخر؟؟ الفتاة بابتسامة: أيهم؟؟ باكينام وهي تضحك: الأسمر الوسيم.. الفتاة تنهدت بعمق: أوووه جو الوسيم.. إنه في المدرسة اليوم؟؟ ضحكت باكينام وهي تهمس لهيا: البت هتسيح في مكانها وأكيد المستر جو في مدرسة محو الأمية زي كل المكسيكان اللي هنا (جو اختصار جوزيف.. واختصار اسم آخر آخر رديف!!!!) كثير من اللاتينين المهاجرين لأمريكا يدرسون في مدارس مسائية حكومية لتعليمهم المناهج الأمريكية ************************* غرفة موضي الساعة 10 مساء مشاعل من أصرت أن تبقى مع شقيقتها ووالدتها غادرت مع عبدالله من أجل أم محمد وولديها الصغيرين: سلطان وريم كانت مشاعل تنظر لموضي بجسدها المغطى بالضمادات وتشعر أنها تختنق وأن روحها تنزف وجعا لا نهائيا تشعر بألم مرٍّ يتسلق روحها ويغرس رماحه.. ليتجذر في أعمق أعماق روحها الشفافة أخبروها أن موضي سقطت عن الدرج وهي تحمل حقيبتها بعد أن طلقها حمد (هل يعتقدون أني غبية أو طفلة؟؟!!) مشاعل علمت أن مافي موضي هو من ضرب حمد لها شعرت بحقد عميق على حمد وخوف متزايد من ناصر (هل يعقل أن يفعل ناصر بي يوما مافعله حمد بموضي؟! يضربني ويمتهن إنسانيتي؟!! أو حتى يتعامل معي كجسد لتلبية رغباته دون أي حب كمشعل ولطيفة؟؟!! أي أن أعاني القهر في كلا الحالتين!! لا أريد الزواج.. لا أريد لا أريد أن أكون لرجل يهينني جسدا أو روحا لمن أشكو؟؟ لمن أتوجه؟! من سيفهمني؟!! الكل يمدح ناصر.. لن يتفهم أحد مخاوفي!! يا آلهي.. يا آلهي خائفة.. خائفة ماذا تخبئ لي الأيام؟!!) ************************* مابعد منتصف الليل غرفة فارس مازال فارس ساهرا ويبدو أن سهرته ستطول شعور مر يجتاحه شعور بالخديعة والقهر والغبن عاجز عن إغلاق عينيه فكلما حاول إغلاقهما تعلقت صورة موضي بأهدابه صورتها والضمادات البيضاء تغطيها كأنها حمامة بيضاء مهيضة الجناح عاجز عن تخيل كيف تجرأ حمد على ضربها طوال هذه السنوات تحت أنظارهم وأنوفهم وهي تعاني وتتعذب وهم لا يعلمون كيف تجرأ ذلك الحقير المسمى حمد على خدش جوهرته وإهانتها والتطاول على كرامتها وجسدها كلما استعاد هذه الأفكار وجد نفسه يغلي من الغضب يكاد يكسر يديه من عصرهما غضبا (أشلون يجي له قلب يمد يده عليها؟! أشلون وصلت حقارته يهين بنت عمته وبنت خاله في نفس الوقت!!) " وأنت يافارس ماذا تسمي ما تنوي عمله بالعنود ابنة عمك؟؟!!" (لا لا أنا مستحيل أهين مره أو أمد يدي عليها لكني بأعرف أشلون أنتقم منها على طريقتي أنا!!) **************************** الساحة المقابلة لكلية الإدارة جامعة جورج تاون الساعة 4 عصرا هيا تتوجه للساحة حيث اتفقت مع مشعل على الإلتقاء هناك ليعودا للبيت هيا وهي تقترب رأت شخصا يقف مع مشعل ويوجه الحديث له باهتمام بل كانت ملامح الشخص الآخر تكاد تذوب ولهاً وهي تلتقط كل حرف ينطق به مشعل باهتمام شعور غريب اكتسح هيا فالشخص الآخر كان قنبلة ذرية بكل المقاييس سمراء لاتينية بشعر أشقر وعينين عسليتين فتنة متجسدة في كل تفصيل من تفاصيل وجهها وجسدها شعرت هيا بشعور أشبه بغضبٍ غريب اقتربت وسلمت ببرود مشعل ابتسم لهيا وهو يعرفها على محدثته: دكتورة باتريشيا من كولومبيا أستاذة زائرة هذا الفصل..ولديها اهتمام شاسع بالقضايا العربية هيا حاولت أن تدفن أحاسيسها التي هي استغربتها وهي تبتسم وتقول: تشرفنا دكتورة باتريشيا ولكن الكولومبية الحسناء لم تستطع الابتسام وهي تقول: تشرفنا.. لم نتعرف بكِ؟؟ مشعل بهدوء: هذه زوجتي هيا.. لم يفت هيا مطلقا انقلاب ملامح الدكتورة التي تجاهلتها وهي توجه خطابها لمشعل: لم تخبرني سابقا أنك متزوج.. كما أنك لا ترتدي خاتما في يدك مشعل بدأ يشعر بالغضب من الدكتورة التي شعر أن في أسئلتها رائحة فضول غير مريحة: أنا تزوجت منذ أيام.. ونحن في ديننا وعاداتنا لا نرتدي الخواتم الدكتورة بنبرة سخرية: وهي أيضا لن ترتدي خاتما؟؟ مشعل بنبرة غضب: هي اسمها هيا ونحن متوجهان الآن لشراء خاتم لها إذا سمحتي لنا.. مشعل قال جملته وأمسك يد هيا التي بقيت صامتة وهي تشعر بغضب يتصاعد في روحها ليغادر بها في الوقت الذي هتفت به الدكتورة وهي تمنحه ابتسامة رائعة: تهاني لكما معا...ولا تنسَ احضار ماطلبته منك أرجوك.. ما أن ابتعدا قليلا حتى انتزعت هيا يدها من يده مشعل لم يستغرب موقفها.. بل استغرب أصلا أنها سمحت له بمسك يدها طوال هذه الفترة ولم تنتزعها قبلا مشعل لم يعرف بعد مشاعر الأنثى العصية التفسير.. مشاعر التملك فهيا شعرت بالخطر من هذه الحسناء وأرادت أن تثبت لها أن مشعل ملكها.. لها هي فقط لذا تركت يدها له.. فالأنثى تفهم الأنثى.. وعرفت أن حجة الدكتورة واهتمامها بالقضايا العربية ليس أكثر من اهتمام بمشعل شخصيا هذا الشيء قرأته بوضوح في نظرة عيني باتريشيا النظرة التي توجه دعوة مفتوحة فاضحة ربما لم يلحظها مشعل بتدينه وتهذيبه ولكنها لم تفت أنثى مثلها!! فور ركوبهم السيارة.. هيا سألت مشعل بلهجة حاولت أن تكون اعتيادية جدا: من متى تعرف الدكتورة؟؟ مشعل بلهجة اعتيادية فعلا وليس اصطناعا: شفتها عند مشرفي قبل حوالي شهر ولما عرفت إني عربي.. قالت إنها مهتمة بالقضايا العربية واللغة العربية خذت رقم تلفوني..وطلبت مني أجيب لها كتب عربية.. والحين بعد طالبة مني كتب بعد.. هيا بذات اللهجة الاعتيادية المصنوعة: أمممممم بس مهيب صغيرة على أنها دكتورة؟!! مشعل بلهجته الاعتيادية الفعلية: ما اهتميت ولا سألت.. سكتت هيا لأنها لا تستطيع قول المزيد ولا تستطيع تفسير شعور الغضب الغريب الذي اكتسحها ما تعرفه أن مشعل زوجها ولا يرضيها مطلقا أن يكون محط أنظار أي امرأة أخرى هيا كانت غارقة في هذه الأفكار فلم تنتبه إلى أين أخذها مشعل الذي لم يبتعد عن منطقة جورج تاون بل دخل في عمقها حتى توقف عند محل معين يحتل قلب جورج تاون.. هيا انتبهت أن السيارة توقفت.. استغربت مكان توقفها: ليش وقفنا هنا؟ مشعل ابتسم: انزلي وأقول لش داخل هيا دخلت ومشعل يقول لها بعذوبة: هذا أتيليه كارنيس.. أحسن ناس يسوون دبل ألماس في واشنطن.. اختاري على ذوقش اللي تبينه هيا بحرج: مشعل أرجوك لا تحرجني.. مشعل ابتسم: أنا واحد غشيم في ذا السوالف.. أختي موضي هي اللي سألتني أمس لو كنت شريت لش دبلة على الأقل وعلى فكرة ترا من يوم عقد زواجنا في السفارة خذت رقم حسابش منهم وحطيت مهرش فيه قبل أمس..بس ماصارت فرصة أقول لش.. هيا تشعر بحرج شديد: مشعل ليش تسوي كذا؟؟ مشعل بابتسامة: وش سويت؟؟ ليه تبين تتزوجين بدون مهر.. أنتي بنت سلطان بن مشعل.. منتي بأي وحدة... هيا بخجل: بس أنت ماخذتني برضاك عشان تسوي ذا كله.. مشعل بغضب: والله العظيم لو سمعتش تعيدين ذا الكلام مرة ثانية بيكون لي تصرف ثاني معش.. #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء السادس والثلاثون
مضى شهر على الأحداث الأخيرة وأصبحنا في أواخر شهر نوفمبر تبقى حوالي 20 يوم على عودة مشعل للدوحة وحوالي شهر على زواج ناصر وفارس موضي خرجت من المستشفى بعد حوالي أسبوع من حادثتها طابت الكثير من رضوضها بقي فقط الجبس في يدها اليسار المكسورة كسرين أخبروا الجميع أنها سقطت من الدرج بعد طلاق حمد لها وهي تحمل حقيبتها عائدة لبيت أهلها لا أحد يعلم بالحقيقة عدا لطيفة ومشعل وراكان وعبدالله وفارس وأم مشعل ومشاعل التي عرفت لوحدها حتى مشعل أخبروه فقط أنها طُلقت وأخبروه أنها مصابة برضوض بسيطة وكانت موضي هي من اتصلت فيه بنفسها وأبلغته حتى يطمئن حين يسمع صوتها موضي تحاول أن تبين للجميع أنها بخير وتبدي الكثير من المرح لكل من حولها ولكن كسرها الداخلي العميق لم يخفَ على ثلاثة أشخاص لطيفة ومشاعل وفارس موضي كانت مجروحة بعمق.. فحمد حطم روحها وثقتها بنفسها وأنوثتها وإنسانيتها مشعل ولطيفة مازال الحال كما هو عليه يلعبان لعبة الفأر والقط بين كر وفر لا وجود لأي تلامس جسدي بينهما ولا حتى في أدنى حدوده فلطيفة تحاول جاهدة ألا تقترب منه حتى ومشعل يستحيل أن يتنازل ويكون هو من يقترب لا روحيا ولا جسديا معاناتهما تتعمق واشتياق كل منهما للآخر يتجذر ولكن لطيفة مجروحة منه ومشعل يمنعه كبرياءه من الإعتذار ومازالا عاجزين عن التوصل لمنطقة الوسط وخصوصا إن لطيفة مقتنعة أنه سيتزوج ومشعل لا يبذل أي جهد لإلغاء هذه الفكرة من رأسها مشعل وهيا الزوجان الجديدان أو لنقل رفيقا السكن بمصطلح أفضل فهما هكذا رفيقا سكن لطيفان!! مازالا في طور تعرف كل منهما على الآخر فكل منهما يبدو للآخر كلغز عصي على الحل والتفسير فردات فعلهما غير متوقعة وبينهما تدور مشاعر كثيفة غير مفهومة خليط من الاستلطاف والإعجاب والغيرة هيا اكتشفت أنها تغار عليه بجنون من كل النساء وخصوصا من المدعوة باتريشيا في أحيان كثيرة حين يرن هاتفه ويكون غير موجود وتكون باتريشيا هي المتصلة تقوم بمسح الاتصال من القائمة حتى لا يعيد الاتصال بها حين تفعل ذلك تحس بالغرابة (لِمَ أفعل ذلك؟!) ولكنها تعجز عن الإجابة على تساؤلها!! مشعل معجب بها وبعمق.. ولكن يضايقه عنادها غير المفهوم.. ولكنه لا يستطيع أن يقسى عليها اكتشف أنها تعرف الكثير عن عائلته من حكايات والدها ولكن معلوماتها تحتاج فقط لتحديث قام به مشعل وهي الآن في غاية التوتر من لقاء بقية أسرتها بعد أسابيع معدودة رغم أنه انكسر حاجز خوف كبير لأنهم يقومون بمهاتفتها بشكل دائم فارس العاشق المتجبر مازال عاشقا ومتجبرا!! لم يرَ العنود أو يسمع صوتها منذ المرة الأخيرة قبل أكثر من شهر يشعر بشوق قاتل لها رنين صوتها لا يفارق أذنه وملامحها سكنت خياله وحقده لم يتغير عليها!!! العنود تتجهز لعرسها القريب لطيفة غالبا هي المرافقة التي تأخذ العروسين معا العنود ومشاعل وشتان بين حماسة العنود وفتور مشاعل الذي كان يحز في أعماق لطيفة بوحشية فمشاعل مع اقتراب موعد زفافها يزداد توترها وهواجسها وخوفها!!! ناصر الحال كما الحال بين عمله وأهله و تدريبات الفروسية تبلورت فكرة اعتزال السباقات الرسمية في باله ولكن رئيس الفريق يطلب منه تأجيلها قليلا راكان بين عمله والرماية والشطرنج والبطولات والميداليات والحزن المقيم في قلبه دون تفسير!!! مريم الحال كما الحال القلب الحنون الذي يحتضن الجميع النور المطفئ الذي ينير للجميع اهتمامها الأكثر حاليا هو بمشاعل تحاول إزالة الإفكار السلبية من رأسها عن الزواج بشكل عام وعن ناصر بشكل خاص حمد لم يعد من مصر والدته لم تعرف بضربه لموضي تألمت كثيرا للطلاق وتتألم أكثر لغياب حمد والتوأم الثلاثي لاهيات في عوالمهن الخاصة ومدرستهن باكينام بين دراستها وهيا ومقهى جو الوسيم الذي ألمح لها أكثر من مرة أنه يريد مقابلتها بعد عمله لكنها كانت تقطع تلميحه بذكاء فآخر ماتريده هي علاقة من أي نوع مع شخص ليس من مستواها المادي أو الفكري ************************* واشنطن الساعة 9 صباحا يوم الأحد يوم سكون واشنطن الأسبوعي مشعل لم ينم بعد صلاة الفجر وهو يعمل على أطروحته الجو بارد جدا خارجا ولا يفكر أن يخرج من البيت رغم أن سعيد هاتفه الآن و يصر أن يقابله لموضوع مهم كما يقول لذا عرض على سعيد أن يزوره في البيت ويريد أن يخبر هيا حتى لا تخرج من غرفتها ولكنها لم تخرج منها بعد لذا قرر أن يطل عليها رغم أنه محرج من دخوله لغرفتها فهي مطلقا لا توحي له بأي نوع من الترحيب وهو لا يستطيع أن يغامر بإبداء أي محاولة تقرب قد ترد عليها برفض له والرفض سيكون مهينا لكبرياءه لأبعد حد مشعل يطرق باب غرفتها بهدوء لا رد يفتح مشعل الباب بهدوء صدمه بعمق عذوبة منظرها ورقتها وهي نائمة وشعرها الطويل متناثر حولها اقترب قليلا تمنى لو يستطيع لمس خدها.. احتضان شعرها بين أنامله استنشاق عطرها الرقيق تنهد بعمق وهو يبعد أفكاره التي جرحته بعمقها وعنفوانها وهو يتذكر أن سعيد على وصول همس وهو يبتعد قليلا: هيا.. هيا هيا فتحت عينيها ببطء وهي تقول باستغراب: نعم مشعل مشعل بهدوء: سعيد بيجيني الحين.. يقول يبيني ضروري خليش في الغرفة لين يروح هيا وهي تجلس وتلم شعرها وتقول بحرج: إن شاء الله (أكيد شكلي يفشل!!) مشعل خرج ومع خروجه رن جرس الباب ابتسم مشعل (نعنبو هذا شكله كان يكلمني وهو تحت) فتح الباب ورحب بسعيد الذي بدا متوترا على غير العادة جلسا.. شعر مشعل بتغير سعيد قال له بقلق: وش فيك سعيد؟؟ محتاج فلوس يا أخيك ترا الجيب واحد جعلني ماخلا منك سعيد ابتسم رغم توتره: لا جعلني ماخلا منك.. الخير واجد أنا أبي منك شيء أغلى من الفلوس إلا لو أنا ما أستاهل مشعل ابتسم: أفا عليك.. العين ترخص لك سعيد تشجع: أنا كنت أكلم هلي قبل ساعة.. والوالدة قالت لي إن أختك تطلقت.. لا تستعجل وتعصب علي خلني أكمل أنا ما أبي حد يسبقني لأنه واجد يبون آل مشعل يكونون خوال عيالهم.. أنت عارف أن ذا الفصل آخر فصل لي وراجع عقب شهرين للدوحة نهائي بتكون هي خلصت عدتها.... تزوجوني؟؟؟ ************************ ذات اليوم يوم الأحد الساعة 12 ليلا بيت عبدالله بن مشعل غرفة موضي مشاعل وموضي ساهرتان موضي تسند ظهرها لرأس السرير ويدها المجبرة جوارها بعد أن وضع لها الطبيب مؤخرا جبيرة خفيفة ومشاعل تضع رأسها على على فخذ موضي وموضي تداعب شعرها بيدها السليمة وتقول وهي تبتسم: ياحظه ناصر بذا الشعر بس بيقول خليني ألعب فيه.. ملمسه يونس ماشاء الله توترت مشاعل من مجرد تفكيرها بلمس ناصر لشعرها ولكنها لم ترد أن تشغل موضي بتوترها ومخاوفها فما في موضي يكفيها.. لذا حاولت أن ترد بمرح: والله شعرش هو اللي ماعليه زود بس طايل واجد ويبي ترتيب.. منتي بناوية تعدلين قصته؟؟ موضي ابتسمت ابتسامة باهتة: مالي نفس أقصه.. خليه.. لويش أقصه؟؟ مشاعل بنعومة: تقصينه عشان نفسش ونفسيتش.. شوفي لطيفة ماشاء الله عليها مع إنشغالها بعيالها ودراستها إلا أنها مهتمة بنفسها وأنتي أصلا كنتي أكثر وحدة تحب تكشخ فينا.. موضي بنفس الابتسامة الباهتة: لطيفة حلوة يحق لها تتعدل.. بس وحدة مثلي ليش تتعدل.. ثم أكملت بغصة كأنها تحادث روحها: تدرين إن حمد كان دايما يعايرني بلطيفة يقول ماحد حظيظ غير مشعل.. خذ المزيونة اللي تجيب عيال مشاعل قامت عن فخذ موضي وهي تهتف بانفعال: أنتي ماعليش قاصر لا تخلين حمد الحيوان يهز ثقتش بنفسش ماشاء عليش موضي أنتي الواحد مايشبع من شوفة وجهش مابعد شفت حد فيه ملح وجاذبية مثلش.. موضي تقرص خد مشاعل وتقول بحنان: شكرا على المجاملة ماي ليتل سيستر ************************ المقهى بالقرب من جورج تاون اليوم الأحد فلايوجد طلاب وعدد الرواد قليل باكينام تجلس وهي تضع دفترها على الطاولة كانت تريد أن تتناول إفطارها ثم تتوجه لزيارة هيا جاءها جو .. فكل العاملين أصبحوا يعرفون أنها لا تريد أن يخدمها سواه وجو يريد أن يكون الوحيد الذي يكلمها اقترب جو بابتسامته المعتادة: صباح الخير آنسة باكي.. وهو يصب لها بعض الماء في الكأس الخالي أمامها باكي ترد ابتسامته بابتسامة شديدة العذوبة: صباح الخير جو.. كيف أخبار مدرستك.. إذا كنت تحتاج مساعدة أنا مستعدة؟؟ ابتسم جو : أي مساعدة؟؟ باكينام بمرح: في المدرسة.. ضحك جو ضحكة قصيرة: قد أسألك أنا إن كنتي أنتي تحتاجين للمساعدة في المدرسة.. ضحكت باكينام: ولكني ماجستير ولست في مدرسة وأنت تعلم.. ابتسم لها جو ابتسامة لم تخلُ من سخرية: آنسة باكي هنا في اللهجة الأمريكية حتى الجامعة تُسمى مدرسة وبما أنك طالبة ماجستير.. وأنا طالب دكتوراة.. فربما كنتِ أنتِ من تحتاجين مساعدة؟؟ وقتها كانت باكينام تشرب من كأس الماء الذي صبه جو لها شرقت وكحت وكلماتها تخرج متناثرة من الحرج وهي تشعر أنها خُدعت واُستهين بذكائها وأنها بدت بمنظر الغبية الأمر الذي أغضبها كثيراً : دكـ ـتـ و ر اة؟؟ جو ارتعب وهو يميل عليها ويحاول أن يمسح وجهها بالمناديل الورقية ويقول بقلق: سلامتك..سلامتك.. خدي نفس.. خدي نفس (كان يقولها باللهجة المصرية القاهرية الصميمة!!!) *************************** ذات الليلة بيت مشعل بن محمد الساعة 10 مساء لطيفة تدرس بعد أن نام أطفالها وفي ذات الوقت تترقب عودة مشعل الذي لم يعد يتأخر مطلقا في العودة عدا نهاية الأسبوع لأنه يسهر في المجلس ما أن تسمع صوت فتحه لباب الغرفة الرئيسي حتى تمثل الاستغراق الكامل في الدراسة رغم التوتر غير المفهوم الذي يجتاحها فهي تشعر أن الوضع الساكن بينهما أصبح هشا جدا وعلى وشك الإنفجار.. وهي تكاد تموت رعبا من هذا الانفجار!! الذي تخشى أن يكون إعلانه لقرب موعد زواجه فهي الآن مكتفية بمجرد قربه حتى لو كان متباعدا ويستنزفها شوقها إليه يكفيها أنها بقربها ولها وحدها وينام قريبا منها كل ليلة أصبحت الساعة 11 ولم يعد الـ12 ولم يعد شعرت أن أعصابها تذوب توترا وقلقا لم تعد تستطيع الجلوس على مكتبها أخذت تدور في غرفتها كالاعصار (إش فيه تأخر؟؟ يالله سترك.. يالله سترك) حوالي الساعة 12 ونصف رن هاتفها الذي لم يفارق يدها من قلقها ردت فورا بلهفة رغم أنها حاولت تغليفها بالبرود لكنها فشلت: مشعل عسى ماشر.. وش فيك تأخرت؟؟ مشعل بتعب: لطيفة وسعي درب لراكان بيجيبني لغرفتي الحين #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء السابع والثلاثون واشنطن الساعة 9 وربع صباحا شقة مشعل سعيد يقول لمشعل بتوتر: أنا كنت أكلم هلي قبل ساعة.. والوالدة قالت لي إن أختك تطلقت.. لا تستعجل وتعصب علي خلني أكمل أنا ما أبي حد يسبقني لأنه واجد يبون آل مشعل يكونون خوال عيالهم.. أنت عارف أن ذا الفصل آخر فصل لي وراجع عقب شهرين للدوحة نهائي بتكون هي خلصت عدتها.... تزوجوني؟؟؟ مشعل تنهد بعمق ثم قال بهدوء: بس أختي اللي تقصد أكبر منك بشهور (سعيد طالب ماجستير في آواخر ال25) سعيد تشجع أكثر: لو هي أكبر مني بسنين بعد أبيها وأشلون والفرق شهور بس أنا أشتري نسبكم مشعل بهدوء: ماتشوف إنك مستعجل أختي توها تطلقت من شهر وباقي لها شهرين إذا رجعت الدوحة يصير خير سعيد برجاء حاد: أنا دريت إنها تطلقت نهائي يعني دام رجّالها مهوب مرجعها أتمنى إني أكون المقدم على أي حد مشعل بحرج: أنا ما أقدر أوعدك.. لأنه إحنا مانقدر نجبرها على شيء سعيد برجاء عميق: تكفى مشعل أنا شاري نسبكم وأبيك أنت تصير خال عيالي والله العظيم أن أحطها في عيوني وفوق رأسي ما أبي منك وعد.. أبي بس أحط عندك خبر أني أبيها قبل ماحد يتكلم عليها أنا أبي نسبكم من زمان بس كنت عارف إن خواتك كلهم اللي متزوجة واللي متملكة ويمكن الله كاتب أختك ذي من نصيبي *********************** غرفة لطيفة حوالي الساعة 12 ونصف رن هاتف لطيفة الذي لم يفارق يدها من قلقها ردت فورا بلهفة رغم أنها حاولت تغليفها بالبرود لكنها فشلت: مشعل عسى ماشر.. وش فيك تأخرت؟؟ مشعل بتعب: لطيفة وسعي درب لراكان بيجيبني لغرفتي الحين لطيفة برعب: مشعل اشفيك؟؟ كان راكان هو من رد عليها وهو يقول بمرح: يا أم محمد وسعوا لي درب.. رجالش الدب كسر كتفي لطيفة ارتعبت وهي تلبس بسرعة عباءة مغلقة فوق بيجامتها وترتدي شيلتها ونقابها بسرعة وقتها كان راكان وصل لباب غرفتهما وهي تفتح الباب ويدخل وهو يسند مشعل شعرت لطيفة بريقها يجف وقلبها ينزل في قدميها ولكنها اعتصمت بقوتها الظاهرية وهي تفسح لراكان الطريق حتى أوصله راكان للسرير حينها رأت ظهر مشعل وكادت تنهار.. وهي ترى ثوبه ممزقا من الخلف وملطخ بالدم وخلف تمزيقات الثوب يظهر الكثير من طيات الشاش الأبيض لطيفة حاولت أن تسأل راكان بهدوء مصطنع: وش فيه أبو محمد..؟؟ راكان وهو يمدد مشعل على بطنه: الحمدلله على سلامته يا أم محمد رجالش قطوة بسبع أرواح.. الليلة كان يعاين مشروع وطاح خشب من فوق عليه بس الحمدلله مالمس إلا طرف ظهره وهو نازل تسلخ شوي.. بس الحمدلله إنها جات على كذا راكان مد كيس كان في يده: هذي غياراته والمطهر لأنه احتمال يحتاج تغيير الشاش في الليل لو نزفت جروحه لو ما أحتاج.. بكرة الصبح أنا بأجيه أوديه يغيرون عليه لطيفة كانت تسمع كلمة .. وكلمة تعجز عن استيعابها فبالها كله كان مع مشعل الذي لا ترى سوى ظهره ولم ينطق بكلمة منذ وصوله استاذن راكان وغادر لطيفة بقيت لدقيقة واقفة عاجزة عن احتمال انفعالها ثم ابتلعت ريقها: الحمد لله على سلامتك يا مشعل ما تشوف شر.. صوته الهادئ جاءها مكتوما قليلا لأن وجهه ناحية المخدة: الشر مايجيش.. بسيطة يا أم محمد أصلا حتى روحة المستشفى مالها داعي بس راكان لزم.. لطيفة خلعت عباءتها ثم اقتربت منه وهمست: مشعل خلني أبدل لك ملابسك مشعل بهدوءه المعتاد: لا..تعبان أبي أنام.. عادي أنام هنا الليلة؟؟ أو أقوم لفراشي؟؟ (تدري إنك سخيف وبارد وماعندك مشاعر!!) ولكنها ردت عليه: أكيد تقدر تنام.. وأنا قريبة منك إذا بغيت شيء نادني.. مشعل نام بعد دقائق من شدة تعبه ولكن لطيفة لم تستطع النوم وهي تتمدد على الأريكة وتطل عليه كل 5 دقائق حينما أصبحت الساعة الثانية والنصف بدأ مشعل يئن بشكل مؤلم لطيفة انتفضت بعنف وهي تقفز وتتوجه له *********************** واشنطن المقهى الساعة 9 ونصف صباحا ابتسم جو لبكينام ابتسامة لم تخلُ من سخرية: آنسة باكي هنا في اللهجة الأمريكية حتى الجامعة تُسمى مدرسة وبما أنك طالبة ماجستير.. وأنا طالب دكتوراة.. فربما كنتِ أنتِ من تحتاجين مساعدة؟؟ وقتها كانت باكينام تشرب من كأس الماء الذي صبه جو لها شرقت وكحت وكلماتها تخرج متناثرة من الحرج وهي تشعر أنها خُدعت واُستهين بذكائها وأنها بدت بمنظر الغبية الأمر الذي أغضبها كثيراً : دكـ ـتـ و ر اة؟؟ جو ارتعب وهو يميل عليها ويحاول أن يمسح وجهها بالمناديل الورقية ويقول بقلق: سلامتك..سلامتك.. خدي نفس.. خدي نفس (كان يقولها باللهجة المصرية القاهرية الصميمة) حينها قفزت باكينام وهي تقول بغضب كاسح باللهجة المصرية: ومصري كمان؟!! لكده وكفايه.. يعني كل ده بتستغفلني.. بتستغفلني.. واسمك جو كمان والا دي استغفلتني فيها كمان جو بحرج حاول تغليفه بالثقة: اسمي يوسف.. وانتي عارفة انه يوسف بنقول له جوزيف جو.. وبعدين أنا لا استغفلتك ولا حاجة.. أنتي اللي كدبتي الكدبه وصدقتيها وكل مائلت لك نتئابل اشرح لك.. انتي بتتهربي.. باكينام لم ترد عليه ووجهها يحمر من الحرج والغضب وتغادر بسرعة وتنسى دفترها على الطاولة الدفتر الذي تناوله يوسف وهو يشعر بالألم من الموقف غير المتوقع ************************* شقة مشعل بن عبدالله الساعة 9 ونصف بعد مغادرة سعيد وخطبته الغريبة التي أثارت حرج مشعل واستغرابه عاد ليطل على هيا التي كانت نهضت من نومها واغتسلت وبدلت ملابسها وهاهي تمشط شعرها أمام المرآة كانت تمشطه وهي واقفة حتى تستطيع التحكم فيه مشعل بهدوء: خلاص سعيد راح هيا بنفس هدوءه: غريبة جاي هالحزة؟؟ مشعل ابتسم: جاي يخطب موضي ابتسمت هيا: ماشاء الله عليها موضي.. مابعد خلصت العدة ويجيها خطّاب لهالدرجة مزيونة؟؟ ضحك مشعل: موضي أملح خواتي.. ولطيفة أحلاهم.. ومشاعل أرقهم ضحكت هيا: يعني لكل وحدة ميزة ابتسم مشعل: تقدرين تقولين كذا!! ولا تنسين ريم فديتها أشطنهم.. وقتها هيا كانت أنهت تمشيط شعرها وتريد رفعه.. فوجئت بمشعل يقترب منها يمسك بيدها اللي كانت تلف شعرها ويقول بنبرة خاصة: خليه ارتعشت هيا بعنف.. وهي تشعر بملمس يده على معصمها كسعير نار لاهبة كان بود هيا أن تسأله (وليش أخليه؟) لكنها شعرت أن ريقها جاف جدا والكلمات تقف في بلعومها أعاد مشعل كلمته وهو يفلت يدها ويقول بذات النبرة الخاصة: خليه ليش دايما رافعته؟؟ أنهى جملته وخرج لأنه شعر أن طاقة تحمله على وشك الانهيار النهائي فهو مهما يكن رجل.. وهي زوجته وأمامه وهذا الشعر وهذه الرقة يفتنانه حتى الثمالة خرج ليترك هيا مبعثرة المشاعر خلفه!! ********************** عودة لغرفة لطيفة الساعة 2 ونصف قبل الفجر لطيفة قفزت وهي تسمع مشعل يئن بألم اقتربت منه وهي تشعل الأباجورة جواره لترتعب من مظهر ظهره فالشاش غارق بالدم لطيفة جلست جواره وهي تهزه بلطف وتهمس بحنان: مشعل مشعل مشعل رد عليها بهدوء وهو يحاول أن يكتم إحساسه بالألم ويلتفت ناحيتها: نعم لطيفة لطيفة برعب: لا تتحرك خلك على بطنك.. ثم أكملت بانفعال: الشاش غرقان دم.. خلني أغيره.. مشعل برفض: لا لطيفة لا.. لطيفة باستغراب عميق وألم أعمق: ليش مشعل؟ لهالدرجة ما تبيني أقرب منك؟؟ مشعل بهدوء: لطيفة الله يهداش أنتي وين راحت أفكارش أنا حانّش بس.. (حانش = رأفة بكِ) لطيفة باستغراب: تحني من ويش؟؟ كله شوي شاش بأغيره عقب ما انظف الجرح مشعل بذات هدوءه وهو متمدد على بطنه: وبتستحملين منظره.. ترى ظهري كله منسلخ!! لطيفة لم ترد عليه وهي تقرب المقص وتقص ثوبه أولا ثم تقص الشاش بخفة وتبدأ بفكه لتنفجع من شكل التسلخات العميقة النازفة شعرت أن عبراتها تقفز لبلعومها وعيناها تمتلئان بالدموع غصبا عنها بدأت بالتنظيف شعرت بألم عميق يمزق روحها لأول مرة تلمس جسده منذ شهرين ويكون بهذه الحال يغتالها انفعالها بآلمه.. تكاد تشعر أن جروحه تنزف في جسدها هي أنهت التنظيف وهي تعرف أنه يكتم إحساسه بالألم شعرت أن شهقاته التي يكتمها كسكاكين حامية تنغرز في روحها وجسدها كانت تعرف أنه يتألم كثيرا كلما مسحت الجروح بالمطهر ارتعش جسده دون أن يبدي أي صوت ومع كل ارتعاشة كانت هي تشهق في داخلها وتبدأ دموعها بالإنهمار وكأنها تتألم نيابة عنه ثم بدأت تغطي جروحه بالشاش بعناية حين أنهت مهتمها كانت قد وصلت قمة انهيارها العاطفي لم تعد تحتمل فمالت على أذنه وارتعش مشعل وهو يحس بأنفاسها قريبة منه هذا القرب همست في أذنه بصوتها الباكي المرتعش: ليته فيني ولا فيك ثم نقلت شفتيها لكتفه العاري وهي تقبله بحنان ارتعش مشعل في داخله شعر أن انفعاله أكبر من أي كلمات همساتها الناعمة في أذنه ثم ملمس شفتيها العذبتين على كتفه كان أعذب من كل أحلامه كان مشعل أشبه كما يكون بصحراء قاحلة فوجئت بانفتاح السماء عليها بأمطار غزيرة فتحتاج هذه الصحراء بعض وقت لامتصاص المياه ولتزهر بعد جدب.. ولكن لطيفة المحرجة كانت تنتظر منه ردة فعل ما ردة فعل على مشاعرها ناحيته مجرد كلمة ما كانت ستكفيها لكن مشعل مازال انفعاله العميق يهزه.. شعرت لطيفة بألم كبير وهي تشعر بإهانة حادة قاسية (للمرة الثانية أكون غبية.. غبية المفروض أني حفظت درسي من أول مرة أبعثر مشاعري قدامه وأنا عارفة إنه مشاعره مع وحدة غيري) قفزت لطيفة للحمام لتغلق على نفسها وتنخرط في بكاء حاد في الوقت الذي التفت فيه مشعل لها ليقول لها: لطيفة حبيبتي ليجد مكانها خاليا..!! ************************* شقة مشعل بن عبدالله الساعة 10 إلا ربع صباحا بعد الموقف بين مشعل وهيا مشعل خرج للصالة ليشاهد الأخبار في محاولة للسيطرة على انفعاله في الوقت الذي كانت فيه هيا تعاني انفعالا أكبر مازالت في غرفتها رن جرس الباب فوجئ مشعل بباكينام عند الباب ووجهها غارق في الدموع وهي تقول بحرج وعيناها في الأرض: دكتور مشعل ممكن أدخل عند هيا.. #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الثامن والثلاثون
غرفة مشعل ولطيفة الساعة 3 إلا ربع مشعل تحامل على نفسه ونهض ليقترب من باب الحمام نحره صوت شهقاتها المكتومة القادمة من داخل الحمام شعر بألم عميق حاد وكم هو قاسٍ هذا الألم على رجلٍ متخمٍ بالكبرياء مثله!! لم يعرف كيف يتصرف ممزق بين مشاعره العميقة وكبرياءه الثمين عاد ليجلس على السرير ووجهه لباب الحمام استغرقت لطيفة عشر دقائق لتخرج وهي تحاول التجلد فألمها كان عميقا متوحشا غائرا في أعماقها هذه المرة ألمها كان أقوى وأحد وأقسى فكل ما تبقى لديها من الأمل تبخر فمشعل في ظنها عاجز عن مبادلتها أدنى شعور كان إحساسها مرا جارحا ومهينا شعور مؤلم لا حدود لألمه الممتد في كل شريان من شرايينها كانت تنزف ألما ويأسا ومرارة!! فور خروجها.. همس مشعل بهدوء: لطيفة لطيفة قاطعته ببرود وثقة: أرجوك مشعل لا تقول شيء أي شيء بتقوله بيحرجني زيادة اعتبرني ما قلت شيء وانت ماسمعت شيء مشعل بذات هدوءه العميق: بس لطيفة.... قاطعته لطيفة (لا تريد أن تسمع.. لا تريد أن تسمع كانت تظن أنه سيخبرها عن سبب عدم قدرته على مبادلتها مشاعرها وشعرت أن مصارحة كهذه ستكون قاسية جدا على مشاعرها وكرامتها): خلاص مشعل أرجوك لو لي أي احترام عندك.. ما أبي اسمع شيء صمت مشعل.. فكبرياءه لا يحتمل أكثر من هذا!! فهو حاول أن يفسر .. يشرح.. يعترف يعترف الاعتراف الذي انتظرته لطيفة 13 عاما ولكنها لم تمنحه الفرصة وهو يستحيل أن يستجدي الفرصة منها!! تركها تتوجه لأريكتها وهو تمدد على السرير ولم ينم أي منهما!! ********************** غرفة هيا الساعة 10 وربع صباحا مازالت باكينام تبكي وهي تهتف بانفعال: أنا غبية غبية أنا ينضحك عليا كده وبالطريئة دي أكيد هو كان طول الوئت بيضحك عليا وأنا عاملة زي مراهقات المدارس هيا بمساندة وهي تحتضن يد باكينام: باكي حبيبتي تراج مزودتها مافيه شيء يستاهل الولد ما غلط بشيء.. وحتى لو أنتي شايفته غلطان خلاص السالفة كلها إنه أنتي خلاص ماتروحين هناك وبس باكينام مازالت تبكي: يعني أنتي شايفة أنه ماخلانيش مسخرة دا أنا كنت بأتغزل فيه بالمصري وهو ساكت ابتسمت هيا: وحد قال لج تغازلينه؟!! باكينام ابتسمت وهي تدعك أنفها المحمر: أهو عبط وخلاص.. وهو يخرب بيته كان شكله وزوئه ينطء الحجر هيا ضحكت: زين ابتسمتي.. فكيها يمكن ربي بعث لج هالمصري عشان ينتقم لكل المصريين اللي لوعتي قلوبهم باكينام بعمق: بس هو جرحني بجد يا هيا.. يعني أنا كنت باقول له أنت مكسيكي.. وكان بيسكت.. ليه ما ئاليش إنو مصري.. ليه يجرحني كده؟!! هيا بنبرة خاصة: ما نحس بالجرح إلا من الناس اللي نحمل لهم مشاعر خاصة باكينام وقفت وهي ترتعش: إيه مشاعر خاصة دي أنا أخرتها هأبص لجرسون لا راح ولا جا بعد ولاد الوزراء والسفراء اللي ماحدش منهم ملا عيني ابتسمت هيا: جرسون بس طالب دكتوراه.. باكينام باستنكار: حتى ولو.. جرسون حافي مش لائي ياكل.. ********************** اليوم التالي غرفة لطيفة لطيفة نائمة نامت بعد ذهاب أولادها للمدرسة وبعد مجيء راكان وأخذه لمشعل فهي لم تنم مطلقا من البارحة تركت لطيفة هاتفها بجوارها ونبهت تلفونها على صلاة الظهر رن جرسها صلت الظهر ومشعل لم يعد بعد بعد الصلاة عاد مشعل وشكله متعب أكثر كان راكان من أدخله ثم همس لطيفة بصوت منخفض: جروحه ملتهبة الدكتور كان يبي ينومه في المستشفى بس هو مارضى انتبهي له.. تلفوني جنبي.. لو تعب عليش أي وقت دقي علي وهذي أدويته.. أهم شيء المضاد الحيوي الحين تحاول لطيفة تنحية شعورها العميق بالألم ولكنها عاجزة فكل مافيها ينطق بالألم شرايينها تصرخ ألما له ومن أجله (هذا مشعل مهما كابرت.. مشعل مهما دسيت مشاعري.. مشعل حتى لو هو ماعرف.. يظل مشعل مشعل اللي أتنفسه مشعل اللي يمشي في عروقي بدل الدم ليش ماقدرت تحبني يا مشعل ليش؟!! يعني كل ذا الحب اللي أحبك ماحرك شيء في مشاعرك!!) لطيفة هزت رأسها لتنفض أفكارها خلعت عباءتها واقتربت من مشعل الذي كان ينام على بطنه همست: مشعل أجيب لك شيء؟؟ مشعل على الجبهة الأخرى اجتمعت عليه كل الآلام الروحية والجسدية همس بهدوء: لا شكرا لطيفة بذات الهمس: أشلون يعني؟؟ منت بمتغدي؟؟ مشعل بذات هدوءه: والله ماني بمشتهي كثيرٌ عليهما كل هذا الألم يتمدد هو السرير وتجلس هي إلى جواره قريبان بعيدان متألمان يدور حولهما إعصار من المشاعر الكثيفة العميقة ينتظر لحظة الإطلاق لحظة الإطلاق التي يبدو أنها أضاعت الطريق في ضبابية الكبرياء ********************** خبر إصابة مشعل انتشر والكل بدأ بزيارته أولهم والده وعمه وجدته بيت عبدالله بن مشعل بعد صلاة العصر موضي تتصل بفارس فارس يبتسم: من وين الشمس شارقة؟؟ الشيخة موضي متصلة تدرين كان من المفروض مخلين حمد يطلقش من زمان عشان تكلميني كل يوم موضي تألمت من ذكر حمد الذي أعاد لها الذكريات المرة لكنها ضحكت وهي تقول: يا ملغك بس هم المزايين كلهم مليغين وإلا أنت بس؟؟ فارس ينهرها: مويضي.. موضي تبتسم: قول مويضي على كيفك المهم منت بعندي تزنطني فارس ضحك: لو أني مني برايح لمشعل الحين كان مريتش وزنطنش موضي قفزت في بالها فكرة شيطانية: لا تروح لمشعل الحين روح له عقب المغرب فارس باستغراب: وليش بعد المغرب؟؟ موضي بخبث: حبيبة القلب بتكون هناك عقب المغرب لأنها عندها محاضرات بترجع منها لبيت مشعل هي قالت لي قبل شوي في التلفون فارس شعر أن قلبه يغوص بين قدميه ومجرد ذكرها بعث قشعريرة انفعال هزت جسده ولكنه رد ببرود: وخير يا طير موضي وهي تصطنع لهجة عدم اهتمام: صح خير ياطير كنت بأخليك تشوفها بس هذه المرة شعر فارس أن قلبه انتزع من مكانه بقوة قاهرة ولكنه رد بذات بروده: أنتي نصابة أشلون أشوفها وبيت مشعل الحين مليان ناس أمه وأخته مريم.. حتى أمي راحت لهم واكيد أمش بعد موضي تضحك: اعترف أول أنك أنت اللي تبي تشوفها وعقب خلها على قدرات أختك الذهبية فارس لا يريد أن يراها فقط بل سيجن ليراها.. ولكنه ليس هو من يتنازل لذا رد بكل بروده وثقته الشهيرة: والله بتخليني أشوفها بدون ما تحرجيني بخبالش زين على زين بتكثرين علي البربرة اقلبي وجهش المغبر موضي تضحك: يمه منك أدري أنك مستحيل تقول لي لو سمحتي يا أختي خليني أشوف عنودتي لأني من يوم شفتها المرة اللي فاتت وأنا ما أمسي الليل بس أختك قلبها طيب.. يا الله موب لازم أني أنا أنبسط يوم تترجاني شوي المهم أنت تنبسط والله يعطيني على قد نيتي خلاص أنت تعال بعد المغرب.. وخل الباقي علي.. ************************** شقة مشعل بن عبدالله بعد العشاء كانت هيا ترفع صحون العشاء عن الطاولة ومشعل يشرب شايا أمام التلفاز رن هاتفه ألتقطه بهدوء ورد بهدوء: أهلا دكتورة باتريشيا هيا ارتعشت يدها وسقط الصحن من يدها على الطاولة ليحدث دويا بسيطا ولكن دون أن ينكسر لأن المسافة كانت قريبة.. لكن الصوت كان كافيا لجلب انتباه مشعل الذي هتف بهدوء: لا بأس دكتورة باتريشيا سأحاول الحضور إن استطعت ثم أغلق الهاتف وتوجه لهيا وقال لها بهدوء: سلامات.. فيش شيء؟؟ هيا لم ترد على سؤاله ولكنها قالت بغضب مكتوم: وش تبي باتريشيا هانم؟ مشعل بهدوء: عندها بكرة ندوة.. تعزمني عليها هيا بذات الغضب المكتوم: وبتروح؟؟ مشعل بهدوء: ما أدري ما بعد قررت.. هيا وهي تصر على أسنانها: لا تروح مشعل بحدة: نعم؟؟ هيا بحدة مشابهة: أقول لا تروح.. مشعل بغضب: أنتي تامريني أنا.. هيا بغضب أكبر: اعتبره مثل ما تبي مشعل بغضب ناري: يظهر إنش فهمتي حلمي عليش ومراعاتي لش غلط وخلتش تبين تحطين رأسش برأسي أعتقد إني الرجّال هنا.. فاحفظي حدودش وإعرفي أشلون تحشمين رجالش هيا لم ترد عليه وهي تتوجه لغرفتها وتغلق بابها عليها بصوت مدوٍ كان بود مشعل أن يتوجه خلفها لأنه لم ينهِ كلامه معها بعد فهذه ليست المرة الألى التي تحتد فيها حين تكلمه باتريشيا بالذات ولكن حدتها وقلة أدبها –كما يرى- تجاوزت الحد هذه المرة لذا تحتاج لمن يوقفها عند حدها عاجز عن تفهمها وتفهم تصرفاتها الغريبة وأتعبته محاولة الفهم لذا قرر أن يتصل بإحدى شقيقاته ويسألها فالأنثى أكثر فهما للأنثى مبدئيا كان يريد الاتصال بلطيفة فهو يثق في بعد نظرها كثيرا ولكنه يعلم أن مشعل مريض –كما أخبروه- لذا لابد أنها مشغولة معه لذا قرر الاتصال بموضي موضي التقطت الهاتف بلهفة: هلا والله بقلب أخته هلا برجّال هيونه مشعل ابتسم: هلا والله بالغالية.. ورجال هيونه يبي استشارة نسوية عشان هيونه حيرته موضي تبتسم: حاضرين.. وبدون ما تقول: الاستشارة بيني وبينك بس مهوب تنسى أتعابي.. مشعل ابتسم: فديت اللي فاهمني يا ناس مشعل حكى لموضي كل شيء وكان رد موضي عليه إنها استغرقت في ضحك عميق ثم حاولت التماسك وهي تقول: وحضرة الدكتورة باتريشيا مزيونة؟؟ مشعل يضحك من ضحكها: بصراحة ما اهتميت.. بس إيه مزيونة موضي مازالت تضحك: مزيونة شوي وإلا واجد؟؟ مشعل يبتسم: فوق الواجد بواجد.. موضي لا تستطيع مسك نفسها من الضحك: قول كذا يا ابن الحلال!! مشعل مبتسم: خلصيني يا بنت الحلال.. والله إني عجزت أفهم ليه تركبها العفاريت عند طاري ذا الدكتورة موضي بحنان: ولو أنك أنت اخي الكبير وبتصير دكتور بعد كم شهر.. بس بريء الله يرج عدوينك مرتك غيرانة عليك.. زين إنها مافقعت من الغيرة لحد الحين وأنت ولا مهتم ولا داري مشعل باستغراب: هيا غيرانة علي أنا؟!! موضي برقة: لا غيرانة على ولد الجيران.. حرام عليك مشعل.. راعي مشاعرها شوي إذا هي ما تكلمت.. المفروض أنت تفهم من تلميحاتها لك المسكينة ترا فاض بها زين ما ثارت عليك من زمان.. وإذا تبي نصيحتي بلاها سالفة ذا الدكتورة.. مافيه داعي تجرح زوجتك من أولها مشعل أغلق من موضي وهو يشعر أن غشاوة أُزيلت عن ناظريه شعر أن كثيرا من تصرفات هيا غير المبررة بدت له الآن مفهومة ولكنه يعرف أن الغيرة دليل حب فهل يعقل أنها .......؟؟ مشعل تنهد وتوجه لغرفة هيا فتح الباب ليجدها منكبة على سريرها وتبكي فُجع لم يتوقع أن تكون ردة فعلها هكذا!! اقترب منها بهدوء #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء التاسع والثلاثون
شقة مشعل بن عبدالله مشعل أغلق من موضي وهو يشعر أن غشاوة أُزيلت عن ناظريه شعر أن كثيرا من تصرفات هيا غير المبررة بدت له الآن مفهومة ولكنه يعرف أن الغيرة دليل حب فهل يعقل أنها .......؟؟ مشعل تنهد وتوجه لغرفة هيا فتح الباب ليجدها منكبة على سريرها وتبكي فُجع لم يتوقع أن تكون ردة فعلها هكذا!! اقترب منها بهدوء همس: هيا.. هيا شعرت هيا بحرج شديد.. وهي تراه أمامه وتشعر أنها عارية أمامه بدموعها وضعفها لذا كانت ردة فعلها أنها صرخت به وهي تحاول إخفاء دموعها والتسلح بالقوة: اطلع من غرفتي أظني احنا متفقين إنه لكل واحد غرفته ومالك حق تدخل غرفتي بدون استئذان.. مشعل شعر بالغضب فعلا من أسلوبها المستفز، وهو من كان قادم لاسترضائها: وأنا أظني إن هذا مهوب أسلوب تكلمين فيه رجّالش إذا أنا مستحملش واحترمش مهوب تستغلين ذا الشيء وتستغلين صبري عليش هيا قفزت وهي تقول بغضب مر: إيه قول كذا قول إنك مستحملني لأنه أمي فرضتني عليك وإلا لو عليك كان رميتيني من زمان مثل ما جدك رمى أبي مشعل بغضب: أنتي ما تنسين الحقد اللي قي قلبش؟؟ هيا بغضب أكبر: أنا غلطانة يوم حاولت أنساه غضب هيا وغيرتها جعلتها تدخل القضايا في بعضها وهي تكيل العبارات القاسية لمشعل تراكمات حقدها ومشاعرها الكثيفة وحزنها وحبها الوليد لمشعل الحب الذي تحاول إنكاره والذي اكتشفت أنه بدأ يتعمق في روحها وأن مشعل لابد اكتشف ذلك من غيرتها غير المبررة مشعل يتنهد بعمق وهو يحاول ألا ينفجر فيها فهي مهما كان أنثى ضعيفة لا ملجأ تلجأ له في هذه الغربة سواه ولا يمكن أن يكون مصدر الحماية لها هو ذاته من يجرحها لذا قال بغضب مكتوم: تدرين الحكي معش ضايع أنا ماراح أرادش في الحكي وباشتري رأسي لأنه أنا مهوب ناقص حنة.. قال جملته وخرج وفي الوقت الذي كانت هيا تصرخ خلفه: إيه كلامي ثقيل على قلبك بس كلام غيري عسل.. ************************** بيت مشعل بن محمد بعد صلاة المغرب مشعل مازال في المسجد فهو رغم تعبه إلا أنه كان يصر على الصلاة في المسجد في مجلس الحريم كانت نساء عائلة ال مشعل أم محمد وأمهات مشعل وأم فارس ولطيفة وموضي ومريم مشاعل في البيت رفضت المجيء والعنود في طريق العودة من الجامعة بعد أن ذهبت سائقة مريم لإحضارها بعد دقائق اتصل مشعل بلطيفة يخبرها أنه وصل هو وراكان ويريدان السلام على جدتهما جميع من في المجلس أضفين عباءاتهن ونقاباتهن عليهن عدا مريم دخل مشعل وراكان يسنده سلموا على جدتهما وأمهما ومريم وألقوا التحية على الباقين وجلسا في الزاوية.. مشعل وجه خطابه بهدوء لموضي: بنت عبدالله.. أشلون يدش الحين؟؟ موضي بهدوء وهي تضفي عباءتها على يديها رغم أنه لا يظهر منها شيء بتاتا: الحمدلله طال عمرك.. أنت اللي أشلونك؟؟ ومعافى من الشر مشعل بهدوء: طيب طاب حالش.. ثم أشار لراكان أن يأخذه للأعلى راكان وقتها كان مستغربا كيف تحولت مشاعره فعلا قبل زواج موضي كان مجرد ذكر موضي يحرك زلازل مشاعره وفيضاناتها الآن هي متواجدة معه في ذات المكان ولا يشعر بأي شيء مطلقا وجودها كعدمه.. سخر بمرارة من نفسه (الله يرحمه قلبي كان قلب حنون ومتدفق عظم الله أجرك يا راكان في قلبك!!) راكان خرج بمشعل لغرفته في الوقت الذي لطيفة همست لموضي أن تتولى مهمة صب القهوة حتى ترى مشعل وتعود موضي بمرح: أشلون أصب؟؟ بيد وحدة؟!! لطيفة غير قابلة للمرح قالت بهدوء: صرفي روحش أو ادعي حد من الخدامات وقتها رن هاتف موضي كان فارس المتصل.. موضي همست له: شوي لا تجي الحين راكان أوصل مشعل وغادر في الوقت الذي صعدت فيه لطيفة لمشعل الممدد على سريره لطيفة همست له: مشعل تبي شيء؟؟ مشعل بهدوء: جيبي لي جود.. وأنتي روحي لضيوفش لا تهتمين مني.. (كيف لا أهتم؟؟ كيف؟؟ قد أكون معهم.. ولكن تفكيري كله معك ليتك تعلم كم يمزقني قلقي عليك!! أي قلبٍ جليدي تحمل يا هذا!! أيجري بعروق قلبك دم ساخن كدماءنا أم أن مايجري بقلبك هو محض ماء بارد؟!! ألا تشعر بشيء مطلقا؟!!) ************************* مجلس الحريم في بيت مشعل بن محمد العنود وصلت سلمت على الجميع ثم صعدت ركضا لأخيها دخلت عليه بهدوء كان يتمدد على جنبه وجود تتمدد على ذراعه وتلعب بلعبة في يدها وهي تثرثر على والدها وهو يبتسم لكل شيء تقوله رغم إحساسه بألم عميق يمزق خلايا ظهره كان جزؤه العلوي عاريا وظهره كاملا مغطى بالضمادات ما أن رأت العنود منظره حتى انخرطت في بكاء حاد مشعل جلس وهو يفتح ذراعيه لها ليحتضنها ويقول بحنان: انتي تفاولين علي يعني مافيني شيء وتبكين ذا البكاء كله أجل لو أنا... العنود وضعت يدها على شفتيه وهي تقول برقة باكية: تف من ثمك جعل يومي قبل يومك جود تسأل والدها: بابي ئميمية ليش تكي؟؟ مشعل ابتسم: تبكي عشانها غبية ودلوعة.. جود توجه حديثها للعنود: ئميمة أنت كبيه ودلوئة؟؟ العنود تمسح أنفها المحمر وتبتسم: وأنتم عيلة ماعندها مشاعر من الأبو العود للبنت المفعوصة.. مشعل يحتضن جود بحنان مصفى: فديتها ذا المفعوصة حبيبة إبيها العنود تجلس بجوار مشعل دموعها مازالت مستمرة بالانهمار: انت طمني عليك.. أمانة أنت طيب؟؟ مشعل يحتضنها من كتفها ويقول بحنان: والله إني طيب تبين أشلش على ظهري مثل يومش صغيرة عشان تتأكدين العنود تطبع قبلة على خده: لا فديتك بلاها الشلة ذي حينها رن هاتف العنود كانت موضي المتصلة: العنود بسرعة روحي لغرفة مريوم لأنه فارس طالع يسلم على مشعل العنود حينما سمعت اسم فارس وأنه قادم شعرت كما لو كان سُكب فوق دماغها ماءً مثلجا جمد خلايا مخها وقلبها يرتعش كأجنحة عصفور مبلل قفزت سألها مشعل باستغراب: وش فيش؟؟ العنود بخجل: بيجيك رجّال ويبوني أطلع مشعل باستغراب: ومن اللي بيطلع لي غرفتي.. خله وأنا بانزل له.. العنود بخجل أكبر: فارس مشعل بتفهم: فارس ماعليه.. أنتي روحي وبخلي لطيفة تجيبه وقتها كان عقل موضي يعمل بسرعة حتى تحكم مخططها كانت لطيفة تريد أن تصعد مع فارس لكن موضي قالت لها: خليش أنتي مع النسوان مساكين ما تقهوا وانا قاعدة أقهويهم بيد وحدة أنا بأوصله فوق وباروح للعنود في غرفة مريوم مريم بنت لطيفة كانت عند خالتها ريم في بيت جديها مثل عبدالله ومحمد اللذين كانا عند خالهما سلطان لطيفة أخذت الأمر على ظاهره وتركتها تصعد مع فارس بعد ما أتصلت على مشعل وأخبرته وتأكدت أن العنود خرجت من عنده فارس وموضي يصعدان الدرج فارس يهمس لها بهدوء: أنتي وش أنتي مهببة؟؟ قلبي ناغزني منش موضي تضحك: أنت مهوب تبي تشوفها بتشوفها بس ترا دقيقة وحدة لك فارس رغم أن قلبه يذوب شوقا لها ولكنه غير مطمئن لمخطط موضي الذي لا يعلم عنه شيء حين وصلوا للأعلى موضي همست له روح افتح الغرفة اللي هناك فارس باستغراب: بس هذي مهيب غرفة مشعل موضي بنفاذ صبر: لا تصير مسبه.. روح على أساس أنك غلطان في الغرفة والغلطان ماعليه حرج فارس تنهد وهو يأخذ نفسا عميقا ثم يفتح الباب ************************* بعد ذلك بوقت ولكن بتوقيت آخر الساعة 2 بعد منتصف الليل غرفة باكينام في السكن باكينام مازالت ساهرة فموقف اليوم لا يغيب عن بالها وهي تستعيده مرارا وتكرارا كأنه شريط سينمائي يمر أمام عينيها تشعر بالكثير من الألم تشعر أنها أهينت لو كان طالب دكتوراة فقط ولكنه مكسيكي كما تظنه كان سيكون أمرا اعتياديا ولكن ماجرحها بعمق أنه ابن بلدها ومع ذلك استمتع بالعبث بها والسخرية منها رن هاتفها رقم غريب.. لم ترد لكن الرقم عاود الاتصال ردت.. صوته العميق اقتحم سكونها: باكينام آسف إني باتصل دلوئتي بس مش ئادر أنام ..سبيني اتكلم لو سمحتي أسى الهجران/ الجزء الأربعون بيت محمد بن مشعل فارس يقف أمام غرفة مريم الصغيرة تنهد وأخذ نفسا عميقا ثم فتح الباب وقتها كانت العنود تجلس على سرير مريم المواجه للباب وظهرها مسند لرأس السرير وساقاها مطويتان للخلف تحتها بشكل مائل و تتأرجحان على طرف السرير ليظهر طرف (البوت العالي) الذي ترتديه كانت مازالت ترتدي عباءة الجامعة المغلقة ولكن شيلتها على كتفيها وشعرها كانت فكته للتو لتريحه من الربط تحت الشيلة وهاهو يتناثر على كتفيها مازالت آثار البكاء واضحة عليها ووجهها الخالي تماما من أي زينة كان محمرا كانت متوترة نوعا ما لأنها تعلم أن فارس قريب منها متوترة من مجرد إحساسها بقربه فإذا بها ترى الباب يُفتح وسبب توترها يقف أمامها لم تره يوما من هذا القرب وبهذا الوضوح خطوات فقط بينهما شعرت أن حضوره ألتهم مساحة الحجرة لتضيق عليها حتى باتت عاجزة عن مجرد التنفس وعيناها ضارعتان للوجه البالغ الوسامة والحضور المبهر الرجولة حاولت أن تقفز للحمام أن تختفي من أمامه ولكن قدميها عاجزتين عن حملها وهي تنظر له بجزع ودقات قلبها طبول مجنونة (كم يبدو وسيما ومهابا ورجوليا لحد الوجع!!!) فارس حلق في عالم آخر رؤيتها هزته بعنف عميق أعنف وأعمق من المرة الماضية بكثير فهذه المرة هي قريبة.. قريبة.. العين في العين ودقات القلوب تتناغم منظرها الباكي ووجهها الطفولي المحمر كان ممزقا لشرايينه بعنف بدت له أصغر من المرة الماضية وأكثر عذوبة وبراءة وسحرا بدت مخلوق ملائكي لا ينتمي إلى البشر فالبشر ليس لهم مثل هذه الطلة التي تنغرز في الروح وتهزها بعنف ( يا آلهي ماذا فعلت بنفسي؟!! لماذا وافقت أن أراها لماذا؟؟ رؤيتها تشطرني نصفين تمزقني تبعثرني أي مخلوق هي؟؟ أي مخلوق؟؟ ليتني لم أرها.. أشعر أني ضائع.. ضائع عاجز عن إيجاد روحي) صوت موضي من الخارج قاطع المشهد: فارس تعال غرفة مشعل من هنا فارس أغلق الباب بهدوء وملامح وجهه لم تتغير مطلقا رغم الزلزال الذي يضربه بعنف أغلق الباب وهو يشعر أنه ترك قلبه خلف هذا الباب تركه حقيقة لا مجازا يشعر أن يسار قفصه الصدري خال من قلبه الذي حلق ليحط بين بيدي أميرته الصغيرة يشعر أن خطواته ثقيلة وهو يتوجه لغرفة مشعل وموضي تمسك به وتهمس في أذنه: وش الأخبار؟؟ لم يرد عليها فارس بغير كلمات معدودة أثارت أقصى استغرابها: ماسويتي فيني خير.. ليتني ماشفتها نحرتيني يا أخيش وأنتي ما تدرين ********************* غرفة مريم الصغيرة العنود بدأت بالبكاء من حرجها من الموقف موضي فتحت الباب ودخلت العنود قفزت وهي ترتمي على صدر موضي التي حضنتها بيد واحدة وهي ترتعش وتهتف بصوتها الباكي: تكفين موضي لا حد يدري إن فارس شافني هنا موضي ابتسمت وهي تمسح دموع العنود: أنتي غبية أكيد ماحد بداري .. لا تحاتين ثم ابتسمت العنود وهي تقول بعذوبة بين دموعها: ويعني مالقى يشوفني إلا وأنا حالتي حالة أكيد الحين بيهون.. ويقول ما أبيها.. جيكرة ..أنا أحلى منها ضحكت موضي: لا تحاتين من هالناحية.. ياحظه اللي بيضويش بس (يعني محظوظ من ينالك) ثم أكملت وهي تغمز لها: وش رأيش في فويرس من قريب كذا؟؟ عشان ما تنصدمين ليلة العرس تنهدت العنود بعمق وهي تقول بخجل وحالمية: ما تخيلته يجنن لذا الدرجة يا موضي جذاب فوق الحد والوصف.. وإلا عبق رجولته.. ياويلي.. ياويلي تحسين المكان حوالينه غرق رجولة.. ابتسمت موضي: يا سلام على وصف العشاق.. أحمر وجه العنود وهي تكح من الحرج: عيب ياموضي.. الشرهة على اللي يعطيش رأيه بس *********************** غرفة باكينام رن هاتفها رقم غريب.. لم ترد لكن الرقم عاود الاتصال ردت.. صوته العميق اقتحم سكونها: باكينام آسف إني باتصل دلوئتي بس مش ئادر أنام ..سيبيني اتكلم لو سمحتي باكينام قفزت عن سريرها وهي تهتف بغضب: أنت جبت نمرتي ازاي؟؟ يوسف بهدوء: من النوت بتاعك اللي سبتيه في الكوفي النهاردة باكينام تحاول التحكم بأعصابها: خلاص صاحبتي هتيجي تاخده من عندكم يوسف بعتب: للدرجة دي مش عايزة تشوفيني.. تبعتي حد ياخده باكينام بلهجة استعلاء مصطنعة تحاول بها تغطية جرحها العميق: وأنت تكون مين عشان أجي أشوفك يوسف يتنهد ويقول بنبرة عميقة هزتها بعنف: إزا كنتي انتي مش شايفاني حاجة أنا شايفك كل حاجة بليز باكي اديني فرصة اشرح لك خلينا نتعرف على بعضينا وبصراحة المرة دي شعرت باكينام أن قلبها يغوص في قدميها غصبا عنها ونبرته العميقة الدافئة تذيب خلاياها ولكنها مجروحة منه لذا قررت أن تجرحه: العب على ئدك ياشاطر شوف لك جرسونة زيك وما تبصش فوق أوي عشان رئبتك ما تنكسرش.. الإهانة وصلت يوسف حادة جارحة مؤلمة ولئيمة: دا أخر كلام عندك؟؟ باكينام تتمزق ولكنها أجابته ببرود مصطنع: وماعنديش غيره كبرياءها اللعين حضر بقوة خليط من كبرياء عربي وتركي وإيرلندي صنع مخلوقاً مختلفا متخما بالكبرياء مستعدة هي أن تدوس قلبها ومشاعرها في سبيل كبرياءها وتكبرها أيضا !! التكبر الذي ورثته من عرق اللوردات الإنجليزي الفخم ********************* الساعة 9 ونصف مساء غرفة مشعل بن محمد بعد أن عاد مشعل من صلاة العشاء وتأكدت لطيفة من تناوله لعشائه توجهت لابنائها درستهم قليلا ثم بقيت عندهم حتى ناموا ثم عادت لمشعل قد يكون مشعل في ظنها لا يحبها ويريد الزواج بأخرى ولكنه مهما يكن زوجها ووالد ابنائها وابن عمها وهي كامرأة أصيلة مسؤولة عنه حتى تصح جروحه وتشفى "هل هو هذا فقط يالطيفة؟!!" كان مشعل ينام على جنبه كان متعبا ويشعر ببوادر حرارة من آثار الإلتهاب ولكن لطيفة حين سألته: شأخبارك الحين مشعل؟؟ أجابها: بخير تمام ثم أردف بهدوء: اليوم مادرستي كلش أشغلتش معي.. روحي ادرسي.. انا بأنام أصلا لم تكن لطيفة تريد أن تدرس كانت تريد أن تبقى لجواره ولكنها لا تستطيع أن تقول ذلك له (الرجّال بروحه زهقان مني ومهوب طايق يشوفني يبيني أروح أدرس يفتك مني) تشعر بألم عميق من مرارة أفكارها المهينة ولكنها قالت له بهدوء: خلاص أنا بأروح أدرس وهذا أنا قريبة منك إذا بغيت شيء نادني لطيفة توجهت لمكتبها وبدأت بالدراسة التي لم يكن تركيزها معها بل تركيزها في شيء آخر أجبرت نفسها على الدراسة قليلا ثم أطلت عليه ووجدته نائما أطمئنت وعادت للدراسة حوالي الساعة 11 عادت لتطل عليه صدمها منظر العرق على وجهه فالجو كان باردا اقتربت منه وجلست جواره وضعت كفها على جبينه كان ملتهبا ارتعبت أحضرت له كمادات ماء بارد وأحضرت دواء الحرارة ثم همست قريبا منه: مشعل مشعل مشعل بتعب: نعم لطيفة لطيفة بحنان: قوم مشعل اكل الحبوب هذي مشعل بإرهاق: ما أبي حبوب.. أبي أنام لطيفة وضعت يدها خلف عنقه وهي تحاول أن تقعده ولكنها عجزت فجسده الضخم المتخم بالعضلات كان كجبل مثبت بأوتاد لطيفة همست له: مشعل تكفى قوم.. مشعل حاول أن يجلس وهو يشعر بدوار حاد فسقط على ظهره فأن بعمق من ألم جروحه التي ارتطمت بالفراش شعرت لطيفة أنها تتمزق: تكفى مشعل بس ارفع رقبتك شوي بعد عدة محاولات نجحت في جعله يبتلع الأقراص ثم بدأت تضع الكمادات على جبينه وهو متمدد على جنبه وهي تجلس بجواره كان يرتعش ولطيفة ترتعش لارتعاشه بقيت لطيفة لحوالي 40 دقيقة وهي تغير الكمادات حتى انخفضت حرارته من تاثير العلاج والكمادات حينها كانت لطيفة أنهت مهمتها وعلى وشك القيام لولا أنها فوجئت بيد تطبق على معصمها وصوت عميق يقول لها: خليش جنبي انتفض قلب لطيفة بعنف كان بودها أن ترفض فهي ليست مجرد محطة انتظار يرتاح هو بها حتى موعد ذهابه لمحطته الرئيسية ولكنها عجزت أن ترفض طلبه تمددت جواره وهي تترك مساحة فاصلة بينهما مشعل بهدوء وعيناه مغلقتان: ترا احنا مهوب مراهقين عشان تخافين تقربين مني إلا لو كنتي أنتي ماتقدرين تتحكمين في انفعالاتش وخايفة إنها تخونش (وقح ومغرور وقليل أدب وشايف روحه..) هذا مادار بخلد لطيفة التي أجابته بهدوء مستعر وهي تلتصق به : خل نشوف من اللي انفعالاته شكلها بتخونه مشعل بذات هدوءها البارد المستعر: نشوف والاثنان ينخرطان في لعبة جديدة أكثر خطورة مستوى جديد أخطر في لعبتهما لعبة الكر والفر "مستوى احترق بالقرب وادعي البرود" ****************** منتصف الليل غرفة فارس يبدو أن السهر والشجن أصبح رفيق هذا الشاب المتيم ممزق تماما هذه الليلة.. ممزق يشعر أن مايحدث له ظلم سافر له فهي لا تستحق أن يحبها كل هذا الحب فلِمَ يحبها حباً هو فوق الحب ذاته؟!! يشعر أن هذه المشاعر الرقيقة العذبة لا تنتمي لشخصيته الصلبة القوية مشاعر لا تشبهه.. ولكنها تشبهها!! (يا الله ما أعذبها وأرقها!! عذوبتها ورقتها فوق الخيال ليش يارب؟؟ ليش؟؟ اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك مهوب اعتراض على حكمك بس هي ما تستاهل كل ذا الحب يا الله.. ماعاد اللي أحسه ناحيتها حب وبس.. أنا مذبوح من حبها قلبي ذاب.. والله العظيم ذاب أنا واحد شخصيتي ما تنفع تحب بذا الطريقة لا ومع العنود بالذات اللي قلبي مليان حقد عليها وفي نفس الوقت مليان عشق لها!!) ينقلب على جنبه وصورتها تقتحمه تقتحمه بعنف لتنسف خلاياه وتنثره شظايا في فضاءها فضاءها هي فقط.. هي فقط.. ************************ اليوم التالي واشنطن دي سي شقة مشعل بعد مواجهة البارحة العاصفة هيا ومشعل لم يتقابلا ولم يتكلما هيا بقيت معتصمة بغرفتها ومشعل اعتكف على أطروحته حتى نام ثم نهض لصلاة الفجر وبقي يعمل بعد الصلاة حتى موعد ذهابه المعتاد للجامعة وهاهو يعود في موعد ذهاب هيا ليأخذها للجامعة ولكنه فوجئ أنها غير موجودة اتصل فيها: هيا وينش؟؟ هيا ببرود: رحت للجامعة مشعل بغضب: أشلون تروحين بدون ما تقولين لي أنتي عارفة إنه أنا بأرجع أوديش ممكن تفسرين لي سبب روحتش كن رجّالش طوفة مهوب رجّال هيا بذات البرود: ماحبيت أتعبك.. مشعل غاضب فعلا: ما تبين تعبيني.. تعصيني.. زين هيا.. حسابش إذا رجعتي البيت لأنه خلاص أنتي تجاوزتي كل حد هيا بهدوء: ماني براجعة.. بأقعد عند باكينام وأبيك تطلقني #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع,,,,
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الحادي والأربعون
الحوار مستمر بين مشعل وهيا مشعل غاضب فعلا: ما تبين تعبيني.. تعصيني.. زين هيا.. حسابش إذا رجعتي البيت لأنه خلاص أنتي تجاوزتي كل حد هيا بهدوء: ماني براجعة.. بأقعد عند باكينام وأبيك تطلقني مشعل كان مصعوقا.. لا يتخيل حتى أنها تجرأت لتفكر بالفكرة فكيف تقذفها هكذا على مسمعه حاول مشعل أن يتمسك بالتفكير المنطقي وهو يتنهد ويكتم غيظه منها: عمري ما تخيلت أنه ممكن أهون عليش لدرجة إنش تقولين ذا الكلمة بدون أدنى احترام لي أو لمشاعري اسمعيني وماراح أعيد كلامي متضايقة مني وما تبين تشوفيني؟؟ خلاص ارجعي أنتي وباكينام واقعدوا في الشقة أنا اللي بأطلع وبأروح أقعد عند سعيد وأنتي فكري عدل في الكلام اللي قلتيه لي وشيلي فكرة الطلاق من رأسش لأنها مستحيل تصير على الخط الآخر كانت هيا تحاول مغالبة دموعها التي بدأت بالانهمار بغزارة ففكرة الطلاق كانت عليها أكثر قسوة ولكنها بدأت تسيطر عليها فكرة أنها مفروضة على مشعل وأن مشعل متضايق منها ومايصبره عليها هو أن والدتها وصته عليها وهذا الإحساس كان جارحا لها ولكبرياءها بينما مشاعرها ناحيته تأخذ منحى آخر أعمق.. أعمق بكثير!!! مشعل يتنهد: هاه هيا..؟؟ هيا لم ترد مشعل يتنهد للمرة الألف لكتمان غضبه: عطيني باكينام أدري إنها معش جاءه صوت باكينام الهادئ: نعم دكتور مشعل مشعل باحترام: باكينام لو سمحتي جيبي هيا وارجعي معها البيت وارجوش اقعدي معها ذا اليومين ثم أكمل بهمس: وبليز حاولي تعقلينها شوي أنا عجزت وأنا أسايرها باكينام باحترام: ما تشيلش هم وأديني باقول لك ئدامها أنا معاك مش معاها *************************** غرفة مشعل ولطيفة قبل آذان الفجر مشعل يفتح عينيه ورائحة عطر خفيف مثير تداعب أنفه عطر طال اشتياقه لصاحبته كان يظن أنه يحلم (الظاهر من قد ما أنا مشتاق لها ومع السخونة البارحة بديت أخرف واتخيل وأشم عطرها بعد) حاول أن يركز بصره مع الإنارة الضعيفة وهو يمد يده بعفوية لتصتدم بالمخلوق النائم إلى جواره انتفض مشعل وهو يرفع رأسه قليلا ليراها تنام بهدوء ووجهها ناحيته ثم تذكر ليلة البارحة القاسية عليه وعلى رجولته وجسدها اللين ملاصق لجسده المشتعل لو لم يكن مرهقا من أثر الحمى وألم الجروح وإلا لكانت سيطرته على نفسه انهارت لينهار معها كبرياءه الثمين كم مضى عليها لم تنم جواره .. شهرين.. بل أكثر من شهرين آلمه العميق ليس لمجرد حاجة جسدية.. لكنه محتاج نفسياً لقربها.. قربها الذي كان يسكن روحه كم هو مشتاق أن ينام على ذراعها.. يسمع دقات قلبها يتنفس عطرها حتى يملأ كل خلاياه كم كان مكابرا وغبيا حين أبعدها عنه.. بعد أن كان ينعم بجنة قربها تمعن في ملامح وجهها الساكنة بوداعة وسحر وفتنة كان يتمنى لو يمد أنامله ليلمس خدها.. شفتيها.. حاجبيها يمزقه شوقه لها لأشلاء متناثرة ولكنه أكتفى أن همس في داخله: (وربي اشتقت لش!! والله العظيم وحشتيني!! ما تحسين بالنار اللي تشعل جوفي كل ما أشوفش ما تشوفين رعشة يدي لأنها عاجزة توصل لش ما تسمعين دقات قلبي اللي تناديش؟!! متى بتحنين علي ياقلبي؟؟ متى؟!! تعرفيني طول عمري مغرور وغبي لا تكسريني على آخرها لا تكسريني) ************************** شقة مشعل هيا تعود للشقة هي وباكينام بعد أن اتصل مشعل بباكينام وقال لها أنه جمع أغراضه وسيقيم مع سعيد مشعل عاتب بالفعل على هيا لذا لم يهاتفها هي فهو يشعر أنها تختبر صبره وكرامته توجه لسعيد بعد أن قال له أنه سيقيم عنده لعدة أيام لأن صديقة زوجته لم تجد مسكنا بعد لذا قرر ترك الشقة لهما هيا فور دخولها للشقة.. وإحساسها برائحة مشعل تعبق في أرجائها انخرطت في البكاء وهي ترمي بنفسها على الأريكة باكينام اقتربت منها جلست جوارها واحتضنتها بحنان: ممكن أعرف بتعيطي له؟؟ هيا من بين دموعها: ما أدري.. ما أدري باكينام بثقة: لا عارفة.. وإزا كنتي عاوزة تخبي علي ما تخبيش على نفسك كمان أنا عاوزة أعرف : جوزك وبتحبيه بتعزبي نفسك وتعزبيه ليه؟!! هيا لم ترد عليها وهي مازالت مستمرة في البكاء ********************* بيت محمد بن مشعل بعد صلاة الفجر راكان وناصر يعودان من الصلاة مريم تجلس في الصالة السفلية مع والدها الذي عاد قبلهما بدقيقة ناصر بمرح: وش ذا؟؟ اجتماع قمة مبكر يالله سترك وش عندكم؟؟ أبومشعل يبتسم: ماتعرف تقول السلام عليكم بالع رادو ناصر يبتسم: لو أن بنت عبدالله قاعدة معكم كان سلمت أبو مشعل بغضب: ليه حن صلب ما تسلم علينا ناصر يميل على أذن راكان ويهمس: مشكلتهم الشيبان مايفهمون المزح راكان يلطف الجو: سامحه يبه خلاص ماعلى باله إلا بنت عبدالله عرسه قرب واستخف أبو مشعل بنبرة خاصة: إن شاء الله الفال لك تستخف بعد راكان كح.. وناصر يضحك ويهمس له: استلم الموال الصباحي ثم قال ناصر بصوت عالي: اسمحوا لي ياجماعة الخير بأروح أرقد شوي قبل الدوام وترك راكان بين يدي موال والده المعتاد وهو يعرض عليه ابنة أحد معارفه التي اقترحتها عليه مريم للتو.. ********************** الساعة السابعة والنصف صباحا لطيفة تعود لغرفتها بعد ذهاب أولادها لمدرستهم كان مشعل مازال نائما ولطيفة كانت تريد أن تعود للنوم حتى موعد قيام جود من نومها ولكنها لا تريد أن تنام بجوار مشعل تريد أن تنام على الأريكة ولكنها مجبرة أن تتمدد جواره بل وقريبا منه فهي يستحيل أن تشعره بضعفها أمامه وأنها عاجزة عن السيطرة على مشاعرها أمام لوح الثلج اقتربت وهي تتمدد بهدوء حتى لا تزعجه الامر فوق طاقة احتمالها (إذا هو ما يحبني وعادي عنده أكون قريبة أو بعيدة أنا مهوب عادي إذا كنت بالكاد محتملة قربه أول أشلون الحين وهو قريب كذا بس ماعليه يا مشعل.. ماعليه ماراح أفرحك فيني بتكون عندي أنت والطوفة واحد مثل ما أنت تعاملني بأعاملك) لطيفة تقلبت قليلا ثم نامت حوالي الساعة العاشرة صحت جود من نومها وتوجهت لغرفة والديها كعادتها فتحت الباب ودخلت بالعادة لا تجد إلا أمها لكنها اليوم وجدت والدها لذا توجهت له أولا لتطبع قبلة على خده وهو نائم صحا مشعل وابتسم بعمق وهو يرى وجه جود العذب أمامه احتضنها بحنان وهو يهمس في أذنها:وجهش أحلى صباح جود همست في أذنه: دوم مامي أبي همام (قوم مامي.. أبي الحمام) مشعل مد يده ليهز كتف لطيفة لكن جود أمسكت يده: كلط.. أنا هبيتك أنت هبها ( غلط أنا حبيتك أنت حبها.. تقصد أن يوقظها كما أيقظته) مشعل ابتسم بخبث (والله إنش تونسين يا أبيش.. وينش من زمان صدق بنت أبيش.. تعرفين وش اللي في خاطره) مشعل اقترب من لطيفة المستغرقة في نومها ورغم أن نوم لطيفة خفيف لكنها لم تشعر بجود لأنها كانت تتهامس مع والدها اقترب أكثر وطبع قبلته السريعة الدافئة على خد لطيفة كان بوده أن يطيل ويتعمق ويروي بعضا من شوقه العنيف ولكنه لا يريد أن يكون مفضوح المشاعر لهذه الدرجة (يا الله كم أشتقت إليكِ لقربكِ لهمساتكِ في أذني لحنانكِ واحتواءكِ أيتها العذبة البهية!!) لطيفة فور شعورها بملمس شفتيه.. فتحت عيناها بجزع كان وجهه مايزال قريبا جدا شعيرات عارضيه المحددة باستقامة عيناه الواسعتان الغامضتان حاجباه الغليظان كل التفاصيل التي تفتنها حتى النخاع انتفض قلبها بعنف كان ريقها جافا جدا وهي تقول بخفوت: فيه شيء؟؟ مشعل ابتسم وهو يبتعد ويقول بهدوء: جود شرطت علي أذهنش مثل ماذهنتي هي شعرت لطيفة بريقها أكثر جفافا.. (كان هذا ملمس شفتيه على خدي!!) كان بود لطيفة أن ترفع يدها لمكان قبلته على خدها لتلمسها ولكن يستحيل أن تفعلها أو تظهر له تأثرها لذا قالت بهدوء بارد وهي تنهض عن السرير: جود مامي.. تعالي أوديش الحمام وأبدل ملابسش.. *********************** شقة سعيد الساعة 11 مساء سعيد يدرس امتحان وفي غرفته ومشعل يجلس في الصالة يشعر بضيق يكتم على روحه لم يتخيل أن هيا قاسية لهذه الدرجة بالكاد أكملا شهرا منذ زواجهما وتفاجئه بطلب الطلاق فاجأه رنين هاتفه.. انتفض قلبه ( أيعقل أن تكون هي؟!!) نظر للاسم وابتسم ابتسامة حنونة فيها كثير من الشجن: هلا موضي.. موضي برقة: صباح الخير مشعل بلطف: عندنا مساء.. موضي بمرح: وعندنا الساعة 9 الصبح.. وأنا أسلم بتوقيت الدوحة مشعل بحنان: وش مقومش بدري؟؟ موضي تضحك: اي بدري الله يهداك.. أنا وحدة نشيطة وما أحب نومة الضحى ذي خليناها لأختك ميشو الدلوعة مشعل باهتمام: زين يوم أنتي وحدة نشيطة.. ليه ما ترجعين للشغل حرام موضي أنتي عبقرية حواسيب.. حرام تدفنين موهبتش موضي بتوتر: ما أدري مشعل أفكر أرجع.. أنا أصلا متصلة استشيرك فيه صديقة لي من أيام الجامعة.. تقول محتاجين مبرمجين لمشروع الحكومة الالكترونية تقول بيكون فيه قسم خاص للنساء.. بس محتاجين ناس كفاءة على أعلى مستوى مشعل بهدوء: دام حريم بروحهم.. عادي توكلي على الله موضي بتوتر حزين: أخاف أني ما أكون قد الشغل.. مشعل يبتسم: لا لا.. مهوب موضي اللي تقول ذا الكلام.. إذا أنتي منتي بقدها.. يبقى ماحد قدها.. موضي بهدوء متأمل حزين: بأستشير إبي وبأفكر زيادة مشعل بنبرة خاصة: ويمكن يكون فيه بعدين حد ثالث تستشيرينه موضي باستغراب: عقبك وعقب ابي ما لحد حكم علي.. مشعل يضحك: ولا حتى رجّالش.. موضي برعب: أي رجّال.. مشعل يضحك: شوي شوي لا يطير قلبش.. فيه واحد من ربعي كلمني عليش.. يعني عقب ما تخلصين العدة رجّال والنعم.. شهادة حق.. موضي اطمأنت وضحكت: أنا أعرف إن المطلقة ماعاد تلاقي حد يبيها وش فيهم الناس علي؟؟.. مابعد خلصت العدة ونازلين الخطاطيب علي مشعل باستفسار: ليه فيه حد تكلم عليش بعد؟؟ موضي تبتسم: فيه ثنتين عجايز كلموا أمي.. وواحد كلم ابي.. ووحدة كلمت لطيفة والله يوم أنا بنت ماجاني خطّاب ذا الكثر.. شكلي بأوزعهم على عوانس الحارة.. مشعل بحنان: وأنتي وش رأيش؟؟ ترا ماحد بغاصبش على شيء موضي بهدوء: لا فديتك.. لا.. أنا خلاص زواج ما أبي مشعل بحنان مصفى: بس أنتي توش صغيرة.. موضي بحزن: وين صغيرة؟؟ خلاص يا أختك أنا جربت نصيبي وخلصت من سالفة العرس كلها نهائي.. ********************** واشنطن دي سي الساعة 1 بعد منتصف الليل قلبان سهران هيا تنظر لبكينام النائمة جوارها ومشعل ينظر لسعيد النائم في السرير المجاور وكلاهما يفكر في شخص غير من ينام لجواره لِمَ صعب على كلاهما أن يفهم الآخر؟؟ أين مشكلة التواصل بينهما؟؟ هل هي قوة شخصية كل منهما؟؟ هل هي تراكمات العداء؟!! هل هي المشاعر التي بدأت تتجذر بينهما؟؟ مشعل بدأ يفكر أن الهروب من مواجهة المشكلة هو مشكلة بحد ذاته وتأجيل التفاهم سيأزم الوضع بينهما كان يريدها أن يمنحها فرصة للتفكير ولكنه الآن لا يريد منحها فرصة يريد اقتحامها إرباكها.. إثارة الفوضى في صفوفها وقلب أوراق اللعبة عليها لذا تناول هاتفه وخرج من غرفة النوم للصالة ليرن عليها بثقة حينها هيا كانت جالسة تفكر.. كانت مليئة بالهم والحزن والــــــــشــــوق اقتحم هدوء الجو رنين هاتفها التقطه بسرعة حتى لا توقظ باكي رأت اسمه شعرت زلازل أرضية عنيفة تضرب أرض قلبها وهي ترد بصوت مرتعش غصبا عنها: هلا مشعل #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الثاني والأربعون
غرفة هيا الساعة 1 بعد منتصف الليل اتصال من مشعل يقتحم سكون الجو ويقتحم قبلها وجع روحها وتفكيرها المثقل وشوقها له الشوق الذي تحاول انكاره حتى على نفسها ردت بخفوت مرتعش: هلا مشعل.. مشعل بهدوء: صحيتش؟؟ كان بودها أن تقول (إيه صحيتني) حتى لا يعلم أنها عاجزة عن النوم ولكنها ردت بعفوية: مابعد نمت.. مشعل بهدوء مدروس تماما: وليش ما نمتي؟؟ هيا ابتلعت ريقها: ماجاني نوم.. مشعل بثقة: تفكرين؟؟ صح.. هيا بهدوء رغم دقات قلبها الصارخة: مشعل وش تبي؟؟ ما أعتقد أنك تتصل هالوقت عشان تعرف إذا أنا نايمة أو لا مشعل بذات الثقة: هيا اسمعيني زين احنا راجعين للدوحة بعد حوالي أسبوعين مابي نبين قدام أهلنا بيننا مشاكل واحنا تونا متزوجين أهلي مبسوطين فيش كثير.. وأكثرهم جدتي وأنتي عارفة استحمليني شوي... صعب ذا الشيء عليش؟؟ هيا بحزن: يمكن صعب عليك أنت تحملني؟؟ مشعل بهدوء: ليه أنا اشتكيت لش؟!!! هيا بتوتر غاضب: مهوب لازم تشتكي.. مبين مشعل بذات الهدوء: طيب وش اللي يرضيش؟؟ وضعنا كذا وكل واحد في مكان مهوب منطقي.. هيا خذت نفس عميق: تقدر ترجع.. بس بشرط مشعل بنبرة غضب مكتوم: وبتشرطين بعد؟؟ هيا بعتب: ليه مالي حق؟!! مشعل أخذ نفسا عميقا: يحق لش.. تدللي.. هيا لم تكن تريد أن تظهر أمام مشعل بمظهر الغيورة ولكنها عاجزة عن الاحتمال.. وأعصابها احترقت تماما لذا قالت له بحرج حاولت تغليفه بالثقة: باتريشيا ذي تحذف اسمها من تلفونك وماترد على اتصالاتها ولا لك شغل فيها ابتسامة شاسعة ارتسمت على وجه مشعل لكنه كتم ضحكته وهو يرد بهدوء: حاضر.. شيء ثاني؟؟ هيا استغربت أنه لم يعتبر هذا تجاوزا لرجولته الغالية توقعت أنه سيعاند ولكنه فاجأها بالموافقة السريعة ردت بحرج: لا ما أبي شيء ثاني مشعل بثقة: يعني أرجع بكرة؟؟ هيا بحرج أكبر: براحتك مشعل بهدوء: زين تصبحين على خير.. هيا أغلقت وهي تبتسم ابتسامة شاسعة ليفاجأها صوت باكينام وعيناها مغلقتان: بتعملوا ئلئ بدون سبب.. وتعالي يا باكي.. ونامي عندي يا باكي وأنا عاوزه أتطلئ يا باكي ويخرب بيت باكي اللي عايزة تنام.. وجوز الغفر، ئصدي الكناري نازلين غزل فوء دماغها ************************* الساعة 2 الظهر مريم تعطلت سيارتها على طريق الوجبة مقابل المدينة التعليمية وهي عائدة من عملها في معهد النور للبيت مريم بعادتها سريعة ومنطقية في قراراتها لم تكن تريد أن تتعب أحد من أشقائها في هذا الوقت لذا اتصلت بسائق البيت ليأتي لأخذها هي وسائقتها والعصر ستعطي المفتاح لناصر ليرى مشكلة السيارة كانت اتصلت للتو بالسائق وتنتظر مر عليها عدد من أهل السيارات وتوقفوا وعرضوا المساعدة ولكنها كانت تقول لسائقتها أن تصرفهم وبدأت السائقة تصرفهم بدون الرجوع لمريم ولكنها هذه المرة سمعتها تطيل في الجدال مع أحدهم رنت هاتف سائقتها ونادتها سونيا كانت تقف بجانب شباك مريم ومريم تسألها: سونيا.. وش فيه؟؟ سونيا: هذا مستر سعد بابا محمد كازن كول احنا يروه مئاه أو هو يكلي سوا سوا ينتزر درايفر كانت مريم مازالت تتحادث مع سائقتها حين اقتحم حوارهما صوت رجولي عميق: مساش الله بالخير يا بنت محمد مريم انزلت يديها اللتين كانتا على طرف نافذة السيارة في حضنها وهي تضفي عباءتها عليها مريم ترتدي غطاء ثقيل على وجهها لأنها لا تحتاج للبس نقاب عوضها الله الجنة وردت باحترام وخفوت: مساك أخير يا أبو فيصل سعد باحترام: أشلون الوالدة والأهل كلهم؟؟ مريم بذات الاحترام: طيبين طاب حالك.. أشلون فيصل وفهد؟؟ سعد بهدوء: طيبين جعل شيبانش الجنة مريم بذوق: تسهل يا بو فيصل كثر الله خيرك.. سايق البيت جاي الحين سعد بشهامة: لا طال عمرش في الطاعة.. أما تروحون معي أنتي وسواقتش أنا باقعد في سيارتي أنتظر لين يجي سواقكم مريم محرجة جدا.. السائق قد يحتاج نصف ساعة ليصل وهي لا تريد أن تذهب مع سعد ولا أن يبقى ينتظر معهما ردت بهدوء عذب: تسهل الله يرضى عليك.. والله إن السواق على وصول علم سعد أنها لا تريد الركوب معه.. ومحرجة منه.. رد بثقة: خلاص أنا في سيارتي لين تروحون لم يمهلها فرصة الرفض أو الرد وهو يتوجه لسيارته وتفكيره مشغول بشيئين غصبا عنه حين اقترب من سيارتها والقى التحية وقعت عيناه على يديها الساكنتين على حافة النافذة هي سحبت يديها وهو غض بصره وأشاح ولكن النظرة سبقت و شكل يديها سكن خياله بتمكن وبشكل غريب (نعنبو وش ذا الايدين اللي عندها تحس إيديها بتذوب من نعومتها وصفائها) الشيء الآخر كان صوتها العميق الهادئ والواثق صوت يتسلل للروح ويهدهدها ينبئها أن العالم مازال بخير وأن العالم مسكون بالعذوبة والحنان حاول طرد أفكاره وهو يرى سائقهم يصل وتركبان معه وهو يحرك سيارته ويمشي خلفهم فبيته قريب منهم *************************** بيت لطيفة بعد المغرب شقيقاتها موضي ومشاعل عندها مشعل حينما توجه لصلاة المغرب أخبرها أنه لن يعود حتى يصلي العشاء وسيبقى في المجلس بين الصلاتين لطيفة لم تكن مرتاحة مطلقا فجروحه طرية وتنزف ولن يحتمل البقاء لوقت طويل بثوبه وبجلسة مستقيمة كجلسة مجالس الرجال ولكنها ردت عليه بهدوء: براحتك يابو محمد رغم أنها تتمزق قلقا عليها وحتى تتلهى عن قلقها اتصلت بشقيقاتها ليحضرن عندها ويتسلين معا هاتف لطيفة يرن لطيفة تنظر للهاتف وتبتسم ثم تنظر لموضي وتقول بابتسامة خبيثة: شيخة موضي تبتسم: ياختي رفيقتش ذي ما تفهم قولي لها ما أبي أخيها ولا أبي غيره. خليها تستحي على وجهها مابعد خلصت عدتي.. لطيفة ردت: هلا والله بشيخة الحريم شيخة تضحك: خشي في عبي يا بت يا لتيفة ما أبي تمدحيني.. سبيني.. بس خلي موضي توافق على راشد إذا خلصت عدتها على خير لطيفة تضحك: شوفي شيوخ.. أنا بحط التلفون على السبيكر وهذي موضي تسمع موضي تشير لا.. لكن لطيفة وضعته على السبيكر وصوت شيخة الرفيع المرح يتصاعد: هيه مويضي وصمخ قطاوة أنتي مافي قلبش رحمة.. حني علي.. ثم أكملت ببكاء مصطنع: أنا يتيمة وأخويا يتيم.. وعيالي يتامى موضي تضحك: يكون حد قال لش إني جمعية خيرية شيخة تضحك: ياأختي نبي لنا حد قلبه حنين مثلش وشرواش تدرين ماعندنا إلا ذا الأخو تاخذه وحدة ملعونة خير مثل طليقته الله لا يردها توطس فيني أنا وعيالي تخيلي تخيلي ياللهول شيوخ تهمز أرجيل مرت أخيها ولا عيالي واحد يكنس والثاني يطبخ... نهون عليش.. نهون على قلبش الطيب موضي لا تستطيع السيطرة على نفسها من الضحك: على قولت سليطين الشهيرة غني يا ليل ما أطولك.. اذلفي.. اذلفي.. طري على باب مسجد أنتي وعيالش.. شكلش متدربة جاهزة شيخة ببكاءها المصطنع: ياحرام عليش مافي قلبش رحمة دحنا يتامى.. موضي تبتسم:شيوخ اشرايش تخلين منش ذا الهذرة.. وتسيرين علينا بكرة شيخة كأنها تفكر: أمممممممم على شرط.. تسوي ميشو نفس الحلى اللي كلته عند لطيفة المرة اللي فاتت لطيفة تتكلم: هذي ميشو تسمع وتقول حاضرة... بس أنتي ماعندش اختراع اسمه ريجيم يالدبة شيخة تتأفف: جاونا المزايين المعقدين.. مشكلتكم مشكلة أنتم يالمزايين ما ترضون باوساط الحلول.. مزيونة لازم تصير رشيقة بعد لله درنا نحن معشر التنافيخ ماخذينها تيكت إيزي.. المهم أنتو يالثلاثي الكوكباني.. الله لا يعوق بشر بكرة بأجيكم لطيفة لا تتزين عشان ما تجرح مشاعري الرقيقة إذا شفت زينها وانا جيكرة وميشو تزين لي الحلويات الزينة اللي هي تعرف وموضي تقول إنها عندها استعداد تفكر بأخي رويشد لما تخلص عدتها.. أي شرط ناقص من الشروط الثلاثة باقلبها على رووسكم.. *********************** بيت جابر بن حمد بعد صلاة العشاء البنات في الصالة وأم حمد مازالت عند والدتها في بيت عبدالله معالي تمدد ساقيها على الطاولة وبيدها صحن فيه فوشار وتشاهد التلفاز تصرخ على عالية في المطبخ الداخلي: عاليوه ترى الفوشار خلص سوو لي معكم علياء تطل عليها : يازينش وأنتي تأمرين بس معالي بصوت عالي: أظني أكلم عالية.. وش دخلش أنتي يالملقوفة؟؟ علياء تضحك: زين أنا عالية معالي تضحك بطريقة مصطنعة: ههههههه يا بطني.. يابطني بأموت من الضحك.. ارحميني على خفت الدم اللي عندش زينش متلايطة بس.. هذه المرة عالية تطل: زين ياختي احنا كوبي وبيست وش بيضر أي وحدة ترد على حضرت جنابش معالي بتأفف: أي وحدة منكم تخلصنا وتجيب الفوشار قبل يبدأ الفيلم مافيه احترام إني أختكم الكبيرة أكبر منكم بربع ساعة كاملة.. وهم في حوارهم يرن هاتف البيت، تلتقطه معالي دون أن تنظر للكاشف رغم تباعده عنهم وأنه لم يشعرهم يوما بأخوته ولكن سماعها لصوته بعد مرور كل هذا الوقت كان هازا لمشاعرها بعنف وهي تسمعه يقول بهدوء: السلام عليكم معالي اختنقت بعبراتها: هلا حمد هلا والله حمد بذات الهدوء: أشلونش معالي؟؟ معالي بانفعال: طيبين.. ومشتاقين لك.. متى بترجع؟؟ ما خلصت دورتك؟؟ حمد بذات الهدوء: حبه حبة يا بنت الحلال دورتي مطولة شوي يمكن أبي لي 5 شهور بعد معالي بصدمة: يعني 6 شهور مانشوفك.. حرام عليك!! حمد بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. وين أمي؟؟ معالي بضيق من الخبر: أمي عند جدتي ثم أكملت: تكفى حمد كلمها على جوالها.. أمي مشتاقة لك حمد ذهب تفكيره لاتجاه آخر.. أمه عند جدته حيث مكان موضي الأمر أكثر من احتماله، لذا رد على معالي: لا خلاص بأكلمها بعد ساعتين تكون موجودة ثم استطرد: عالية وعلياء عندش؟؟ معالي مستغربة اهتمامه السؤال عنهما: إيه عندي حمد بذات الهدوء الساكن: خليني أكلمهم *********************** الصباح في واشنطن شقة عبدالله بن مشعل باكينام خرجت للجامعة وأخبرت هيا أنها ستعود من الجامعة لسكنها حاولت هيا أن تثنيها.. كانت تريدها أن تكون معها حين يعود مشعل لكن باكينام رفضت لأن هذا موقف لا يصح أن تتدخل فيه وهاهي هيا تشعر بالتوتر الشديد كانت في المطبخ تغسل بعض الصحون النظيفة لتفريغ توترها وتتسلى بجر قصيدة قديمة.. لذا لم تسمع صوت باب الشقة حين فُتح مشعل فتح باب الشقة ودخل فاجأه بعنف صوت هيا القادم من داخل المطبخ لم يكن صوتها المفاجأة ولكن المفاجأة كانت في القصيدة التي تجرها ********************** ذات الوقت بتوقيت آخر ليل الدوحة مشعل تأخر قليلا ولطيفة كانت تتنقل بين غرف أبنائها حتى ناموا حين عادت لغرفتها وجدت مشعل يحاول خلع ملابسه بصعوبة اقتربت منه وساعدته بصمت كلاهما يتعذب بهذا القرب اللاسع الموجع حتى الحركة العفوية بينهما سابقا أصبحت أبعد ما تكون عن العفوية الآن وهي تُشحن بعشرات المشاعر الكثيفة العصية على التأويل من ذلك مثلا أن يدها الساكنة الآن على عضده الصلب تحرق خلايا جسده بعنف وتذيب شرايين قلبها بوحشية رفعت يدها عنه وهي ترتعش دون أن يظهر عليها شيئا من مشاعرها وهو معتصم بهدوئه الأسطوري لطيفة بعد أن أنهت مهمتها قررت التوجه لمكتبها لتتلهى بالدراسة لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول: لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
.
. أسى الهجران/ الجزء الثالث والأربعون الصباح في واشنطن شقة مشعل بن عبدالله دخل مشعل إلى شقته وهو ينزل حقيبة صغيرة فيها أغراضه صُدم وهو يسمع صوت هيا القادم من المطبخ وصدمته كانت في القصيدة التي تجرها بلحن شديد العذوبة مشعل لم يتحرك حتى أنهت جر القصيدة الطويلة وبدأت تجرها من جديد هذه القصيدة لها ذكرى خاصة وقلة هم من يعرفونها يشك إن كانت واحدة من شقيقاته أو بنات عمه تحفظها هذه القصيدة قالها جده مشعل في جدته هيا إثر خلاف حصل بينهما وارتحلت على إثره إلى أهلها القصيدة الرائعة والطويلة التي كان فيها مشعل يناجي هيا لم يقلها مشعل لأحد لأن كبريائه لا يسمح له أن يستجدي عودتها رغم الشوق الذي أضناه ولكنه في ذات مرة كان يجرها على رأس (حزم) وسمعه أحدهم وبقي مختبئا تحت الحزم حتى سمع القصيدة عدة مرات وكأنه اكتسب كنزا بسماعه لها ثم توجه مباشرة وألقاها في مجلس والد هيا وعلى مسمع من هيا التي حين سمعت القصيدة عادت بنفسها وفوجئ مشعل بوجودها في البيت حين عاد وهي تقول له: وصلني مرسولك.. وهذا جوابه وهاهو مشعل الحفيد اليوم يسمعها من هيا الحفيدة بعذوبة وألق غير مسبوقين لم يتخيل مطلقا أنها تحفظ هذه القصيدة القديمة الصعبة المتمكنة من قلبه لابد أنها حفظتها من والدها هزه هذا الامر بعنف وسماعها بصوتها الرخيم وطريقتها المميزة هزه أكثر وهز مشاعره بعمق موجع حاد وكأنهما يتلبسان علاقة جديهما المختلفة العميقة.. مشاعر مشعل كانت على شفير انهيار الاعتراف وهاهي على وشك الانفجار وكل ماحوله يحفز هذا الانفجار العاطفي!! دخل مشعل للمطبخ وهاهو يقف خلف هيا التي كانت مشغولة بأفكارها وغسل صحونها النظيفة وجر قصيدة الشوق المضني همس خلفها بخفوت وعمق: هيا هيا ارتعشت وصوته يخترقها كسهم ناري أشعل كل مشاعرها والصحن يسقط من يدها في المغسلة وهي تقف كتمثال جامد ويديها تحت الماء الجاري مشعل اقترب أكثر ليلتصق صدره الصلب بكتفيها ويمد يده من فوقها ليقفل صنبور المياه ثم يحتضن يديها المبللتين بين يديه بحنان وقوة ارتعشت أكثر مازال مشعل يمسك يديها التي أعادها لصدرها ليحتضنها من الخلف وينحني ليهمس في عمق أذنها من قرب بصوته العميق بخفوت موجع: أنا آسف حبيبتي هيا عاجزة عن الرد بأي شيء الإنفعال يهزها كورقة شجر يابسة تنسفها ريح عاتية وكل الكلمات تموت على شفتيها كما أن مشعل لم يمهلها أي فرصة وهو ينتقل من الكلام للفعل وينقل شفتيه من أذنها لعنقها ليطبع عليه قبلة عميقة دافئة حينها انتفضت هيا بعنف وهي تخلص نفسها من بين يديه بحدة وتركض لغرفتها وتغلق بابها عليها بالمفتاح بصوت مسموع وتترك مشعل خلفها مصعوقا مجروحا مطعونا في عمق مشاعره وكبرياءه فهيا وجهت له إهانة قاسية وهي ترفضه وترفض مشاعره بهذه الطريقة الجارحة الجبهة الأخرى غرفة هيا هيا تقف وظهرها مسند للباب قلبها يكاد يخرج من مكانه من تسارع دقاته وهي تضع كفها على عنقها مكان قبلته تشعر أن عنقها يشتعل بل جسدها يشتعل وعروقها تشتعل تشعر أنه اكتسحها بركان مدمر لم تتوقع مطلقا أن يكون هذا تصرفه باغتها تماما كانت تتوقع أنه حين يعود سيمثل الغضب قليلا مع بعضا من كبريائه المعتاد وبروده هذا سيتيح لها أن تقف أمامه دون توتر ولكن كل هذا الكم من المشاعر الملتهبة كان أكثر بكثير من احتمالها لا تستطيع الآن الخروج أو مواجهته وهي تشعر بخجل قاتل يكتسحها كلاهما اعتصم بجبهته هو مجروح حتى النخاع وفسر تصرفها أنه رفض له ولمشاعره وهي مصدومة وخجلة من جرأته ولم تعلم مطلقا تبعات تصرفها العفوي عليه *********************** ذات الوقت ولكن بتوقيت آخر ليل الدوحة غرفة مشعل بن محمد لطيفة أنهت مهامها وكانت تريد التوجه للدراسة لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول: لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء لطيفة عادت له كان يجلس على السرير جلست بالقرب منه وهي تقول بهدوء: خير إن شاء الله مشعل بهدوء: خير.. أنا بسافر خلال ذا اليومين لطيفة شعرت أن قلبها انتزع بوحشية.. (تعبان لهالدرجة عشان يسافر؟!) ولكن ماصدمها أنه أكمل: عندي صفقة كبيرة في بون ولازم أروح بنفسي، أبي أشتري معدات ثقيلة لطيفة مصدومة مفجوعة كأنها تكلم نفسها: تروح في شغل وأنت على ذا الحال؟؟ مشعل بهدوءه البارد: أي حال؟؟ لطيفة شعرت بصداع مؤلم حقيقي يمزق خلايا دماغها كانت تود أن تثور وتنفجر فيه ولكنها تمالكت أعصابها وتناست صداعها وهي ترد بنفس بروده: مشعل جروحك مالها يومين وبعدها تنزف أشلون بتستحمل سفرة لألمانيا مدتها ساعات ولا وصلب الشغل بعد مشعل بهدوء: مافيني إلا العافية لطيفة كانت تريد أن تبكي فعلا.. تريد أن تصرخ وتصرخ وتصرخ كم هي متعبة منه ومن كبريائه ومن عناده ومن استمتاعه بألمها!! هل يريد الهرب منها؟!! هل يريد أن يجرحها أكثر؟!! لكنها نحت كل مشاعرها جانبا وردت عليه وهي تعود لمكتبها وداخلها ينزف بغزارة وهي تقول له بهدوء: براحتك يابو محمد.. براحتك الرد اللي كان مؤلما لمشعل مؤلما لأبعد حد فمشعل اتخذ السفر حجة كان يتمنى أن ترفض سفره.. تصرخ به.. تقول له أبقَ كان يريد إشارة منها.. مجرد إشارة لكنها أبعدته فهو مطلقا لم يعد يحتمل هذا القرب البعيد/ البعد القريب منها قربها ينحره ينحر رغباته ينحر مشاعره ينحر رجولته لذا قرر السفر رغم أن أحد موظفيه كان هو من سيسافر سابقا لكنه ماعاد يحتمل مطلقا فأما أن يسافر وأما أن ينهار وأما أن ينهي مهزلة الخلاف بينهما وبما أن الخلاف قائم وكلاهما يرفض التنازل هاهو يجد نفسه مضطرا للسفر مع وضعه الصحي المزري ************************* المقهى بالقرب من جورج تاون الساعة 11 صباحا باكينام تصل وهي متوترة تشعر بذنب عميق مكالمتها ليوسف كانت جارحة وخالية من التهذيب تشعر أنها آلمته لذا تشعر هي بألم عميق كانت تشعر كأنها آلمت روحها وجرحتها الاعتذار صعب جدا عليها ولكنها أخطئت وهي ما اعتادت على الهروب من المواجهة وهاهي الآن تصل وقد تسلحت بكل القوة الممكنة جلست جاءتها النادلة وهي تبتسم: أهلا آنستي باكينام بتوتر: أين جو؟؟ النادلة كأنها تتذكر: أوه لا تقلقي لقد ترك دفتر محاضراتك في صندوق الأمانات سأحضره لك حالا باكينام أمسكت بيد النادلة : لا أسأل عن دفتر محاضراتي أسأل عن جو شخصيا.. النادلة بحزن: جو عاد لمصر اليوم طائرته أقلعت قبل ساعتين ربما شعرت باكينام أن الخبر وقع على رأسها مثل صاعقة اخترقت جمجتها وقسمتها نصفين.. شعرت بصداع حقيقي وهي تسأل النادلة: هل من الممكن أن تعطيني رقم هاتفه بمصر أو عنوانه؟؟ النادلة هزت كتفيها: لا لم يترك شيئا على العموم هو سيعود لواشنطن بعد حوالي شهرين بعد أن يقضي فترة الأعياد ورأس السنة في بلده ولكن لن يعود للمقهى لأنه قدم استقالته باكينام وقفت وخرجت وهي تترنح قدماها لا تحملانها وروحها مثقلة بالأسى كانت النادلة تناديها لتعطيها دفترها ولكنها لم تكن تسمع وهي تخرج من المقهى وكأنها تهرب من جريمتها التي ارتكبتها (لماذا؟؟ لمــــــــــاذا هل تعاقبني يارب على جريمتي في حقه؟؟؟ أقسم أني أردت الاعتذار منه لماذا رحل؟؟ لماذا رحل؟؟ كم هو معتم وجه واشنطن هذا الصباح!! لِـمَ السماء مكفهرة؟!! كم هي صغيرة واشنطن وخانقة دون رحابة وجهه!! وكم هي مصر سعيدة باحتضانه هذه الليلة!! لابد أنها تمطر في مصر أهازيجا وفرحا باستقباله!! كما تمطر هنا حزنا وسوادا وألما لفراقه!! ما بال الدنيا تعتم.. وتعتم وتـــعــتــــم؟؟؟) *************************** الدوحة الساعة 11 مساء فارس يدخل غرفته يخلع ملابسه ليستحم رن هاتفه.. التقطه رد باحترامه وثقته المعتادة: هلا لطيفة لطيفة بتوتر: تكفى فارس طالبتك فارس انتفض من الحمية وهو يقول برجولة: اطلبي عزش الغالي يرخص لش.. لو على قطع رقبتي لطيفة بحنان: جعل عمرك طويل... مشعل يبي يسافر وأبيك تسافر معه فارس ضحك غصبا عنه: غيرة ذي؟؟ لطيفة بغضب: صدق إنك متفرغ.. أقول لك بيسافر.. تقول غيرانه تخيل يبغي يسافر خلال ذا اليومين فارس برعب: أشلون يسافر بوضعه وجروحه تنزف.. لطيفة عبراتها وقفت بحلقها: شفت.. بس هو رأسه يابس.. عشان كذا أبيك تسافر معه فارس ابتسم: حاضرين.. ولو إن عرسي قريب.. بس منتي اللي يرد لش طلب يا أم محمد لطيفة برقة: جعلني ما أذوق حزنك.. ثم أكملت بتحذير: بس تراك أنت اللي بتقول لمشعل إنك بتسافر معه أنا ماقلت لك شيء فارس باستغراب: ليش يعني؟؟ لطيفة تكذب: تدري بيزعل علي لو درى إني تعبتك (لم تكن تريد أن يعلم مشعل أنها قلقة عليها بل تتمزق قلقا وخوفا) ************************* شقة مشعل بن عبدالله حوالي الساعة 11 ونصف صباحا هيا مازالت تغلق على نفسها باب غرفتها مشعل يجلس في الصالة مخنوق.. مجروح.. ومشبع بالألم فوجئ بهيا تخرج عليه وهي ترتدي عباءتها وتقول برعب: مشعل تكفى باكينام في المستشفى لقوها طايحة في الشارع ودقوا علي لأني أخر رقم هي دقت عليه مشعل وقف بشهامة وهو يخرج بها لسيارته بسرعة ولكن دون أن ينظر لها مطلقا مـــطـــلـــقـــا ويبدو أنها عادة أبناء مشعل العريقة!! أسى الهجران/الجزء الرابع والأربعون مستشفى جورج تاون المستشفى الأقرب للمقهى هيا تخرج لمشعل الذي ينتظرها خارج غرفة باكينام هيا تهمس له وهي عاجزة عن رفع عينيها به: معها انهيار عصبي غريبة.. باكينام طول عمرها قوية إذا سمحت لي مشعل أنا بقعد معها مشعل ببرود ثلجي: براحتش.. إذا بغيتو أي شيء دقي على على طول هيا شعرت بألم عميق من طريقته في الرد ردت بخفوت: إن شاء الله عادت لبكينام التي كانت منطوية على نفسها كوضع الجنين وتبكي بطريقة تمزق الروح بألمها وهي تشهق بألم موجع هيا جذبت الكرسي عند رأسها وهي تمسح على شعرها المنثور على المخدة وتسألها بألم: باكينام وش فيج؟؟ شاللي صار؟؟ باكينام تشهق: يوسف سافر.. سافر.. أنا كنت عاوزة أعتزر له والله كنت عاوزة اعتزر عشان كنت لئيمة معاه بس هو سافر سافر هيا ارتعبت.. لم تتوقع أن مشاعر باكينام ناحية يوسف وصلت لهذه الدرجة من القوة والعمق لدرجة أن تنهار بهذه الطريقة الموجعة بينما هي استمرت تنكر هذه المشاعر بكبريائها وعنادها وقلة بصيرتها حتى خسرته هيا فكرت برعب (ياترى ممكن يصير معاي نفس الشيء) باكينام كانت منهارة تماما باكينام حين تعرفت بجو كانت تشعر أن مشاعرها تتحرك بعنف ناحيته لكن مامنعها من تحرير مشاعرها معرفته أنه من عرق آخر ولكن حين علمت أنه مصري ورغم رفضها لعرقه الذي هو عرقها.. لكن مشاعرها المكتومة انسكبت غصبا عنها لتصب في شخصه ومن أجله شعرت أن يوسف احتل كل خلاياها غصبا عنها كل مشاعرها المكتومة طيلة سنوات أصبحت له وتنبض من أجله حين اكتشفت ذلك.. قررت أن تتنازل من أجل قلبها توجهت إليه ولكنها كانت تأخرت.. تأخرت كثيرا.. كثيرا.. ********************** بعد مضي أسبوعين مشعل وهيا على وشك العودة للدوحة هيا بقيت عند باكينام لمدة يومين حتى تحسنت باكينام حينها قررت باكينام أن تتوجه لأهلها في بريطانيا وأن تقضي معهم فترة الكريسمس فنفسيتها كانت متعبة جدا وكانت بحاجة لوجود أهلها لجوارها بعدها عادت هيا لشقتها لكن صدمها برود مشعل معها يتعامل معها كأنها غير موجودة هيا عرفت سبب تغيره.. لا تستطيع لومه ولكنها كانت تتمنى أن يتفهم خجلها تشتاق كثيرا لحنان مشعل واهتمامه بها لا تريده عاشقا ستكتفي أن يكون مثلما كان في بداية زواجهما ولكن حتى مشعل ذاك اختفى تحت أطنان تجاهله الدائم لها هيا تتمزق فعلا ولكنها عاجزة أن تشتكي مشعل مجروح منها لأقصى أعماق مشاعره ورجولته رفضها له كان جارحا ومؤلما ومهينا جاءها يمد يديه ويفتح صدره وقلبه فرفضت كل شي يستحيل أن يبادر بأي شيء ناحيتها.. يستحيل أن يسمح لها باهانته مرة أخرى كلاهما معتصمان بالصمت في الوقت الحالي وهاهما على وشك العودة للدوحة وهما مثقلان بالشجن والألم مشعل الآخر سافر لألمانيا وسافر معه فارس كانت رحلة مريعة فهو لم ينزل من الطائرة إلا وملابسه غارقة بالدم وبقي في المستشفى لعدة أيام أنهى صفقته وهاهما عائدان فارس ممتن للطيفة التي عرضت عليه مرافقة مشعل فالرحلة قصرت عليه وقت الانتظار لموعد زواجه لطيفة متألمة لسفر مشعل وقلقة ومنذ سفره وهي تعاني صداعا أليما لا تعرف له سببا أجرت عدة فحوصات وهاهي تنتظر النتائج موضي تعافت تماما من جروحها الجسدية ولكنها مازالت تعاني مع جروحها الروحية قررت أن تعود للعمل وتنخرط فيه لتتناسى آلامها في العمل ********************** منزل سعد بن فيصل بعد وجبة الغداء سعد يغسل يديه ويتوجه إلى الصالة حيث تجلس شقيقته وضحى (أم فارس) يجلس وأم فارس تصب له (بيالة) شاي.. يبتسم: جعل فارس سالم ليته يطول في سفرته كسبناش ذا الأسبوعين.. والله بيتنا من غيرش بيفقد حلاه.. أم فارس تشرب بعضا من شايها وتنزله وهي تبتسم: جيب لك حلا يا ابن الحلال.. حلا دايم على حسابك ابتسم سعد وهو يفهم قصدها: عقب ماشاب ودوه الكتّاب.. أي حلا طال عمرش واجد علي شاهي بدون سكر.. أم فارس تضحك: خلك من البربرة.. ألف بنية تمناك.. ثم أكملت بجدية: حرام عليك سعد دافن عمرك وشبابك من يوم توفت مرتك.. اول عيالك صغار تقول ما أبي أجيب وحدة تعذبهم بس الحين ماشاء الله صاروا كبار.. والواحد منهم لسانه وش طوله يعني لو قالت لهم مرتك شيء.. لا تخاف بيقولون لها عشر.. صوت ضحكات يقاطعهم وصوت شاب صغير يتدخل في الحديث: كاني سامع ريحة تحريض علينا من عمتنا المبجلة.. وضحى تشير للمكان الخالي جنبها.. ويجلس كل واحد من ابناء سعد في ناحية تحتضن فهد الصغير وترد على فيصل: وش تحريضه الله يخلف علي هو حد يقدر عليكم أنتوا وأبيكم.. فيصل ذو الخمسة عشر عاما يلتفت على والده ويقول بجدية: ترا يبه مثل ما تقول عمتي لو بغيت تزوج ترا الموضوع من حقك وأنت ماقصرت معنا.. غيرك ما يسويها صبرت ذا السنين كلها بدون مرة.. فهد (12سنة) من ناحيته يقفز ويعلق: بس يبه بتزوج جيب لنا وحدة مزيونة ما نبي قردة تلوع كبودنا.. أم فارس تضحك وهي تحتضن فهد أكثر: صدق رفيق سليطين.. نفس الأفكار جيل ما يعلم به إلا الله سعد يبتسم: العمة وعيال أخيها سوو حزب على سعد الضعيّف إذا بغيت أتزوج يوم أنتو اول من بيدري.. لا تصدعون راسي الواحد يبي يقيل.. وانتوا فتحتو له ذا السيرة فيصل وفهد استأذنوا وتوجهوا لغرفهم والحقيقة أنهما متراهنان على دور بلايستيشن يريدان إكماله وسعد التفت لأم فارس وسألها بهدوء: عرس فارس قرب.. فارس محتاج شيء.. قاصره شيء؟؟ تعرفين ولدش لو بيموت ما يطلب من حد شيء أم فارس بحنين وشوق: لا فديتك.. الخير واجد.. والشباب عيال ولد عمك محمد مايقصرون هم اللي رتبوا كل شيء سعد نبرة خاصة: على طاري ولد عمي محمد.. بنت محمد اللي ما تشوف وش أخبارها؟؟ أم فارس أخذت السؤال على ظاهره: مريم الله يعوضها الجنة.. والله ذا البنت مافيه مثلها حد.. وأخبارها زينة.. شايلة العرب كلهم على رأسها سعد بدأ يدخل في المحضور في أسئلته: أنا أتذكر إنها كانت زينة وهي صغيرة أم فارس مازالت تجاوب على سجيتها دون انتباه لنبرة الخصوصية في أسئلته: ولحد الحين زينة ..حتى عيونها.. ماكنها بعيون عمياء.. الله يعوضها عن عيونها بالجنة.. سعد باستفسار: إلا هي وش سبة عماها؟؟ أم فارس تجاوبه: حمى جاتها وهي عمرها 3 أو4 سنين.. ماخلتها لين خذت نظرها.. الله يحمي جميع المسلمين ويعوضها عن صبرها سعد يقف ليذهب لغرفته وهو يقول بنبرة خاصة: ما تدرين يمكن الله يعوضها أو تكون هي تعويض لغيرها.. ************************ لندن/ منطقة مايفير أحد أرقى مناطق لندن الظهر منزل طه الرشيدي والد باكينام سوزان والدة باكينام تقترب من باكينام التي تجلس في الشرفة تلتفع بدثار ثقيل وتحتضن كوبا كبيرا من القهوة لم تشرب منه شيئا سوزان تضع يدها على كتف باكينام وتهمس لها بحنان بعربية مكسرة تحب أن تتحدث بها: باكي حبيبي.. جو كتير برد باكينام تفكيرها ليس معها: It's OK mom سوزان بقلق: صغيرتي مابكِ؟؟ منذ عودتكِ من واشنطن وأنتِ مكتئبة باكينام بهدوء: لا شيء ماما.. اشتقت لكم فقط ثم أكملت بألم: ماما أريد الذهاب لزيارة أنّا صفيه في القاهرة اشتقت لها كثيرا.. أريد رؤيتها قبل عودتي لواشنطن سوزان مسحت على شعرها وهي تقول لها بحنان: كلنا ذاهبون للقاهرة أنا أساسا كنت أريد إخبارك.. فوالدك جاءه اليوم استدعاء من القاهرة وهو يقول أنها فرصة لرؤية والدته وأشقائه أكملت باكينام بألم ماعادت تعرف له سببا، ألم يمزق روحها: ولكن لابد أن أرى جدتي فيكتوريا قبل سفرنا سأذهب لها في ايرلندا إن كانت لن تعود قريبا سوزان بذات الحنان: أمي ستعود من ايرلندا غدا وسنذهب كلنا لمانشستر لزيارتها وتستطيعين البقاء عندها حتى موعد ذهابنا للقاهرة لو أردتي.. ********************** العصر الدوحة المستشفى الأهلي لطيفة متوترة جدا مشعل سيعود الليلة وهي أساسا متوترة بسبب عودته وزاد التوتر عليها أن الطبيب اتصل وطلب منها أن تحضر فورا وأن تحضر معه أحد تثق به من عائلتها الأمر الذي أثار قلقها لأقصى حد واتصلت بمريم وطلبت منها مرافقتها وهاهما الاثنتان تجلسان أمام الطبيب الذي بدا متوترا نوعا ما لطيفة بهدوء وهي تحاول التسلح بالثقة: دكتور وش فيه؟؟ أنا عارفة إنه فيه شيء مهوب زين ومبين في وجهك دكتور أنا إنسانة مؤمنة بالله عز وجل.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا مريم برعب: الله يهداش لطيفة بتفاولين على روحش الطبيب تنحنح: الحمدلله أخت لطيفة أنك متقبلة الوضع ومستعدة نفسيا لطيفة تنهدت بعمق: الوضع اللي هو؟؟ تنهد الطبيب وكأنه يريد إلقاء قنبلته والتخلص منها: ورم خبيث بالمخ لطيفة شعرت أن روحها نُسفت نسفا وأربعة وجوه صغيرة تحتل كل تفكيرها مريم صُعقت.. عاجزة عن مجرد التخيل لطيفة ابتلعت عبراتها وهي تحاول التماسك لتسأل بهدوء: وأشلون وضع الورم؟؟ الطبيب بحرج: متأخر جدا جدا.. أنا مستغرب كيف تو تحسين بالألم من أيام مفترض ورم بهذا الحجم والوضع المتدهور له سنين يعذبك.. لطيفة وقفت وهي تشعر أنها على وشك الانهيار: يعني مافيه أي إمكانية للعلاج؟ الدكتور بحزن عميق: الله قادر على كل شيء لكن الفحوص تقول ولا وحتى واحد في الألف الطبيب شرح لها وضعها بعبارات موجزة لكنها كانت قاتلة تماما وهو يلمح إلى أنها من الأفضل أن تستعجل بكتابة وصية إن كانت تريد ذلك الوجوه الأربعة الصغيرة تتكاثر في ذهن لطيفة وجوه صغيرة أثيرة ألتهمت تفكيرها وألمها وحزنها هم من يهمها هم من ينحرها هم من تنزف روحها خوفا عليهم من الحياة بعدها (مازالوا صغارا.. صغارا أربعتهم يحتاجونني لم أعودهم حتى الاعتماد على أنفسهم حتى ملابسهم لا يعرفون تناولها بأنفسهم من الدولاب إذا لم أخرج لهم ملابسهم بنفسي لن يعرفوا ماذا يرتدون إذا لم أدرسهم لن يدرسوا إذا لم أطعمهم سيلتهون في اللعب عن الطعام إذا لم أحضنهم لا ينامون من كبيرهم محمد حتى صغيرتهم جود من سيحتضنهم بعدي من يمسح دمعتهم من يتحسس أجسادهم الصغيرة ليرى إن كان أي شيء يؤلمهم من سيعالج جروح محمد وعبدالله اليومية من لعب الكرة؟؟ من يمشط شعر مريم الطويل؟؟!! من سيعلم جود الصلاة ويحفظها القرآن؟!! هل سيحسنون تربيتهم تعبت كثيرا في تربيتهم.. فمن يكمل بعدي؟؟ من؟؟) مريم عاجزة عن النطق وهي تشعر بروحها تُنسف شظايا وحزن مر يلتهم روحها كالتهام النار للهشيم (إنا لله وإنا إليه راجعون من وين جات ذا المصيبة) لطيفة تناولت يد مريم لتقودها وتتوجه بها للسيارة دون أن تنطق أي منهما بحرف ما أن وصلتا السيارة حتى انهارت لطيفة تماما تماما تـــمــــامــا ورمت بنفسها على صدر مريم وهي تنخرط في بكاء حاد مؤلم موجع تبكي نفسها.. وما أقسى بكاء الإنسان على نفسه!! أن يعلم أن الحياة ستسحب من جسده الممتلئ بالحياة وأنه سيترك أحبائه خلفه ليصبح عاريا من كل مافي الحياة.. فقط هو ذنوبه أمام الله عز وجل (يقولون لا تبعد وهم يدفونني**وأين مكان البعد إلاَّ مكانيا) كانت لطيفة تهتف بجملة واحدة فقط وتكررها بوجع لا نهائي يمزق الروح لم تكن تقولها فقط .. ولكنها كانت تنزفها دما وألما وخوفا جملة تمثل أقسى مخاوفها وأبشع آلامها: عيالي يا مريم.. عيالي أمانتكم في ذات الوقت طائرة مشعل تقترب من الأجواء القطرية مثقل تفكيره وبداخله تختلط الأفكار ففترة سفره أتاحت له التفكير الطويل رأى أنه أضاع حياته في محض عبث كان أعمى طوال عمره أعماه غروره وكبرياءه ووجود النعمة أمامه ولكن الغشاوة انزاحت عن عينيه فلطيفة تستحق من يحتويها ليخبرها أنها المرأة الأروع التي لا مثيل لها بل هي شيء يتجاوز الروعة والإنسانية والحنان والجمال هي أميرته.. ونبض فؤاده ونصفه الآخر (اشتقت يا لطيفة والله اشتقت أنا من غيرش ولا شيء ولا شي سامحيني يالغالية سامحيني لا أبوه لا أبو الكبرياء اللي بيوقف بيني وبينش أنا راجع يا لطيفة راجع بكل معنى الكلمة راجع) اعترف يا مشعل اعترف!!! ولكن ألا ترى أن الوقت فاتك وأنك تأخرت تأخرت كثيرا كـــــثـــــــــــــيـــــرا اعترفت بعد أن أخذك إعصار كبريائك بعيدا بعيدا!! أخذك إلى حيث نقطة اللا رجوع #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الخامس والأربعون الدوحة بعد صلاة العشاء منزل محمد بن مشعل مشعل وصل للتو من المطار قادم للسلام على والديه أولا يشعر بسعير نار محرقة ولهفة كاسحة عميقة لرؤية لطيفة بالذات مثقل بمشاعره التي يريد سكبها بين جنبيها متعب من الكبت ومستنزف من الشوق بعد أن سلم على والدته والعنود سأل عن مريم أم مشعل بهدوء: في غرفتها.. العصر راحت مع لطيفة ومن يوم رجعت وهي مسكرة على نفسها الباب مشعل صعد لغرفة مريم طرق الباب سمع صوت مريم الخافت: ادخل يابو محمد مشعل حين دخل فُجع بمنظر مريم كان واضحا تماما أن لها ساعات وهي تبكي مشعل شعر أن قلبه انتزع من مكانه، فمريم لا يبكيها إلا أمر جلل سألها برعب: مريم وش فيش؟؟ مريم وقفت وألقت بنفسها على صدره وهي تبكي بمرارة: لطيفة يا مشعل لطيفة مشعل شعر كما لو أوردة قلبه وشرايينه قطعت جميعها.. وريدا وريدا وشريانا شريانا وهو يهتف برعب صرف: وش فيها لطيفة؟؟ لطيفة كانت طلبت من مريم ألا تخبر أحدا ولكن مريم رأت أن مشعل بالذات لابد أن يعرف فلطيفة تحتاج إلى من يقف إلى جوارها مريم أخبرت مشعل بكل شيء وهي تشهق بمرارة بين عباراتها كل كلمة كانت مريم تقولها كانت سكينا مسنونة تنغرز في جسد مشعل بوحشية لتمزق أشلائه وتنثر دمائه أمام عينيه شعر بألم متوحش يخترق صدره ليمزق كل خلية نابضة في جسده ويحيلها رمادا (لا لا ياربي لا.. كله ولا لطيفة.. كله ولا لطيفة اخذني أنا.. خذ عمري كله وعطه لطيفة ليه أعيش في الدنيا ولطيفة مهيب فيها لا تخليني يا لطيفة لا تخليني.. إذا أنا أهون عليش عيالش يهونون عليش؟!! لمن تخلينهم؟؟ عيالش صغار.. محتاجينش لا يا لطيفة.. لا لااااااااااااااااااا) ************************** بعد ذلك بقليل غرفة لطيفة لطيفة تجلس على السرير تحتضن هاتفها بيدها بعد أن أنهت مكالمة هامة عاجزة عن احتمال انفعالها الانفعال يهزها كالزلزال وعيناها ممتلئتان بالدموع وهي على هذه الحال دخل مشعل لم تنتبه لدخوله حتى شعرت بكفيه قويتان حانيتان على عضديها وهو يقف أمامها ويرفعها بخفة ليحتضنها بعنف كأنه يريد أن يخفيها بين ضلوعه يريد أن يحمل عنها الألم والوجع ويخفيها عن المرض عله ينساها ويتركها له الألم يلتهم روحه.. والندم يأكله على كل لحظة أضاعها عليه وعليها كان يشدد احتضانها أكثر وأكثر وأكثر.. وهو يستنشق عبير شعرها بعمق كأنه يستنشق عبير روحها التي ستفارقه يحتضنها بعمق.. ويستنشق رائحتها بعمق كأنه يريد أن يطبع تفاصيل جسدها على جسده ويخزن عبق رائحتها في ذاكرته لطيفة كانت متفاجئة تماما من تصرف مشعل بل شعورها تجاوز المفاجأة إلى الصدمة العصية على التصديق شعرت أن روحها المعذبة تسكن ورأسها مدفون في صدر مشعل العريض كانت تتنفس بعمق رائحته التي عذبها اشتياقها لها كانت تشعر كالغريب الذي آب إلى أحضان وطنه أخيرا فلكم اشتاقت إليه واستنزفها وجع الشوق إلى كل شيء فيه!! رائحته صلابة ذراعيه عضلات صدره دقات قلبه.. لطيفة شعرت بعد لحظات أنها عاجزة عن التنفس من شدة احتضانه لها وأن عظام صدرها بدأت تؤلمها هتفت بصوت خافت: مشعل خنقتني مشعل لم يكن يريد إفلاتها يريدها أن تسكن أضلاعه للأبد أن يخفيها في قلبه وبين حناياه لا يريدها أن تبتعد يريدها أن تستوطن خلاياه لآخر لحظة في عمريهما ولكنه أفلتها بخفة ليحتضن وجهها بحنان بين كفيه وينظر لعينيها بوله ويهتف بعمق: أنا أحبش يا لطيفة أحبش.. مهوب بس أحبش أنا أعشقش..وأعشق الأرض اللي تمشين عليها أنا كنت غبي وطول عمري غبي سامحيني حبيبتي سامحيني لطيفة كانت مصعوقة لم تتخيل أنها قد تسمع هذه الكلمات من مشعل ولا حتى في أجمل أحلامها شعرت ببركان يتفجر في روحها وحرارتها ترتفع ودقات قلبها تتزايد وتتزايد وتتزايد وهي على وشك الارتماء في حضنه مرة أخرى وغمر وجهه بقبلاتها المشتاقة (وأخيرا يا مشعل.. وأخيرا) لكنها خطر لها خاطر مرعب جارح مميت سألته بحذر موجع خائف مرتجف وهي تشعر برعب من الإجابة التي تمنت أن تخالف ظنونها ودعت الله بعمق أن تخالف ظنونها وضرعت لله ألف مرة أن تخالف ظنونها: أنت شفت مريم؟؟ مشعل بألم صرف: توني جاي من عندها.. حينها لطيفة شعرت أن قلبها مات تماما ومشاعرها تنطفئ كأنما انسكب عليها طوفان من الجليد وهي تخلص نفسها من بين يدي مشعل وتقول ببرود.. برود مختلف برود حقيقي .. ليس مصطنعا مثل كل مرة: إيه قول كذا يا ابن الحلال!! يا حرام.. تدري كلفت على روحك بذا الكلمتين أكيد تعبت وأنت تقولهم بس قلت ياحرام.. المرة بتموت خلني أكذب عليها وأفرحها الأيام اللي باقية لها في الدنيا خل شفقتك لنفسك والفيلم الهندي البايخ اللي سويته وفره على حالك لأنه أنا مافيني شيء الدكتور توه كلمني الحين..يعتذر عن الخطأ الغير مقصود على قولته يقول الفحص مهوب فحصي.. الفحص حق وحدة ثانية توفت الليلة الله يرحمها برحمته..ويعيضها الجنة والله إني حزنت عليها وأنا اللي معي مجرد ارتفاع في الضغط جاب لي صداع.. إذا تبي تتأكد هاك خذ كلمه.. وفعلا رنت لطيفة على الدكتور وأعطته لمشعل الذي تحادث معه قليلا والدكتور يكيل الاعتذارات بحرج بالغ لطيفة مجروحة بعمق.. ممزقة تماما روحها مدمرة.. شعورها كان كمن يحلق فوق السحاب ليجد نفسه بعدها يرتطم في الأرض بعنف لتتحطم كل ضلوعه وتنسحق سحقا (أخرتها شفقة يا مشعل أخرتها كذا عمرك ماحبيتني ولا بتحبني خلصت من ذا الفيلم كله خلصت فقدت كل رغبة في حبك أنا قرفانة من حبك أصلا) مشعل أغلق الهاتف وتوجه إلى حيث جلست على الأريكة جلس جوارها وهو يحتضن يدها لطيفة انتزعت يدها بقسوة ومشعل يتنهد ويقول بعمق موجع صادق: اللهم لك الحمد والشكر ألف شكر وحمد ما تتخيلين أشلون كنت حاسس كنت بأموت من مجرد تخيلي الحياة من دونش حسيت إن حياتي كلها مالها معنى لطيفة أنت نور حياتي أنا من غيرش ولا شيء.. والله العظيم لا شيء لا تقسين علي حبيبتي كفاية اللي راح علينا والله العظيم أحبش أنتي وبس وحتى فكرة الزواج كانت فكرة غبية أنا ألغيتها من زمان من تفكيري حد ممكن يبعد عن روحه وأنفاسه أنتي روحي وأنفاسي لطيفة وقفت وابتعدت عنه وهي تقول ببرود: والله وصرت تعرف تمثل وتصفصف حكي وفر على نفسك حكي أنت ماتقصده ولا راح يأثر فيني لأن قلبي أنت نحرته والميت خلاص مات مافيه شيء يرجعه للحياة لطيفة أنهت جملتها وتركت مشعل جالسا مصدوما مشبعا بالألم غارقا في وجع سرمدي وهي خرجت لتفرغ انفعالاتها بعيدا عنه ولتتصل بمريم وتطمنها ************************* فارس عاد لبيته أولا وسلم على والدته وهاهو يتوجه لبيت جدته بعد أن صلى العشاء دخل بعد الاستئذان وجد موضي ومشاعل في الصالة السفلية وجدته مازالت لم تخرج من غرفتها مشاعل سلمت عليه وركضت لغرفتها خجلا فزواجها بعد أقل من أسبوعين وبدأت تخجل من مقابلة أكثر الناس حتى والدها بدأت تتحاشى رؤيته من شدة خجلها فارس يبتسم وهو يراها تتمتم بأعذار واهية وعيناها في الأرض ثم تركض للأعلى يغمز لموضي: مستحية الأخت؟؟ موضي تضحك: أكيييييييد.. هذي علامة الجودة حقت ميشو فارس باهتمام: أنتي ما تحسين إنها خجولة بزيادة؟؟ موضي بقلق: بصراحة زيادة عن الزيادة ثم أكملت بخبث: بس لا تخاف ترى العنود مهيب مثلها فارس ينهرها: موضي عيب عليش ياقليلة الحيا موضي (بعيارة) : عشتو.. علي يا فويرس.. فارس تنهد: تدرين مالي خلق أعصب عليش.. أنا في مشاعل واجد شاغلتني.. أشلون بتتعامل مع ناصر إذا أنا إخيها تستحي مني كذا موضي بقلق: والله يافارس أنا ولطيفة ومعنا مريم نحاول فيها، بس حالتها مستعصية ياليت يافارس تقول لناصر يصبر عليها.. ومايزعل من سحاها الزايد فارس بثقة: أنا بأقول له.. بس هو أشلون بيستحمل.. ناصر واحد مزوحي ومايحب الصكة والنكد.. وأختش على وضعها هذا أم النكد وأبوه وهما يتحاوران خرجت جدتهما تتهادى على عصاها الاثنان قفزا وهما يتلقيانها باحترام فارس يقبل رأسها ويقول بحب عميق ممزوج بالاحترام: هلا بالغالية جدته بحنان: هلا والله.. والله إني صادقة فارس أسند جدته حتى أجلسها ثم جلس إلى جوارها وهو يحتضن كفها بعد انهاء السلامات المعتادة، جدته سألت بانفعال غاضب: الخريش وينه؟؟ فارس باستغراب: أي خريش؟؟ جدته بغضب على مشعل: اللي سافر ودميانه تقوطر فارس ضحك: كان يقول إنه بيجيش على طول عقب أمه جدته بانفعال: ما أبيه يجيني خله يروح يرتاح.. هو حد يسوي سواته الخبل لو أنه مات وخلا بزارينه يتمان كان سره ذا الشغل وإلا نفعه.. موضي تهمس في أذن فارس: جدتي مفولة على مشعل من يوم درت إنه راح وهو تعبان الله يعينه عليها إذا جاء يسلم ********************** واشنطن دي سي ذات اليوم بالليل غدا موعد سفرهم سيتوقفون في فرنسا ومنها إلى الدوحة كان من المفترض أن تكون نقطة التوقف المعتادة هي لندن ولكن مشعل دائما يتلافى التوقف في لندن تلافيا لأي تعقيدات تخصه وسيكونون في الدوحة مساء بعد الغد إن شاء الله هيا أنهت ترتيب جميع أغراضها وكانت تتمنى أن تساعد مشعل في ترتيب أغراضه أو تقوم هي بترتيبها لكنه كعادته طيلة الأيام الماضية يتجاهلها تماما وكأنها غير موجودة لا يطلب منها أي شيء ويوجه لها الخطاب بصيغة عامة ودون أن ينظر إليه كم هو مؤلم إحساسها بتجاهله لها لا تنكر أنه لم يقلل من احترامها مطلقا ولكنه يحترمها احترام رسمي موجع عاجزة عن التفسير والالم هي الآن متوترة جدا من مقابلة أهلها كانت تتمنى أن يخفف مشعل عنها كما كان يفعل قبل غضبه الأخير منها كان كلما شعر أنها متوترة من قرب لقاءها بأهلها كان يحكي لها عشرات الحكايات عن كل واحد منهم ليسحب كل مشاعرها السلبية بطريقة سحرية ولكنه الآن صامت دائما ويتركها للهواجس والتوتر والقلق تطل عليه وهو في غرفته يرتب حقيبته غير منتبه لها أو ربما غير مهتم!! (اشتقت لك مشعل..اشتقت لك ألا تريد أن تسامحني ألا تكفيك الأيام الماضية احتاجك مشعل أحتاجك لا تتركني هكذا معلقة بين الألم والهواجس أنا لا أعرف هناك أحدا سواك لك وحدك انتمي أشعر بعيدا عن دفء مشاعرك كأني غريبة تفتقد دفء وطنها أنت وطني فكيف يعيش الإنسان دون وطن؟!!) تهمس وهي واقفة عند الباب: مشعل تبي مساعدة؟؟ مشعل بهدوء دون أن ينظر إليها: لا شكرا.. (هل تستمتع بإيلامي وإشعاري بالذنب حبيبي؟!) (هل تستمتعين بتعذيبي بقربك بينما أنتِ أبعد مايكون حبيبتي؟!!) (أنا آسفة جدا.. ألا تستطيع تفهم خجلي؟!! ألا تسامحني وتحتضني لتشعرني بالأمان في أحضانك؟!) (لا تشعري بالشفقة علي فأنا من آل مشعل مخلوقٌ غير قابل للتحلل أو الاهتزاز وأبعد ما أريده منك هو شعور بالشفقة أو حتى الامتنان) حوار صامت يدور بينهما هي تنظر له وهو ينظر لكل شيء عداها #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء السادس والأربعون
طائرة مشعل في الجو أقلعت من مطارل شارل ديغول في باريس وتبقى ساعات قليلة على وصولها للدوحة اليومين الماضيين مرا قاسيين جدا على البعض وأكثر هذا البعض كان مشعل بن محمد آلمه خانق لروحه قاسٍ على مشاعره المتدفقة الملتهبة وموجع لكبرياءه الثمين فلطيفة أصبحت تتجاهله تماما سابقا كان يعرف حتى وإن كانت تتجاهله إلا أن تحت جلدها لهيبا وفي عيناها ألق مختلف كلما رأته ولكن هذا اللهيب انطفى والألق اختفى أصبح يشعر أنها ليست أكثر من قالب ثلج تبادلا الأدوار بجدارة المتجمد والملتهبة أصبحا الملتهب والمتجمدة (أ هكذا كانت تشعر وهي معي أنا لم أحتمل هذين اليومين فكيف تحملتني هي ل13 عاما كيف؟؟ كيف؟؟ أي مخلوق جبار أنتِ؟؟) هاهو ينظر لها وهي تنام جواره وتعطيه ظهرها يعلم أنها لم تنم ولكنها تتجاهله كعادتها مؤخرا يعلم أن الذنب كله ذنبه وهو من لابد أن يبادر للاصلاح ولكن هل مازال هناك فرصة للاصلاح؟؟ اقترب منها ألصق جسده بظهرها وهو يهمس في أذنها بعمق حنون: لطيفة حبيبتي لم ترد مطلقا عليه ولم تتحرك مطلقا انحنى أكثر على أذنها ويده تسكن على عضدها بحنان ليهمس بخفوت مُعذِب: حبيبتي ردي علي لمتى بتعذبيني يعني؟؟ والله العظيم أحبش أنتي وبس كان الرد عليه صمت مطبق بلا حراك شعر أن هذا كثير عليه.. كثير جدا لا يستطيع أن يتقدم أكثر من هذا ولا أن يقول أكثر من هذا فتلك الكرامة اللعينة لا تسمح له بأكثر من هذا في الوقت الحالي تراجع لمكانه وهو يعطيها ظهره وأفكاره المنثالة تقتحمها هواجسه ومشاعره المصلوبة على مشانق الرغبة والألم والاحتياج (وش هالحياة اللي عايشينها؟؟ باقي نجيب ثلاجة ونعيش فيها!! لكن مهوب أنا اللي أخسر!! مهوب أنا!!) ********************* مدينة مانشستر شمال غرب لندن قصر اللورد وليام تشارلستون جد باكينام كان قصر جد باكينام الانجليزي عبارة عن قلعة عريقة في ضواحي مانشستر يرجع تاريخها للقرن السابع عشر الميلادي أجري عليها العديد من التجديدات ولكنها مازالت تحتفظ بطرازها المعماري القديم ولا يسكن فيها حاليا سوى جدتها فيكتوريا التي أصرت أن تبقى مع ذكرياتها التي تحمل رائحة وليام.. وتكون الصدفة المريرة والمفارقة المرعبة أن تعيش فيكتوريا الإيرلندية في مانشستر بالذات المدينة الانجليزية التي تعرضت لأشهر وأعنف هجمات الجيش الإيرلندي الجمهوري (مسمى الثوار الايرلنديين الذين كان منهم والد فيكتوريا) ومن هذه الهجمات مذبحة شهداء مانشستر الشهيرة في القرن التاسع عشر ومن آخرها الهجوم الشهير جدا سنة 1996 الانفجار الذي هز وسط مانشستر وخلف مئات القتلى وهاهي فيكتوريا تقيم في مانشستر التي تلعن الايرلنديين صبح مساء كانت باكينام ترتدي حجابا ثقيلا من الصوف وجاكيتا واسعا طويلا من الكشمير الثقيل فالجو كان يثلج بغزارة في الخارج فيكتوريا ترتدي طقما ثقيلا من التويد الرمادي يمثل الطراز الانجليزي الارستقراطي في اللبس حتى وإن كانت تكره الانجليز ولكنها أصبحت تمثلهم في تصرفاتها ولبسها شعرها أصبح أبيض تماما وهي ترفعه في شنيون كلاسيكي هادئ يناسب هدوء ملامحها الدقيقة المشبعة بالتجاعيد اقتربت من باكينام التي تجلس على أريكة بالقرب من المدفأة و جلست جوارها وهي تفك حجاب باكينام بحنان باكينام أمسكت حجابها وهي تقول بهدوء: أخشى أن يدخل أحد خدمك وأنا بدون حجاب فيكتوريا بحنان: لقد نبهت عليهم ألا يدخل علينا أحدا منهم أريد أن أرى شعرك باكينام فكت حجابها بنفسها ثم وضعت رأسها على فخذ جدتها جدتها تمسح على شعرها و تهمس لها بحنان: لِـمَ لم تغادري مع والديكِ؟؟ باكينام رفعت عيناها الغائمتان لها وابتسمت ابتسامة باهتة: ألا تريدينني؟؟ فيكتوريا بذكاء: تعرفين أن هذا ليس قصدي لا تتغابي أو تتذاكي علي مابكِ؟؟ لطالما كانت علاقة باكينام بجدتيها استثنائية، وارتباطها كبير جدا بهما ولطالما كان الحوار مفتوحا وذكيا بينها وبين العجوزين الذكيتين باكينام بذكاء كذكاء جدتها: لا شيء سوى أن واشنطن كانت قاسية علي وكادت أن تكسرني أو ربما فعلت انتفضت فكتوريا: لن تكوني حفيدتي إن تركتي أي شيء يكسرك باكينام تناولت يد جدتها من فوق رأسها واحتضنتها بالقرب من صدرها: متعبة كثيرا ماما.. متعبة.. جدتها همست بحنان وذكاء وهي تحتضن يدي باكينام: أتمنى ألا يكون انجليزيا باردا متوحشا باكينام جلست وهي تهتف باستغراب: من هو؟؟ فيكتوريا برقة: سبب تعبكِ ابتسمت باكينام: ولِـمَ تفترضين إن هناك رجلا ما؟؟؟ فيكتوريا بحكمة: لا تستخفي بي ياطفلتي قد أكون عجوزا ولكني أعرف الحب جيدا أنا عرفته ثم عرفته في أمك ويبدو أننا أجيال حُكم عليها بالغرام أتمنى فقط ألا يكون انجليزيا.. الانجليز كان فيهم رجل رائع واحد كان من نصيبي أما البقية فهم حثالة شعوب الأرض وأكثرهم وحشية باكينام ضحكت لأول مرة منذ إصابتها بالانهيار في واشنطن: عديني ألا تخبري أحدا فيكتوريا تقرص أذنها: أ لي يُقال هذا الكلام؟؟ هيا أخبريني باكينام تبتسم: مصري تضحك الجدة : أنا أحببت المصريين بعد والدك.. والدك رجل رائع ويحب أمك كثيرا وأخيرا قرر الجيل الثالث العودة لقواعده وعروقه سالما باكينام بألم: لم يعد ماما لم يعد.. فحكايتي معه انتهت قبل أن تبدأ وأرجوكِ لا تسأليني عن التفاصيل فالتذكر مؤلم.. مؤلم كثيرا جدتها تحتضنها: لا بأس صغيرتي لا بأس.. الحياة تجارب وربما كان هذا الشاب مجرد محطة قبل الوصول لمحطتك الرئيسية باكينام تحاول كبت دموعها حتى لا تثير قلق جدتها عليها: هو كل المحطات ماما كل المحطات وقبل أن ترد عليها جدتها هتفت باكينام لتغيير الموضوع: سنذهب لمصر بعد أيام ما رأيكِ أن ترافقينا؟؟ فيكتوريا باستغراب: وماذا أفعل في مصر؟؟ باكينام بحماس: وماذا تفعلين هنا في هذا الثلج والصقيع الجو الآن في مصر رائع وأنتي لم تزوري مصر منذ زمن بعيد فيكتوريا بحنين: زرتها مع وليام قبل وفاته بسنوات ضحكت باكينام: وبالتأكيد أقمتم في المينا هاوس قرب الاهرامات جدتها باستغراب: هل أخبرتكِ سابقا؟؟ باكينام تبتسم: لا.. ولكن كل اللوردات الانجليز لابد أن ينزلوا هناك ويصوروا أيضا وتوضع صورهم في بهو الفندق أو دفتر الزوار. فيكتوريا تتذكر: مكان رائع بالفعل.. مينا هاوس كان قصرا من قصور الخديوي اسماعيل يطل على الاهرامات مباشرة أُعد ليكون استراحة له ولأسرته ولضيوفه زائري الأهرامات وأشهر الزوار كانت أوجيني ملكة فرنسا التي يقال أن الخديوي كان معجبا بها جدا. اشتراه في أواخر القرن التاسع سير انجليزي يدعى (فريدريك هيد) لأنه أعجب زوجته ثم اشترته عائلة (لوكيه كينغ) الانجليزية العريقة المعروفة بولعها بالآثار وكانت هذه العائلة هي من حولته لفندق شديد الفخامة وفي سبعينيات القرن الماضي اشترته سلسلة فنادق أوبروي العالمية والفندق تحفة معمارية مذهلة ولكنه معروف للأجانب أكثر من العرب والزائر له سيرى في انحائه صور عدد كبير من المشاهير الذين أقاموا فيه. باكينام بحماس وهي تحاول أن تتناسى حزنها: جربي الحياة المصرية الحقيقية بعيدا عن الفنادق.. سأكون لك دليلا سياحيا بالمجان بيتنا هناك رائع جدا ويطل على النيل مباشرة كما أن لنا بيتا آخر في قرية والدي وسط مزارع شاسعة صدقيني ستستمعين معنا فيكتوريا بتفكير: لا بأس سأفكر.. ولكن لن أذهب معكم سألحق بكم بعد أسبوع فلابد أن أرتب أوضاع القصر والخدم قبل ذهابي.. ************************* منزل عبدالله بن مشعل بعد صلاة العصر أم مشعل لها عدة أيام وهي تستعد لاستقبال ابنها مشعل وزوجته عبدالله منذ علم بزواج مشعل بدأ باستخراج ترخيص بناء قسم خاص له في طرف أرض البيت الشاسعة.. حتى يعود مشعل ويستقر ويني بيته الخاص على أرضه الخاصة وبدأ البناء فعلا ولكنه سيستغرق أشهرا لذا مبدئيا أعاد صبغ وديكور وترتيب غرفة مشعل القديمة ليقيما فيها فترة إقامتهما القصيرة في الدوحة التي لن تتجاوز شهرا الترتيب قام بأكثره لطيفة وموضي فغرفة شاب عازب تختلف بالتأكيد عن غرفة متزوجين اشتروا الغرفة واختاروا الصبغ والستائر حتى الحمام غيروه.. وهم يريدان إشعار الزوجان الجديدان أنهما عريسان فعلا وهاهما الاثنتان في الغرفة موضي ترمي بنفسها على السرير وهي تهتف بتعب: يووووه تعبت.. انقطع قلبي من الترتيب لطيفة بغضب: قومي من السرير لا تكرمشين المفرش موضي مازالت تتمدد: يعني أنا اللي بأكرمشه وأخيش الزرافة لا لطيفة تقرصها: قومي رتبي العطور على التسريحة.. خلي لش فايدة موضي تدعك مكان القرصة: مشكلة إذا صار فيه حد أكبر منك تنقرص وتنضرب وأنت متلايط غصبا عنك لطيفة بتعب: ياكثر هذرتش بس.. اتصلتي على الكل وعزمتيهم على الحفلة بكرة؟؟؟ موضي تبتسم: صار.. ماخليت حد.. بس حرام عليكم البنية توها جاية ماتعرفكم تسوون حفلة كبيرة وتجمعون أمة لا إلة إلا الله على رأسها لطيفة ترتب بعض الأغراض في الدواليب وتقول بجدية: أشلون يعني تبين بنت عمش وعروس أخيش تجي ماحد درى فيها وخصوصا إنه عرس مشاعل والعنود بعد 10 أيام يعني لازم نحتفل فيها قبلهم.. إيه اتصلي في العنود وشوفي إذا هي أكدت حجز الكوافيرة لهيا بكرة. موضي بتأفف مازح: يمه منش.. أنتي ما تهجدين ماشاء الله تشتغلين على كم جبهة أنتي؟؟!! ********************** الدوحة العصر ناصر وفارس يجلسان في مقهى لونوتر في فيلاجيو فارس بتأفف: ممكن أعرف ليش داق علي وجايبني ناصر يرتشف قهوته ويبتسم: زهقان.. وبعدين مرتك اللي جايبتني هنا لازم تعاني معي.. مايصير أعاني بروحي قلب فارس انتفض بعنف وهو يعرف أنها معه في نفس المكان حتى ولو كان مكانا شاسعا فيه المئات غيرهم ثم هتف بغضب: أنت مخليها في المجمع بروحها؟؟ ناصر ينظر له بنصف نظرة كسولة: غيران الأخ؟؟ فارس بغضب: أنت من جدك وإلا تمزح.. قوم روح لأختك لا بارك الله فيك من رجّال.. ناصر يبتسم وهو ينظر لأظافره بطريقة مصطنعة ليغيظ فارس: والله مرتك.. غيران عليها روح دورها بروحك فارس قفز بغضب: مادريت إنك رخمة.. اتصل فيها خلها تطلع الحين ناصر يمسك يده ويشده وهو يضحك: اقعد لا ينقطع عرقك بس أمي معها.. مهيب بنت محمد بن مشعل اللي تهيت طال عمرك فارس شعر بالحرج وأن ناصر حشره في الزاوية وناصر يكمل وهو يضحك: والله مهيب هينة العنود النتفة..جابت رأس الشيخ فارس فارس ببرود يحاول به تغطية حرجه: والله الرجّال اللي مايغار على محارمه مهوب رجّال ناصر مازال يضحك: كثر من ذا الهياط طال عمرك فارس يقرر أن يرد له الصفعة وهو يقول له بخبث: دواك اللي بتسويه فيك مشاعل هذه المرة كان ناصر هو من شعر بالرعشة وهو يهتف بمرح: آه فديت الطاري الله يخلص ذا الأيام العشرة على خير قل لي وش هي ناوية تسوي فيني.. أنا كلي حلالها فارس بهدوء: أنت ماتعرف شيء اسمه سحا.. عيب عليك ناصر يضحك: وش عيبه؟؟ مرتي ذي.. خلينا العقد لك فارس بجدية: ناصر ترا مشاعل خجولة بزيادة ناصر يبتسم: حلالها خلها تخجل وتتدلع فارس بنفس الجدية: يعني مستعد تصبر عليها؟؟ ناصر بجدية هذه المرة: يعني أنت ما تعرفني فارس مشاعل قبل ماتصير مرتي بنت عمي.. لها القدر والحشيمة.. لا تحاتيها الحوار مستمر بين ناصر وفارس ولم ينتبها للعيون التي كانت تلتهمهما بعد دقيقة اقتربتا صاحبتا العيون.. وقبل اقترابهما وصلت رائحة عطريهما القوية اقتربتا حتى وقفتا عند طاولة ناصر وفارس وهمست إحداهما: ناصر بن مشعل ناصر رفع عينيه وهو يرد بعفوية: نعم ولكنه سرعان ما أشاح بنظره وهو يصدم بمنظرهما كأنهما ذاهبتان إلى حفل زواج الوجوه المكشوفة المصبوغة والعباءات الضيقة والشعر البادي أكملت بميوعة: ممكن توقع لي الشيخ أنا والله العظيم أجمع كل صورك في كل سباق.. ياي تينن ثم هتفت الثانية بميوعة أكثر: وخل المزيون اللي معاك يوقع لي أنا فارس لم يرفع عينيه أصلا وهو على وشك الانفجار ناصر بثقة وقوة: توكلوا.. الله يستر عليكم مازالت مصرة: بس توقيع.. اشفيك ناشف جذيه مع معجبينك فارس بقسوة: أقول توكلي توكلي همست بغضب بارد: ياي يخرع ثم انسحبتا ولكن الأخرى قبل أن تنسحب مالت على فارس لتهمس له من قريب: شلعت قلبي.. وش هالرجولة والجمال اليوسفي.. وناصر انفجر ضاحكا وهو يرى احمرار وجه فارس من الغضب فارس بغضب: أنت أشلون تستحمل ذا الاشكال تدري.. أخر مرة أقعد معك وإلا مع راكان في مكان عام تجيبون للواحد شبهة بذا الاشكال اللي تحذف عليكم.. هذولا وين أهلهم عنهم؟؟؟ الجزء الأخير من الموقف حدث أمام عينين دامعتين كانتا تشاهدان من بعيد ********************** بعد ذلك بساعتين طائرة مشعل وهيا تقترب مشعل يهمس لهيا ببرود: أنا ما أدري وش كنتي تلبسين في الدوحة قبل لكن الحين اسمش مرتي وأنا لولا خوفي إنه حد يضايقش في أمريكا أو كان قلت لش تغطين وجهش هناك لكن في الدوحة أعتقد أنه مافيه داعي انبهش هيا لم ترد عليه لأنها كانت تغلي من الغضب عليه (هذا وش مفكرني؟؟) وبعد أن تمالكت نفسها ردت عليه ببرود مشابه لبروده: والله يا ولد عمي أعرف السنع قدام تأخذني ولمعلوماتك أنا كنت أغطي وجهي حتى في لندن عدا الجامعة بس بس في أمريكا حذروني أغطي وجهي ومنت باللي تجي الحين تعلمني أشلون أتستر مشعل بتأفف عميق: أنتي كل شيء عندش معركة لازم تربحين فيها كان هذا أول حوار حقيقي بينهما منذ أيام وإذا به يتحول إلى مأساة وحرب باردة مستعرة هيا أخرجت نقابها وارتدته وهي تحاول نسيان غضبها من مشعل فما فيها يكفيها ألم توتر توجس رعب حزن وقلبها ترتفع دقاته ووجيب هذه الدقات يكاد يمزق أضلاعها خرجت من الدوحة مع أمها وعادت لها مع مشعل وشتان بين الذهاب والعودة تشعر برعب كاسح من الحياة التي تنتظرها كيف سيكون استقبال أهلها لها هل سيحبونها؟؟ هل ستحبهم؟؟ كيف هي أشكالهم؟؟ هل فيهم شبه من والدها مثل مشعل؟؟ كيف سيتعامل معها مشعل هناك أمام أهله؟؟ عشرات التساؤلات التهمت تفكير هيا بمرارة وقائد الطائرة يعلن عن قرب نزول الطائرة في مطار الدوحة الدولي #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء السابع والأربعون بيت محمد بن مشعل غرفة العنود حينما طلبت لطيفة من موضي أن تتصل بالعنود لتتأكد من حجز خبيرة التجميل ارتعبت موضي وهي تشم في صوت العنود رائحة بكاء تحاول إخفاءه لذا قررت أن تتوجه لبيت عمها رغم انشغالها وأن عندهم عشاء رجال ضخم بمناسبة عودة مشعل ووالاحتفال بزواجه في آن وهاهي الآن في غرفة العنود التي ما أن رأتها حتى انخرطت في البكاء وكأنها تحتاج إلى من ينبش قشرتها الرقيقة المتهاوية موضي بلطف: حبيبتي العنود.. ممكن تقولين لي ليش تبكين؟؟ العنود تشهق: فارس.. فارس.. موضي برعب: وش فيه فارس؟؟ العنود تشهق أكثر: يغازل ثم ألقت بنفسها على السرير وهي تبكي بشكل أحد.. موضي لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك وهي تربت على ظهر العنود: قومي قومي يالخبلة تدرين؟؟.. قولي لي.. إبي عبدالله بن مشعل يغازل أقول لش يمكن بس فارس مستحيل.. لا تصيرين هبلة العنود مازالت تبكي: أنا شايفته بعيني يكلمها وباقي تقعد في حضنه.. وحكت العنود الحكاية كاملة كما شاهدتها موضي تشد العنود وتجلسها وتقول لها بحنان: أكيد أنتي غلطانة فارس مستحيل يسويها.. ثم غمزت موضي وهي تقول بمرح: وبعدين ليش تصيرين صكة كذا؟؟ خليه يودع العزوبية.. العنود تشهق: حرام عليش موضي.. أحر ماعندي أبرد ماعندش موضي بعذوبة: عشان ترتاحين الحين بأدق على فارس وأنتي تسمعين العنود برعب: لا لا لا لكن موضي لم تستجب لرفضها وهي ترن على فارس وقتها فارس كان في سيارة مشعل متوجها للمطار لاستقبال مشعل حتى يعود مشعل مع زوجته في سيارته ويعود فارس مع ناصر.. فارس التقط هاتفه وهو يبتسم: هلا والله بالشيخة موضي لا تخافين رايح أودي سيارة أخيش خلاص راحت علينا جا حبيب القلب العنود قلبها يرتعش بعنف ويكاد عرقها يتصبب حرا في برودة ديسمبر وهي تسمع صوته الخشن العميق عبر (السبيكر) المفتوح موضي تبتسم: خلك من البربرة.. يقولون صادينك تغازل فارس بغضب: اقطعي واخسي.. ماعاد إلا فارس بن سعود يخربط موضي تنظر للعنود وتبتسم وتكمل حوارها مع فارس: اليوم في لونوتر شايفين البنت باقي تقعد في حضنك فارس بغضب: تدرين موضي.. مهوب شغلش.. ومهوب أنتي اللي تجين تحاسبيني وأنتي حسابش معي ياقليلة الحيا موضي توترت وشعرت أنها ربما تكون أخطأت بالاتصال والعنود تسمع لذا حاولت أن تسحب التوتر: ولا حتى المدام لها حق تحاسبك وهي شايفتك بنفسها؟؟ فارس بغضب كاسح: العنود اللي قالت لش.. العنود توقف قلبها وهي تسمع كيف تغير صوته من الغضب وكم بدا لها مرعبا ومخيفا تردد نبرة صوته الغاضبة في الجو وكأن الهوا سكن حولها خوفا والجو يصبح خانقا وثقيلا وموضي شعرت أنها تورطت لذا أجابت بصراحة: أنا عندها.. وتراها تسمعك.. خل عندك شوي ذوق فارس بغضب ناري: يعني هي تسمعني..زين العنود اسمعيني حسابش عندي.. عشان ثاني مرة تدخلين حد بيننا يعني مافيش صبر كم يوم وتسأليني بنفسش أو من أولها ماعندش ثقة فيني.. أصلا رصيدش عندي كبير ما يضر ذا الموضوع زيادة العنود غضبت من تهديده الوقح لها فصرخت بصوت عالٍ حتى يسمع: وأنا ماني بعبدة عندك تهددني وأنا عادني في بيت إبي.. على شنو شايف حالك؟؟ موضي أغلقت السبيكر بسرعة وهي تهتف لفارس: فارس الله يهداك مافيه شيء يستاهل فارس بغضب: دواش أنتي وياها عندي.. ثم أغلق الهاتف.. وموضي ترجع للعنود الباكية وتحاول تهدئتها وإقناعها أن فارس يغضب بسرعة ويرضى بسرعة بينما العنود كانت تشعر أنها مجروحة بعمق منه ومن قسوته وقبلها من المشهد المهين الذي رأته مشاعرها الرقيقة كانت مستباحة ومستهاضة حزنا وألما وغيرة مرة جارحة ************************* مطار الدوحة الدولي مشعل وهيا يصلان هيا متوترة جدا قلقة مرتاعة مشاعرها تنزف توترا وخوفا غير مفهوم راكان كان قد أخذ أذن لدخول المستقبلين لصالة الاستقبال الرئيسية صالة الحقائب ولكنه لم يحضر.. بقي في المجلس لاستقبال الرجال مع والده وعمه ولأن استقباله لصديق عمره لابد أن يكون استقبالا خاصا ومن جاء للاستقبال فارس وناصر ومشعل ليحضر لطيفة.. لأنه لابد أن يكون هناك أحد لاستقبال هيا وهاهما يصلان وهيا توترها يتصاعد وهي تود لو تخفي وجهها في ظهر مشعل توجسا وقلقا ثلاثة أجساد ضخمة تتوسط البهو عرفت هيا فورا أن اثنين منهما مشعليان أصيلان الثالث لا يشابههما إلا في الطول والعرض فقط تأخرت عن مشعل قليلا وهي تراه يتوجه ناحيتهم وابتسامته تتسع وتشع شعرت أنها غريبة تماما وهي تتأخر أكثر وتتقزم وهي ترى استقبالهم الحار له شعرت بدموعها تقفز إلى محاجرها وذكرى والدها ووالدتها تقتحمها بعنف شعرت أنها وحيدة وهي ترى مشعل بعيدا عنها في أحضان أهله لم ترَ من قبل أسرايره بهذا الانفتاح وابتسامته بهذا الصفاء وكأنه يحلق ويتحرر من سجنها له أخيرا وهي في أفكارها المرة شعرت بيد رقيقة تسحبها لتحتضنها وصاحبة اليدين تهمس بصوت عذب حنون: الحمدلله على سلامتش.. نورتي الدوحة وبيت هلش أنا لطيفة بنت عمش وأخت مشعل الكبيرة غصبا عنها وجدت هيا نفسها تنخرط في بكاء مكتوم وهي تحتضن لطيفة شعرت بانفعال عميق وهي ترى أن هناك من تذكرها وغمرها بمشاعره في الوقت الذي كانت مشاعرها مستثارة ومتحفزة وعلى شفا الانهيار وقتها كان مشعل يلتفت لها شعر بألم عميق لأنه علم أنها تبكي (أما لهذا البكاء والوجع من نهاية؟!) الشباب ناصر وفارس أخذا أرقام الحقائب من مشعل ليحضراها هما وأعطى فارس مشعلا مفتاح سيارته خرج مشعل مع مشعل ولطيفة وهيا حتى وصلا المواقف للسيارتين المتجاورتين حينها لطيفة ألقت بنفسها في حضن شقيقها مشعل احتضنها بقوة وحنان وهو يقبل رأسها: اشتقت لش لطوف والله العظيم لطيفة بحنان: وأنا أكثر ياقلب أختك حوار عذب وعميق وشفاف مليء بالاهتمام كان يدور بينهما الحوار والأحضان أثارت غيرة شخصين محرومين منها إلى حد الوجع مشعل بن محمد وهيا فكلاهما محتاج لحضن نصفه الآخر ويفتقده بوجع وهو يرى كيف أن نصفه الأخر متدفق مع غيره ومليء بالحب والحنان الذي هو في أمس الحاجة إليه.. مشعل لشقيقته بحنان: لطيفة تعالي معنا.. لطيفة بذوق: لا حبيبي.. أنت روح أنت ومرتك.. وأنا بأروح مع خويي اللي جيت معه أنا ما أبور في أبو محمد.. مشعل بهدوء: الله يخلي لش أبو محمد.. ما يستاهل من يبور فيه.. جمل عفوية لكنها في القلوب المثقلة تؤول بعشرات المعاني مشعل الكبير بهدوء: يالله يأم محمد.. هيا شعرت أن إحساس الغربة يعاودها بعنف.. وهي تركب إلى جوار مشعل تحاول أن تفتح حوارا ما: سيارة من هذي؟؟ مشعل بهدوء: سيارتي.. هيا بذات الهدوء: حلوة ماشاء الله.. متى اشتريتها؟؟ مشعل بسكون: من كم شهر.. في الصيف هذا اللي فات.. حوار غبي باهت.. ولكنه حوار قد يؤدي لشيء ما وهاهو يؤدي وهيا تتجاوز حبسها لمشاعرها وتقول بخفوت متوتر: مشعل أنا خايفة.. مشعل شعر أن قلبه يقفز وهي يسمعها تعبر عن خوفها كان بوده أن يحتضنها.. يطمئنها.. يبعد عنها وساوس الخوف والقلق رد عليها بطمأنة: لا تخافين من شيء (كان سيقول وأنتي معي، لكنه أكمل): صدقيني بتنبسطين وترتاحين... هلي ناس طيبين وكفاية إنش بتشوفين سميتش.. هي بروحها تكفي عن كل الناس توترت هيا أكثر لذكر جدتها التي يمزقها شوقها لرؤيتها سترى والدة سلطان أخيرا الحلم الذي مات وهو يحلم به!! (سأراها يا سلطان.. سأراها أمك.. عبق رائحتك حلمك السرمدي وجع غربتك التي عشتها في وطنك سأراها وكم يمزقني شوقي لها وخوفي من رؤيتها!!) السيارة الآخرى مشعل ولطيفة مضت لحظات صمت قبل أن يقطعها مشعل بهدوء وعيناه مثبتتان على الطريق: وصدق ما تبورين في أبو محمد؟؟؟ واللي تسوينه فيه شتسمينه؟؟ لطيفة بذات هدوءه ويداها مثبتتان في حضنها: أبو محمد أول من بار..والرد من جنس العطا مشعل بعمق: لطيفة احنا عشرة عمر وأظني إنش تعرفين أني ما أقول شيء ما أعنيه أنا أعتذرت لش.. لمتى وأنتي تصديني كذا؟ لطيفة بألم حاولت تغليفه بالبرود لكنها فشلت: 13 سنة وأنت تعاملني كني طوفة لحد ما خلاص كانت القشة اللي قصمت ظهر البعير مشاعر شفقة وكسر خاطر وعقبه لقيت نفسك تورطت أنت قلتها وخلاص.. ومايصير تراجع ولازم تثبت أنه هذا قرارك من البداية أو يمكن عجبتك اللعبة وقلت خلني أكملها مشاعري مهيب لعبة لك يا مشعل تبيني أصدق أني قدامك 13 سنة وما مليت عينك وفجأة صرت تموت علي لا ومشاعرك ماطلعت الا في نفس الوقت اللي كنت تظن إني مريضة *********************** منزل عبدالله بن مشعل الصالة السفلية مشاعل تمسك بيد جدتها وتحاول أن تجلسها وهي تقول لها بحنان: يمه فديتش اقعدي هذا هم على وصول يمه مايصير توقفين على أرجيلش ذا الوقت كله الجدة بخليط من التوتر والشوق والحنين: مافيني صبر يأمش.. مافيني صبر ليتني رحت مع لطيفة مشاعل مازالت تقف جوارها كما تفعل منذ أكثر من ساعة فهي لا يهون عليها أن تجلس أو ترتاح وهي ترى قلق جدتها وتوترها مشاعل بالذات شديدة الاهتمام بجدتها وهي المسؤولة عن كل شيء يخصها طعامها وملابسها وأدويتها ترد عليها بحنان: وين تروحين مع لطيفة تعب عليش فديتش ثم أكملت بحماس وهي تسمع صوت سيارة تتوقف في الخارج: شكلهم جاو يمه.. واقتربت من الشباك لترفع طرف الستارة وترى بالفعل سيارة شقيقها مشعل تتوقف أسى الهجران/ الجزء الثامن والأربعون بيت عبدالله بن مشعل مشاعل وجدتها تقفان في منتصف صالة البيت الرئيسية مشعل يدخل وخلفه خيال متشح بالسواد الجدة قلبها يصطرع شوقا مضنيا لهذا الخيال بالتأكيد هي مشتاقة لمشعل ولكن مشعل رأته منذ أشهر قليلة لكن هذا الشبح الأسود هو وجع 27 سنة مضت 27 سنة مرت وهي تطوي أحشائها على ألم يمزقها ألم حزَّ عميقا في أعمق أعماقها حتى بات غائرا كالوشم وجع شوقها لابن حُرمت منه ثم انتزعت منه الحياة في عز شبابه وماترك خلفه غير هذه الصبية هي كل مابقي منه كل مابقي من رائحته هي ما تبقى من أمل عاشت سنين شيخوختها ترتجيه أمل دعت ربها طويلا أن يسكن روحها برؤيته قبل أن يأخذ أمانته إليه مشعل اقترب أولا احتضن جدته وقبل رأسها وهو يسلم عليها ولكنها كانت عاجزة عن الرد لأول مرة في حياته جدته لا ترحب به عشرات المرات كان يعلم السبب ولا يلومها لذا تأخر قليلا ليرجع إلى هيا هيا التي كان يلفها إعصار مشاعر كاسح كانت ترتعش بعنف وهي على وشك الانهيار مشعل أمسك بيد هيا بحنان وهو يشدها ويقول لها بلطف: تعالي سلمي على سميتش هيا أزالت نقابها بأصابع مرتعشة كانت تريد أن ترى جدتها وجهها رغم أن جدتها كانت تحتفظ ببرقعها على وجهها اقتربت هيا بخطوات مترددة وعيناها مثبتتان على عيني جدتها الممتلئتان بدموع تعلقت بأهدابها شعرت هيا أن روح والدها تحوم حولها لم تشعر بقوة حضوره يوما كما تشعر اليوم (هل عدت معي ياوالدي؟؟ هل تراها الآن كما أراها؟؟ هل ترى من حرموك من أحضانها؟! هل ترى من استنزفك شوقك لأحضانها؟!! هل ترى وجع أحلامك ويأس سنينك؟!! هل ترى مابقي من ذكراك في رائحتها؟!! كم تبدو جدتي عظيمة وشامخة يا أبي كنخلة باسقة تضرب بجذورها في عمق الأرض؟؟ هل ستتقبلني وتحبني كما كنت أنت تحبني؟!! هل سأشعر في أحضانها بدفئك وبعضا من عبقك الذي استنزفني شوقي إليه؟!!) بقيت الاثنتان لبرهة متقابلتان كل منهما تنظر للأخرى الجدة لكل تفصيل في وجه هيا وهيا لعيني جدتها اللتين أحاطت بهما تجاعيد غائرة تحكي سيرة سلسلة طويلة من الألام حينها الجدة شدت هيا واحتضنتها بعنف حانٍ ثم انهارت هيا في أحضان جدتها وهي تبكي بصوت مسموع والجدة تسيل دموعها بصمت وهيا تهتف بجملة واحدة " مات وهو مايبي شي في الدنيا إلا شوفتش مات وهو مايبي شيء في الدنيا إلا شوفتش" الجملة التي أثارت أقصى أوجاع الجدة ليبدأ صوت نشيج مؤلم يتعالى من روحها المثقلة حينها صُعق كل من مشعل ومشاعل اللذين كانا أنهيا للتو سلامهما الحار على بعضهما فهما مطلقا لم يسمعا بكاء جدتهما قبلا مشعل اقترب من هيا التي مازالت في أحضان جدتها وهمس في أذنها بعتب: مافيه داعي تقلبين مواجعها بالكلام جدتي عمرها مابكت قبل اليوم هيا رفعت رأسها وابتعدت قليلا وهي تمسك بكف جدتها التي مازالت تنشج وهي تهمس لها بحنان باكٍ: يمه فديتش.. خلاص لا تخربين علي فرحتي بشوفتش الجدة بعمق متألم: إذا هو مات وهو يبي يشوفني أنا أموت في اليوم ألف مرة لأني ماقدرت أشوفه حينها مشاعل الرقيقة التي كانت تحاول التماسك انهارت في بكاءها الخاص مشعل بحيرة بين الباكيات الثلاث: خلاص الله يهداكم أنتو بتسوون مناحة أذكروا الله قولوا لا إله إلا الله ثم توجه لجدته وشدها وأجلسها على الأريكة وجلس هو إلى جوارها وهيا بجوارها من الناحية الأخرى حتى تأكد أن الاثنتين سكنتا حينها توجه لمشاعل التي كانت تجلس على كرسي لوحدها وتبكي بصمت جلس على طرف الكرسي واحتضنها بحنان: وأنتي يالدلوعة على طريف حينها انتبهت هيا إلى حنانه المتدفق مع شقيقته يبدو كما لو كان سيذوب من أجلها هاهو يحتضنها مرة تلو الأخرى وهو يحايلها ويمازحها حتى رأى ابتسامتها.. حينها أشرق وجهه بإبتسامة صافية (ياترى ممكن يكون معي في يوم كذا؟!!) حينها مشاعل قفزت وهي تقترب من هيا وتسلم عليها بحماس وانفعال مغلفان بخجلها وعذوبتها وهي تعتذر بتهذيب حقيقي.. وتسأل هيا عن أحوالها.. وترحب بها برقة شعرت هيا أنها تبدو ذكرا فعلا أمام أنثى مثل هذه كيف تتكلم بخفوت.. وتنتقي عباراتها برقة ويدل كل مافيها على أنوثة مصفاة من طريقة تحريكها ليديها.. لتعبيرها بملامحها.. لتحكمها بدرجة صوتها وهيا مازالت مبهوتة في عذوبة مشاعل ورقة انثيال عباراتها سمعت صوتا طفوليا رفيعا يأتي من الأعلى: الزرافة جا ماحد قال لي.. مشعل حين رآها اتسعت ابتسامته وهو يتلقاها وهي تنزل كالسهم من الأعلى ليحملها عاليا وهو يحتضنها وضحكاتها تتعالى وهي تقول: وش جبت لي؟؟ ومع جملتها تغمر وجهه بالكثير من القبلات التي تعبر عن اشتياقها الطفولي الشفاف مشعل يضحك: ماجبت لش شيء.. زعلان عليش.. يقوله وهو ينزلها وهي تحتضن خصره : أفا.. أبو عبدالله زعلان نزل رأسك خلني أحبه.. وجيب لي هديتي لأنه مستحيل تنساها مشعل مازال يضحك: أبوك يالثقة.. الشناط مع ناصر وفارس إذا جات الشنطة الصغيرة كلها لش أنتي ومريوم ريم تضحك: مالي شغل في مريوم.. كلها حقتي.. وهو في حواره معها الحوار الذي كان مدار تركيز شخص افتقد بعنف لهذه الأجواء العائلية دخلت أم مشعل من ناحية المطبخ وهيا مازالت تراقب لقاء مشعل بأمه استثنائي تماما حنان مصفى ولهفة كاسحة وتبجيل غريب كان مشعل يغمر رأسها ويديها بقبلاته وهي تتحسسه كأنه تريد أن تتأكد من وجوده أمامها مشعل يبتسم: والله إني طيب لا نقص مني يد ولا رجل أم مشعل بحنان مصفى وعيناها تلمعان ببريق الدموع: أدري أنك طيب ثم ألتفتت على هيا التي كانت واقفة للسلام عليها: وخصوصا عقب ما تطمنت إن بنت سلطان معك وتراعيك شعرت هيا بخجل مؤلم (أي مراعاة؟ أنا لم أكن أكثر من حمل ثقيل هو من كان يراعيه) أم مشعل رحبت كثيرا بهيا وهي تسألها عن أحوالها بحنان واهتمام الأمر الذي أشعرها بالكثير من الخجل والتأثر حينها دخل اعصار آخر من أعاصير آل مشعل العذبة قادم من باب الصالة الرئيسي كانت تصرخ بحماس: خيانة .. خيانة ميشو يالعلة .. أشلون مشعل وصل وما تبلغيني حينها مشعل وقف وهو يبتسم ابتسامة شاسعة: والله المفروض أنتي قاعدة تنتظرين أخيش الكبير مهوب تلوبين وتبينهم يبلغونش موضي تقترب وهي تبتسم بسعادة: كنت عند بيت عمي محمد واحسب إني بارجع قبل توصل.. السموحة فديتك تستمر اللقاءات الاستثنائية أمام عيني هيا كل لقاء له مع أهله رأت أن له خصوصيته واستثنائيته بدءا من أبناء عمه فلطيفة مرورا بجدته ثم مشاعل فريم ثم والدته والآن موضي وموضي بالذات كان للقاءه بها عبق خاص فهناك اختلاف حدث فموضي طُلقت وهو في الخارج وعادت لبيت أهله وموضي كانت سعيدة أنه لم يكن موجودا حينها ولم يعلم بما حصل لها فهي تعلم معزتها عنده.. وأنه لا يرضى عليها حتى أن تخدش طال احتضانه لها وهي انفعال عميق يهزها وإحساسها بوجوده يسكن بعضا من روحها الممزقة التي تخفيها عن الجميع ثم ألتفتت موضي لهيا وهي تسلم عليها وتحتضنها بحماس وتغدق عليها الكثير من الترحيب والانفعال والتعليقات المرحة مشعل جلس معهم لخمس دقائق كان يدور بينهم فيها حوار صاخب بينما هيا جالسة جوار جدتها صامتة ومشاعر غريبة مليئة بالانفعال تلفها بعدها وقف مشعل وهو يقول: أنا باروح للمجلس مابعد سلمت على أبي وعمي وماني برايح لهم ببنطلون ثم ألتفت لمشاعل وهو يسأل:أبي أبدل.. ثيابي جاهزة؟؟ مشاعل قفزت باحترام وهي تقول: بتلاقي ثوب وغترة مكوية ومبخرة معلقة في غرفة الملابس حقتك وعلى العموم كل ثيابك البيض والشتوية والغتر مكوية ومبخرة في الدولاب لو ماعجبك اللي طلعته طلع اللي تبي.. ثم أكملت موضي بذات الاهتمام: وترا كل نعالك وجزمك تكرم وديناها ولمعناها وتوه السواق جابهم اليوم مشعل يبتسم وهو يصعد ويقول بحنان لشقيقتيه: الله لا يخليني منكم هيا شعرت بضيق يكتم على نفسها حين رأت كيف اهتمام شقيقاته به بينما هي لم تشعره يوما بأدنى اهتمام رغم حرصه الدائم عليها شعرت حينها بعمق صبره معها وقلة تهذيبها معه فشخص مثله تعود على كل هذا الاهتمام والتدليل كان سيفترض أن زوجته لابد أن تقدم له بعضا من هذا الاهتمام لكنه لم يطلب منها يوما شيئا وهي لم تقدم شيئا سوى الأمور الاعتيادية التي كانت ستفعلها لنفسها من الطبخ والتنظيف والغسيل بعد صعود مشعل استمر الحوار بين البنات وأمهم والجدة وهيا التي كانوا يسألونها عن أحوالها باهتمام حقيقي رقيق موضي بحماس: أشلون مشعل معش؟؟ إذا مقصر عليش بشيء قولي لي أقطع أذانيه هيا تبتسم: لا والله مايقصر ولا قصر بشيء.. أم مشعل بحنان: هيا يأمش ترا بكرة مسوين لش عشا وبيجون ناس كثير إذا قاصرش شيء.. موضي وإلا لطيفة يودونش بكرة السوق هيا ارتبكت: عشا شنو يمه؟؟ أم مشعل بهدوء: يأمش أنتي عارفة إنه عرس عيالنا وبناتنا عقب حوالي 10 أيام ولازم نحتفل فيش قبلهم.. الناس يبون يتعرفون عليش شعرت هيا بتوتر كاسح.. كيف ستقابل كل هؤلاء الناس وهي مازالت لم تتعرف على عائلتها بعد وحينها رأت ما أثار توترها وانفعالها أكثر وأكثر وجعل قلبها يصطرع بجنون ودقاته ترتفع وترتفع وترتفع #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة الرئيسية كان مشعل ينزل الدرج بسرعة بعد أن استحم سريعا وأبدل ملابسه شعرت هيا أن قلبها هوى إلى هوة سحيقة وهي تراه ينزل بطلة تراها لأول مرة الثوب الأبيض الناصع والغترة الحمراء رغم أن مشعل ذاته ليس وسيما بالمعنى المتعارف عليه للوسامة ولكنه بدا لها مبهرا بل فوق الإبهار بمراحل وثوبه ينساب على عضلات جسده الرياضي الطويل بتناسق مرسوم بدقة وغترته تحيط وجهه بملامحه السمراء وعارضيه المحددين وكأنه لوحة رُسمت بحرفنة ويبقى للثوب والغترة حضورهما الجليل في الذاكرة الجمعية المشبعة بتقديس كل ماهو من العادات الأصيلة أم مشعل كانت أول من تكلم باعتراض: يأمك الله يهداك ليش لابس ثوب أبيض الجو بارد.. مشاعل مهيب مطلعة لك ثوب شتوي مشاعل تدافع عن نفسها: والله يمه طلعت له من ثيابه الشتوية الجديدة اللي فارس توه جابها من الخياط مشعل يبتسم: يمه الله يهداش.. أنا جايكم من صقيع واشنطن كلها ثلج جو الدوحة الحين جو ربيعي.. موضي تضحك: بس ماعليك من الحكي.. بردنا يوجع.. مشعل اقترب من هيا ومال على أذنها هيا انتفضت بعنف ورائحة عطر فاخر تشمه لأول مرة تتناسب فخامته مع طلته الفاخرة تخترقتها حتى النخاع ومشعل يهمس: بأصلي العشاء وبعدين بأجيب أبي وعمي.. استعدي تسلمين عليهم شعرت حينها أن أعصابها على وشك الذوبان فمقابلة عميها بدت لها أكثر من احتمالها بعد أن استنزفتها مقابلة جدتها حتى النخاع *********************** مجلس آل مشعل لقاء حافل بين مشعل ووالده وعمه وراكان وحتى سلطان وأبناء شقيقته محمد وعبدالله ولكنه لقاء يتناسب مع طبيعة آل مشعل مفعم بكبريائهم العميق المغلف لانفعالاتهم الدافئة الرجال لم يصلوا بعد سيصلون بعد صلاة العشاء وهاهو مشعل يجلس في الزاوية مع راكان كان راكان يستفسر منه بالتفصيل عن سير دراسته فراكان يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة ومشعل بالمثل عدا موضوع واحد راكان يبتسم: زين والحياة الزوجية؟؟ وأشرايك فيها؟؟ مرتاح؟؟ مشعل بابتسامة غامضة: الحمدلله.. عقبالك راكان يبتسم بذات الغموض: لا يا أخيك خلينا العرس لك.. مشعل بهدوء: تعرف رفيقي سعيد.. ماشاء الله خواته واجد خل نخطب لك عندهم.. أنا أشهد أنهم منسب وأبيه رجّالن نادر أنا لولا إني خذت بنت عمي سلطان وإلا كنت ناوي إذا خلصت أخطب عندهم راكان بهدوء: خلاص خذت بنت سلطان ماتبي عقبها حد.. مشعل يبتسم: وانا أشهد.. هاه وأشرايك نخطب لك عند سعيد؟؟ راكان يبتسم: عشان أنت عرست لازم تسحبني وراك.. يابن الحلال عرس ما أبي.. كفاية علي حنة أبي وامي ومريم.. تجي فوقهم خلنا من خرابيط العرس أشرايك نقنص لنا كم يوم قبل عرس العيال طيرك من يوم رحت وهو في مركز الطيور ماتبي تخليه يطلق جنحانه شوي مشعل بحنين: أفا عليك.. تشاورني خلاص بس أرتب وضعي ذا اليومين ونروح ********************* بيت عبدالله بن مشعل لطيفة تصل بعد أن ألبست بناتها وأحضرتهن معها هيا عرفتها أنها من استقبلتها في المطار لطيفة ألقت بنقابها وبجلالها على المقعد وهي تنثر شعرها بعفوية على كتفيها وترحب بهيا بحرارة هيا شعرت بصدمة وهي ترى لطيفة.. نعم مشعل قال لها أن لطيفة أجمل شقيقاته ولكنها لم تتخيلها بهذا الجمال المبهر لا تعتقد أنها سبق لها أن رأت امرأة على الطبيعة بهذا الجمال الموجع شعرت هيا أنها باهتة تماما ولا يمكن أن تكون أنثى أمام شقيقات مشعل مشاعل بعذوبتها ورقتها وموضي بملاحتها وحضورها الآسر ثم لطيفة بهذا الجمال الذي يذيب القلوب لطالما كانت هيا مشغولة بالكثير من الأشياء عن الاهتمام بنفسها كفتاة والدتها ودراستها واثبات ذاتها حتى بعد زواجها بمشعل لا تذكر أنها تأنقت من أجله ولا حتى مرة واحدة غصبا عنها شعرت هيا بألم عميق (اعتاد مشعل على هؤلاء الإناث الحقيقيات اللاتي هن على استعداد دائم لخدمته باستماتة فماذا لقي مني غير زميل سكن لا يختلف عن أي رجل قد يرافقه إضافة إلى تحمله لعنادي وعصبيتي وحدة لساني الدائمة) لطيفة برقة: هيا خلني أعرفش على بناتي مريم سلمي.. هذي مريم عمرها 10 سنين في الصف الخامس أكبر منها محمد 12 وأصغر منها عبدالله 7 الحين مع إبيهم..وإن شاء الله عادهم بيجونش يسلمون عليش وهذي جود.. عمرها 3 سنين أخر العنقود.. هيا كانت تسلم على البنات وأجلست جود على رجليها وموضي تهتف باستنكار مرح: وش أخر عنقوده ذي؟؟ انتاجش أنتي ومشعل سوى تحسين ثوري لنسل العائلة الكريمة نبي لنا ثنين أو 3 بعد.. لطيفة غصبا عنها شعرت بألم وهي تتذكر وضعها الغريب مع مشعل لكنها هتفت بابتسامة: لا خلاص الاثنين والثلاثة تجيبهم لنا هيا ومشعل إن شاء الله حينها انتقل شعور الألم الممزوج بالخجل لهيا وهي تحتضن جود و تتذكر وضعها الأغرب مع مشعل الآخر أكثر من شهران مضيا على زواجهما ولا تجمعهما أي علاقة طبيعية تشبه علاقة الأزواج ببعضهما والذنب ذنبها في المقام الأول فهي من طالبت بغرفة لوحدها ثم هي من صدته حين عبر لها عن مشاعره ************************* القاهرة المعادي منزل كبير يطل على النيل حديقة المنزل الجو بارد وبه زخات خفيفة من المطر ولكنها تجلس على كرسي في الحديقة تستمتع بالجو الذي تشعر بالحرمان منه أكثر أيام السنة صوت يتعالى من الداخل: بت باكينام.. تعالي هينّا باكينام باحترام وهي ترفع صوتها: جايه يا أنّا جايه.. دخلت باكينام لتجد جدتها تلتفع بلفاع ثقيل وتجلس بالقرب من المدفأة تحتضنها من الخلف وتطبع قبلة على خدها ثم تجلس بجوارها ثم تقول بابتسامة: إيه ده يا أنّا؟؟ تكوني فاكرة نفسك في الئطب الجنوبي (كما هو معروف وتعلمون الجيم القاهرية المعطشة تُنطق مثل القاف يعني ستنطق القنوبي، لكنها في الكتابة ثقيلة وتبدو غير مستحبة) جدتها كانت ماتزال تحتفظ ببعض ملامح جمال زائل ببشرتها البيضاء وتجاعيدها الدقيقة الناعمة وشفتيها المزمومتين الزهريتين كانت ترتدي حجابا أبيضَ من الحرير وثوبا فضافا تحته بنطلون مطرز الأطراف على الطريقة التركية العريقة في اللبس أنّا صفية بتأفف:إيفيت..إيفيت جو تعبان هينّا ..في أزمير كنت ألعب بالتلج بس برد هيناك جّميل.. باكينام تبتسم وتساير جدتها: أكيد هو في حاجة زي جو أزمير اللهم احفظ ازمير من كل شر جدتها تضربها على مؤخرة رأسها: أخلاق سيس بت باكي سهن يلان (أنتي كذابة) باكينام تضحك: الله الله ابتدأ الضرب تحت الحزام والرطن بالتركي خفي عليا يا أنَّا.. أنا مش ئدك الجدة بتذمر: أنتم بنات يومين دول عاوزين أدب أنا زمان بعتني بابا آستانة عشان أتعلم هناك (الآستانة =أسطنبول) كان زمان تعليم غير.. بنات غير.. فيه أدب.. هوانم بجد باكينام تبتسم وتحتضن ذراع جدتها وتقول بحنان: والله يا أنّا مافيش زيك اتنين الجدة بنبرة خاصة: وعشان أنا مافيش زيي اتنين.. يخبي عليا بت باكي؟!! تتنهد باكينام ( ألهذه الدرجة أبدو شفافة وزجاجية الروح أمام عيني هاتين العجوزين السابرتين؟!!) لا تريد أن تخبر جدتها التركية بشيء فإذا كانت جدتها الايرلندية تقبلت مشاعرها لأنها لا تحمل ضغينة للعرب فإن صفية التركية ستظل تؤنبها وتقول لها: أنا حذرتكِ أن تقعي في غرام عربي (سيس) باكينام تبتسم: وأنا هأخبي إيه على أحلى أنّا؟؟ صفية تلمس صدر باكينام من اليسار وتقول بعمق: إسالي ده وجاوبي أنّا *************************** صالة بيت عبدالله بن مشعل بعد صلاة العشاء مشعل يصل ومعه والده وعمه ومحمد يدخل مشعل أولا لينبههم هيا تقف وهي تشعر بتوتر عميق يلفها كانت هيا مازالت ترتدي عباءتها المغلقة وتلف شيلتها على رأسها وحمدت الله أنها لم تخلعهما بعد رغم مطالبة البنات لها أن تاخذ رأحتها دخل الكهلان العملاقان وامتلأ المكان فورا بحضورهما الآسر العميق وقلب هيا يقفز إلى حنجرتها وهي تشعر أن دقاته تمزق خلاياها تمزيقا ريقها جاف وعيناها غائمتان ورائحة عميقة لوالدها تحضر بعنف مع شبه شقيقيه الكبير به كأنها ترى أمامها والدها في كهولته التي لم يرد له الله عز وجل أن يصلها الشيء الذي هزها بعنف لم تتخيل أن لهم هذا الشبه بوالدها شعرت أنها مستثارة حتى أقصى أقصى روحها كان محمد أول من تقدم لها وعلى شفتيه ابتسامة دافئة تمزق قلبها وهي تراها ذات ابتسامة والدها.. تكاد تقسم أنها ذاتها ذات الفك القوي الشامخ بابتسامته الهادئة الواثقة احتضنها بحنان وهو يهمس: نورتي بيتش يا أبيش الله يرحم سلطان ويجعل مثواه الجنة سلطان راح بس تراني في مكانه ثم رفع صوته وهو يقول لمشعل: ترا هيا مثلها مثل العنود ومريم لا يطري عليك يوم تضيمها ترا حسابك معي مشعل يبتسم: ما أحتاج من يوصيني في هيا.. إزهلها هيا تشعر أنها عاجزة عن احتمال الانفعال وعمها الآخر يحتضنها وهو يبتسم ويقول: يخسا مشيعل يزعلها وإلا قطعت رأسه ضحك مشعل: أفا الدعوة خاربة الشيبان صفوا مع المدام وخلوني عبدالله يحتضنها بحنان ويهمس لها: سلطان كان غلاه عندي غير أخواني كلهم عشان كذا سميت ولدي الثاني سلطان وترا غلاش من غلا أبيش اللي ماله حد هيا تشعر انها بالفعل على وشك الانهيار من عظم الانفعالات التي تكتسحها لا تحتمل المزيد ولكنها تذكرت أنه بقي المزيد المزيد المختلف عمتها الوحيدة نورة بقي هي كان والدها يحبها كثيرا وكان لها معزة خاصة جدا عنده فهي شقيقته الوحيدة ومع تذكرها كانت عمتها نورة تدخل مع الباب الرئيسي بينما البنات لففن من وراء المنزل ليدخلن مع باب المطبخ الداخلي نورة كانت أكثرهن انفعالا فهي احتضنت هيا بعنف وانخرطت في بكاء حاد عشرات الأفكار كانت تموج في فكرها شوقها لشقيقها الذي كان هو الأكبر منها مباشرة وارتباطها به كان قويا جدا إحساسها بالوجع لغياب حمد الذي جعلها تشعر بعظم ألم أمها حرمانها من الانجاب لسنوات الذي جعلها تشعر بقيمة الابناء ثم تفكيرها لو أنها تموت وتترك بناتها من سيحس بالآمهن بعدها فلا شيء يعوض البنت بالذات عن غياب أمها كانت عشرات المشاعر المتشابكة التي انصبت في شكل حنان طاغٍ تجاه ابنة شقيقها اليتيمة التي حُرمت من الأسرة ثم من الأب ثم من الأم.. بيت عبدالله بن مشعل الليلة كان مصدرا لتفجر مشاعر كاسحة في عنفها وعنفوانها بعد أن غادر محمد وعبدالله ومشعل دخلن بنات نورة لم تستطع هيا أن تمنع نفسها من الابتسام رغم وجهها المحمر من أثر الدموع وهي ترى علياء وعالية كانت الاثنتان تلبسان ذات الطقم والحذاء وربطة الشعر شعرت أنهما كبيرتان على هذا التطابق الذي قد يناسب طفلتين مشعل كان قد أخبرها عن التوأم الثلاثي وأن عالية وعلياء متطابقتان ومعالي مختلفة لكن رؤيتهن على الطبيعة كانت شيئا مسليا معالي تقترب وتسلم أولا وهي تضحك وتقول: ما ألومش تضحكين إذا شفتي المصيبة اللي ربي بلانا فيها أنا معالي وأقدم لش خواتي الكوبي والبيست لو في يوم صدفتي وحدة لابسة شيء واحد مختلف غير الثانية تكون أعجوبة العالم الثامنة وترا مهوب لازم تتعبين نفسش تعرفين من علياء ومين عالية نادي اسم أي وحدة بترد عليش نفس الرد بعد دقائق وصلت أم مشعل بن محمد وبناتها وأم فارس وكان لكل منهن ترحيبها الخاص بهيا التي باتت عاجزة بالفعل عن احتمال كل هذا الكم من المشاعر انتقلن النساء لمجلس الحريم الداخلي ومضى الوقت وهيا لم تشعر به عفويتهن وابتعادهن عن الرسمية واحتواءهن الطبيعي لها كأنهن يعرفنها طوال عمرها كانت عمتها نورة بجوارها وهي تحتضنها بين الفينة والأخرى ومعالي تتحركش بهما بمرح وأنهوا العشاء منذ وقت لطيفة برقة: هاه هيا تحبين نروح بكرة السوق.. على الأقل نشتري لش شيء حق العشاء بكرة هيا بحرج: مافيه داعي.. معالي بمرح: شنو مافيه داعي إلا فيه داعي ونص... وتراني بأروح معكم نورة باستنكار غاضب: يا سلام وبدون استئذان ماكن وراش أم ولا وراش مدرسة..وشورش في مخباش.. معالي تقفز وتقبل رأس أمها: النوري فديتش الحركات ذي ما تنفع البنات الحلوين اللي مثلش تبينهم يقولون إنش دقة قديمة.. وحركات عجايز وصكة نورة تقرص معالي في ذراعها: إيه عجوز وحركات أول وروحي انثبري ومافيه روحة بكرة غير للمدرسة ثم الحفلة في الليل وبس معالي تتصنع الزعل: إلا لازم تكسرون بخاطري وإلا ما تستانسون العنود كانت غالبا صامتة فموقفها مع فارس مازال ماثلا بعنف الكل كان مستغرب صمتها غير المعتاد الوحيدة اللي كانت تعرف السبب كانت موضي ولكن الجميع تفهموا أنها ربما تشعر بالخجل ومتوترة من اقتراب موعد زواجها ومريم كانت فاكهة الجلسة بعذوبتها وحديثها الشيق والعميق وهيا أحبتها كثيرا بدت لها تتمتع بشحصية مغناطيسية تجذب وتحتوي محدثها تلقائيا ********************* الساعة اقتربت من 12 مساء الكل انسحب لأن غدا مدارس أولهن كانت لطيفة بأولادها ثم أم مشعل وبناتها وأم فارس ثم أخيرا نورة وبناتها الجدة وأم مشعل أيضا كل واحدة منهما انسحبت لغرفتها لترتاح من تعب اليوم رغم أن الجدة لم تكن تريد ترك هيا ولكن هيا طلبت منها أن ترتاح ووعدتها أن تنزل لها الصباح الباكر تبقى موضي ومشاعل وهيا هيا تسأل: أنا ماشفت سلطان وينه؟؟ مشاعل بعذوبة: هو رجع من العشاء متأخر ودخل نام على طول عشان عنده مدرسة بكرة هيا بحنين: كان نفسي أشوفه موضي بمرح: ياما جاي لش من الخير مافيه حد لزقة وأذوة مثل سليطين.. وخصوصا لو حد عطاه وجه ثم أكملت بحماس:وبعدين أنتي اليوم انتهيتي من التعب ولا خليناش ترتاحين يالله أمشي لغرفتش نوريش إياها وترا شناطش طلعناها فوق مشاعل اعتذرت بخجل أنها تريد الذهاب لغرفتها والسبب الحقيقي أنها كانت تخجل من الدخول معهم فهي تعلم أية مصائب اشترتها لطيفة وموضي لهيا وبالتاكيد ستريها لها صعدت هيا وهي متوترة من رؤية مكانها الجديد موضي فتحت الباب وقالت لها بابتسامة: قولي باسم الله وادخلي برجلش اليمين دخلت هيا كانت غرفة شاسعة أثثت بذوق رفيع جدا وراقي في طرفها جلسة أنيقة مع تلفاز كبير مسطح معلق على الحائط وحمام كبير فخم وغرفة ملابس و و وفقط توترت هيا غرفة واحدة فقط وسرير واحد توقعت أن تكون على الأقل هناك غرفة جلوس منفصلة كيف ستنام؟؟ حتى لو قررت أن تنام في الجلسة الجلسة مقابلة للسرير كأنها لم تفعل شيئا موضي تكمل ثرثرتها: إبي يبني لكم قسم خاص كبير بس مابعد خلص إن شاء الله إذا جيتوا على الصيف يكون جاهز هيا توترت بشدة (الصيف.. وأنا وش لي بالصيف؟!! أنا في الحين أنا في شقة مشعل بواشنطن كان لي حتى حمامي الخاص الحين لازم نستخدم نفس الحمام ونفس الغرفة!!!) #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الخمسون غرفة مريم الساعة 11 ونصف مساء مريم كانت تقرأ وردها المسائي من القرآن حتى موعد صلاة قيامها لتنام بعدها بابها يُطرق.. بهدوء: تفضل مشعل مشعل يدخل وهو يبتسم: خاطري مرة أفاجئش مريم بابتسامة صافية: الله يديم فضله علينا والحمدلله على نعمة السمع والشم والحركة الله سبحانه خذ حاسة لكنه دعّم الحواس الباقية ما أكرمه عز شانه هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم مشعل يطبع قبلة على رأسها وهو يهتف بإيمان: الله يثبتنا على دينه ثم استطرد: أشلونها بنت عمنا الجديدة؟؟ مريم بعذوبة: ماشاء الله عليها تجنن.. والنفس تنشرح لها ثم أكملت بنبرة خاصة: بس أكيد منت بجايني عشان تنشد عن بنت عمك واستطردت بتوتر: لا تكون عادك على سالفة إنك تبي تزوج على لطيفة مشعل يبتسم: لا حرمت.. ما أبي حد غير أم محمد.. ولا حد يملا عيني غيرها مريم تبتسم: ياحي ذا الكلام الزين.. طيب خلاص دام السالفة مافيها عرس على لطيفة.. خلاص قول اللي تبي مشعل بنبرة خاصة: السالفة فيها عرس بس عرس ناس ثانين مريم باستفسار: من؟؟ مشعل بحنان: أنتي ********************* غرفة مشعل بن عبدالله في بيت والده مازالت موضي تثرثر وهيا متوترة جدا موضي تفتح الدواليب: ترا اشترينا لش طقم فوط وأرواب جديد تلاقينه هنا أطقم عطور وكريمات وميكب على التسريحة إن شاء الله يعجبش ذوقنا فيهم ثم أكملت بخبث: وهنا هديتي الخاصة أنا ولطيفة ثم فتحت دولاب ضخم في غرفة الملابس كان ممتلئا تماما بأطقم نوم مختلفة الألوان والأشكال والخامات ثم أكملت موضي بحماس: جبنا كل شيء ممكن يخطر على بالش عشان لو ماعجبش شيء يعجبش الثاني وجه هيا تلون بعشرات الألوان لم يخطر ببالها يوما هذه الأشياء وهي تشعر بألم في رأسها من الخجل الذي اكتسحها (ماذا تبقى أيضا من مفاجأت هذا اليوم؟!) موضي برقة: خلاص أنا خلصت جولتي التعريفية وخرقت أذنش وأكيد أنتي تبين تتسبحين وترتاحين وتتخلصين مني!! هيا برعب: لا وين بتروحين؟؟ اقعدي.. موضي تضحك: وين أقعد؟؟!! تبين مشعل يجي يلاقيني ويشوتني خليني أطلع بكرامتي.. موضي خرجت وتركت هيا لهواجسها وانفعالاتها هيا قررت أن تستحم أولا الحمام كان ممتلئا بمختلف أنواع الشامبوهات والكريمات والشاور جل وعلب أخرى مختلفة ورغم أن هيا كانت نظيفة جدا وتستحم أحيانا مرتين في اليوم لو كان الجو حارا ولكن هذا الهوس بتدليل الذات لم يكن من أولوياتها شامبو وبلسم ودعك جسدها بالشاور جل بسرعة هو أقصى مايحتمله وقتها المشغول دوما بعد أن أنهت حمامها وجدت أن هناك طاولة معدة في غرفة الملابس عليها مبخرة وولاعة جمر وأنواع مختلفة من البخور الفاخر (ماشاء الله عليهم بنات عمي مصدقين سالفة عروس ذي ماخلو شيء ماسووه) البخور أيضا لم يكن من أولويات هيا فمن له مزاج لكل هذه الخطوات؟!! هيا فتحت الدولاب الذي أرتها إياه موضي وأغلقته فورا بحرج وهي تسحب حقيبتها وتفتحها وتستخرج إحدى بيجاماتها القديمة (مستحيل ألبس من ذا الأشياء شيقول مشعل.. جات الدوحة فسخت الحيا) بحثت هيا عن سجادة وفعلا وجدت سجادة في الدولاب مع جلال صلاة جديدين صلت هيا قيامها وشكرت الله عز وجل بعمق الذي أرجعها إلى أحضان أهلها أخيرا شكرته وحمدته سبحانه كثيرا وبعمق ثم جلست تفكر في يومها الطويل وكم كان طويلا فعلا عمر كامل اُختصر في ساعات جدتها وعماها وعمتها وبنات أعمامها وبنات عمتها كل هذا كان كثيرا كثيرا جدا عليها سنوات طويلة مرت وهي وحيدة بل أكثر من وحيدة لم تعرف رائحة الأسرة ولا تعاضدها كانت مكتفية بوالدها ووالدتها ثم بوالدتها فقط كانت السنوات تمر والوحدة والوحشة تنغرز في روحها أكثر وأكثر حتى باتت الوحدة هاجسها وخوفها وخصوصا مع مرض والدتها الأخير وخوفها أن تتركها أمها وحيدة تماما في الحياة لولا ظهور مشعل في حياتها وآه يا مشعل وألف آه مر وقت طويل وهيا تفكر وقت لم تحسب دقائقه ولحظاته وهي تعيد شريط حياتها ومامر بها الليلة مرات ومرات كانت الساعة حوالي الثانية حينما سمعت صوت الباب يُفتح ومشعل يدخل وهي تصيبها حالة غير طبيعية من الارتعاش والتوتر مشعل دخل و سلم بهدوء وهو يقول: طولنا السهرة شوي أنا وعيال عمي هيا همست: أشلونهم عيال عمي كلهم؟؟ مشعل يخلع غترته ويلقيها على الأريكة وهو يجلس قريبا منها: كلهم طيبين نظر لها ارتعش قلبه بعنف كان شعرها الطويل الذي يميته ولعا منثورا على كتفيها وتتساقط أطرافه الطويلة على جانبي فخذيها في جلستها كان نادرا مايرى شعرها مفتوحا فهي غالبا ترفعه ولكنها الآن ستنام وهي لا تستطيع النوم وهو مجموع خلف رأسها سألها بهدوء ليتجاوز التباس مشاعره الذي يستحيل أن يعبرعنه بعد صدها له: إن شاء الله انبسطتي مع البنات؟؟ هيا ابتسمت بشفافية: ما تتخيل أشلون انبسطت.. كلهم يجنون ماشاء الله عليهم شعر مشعل أن قلبه يغرد لأول مرة يراها تبتسم ابتسامة حقيقة.. لأول مرة كم بدت له عذبة وشفافة تمنى ألا تزول ابتسامتها.. أن تبقى دائما مبتسمة وسعيدة ومبتهجة يريدها أن تكون سعيدة فهي عاشت من الأحزان الكثير أحزان أثقل بكثير من أن تحتملها فتاة في سنها يتمنى أن يبعد عنها الأحزان والألم ليتها فقط أتاحت له فرصة أن يغمرها بمشاعره كما أراد أن يغمرها بحنانه كما يشعر هو به ناحيتها مشعل هز رأسه كأنه يبعد الهواجس عنه ثم نهض ليتوضأ ويصلي قيامه ******************** القاهرة منزل طه الرشيدي غرفة باكينام الساعة الواحدة ليلا كانت باكينام تسلم من صلاة قيامها لتسمع صوتا حنونا يقول لها: حرما يا بنتي باكينام تلتفت لوالدها وتبتسم: جمعا يا بابا طه بلطف: ماشاء الله بأشوفك بتصلي كتير في الفترة الأخيرة باكينام بعذوبة: صحبة الخير يابابا لها دور طه بحنان: ربنا يديم عليكي فضله ثم أكمل باهتمام: باكي حبيبي فيه حفلة كبيرة معمولة لنواب مجلس الشعب الجُداد وعاوزك تحضريها معايا باكينام برفض: لا يابابا اعفيني.. أنت عارف إني أساسا ماكنتش باحب أحضر حفلات ودلوئتي بعد ماتحجبت كرهتها أكتر.. طه بحنان: وفيها إيه يا بنتي.. مامتك تحجبت وبتحضر معايا وكتير من بنات الوزراء وستاتهم لابسين حجاب.. فين المشكلة؟؟ باكينام مستمرة في الرفض: مش جوي يابابا.. وكفاية عليك ماما هتكون معاك طه بمنطقية: أنا عاوز الأوساط السياسية تتعرف عليكي.. عشان لما تتخرجي نلائي لك منصب كويس باكينام بهدوء: لما أتخرج.. يحلها الحلال.. طه يحاول إقناعها: أنتي عارفة يا بنتي إنه ماديا أنا مش محتاج الشغل ده أصلا أنا عندي أراضي كتير..وأحوالنا الحمدلله بس أنا عاوز أأمن على معرفة السلك الدبلوماسي ليكي ويعرفوا إنك بتدرسي سياسة باكينام برجاء: خلاص يابابا ربنا يخليك.. سيبني براحتي.. *********************** الساعة 2 بعد منتصف الليل غرفة العنود العنود مليئة بالهواجس والحزن هذه الليلة حزن شفاف كشفافيتها يغزو روحها الصافية التي لا تعرف التلون فارس جرحها اليوم مرتين أولا موقفه مع الفتاة التي كانت تهمس في أذنه وثانيا حدته وتهديده لها وهم لم يبق على زواجهما إلا أيام هي بذاتها متوترة بدون سبب فكيف وهي تجد لها سببا قويا الآن لِـمَ هو عاجز عن معاملتها برقتها؟؟؟ لم تسمع صوته إلا مرات معدودة يكون غالبا إما باردا أو غاضبا تملئها مشاعر دافئة ناحيته فكيف سيتلاقى دفئها مع بروده؟؟ "عن أي برود تتحدثين يالعنود؟!! ليتك تعلمين فقط أي نار أشعلتها في جوانح العاشق المتيم!!" مازالت هواجسها تغالب نعاسها وهي بين النعاس والهواجس رن هاتفها انتفضت بعنف (من بيتصل علي ذا الحزة؟؟) تناولت هاتفها رقم مميز وغير غريب سبق أن مر عليها سقط قلبها إلى قدميها وهي تتذكر رقم من هذا لم ترد الرنين يرتفع مرة أخرى لم ترد رنة مسج "أنا فارس ردي علي" (يا ربي.. وش أسوي؟؟ أدري أنك فارس وش يبي فيني تالي ذا الليل أكيد يبي يغسل شراعي مثل ماقال اليوم أنه بيوريني شغلي) العنود طبعت له مسج " والله عندي توجيهات من جهات عليا إني ما أرد على أرقام غريبة" غصبا عنه ابتسم فارس وهو يتذكر أول مرة سمع صوتها عبر الهاتف حين طلب منها ألا ترد على أرقام غريبة طبع مسج وأرسله " والجهات العليا تقول ردي الحين" أرسلت له: "فارس وش تبي فيني؟؟ واللي يخليك اللي فيني يكفيني لا تزيدها علي" فارس شعر أن عبارتها المترجية كانت سهما اخترق قلبه بوحشية فارس غاضب عليها منذ مكالمة موضي لذا أخذ رقمها من هاتف ناصر دون أن ينتبه كان يريد أن يفرغ فيها بعضا من غضبه يأدبها يحاسبها على أنها شكت فيه وعلى أنها أدخلت طرفا ثالثا بينهما أو أو يجد سببا ليسمع صوتها وربما كان هذا هو السبب الوحيد والحقيقي من بين خزعبلات غضبه المصطنع كلها فشوقه ينحره لسماع صوتها وطاقة الصبر عنده نفدت تماما أرسل لها " أنا بأتصل الحين إذا رديتي.. عرفتي أنا وش أبي وياويلش لو ما رديتي" ثم أعاد الاتصال بها بكل ثقة ******************** الجبهة الثالثة غرفة لطيفة لطيفة عادت حوالي العاشرة والنصف حممت أطفالها ونومتهم ثم تحممت هي وصلت وبدأت في الدراسة تأخر مشعل ولكنها تتوقع أن يتأخر الليلة للسهر مع شقيقها مشعل وسماع أخباره وعلى العموم لايهمها تأخر أو لا وهي ساهرة للدراسة وليس من أجله!! للدراسة فقط وليس إلا!! وليس إلا!! حوالي الثانية وصل مشعل حين دخل وجدها ماتزال تدرس سلم.. ردت عليه ببرود ألقى بنفسه على الأريكة وهو يسألها: غريبة طولتي الليلة؟؟ لطيفة بهدوء: الامتحانات قربت واليوم مادرست مشعل يقف ويتوجه للحمام ليستحم لطيفة نهضت وأخرجت ملابسه وعطرتها ووضعتها على الكرسي في غرفة الملابس فهي من بعد تعبه الأخير عادت للاهتمام بكل شئونه وملابسه نستطيع أن نتصنع قليلا في مشاعرنا ولكن عاداتنا اليومية المتغلغلة فينا شيء يتجاوز فذلكات التصنع مشعل خرج وارتدى ملابسه ثم صلى قيامه وعاد للطيفة التي مازالت تدرس ليقف خلفها ويميل قليلا للأمام غصبا عنها ارتعشت وهو لم يفته مطلقا هذه الارتعاشة.. ابتسم ولطيفة تسأله ببرود: فيه شي؟؟ وش تشوف؟؟ مشعل مازال مبتسما: دروسش.. أشوف وش تدرسين؟؟ لم تفتها رائحة الابتسامة في كلامه.. عقبت بحذر لا تعرف سببه: وش شفت في دروسي؟؟ مشعل يبتسم: ماشفت شيء .. أنا من بعد صفحة خدش ضيعت الدرب..وعيني سكنت هنا قالها وهو يلمس خدها بطرف سبابته بخفة لطيفة توترت وارتعاشها الذي تحاول كتمه يتزايد (ياربي وش يبي هذا؟؟ ما أحب ذا اللف والدوران.. يوترني أبيه صريح وحاد عشان أرد عليه بنفس الصراحة والحدة) لطيفة وقفت تريد الذهاب لكنها فوجئت بيد تطبق على معصمها وتشدها: وين بتروحين؟؟ لطيفة حاولت نزع يدها منه ولكنها لم تفلح فيده مطبقة بقوة على معصمها ردت عليه ببرود: خل يدي.. أبي أروح أنام.. مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟ لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟ مشعل بهدوء مسيطر: اسألي روحش لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام مشعل شد يدها التي يمسك بها رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة ثم أفلتها وهمس بعمق: الحين روحي نامي ****************** غرفة مشعل بن عبدالله بعد أن سلم مشعل من صلاته ألتفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها سألها: ماتبين تنامين؟؟ هيا بتوتر: لا مافيني نوم.. مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير لطيفة قالت لي.. قومي نامي هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟ #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران /الجزء الحادي والخمسون غرفة مشعل بن عبدالله بعد أن سلم مشعل من صلاته التفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها سألها: ماتبين تنامين؟؟ هيا بتوتر: لا مافيني نوم.. مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير لطيفة قالت لي.. قومي نامي هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟ مشعل انتبه للتو لسبب حرجها تنهد: نامي على السرير أنا بأنام على الكنبة ومافيه داعي تحرجيني بخجل ماله داعي احنا صار لنا شهرين متزوجين وما أعتقد أني ضايقتش خلالها بشيء هيا بحرج: خلاص بأقوم أجيب لك غطا هيا بحثت عن أية أغطية لكنها لم تجد مشعل بهدوء: ماراح تلاقين المفارش والبطانيات الزايدة وحتى الجديدة كلها في غرفة تخزين الفرش فوق أنا بأروح أجيب لي هيا برجاء: لا مشعل تكفى لا تروح مشعل باستغراب: ليش؟؟ هيا بخجل مر: وش يقولون لو حد شافك جايب لك فراش؟؟ مشعل بهدوء وهو يريد الخروج: ماعلي من حد.. هيا يخجل أكبر: بس أنا علي..ما أبي حد يحس أن فيه شيء غير طبيعي بيننا مشعل وهو يتجاوزها ويخرج ويقول بعتب بنبرة خاصة: زين إنش حاسة إنه شيء غير طبيعي.. ثم أكمل: ولا تخافين لو حد شافني بأقول نبي لنا غطا زيادة لأنه أنتي تبردين في الليل هيا كان كل تفكيرها بجملته العاتبة: (زين إنش حاسة إنه شيء غير طبيعي..) **************************** غرفة فارس يتمدد الجسد الضخم على سريره وظهره مسند إلى ظهر السرير هاتفه بيده يدق بثقة وقلبه به زلازل وبراكين واعاصير على الطرف الآخر العنود متوترة متوترة جدا.. لم تكن تريد أن ترد عليه ولكنها لم تكن تريد أن تأزم الوضع بينهما رن هاتفها انتفض قلبها بعنف ردت بصوتها الذي ينحره نحرا: هلا (آه ياقلبي.. أحلى هلا سمعتها في حياتي مستحيل يكون هذا صوت بشري هذا معجزة أسطورة سحر خيال أي شيء مبهر إلا أنه صوت بشري عادي مستحيل.. مستحيل) فارس بهدوء: هلا بش صمت على الطرف الآخر فارس بنفس هدوءه: ليش ساكتة؟؟ العنود بتوتر تحاول تغليفه بالهدوء: أنت اللي تبيني (إيه والله أني أبيش وأبيش وابيش ولأخر قطرة في دمي أبيش) فارس تنحنح ليقول بثقة: وش اللي سويتيه اليوم؟؟ العنود بعتب: وممكن أنا أسأل نفس السؤال وأقول وش اللي أنت سويته اليوم؟؟ فارس بثقة: أنا ما سويت شيء العنود بحزن: إذا أنت ما سويت شيء.. أنا ماسويت شيء بعد فارس بنبرة غضب خفيفة: وإنش تخلين موضي تكلمني.. شتسمينها؟؟ العنود عبراتها بحلقها: وإنك تكلم بنت في مكان عام لا والبنت توشوشك في أذنك.. شتسميها؟؟ فارس شعر بقلبه يهوي وهو يعرف من تغير صوتها انها تغالب بكائها لم يعرف كيف يشعر أو يتصرف أ يتمزق لأنها تبكي؟!! أو يعاتبها لأنها شكت فيه؟!! أو يغضب لأنها ضخمت القصة –من وجهة نظره- وأدخلت موضي فيها؟؟ أو أو يجن سعادة لأنها تغار عليه؟؟ نعم تغار عليه لدرجة أن تبكي وتتألم لمجرد رؤيته مع أخرى؟!! ( أ تغارين علي يا صغيرتي؟!! أحقا تغارين؟؟ ما أسعدني هذه الليلة بأحاسيسك!! هل حقا تحملين لي شعورا ما بعد أن مزقتي قلبي من فرط المشاعر لكِ؟!) الطرفان يتبادلان الصمت العنود مازالت تغالب عبراتها لا تريد أن تبكي وهو يسمع (يبدو أن لا أهمية لمشاعري عنده لم يفكر أن يبرر لي... أن يعتذر أن يكذب حتى ..كما هو مفترض من شاب في موقفه لمجرد أن يرضيني) العنود صوتها أصبح أكثر اختناقا كانت أول من قطع الصمت: خلاص فارس تبي شيء أو أسكر؟؟ فارس شعر أن قلبه يتمزق أشلاء وهو يسمع صوتها المختنق همس لها بهدوء: العنود اسمعيني أنا ما أدري أشلون أنتي فسرتي اللي شفتيه لكن أنا ما أبرر تصرفاتي لأحد وخصوصا لما أكون أنا ماغلطت نهائي العنود ماعادت تحتمل قسوته وعجرفته ( أ يصعب عليه لهذه الدرجة أن يطيب خاطري؟؟) غصبا عنها ارتفع صوت بكائها وهي تشهق وتقول: أنت ليش قاسي كذا؟؟ ليش؟؟ والا أنا مالي قيمة عندك لدرجة أنك مستخسر فيني أنك تطيب خاطري بكلمتين يعني مكلف على نفسك تتصل عشان تجرحني وبس يعني رجولتك الغالية بتنهز لو راضيتني بكلمة حتى وإن كانت كذب ثم أنهت هي الاتصال لتترك فارس ممزقا فهو منذ سمع بكائها شعر بطعنات تتوالى على روحه مع كل شهقة من شهقاتها كل شهقة كانت سهما مراشا يخترق روحه (أين خزعبلات الانتقام يافارس إن كنت لم تحتمل حتى سماع بكائها فكيف لو رأيتها تبكي؟!) كان فارس يريد أن يتصل بها مرة أخرى يريد أن يعتذر لها ألف مرة ويبرر ألف مرة ويقول أنه يحبها ويعشقها ويذوب من أجلها آلاف آلاف المرات أن يقول لها: أرجوكِ لا تبكي بكائكِ ينحرني ولكن مايريده شيء ومايقدر عليه ويسمح له كبرياءه به هو شيء آخر تماما *************************** غرفة مشعل بن عبدالله مشعل عاد بغطائه كانت هيا تجلس على السرير تخجل أن تتمدد أمامه مشعل خلع ثوبه ووضعه في سلة الغسيل وبقي بفانيلته وسرواله الأبيضين نبه هاتفه للصلاة أطفأ الأنوار بقي فقط نور الأباجورة المجاورة للسرير عند هيا ثم تمدد على الكنبة وهو يتمتم بأذكاره انتهى وهي مازالت تجلس همس بهدوء: أشفيش هيا؟؟ هيا لا تعرف ماذا تقول.. صمتت مشعل يكرر السؤال: فيش شيء؟؟ هيا بخجل: لا.. إذا نمت أنت.. نمت أنا مشعل يعطيها ظهره وهو يقول هذا أنا نمت.. نامي هيا تمددت وهي تسحب شعرها لجوارها نسيت أن تسأله عن توقيت الصلاة خجلت أن تكلمه.. لم تكن تريد أن تسأله الآن توقعت وقت تقريبي ونبهت هاتفها لأنها لم تكن تريده أن يصحو قبلها ويراها نائمة تركت الضوء جوارها مضاء ونامت بعد لحظات من شدة التعب ************************** غرفة مشعل ولطيفة مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟ لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟ مشعل بهدوء مسيطر: أسألي روحش لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام مشعل شد يدها التي يمسك بها رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة ثم أفلتها وهمس بنبرة خاصة: الحين روحي نامي لطيفة ارتعشت أعماقها بعنف كزوجين مضى على زواجهما 13 عاما ومر بهما مئات اللمسات المشتركة لما هزتها قبلته هذه؟!! لما بدت لها مختلفة؟!! بل ومختلفة جدا بدت دافئة جدا وعميقة جدا وموجعة جدا موجعة لأبعد حد.. لطيفة غادرته وهو بقي واقفا في مكانه لطيفة تمددت على سريرها وهي مازالت ترتعش بعدها بلحظات وصل هو تمدد جوارها دون أن يكلمها ولو أنه فعل لربما كانت انهارت كان سيصل لمبتغاه لو أنه انتهز فرصة ضعفها الحالي قبل أن تتماسك وتعاود تجميد مشاعرها ورص حصونها التي دكها بقبلته التي تحرق كفها كفها الذي تحتضنه الآن قريبا من صدرها ولكن مشعل كان له مخطط آخر مخطط يطهوه على نار هادئة كما تفعل لطيفة به تماما وهي تتسلى بطهي مشاعره وأعصابه ورغباته على نار هادئة (إذا كانت لا تصدق أن تتدفق مشاعري فجأة كما تقول لنذقها التدفق التدريجي شيئا فشيئا) ******************* قبل صلاة الفجر بقليل منبه مشعل يرن.. صحا وأطفئه فورا يركز بصره بهدوء النور مازال مضاء بجوار هيا جلس وهو ينظر لها دقائق مرت وهو ينظر إليها وهي مستغرقة في النوم كم تبدو قريبة وبعيدة وكم يؤلمه هذا القرب البعيد كم هي رائعة وهذا الشعر الموجع يتناثر حولها كم يتمنى لو يدفن وجهه في طياته يستنشق عبيره من قريب يكون مخدته وغطائه انتزعه صوت منبهها من أفكاره التي ذهبت بعيدا بألم كان صوته حادا وعاليا نهض ليطفئه وهو يمد يده لتناوله كانت تمد يدها لتمسك بيده بدلا من هاتفها انتبهت مرعوبة وقفزت لتجلس بعد أن كفت يدها وهي تشعر بخجل كاسح مشعل أطفأ جرس هاتفها ومرت لحظات وهما يتبادلان النظرات مشعل واقف وهي جالسة (لماذا كل هذه التعقيدات بيننا؟؟ لماذا؟؟ هأنا واقف أتمزق شوقا لها ورغبة بها وهي زوجتي ما هذا الجنون الذي نمارسه؟!) مشعل تنهد وهو يقول: أنا بأتوضأ وأروح للصلاة هيا هممت بكلمات غير مفهومة ومشعل توجه للحمام ********************** قبل صلاة الفجر غرفة مريم مازالت مريم لم تنم ماحدث البارحة يلتهم تفكيرها يلوكه ويمضغه ويلفظه في حلقة متصلة من التفكير الذي لا يهدأ (سعد غريبة؟؟ واحد مثل سعد وش يبي بوحدة مثلي ضريرة لا وكبيرة في السن بعد وهو يقدر يتزوج أحسن بنت بعده شباب وعنده خير وش يبي فيني أنا وش يبي فيني؟؟) تتذكر حوارها مع مشعل مشعل بهدوء: مريم سعد بن فيصل كلمني عليش مريم انتفضت بعنف: كلمك علي أشلون مشعل ابتسم: أشلون يعني بعد.. خطبش تدرين أنا وياه ربع وهو كلمني أول عشان أخذ رأيش لو أنتي موافقة كلم إبي رجال في هيبته مايبي يحرج نفسه لو أنتي رافضته والموضوع كله بيننا ثلاثتنا لين توافقين مريم وقفت وهي تقول بعصبية: لا طبعا.. لا مشعل وقف وشد يدها وأجلسها وهو يقول بمنطقية: مريم طول عمرش أعقل وحدة فينا.. وصمام الأمان لنا كلنا مهوب تجين عند نفسش وتخونش الحكمة سعد ما ينرفض.. وإذا تقبلين بشهادتي.. أنا أبصم له بأصابعي العشر وأنا مغمض إنه سعد رجال مافيه مثله ثنين مريم بحزن: أعرف سعد زين ولأنه رجال كامل والكامل وجه الله وش يبي بوحدة مثلي.. مشعل بغضب: وأنتي وش قاصرش جمال ووعقل وبنت محمد بن مشعل........ قاطعته مريم كأنها تنزف الكلمات: وعمياء وكبيرة في السن مشعل بغضب رقيق: مريم ما اسمح لش تقولين كذا على نفسش مريم بحزن أرق: أنت لا تسمح لي.. بس رفضك للحقيقة مايلغيها مشعل تنهد: مريم اخذي وقتش وفكري سعد ملزم عليش فوق ما تتصورين.. ويقول إنه شاريش ومن ناحية ثانية لا تخلين شيء يخليش توافقين إلا رغبتش أنتي لأنه بيوتنا كلها لش أنتي الداخلة واحنا الطالعين وهاهي مريم مازالت تفكر.. مثقلة بالهم وممزقة من التفكير وبروحها تهب نسمة أمل ما نسمة باردة في هجير حياتها ************************ هيا بعد أن صلت الفجر قررت أن تبدل ملابسها وتنزل لرؤية جدتها وفي ذات الوقت تتلافى رؤية مشعل في غرفتهما يكفيها ضغط البارحة واليوم لبست جلالها وأحكمت لفه على وجهها بعد أن أبدلت ملابسها ونزلت دخلت إلى غرفة جدتها الباب الذي رأت جدتها تدخل منه البارحة وبالفعل كانت غرفة جدتها تحمل رائحة عميقة وأصيلة وتفوح من الغرفة رائحة البخور المعتق كانت غرفة شاسعة بها سريرين سرير للجدة وسرير آخر تستخدمه مشاعل أو أم مشعل وحاليا موضي حين يشعرون أن الجدة قد تكون متعبة وبطرفها جلسة لطيفة تتسع لسبعة أو ثمانية كانت جدتها ماتزال تصلي جلست قريبا منها حتى أنهت صلاتها كانت الجدة مكشوفة الوجه وحين سلمت من صلاتها ورأت هيا ابتسمت وهي تتناول برقعها لتلبسه ولكن هيا التي توجهت لها وسلمت واحتضنتها وقبلت كتفها ويدها ثم أمسكت ببرقعها وهي تقول: لا خليني أشبع من وجهش أول الجدة بابتسامة وهي تضع طرف جلالها على وجهها: عيب عليش يا بنت.. خاف يجي عمش الحين وأنا ماعلى وجهي شيء هيا بمرح: مشعل يقول أني أشبهش.. خليني أشوف وإلا مشعل حلال يشوف وجهش وأنا لا وهما تتحاوران حوارا مشبعا بالمرح والحنان دخل عليهم خيال صغير يقول بمرح: وينها بنت عمي اللي من البارح أدورها ولا صدتها وينها الخاينة اللي خذت أخي وخانتني؟؟ وقفت هيا بسعادة وشوق لاستقباله فهي مشتاقة لهذا الفتى الذي كانت تهاتفه تقريبا بشكل يومي رسمت له صورة في بالها من خلال حوارها معه ولكن الصورة التي رسمتها كانت مختلفة تماما عن الحقيقة #أنفاس_قطر# . . . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء الثاني والخمسون غرفة الجدة أم محمد بينما هيا وجدتها تتحاوران حوارا مشبعا بالمرح والحنان دخل عليهم خيال صغير يقول بمرح: وينها بنت عمي اللي من البارح أدورها ولا صدتها وينها الخاينة اللي خذت أخي وخانتني؟؟ وقفت هيا بسعادة وشوق لاستقباله فهي مشتاقة لهذا الفتى الذي كانت تهاتفه تقريبا بشكل يومي رسمت له صورة في بالها من خلال حوارها معه ولكن الصورة التي رسمتها كانت مختلفة تماما عن الحقيقة ضحكت هيا حين رأته وهي تقول له (بعيارة): ومسوي لروحك شخصية وأثرك شبر القاع ياولد عمي.. سلطان يقترب منها ويسلم دون أي ملامسة ولا حتى مصافحة كما تربى مع أن هيا كانت تود تقبيله فعلا وهو يقول بمرح: أخ جيتي لي عالوجيعة.. لم يكن سلطان طويل اللسان سوى طفل حقيقي قصير القامة ولم تبدو عليه أي بوادر للفوران المبكر التي قد تبدو على من هم في سنه هو في الثالثة عشرة ويبدو للناظر كما لو كان في التاسعة.. يقترب من جدته التي تحتضنه وتقول له بحنان: ماعليك منهم مشعل يوم إنه كبرك كان أقصر منك بتغدي أنت أطول منهم كلهم سلطان يرقص حاجبيه لهيا: شفتي بكرة بأغدي أطول من رجالش وأنتي بتحسفين إنش خليتيني عشانه هيا تضحك: سليطين غن وراي ياليل ما أطولك سلطان يضحك: خاينة وسراقة بعد.. على الأقل أنا أحسن من رجالش الزرافة أشلون تفاهمون ما أدري أكيد أنتي إذا بغيتي تقولين له شي تكتبينه في ورقة وتسوينها طيارة وتطيرينها له هيا بداخلها تكاد تموت من الضحك لكنها قلبت شفتيها وهي تقول بسخرية: حبوا لي خشمه ما أطوله ويلك بس تصير مثل ميشو حبيبي يقاطع حوارهما المرح صوت يقول بنبرة خاصة: سامع حد يدلعني هيا كحت من الحرج وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها وسلطان يقول بمرح: ياحظك يا مشيعل بس جعل يسقى عقب 20 سنة الاقي لي وحدة تغازلني قدام الناس مايهمها حد هيا كان بودها أن تخنق سلطان الذي بدأ في مبالغاته: تعال شوف مرتك وهي تغزل فيك.. تصدق شكيت هي تكلم عن أخي مشعل وإلا تكون تحسب روحها خذت رئيس أمريكا مشعل ينظر لهيا نظرة خاصة ويبتسم ابتسامة جانبية وهو يرى وجهها الذي احمر وبدأ يتصبب عرقا يسلم على جدته التي لبست برقعها ويجلس جوارها ويسأل سلطان: ليه وش قالت لك؟؟ سلطان ينعم صوته ويقول بطريقة أنثوية مصطنعة: مشعل حبيبي فديت روحه مافيه مثله اثنين.. ليت كل الرياجيل مثله ولا ليش مثله.. ليت كل الرياجيل فدوتن له.. جعل يومي قبل يومه وه بس فديت طاري مشعل واسم مشعل هيا بدأت تكح بصوت مسموع وهي لا تعرف من أين أتى هذا الفتى بهذه التخاريف وسلطان يكمل وهو ينظر لهيا ويرقص حاجبيه دون أن ينتبه مشعل: فديت طول حبيبي مشعل وفديت رزته.. وشبر القاع راحت عليه وحبو لي خشمه ما أطوله والناس الخاينين يستاهلون اللي جاهم عشان ماعاد يحارشون شبر القاع مشعل لم يفهم الجزء الأخير من كلامه ولكن هيا فهمت أنه ينتقم منها لأنه سمته )شبر القاع( لم تستطع منع نفسها من الابتسام لهذا الفتى قدرة عجيبة على شرح الخاطر وشق الابتسامة في الوجوه وقدرة أخرى عجيبة في كسر الحواجز الغبية المرتفعة حاجز ما انكسر بين هيا ومشعل كلاهما شعر بهذا بوضوح وارتياح شفاف هو سمعها تتغزل به حتى وإن كانت لتغيظ سلطان وهي لم تنكر كلام سلطان وكأنها كانت تتمنى فعلا أن تقوله الجدة بعذوبة: زين يأمكم أنا أبي أتمدد شوي لين شرقة الشمس البارحة رقادي مهوب زين.. مشعل باحترام: خلاص يمه نخليش براحتش.. وسلطان بمرح: وأنا بأروح أنخمد شوي قدام تجيني موضي تذهني للمدرسة مثل القضاء المستعجل هيا بحرج: بأنام عندش يمه الجدة برفض: لا يأمش روحي مع مشعل مشعل بهدوء: خليها يمه.. هيا ماشبعت منش.. مشعل خرج.. وهيا تجلس بجوار سرير جدتها التي تمددت جدتها همست لها بحنان: قومي يأمش انسدحي على السرير الثاني هيا بحنان ممزوج بالحنين وهي تحتضن كف جدتها: باقعد جنبش لين تنامين ************************ الساعة العاشرة صباحا هيا تصحو من النوم.. تنظر لسرير جدتها الخالي تبتسم بحنان وهي تتذكر كيف أنها بقيت بجوار جدتها حتى استغرقت في النوم وكان لديها استعداد أن تبقى تراقبها لساعات دون ملل هيا الآن تريد أن تغسل وجهها وأسنانها وتبدل ملابسها استعدادا للخروج مع لطيفة التي قالت أنها ستخرجان العاشرة والنصف تريد الذهاب لغرفتها (هل مشعل هناك أو خرج؟؟) حين خرجت من غرفتها وجدت جدتها وأم مشعل جالستان عند قهوة الصباح قبلت رأسيهما وكم شعرت بسعادة مختلفة وهي ترى هذا الصباح المختلف روح مختلفة ترفرف حولها سكينة وإطمئنان وإنشراح قلب أم مشعل بحنان: اقعدي تقهوي مشاعل وموضي بينزلون ذا الحين؟؟ هيا بتوقير: بأغسل وأبدل وأجي الحين صعدت هيا فتحت باب غرفتها بهدوء كان الضوء خافتا بالداخل (أي أنه لا يزال نائما) دخلت بالفعل كان مشعل نائما وكان نائما على السرير وغطاه متكوم عند قدميه شعرت هيا بحنان متعاظم ناحيته كيف استطاع تحملها طوال الأسابيع الماضية حرمته من أبسط حقوقه المفترضة ولكنه لم يقسُ عليها يوما صبت عليه كل كراهيتها لأهل والدها وتحملها شعرت بالضآلة أمامه وهو يتسامى فوق أحقادها وعنادها وتصرفاتها الغريبة هاهو ينام بسكينة وملامحه الأثيرة مسترخية بشموخ حتى وهو نائم دموعها تنسكب على خديها بدون أن تشعر اهتزت أعماقها وهي تحاول نفض أفكارها الملتصقة بتلافيف مخها توجهت للحمام واغتسلت سريعا وأبدلت ملابسها جهزت عباءتها وشيلتها ونقابها كانت تريدها أن تكويها ستسأل موضي عن ذلك قبل أن تخرج مرت بمشعل وهي تتأمله مرة أخرى بحنان أكبر وأكبر اقتربت منه بهدوء جلست جواره تتأمله من قرب حزن شفاف يكتسح روحها من أجله كم كان صبورا ورائعا معها كان رجلا بكل معنى الكلمة رجلا نادرا قل نظيره (على قولت سليطين ليت كل الرياجيل فدوتن لك) شعرت أن مشاعرها تضغط عليها بعنف اقتربت أكثر وأكثر قربت شفتيها من وجهه لتطبع قبلة خفيفة وخاطفة على عظم وجنته شعرت أن دقات قلبها تتصاعد كما لو كانت ارتكبت جريمة ما واحساس متعاظم بالخجل يلفها وهي تنهض لتغادر وتغلق باب الغرفة وراها وهي تحمد الله أن مشعلا لم يستيقظ دون أن تنتبه أن هناك عينين انفتحتا ببطء مع ارتسام ابتسامة نصر وشجن وسعادة على وجه صاحبها ( لو أدري كان جينا الدوحة من زمان) ******************** صالة بيت مشعل بن عبدالله السفلية الستائر مرفوعة عن الشبابيك الضخمة ونور الشمس القوي يغمر الصالة الواسعة نزلت هيا لتجد جدتها وأم مشعل وموضي ومشاعل سلمت موضي تفسح لها مكان لتجلس جنبها: تعالي جنبي شكلش محتاجة حنان.. تعالي يأمش أنا عندي فائض حنان هيا تضحك: ومن قال لش يافائض الحنان أنتي؟؟ موضي تبتسم: طليت الصبح على جدتي لقيتي نايمة عندها ومهملة أخيي المسيكين.. قلت أكيد محتاجة شوي حنان أمومي.. رغم إحساس هيا بالحرج إلا أنها ردت على موضي: يا أختي أخيش زهق مني شهرين مقابل وجهي قلت خله يرتاح مني أم مشعل بحنان: الله لا يغير عليكم هاش يأمش فنجال قهوة مشاعل قربي القدوع من هيا.. هيا تناولت الفنجان وهمست لموضي: أبي أكوي عباتي موضي بصوت عالي: ميشو.. قومي فزي اخذي عباية هيا وعطيها وحدة الشغالات تكويها هيا بخجل: لا تامرين على مشاعل أنا بأوديها مشاعل ابتسمت وهي تتناول عباءة هيا من المقعد: أنتي عروستنا.. لازم ندلعش هيا تبتسم : أي عروس خلاص عتقنا.. أنتي العروس الحين مشاعل تغير وجهها.. التغير الذي لاحظته هيا همست هيا لموضي بعد ذهاب مشاعل: وش فيها؟؟ موضي بقلق: واجد تستحي من طاري العرس هزتت هيا كتفيها: الله يعين ناصر عليها (وأنتي ياهيا؟؟ أ ليس مشعل أيضا أعانه الله عليكِ؟؟) حوار حميم كان يدور بينهن قاطعه صوت واثق عميق: السلام عليكم هيا انتفضت بعنف (لاحول ولاقوة إلا بالله.. واشفيني صرت أخاف منه هنا في واشنطن كان عادي يدخل وإلا يطلع) مشعل يصلهن ويقبل رأس كل من جدته ووالدته موضي حين رأته وقفت توجهت هي ناحيته وقبلت كتفه وقالت بمرح: أنا قمت من جنب المدام قبل ماحد يقومني مشعل جلس بجوار هيا وهو يقول : صبوا لي فنجال قهوة هيا قامت لتصب له لأنها كانت أساسا تريد القيام من جواره لكن موضي حلفت عليها أن تجلس عادت للجلوس وموضي تتولى مسئولية الصب الجدة بحنان: يأمك كان رقدت ألين تقرب صلاة الظهر وقمت تصلي أكيد إنك تعبان مشعل بنبرة خاصة: أنا كنت راقد بس صحيت على حلم حلو طير النوم من عيني قالها وهو يلمس خده مكان قبلة هيا بطريقة بدت عفوية لكن هيا انتبهت لها تماما وهي تشعر بصدمة حرج بالغ بل شعورها تجاوز حدود الحرج والخجل وهي تدعك أصابع يدها بحدة لدرجة الشعور بالخزي وكأنها مجرم أمسكوا به بالجرم المشهود وأنقذها من الحرج دخول لطيفة وهي تمسك بيد جود وتسلم على الجميع وأولهم مشعل الذي وقف لاستقبالها وقتها كانت مشاعل تعود بعباءة هيا لطيفة بهدوء: هاه هيا نمشي؟؟ هيا التفتت بحرج لمشعل تستأذنه مشعل بهدوء: ماتبوني أوديكم؟؟ لطيفة برفض: لا فديتك احنا بنلف كم مكان.. ثم ألتفتت لموضي: خلي بالش من جود وتراها مابعد تريقت لبستها وجبتها على السريع مشعل همس لهيا من قريب: هيا تعالي وقام وتوجه لغرفة جدته هيا توترت بشدة (وش يبي فيني؟؟) أسى الهجران/ الجزء الثالث والخمسون مشعل همس لهيا من قريب: هيا تعالي وقام وتوجه لغرفة جدته هيا توترت بشدة (وش يبي فيني؟؟) لكنها تبعته مشعل أخرج ظرفا من جيبه: خذي هيا باستفسار: شنو هذا؟؟ مشعل بتلقائية: فلوس هيا بحرج: مشعل أنت عارف أني عندي فلوس مشعل بعتب: أنتي لازم تعاندين في كل شيء عطيتش فلوس.. خذيها بدون ماتراديني هيا تناولت الظرف ووضعته في حقيبة يدها وقالت بعذوبة: هذا أنا خذته.. شيء ثاني؟؟ مشعل بخبث:إيه فيه شيء ثاني.. فيه دين لي عندش هيا باستغراب: دين شنو؟؟ مشعل أحنى قامنى الطويلة قليلا قرب وجهه منه وهيا ارتعشت بحدة وهي ترى وجهه من هذا القرب شعيرات عارضه.. أهداب عينيه اقترب أكثر وطبع قبلة على وجنتها تماما مكان قبلتها وقال بعمق: الحين متعادلين.. ثم غادرها مشعل بعد موقفها في واشنطن معه قرر أنه لن يبادر حتى لا تصده مرة أخرى لكن بما أنها بادرت اليوم فلن يفلت الفرصة.. فهو مرهق من هذا الجفاف العاطفي الذي يغلف حياتهما لذا قرر أن يطرق الحديد وهو ساخن وأن يساهم في تقويض الجدار المتعالي بينهما هيا تتسند على الحائط تشعر أن قدميها عاجزتين عن حملها وقلبها تتعالى دقاته بعنف صوت لطيفة يناديها من الخارج: هيا يالله تأخرنا خرجت وهي تتحاشى النظر للموجودين وموضي تقول بمرح وهي تطعم جود: هذا كله اجتماع قمة مع أبو العيال ومداولات عقبه بعده ومشعل الذي كان يرتشف كوبا في يده يقول لها: ياشين اللقافة ياناس.. خليش في جود ريقيها وعقب عطيني إياها الاعبها شوي فديتها حبيبة خالها.. أبي أكل خدودها المدورة ذي لطيفة تغادر وهي تضحك وتقول لأمها: يمه بنتي أمانة عندكم لا تخلين ولدش الفجعان ياكلها ************************** بعد المغرب بيت عبدالله بن مشعل خبيرة التجميل تصل لطيفة أخذت هيا اليوم لشراء فستان ومستلزماته ثم مرت بها مركز التجميل للقيام بعملية عناية شاملة لها ولم تعودا إلا بعد صلاة العصر ولم يكن مشعل موجودا ولم تراه هيا مطلقا ولكنها علمت أنه ذهب مع ابن عمه راكان لإخراج طيره من مركز الصقور بعد دقائق موضي تتصل بلطيفة لطيفة باستعجال: موضي الله يهداش وش تبين داقة؟؟ تدرين إني أدرس عيالي ماعندي وقت يالله ألحق أخلصهم وألبس وأتمكيج موضي تضحك: لو إنش بدال ذا المحاضرة اللي عطيتيني خليتني أتكلم كان الحين مخلصة اللي عندي لطيفة تبتسم: زين خلصي اللي عندش موضي: بنت عمش لطيفة: أي وحدة فيهم؟؟ موضي: مرت أخيش لطيفة باهتمام: وش فيها؟؟ موضي تضحك: شعرها طويل ماشاء الله لطيفة تضحك: زين ماشاء الله.. متصلة علي عشان تقولين لي موضي تضحك ثم تقول باهتمام: يالمتنحة ركزي معي الثانوية العامة مع عيالش لحسوا مخش البنية شعرها طويل طويل ويجنن تبيني أخليها تفكه عند جماعتنا المشفح يطسونها عين.. ماعاد فيه حد شعره ذا الطول.. خايفة عليها لطيفة بهدوء: حصنيها واقري عليها.. شعرها طويل يعني لازم ينكوي وينفرد ماينفع ينعمل شنيون أو يرفع وخلي أمي وجدتي يحصنونها بعد.. لطيفة تبتسم: ليه أنا ما كفي..أصلا الناس يجوني أقرأ عليهم.. وبكرة بتلاقيني أبيع ماي وزيت مقري فيه لطيفة تريد إنهاء المكالمة: سوي اللي قلته وبس وتأكدي من ترتيب طاولات البوفية والمضيفات تراهم على وصول.. وفيه كم طلبية بتوصل الحين بعد.. لا تخلين حد من الخدامات يطلع عليهم إلا فاطمة.. الباقيات غبيات موضي تبتسم: يازينش وأنتي تأمرين بس.. لطيفة باستعجال: وش أسوي مشاعل والعنود عرايس ومايصير نتأمر عليهم وخصوصا أنهم مهوب حاضرين ومعالي مايعتمد عليها ومافيه غيرش من زين نفعتش يعني؟؟ وش حدك على المر على قال اللي أمر منه.. موضي تضحك: الله يعيني عليكم أنا مثل العومة ماكولة ومذمومة *********************** القاهرة منزل طه الرشيدي باكينام تجلس في صالة الاستقبال الرئيسية بعد أن صلت المغرب وتقرأ لها كتابا كانت مسغرقة في القراءة حتى وصلتها الخطوات الثقيلة الهادئة التفتت باحترام وهي تفسح مكانا إلى جوارها: تعالي أنّا جنبي صفيه بهدوء: فين صاحباتك اللي كانوا هينا؟؟ باكينام برقة: مشيو يا أنّا.. بئولو عاوزين يروحون سيتي ستارز.. والله مسكت فيهم للعشاء بس هم مارضيوش.. عشان ما تزعليش وتئولي احنا العرب بخلاء صفية بنبرة خاصة: وانتي مارحتيش معاهم ليه؟؟ باكينام تبتسم: من هنا من المعادي لسيتي ستارز في مدينة نصر وفي الزحمة دي عاوزين ساعتين رايح ساعتين جاي وأنا ماليش خلئ صفية بذات النبرة الخاصة: بت باكي انتي من لما جيتي هينا.. وأنتي ما بيخرجش خالص باكينام تحتضن ذراع جدتها: انتي عاوزاني أسيب أحلى أنا وأروح فين صفية مستمرة في الاسئلة المبطنة: شباب يحبوا يخرجوا.. باكينام تبتسم وتقول بنبرة خاصة كجدتها: أنّا.. مبروم على مبروم مايلفش جيبي اللي عندك م الآخر ضحكت الجدة ضحكة قصيرة وهي تقرص خد باكينام: عفارم باكينام عفارم صحيح بنتي أنا ..مخك زي مخ أنّتك هيجي يخطبك أمتى؟؟ باكينام شرقت بدون شيء وبدأت تكح بعنف.. وجدتها ارتعبت وهي تحرك يديها أمام وجهها: بت باكينام خدي نفس يخرب بيته خلاص مش عاوزينه يجي باكينام تبتسم رغم عينيها التي امتلئت بالدموع من الكحة المتواصلة: إيه حكاية يخطبني دي يا أنّا؟؟ صفية ترقص حاجبيها بخبث: بت باكي أنا عارفاك كويس فيه واحد معشش هنا وهنا (قالتها وهي تشير على قلب باكينام وراسها) أنا عاوزة أعرف هو هيجي يخطبك أمتى ثم أكملت صفية بغضب وكأنها تتذكر شيئا: أوعي بت باكينام تكوني تعملي حكايات غرام وتئولي نتعرف كويس وجواز بعدين باكينام تضحك: أنتي عملتي حكاية طويلة من مخك الحلو ده مافيش حاجة من اللي أنتي بتئوليها صفية بغضب: أنتي هتكدبي عليا بت باكي أنا مش بت امبارح باكينام تتنهد: لما يكون عندي حاجة أئولها هائول.. ربنا يخليكي أنّا ما تزعليش مني ************************** قبل صلاة العشاء لطيفة انتهت من اللبس وكانت على وشك لبس عباءتها بعد أن أنهت بناتها أولا وأرسلتهن لبيت والدها دخل مشعل وهو مستعجل لم ينظر ناحيتها وهو يدخل الحمام بسرعة ويقول لها: لطيفة لو سمحتي طلعي لي ثوب وغترة مستعجل لطيفة فرشت عباءتها على السرير وأخرجت له ثوب وغترة وعطرتهما كما اعتادت ثم اقتربت من باب الحمام ورفعت صوتها: مشعل أنا طلعت ثيابك وباروح.. تبي شيء ثاني؟؟ مع انهائها لجملتها كان مشعل يفتح الباب وكاد أن يصدم بها توقف قليلا وهو ينظر لها بتركيز ولطيفة تنسحب بعفوية لتلبس عباءتها مشعل بنبرة غضب: لطيفة انتي بتروحين بالثوب هذا؟؟ لطيفة انتبهت لسبب غصبه.. فالفستان كان بحمالتين رفيعتين ولطيفة أساسا تلبسه مع جاكيت قصير والجاكيت معها لكنها لم تكن تريده أن يتجعد لذا تركته في علاقته لتلبسه في بيت أهلها ومع ذلك ردت عليه ببرود مدروس: ليه؟؟ وش فيه ثوبي؟؟ مشعل يتنهد بعمق حتى لا يثور فيها: افسخيه الحين والبسي شيء ثاني لطيفة تلعب لعبة لا تعلم ماذا تهدف منها: إن شاء الله أغيره بس أقنعني بأسبابك مشعل اقترب منها ليمرر أصبعه على كتفها وأسفل عنقها ويقول بنبرة خاصة: أنا ما أسمح لأحد يشوف شيء مالحد حق بشوفته إلا أنا لطيفة تراجعت بعنف وهي تقول بخفوت: الفستان معه جاكيت وأنا أخاف ربي قبل أي شيء وأعتقد أنك عارف إني ماتعودت ألبس عاري حتى عند الحريم مشعل ابتسم: ولو حتى شنو مالبستي.. أنتي أحلى منهم كلهم قال جملته وتناول ثوبه ليبلسه ولطيفة مصدومة (هو مدحني وقال لي أني حلوة أو أنا يتهيأ لي وسمعت أشياء على كيفي؟؟) مهما كانت المرأة جميلة يهمها أن تكون جميلة في نظر إنسان واحد نظره هو.. فما فائدة جمال لا يحرك مشاعره ويدفعه للتعبير والصراخ وهو لن يرى جمال وجهها حتى يرى جمال روحها أولا.. وحينما رأى هذا الجمال رأى كل ماعداه من جمال لطيفة لبست عباءتها ونقابها وكانت على وشك الخروج مشعل الذي كان يعدل غترته أمام المرآه ناداها: لطيفة لطيفة عند الباب ردت بعفوية: لبيه مشعل بابتسامة وعيناه مركزتان في المرآة: لبيتي في مكة...أبي أقول الأحمر عليش يضوي ضوي أسى الهجران/ الجزء الرابع والخمسون بيت عبدالله بن مشعل الحفلة النساء توزعن بين حديقة البيت وصالاته الداخلية الجو هذه الليلة كان لطيفا وبرده محتمل معالي تقترب من هيا وتهمس : وين كنتي داسة ذا الزين كله وإلا ذا الشعر ماشاء الله تبارك الله انصرعت لما شفته سلفيني شوي بدل شعري اللي ماضغته المعزى على قولت أمي هيا هيا تبتسم وتهمس لها: صدقتش الحين حاسة إني على قولت صديقتي باكينام مثل عروسة المولد صبغوني لين قلت بس اقترب فوج نساء للسلام على هيا إحداهن وضعت يدها على رأس هيا وقرأت عليها ثم دعت لها بالتوفيق هي وزوجها وأن يجمعهما الله في خير وعلى خير وهيا شعرت بحرج شديد من رقة هذه السيدة حين ذهبن التفتت هيا لمعالي: من هذي؟؟ معالي هزت كتفيها: ما اعرفها بس لا تستغربين.. الناس فيهم خير.. ثم أكملت بعيارة: تصدقين أنا ما أروح مكان إلا كل شوي توقفني وحدة تقول خلني أقرأ عليش لأنش فتنة متحركة ينخاف عليش من العين موضي تقاطعهما وهي تحشر نفسها بين الأثنتين: إيه كثري من ذا الهياط طال عمرش يقرون عليش يقولون يالله سكنهم مساكنهم موضي كانت متألقة من فستان أصفر أنيق ومعالي كانت مليئة بالحياة في فستان حرير مشجر وشقيقاتها علياء وعالية كالعادة متطابقتين ولكن في غاية العذوبة في طقم سماوي بينما الفتنة المذهلة كانت لطيفة في فستانها الأحمر وهاهي تجلس بجوار صديقتها شيخة التي تقول لها: أنتي ما تخافين الله في مشاعري لا عاد تلبسين ذا الأحمر تجلطيني لطيفة تضحك: ليه أنتي عندش مشاعر؟؟ شيخة تضحك: مشكلتش صايدتني.. تدرين ياوخيتي أحاول يمدحون المشاعر ذا الأيام ثم همست وهي تلتفت على هيا: ماشاء الله مرت أخيش تجنن كفاية ذا الشعر ماشاء الله.. ماألومه أخيش ينجلط.. الله يبارك له لطيفة برقة: عقبال راشد إن شاء الله.. يلاقي اللي تعوضه عن زواجه الأول غمزت شيخة وهي تلتفت لموضي: راشد مطلوبه عندكم زوجونا ذا الأصفراني المشعشع لطيفة تهمس لها: موضي ما تبي تعرس خلاص من غير قصور في راشد شيخة بهدوء: حرام يا لطيفة موضي عادها صغيرة.. بتدفن روحها يعني؟؟ لطيفة برقة: ما نقدر نجبرها على شيء وبعدين تو الناس.. توها طالعة من تجربة.. يمكن مع مرور الوقت تفكر ***************************** غرفة مشاعل العنود تطل مع شباك مشاعل المطل على الحديقة وتقول بتحسر: الناس برا مستانسين واحنا محبوسين هنا مشاعل بهدوء: من جدش تبين الناس يشوفونش وأنتي ماباقي على عرسش إلا كم يوم العنود (بعيارة): ليه هو عرسي بروحي ثم أكملت وهي تقفز على السرير بجوار مشاعل: أخيش الملقوف ماهان عليه يخليش تستانسين أنتي وناصر بروحكم إلا يدخلنا معكم.. آه ياناس خبرتوا وحدة تتزوج قبل امتحاناتها بأسبوع.. الله يعديها على خير مشاعل بخجل: عيب العنود استحي.. العنود تضحك: ليه أنا وش قلت.. ياحرم الشيخ ناصر مشاعل يحمر وجهها: العنود تحشمي.. العنود تقترب من مشاعل وتلتصق بها وتمسك يدها بطريقة تمثيلية وتقول بخبث: على ذا السحا اللي عندش لو ناصر قرب منش كذا ومسك يدش كذا وش بتسوين؟؟ مشاعل قفزت وهي تنتزع يدها من العنود وكأن ناصر هو من أمسكها وهي تقول بخجل كاسح: العنود والله العظيم بأزعل عليش العنود غابت في عالم آخر من الضحك: والله العظيم منتي بصاحية زين يا ميشو دواش عندي.. العنود التقطت هاتفها ورنت على رقم معين ووضعته على السبيكر طال الرنين حتى جاءها صوت رجولي عميق: هلا والله بعنودة قلبي مشاعل شعرت أن قلبها توقف وهي تريد لها منفذ تهرب معه وهي تسمع صوت ناصر العنود بمرح: نصوري حبيبي إذا مشاعل تسمعك الحين وذايبة على روحها من السحا وش تقول لها؟؟ ناصر بنبرة خاصة: هي تسمعني الحين؟؟ العنود بابتسامة: yes ناصر بنبرة عميقة مليئة بعبق رجولة خاص: أقول لها تدللي واستحي على كيفش بدل اليوم عشرة.. وبدل السنة عشرة أنتظرش عمري كله.. لا تخافين من شيء وأنتي معي وخلاص عنودة لا تحرجينها أكثر من كذا مع السلامة وأغلق ناصر وعينا العنود تغيم بالدموع من التأثر بمشاعر شقيقها العذبة (يعني فارس ماهان عليه يقول لي كلمتين مثل هذي فديتك يا ناصر الله يوفقك ويسخر مشاعل لك) وإذا كانت العنود غامت عيناها فغيرها انهار يبكي بانفعال مشاعل شعرت أن سماع صوته والكلمات التي حملها صوته العميق كانت أكثر من احتمالها أكثر بكثير *************************** عزبة آل مشعل الشباب والشياب مجتمعون وبعد العشاء المبكر الذي كان بعد صلاة العشاء مباشرة بدأوا بالتحزب كل اثنين يتحدثان سويا عبدالله ومحمد راكان ومشعل بن عبدالله وسعد ومشعل بن محمد وناصر وفارس والشباب الصغار في الزاوية يلعبون بيلوت فيصل ومحمد بن مشعل فريق وسلطان وفهد فريق وعبدالله الصغير متفرج رن هاتف ناصر رأى اسم المتصل فقام بعيدا عن الرجال حتى أنهى الاتصال وعاد حينما عاد كانت ترتسم على وجهه ابتسامة مختلفة فارس يميل عليه ويهمس بمرح: نويصر لا تكون تغازل مالي بذا القومة ولا ذا الابتسامة اللي تقول اعلان معجون أسنان ناصر فتح هاتفه على قائمة الاتصالات الواردة ولف الجهاز ناحية فارس دون أن يتحدث فما زال تحت نشوة إحاسيسه "الأهل ع" الاسم الذي يعرفه فارس جيدا والذي نقله بالأمس فقط من جهاز ناصر تنهد فارس بعمق ولكن دون أن تتجاوز تنهيدته روحه المثقلة بالكبرياء ( هل مازالت غاضبة؟ بالتأكيد غاضبة.. هل أرضيتها يا فارس حتى ترضى؟! أم تعتقد أنها سترضى لوحدها مكافأة لك على لطفك وحنانك معها؟؟ لِـمَ هي رقيقة هكذا؟؟ وهشة هكذا؟؟ كيف ستحتمل لؤمي وفظاظتي وقسوتي؟؟ أعلم أني لئيم وفظ وقاسٍ بالكاد أحتمل نفسي فكيف ستتحملني؟؟ آه يا صغيرتي.. آه تمزق الآهات قلبي.. وأنتِ يوماً تلو الآخر تصبحين هاجسي وجنوني وولعي وأنا سادر في غيي هل رأيتِ جنونا مثل هذا؟؟؟ أعرف تماما مشكلتي ولكني عاجز عن حلها يا لا عرق الكبرياء المجنون المتضخم في عروق رأسي!!) راكان ومشعل راكان بهدوء: ها بوعبدالله.. متى نمشي؟؟ مشعل بذات هدوءه: عقب بكرة بعد صلاة العشاء.. وش رأيك راكان: مثل ما تبي..على سيارتك وإلا سيارتي؟؟ مشعل: سيارتي أحسن.. راكان يتذكر شيئا: إيه ترا مشعل يقول إنه يمكن يروح معنا مشعل باستغراب: غريبة ماخبرت مشعل يحب سوالف القنص مخه مافيه غير شغله راكان يبتسم: حاب يغير مشعل وسعد مشعل يبتسم: اركد يارجال والله العظيم إني قلت لها البارحة أبد طلعت من عندكم من المجلس رحت لها على طول سعد بلهفة: زين ومتى بتردون علي؟؟ مشعل بابتسامة: عطها وقت تفكر ثم أكمل باهتمام: البارحة عشا رياجيل وعالم ماقدرت أخذ راحتي وأتكلم معك تدري سعد أنا عني أشوف أختي مافيه مثلها ثنتين لكن أنت وش اللي يخليك مصمم عليها؟؟ سعد كأنه يتأمل: مشعل أنا تعبت من الوحدة لكن في نفس الوقت أنا تعودت على السكينة والهدوء أبي وحدة تكون شريكة لي بكل معنى الكلمة.. شريكة حياة وفكر نتحاور بعقل وبعمق وفي نفس الوقت تكون لي مصدر هدوء وسكينة وذا الشيء حسيت إن بنت محمد تقدر تهديني إياه الله يكملها بعقلها ********************** عودة للحفل انتهى العشاء وأكثر الزائرات غادرن مريم تجلس في الزاوية.. بالها مشغول بهذه الخطبة المفاجئة التي قلبت حساباتها بداخلها مترددة على الموافقة تخشى من أسباب سعد في الإصرار عليها ولكن من ناحية أخرى تفكر (أليست هذه فرصة أخيرة لأشعر كامرأة مكتملة بالقرب من رجل رائع؟!!) أحلامها تتسع بوجع (أنجب طفلا ربما؟؟) مريم انتفضت وهي تنهر نفسها بقسوة (أي طفل يامريم ؟!! أ تريدين انجاب طفل تعذبينه بعجزك عن العناية به وتربيته؟؟) الأمل يناديها بشفافية مؤلمة (بس أنا ربيت العنود وما أعتقد أني فشلت في تربيتها ولا في الاهتمام بها) ( يا الله تعبت والله العظيم تعبت من التفكير) (الحلو سرحان في ويش؟؟) كان صوت لطيفة التي جلست جوارها مريم بهدوء: موضوع شاغلني وأبي أخذ رأيش فيه بس مهوب هنا ولا الحين مرينا بكرة لو تقدرين لطيفة برقة: حاضرين بأجيكم بكرة عقب المغرب ************************* غرفة مشعل وهيا الساعة 12 ونصف بعد منتصف الليل هيا تدخل وترمي نفسها على الأريكة وموضي تدخل وراءها هيا بتعب: انهديت والكعب ذبحني أبي أسبح وأنام موضي باستنكار مرح: نعم نعم نعم والله العظيم ماتغيرين شيء وحتى الكعب ما تحطينه لين يوصل مشعل أبي أصوركم مع بعض محسوبتش خبيرة تصوير من الطراز الأول وتعديل على الكمبيوتر وحركات ومونتاج..ولا أحسن استوديو وأنا أطبع الصور بنفسي يعني لا تخافين على صورش هيا ابتلعت ريقها وهي تتخيل أن مشعل سيراها وهي بهذا الشكل قالت برجاء: لا موضي تكفين موضي باستغراب: من جدش أنتي؟؟ هيا بصراحة: مشعل ماعمره شافني كذا وش يقول عني مصبغة وجهها لا والفستان عاري شوي موضي تتصنع الغضب: وين عاري؟؟ اسكتي بس لا تجلطيني أنتي ورجالش من أي كوكب جايين وش فايدة ذا الزين واللبس إذا ماشافه هو هو أصلا الأساس والله ما تتحركين لين يجي ويشوفش (من اللي يجي ووش يشوف؟؟) صوته يصلهم وهو مازال واقفا عند الباب #أنفاس_قطر# . .. |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
.
أسى الهجران/ الجزء الخامس والخمسون غرفة مشعل وهيا مشعل مازال واقفا عند الباب وهو يقول: من اللي يجي وش يشوف؟؟ هيا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها!! أن تختفي!! أن تصبح غير مرئية!! تحدث معجزة ما تنقذها من شعور الحرج الجارح الذي غشاها مع سماعها لصوته!! موضي تهتف بمرح: أنت اللي تجي عشان تشوف المدام وأصوركم سوا أنا بأروح أجيب كاميرتي مهوب أجي ألاقيكم سكرتم الباب من دوني موضي خرجت ومشعل دخل وهيا تراجعت للخلف وعيناها تنغرزان في الأرض دقات قلبها تتعالى وتتعالى حتى أصبحت أنفاسها تخرج وتدخل بصعوبة وخجل مر يكتسحها ووجيب مشاعر مختلطة شديدة الكثافة والضغط يتخللها هو تقدم أكثر شعر أن يدا هائلة القوة اعتصرت قلبه بعنف يكاد يحس بألم فعلي في خلايا قلبه المعصور قلبه عاجز عن الاحتمال مشاعره مُستنزفة وهو متعب.. متعب مـــــتـــــعــــــــب هي كانت تعجبه ببساطتها وبدون أي زينة بملامحها الناعمة فكيف وهو يراها بهذا التألق الأنثوي المختلف ساحرة خيالية موجعة فتنة متجسدة هو يراها هكذا بعين المحب!! كانت هيا تقف أمامه تذوب ارتباكا ولكنها تحاول الوقوف بثقة كانت ترتدي ثوبا من الحرير التركوازي والدانتيل الذهبي يد بدون كم واليد الاخرى كاملة الطول إلى منتصف كفها من الدانتيل الذهبي الملتصق بذراعها مع (هاي نك) من الدانتيل أيضا والفستان ضيق ليتسع عند أسفل الوركين في قصة راقية جبينها ومقدمة شعرها ملفوفان بعصبة من الدانتيل الذهبي ينحدر طرفاها على كتفها وشعرها السرمدي مسترسل كالحرير أمواج ليل هادر تعانق سماء من الذهب والتركواز وفرد شعرها زاده طولا ولمعانا ونعومة وفتنة أكثر انغرازا في قلب هذا المتيم المسحور!! لم يتكلم ولم تتكلم كل الكلمات لا معنى لها فمعركة شفافة من المشاعر الجياشة كانت تدور رحاها بينهما و(لا صوت يعلو على صوت المعركة) كما قيل فكيف إذا كانت معركة عميقة حادة لذيذة وموجعة كالمعركة التي تدور بسلاح النظرات والإيماءات وحديث النفس بين مشعل وهيا (أميرتي ارفعي وجهكِ قليلا اجعلي الشمس تشرق واجعلي روحي تشرق واجعلي حياتنا تشرق أما لهذا الخجل والتباعد من آخر؟!! تعبت يا أميرتي تعبت مرهق أنا.. ألا تشعرين بوجع روحي المستشري وقد اُستنزفت ولعا وشوقا واحتياجا وحبا؟!! اسمحي لي أن أحتويكِ.. أغمركِ بهذه النار المشتعلة في جوفي لا تكوني كالمهرة النافرة لا أريد ترويضكِ ولكن أريدكِ أنتِ أن تروضي مشاعركِ) (آه.. أيها السامق حتى طاولت هامتك السحاب أعجز عن رفع عيني إليك نورك محرق وأكثر إشعاعا من احتمالي أروع من كل أحلامي أنت أعذب من كل أمنياتي أنت تساميت فوق صغائري لتكون أنت وحدك فوق السمو الإنساني لتكون الرجل الأعظم والمعادلة التي لا تكرر وحدك رهان الاستثنائية وحدك كسرت أقفال هذا القلب المغلق على سنوات طويلة من الحقد والكراهية ساحر أنت.. ساحر حولت كل مشاعري.. أعدت صياغتها من جديد لتجعلني أخرى أخرى مشبعة بمشاعر جامحة هي لك وحدك أنت فقط ولا سواك ) موضي عادت بكاميرتها ظلت واقفة للحظات وهي تراقب مشعل المبحلق وهيا المطأطة وهي تكاد تنفجر ضحكا من غرابة الاثنين موضي (بعيارة): نحن هنا يا بو الهول أنت ويا نفرتيتي مشعل ألتفت لها بهدوء وابتسم: زين وأنتي هنا.. نسوي لش استقبال رسمي؟؟ موضي تضحك: لا خلصوني أبي أصوركم.. يالله أصلي قيامي وانخمد.. ميتة تعب.. موضي تقمصت الدور وهي تلصقهما ببعضهما ارتعشت هيا وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بحفيف كم مشعل على ذراعها العاري حلقها جاف ومشاعرها مضطربة موضي (بعيارة) : ماراح أطول عليكم صورتين وانتوا واقفين وثنتين وأنتم قاعدين وبس مافيه داعي للخساير.. الحبر حق الصور وورق طباعة الصور غالي خسارة فيكم أنتو وتعابيركم المحزنة أجلستهما على الأريكة.. حاولت هيا أن تبتعد قليلا ولكن موضي نهرتها: خالتي قماشة حدش خليش جنب عمي قحطه وابتسمي وإلا والله لأحرق صوركم دقات قلب هيا تتعالى بعنف مرعب وعقلها يتوقف جراء قربها الملاصق من مشعل الذي كان يشعر بتسلية غامرة وهو يراقب انفعالات وجهها مشعل مال عليها وهو يهمس لها: ابتسمي على الأقل عشان خاطر موضي هيا ابتسمت ابتسامة صغيرة وموضي هتفت بابتهاج مرح فيه كم هائل من الخبث: الحمدلله ابتسامة وأخيرا.. يا أخي كان من زمان وشوشتها وقلت لها : أحبش يا حبيبتي.. عشان تبتسم الظاهر كلامك الحلو هو البتري اللي يشغل ابتسامة المدام وخلاص أنا خلصت وتصبحون على خير قالتها موضي وهي تنسحب فعلا وتغلق الباب خلفها مرت دقائق والاثنان صامتان مشاعر أعمق وأكبر من كل تعبير تمر بينهما كل برودهما المصطنع السابق يشوى على صفيح ساخن وكل الجمود وخزعبلات الكبرياء والخجل أصبحت غاية في الهشاشة وتنذر بانهيار تام قريب أمام روحين مثقلتين بالوجع والهجران تتوقان للتمازج والاندماج وأن تسكن كل منهما إلى الأخرى كما هي فطرة البشرية دون أي حواجز غبية هيا وقفت بتردد وخجل شعرت بأصابع دافئة تلامس أطراف أناملها كان ينظر للأرض همس بنبرته الدافئة العميقة مغلفة بعبق رجولي خاص: لو قلت اقعدي بتهربين مني نفس ماسويتي في واشنطن هيا برقة وخجل: بأهرب ..بس لمكان ثاني مكان من زمان نفسي أهرب له وألجأ لأحضانه بس يا ترى بيستقبلني أو لا ؟؟ قالتها وهي تعاود الجلوس جواره وتشدد احتضانها ليده التي تمسك بيدها *********************** فارس بغرفته عاجز عن النوم عاجز عن التفكير مثقل بالألم وبالكثير الكثير من العشق الموجع الموغل في العمق هاتفه بيده يريد أن يتصل بها يريد أن يتأكد أن الصوت الباكي الذي نحره ببكائه بالأمس عاد اليوم للتغريد الذي ينعش روحه بهمساته تردد للحظات ولكن ليس هو من يطيل التردد في قراراته اتصل بها عدة مرات ولكنها لم ترد أرسل لها رسالة قصيرة " العنود ردي" وصله الرد بعد ثواني.. كما لو أنه كان جاهزا لديها " آسفة ما بيننا كلام اعتذر لي أول ما أبيك تعتذر بلسانك أدري صعب على كرامتك الغالية اعتذر لي بمسج وعقب بأرد عليك" فارس اشتعل من الغضب كيف تجرؤ؟؟ كيف تجرؤ أن تطالبه بالاعتذار بينما هو لم يخطئ لو كان أخطأ ربما كان فكر ..ربما فكر أن يكتب لها رسالة اعتذار فحبه لها أصبح أكبر من أي شيء وأعمق من كل شيء ولكنه لم يخطئ.. لم يخطئ ويستحيل أن يعتذر بينما هو لم يخطئ بشيء فهو لم يكلم الفتيات ولم يلقِ لهن بالا أصلا والحقيقة أن ما ضايقه هو مطالبتها له بالاعتذار بهذه الطريقة المباشرة شعر أنها تريد تصغيره وإهانته (ليش اتصلت عليها أنا اللي غلطان أكيد عرفت قدرها وغلاها وتبي تفرض أوامرها علي زين العنود زين توش ماعرفتي فارس ومهوب فارس اللي يقاد ويمشي عليه شور حد) وصلها الرد بعد دقيقة " أنا ما غلطت عشان أعتذر واللي زعل بدون ماحد يزعله يرضى بدون ما حد يرضيه" ********************** لطيفة عادت لبيتها حدود الساعة 12 كانت جود قد نامت لذا ذهبت بها لغرفتها وأبدلت ملابسها وهي نائمة وأبدلت لمريم ووضعتها في سريرها كانت تتوقع أن أبنائها لم يعودوا بعد.. فهم مع والدهم في العزبة وغدا الجمعة لذا توقعت أن يطيلوا السهر قليلا لكنها قررت المرور بغرفتهما أولا لتخرج لهم بيجاماتهما فوجئت أنهما في سريريهما نائمان توترت (هل يعني هذا أن مشعل هنا؟؟) نظرت للمرآة في غرفة أولادها توترت أكثر لأول مرة يقول أنها جميلة هل يراها جميلة حقا؟؟ أم كان يجاملها؟؟ أخرجت أحمر شفاهها من حقيبتها وفرشاة شعرها عدلت زينتها قليلا لِـمَ؟؟ لا تعرف السبب كانت مازالت ترتدي عباءتها نثرت شعرها على عباءتها ومشطته ثم توجهت لغرفتها وفتحت الباب بهدوء وتوجس ************************* عزبة آل مشعل الكل عادوا لبيوتهم.. تبقى ناصر وراكان فقط ناصر يصب لراكان كوبا من الكرك ويناوله له ويصب لنفسه كوبا آخر ويعود ليجلس بجوار راكان يرتشف بضع رشفات من كوبه.. ينزله أمامه ثم يهمس لراكان بنبرة خاصة: بنت عمك عقب أسبوعين ثلاثة بتخلص عدتها راكان يرتشف بدوره بضع رشفات ثم يضع كوبه ويهمس بهدوء: وإذا؟؟ ناصر باستغراب: وإذا؟؟ لا تقول لي إنك مفكر تفرط فيها للمرة الثانية راكان بعمق: أنا فرطت فيها وخلاص موضي قضية وانتهت.. ما ينفع ينعاد فيها الحكي ناصر باهتمام: راكان.. موضي من الحين فيه ناس قاعدين يتكلمون عليها تكفى تحرك.. لا تضيعها من منك |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
أسى الهجران/ الجزء السادس والخمسون
عزبة آل مشعل الحوار بين ناصر وراكان ناصر باهتمام: راكان.. موضي من الحين فيه ناس قاعدين يتكلمون عليها تكفى تحرك.. لا تضيعها من منك تيار ما سرى في العضلة الشمالية من قفصه الصدري لكنه أنكر هذا التيار وكذبه لأن هذه العضلة ماتت منذ زمن ومن المستحيل أن ينبض شيء ميت لذا رد على ناصر بهدوء: الله يوفقها ناصر بنبرة غضب: راكان لا تجنني.. وش الله يوفقها ذي الله يوفقها معك.. عاجبك حالك ذا.. عمرك الحين 30 وما تبي تعرس راكان بهدوء عميق: ناصر خلاص.. ألف مرة قلت لك هذا مات (قالها وهو يشير لقلبه) ماعاد ينفع موضي ولا غيرها خل موضي تشوف نصيبها كفاية ما توفقت مع حمد (ناصر لا يعلم بضرب حمد لها) خلها تأخذ واحد يعرف قيمتها عدل ناصر بنبرة غامضة: قول نفس الكلام اللي قلته يوم خذت حمد "واحد يعرف قيمتها" موضي ماحد بيعرف قيمتها غيرك ما أدري متى تصحى من الغيبوبة اللي أنت فيها إذا لقيت إنه فاتك كل فرصة للسعادة في الدنيا راكان يسند ظهرة للخلف وتفكيره يذهب للبعيد: خلاص يا ناصر السعادة الله إن شاء يكتبها لنا في الآخرة لأنه سعادة الدنيا مهيب من نصيبي ******************** غرفة مشاعل يثقلها التفكير ويمزقها الأسى بدا لها ناصر الليلة رائعا ومذهلا ومتفهما في كلامه (ولكن مايدريني قد تكون هذه مجرد واجهة منمقة يخفي خلفها حقيقته ما الذي ينتظرني معه؟؟ ماذا؟؟ أشعر بخجل كاسح من مجرد التفكير برجل لا أعرفه يغلق علينا باب وتكون له حقوق علي في أعمق خصوصياتي الروحية والجسدية ثم ماذا؟؟ أعلم أني سأتجاوز الخجل يوما.. ولكن بعد تجاوزه مالذي ينتظرني؟؟ هل أذوب فيه هياما مثل لطيفة ويكون رده على حبي له برودا وتجاهلا مثل مشعل؟؟ أو هل يضربني مثل حمد وأضطر أن أصبر عليه مثل موضي حفاظا على الروابط الأسرية؟؟ هل ستذوي روحي ويُنتهك جسدي في كل الأحوال؟؟ ما الذي ينتظرني؟؟ ماذا تخبئ لي الحياة مع ناصر؟؟ ماذا تخفي لي؟؟!!) *************************** غرفة موضي تبدل ملابسها تخلع الأصفر المنعش وكأنها تخلع قناع البهجة الذي تتسربل به أمام الناس لينهار هذا القناع حالما تخلو إلى نفسها تنظر في المرآة علامة واضحة على كتفها من ناحية الصدر تأبى الانزياح وشم ماكن كوشم الألم والجرح والمرارة في روحها تقترب من المرآة أكثر.. تلمس الأثر بأطراف أصابعها أثر عقال حمد الغائر في كتفها.. تتحسسه ترتعش بعنف تشعر بألم ما.. ألم غريب غير مفهوم ليس ألما جسديا فهذا الأثر ماعاد يثير ألما جسدا.. يثير ألما أعمق بكثير يذكرها بكل الذي تحاول نسيانه فلا تستطيع حياتها البائسة مع حمد وهي تتحول لمخلوق هلامي بلا كرامة كرامتها التي بعثرها حمد يمينا ويسارا وهو يمتهن جسدها وإنسانيتها وهي صامتة خرساء حفاظا على مشاعر أهلها فبماذا خرجت بعد تفضيل الجميع على نفسها؟؟ تشويه في جسدها وتشويه أبشع في روحها (لا ويبوني أتزوج مرة ثانية وش عندي أقدمه للزوج رقم 2 بقايا امرأة؟؟!!!) ********************** غرفة لطيفة لطيفة تقف أمام الباب تشعر بتوجس غير مفهوم لِـمَ هي خائفة من مقابلته؟؟ استجمعت شجاعتها ودخلت ويالا صدمتها!! كان نائما شعرت بخيبة أمل حادة غير مفهومة لأول مرة تحدث.. أن ينام هو قبلها نظرت لناحية السرير وابتسمت (تلاعبني يا مشعل؟!!) عرفت أنه ليس نائما فهو كان نائما على جنبه اليسار وهي تعرف أن مشعل يستحيل أن ينام على جنبه الأيسر إنها عشرة 13 عاما تعرفه وتعرف عاداته أكثر منه حتى هو لا ينام إلا على جنبه اليمين ووجهه للقبلة ابتسمت أكثر (العب.. ليش لا؟؟ ماني معبرتك خلك على نومتك) ************************ بيت سعد بن فيصل غرفة سعد تحديدا عاد منذ وقت ليجد أبا صبري غاضبا فهو نسي أخباره إنهم سيتعشى وأولاده خارجا أبو صبري يعمل عند سعد منذ وفاة زوجة سعد.. وسعد يعده هو صاحب البيت وهم ضيوفه تعرف على أبي صبري قبل سنوات في دورة عسكرية في القاهرة وأبو صبري وقتها كان طباخ الثكنة.. بعد سنوات كُسرت قدمه وأحيل للتقاعد فأرسل لسعد يطلب منه أن يبحث له عن عمل وكان ذلك قبل وفاة زوجة سعد بقليل وانشغاله بمرضها بعد وفاتها بشهر شعر بحاجته لمن يساعده أولاده كانوا عند شقيقته وضحى.. ورغم أنها كانت تصر على العناية بهم ولكن سعد كان رافضا فكرة إبعاد أولاده عنه أو أن يربيهم أحد سواه حينها تذكر أبا صبري ومن حينها وأبو صبري هو الفرد الرابع في أسرتهم ومتولي شؤونهم أبوصبري بغضبه الطريف: والأكل ده أعمل فيه إيه؟؟ أديه لقطاوة الفريج؟؟ سعد يبتسم: ياحلوها قطاوة الفريج من ثمك.. أبي أدري أنت من وين تجيب ذا المصطلحات.. إذا احنا ما نقولها؟؟ أبو صبري بتأفف: آه ياواد يا سعد خدني في دوكه.. عشان ما أزعلش إنك ما ئلت ليش أنك هتتعشى برا أنته والمفاعيص عيالك.. سعد يتجاوزه ليصعد لغرفته: السموحة يابو صبري.. أخر مرة والعشا حرام لا تكبه.. عطه حد أبو صبري يعود للمطبخ وهو غاضب: خلاص مالكش دعوة.. أنا هتصرف وهأوكلهو لك أنته وجوز الئرود بكرة على الغداء عشان تاني مرة تئولي ئبل ما تسيبوني ئاعد ده كلو أتناكم سعد كان على أول الدرج انفجر ضاحكا: أما (أتناكم) ذي منك فلة بس تكفى دخيلك فكنا في عشاك اللي تبغي تغدينا منه عطه حد الليلة وبكرة لا تطبخ أنا عازمك أنت والعيال نتغدى برا أبو صبري يبتسم: كده خوش كلام ياواد ياسعد وهاهو سعد في غرفته الشاسعة وحيدا تلتهمه أفكاره ينظر إلى المكان الخالي جواره قبل حوالي عامين كان فهد ينام معه أحيانا لكن فهد الآن أصبح يرى نفسه كبيرا يريد الاستقلال بغرفته وأصبح أكثر التصاقا بفيصل وهكذا هي سنة الحياة الصغير يكبر ويريد الاستقلال والمكان الخالي بجوار سعد أصبح خاليا دائما (يا ترى ممكن توافق علي؟؟ ياترى بيجي اللي بيونس وحدتي؟؟ يا ترى ممكن ألاقي حد يقصر علي ذا الليالي الطويلة اللي ماعاد انقضت من طولها؟؟) (ولو ماوافقت ياسعد؟؟) انتفض بعنف (ليش ما توافق؟؟ ليه أنا سيء لدرجة أنها ترفضني) مطلقا لم يكن سعد ينظر لعماها أنه عيب فيها أو يرى نفسه أفضل منها أو يرى في نفسه فرصة لا ترفض لمن هي مثلها بل كان يراها شيئا باهرا يتجاوز أمنياته لذا كان في غاية الخوف أن ترفضه كان يتصبر على أمل موجع أنها ستوافق فمريم منذ لقائه القصير معها وهي تمكنت من روحه بشكل غريب عاجز هو عن تفسيره وكأن روحها المحلقة اقتنصت روحه الهائمة ********************** غرفة ناصر صلى قيامه وتمدد على سريره ينظر لغرفته التي كانت مستقره لسنوات بعد أيام سيغادرها شعور حنين غريب يجتاحه فهو أنجز بناء قسم خاص له ملاصق لبيتهم هو شخصيا كان يريد البدء ببناء منزله مباشرة فأرضه موجودة.. والخير وافر ولله الحمد ولكن مريم كانت من أصرت عليه أن يبدأ ببناء قسم جوارهم ثم يبني بيته بالاتفاق بينه وبين مشاعل والحقيقة التي يعلمها تماما والتي لم تشدد عليها مريم وإن كانت تشير لها من وقت لآخر أن مشاعل خجولة جدا لذا تريدها أن تبقى قريبة منهم لا تريدها أن تشعر برعب وجودها معه في بيت منعزل لوحدهما منذ البداية (الله يعيني على ذا الخجل اللي الكل يحذرني منه أنا من يوم شفتها وأنا أعد الأيام والليالي اللي بتصير فيها خلاص حلالي بس ماعليه اللي صبرني ذا الشهور كلها يصبرني لين تتعود علي) أسى الهجران/ الجزء السابع والخمسون اليوم التالي غرفة مشعل وهيا هيا صحت منذ بعض الوقت مشعل مازال نائما أبدلت ملابسها ولأول مرة تفكر أن تضع بعض الزينة بنفسها أحمر شفاة هادئ اللون وبعض الكحل والماسكرا بدأت تشعر بالجوع يوجد الكثير من العصير والحلويات في ثلاجة الغرفة لكنها تود شرب شيء ساخن.. تتوق لفنجان قهوة وفي ذات الوقت لا تريد ترك مشعل خلفها نائما " سبحان من يغير ولا يتغير" اقتربت من مشعل النائم جلست جواره همست في أذنه من قرب: مشعل الآذان الأول للجمعة قرب يأذن ماشبعت نوم؟؟.. من عقب مارجعت من صلاة الفجر وأنت نايم مشعل يهمس وعيناه مغلقتان: مشعل وحاف بعد.. ماني بقايم هيا همست برقة: قوم حبيبي.. مازالت عيناه مغلقتان: خلصنا من مشعل بس ماخلصنا من حاف هيا تبتسم: صدق طماع.. تميل عليه وتقبله وتهمس بحنان: خلصنا قوم.. أنا ميتة جوع مشعل يجلس ويبتسم: ليه أنا طردتش تاكلين هيا بعذوبة: تبيني أطلع وأخليك وراي نايم مشعل يتنهد ويقرص خدها: شكلها أمي دعت لي البارحة من قلب فديت أمي ياناس.. ليتها دعت لي من زمان هيا بخجل: تحشم مشعل يبتسم: عدال على تحشم ذي.. أكون قايل كفر نظر لها ثم همس: فكي شعرش.. لا عاد ترفعينه وأنتي عندي كفاية شهرين حارمتني منه يالمجرمة هيا رفعت يدها للمشابك في شعرها وأطلقت أساره: مع أني بالمه الحين بس حاضرة تدلل.. مشعل أدخل يديه في طوفان شعرها أحتضنه بين كفيه وهو يستنشق عبيره بعمق ثم همس: ياويلش يجيش جنون النسوان وتفكرين تقصينه.. بأقص رقبتش ابتسمت هيا : وتهدد بعد؟؟ وقف وهو يقول بابتسامة: يحق لي ثم وقف أمام المرآة يمشط شعره ثم قال كمن تذكر شيئا: إيه ترى بكرة عقب صلاة العشاء إن شاء الله بأروح أنا وعيال عمي للقنص هيا انتفضت بعنف ثم توجهت له: تكفى مشعل مالنا يومين من يوم جينا تبي تروح وتخليني مشعل ألتفت لها واحتضن وجهها بين كفيه وقال بابتسامة: لو أنتي مراضيتني من يوم كنا في واشنطن ماكان رحت بس الحين خلاص اتفقت مع الشباب ما أقدر أخلف.. تبيني أطلع صغير قدام الرياجيل هيا باستجداء: تكفى مشعل عشان خاطري مشعل تنهد: أنتي تكفين هيا..والله خاطرش كبير..بس خلاص الموضوع منتهي.. 5 أيام بس ونرجع شهقت هيا: يالظالم 5 أيام عندك شوي همست هيا بشفافية: تذكر يوم زعلت ورحت لبيت سعيد ضحك مشعل وهو يلمس أرنبة أنفها: لا تغيرين الحقائق أنتي اللي زعلتي هيا ابتسمت وخيالها يسرح: أنا اللي زعلت وأنا اللي مخي صغير بس تدري والله العظيم ماقدرت أنام وانت منت في الشقة تعودت على وجودك جنبي.. أشلون الحين والله ما أقدر حرام عليك مشعل احتضنها بقوة كأنها يريد زرعها بين أضلاعه، همس في أذنها: تسلي مع البنات وانبسطي لين أرجع وكلها كم يوم وتلاقيني ناط عندش *********************** صالة بيت عبدالله بن مشعل هيا نزلت أولا لأنها كانت جاهزة مشعل بقي ليستحم ويلبس استعداد للذهاب لصلاة الجمعة هيا نزلت بدراعة واسعة وجلال استعدادا لمقابلة سلطان لو صدفته كان الكل مجتمعون عدا عمها عبدالله وسلطان اللذين ذهبا مبكرين للمسجد سلمت هيا وجلست بجوار جدتها وهي تحتضن ذراعها وتقبل كتفها الجدة بحنان: كيف أصبحتي يأمش؟؟ كانت من موضي من ردت (بعيارة): أنا أصبحت بخير يمه وجهي مورد.. والابتسامة شاقة.. شكلي يمه طول الليل أحلم أحلام تونس الجدة باستغراب: شكلش؟؟ ليه مني بدارية أنتي تحلمتي وإلا لا موضي تضحك: وش يدريني يمه.. أقول شكلي وإن بعض الظن أثم هيا بدأت تكح كعادتها حين تشعر بالحرج.. والحوار مستمر بين الجدة وموضي.. الجدة: وبعدين يالملقوفة أنا ما سألتش أنا أسال هيا موضي كأنها تفاجأت: أثرش تبين تسألين هيا... توتوتو مادريت يمه حسبتش تسأليني هيا جاوبي أمي هيا كيف أصبحتي؟؟ هيا تنظر لموضي وهي تشير لها إشارات تهديد وتجاوب جدتها: طيبة يمه يسرش الحال أم مشعل بحنان: دوم يامش.. مشعل وينه؟؟ هيا باحترام: بينزل الحين يمه.. مشاعل كانت في عالم آخر بعيدا عن كل الحوار الدائر تبقت أيام فقط أيام فقط لتنقلب حياتها رأسا على عقب مليئة بالرعب والتوتر لا أحد يشعر بها.. لا أحد يفهمها تشعر أنها تدور في فلك كوني مهجور لا سكان فيه سوى خوفها الذي أصبح يحيط بروحها إحاطة السوار بالمعصم ************************* العصر القاهرة غرفة باكينام باكينام تطبع بحثا على جهاز الحاسوب استعدادا للعودة للجامعة فيما بعد وتسلي نفسها شعرها الأشقر الذهبي المحمر الذي ورثته من فيكتوريا مرفوع بشكل فوضوي وتتناثر خصله العنيدة على وجهها الثلجي دخلت عليها والدتها وهي تحمل كيسا طويلا من الجلد يحمل اسم مصممة مصرية معروفة في ملابس المحجبات وأكياس أخرى وضعت الأكياس على السرير وباكينام وقفت لتقبل أمها: أين ذهبتي منذ الصباح الباكر؟؟ أفقت من النوم لم أجدك؟؟ والدتها تخلع حجابها وترميه على السرير ليظهر تحته شعرها الأشقر القصير المائل بشقاره للون الرمادي وهي تتناول الاكياس وتقول بحماس: تعالي لأريكِ؟؟ باكينام تنهض وتبتسم: ماهذا كله؟؟ سوزان باهتمام: لكِ باكينام باستغراب: لي؟؟ سوزان: لتحضري معنا الحفل الذي يقيمه طاهر عزت غدا إنها المرة الأولى التي تحضرين حفلا بهذا الحجم رئيس مجلس الوزراء ذاته سيكون موجودا لذا لابد أن تظهري بشكل أنيق وراقٍ جدا باكينام بغضب: ومن قال أني سأحضر؟؟ سوزان بغضب مشابه: لا تعانديني يافتاة منال زوجة طاهر عزت اتصلت بي البارحة وشددت على حضوركِ شخصيا وبالاسم هل تريدين إحراجي وإحراج والدك؟؟ أنتِ تعلمين أن مصانع عزت الغذائية ومصانعه للقطن هي التي تشتري جميع محاصيل أراضي والدك الزراعية وعلاقتنا بهم متينة لا تحرجينا معهم.. باكينام تتنهد: علاقتكم أنتم بهم متينة ولكن أنا لا أعرفهم أرجوكِ ماما لا تجبريني وخصوصا أن جدتي فيكتوريا ستصل غدا عند الظهر أريد البقاء معها سوزان تتنهد وتحاول أن تتكلم بعقلانية: حبيبتي.. أمي ستصل عند الظهر ابقي معها حتى المساء واذهبي معنا بسيارتك.. ربع ساعة فقط تلقين التحية عليهم ثم عودي.. أرجوكِ حبيبي باكينام برجاء: لكن ماما أمها برجاء مشابه: باكي أرجوكِ.. من أجل ماما باكينام باستسلام: حسنا ماما.. لا بأس كما تشاءين *********************** بعد صلاة العصر الدوحة بيت عبدالله بن مشعل بعد أن خرج مشعل لصلاة العصر هيا نزلت لجدتها وهاهي عندها تستمتع بحديثها وما فاجأ الجدة أن هيا تعرف كثيرا من الحكايات والأشعار القديمة مما جعل للحديث متعة أكبر فهيا كانت تذكرها ببعض الأشياء التي سقطت من ذاكرتها بحكم الزمن وكأن الاثنتين تحكيان حكاية واحدة انقطع طرفاها وهما تعيدان وصلها هيا الكبيرة حكتها لسلطان وهي مازالت شابة وهاهي ابنة سلطان تعيد الحكايات لها بعد أن خارت بها سنوات عمرها وكلاهما تكتشف لجمال الحكاية بعدا آخر بعدا مليئا بالشجن والحنين والوجع قاسمه المشترك كان سلطان الذي كان حاضرا بعنف رغم أن الاثنتين تتجنبان ذكره حتى لا تنكئان الجروح الرطبة المطمورة بغلاف هش مشعل دخل عليهما سلم الاثنتان ردتا السلام كلا بطريقتها وكلا لها نظرتها المختلفة هيا الجدة بحنان مصفى وهيا الحفيدة بشغف مصفى مشعل همس لهيا من قرب: حبيبتي تعالي.. إبي وعمي يبونش في مجلس الحريم هيا همست بدورها: فيه شيء؟؟ مشعل يمسك بيدها ويشدها ليوقفها: أنتي الحين تعالي وبتعرفين يبونش في شيء مهم هم بيقولونه لش ************************ ذات اليوم في الليل غرفة لطيفة كانت لطيفة تدرس كعادتها بعد أن نومت أطفالها الامتحانات اقتربت وهي تشعر بتوتر كبير تريد أن تحصل على مجموع كبير تريد أن ترد اعتبار ذاتها أمام نفسها قبل أي أحد ومن ناحية أخرى زواج أشقائها وأبناء عمها بعد أيام وهي من رتبت كل شيء والضغط النفسي عليها كبير من كل ناحية الكل يطالبها بالانجاز ومشعل لوحده حكاية عويصة بل مشعل هو كل الحكايات لا تنكر أنها شعرت بجرح عميق حين عبر عن مشاعره تحت ضغط إحساسه بالذنب ربما لا تنكر أن مشاعرها ظلت لعدة أيام مطمورة تحت جليد مصنوع ولكن تحت جليد الأيام سنوات متطاولة من الاشتعال وأبسط منطق سيقول أن سنوات من الاشتعال ستنسف بالتاكيد وفي ثواني أيام الجليد هكذا حكم الطبيعة.. ومن يستطيع الوقوف أمام قوة الطبيعة؟!! ولكنها في ذات الوقت تخشى أن تعاود سكب مشاعرها تجاه مشعل فيعود لمقابلة اشتعالها ببروده حينها لن تحتمل لن تحتمل مطلقا ستنهار نهائيا وهي غارقة في أفكارها دخل مشعل سلم ردت السلام وهي سارحة مشعل بعمق: الحلو سرحان في شيء غيري؟؟ (وهل هناك شيء سواك يلتهم التفكير ويشغل العقل والفؤاد؟؟) لكن لطيفة ردت عليه بهدوء: أفكر في امتحاناتي.. قربت مشعل شعر بخيبة أمل لم تظهر في نبرة صوته الهادئة: أهه الله يوفقش ثم قال كمن تذكر شيئا رغم أن هذا الشيء في باله منذ دخل لكنه كان ينتظر ردة فعلها: إيه لطيفة ولا عليش أمر بكرة رتبي لي شنطة صغيرة وجهزي السليب باق حقي بأروح مع مشعل وراكان القنص انتظر منها ردا لم ترد.. تنهد ثم نهض ليتوضأ ويصلي قيامه بينما لطيفة كانت مازالت في مرحلة عدم التوازن ومحاولة الاستيعاب (مشعل وقنص؟؟) #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
.
أسى الهجران/ الجزء الثامن والخمسون غرفة لطيفة ومشعل لطيفة كانت مازالت عاجزة عن استيعاب فكرة ذهاب مشعل للقنص (أي جنون يصطرع في رأس هذا الرجل عاد من ألمانيا منذ أيام وهاهو يريد الطيران للقنص لم يكن يوما من هواة القنص ماهذا الولع المفاجئ؟؟) مشعل أنهى صلاته ولطيفة مازالت سارحة تفكر مشعل أطل عليها وهو يقول بهدوء: تصبحين على خير بأنام لطيفة همست بهدوء فيه رنة جزع: مشعل وش طاري عليك روحة القنص؟؟ مشعل ابتسم بانتصار وهو يجلس على الأريكة المقابلة لمكتبها ويقول بهدوء مدروس..مدروس تماما: راكان ومشعل بيروحون قلت بأخاويهم لطيفة تتنهد وهي تحاول أن تتحكم في انفعالاتها التي تكاد أن تهزمها: بس أنت ما تحب سوالف القنص ذي؟؟ مشعل بخبث: نجرب ليش لا؟؟ لكل شيء مرة أولى يمكن يعجبني الحال وتلاقيني كل يوم رايح القنص (مهوب كفاية علي شغلك تطلع لي سالفة القنص بعد؟؟!!) لطيفة بدأت تتوتر فعلا ولكنها مازالت تتحكم بدرجة صوتها الهادئة: زين وعرس العيال عقب كم يوم؟؟ تبون تروحون كلكم وتخلون المعاريس والشيبان يبلتشون مشعل بهدوءه الخبيث: أولا العرس باقي عليه حوالي 8 أيام وكل شيء مرتب والحجوزات انتهت والبطاقات وزعت واحنا 5 أيام وبنرجع.. يعني بنرجع على وقت ترتيب مكان الحفل ولين هاذاك الوقت ماعندنا شيء نسويه لطيفة توترت لا تستطيع الاخفاء أكثر من هذا فهي لا تريده أن يسافر يكفيها كل هذا الضغط الذي تعانيه وجوده جوارها يطمئن روحها لن تحتمل غيابه مع كل هذا الضغط لكنها مازالت تكابر: بس مشعل حتى ولو.. مايصير كلكم تسافرون مشعل بخبث: خلاص بأخلي راكان يقعد وبأروح أنا ومشعل دامش لذا الدرجة خايفة على الشباب المعاريس يتعبون عمارهم (أيها الخبيث لن ترتاح حتى تنبشني) لطيفة بهدوء: بس يا مشعل..... مشعل قاطعها وهو ينظر لها بشكل مباشر ويقول بنبرة خاصة: بدل ذا الحجج كلها قولي السبب بصراحة وأنا أوعدش أقعد وألغي فكرة الروحة كلها لطيفة تبتلع ريقها: أي سبب؟؟ مشعل يبتسم: إنش أنتي تبيني أقعد لطيفة بغضب مكتوم: تدري إنك مغرور مشعل وقف وهو يقول بابتسامة شاسعة: يحق لي اللي عنده لطيفة إذا ماصار مغرور ماعنده سالفة إذا ما اغتر بذا الجوهرة (أيها اللئيم لا تفعل هذا بي) لطيفة تنظر للكتاب في يدها: زين.. يعني بتروح أو لا؟؟ مشعل يتوجه لسريره.. ابتسم وهو يعطيها ظهره: بأروح والله انتظرت حد يقول لي اقعد عشان خاطري بس ماحد عبرني الظاهر روحتي وقعدتي سوا مشعل تمدد على سريره بعدما ألقى الكرة في ملعبها يلفه توتره وترقبه وشوقه (لا تخذليني لطيفة لا تفعلي ذلك بي!!) لطيفة مازالت تجلس على مكتبها ممزقة.. مليئة بالحيرة وأهم مايشغل بالها ألا يذهب لا تريده أن يذهب تريده جوارها حتى لو كان غاضبا وهي غاضبة وبينهما جبال من جليد بليد غبي المهم أنه قريب منها لطيفة نهضت عن مكتبها وتمددت جواره ورائحة عطرها الأثير تخترق كل خلاياه صامتان كلاهما مرت دقائق من الصمت والجو مشحون بينهما مشحون لأقصى حد لطيفة كانت تعطيه ظهرها وهو ينظر إلى ظهرها ويكاد يعد النجمات الذهبية التي تتلألأ على ظهر قميص بيجامتها السوداء ينظر وهو يتمنى أن يرى عينيها وانفعالات وجهها همست بصوت مخنوق وهي مازالت تعطيه ظهرها: مشعل لا تروح.. عشان خاطري مشعل بعمق رجولي آسر: التفتي علي وقوليها لي لطيفة لفت بجسدها ووجهها ناحيته صمتت وهي تنظر له نظرتها التي باتت تذيب مفاصله مؤخرا مشعل نظر لها بحنين مد يده مسح خدها بطرف أصبعه كان يمسح دمعة فرت من عينها همس لها بخفوت: لطيفة تعالي قالها وهو يفتح ذراعه لها لطيفة اقتربت.. وضعت رأسها على صدره ماعادت تحتمل كل هذا ماعادت تحتمل انخرطت في بكاء مر وهي تدفن وجهها بين عضلات صدره فهي مستنزفة من كل ناحية وتحتاج إليه بكل وجع الدنيا اشتاقت له شوقا يكفي أن يوزع على كل العالم ويفيض وتعبت من التمثيل.. ومن هذه الحياة فهي عاشقة حتى الثمالة عاشقة حد الجنون عاشقة حتى النخاع هذا الرجل يتغلغل في كل خلاياها تشربت به مسامات جسدها وتخلل نبضات روحها تعبت من صده.. وهي بصده كأنه تمزق روحها إلى شظايا تريد أن تنتهي من كل هذه الألاعيب تتوق للعودة لأحضانه وكم اشتاقت للاستكانة بين أضلاعه!! مشعل شعر أن قلبه انتزع من مكانه وهي تشهق على صدره احتضنها بشدة بيد وبالأخرى رفع وجهها وغمره بقبلاته الحانية المشتاقة وهو يقول بابتسامة شفافة وعبق رجولي: لا أبو القنص ولا أبو أمه ماني برايح مكان والله ما أروح مكان قاعد عندش يا قلبي ***************** غرفة مريم مريم تتمدد على سريرها بعد أن صلت قيامها وأنهت وردها المسائي تريد أن تنام لكن النوم يبدو حلما بعيد المنام تتذكر كلام لطيفة لها اليوم "مريم لا تكونين مثل اللي طول عمره يوزع الخير على الناس ويوم جا دوره عشان يأخذ قال ما أبي.. الخير وش يبي بي سعد رجال فيه خير وألف منهي تمناه ولا تقولين زين وش يبي فيني وألف يتمنونه على قولتش الله أرسله لش والله كتبه من نصيبش لا تشغلين بالش بالتفكير اللي ماوراه فود ليه وشهو عشانه؟؟ وافقي وبس وأسبابه اسمعيها منه بعدين ومهما كانت أسبابه فرجال مثل سعد أسبابه أكيد مامنها خوف لأنه رجال يخاف ربه وبعدين أنا متأكدة إنش صليتي استخارة كم مرة قلبش وش يقول؟؟؟" وهي غارقة في أفكارها وفيما قاله لها قلبها سمعت صوت الباب يُفتح خطوات مترددة ورائحة عطر عذب رقيق تغشى المكان تبتسم مريم وهي تزيح مكانا جوارها " تعالي عنودتي بتنامين؟؟ وإلا مجرد زيارة؟؟" العنود بعذوبة: بأنام.. ممكن؟؟ مريم بحنان: أكيد ممكن العنود تتمدد بجوار مريم ونعومتها ورائحتها العذبة العميقة تغمر ماحولها بسحر خاص بها.. سحر هو خليط من أنوثة طاغية وبراءة عذبة مريم بحنان أمومي مصفى: ياحظه اللي بتنامين في حضنه عقب أسبوع أمه وضحى بنت فيصل شكلها كانت تدعي له ليل ونهار العنود تبتسم بحزن: مهوب كنتي تقولين داعية عليه.. مريم بعتب: أمزح يا قلبي.. حد يلاقي عنود الصيد وتكون أمه داعيه عليه العنود تحتضن كف مريم بالقرب من صدرها: خايفة يا مريم من فارس فارس قاسي واجد.. مريم بحنان وهي تحتضن العنود ابنتها الصغيرة قبل أن تكون شقيقتها: مهما كان قاسي مستحيل يقسى عليش أنتي مخلوق مستفز للعواطف الواحد غصبا عنه لازم يحبش العنود بحزن: هذا عشانش أنتي تحبيني.. بس فارس...... مريم تقاطعها وهي تقول بحزم حنون: العنود اسمعيني.. الرجّال مهما كان قاسي المره تقدر تحتويه بحنانها وتجبره يقابلها بحنان مشابه وأنا ما أوصيش في فارس لا تقصرين في حقه... فارس صدق رجّال حار وعصبي بس بعد هو فعلا رجّال بمعنى الكلمة فلا تقصرين في حقه.. وإن شاء الله إنش أنتي اللي بتكسبينه العنود بتوتر: أنا ماني مقصرة في حقه بس.. مريم بحنان: لا بس ولا شيء أنتي أرضي ضميرش وربش من ناحيته ولا تخافين من شيء ******************** غرفة هيا ومشعل مشعل يتمدد على سريره وظهره مسند لظهر السرير وينظر بوله لهيا التي تمشط شعرها أمام المرآة وكأن ضربات المشط تمر عبر روحه هيا أنهت تمشيط شعرها ثم توجهت له مشعل أشار على فخذه وهيا تمددت ووضعت رأسها على فخذه ومشعل يمرر أصابعه خلال خصلات شعرها بحنان هيا باستجداء: لازم روحة القنص ذي؟؟ مشعل يبتسم: أنتي ما تيأسين؟؟ خلصنا حبيبتي هيا بعبوس: خلصنا.. خلصنا ثم قالت كمن تذكر شيئا وهي تنهض وتستوي جالسة وهي تقول بخجل: ظنك عماني ماخذين على خاطرهم مني؟؟ مشعل يجذبها ويريح رأسها على صدره وهي تشدد احتضانها لخصره ويقول لها بحنان: بعد أنتي الله يهداش الكلام اللي قلتيه ماينقال هيا تبتسم وتهمس ووجهها مدفون في صدره: أنتو يا آل مشعل غريبين يعني أنا ماقلت شيء يزعل مشعل يطبع قبلاته على شعرها ويهمس: من حيث هو يزعل إلا يزعل ويزعل.. لا تقولين ماقلت شيء يزعل هيا تتذكر ماحدث اليوم بعد صلاة العصر حين ناداها مشعل لمقابلة عميها وجدت الاثنين يجلسان متجاورين بديا لها مذهلين لهما ألق غريب وحضور كاسح وعبق وجودهما في المكان عميق وحنون وشامخ ومفعم بالكبرياء قبلت رأسيهما ثم جلست بجوار مشعل بعد السلامات المعتادة كان محمد أول من تكلم قال لها بحنان: أدري عادش تعبانة وتوه البارحة عشاش عند عبدالله وبكرة مشعل رايح القنص فعشاش بعد بكرة عند أمش أم مشعل وخواتش مريم والعنود هيا باعتراض: بس يبه... محمد يقاطعها بحزم: خلاص يا أبيش لا تراديني هيا باحترام: خلاص يبه تم عبدالله فتح الموضوع الرئيسي وهو يقول بهدوء: أكيد يا أبيش أنتي تدرين إن جدش توفى قبل أبيش الله يبيح منهم كلهم هيا انتفضت بعنف وذكرى وفاة والدها تحضر ابتلعت ريقها وصمتت ومحمد يكمل وهو يبتسم: مهوب المفروض تسألين عن ورثش؟؟ هيا انتفضت وهي تقول باحترام: أبي خلا لي حلال واجد الله يبيح منه كان كل شيء مسجلة باسمي قبل يموت أراضي وفلوس في البنك.. وزيادة عن كذا وش أبي عبدالله بهدوء: جعلش في زود بس سلطان أبي خلا له ورث مهوب شوي وهذا حقش واحنا الحين نبي نسلمه لش هيا بهدوء: إذا بتكلمون في حق.. فأنا لي نصه بس والنص الثاني لكم.. لأنه البنت ما تحجر الورث عن عمانها محمد وعبدالله وقفا كلاهما بغضب والاثنان يحاولان كتم غضبهما وهيا انتفضت بعنف من وقفتهما المفاجئة وردة فعلهما المتشابهة محمد بغضب وهو يستعد للخروج: مشعل فهم مرتك إنه مهوب حن اللي ينقال لنا ذا الكلام محمد خرج وعبدالله خرج خلفه هيا التفتت على مشعل وهي مستغربة: اشفيهم زعلوا مشعل؟؟ أنا ماقلت شيء يزعل مشعل تنهد وهو يقول لها بعتب: إلا قلتي شيء يزعل بس ما تنلامين لأنش مابعد تعرفين إبي وعمي هيا.. أبي وعمي لو بيموتون من الجوع ماحطوا عينهم على ورثش أشلون وهم عندهم خير ربي ولله الحمد هيا بعناد: بس أنا بعد عندي خير.. وأنا ماتكلمت إلا في حق مشعل بحزم: هيا خلاص.. الموضوع منتهي ولا عاد تفتحينه مرة ثانية أنا بأخلص لش اجراءات الورث وأحوله كله باسمش قبل نرجع أمريكا أسى الهجران/ الجزء التاسع والخمسون اليوم التالي نهار السبت فارس في سيارته ويخرج من بوابة بيته للخارج وهو خارج رأى سيارة ناصر تخرج من بيت عمه المجاور اتصل بناصر: وقف خلني أعطيك البطاقات اللي طلبتها مهوب تقول باقي اثنين ماعطيتهم بطاقات ناصر بهدوء: خلاص أوكيه تصادفت السيارتان في الخارج بشكل متعاكس كان هناك من تجلس بجاور ناصر ورغم أنه لا يظهر منهما شيء إطلاقا فطرف الشيلة مسدل على فتحي العينين وأكمام العباءة مضفاة على كفيها ولكنه لم يحتج من يخبره من هي فقلبه أخبره من تكون وروحه التي غادرته منذ زمن لتحلق حولها أخبرته من تكون كل منهما أشاح حتى لا ينظر للآخر وحتى يُشعر الآخر بذلك ولكن كل منهما استرق من النظرات الكثير هو من تحت نظارته الشمسية وهي من تحت شيلتها التي تغطي عينيها (أخ.. الله يعدي ذا الأيام بسرعة على خير وتقعدين جنبي أنا) (إيه ما ألومهم البنات يغازلونه الأخ كاشح ومتعدل كنه رايح عرس) فارس بنبرة عدم اهتمام مصطنعة وهو يناول ناصر البطاقات: وين رايح؟؟ ناصر بتلقائية: الأهل عندهم موعد عند دكتور الأسنان فارس غصبا عنه اشتعل: دكتور وإلا دكتورة؟؟ ناصر بخبث: والله مهوب شغلك.. فارس من بين أسنانه وهو يقول بحزمه الطبيعي: ناصر أنا سألت سؤال محدد تجاوبني جواب محدد سألتك دكتور وإلا دكتورة؟؟ العنود دقات قلبها بدأت بالتصاعد (يعني مهوب أنا بروحي اللي أغار) ناصر بذات الخبث: دكتور.. وش عندك؟؟ فارس بحزم: رجعها.. مافيه روحة ناصر يضحك: ماني متفرغ لك وإلا كان طولتها عليك شوي تأخرنا على الدكتورة سامعني.. الـــــدكــتــورة.. تاء تأنيث في الأخر فارس يشتعل من الغضب من ناصر الذي بالغ في إحراجه أمام العنود أغلق نافذته وتحرك دون أن يرد على ناصر العنود كانت تبتسم.. شعرت أنها انتقمت منه انتقاما لطيفا ممتعا لكنها همست لناصر بخجل: حرام عليك احرجته ناصر يلتفت لها وهو ينظر لها بنصف عين: عشتو.. الأخت شايلة همه؟؟ ******************* بعد صلاة الظهر بيت مشعل بن محمد لطيفة في المطبخ الداخلي تصنع حلوى سريعة من أجل الغداء مشعل عاد من الصلاة هو وأبناؤه محمد وعبدالله صعدا لشقيقتيهما ومشعل أطل في غرفته ولم يجد لطيفة عرف أنها لابد في المطبخ نزل لها وجدها منهمكة في عملها همس بهدوء: السلام عليكم لطيفة التفتت له وابتسمت: وعليكم السلام وهي تحاول إزاحة خصلة بظهر كفها لأن يديها متسختين بصف البسكويت المبلل بالحليب في الصينية مشعل اقترب منها وأزاح الخصلة خلف أذنها وهمس لها: شتسوين؟؟ لطيفة برقة: حلا مشعل بابتسامة: كفاية حلاش لطيفة ضحكت: لا بصراحة تطورك مذهل مشعل بعمق: أدري قصرت واجد في حقش في كل شيء كنت مقصر .. حتى في الحكي مقصر.. و.... لطيفة تقاطعه: لا تقول شيء حبيبي المهم ما تخلي شيء يخرب بيننا لأني عقبها ماني بمسامحتك لو مهما صار مشعل احتضنها من الخلف وهو يهمس في أذنها: أنا والله ما أستاهلش سامحيني حبيبتي ابتسمت لطيفة: كفاية تقول حبيبتي عشان أنسى كل شيء ********************** المساء مساء السبت المساء الثوري الذي يحمل وسيحمل الكثير من الأحداث الدوحة بعد صلاة المغرب غرفة موضي كانت موضي مازالت تصلي دخلت عليها والدتها جلست أم مشعل على السرير تنتظر انتهاء موضي من الصلاة موضي سلمت ابتسمت وهي تقول لأمها: أم مشعل مشرفتنا بالزيارة كان دعتيني فديتش وأنا جيتش لين مكانش أم مشعل بنبرة غامضة: أبيش في موضوع ما أبي حد يسمعه موضي استغربت وتوترت: وش فيه يمه؟؟ مهوب عوايدش أم مشعل بحزم لم تعتده منها موضي: اسمعيني موضي أنا دارية إن الزفت ولد أخي في مصر يعالج جابر قال لي.. ولولا غلا جابر اللي ماله حد عندي وإلا كان دعيت على ولده اللي حرق قلبي باللي أنا شفته فيش أنتي كنتي أكثر وحدة في بناتي جاها خطّاب لكن حن بديناه على خلق الله.. لكنه بدل مايصون الجوهرة اللي عطيناه إياها داسها بدون ما يحشم إني عمته وإن عبدالله خاله موضي توترت وتوترت بشدة.. لم تتخيل أن أمها تحمل هذه المشاعر العنيفة المتشابكة ناحية موضوعها فهي كانت صامتة غالبا.. لا أحد يعلم بالذي يدور في عقلها مستعدة لتقديم الحنان للكل وبلا حدود.. ولكنها مغلقة غير قابلة للتفسير تماما مثل مشاعل التي كانت أكثرهن شبها بها حنانا وغموضا وشكلا موضي بتوتر: خلاص يمه موضوع حمد انتهى.. وش تبين فيه؟؟ أم مشعل بذات الحزم: اسمعيني موضي عدل.. أنتي قربتي تخلصين عدتش.. وأنتي عارفة إنه فيه كم رجال لمحوا أنهم يبونش عقب العدة وكلهم رياجيل فيهم خير... استخيري ربش.. وشوفي من اللي أنتي تبين منهم عشان نرد الباقيين إذا خطبوا.. لأنه تدرين إن خطبة المسلم على المسلم ما تجوز موضي برعب حقيقي: يمه تكفين أنا ما أبي أعرس خلاص.. أنتي عارفة إني قاعدة أخلص اجراءاتي وباستلم شغلي قريب.. ما أبي عرس خلاص أم مشعل بحزمها الغريب: تبين حميّد الكلب يرجع من العلاج ويعينش قاعدة لا والله واللي رفع سبع سماوات بليا عمد مايرجع إلا وأنتي في رأس رجال أخير منه ومن لحيته موضي لم تحتمل بدأت بالبكاء.. رغم أنها لا تحب أن يراها أحد وهي تبكي انكبت على يد والدتها تقبلها.. وهي تتضرع بمرارة: يمه تكفين ما أبي أعرس.. أم مشعل لا تحتمل دموعها ولكنها مصرة على أفكارها الغريبة فقلبها محترق على موضي وهي تعلم يقينا أن موضي مهما أخفت جروحها فإن هذه الجروح لا تتوقف عن النزيف وتعتقد أن علاج جروح موضي سيكون في رجل ينسيها حمد..ومافعله بها.. رجل يعيد ثقتها بالرجال.. وأنه كما كان هناك حمد المتوحش.. سيكون هناك رجل حنون قادر أن يحتويها فهي لا تريد أن يعود حمد من مصر.. وتنكأ عودته جروح ابنتها همست باستجداء و داخلها يذوي وهي تحتضن موضي: برضاي عليش ياموضي برضاي عليش ما ترديني ********************* القاهرة بعد المغرب باكينام اليوم سعيدة جدا فهي تجلس بين جدتيها الأثيرتين وتقوم بدور الترجمة بين الاثنتين والعجوزان تتجادلان طويلا وتتفقان حينا وتتعارضان أحيانا وباكينام مستمعة جدا بهما ومعهما لم تشعر بالسعادة منذ زمن مـــــنــــــــذ ............. نفضت الفكرة من رأسها وهي تعود للاستغراق مع جدتيها ومتعتها معهما وهي تعدهما بجدول تأخذهما فيه لكل أرجاء القاهرة بل ومصر كلها فهي تريد أن تذهب بهما للاقصر وأسوان وشرم الشيخ والاسكندرية خلال الشهر الذي تبقى فيه في مصر ورغم أن فيكتوريا قررت أنها ستبقى لأسبوع فقط باكينام بحماس: لا لا ماما أسبوع لا يكفي مطلقا ستبقين معنا حتى أعود لواشنطن وأنتي تعودين مع ماما وبابا لبريطانيا فيكتوريا بتردد: لكن صغيرتي.. باكينام باستجداء: أرجوكِ فيكي فيكتوريا بحنان: حسنا لابأس.. أنتِ بالذات لا أستطيع أن أرفض لكِ طلبا صفية تقاطع الحديث: بتئول لك إيه أنتك الخواجايه؟؟ باكينام تبتسم وهي تحتضن صفيه من كتفها: بتئول أنتك التركية دي زي فلئة الئمر صفية تبتسم: والله كلها زوء الوليه دي.. مع أني عارفة إن دي تأليفة من جناب حزرتكم سوزان تدخل عليهم قادمة من المطبخ بعد أن أوصتهم بإعداد العشاء للعجوزين وهي تهتف لباكينام بالعربية: باكي ماما.. مش يئوم يلبس؟؟ مافيش وئت هبيبي باكينام بتأفف: من فين طلع لي الحفل الزفت ده... والله مش عاوزه أروح سوزان التي كانت تصعد: أسمعكِ يافتاة.. اشتمي بكل اللغات التي تعرفينها لأنكِ ستذهبين في كل الأحوال *********************** الدوحة بعد صلاة العشاء غرفة مشعل وهيا مشعل يربط حقيبة النوم الخاصة به جيدا ثم يضعها بجوار حقيبته هيا تقف صامتة مشعل يقترب منها ويهمس وهو يرفع وجهها: على الأقل ودعيني بابتسامة هيا بحزن: أبتسم غصبا عني يعني؟؟ مشعل تضايق فعلا: هيا حبيبتي أنتي كذا تخليني أروح وأنا متضايق هيا أشاحت وهي تعطيه جنبها: خلاص لا تروح مشعل تنهد: طالعيني مازالت تشيح.. مشعل بحنان: حبيبتي طالعيني نظرت له.. كانت تحاول أن تخفي دموعها العنيدة مشعل شدها واحتضنها بحنان: حبيبتي أنا رجال أحب القنص كل ما أجي أروح بتسوين لي كذا يعني؟؟ لا تصيرين نكدية باقلبي هيا بحزن: عشان هذي أول مرة أنا آسفة حبيبي تروح وترجع بالسلامة مشعل يبتسم وهو يبعدها قليلا عنه وينظر لوجهها: إيه كذا عفيه عليش طبع قبلة عميقة على جبينها ثم مال ليحمل حقيبته وهمس لها: خلي بالش من نفسش وأي شيء تبينه دقي علي معي تلفوني ومعي خط ثريا بأرسل لش رقمه الحين ************************ القاهرة حدود الساعة العاشرة مساء فندق الفورسيزونز على الناحية الغربية من النيل حيث يُقام حفل عشاء طاهر عزت الذي أقامه على شرف أعضاء مجلس الشعب الجدد طاهر عزت من كبار رجال الأعمال المصريين ورغم علاقته الوثيقة بالسياسيين إلا أنه هو نفسه رفض خوض غمار السياسة رغم أنه عرض عليه عدة حقائب وزارية رفضها كما رفض ترشيحاته لخوض غمار انتخابات مجلس الشعب فهو مكتفٍ بضغط أعماله وليس مستعدا لخوض مشاكل السياسة الليلة نخبة المجتمع المخملي المصري تحضر 500 مدعو فقط من السلك الدبلوماسي وأطياف السياسة وحتى المعارضة ورجال الأعمال الكبار باكينام كانت تتبع سيارة والدها لأنها كانت تريد إلقاء التحية بسرعة والعودة هروبا لأحضان جدتيها تضايقت كثيرا من الأجراءات الأمنية المشددة ولولا أنها دخلت ولا تستطيع التراجع أو كانت تحججت بالإجراءات الأمنية وعادت لأول مرة تكره بهذه الطريقة الذهاب لمكان وصلت وهاهي تمشي خلف والدها ووالدتها كانت باكينام متألقة تماما في بنطلون واسع من الحرير الأسود الثقيل فوقه قميص حرير أخضر واسع بقصة مبتكرة ينحدر من أعلى ركبة أحد الرجلين ليصل لمنتصف ساق الرجل الثانية وحجاب هو خليط حريري من اللونين واللون يبرز بشفافية إخضرار عينيها وصفاء بشرتها الثلجية رأت وجوها لم ترها في غير وسائل الأعلام والصحف ووالدها يبتعد عنهما لينخرط في الحديث معهم كانت باكينام تشعر بغثيان حقيقي من الجو العام وتريد أن تنهي مهزلة الاستعراض هذه لتعود لبيتها همست في أذن والدتها: ماما فين الست منال دي عاوزة أسلم عليها وأمشي؟؟ (قالتها بالعربية) والدتها ترد بعربيتها المكسرة: ماما باكي شويه سبر ومع إنهاء سوزان لجملتها كانت السيدة منال تصل وكان منظرها مفاجئا لبيكنام تماما فهي توقعت بحكم مكانة زوجها وغناه أن تكون سيدة متحررة في لباسها وخصوصا أن والدتها أخبرتها أنها درست سنوات دراستها كلها في بريطانيا ولكنها تفاجأت أنها ترتدي عباءة خليجية سوداء مطرزة بتطريز خفيف على الأكمام والشيلة وبدا منظرها لطيفا محتشما جدا.. وهي بدت مهذبة وحنونة لأبعد حد رحبت منال ببكينام كثيرا بل وبطريقة بدت لبكينام مبالغا فيها (هي لا تعرفني فلمَ هذا الترحيب كله؟؟) منال باهتمام: أنتي بتدرسي ماستر في جورج تاون.. صح؟؟ باكينام بأدب وهي تريد أن تنتهي لتذهب: آه صحيح منال برقة: ابني كمان في جورج تاون بس دكتوراة علم اجتماع ئرب يخلص خلاص هو أستاز جامعة هنا في جامعة القاهرة هو كان درس البكلوريا الدولية والليسانس والماستر في بريطانيا بس بعدها حب يغير هو تفكيره غريب شوية تعرفي حبيبتي باكينام هو اللي أصر أنك لازم تنعزمي.. أكيد بتعرفوا بعضيكم في الجامعة منال قالت الجملة الأخيرة بنبرة خاصة توحي أن مابينهما يتجاوز مجرد التعارف وهي تنظر لبكينام نظرة استحسان تقييمية بينما باكينام كانت تستمع لها وهي تدعي الاهتمام من باب الذوق رغم أنها غير مهتمة إطلاقا (وأنا أعمل إيه بابنها الدلوعة زفت الطين؟؟!!) حنى وصلت منال للجملة الأخيرة حينها تحفزت مشاعر وذهن باكينام بعنف وخصوصا حين مر بهم أحد مساعدي طاهر عزت ونادته منال وهي تقول: فتحي لو سمحت انده يوسف ئول له مامتك عاوزاك حالا #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع ,,,,,
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
القاهرة /فندق الفورسيزونز
منال توجه الحديث لأحد مساعدي زوجها: فتحي لو سمحت انده يوسف ئول له مامتك عاوزاك حالا باكينام شعرت أن قلبها نزل إلى أخمص قدميها لم تكن بحاجة لترى يوسف هذا لتعرف من هو رغم صعوبة التخيل وتباعد طرفيه من نادل لابن واحد من أغنى أغنياء مصر ولكن واحداً زائد واحد يساوي اثنين يوسف؟؟.. ومعها بذات الجامعة؟؟.. ويعرفها؟؟ ناتج جمع الاحتمالات: لا أحد غيره رغم استحالة التصور الذي جعلها تشعر بألم في أسفل معدتها وألم أشد في رأسها الذي شعرت فيه بصداع حاد ناتج عن إرتفاع ضغطها فعليا وألم أشد وأشد في عروق قلبها التي تكاد تنفجر من ضغط الدم المتدفق بكثافة لشرايينه لا تتخيل أن تراه بل يستحيل أن تراه كانت تريد الهرب قبل يصل (لِمَ الآن؟؟ ولِـمَ هنا؟؟) باكينام بأدب وهي تتحكم تماما بطبقة صوتها حتى لا تشي بالبركان الذي ثارت حممه في داخلها: خلاص اسمحوا لي أستأزن ستي لسه واصلة من لندن ولازم أرجع ليها منال أمسكت بيدها: تروحي فين.. ده يوسف جننا عشانك وهو عامل لك سربرايز الليلة تروحي إزاي "تروح فين؟؟" الصوت العميق الساحر الذي ألهب خيالها وأحلامها وقلّب كل مواجعها وأقسى آلامها الصوت ذاته ذاتــــه منال بحنان: أهلا ياحبيبي.. تعالى.. باكينام عاوزة تروح.. خد بالك منها أنا وسوزي هنشوف العواجيز اللي زينا لم تكن سوزان تريد ترك ابنتها مع هذا الشاب الذي بدا لها بحضوره الكاسح خطرا كاسحا ولكن منال همست لها عدة همسات جعلت سوزان تبتسم وتنسحب معها باكينام لم تنتبه لانسحاب أمها ومنال لم تنتبه لشيء ولا لأحد المئات حولهما ولكن كل هذه الحشود تحولت لسراب.. لخيالات أمام حقيقة راسخة واحدة يـوســف يــــــــوســـــف بدا لها أكثر وسامة.. أكثر إيلاما في طقم رسمي أسود أبرز عرض كتفيه مختلف.. مختلف جدا هل بسبب عبق الغنى والنفوذ الذي يحيط به؟ لا.. لا إنها نظرته المختلفة نظرة عتب وحزن....... وقسوة صامتان تمور بهما وحولهما عشرات الانفعالات باكينام كانت أول من تكلم وهي تقول بثقة وكل عروقها المجنونة تحضر وتصطرع التركي والإيرلندي والانجليزي والمصري وهي تحاول التركيز مع كل الآلام التي اجتاحتها مع رؤيته: أتمنى إنك مش جايبني هنا عشان تهزئني يوسف ببرود: أنا مش رخيص للدرجة دي عشان أعملها مع إنها فكرة حلوة أرد الإهانة بإهانة بس أنا ما أنزلش نفسي للمستوى التافه ده لأني مش تافه وفاضي زيك أنا جايبك لسبب.. بس أهم أهم بكتير باكينام تحاول السيطرة على أعصابها: خلاص خليك في مستواك ومع الناس اللي من مستواك أنا أستازن لأني مش مستعدة أئعد وأسمع اهانات وأسبابك ما تهمنيش.. خليها لك يوسف بذات البرود وبثقة مرعبة: أسبابي هتهمك وهتهمك أوي كمان باكينام بأدب إجباري يفرضه عليها وضع والدها وطبيعة الحفل الذي هما فيه: يوسف احنا مافيش حاجة بيننا نتكلم فيها الكلام كلو خلص في واشنطن يوسف مازال يتكلم بثقة مخيفة: أولا ما تنادنيش يوسف حاف سانيا: الكلام لسه هيبتدي.. في واشنطن أنتي تكلمتي دلوئتي دوري أنا أتكلم وأنتي تتخرسي باكينام بغضب مكتوم وعروق كرامتها تتصادم في رأسها: عاوزني أقول لك إيه؟؟؟.. يوسف باشا مثلا وأنته اتكلم براحتك مع نفسك ماعنديش استعداد أسمع مجانين سلم ع الست مامتك يوسف ببرود وثقة قاتلين: أوعي تتحركي أما تئولي إيه؟؟ فمخك راح للبشوات لأنه وحدة فاضية مثلك مايملاش فضاوتها غير الألقاب الكبيرة أنا عاوزك تئولي: يوسف حبيبي عشان الليلة هنعلن خطوبتنا ياحبيبتي قال الكلمة الأخيرة (حبيبتي) وهو يضغط على كل حرف بطريقة مقصودة وبسخرية لاذعة ************************** الطريق البري الواصل بين سلوى والأحساء راكان ومشعل تجاوزا المراكز الحدوية للتو طيراهما (لطّام) صقر مشعل و (كسّاب) صقر راكان على المقعد الحلفي وكان راكان هو من يقود والاثنان يتبادلان الحديث مشعل لراكان: وش فيه أبو محمد غير رأيه من الروحة معنا؟؟ راكان يبتسم وهو يخلع غترته ويضعها جواره ويمسح على شعره القصير الناعم: على قولتك مخه مافيه غير شغله يقول جا له شغل طارئ أسأله شنو ذا الشغل الطارئ يقول لي: شغل مالك خص فيه مشعل يضحك: لا يكون أخيك يبي يعرس على أختي ترا بأقطع أذانيك أنت وياه راكان يضحك: زين قطع أذانيه هو.. أنا وش ذنبي؟؟ مشعل بمرح: أخيه.. لازم نعاقبك معه.. راكان بمرح مشابه: لا لا تخاف على أم محمد مسيطرة على الوضع تمام مشعل صار له كم شهر وهو من الساعة 10 أو 11 محضر في البيت صاير بيتوتي يغثي مشعل بابتسامة: إيه طسهم عين يالبندق راكان بمرح: والله بطسك أنت اللي نص ساعة قاعد أنتظرك على باب بيتكم لين طلعت علي.. ذا كله مهوب هاين عليك فراق بنت سلطان يا أخي كان قلت لي من أولها وهوننا مشعل بشفافية مرحة: مشكلتك كاشفني ثم أكمل باهتمام: هاه أشرايك نمسي الليلة في الحسا؟؟ وعقب صلاة الفجر نغبش راكان بهدوء مبتسم: شورك وهداية الله ************************** موضي في غرفتها لم تخرج منها منذ صلاة المغرب بعد الفاجعة التي فجعتها بها والدتها لا تريد أن ترى أحدا فهي ليست في مزاج لمقابلة أحد أو الحديث مع أحد أو إرتداء أقنعة المرح المتعبة طرقات خفيفة على الباب ثم دخل الطارق هيا بتردد: موضي وش فيش؟؟ حتى عشا ما تعشيتي كانت موضي تتمدد على سريرها.. ردت بتعب: تعبانة شوي هيا هيا اقتربت منها وجلست جوارها: تبين أجيب لش شيء؟؟ موضي بذات النبرة المتعبة: لا فديتش.. أنا كلت حبيتين بنادول بأنام شوي وبأصير أحسن هيا تقف وتقول بحنان: خلاص بأخليش ترتاحين موضي تلتفت لها وتقول بأسف: أنا آسفة هيا أدري مشعل مسافر وأكيد إنش ضايقة بس اسمحي لي الليلة بس.. أنا فعلا تعبانة هيا التفتت لموضي لتقول لها بعمق: موضي لا تحملين نفسش فوق طاقتش وأنتي منتي بمطالبة تكونين السوبرومن اللي تطيب خاطر كل الناس وهي خاطرها مسكور متضايقة وحزينة.. عبري عن اللي في خاطرش ولا تهتمين لأحد غير نفسش أنا بأنزل لجدتي وبأنام عندها بس أنتي انتبهي لنفسش وطيبي خاطرش لأنه مافيه شيء في الدنيا يستاهل نحزن عليه خذي ذا الكلام من وحدة شافت الحزن ألوان وألوان ************************** مجلس آل مشعل سعد ومشعل في الزاوية يدور بينهما حديث خاص سعد بلهفة: هاه مشعل ردت عليك بنت محمد؟؟ مشعل يبتسم: أنت منت بشايف إنك قدك كبير على ذا الطفاقة؟؟ سعد يبتسم: وأنت منت بشايف إنك قدك كبير على ذا الملاغة؟؟ مشعل بمرح: عاد لا تخلي الملاغة تحضر.. وأقول ماعندي خبر لين الأسبوع الجاي وإلا اللي عقبه سعد بابتسامة: مشعل خلصني.. ماتسوى علي ذا الخطبة وترتوني.. والليل ماعاد أمسيته مشعل همس لسعد وهو يضحك: زين قوم الحق على أبي قدام يروح يمسي كون كنك تبي تأجل الخطبة لوقت ثاني؟؟؟ سعد وقف بحزم: وش أأجل؟؟ الحين أكلمه.. ماصدقت تبلون ريقي ************************ شقة من الشقق الفندقية المفروشة على أول الأحساء لا يستطيعان النزول في فندق لأن الفندق لن يقبل بإدخال طيريهما معهما مشعل يستحم وراكان كان يصلي قيامه سمع هاتف مشعل المحمول يرن عدة مرات حين سلم.. سمعه يرن مرة أخرى التقطه المتصل: نبض قلبي راكان قرر أن يرد أولا رأى أنها فرصة أن يسلم على ابنة عمه زوجة مشعل يبارك لها زواجهما ويرحب بعودتها وثانيا هي اتصلت عدة مرات خشي أن يكون هناك طارئ رد بصوته الواثق العميق: حيا الله بنت سلطان صوت أنثوي عذب مرتبك ومتعب وغير غريب: حياك الله بس أنا بنت عبدالله راكان باستغراب: موضي؟؟ موضي بصوتها المستنزف إرهاقا والواضح به أثار البكاء: إيه طال عمرك.. وين مشعل؟؟ راكان لا يحتاج كثير ذكاء ليعلم أنها كانت تبكي صوتها الباكي هزه بعنف.. فمهما كان هذه إحدى بنات مشعل وليس لكونها موضي بالذات أي دخل في اهتمامه سألها بهدوء قلق: موضي.. فيه شيء؟؟ حد صاير عليه شيء؟؟ موضي باستنكار: لا والله العظيم كلنا طيبين بس كنت أبي مشعل في موضوع راكان بثقة: مشعل قريب.. إذا أنا اقدر أسوي شيء تراني حاضر موضي صمتت وفكرة مجنونة مجنونة مــجــنــونــة تخطر ببالها.. طال صمتها الذي أثار قلق راكان أكثر: موضي إذا تبين شيء أنا حاضر موضي تنهدت بعمق ثم قالت بخجل هامس: راكان أنا بسألك سؤال وبناء على ردك على ذا السؤال بيكون الطلب اللي بطلبه راكان استغرب: سؤال ثم طلب؟؟.. تفضلي موضي بهدوء متردد: مرت رفيقك محمد الله يرحمه عادها على ذمتك وإلا طلقتها؟؟؟ راكان صُعق.. بهت.. صُدم صدمة عمره من أين تعرف.. وكيف؟؟ يستحيل أن يكون ناصر أخبر أحدا.. حتى لو كان ناصر من أخبر، مع أن هذا مستحيل،فلابد أن تكون عرفت بالطلاق أيضا ولكن بما أنها لم تعرف بالطلاق فمعرفتها بالموضوع قديمة راكان كان مصدوما بكل معنى الكلمة.. رغم أن راكان بشخصيته الموغلة في الثقة لا يهزه شيء.. كما أن كبرياءه لا يسمح له أن يستجوبها: كيف عرفت ومن أين فهي عرفت وانتهى.. ويبدو أنه لا أحد سواها يعرف أو كان تفاجأ بمعرفة أهله للموضوع أيضا لذا أجابها بهدوء واثق: طلقتها من سنة تقريبا موضي تنهدت وهي تقول بارتباك: زين أنت مستعد تعيد اللي سويته مع مرت محمد تتزوج وحدة زواج صوري كخدمة إنسانية لذا الوحدة؟؟ راكان مستغرب بشدة.. يبدو أنها تعرف الكثير عن زواجه وظروفه (وموضي بالذات؟!!) راكان بهدوء: موضي مافهمت أنتي وش تقصدين؟؟ موضي ابتلعت ريقها الجاف المنغرز بألم في حنجرتها كأشواك حادة والكلمات تخرج متعسرة مذبوحة مفككة .. كلمات تشبه موضي في ألمها: راكان تقدر تزوجني أنا؟؟ #أنفاس_قطر |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
الحوار الهاتفي مستمر بين راكان وموضي
راكان بهدوء: موضي مافهمت أنتي وش تقصدين؟؟ موضي ابتلعت ريقها الجاف المنغرز بألم في حنجرتها كأشواك حادة والكلمات تخرج متعسرة مذبوحة مفككة.. كلمات تشبه موضي في آلمها: راكان تقدر تزوجني أنا؟؟ راكان شعر كما لو قنبلة ما انفجرت في منتصف رأسه.. شعر بصداع مؤلم حقيقي هل سمع موضي تعرض عليه أن يتزوجها أو كان يتخيل؟؟؟ راكان بصدمة حقيقية: أنتي يا موضي؟؟ موضي كانت أشبه بحطام مدمر.. ليست أشبه.. بل كانت فعلا حطاما متناثرا لا تعرف كيف تجرأت أن تفعل هذا أو كيف خرجت الكلمات من بين شفتيها ولكن الفكرة خطرت ببالها فجأة وشعرت أن راكان قد يكون حلها الوحيد كان أخر ماخطر ببالها أن يرد راكان على هاتف مشعل وكأن قدرته سبحانه ترسم لها هذا المسار أن تتصل وهي في محطمة تماما تبحث عن بعض السلوى عند شقيقها فيكون راكان هو من يرد وتقفز الفكرة لذهنها فورا ودون تخطيط ردت عليه موضي بحزن وخجل : راكان أدري إن واحد مثلك مستحيل يفكر بوحدة مثلي راكان شعر أن تقليل ابنة عمه من نفسها أمامه يخترق بقسوة روحه المشبعة رجولة: لا موضي أرجوش لا تقولين كذا موضي بذات الحزن والخجل: راكان خلني أكمل كلامي.. وأنت عقب لك مطلق الحرية توافق أو ترفض راكان صمت وموضي أكملت نزف روحها: راكان أنا أدري إنك تدري إن حمد كان يضربني ويهيني من يوم خذني راكان شعر أن جوفه يشتعل نارا محرقة وغضبا كاسحا وهو يتذكر الموضوع وعلى لسانها وبهذه النبرة النازفة ألما وموضي تكمل بصراحة جارحة مؤلمة: حمد ياراكان حطمني.. أقولها لك بكل صراحة.. ضربني وهانني فوق كل شيء ممكن تتخيله أنا وحدة ما عاد أنفع لرجال لا جسديا ولا روحيا.. وأمي حالفة علي إني لازم أتزوج إذا خلصت عدتي إذا أنت عندك استعداد تزوجني فأنا أوعدك أني أقوم بكل شيء يخصك على أكمل وجه مكانك ثيابك عزايمك كرايمك.. لكن أكثر من كذا ماعندي استعداد أقدم ومتى ما بغيت أنت تتزوج أنا مستعدة أخطب لك اللي تبي متى مابغيت ومثلك ماحد يرده حتى لو عنده مره وما أبي منك إلا أنك تحترمني وتخليني أشتغل أنت سبق لك جربت الزواج الصوري في السر ياترى ممكن تجربه الحين في العلن عشان بنت عمك وتسترها ؟؟ لأني لو انجبرت وخذت رجّال ثاني صدقني بانفضح عنده لو شاف رفضي له وأنت خذ وقتك وفكر.. ولو رفضت صدقني ما ألومك لأنه حقك ولكن ما فاجأها تماما كان رد راكان المباشر الواثق: مافيه داعي أفكر لأني موافق موضي بخجل: لا راكان أرجوك لا تحسسني بالذنب إني ضغطت عليك فكر وشوف لو ذا الشيء يناسبك أو لا راكان بثقة: خلاص موضي اعتبري الموضوع منتهي بس أنا عندي طلب موضي بلعت ريقها: أي طلب؟؟ راكان بهدوء: أنتي قلتي إنه أنتي مستعدة تقومين بكل شيء يخصني على أكمل وجه وفيه شيء بعد لازم تحطينه في اعتبارش موضي بحذر: اللي هو؟؟ راكان بهدوء: في منصبي في الشغل المجاملات لها دور كبير وأنتي بنفسش بتشوفين زوجات زملائي كلهم بيجونش وبيجيبون لش هدايا غالية فأنتي مضطرة تردين بالمثل.. وهو فعلا شيء متعب.. أي واحد فيهم زوجته تولد أو وولده أو بنته يتزوجون لازم تروحين تباركين وتودين هدية أنا قبل كنت عزابي فكنت معفي من المجاملات.. لكن إذا تزوجت لازم زوجتي تجامل زوجاتهم مستعدة لذا المجاملات الكثيرة؟؟ موضي بحزن: إذا أنت مستعد تتزوجني.. فليش ما أكون مستعدة أرد جزء بسيط من جميلك الشيء الثاني إذا ماعندك مانع خلها ملكة بس عشان أمي ترتاح والزواج نفسه أجله قد ماتقدر موضي أنهت أتصالها والاثنان يغرقان في تفكيرهما الخاص كلاهما يلفه ألم عميق.. عميق.. عـــمــــيـــــق موضي مجروحة بعمق نعم وافق أن سيتزوجها ولكن كيف تستطيع رفع عينيها له وهي من عرضت نفسها عليه (الله يسامحش يمه كله منش خليتني أمام خيارين أحلاهما مر وأحلى المرين أني أعرض على راكان يتزوجني على الأقل راكان عارفة إنه بيستر على أي تقصير بيطلع مني لكن أي رجّال ثاني لا) كانت تشعر بألم عميق شديد الحزوز في روحها (ألا يكفيني إحساسي بالمهانة حتى أكمله بعرض نفسي على رجل لم أخطر بباله يوما؟؟!! رجل هو فوق الكمال ويستحق من توازيه اكتمالا وأتمنى أن يجدها يوما ليكمل معها حياته فعليا فراكان رجل مختلف رجل متخم بالشهامة والنخوة أعرف هذا من سنوات سره الذي كتمته لسنوات وسأكتمه حتى أخر يوم بعمري سره الذي جعله يكبر في عيني ألف مرة وزاد احترامه في ذاتي الاف المرات وهذا هو ما أريده رجل أحترمه ويحترمني لا أريد شيئا غير الاحترام استنزفني عيشي مع رجل أنا أحتقره وهو يهينني) راكان كان في طوفان مشاعر مختلف (موضي تعرض نفسها علي ليه ليه؟؟ وعقب أيش جايه؟؟ موضي أنا ماعندي شيء أعطيه لش أنتي تستحقين رجّال أحسن مني أنا واحد ماعاد عندي مشاعر أجدب قلبي وتصحرت روحي أنا ماعاد أنفع أي مره.. أشلون موضي؟؟ موضي بالذات؟؟) راكان كان بوده أن يرفض طلبها بل تمنى رفض طلبها ولكن رجولته أبت عليه أن يرفض امرأة تستنجد به وهكذا فعلت موضي؟؟ فروحها المليئة بالثقوب لا تريد لأي رجل أن يراها هو وحده يستطيع ستر عيوبها وتغطية ثقوبها حتى لا يراها سواه راكان ماعرف قرب امرأة يوما وماعاد يريد قرب إحداهن مستغرق في عوالمه الخاصة التي استنفذته واستنفذت وقته حتى ماعاد لديه وقت للتفكير في شيء عمله المعقد الحساس بطولات الرماية مسابقات الشطرنج فكيف يستطيع الآن استقبال هذا الهجوم الأنثوي المرفوض على حياته؟؟؟ (هيه هيه يا أخ أنت) يد تهزه.. وصوت ضاحك راكان بعدم انتباه: نعم مشعل مشعل بمرح: تدري إني طلعت من الحمام وصليت قيامي وصار لي نص ساعة أدور تلفوني وأنت ولا حاسس بشيء لا ومتلوي على تلفوني بعد وش سرحان فيه ذا كله.. وهات تلفوني.. مشعل يناوله تلفونه ويقول بعمق واثق: مشعل ظنك موضي توافق علي إذا خلصت عدتها؟؟ ***************************** فارق توقيت زمني هو ساعة أبكر هو التوقيت الشتوي في مصر الساعة 11 مساء في القاهرة وعودة للجبهة الأخرى على ضفة أخرى حفل طاهر عزت الحوار الناري المغطى الدائر بين باكينام ويوسف باكينام بغضب مكتوم وهي تصر على أسنانها وعيناها الخضروان تشعان بإخضرار عميق مرعب وفتّان: خطوبة إيه يا مجنون أنته؟؟ يوسف بنبرة مستفزة: خطوبتنا يائلبي باكينام بصوت خافت وهي مازالت تسيطر على أعصابها: أنا مش مستعدة أئعد وأسمع الجنان ده أنت لو أخر راجل في العالم مستحيل أتجوزك يوسف بثقة بردت دماءها: لو مشيتي هتندمي سدئيني باكينام باستفسار غاضب: أنا عاوز أعرف أنت جايب السئة دي منين يوسف بذات الثقة: بصي ناحية باباكي وماماتك دلوئتي هتلائيهم بيبصوا ناحيتنا وبيبتسموا وفعلا استرقت باكينام النظرات لتجد والدها ووالدتها يقفان مع طاهر عزت ونظراتهم عليها وابتسامة مشرقة تنير وجه كل واحد منهما باكينام برعب: أنتو ئلتوا إيه لماما وبابا؟؟ يوسف يبتسم ببرود: الحئيئة يا ئلبي..الحئيئة وبس إنو احنا عارفين بعضينا في واشنطن متفئين على الجواز بس أنتي ماحبيتيش تئولي لأهلك حاجة لحد ما أنا أتكلم رسمي زي ما بنات الزوات اللي زي حضرتك بيعملوا ماما ماكنتش عارفة التفاصيل كلها بس بابا عارف وهو اللي ئال لمامتك وباباكي باكينام بغضب مر وهي ترتجف من غضبها ولكن مازالت تتكلم بصوت خافت.. فهذه سنوات متطاولة من التربية الرفيعة: أنت أكيد مجنون.. أنا هاروح لبابا وأئول إنك كداب وإنك أنته اللي كنت بتطاردني في واشنطن.. وزي ما كدبت أنا هأكدب يوسف بابتسامته التي باتت تكرهها بعد أن كانت تراها أحد أجمل الأشياء في الدنيا: اعملي كده وشوفي اللي هيجرالك باكينام بثقة: أنت مش ماسك لي زله عشان تهددني.. وأنا عمري ماعملتش غلط عشان أخاف منه يوسف بثقة: باكي أنتي في واشنطن شفتي وشي السمح المتواضع الطيب وماعجبكيش ماتجبرينيش أوريكي وش الواد المتبغدد اللي بفلوسه ممكن يعمل كل حاجة باكينام بثقة مثل ثقته: أعلى مافي خيلك اركبه يوسف بابتسامة: من أوطى خيلي مش أعلاها أني هأروح لباباكي دلوئتي وأئول له إنه احنا تجوزنا في واشنطن جواز عرفي وممكن أديه تفاصيل حميمة أوي منها مسلا مسلا الشامة الكبيرة اللي في أخر ظهرك وطبعا نسخة من عقد زواجنا العرفي فتخيلي أعلى خيلي هيبئى إيه باكينام تريد أن تبكي.. تريد فعلا أن تبكي لم تتخيل أن فارس أحلامها المليء بالرجولة والسحر يتحول أمامها لوحش مريع مرعب مستعد لنسفها للانتقام منها وإجبارها عليه (والشامة دي عرف عنها إزاي؟؟) باكينام تتنهد لكنها يستحيل أن تظهر انفعالها: يوسف أنت بتعمل كل ده ليه ألف وحدة تتمناك.. أنا مش عاوزاك سيبني في حالي يوسف ينظر لها بتحدي: ولا أنا عاوزك.. بس أنتي عاوزة تأديب وأنا عاوز أعمل خدمة لأهلك وأربيكي من جديد باكينام بتحدي مشابه: أنا متربية ئبل ما أشوفك وسدئني لو عملت اللي في رأسك.. مافيش حد هيندم غيرك فور إنهاءها لجملتها كان والدها يقف بجوارها وهو يهمس لها: ليه ما ئلتي ليش ئبل كده يا باكي؟؟ باكينام صمتت يوسف كان من استلم زمام الحديث بثقة: أنا اللي ئلت لها ياعمي.. ماتئولش لحد ،لحد ما أتكلم رسمي.. أو حضرتك شايفني ما أستاهلش باكي؟؟ طه بابتسامة مهذبة: لا والله يا ابني.. يوسف بثقة: الحفلة دي فرصة ما تتعوضش نعلن فيها خطوبتنا كبرات مصر كلهم موجودين طه التفت لباكينام وقال بحنان: الرأي رأي باكي يوسف التفت لباكينام وهو يشعر بتوتر عميق في داخله قد يكون أقنعها بترهات الغضب والكراهية ولكنه يستحيل أن يسمح لها أن تطل على روحه التي تغلغلت هي في كل خلاياها منذ أشهر منذ اليوم الأول الذي رأها فيه في واشنطن قبلا لم يهتم يوما بالنساء مع انشغاله بدراسته وأبحاثه حتى جاءت هي.. وكأنه كان ينتظرها طوال حياته قيدت مشاعره وشدتها ناحيتها بقوة وبعد ما حدث في واشنطن حاول تناسيها وإقناع نفسه أن إحساسه ناحيتها ليس سوى مجرد إعجاب لكنه اكتشف أنه يخدع نفسه.. فهذه الأنثى اختلطت بأنفاسه والليلة من بداية الحفل وعيناه على المدخل ينتظر وصولها ومنذ رأها وهي تدخل خلف والدتها ووالدها وهو يشعر أن روحه نُسفت بدت له أجمل وأعذب من كل أحلامه نعم هو مجروح حتى أخر أعماقه منها ولكنه يريدها.. يريدها بجنون كان يصبر نفسه وهو يسترق النظرات لها حتى نادته والدته وجاءت عيناه في عينيها ..الموج الأخضر الساحر شعر أن قلبه يذوب.. وكل إيماءة منه طعنه في روحه وهاهو ينتظر ردها وكأن حياته تتعلق على كلمة منها يستحيل أن ينفذ شيئا من تهدايداته لها فهو يستحيل أن يضرها بشيء ولكن مهمته كانت تتركز على إقناعها بقدرته على فعل ذلك باكينام بمرارة وعيناها في الأرض : موافئة يابابا |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
القاهرة
حفل طاهر عزت باكينام أعلنت موافقتها كأنها تعلن حكم إعدامها كانت مثل المغيبة لم يخطر لها لافي أحلامها ولافي كوابيسها أنها تعود لمقابلة جو ويكون عكس ماعرفته وتخطب له وكل هذا خلال نصف ساعة كأنها مشاهد مجزوءة من فيلم سيء الإخراج لا تنكر أنها تحب يوسف بل هي مغرمة به فهو الرجل الوحيد الذي استطاع تسلق أسوارها وغرس رايات انتصاره على صفحة قلبها ولكنها ترفض الزواج به فزواج بهذه الطريقة وبكل هذه التعقيدات التي بينهما هو زواج فاشل منذ بدايته ومعركة خاسرة قبل أن ترفع أسلحتها لم تعرف كيف تتصرف فقررت أن تساير يوسف حتى تنتهي من هذه المهزلة أمام أعين مئات البشر حتى تختلي بروحها وتصفي تفكيرها كان يوسف الوقح مستعدا لكل شيء والده أعلن الخطبة وهاهو يمسك بيدها ليلبسها دبلة ألماسية ثمينة يتمدد اسمه في ثناياها كانت أناملها باردة متصلبة تشعر أنها في عالم آخر كأنها نائمة ووتحلم بكابوس مريع لا تستطيع التدخل لتغيير مساراته وصداعها يتزايد همس يوسف لها ببرود: ممكن تلبسيني دبلتي لو سمحتي شكلنا بئى بايخ أوي باكينام تبتسم أمام الناس و تهمس له: انته اللي جبته لنفسك لكنها وجدت نفسها مجبرة على على إلباسه دبلته الفضية في بنصر يده اليمنى وفرق شاسع بين أناملها الثلجية الشفافة الباردة التي تسكن الآن في يده السمراء الدافئة كالفرق تماما بين مشاعر كل منهما فكرة مجنونة تخطر ببال يوسف.. فهو لم يحتمل ضغط مشاعره وملمس يدها في يده.. وحتى هذه اللمسة لا تجوز له شرعا بينما هو يتمزق لهفة لاحتضان كفيها وغمرها بقبلاته حتى وإن كانت هي رافضة..لا يهمه رفضها لذا همس لها وكأنه يتحدث في موضوع اعتيادي: شيخ الأزهر موجود هنا.. إيه رايك نخليه يكتب كتابنا بالمرة؟؟ باكينام برعب صرف: أنته أكيد مجنون.. (كنت أقول أن الخطبة فسخها هين ولكن هذا يريد تقييدي بعقد قران) يوسف لم يمهلها.. فهو رأى فعلا أنها تبدو كالتائهة وهي فعلا كانت تشعر بصداع أليم واضطراب شديد في عوطفها وتفكيرها لذا قرر أن ينتهز فرصة عدم التوزان الذي تشعر به ويربطها به يوسف توجه لطه.. وباكينام يزداد قوة صداعها ورؤيتها أصبحت غائمة مازالت غير مستوعبة وعشرات التهاني تنهال عليها والدها اقترب منها سألها بقلق: باكي حبيبي مش شايفة إنكم مستعجلين على كتب الكتاب خلوها خطوبة بالأول تتعرفوا على بعض كويس يوسف الذي كان يتحرك كالعنكبوت هو من أجاب: احنا خلاص اتعرفنا على بعضينا في واشنطن وعاوزين يكون بيننا رابط شرعي عشان نتعرف على بعض أكتر ونئدر نخرج مع بعضينا بدون احراج ثم مال وهمس على أذن باكينام بخبث: أو يمكن فيه رابط شرعي خلاص باكينام انتفضت بعنف وهي تقول كأنها تسحب الكلمات من حنجرتها سحبا: زي ماتشوف يابابا طاهر تقدم وهو يضع يده على كتف طه ويقول بنبرة رجل الأعمال الذي يحسب لكل شيء حسابه: هتكون فرصة ما تتعوضش شيخ الأزهر يكتب كتابهم دلوئتي والشهود يكونوا الدكتور نظيف والدكتور سرور رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشعب مادام كلهم موجودين... ويمكن مستحيل يجتمعوا تاني *********************** الأحساء حوار مشعل وراكان مشعل كان مصدوما: أنت ياراكان تبي موضي؟؟ راكان بشبح ابتسامة: ليه ما أترس عينك؟؟ مشعل بابتسامة حقيقية: إلا تترسها وتبطها بعد.. بس ماخطر ببالي ثم أكمل بعمق: أنا توقعت إنك تخطبها قبل حمد لكن بعدها.. السنين مرت وأنت ماتزوجت ورافض فكرة الزواج توقعت إنك خلاص ماعاد تبي تتزوج راكان بهدوء: كل شيء في وقته حلو مشعل يشعر بسعادة حقيقية صديقه وتوأم روحه يتزوج شقيقته الأقرب لروحه: أنا موافق بس بشرط.. تزوجون قبل أرجع واشنطن ارتبك راكان داخليا.. موضي نفسها تريد التأجيل قدر ما تستطيع وهو غير مستعد بعد نفسيا.. ومع ذلك أجاب بهدوء: يمكن موضي ماترضى مشعل يبتسم: خل كل شيء علي.. *********************** القاهرة انتهى حفل طاهر عزت ومعه عقد قران باكينام ويوسف والربع ساعة المقررة أصبحت عدة ساعات باكينام على وشك الانهيار مازالت عاجزة عن التصديق ما كل هذا؟!! كانت ستحضر لربع ساعة مجاملة لوالديها تلقي التحية وتعود لجدتيها فإذا الربع ساعة تتحول لكابوس من أسوأ كوابيس حياتها وينتهي الكابوس بزواجها من يوسف تبقى عدد محدود من الضيوف باكينام تهمس لوالدتها بالانجليزية: ماما أنا ذاهبة سوزان بحنان: انتظري 5 دقائق فقط وسنذهب كلنا يوسف كعادته الرديئة التي برزت مؤخرا كان من تدخل: اسمحي لي سيدتي أنا سأوصلها سوزان تبتسم: لا تستأذني فهي أصبحت زوجتك انتفضت باكينام بعنف زوجته.. زوجته.. زوجته (أنا أصبحت زوجته أي كابوس مرعب هذا؟! متى سأصحو من هذا الكابوس وأجد أني كنت أحلم حلما طويلا مريعا) يوسف يمسك بيد باكينام ودفء يده يقنعها أنها لا تحلم: يالله حبيبي عشان أوصلك باكينام تود أن تنتزع يدها من يده وأن تصفعه وتعضه وتخلع حذائها وتحدث بكعبه ثقوب عميقة في رأسه العنيد المجنون لم تشعر في حياتها كلها بالقهر كما تشعر الآن هذا اليوسف الخبيث أجبرها على تنفيذ كل مايريد وقادها كما تُقاد الشاه للمسلخ لا تحتمل وجوده ولا حتى دقيقة إضافية همست له: يوسف اعتئني عشان ربنا..أنا مش طايئاك سيبني امشي يوسف يهمس: وأنا كمان ياحبيبتي مش طايئك.. امشي أوصلك باكينام بتعب: عربيتي معايا مش محتاجة حد يوصلني يوسف بهدوء: هاتي مفاتيح عربيتك.. هاخلي فتحي يسوئها ورانا وبعدين هأرجعه باكينام مرهقة حقا: يوسف أنته ما بتهمدش.. حرام عليك بائول لك مش طايئاك.. يارب أموت عشان أرتاح مزق يوسف دعائها على نفسها بالموت (لهذه الدرجة تكرهني!!!) لم يرد عليها تناول كفها وهو يعتصرها في كفه وخرج بها خارج القاعة وهو يجرها حتى وصل سيارته: اركبي باكينام ركبت ماعاد بها أدنى طاقة للصراخ.. مستنزفة تماما من هذه الليلة المارثونية وهاهي في سيارته الفخمة تجوب بهما شوارع القاهرة التي لا تهدأ حتى في وقت متأخر كهذا مسافة طويلة تفصل بين فندق الفورسينز وبيتها في المعادي لم يسألها عن مكان بيتها فهو يحفظه ووقف أمامه عدة مرات الأيام الماضية عله يلمحها ولكنها لم تكن تخرج مطلقا أكثر من عشر دقائق من الصمت مرت كلاهما غارق في تفكيره الخاص يداه على مقود السيارة ويداها ترتاحان على فخذيها مد يده لكفها الأقرب له تناوله باكينام ارتعشت بعنف هناك أمسك يدها أمام الناس ومن أجل المظاهر فماذا يريد الآن؟؟ رفع يدها إلى شفتيه وطبع على ظاهرها قبلة عميقة باكينام انتزعت يدها وهي تحتضنها وترتعش: ما اعتقدش أنه من لوازم تربيتي الحركات اللي مالهاش داعي دي لم يرد عليها مسكون بالنشوة (إذا كان لملمس كفها هذا التأثير على روحي فكيف بملمس خدها أو شفتيها؟!!) تسربل الجو بينهما بالصمت لدقائق أخرى همس بصوت عميق: تحبي نوئف شوية في كورنيش المعادي قبل ماأرجعك البيت؟؟ باكينام انفجرت انفجرت تماما كل كبت الساعات الماضية -الذي يوزاي سنوات- تدفق كحمم بركانية: أنته تكون فاكر نفسك خطيبي وإلا جوزي بجد نمشي عالكورنيش ونئزئز لب ووكل واحد يتغزل في التاني اصحا يادلوعة ماما أنا بأكرهك باكرهك.. ومهزلة الجواز دي زي ماورطتني فيها تخلصني منها.. أنا عمري ماشفتش واحد حقير وندل زيك أنا بأكرهك باكرهك ولاخر يوم في عمري هأكرهك يوسف همس وابتسامة ملولة تتلاعب على شفتيه: خلصتي شتيمة؟؟ باكينام بغضب: لا ما خلصتش ومش هأخلص لحد ما تطلئني يوسف ببرود: يبئى أجليها ليوم تاني لأنو خلاص أدي بيتكم وأنا ماليش خلئ أسمعك باكينام بغضب كاسح: لا هتسمعني وغصبا عنك هتسمعني مش كل حاجة على كيفك يوسف بحزم: باكي انزلي.. ئبل ما أنزلك سحب من العربية باكينام تشتعل.. نزلت وهي تغلق الباب بعنف ثم لفت من ناحيته لتقول له بهمس غاضب: أتمنى يكون عندك شوية كرامة وماتورنيش وشك تاني وتبعت لي ورئة الطلاء خلاص أنته عملت اللي أنت عاوزه ورديت لي الألم وزيادة..وزليتني وهنتني وكده خالصين.. وده أخر كلام بيننا كانت باكينام تتكلم بكل جدية وكان رد يوسف عليها أن حرك سيارته وتركها تصرخ في الشارع أمام باب بيتها (كم هي غبية غبية ولذيذة "ئال خالصين ئال؟؟" "إحنا لسه هنبتدي؟!" مغرورة وسخيفة وتافهة ولكنها تثير جنوني لم تفعل بي امرأة هذا مطلقا لطالما كانت المرأة مخلوقا فاقدا للأهلية في عرفي حتى عرفتها قلبت موازيني قلبتها تماما!!) ********************* قبل الفجر الكثير من القلوب عاجزة عن النوم هذه الليلة مريم جاءها والدها وأخبرها بخطبة سعد لها وطلب منها أن تفكر وتأخذ وقتها في التفكير بعد أن أشاد في سعد كثيرا وزكاه كما يفرض عليه الحق ولكنه في داخله كان يشعر بحزن عميق شفاف بالكاد احتمل فكرة ذهاب العنود لبيت آخر فكيف بمريم شمعة بيتهم؟!! وهاهي مريم تفكر.. للمرة الثانية تفكر أو ربما المرة الألف!!! هيا عاجزة عن النوم لم تستطع البقاء في غرفتها مع رائحة مشعل العميقة التي تغمر المكان لذا قررت أن تستغل أيام غياب مشعل بالنوم عند جدتها منها أن تتلهى عن غيابه ومن ناحية أخرى تستمتع بقرب جدتها وأحاديثها وهاهي مازالت ساهرة وهي تنظر بحنان متعاظم لجدتها المستغرقة في النوم وتدعو الله بعمق أن يحفظ مشعل ويعيده لها سالما تشعر أن مشعلا هو كل ما تبقى لها في الحياة نعم هي سعيدة بعودتها لأهلها واحتضانهم لها ولكنها تشعر أنها لا تنتمي لأي شيء إلا لمشعل لــمشــعـــل فقط مشعل كان نائما وقتها استعداد لنهوضه المبكر لصلاة الفجر وإكمال رحلتهما لكن رفيق سفره جافاه النوم راكان مستنزف من التفكير لم يخطر له مطلقا أنه قد يتزوج موضي وبعد كل هذا الوقت الأمر كما لو أنك كنت عطشانا طوال عمرك ستموت من أجل قطرة ماء وحينما أصابك الجفاف وأصبحت على شفير الهاوية وماعادت كل مياه العالم لتنقذ روحك الذاوية أحضروا الماء أمامك وأجبروك على ازدراده ورغم أن الماء يبقى نعمة لا مثيل لها ولكنها نعمة ماعادت لتنفعك بشيء ولا تستثير رغبتك فيها وهذا هو حاله تماما مع موضي هاهو يُجبر على ازدرادها ورغم أنه يراها نعمة حقيقية ولكنها نعمة هو في غنى تام عنها وماعاد راغبا بها!!! موضي ساهرة دامعة.. روحها تبكي قبل عينيها محطمة ممزقة مشتتة ومُهانة تكره نفسها وتكره الظروف التي دفعتها لعرض نفسها على راكان بهذه الطريقة المزرية راكان ذاته وحتى قبل أن تتزوج حمد لم تفكر به يوما كزوج ولم تحمل له أي مشاعر خاصة رغم أن المنطق الرومانسي قد يفترض شيئا من هذا فراكان بشخصيته الواثقة الناجحة ومزاياه العديدة كان يبدو لها شيئا أشبه بأسطورة ولا أحد يتزوج الأساطير وخصوصا أنها عرفت بزواجه بعد زواجه بأشهر فقط كانت حينها في الثامنة عشرة السن الذي قد تبدأ الفتاة فيه بالتفكير في شخص قد يكون هو نصفها الآخر معرفة موضي بزواج راكان وأسبابه وظروفه عززت صورته الأسطورية في خيالها وأبعدته عن إطار تفكيرها الرومانسي وفعليا هي لم تفكر مطلقا بأي رجل محدد فهي كانت متفوقة في الدراسة وفي الجامعة كان تخصصها الصعب يستنزف تفكيرها وبعد تخرجها بأشهر تزوجت حمد وطوال هذه السنوات كلها ظلت تحتفظ بسر راكان في أعمق بئر في روحها شعرت أن احتفاظها بسره هو أقل شيء قد يقدم لمن هو في عظمة راكان وشهامته ونخوته وهاهي خطوط حياتها تتقاطع مع خطوط حياته رغم أنها رافضة لهذا التقاطع ورافضة لاقتراب أي رجل من حدودها الممتهنة المدمرة تريد أن تحتفظ بما بقي من روحها الذاوية لنفسها وتريد أن تعيش مابقي من حياتها لنفسها وتريد أن تحتفظ بجسدها لنفسها ولكنها مجبرة على تقديم التنازلات من أجلها.. من أجل المخلوقة الأعز والأغلى كما اعتادت أن تتنازل طوال عمرها من أجل غيرها في هذا التنازل ستخسر أشياء كثيرة ولكنها على الأقل واثقة أنها مع راكان ستحتفظ بما تبقى من كرامة روحها وجسدها باكينام بعد أن تركها يوسف تصرخ في الشارع دخلت إلى البيت وهي تتسحب لم تكن تريد أن ترى جدتيها في هذا الوقت بالذات وهي مستثارة وتشعر برغبة حادة في البكاء والاختلاء بنفسها دخلت غرفتها وأغلقت الباب على نفسها بالمفتاح فهي تعلم أن والدتها ووالدها على وصول وبالتأكيد سيمران بها لتهنئتها على حظها العظيم الذي بعث لها بهذا المغرور المعتوه أستاذ الجامعة المجنون ابن الذوات وأخر شيء تريده هو أن يهنئها أحد يعزونها ربما!! لِـمَ عاد لحياتها بهذه الطريقة وبهذه الصورة المبالغ في تراجديتيها؟؟ كان يعرف مكانها طوال الوقت ويعرف من هي لماذا لم يطلب مقابلتها كما قد يفعل كل الناس الطبيعين يصفون مابينهما ثم يطلبها للزواج كانت حينها ستكون أسعد مخلوقات الله ولكنها الآن وبما فعله هذه الليلة تشعر أنها المخلوق الأكثر تعاسة على وجه الأرض فهي كانت تراه شيئا عظيما ومشاعرها نحوه كانت استثنائية تماما ولكنه بما فعله الليلة كسر شيئا ثمينا في روحها سلبها حقا مقدسا حق اتخاذ القرار فهو من اتخذ كل القرارات ونحاها جانبا وكم كان هذا قاسيا على من هي مثلها معتادة على الاستقلال واتخاذ قراراتها بنفسها شعرت أنه بالغ في إهانتها والعبث بها والحط من شأنها (يبدو أن أنّا صفية كانت محقة عربي همجي.. يراني بضاعة تُشترى أين كان عقلي حين نحيت قناعاتي وسمحت لقلبي أن يتعلق به حتى بعد أن عرفت أنه مصري ولكن لم تنتهِ اللعبة بعد يا يوسف وأنت لم تعرفني بعد فأنا سليلة عناد أصيل) يوسف في شقته الخاصة في منطقة الزمالك فهو استقل بسكنه منذ سنوات فحياة والديه المليئة بالمجاملات والكثير من العزائم والضيوف لم تكن تناسب رتم حياته الهادئ فهو اعتاد على القراءة والبحث لذا منذ بدأ بالعمل كأستاذ علم اجتماع في جامعة القاهرة استقل بسكنه بحجة أنه يريد أن يكون قريبا من مكان عمله وخصوصا أن قصر والده الجديد بناه في منطقة السادس من أكتوبر البعيدة قليلا عن قلب القاهرة رغم أنه بات يفكر أن يعود للسكن معهما مجددا بعد تخرجه المقرر بعد عدة أشهر فشقيقته الصغرى ستتزوج بعد أشهر ولا يستطيع ترك والديه وحيدين في بيت ضخم ليس معهما سوى الخدم وخصوصا أنه هو ذاته سيتزوج تتسع ابتسامته وهو يتذكر هذا الأمر من يصدق؟؟ هو ذاته مازال عاجزا عن التصديق ينظر ليده اليسرى.. يدير دبلته عدة مرات فهذه الدبلة لم تستقر في يمناه إلا أقل من ساعة لتنتقل بعدها ليسراه في أقصر فترة خطوبة في التاريخ يشعر بخدر لذيذ وهو يتذكر ملمس يديها لا يصدق أن مخططه نجح وضع كل الاحتمالات في ذهنه حتى يحكم سيطرته على الوضع فهو عرف ابنة من تكون منذ أيام واشنطن فهو يعرف والدها جيدا ورأه عدة مرات في بريطانيا في السفارة.. وفي القاهرة عند والده شعر بتسلية غامرة وهو يراها تظنه مكسيكيا وهذا الظن جعلها تتحدث أمامه بالعربية تتحدث مع صديقتها في أشياء خاصة دون حرج لأنها تظنه لا يفهمها بل وتتغزل به أحيانا يبتسم وهو يتذكر وحقيقة :كان يريد إخبارها بالحقيقة ولكنه كان يريد إخبارها خارج إطار المقهى لتراه بحقيقته وتتعرف عليه ولكنها كانت ترفض مقابلته وهي تضع بينهما حدودا رسمها غرورها وتكبرها كان يكره فيها هذا الغرور.. كما كره الغرور طوال حياته لذا يريد أن يكسر فيها هذا الغرور تتسع ابتسامته وهو يتذكر أحداث هذه الليلة التي سارت بشكل أفضل مما خطط له فمخططه كان يشمل الخطبة فقط فجاءت فكرة عقد القرآن كمكافاة حقيقية له وسارت بشكل رائع ولا حتى أجمل أحلامه أما لِـمَ فعل كل هذا؟؟ لِـمَ لم يطلبها للزواج بشكل طبيعي؟؟ لسبب وحيد أنه يجهل مشاعرها لذا خشي أن ترفضه.. وقرر أن يضعها أمام المدفع حتى لا تجد لها منفذا للهروب من براثنه وفعلا لم تجد لها منفذاً ************************ اليوم التالي القاهرة بعد صلاة الظهر باكينام صلت الظهر ومازالت في غرفتها تغلق عليها الباب فهي متأكدة أن جدتيها عرفتا بخبر عقد قرانها وهي غير مستعدة لمواجهتهما ولمواجهة أنّا صفية بالذات تكره أن تسمع تقريع جدتها لها والأسوا من التقريع أنها كانت محقة (فهأنا أتزوج من عربي متخلف مهما درس وتعلم يبقى متخلفا يريد إعادتي لعصور العبودية والجواري بل أعادني وهو يجبرني عليه كأني جارية له أنا باكينام الرشيدي التي لم يُفرض علي يوما شيئا حتى والدي نفسه لم يجبرني يوما على شيء يأتي هذا اليوسف الحقير ليفعل بي مايشاء أتمنى أن يكون راجع تفكيره اليوم وقرر أن يطلقني) باكينام بعد فترة قررت أن تنزل فهي ليست ضعيفة لتهرب من المواجهة وهي لابد ستواجه جدتيها فلماذا تأجل هذه المواجهة؟!! وخصوصا أنها وعدت الاثنتين أن تأخذهما للأهرامات ثم يتغدين سويا في المينا هاوس لتتذكر جدتها فيكتوريا ذكرياتها مع جدها وليام ارتدت ملابسها ونزلت وحجابها في يدها فداخل المنزل لا يوجد خدم رجال سمعت أصواتا وهي تنزل الدرج تنهدت وتسلحت بقوتها ورسمت ابتسامة على وجهها وهي تقول: نهاركم نادي لتتفاجأ بمن وقف لاستقبالها غامرا المكان بحضوره المختلف وفي عينيه تلمع نظرة مختلفة #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
القاهرة
بيت طه الرشيدي كان يوسف يجلس مع الجدتين واستطاع بكل براعة السيطرة على انتباههما والفوز بإعجابهما كل ما احتاجه مجرد بضع شحنات من الإشادة بالإيرلنديين والأتراك وبوبي ساندز (ثائر إيرلندي شهير) من ناحية والسلطان عبدالحميد من ناحية أخرى.. وثقافته الشاسعة أتاحت له أن يتحدث مع كل واحدة منهما في خصائص تاريخ شعبها بالتأكيد لاحظ بذكائه أن فيكتوريا أكثر تقبلا له لذا زاد جرعة تمجيد الأتراك وأيام حكم العثمانيين ليستولي على إعجاب العجوز الأخرى ومضى له مايوازي الساعة وهو مع العجوزين فهو صلى الظهر في المسجد المجاور لبيتهم ثم قدم مباشرة لم يجد طه وسوزان وعرضت عليه فيكتوريا أن تنادي باكينام لكنه رفض وقال إنه اليوم قادم للتعرف على أروع سيدتين في العالم جدتا باكينام اللتان حدثته كثيرا عنهما (بالتأكيد هو لم يقصر مطلقا خلال الساعة الماضية في إقناع العجوزين بعمق علاقته بباكينام) وهو في حديثه معهما أقتحمهم صوت مرح: صباحكم نادي وقف يوسف من باب الذوق للترحيب بها ليصدم بإحدى أجمل صدمات حياته شلال ذهبي متموج ينحدر إلى أسفل كتفيها بقليل بالتأكيد هو توقع أن من لها هذه البشرة البيضاء والعيون الموغلة إخضرارا أن شعرها لابد سيكون فاتحا ولكن اكتمال الصورة على الطبيعة كان موجعا لقلب عاشق مثله وهذا اللون المشع كسلاسل ذهبية كان مبهرا لعينيه باكينام ارتبكت بعنف تناولت حجابها وارتدته على رأسها كيفما اتفق لتبقى خصلها تتناثر من الأمام والخلف صفية كانت أول من تحدث: تعالي بت باكينام واد يوسف من زمان هينا.. تعالئ اقعد جنبه (يا ســــــلام أدي اللي كان نائصني إزا أنّا شكلها راضية عليه أوي يبقئ فيكي هتبوس في إيديه دلوئتي) باكينام اقتربت.. قبلت جدتيها ثم توجهت للجلوس بجوار فيكي الأبعد مكانا عن يوسف لكن صفية نهرتها بحزم: بت باكي تعالي سلمي على جوزك واقعد جنبه أنتي مش سامعاني أول مرة؟؟ باكينام قامت لتنفيذ أوامر صفية..فهي تعرفها جيدا.. وهي لا مانع لديها من زجر باكينام أمام الناس كطفلة صغيرة إذا لم تنفذ أوامرها.. كعادة الأتراك الأجلاف الذين قد يبدون في كثير من الأحيان جاهلين في أصول اللياقة وأخر ما تريده باكينام أن يتشمت فيها هذا اليوسف اقتربت منه.. مالت عليه بالكاد ألصقت خدها بخده إقناعا لجدتها أنها سلمت عليه ولكن هذه الحركة كانت كافية لصعق يوسف وشد أوتار قلبه المشدودة أصلا أولا رائحة عطرها الخفيف الناعم ثم ملمس خدها الزبدي على خده الحشن وهي تهمس بصوت مسموع واحترام مصطنع: إزيك يوسف؟؟ ثم تجلس جواره يوسف ذائب وخده يشتعل ولكنه رد بهدوء: كويس.. انتي ازيك؟؟ مالت على أذنه: زفت ولله الحمد على كل حال.. والفضل طبعا ليكم كان رد يوسف عليها أن سحب حجابها من فوق رأسها أمام جدتيها وهو يقول بصوت عالي: مش حرام عليها يا أنّا حرماني أني أشوف شعرها وأنا جوزها صفية بابتسامة: إيفيت واد يوسف إيفيت وأعاد من باب اللياقة نفس الجملة لفيكتوريا بالانجليزية التي كان ردها عليه هزة رأس مهذبة بينما باكينام كانت تشتعل منه ومن جرأته همست له من قرب: يوسف اديني حجابي يوسف همس لها: لا العجوزان حينما رأيا أنهما بدأ بالتهامس قررا الخروج ولم ينتبه الزوجان اللدودان لمغادرتهما حرب متبادلة من النظرات دارت رحاها بين الطرفين باكينام همست بغيظ: ممكن أعرف أنت جاي ليه؟؟ ومن أمتى وحضرتك مشرفنا بالزيارة؟؟ يوسف ابتسم ابتسامة شاسعة: أولا أنا جاي أزور مراتي.. سانيا أنا بئى لي ساعة هنا.. ستاتك التركية والإيرلندية زي العسل وأنا كنت بأئول أنتي طعمه كده لديه دا أنتو عندكم مركز طعامة عالمي قالها وهو يمد يده ليقرص خدها.. باكينام انتبهت أن جدتيها غادرتا لذا أشاحت بوجهها قبل أن يلمسه ونهضت وهي تقول بحدة: ما تلمسينيش يوسف ابتسم بسخرية: ماعنديش جرب.. أكيد أنتي عندك جرب وخايفة عليا باكينام بغيظ: يخرب بيت سئالتك.. دمك بيلطش ثم أكملت ببرود: وأمتى هتطلئني؟؟ يوسف يضحك باصطناع مقصود: حلوة النكتة دي باكينام بجدية: أنا بأتكلم جد يوسف يبتسم ببرود: شكلها هتبئى نكتة بايخة والنكت البايخة الأحسن أنو الواحد يخليها لنفسه باكينام تقف: لحد ما تفكر بموضوع الطلاء ما تشرفنيش بالزيارة ودلوئتي اتفضل من غير مطرود لأني خارجة أنا وأنَّا وفيكي يوسف يقف: وأنا خارج معاكم لأني خلاص اتفئت معاهم إني أكون دليلهم السياحي وحدة خواجايه زيك إيه هيعرفها في مصر زيي أخر ماتريده باكينام أن يتدخل هذا البارد بينها وبين جدتيها المقربتين من روحها وأن يكسبهما لصفه أي سحر خبيث مارسه على جدتيها العنيدتين الحذرتين الفطنتين حتى يكسبهما؟!! فلطالما حذرتاها الاثنتان من سرعة الوثوق بالناس فكيف يثقان هما به سريعا هل كونه أصبح زوجها جعلهما ترتاحان له فابنتهما لن ترضى إلا بمن هو أهل للثقة هل هكذا فكرتا؟؟!! لكن هي لا تريده معها ولا قريبا منها فهي باتت تشعر أن حضوره يلغي حضورها ولشد ماتكره هذا الاحساس!! وفعلا كان يوسف هو من ذهب بالثلاث إلى الأهرامات ثم للغداء والجدتان مبهورتان بحديثه وسعة إطلاعه وهو يرواح ببراعة وسرعة في حديثه بين العربية والانجليزية وباكينام شعرت بالحرج من إصراره على الدفع في كل شيء بل تجرأ على نهرها حين حاولت الدفع وهو يهمس لها بغضب: أوعي تعيديها.. أنتي مع راجل مش مع حيطه انتهت رحلتهما قبل المغرب بقليل وعاد بهما يوسف لبيت الرشيدي الجدتان نزلتا باكينام كانت تريد النزول ولكن يوسف أمسك ذراعها وهو يقول: استني شويه عاوز أكلمك باكينام بغضب بعد نزول جدتيها: أنا مش ئلت لك ما تلمسينيش يوسف ببرود: أنتي كلك بتاعتي.. ومافيش حد يتحاسب على لمس أملاكه باكينام ببرود مشابه: سيبنا من كلام المجانين ده.. عاوز إيه؟؟ يوسف بثقة: أنا هأرجع الساعة 10 عشان نخرج نتعشى سوا كان رد باكينام عليه أن نزلت وأغلقت الباب خلفها ثم همست وهي تبتعد: أعتقد أنو ردي وصلك **************************** بعد مرور أربعة أيام ليلة عودة مشعل وراكان من القنص التي تقرر اختصار يوم منها لهطول أمطار الخير تبقى ثلاثة أيام فقط على حفل زفاف أبناء آل مشعل وبناتهم عدة أحداث حدثت خلال الأيام الماضية أبرزها أن مريم وافقت أخيرا على سعد سعد كان يريد عقد القرآن فورا ولكن مريم رفضت أن يعقد قرانها وراكان غائب الوضع الأكثر تأزما هو جبهة القاهرة بين باكينام ويوسف باكينام أصبحت أعصابها مشدودة دائما فهو أصبح يتدخل في حياتها كثيرا الشيء الذي هي لا تحتمله أبدا ربما لو كانت متقبلة وجوده وموافقة على هذا الزواج كان من الممكن أن تحاول تقبل تدخلاته التي هي بوجهة النظر الطبيعية طبيعية جدا فهو زوجها ومن حقه أن يستفسر أين ذهبت بل وأن يطالبها أن تستأذنه قبل خروجها وأن يفرض وجوده عليها أصبحت تستغرب كيف أنها مر عليها وقت كانت معجبة فيه بهذا الطاغية المتحكم المملل بل ومغرمة به أصبحت أمنيتها في الحياة أن تجد لها وسيلة للتخلص منه وغشاوة متينة باتت تغطي عينيها وتحاصر مشاعرها التي ماعادت تفهمها هل هي تحبه؟؟ أم تكرهه؟؟ لا تدري.. لا تدري لا تدري.. ما تعرفه أنها لا تريده.. لا تريده لا تـــريــــــــده يوسف نفذ مايريد أصبحت باكينام له وبدأ في مخططه لترويضها فهذه الفتاة القوية الشخصية التي ما اعتادت أن تستأذن أو أن تشارك أحدا في اتخاذ قرارتها تحتاج إلى من يعيد تقويمها وهاهو يتسلى لأبعد حد بمحاولات التقويم هذه يستمتع بنوبات غضبها وجنونها اللذيذة يكاد يجن ولعا حين يرى عينيها تشعان بنار خضراء مثيرة تأسره هذه الفتاة وتثيره وتصيبه بالجنون بات يستغل كل وقت فراغه في مرافقتها هي وجدتيها يعلم أن جدتيها هما من تستمتعان بوجوده أما هي فتود قذفه لأبعد مجرة تفكير جديد بدأ يستولي على يوسف التعجيل بالزواج فهو ماعاد يحتمل مطلقا ضغط قربها على مشاعره يريد أن يعودا معا إلى واشنطن زوجين فعليين يعلم أن إقناع أهلها ليس بمشكلة ولكن هي المشكلة كل المـــــشــــكــــلـــة!! هيا قضت الأيام الأربعة الماضية بين بيتها وبيت عمها محمد توطدت علاقتها ببنات عميها وأكثر وقتها تقضيه مع جدتها في أحاديث طويلة ممتعة بدت تتعرف على عادات جدتها وأدويتها وتستلم هي وموضي المهمة شيئا فشيئا من مشاعل مشاعل التي كانت قلقة جدا على جدتها لذا حرصت أن تكتب كل شيء يخص جدتها في ورقة ونسختها وأعطت نسخة لهيا وأخرى لموضي وتركت نسخا على مكتبها في غرفتها كانت مشاعل خلال الفترة الأخيرة لا تهدأ لا تبدو كعروس عرسها بعد أيام بل أم مسافرة تريد التأكد أن كل شيء سيكون على مايرام خلفها والحقيقة أنها كانت تحاول أن تنسى أنها عروس وتتناسى ما ينتظرها قضت الأيام الماضية في إعادة ترتيب البيت كاملا قلبت جميع أطقم البيت ونظفتها أعادت تنظيف كل غرف البيت وترتيب الملابس وخصوصا غرفتا سلطان وريم وملابسهما المطابخ أخرجت كل مافيها ونظفتها من جديد أشغال شاقة تماما فلا يأتي الليل إلا وهي منهارة من التعب وتريد الإلقاء بجسدها المتعب على السرير للنوم عاجزة حتى عن مجرد التفكير الذي هي تهرب منه كان كل من أم مشعل ولطيفة وموضي وهيا يطاردنها طوال اليوم وهن يحاولن إجلاسها ولكنها كانت ترفض وتقول أنها تتسلى في العمل عن التوتر الذي يصيب أي عروس ولكن لطيفة على كل حال لم تكن تتركها مطلقا تهرب من مخططاتها لها وللعنود فلم تسمح لها أن تفوت موعدا واحدا مع طبيبة البشرة أو جلسات العناية وخبيرة التجميل فإذا كانت هذه المجنونة لا تعرف مصلحتها فلن تتركها لجنونها وفي ذات الوقت لطيفة وموضي كانتا تحاولان دفع شحنات إيجابية في عروق مشاعل من ناحية ناصر يحاولان أن يكسرا حدة خجلها ويجعلانها أكثر تقبلا للزواج ولكن حالة مشاعل كانت مستعصية على الحل خجل وخوف متراكم يحتاج لقنبلة ما لنسفه لأن محاولة التفكيك التدريجي التي كانت شقيقتاها ومعهما مريم يمارسنه عليها طيلة الأشهر الماضية لم يؤدِ لفائدة لطيفة هي المخلوق الأسعد لأول مرة تكون بهذه السعادة تدفق مشاعر مشعل ناحيتها أكثر من مرضي لمشاعرها وأنوثتها ومشعل على الجبهة الأخرى كان أكثر سعادة بهذا الصفاء بينهما أخيرا راكان ومشعل استمتعا في رحلة القنص كثيرا مع طيريهما (لطّام) و(كسّاب) بالتأكيد مشعل لاحظ أن راكان مهموم حاول أن يجره للحديث ولكن راكان كان مصرا أنه بخير مشعل لم يلح عليه.. فهو يعرف راكان ككف يده ولطالما كان مغلقا على أسراره وإذا لم يرد أن يتحدث فيستحيل أن يجبره شيء أو أحد على البوح مشعل قضى الأيام الماضية في غزل لذيذ عبر الهاتف مع زوجته.. فهو كان يقضي كثيرا من الوقت كل ليلة قبل أن ينام يهاتفها... يخبرها بكل شيء فعله وهي بالمثل وهما يكتشفان مجاهل جديدة وعميقة من مشاعرهما بينما راكان غارق في أفكاره وفيما ينتظره في الدوحة بعد أيام قليلة حين تنهي موضي عدتها ويجد نفسه مجبرا على تنفيذ وعدها له يشعر أنه في دوامة حقيقية كان في غنى عنها لِـمَ كُتب عليه أن تكون كل زواجاته بهذه الطريقة الموجعة؟!! أن يفقد حقه في الاختيار الطبيعي وأن يعيش مشاعره كما يحس هو بها حين كان يريد موضي بجنون ومتشبع بحبها اُجبر أن يتزوج سواها وأن يتركها تذهب لسواه وحين فقط الرغبة في كل النساء وعلى رأسهن موضي يُجبر على الزواج منها.. كم هي معقدة هذه الحياة!!! كم هي معقدة؟!! موضي تجاوزت صدمتها بما حدث وأعادت لبس أقنعة مرحها ببراعة فأهلها يحتاجونها هذه الفترة كثيرا فزواج أشقائها وابناء عمها اقترب وهناك الكثير لتجهيزه موضي تقضي الكثير من الوقت مع هيا خرجا كثيرا للتسوق وفي عشاء بيت عمها محمد كادت هيا تموت ضحكا وموضي تعرفها على كل الموجودات بطريقة مرحة وهاهي موضي تقضي نهارها في مرح وصخب ولكن ما أن يأتي الليل حتى تحضر الهواجس والألم لذا قررت أن تنام مع هيا في غرفة جدتها تتسامران وكل منهما تُنسي الأخرى الغائبين في رحلة القنص ************************** يوم الثلاثاء مساء بيت فارس بن سعود أم فارس كانت ترتب جناح فارس الجديد زواجه اقترب وهي تفرغ توترها في أي شيء جأتها الخادمة وأخبرتها أن شقيقها سعد ينتظرها بالأسفل نزلت له وقف حين رأها تنزل قبل رأسها ثم جلس قال لها باحترام حنون: عادش زعلانة؟؟ أم فارس بعتب: يعني كن رضاي وإلا زعلي يهمك ماكني بأختك الكبيرة اللي مالك غيرها سعد بهدوء: يا أم فارس جعلني الأول أول ماكلمت محمد جيت وقلت لش على طول قبل حتى ما يردون علي وش اللي مزعلش علي جعلني فدا خشمك؟؟ أم فارس بذات نبرة العتب: كان المفروض تشورني قبل الخطبة قد لي سنين أحن على راسك أبي أخطب لك ثم تروح تخطب من وراي سعد وقف وجلس جوارها وهو يحتضنها من كتفها ويقبل رأسها مرة أخرى: خلاص مالش إلا الرضا أنا محقوق لش.. وش اللي يرضيش؟؟ أم فارس بخفوت: لا فات الفوت ما ينفع الصوت سعد بتأثر: أفا.. ليه تقولين كذا ياوضحى؟؟ أم فارس بحزن شفاف: من غير قصور في بنت محمد بس أنا كنت أبي لك الأحسن (وبنت محمد هي الأحسن) صوت واثق قوي يقاطعهما سعد يبتسم: إيه يا سنايد خالك.. تعال عاوني على أمك أم فارس بنبرة متعبة: لا تساعدون علي عشانكم بتصيرون عدايل الولد وخاله مريم من غير قصور فيها وأنا أشهد أنه مافيه مثلها لكن سعد ألف من هي تمناه أصغر وأزين وصحيحة بصر فارس اقترب وقبل ورأس خاله وجلس وهو يقول بنبرة هي خليط من الاحترام البالغ والحنان المصفى والقوة المتأصلة نبرة خاصة به لأمه: يمه مريم مايعيبها إنها ماتشوف والعمى عمى البصيرة مهوب عمى البصر سعد بابتسامة: صح لسانك أم فارس بهدوء: خلاص ياسعد المهم أنك مقتنع وراغبها أنت اللي بتعاشرها مهوب غيرك ثم أردفت باستفسار: زين ومتى الملكة؟؟ سعد بهدوء: ننتظر راكان بيجي الليلة.. يمكن أتملك قدام عرس فارس والعرس عقب شهرين ..ثلاثة ..في الصيف.. اللي تشوفينه أنتي والعرب *********************** القاهرة بعد صلاة العشاء طه الرشيدي في مكتبه ويوسف عنده وباكينام خرجت مع جدتيها لزيارة خان الخليلي والحسين ولن تعودا حتى وقت متأخر استغربت أن يوسف لم يقفز ليصر على مرافقتهن كعادته لم تعلم أن يوسف هذه الليلة قرر المحاربة على جبهة أخرى طه بهدوء: أنا عاوز أعرف يا ابني أنته متسربع على إيه؟؟ يوسف بهدوء أعمق فيه خبث شاسع: خليك منطقي ياعمي وفكر بمنطقية أنا وباكينام هنرجع واشنطن بعد 3 أسابيع.. شهر بالكثير لو مددنا شوية واحنا الاتنين موجودين في نفس المكان ومتجوزين لكن محكوم علينا إنه كل واحد في مكان ثم صمت يوسف بطريقة مدروسة والفكرة وصلت كاملة لطه الرشيدي وأرعبته منطق الطبيعة يقول النار بجانب البترول حريق لابد منه طه الرشيدي بهدوء واثق: خلاص نعمل الفرح يوم سفركم بالزبط احجز الأوتيل والتزاكر في نفس اليوم يوسف تجاوز العقبة الأولى بقيت العقبة الأكبر (باكينام) يوسف بهدوء: بس أنا خايف باكي ما توافئش طه بهدوء مشابه: يعني وافئت على خطوبة وكتب كتاب بالسرعة دي مش هتوافئ على الفرح؟؟ خلاص سيب الموضوع عليا أنت إبدا في الحجوزات وسيب باكي عليا ابتسم يوسف إبتسامة انتصار وهو يعيد ظهره للخلف ونظره يسرح للبعيد ************************* الساعة 10 مساء مشعل وراكان يصلان الاثنان ذهبا للمجلس أولا سلما على والديهما والشباب المتواجدين وأنزلا طيريهما في المقلط الداخلي ثم توجه كل منهما لبيته وهاهو راكان يصل سلم على والدته في الأسفل ثم صعد لمريم أولا طرقات خفيفة على الباب، مريم بابتهاج عميق شفاف: ادخل راكان راكان وجد مريم والعنود سويا: ماشاء الله العرايس كلهم مجتمعين يحتضن الاثنتان والعنود تقول بمرح: شفت أختك ماهان عليها أنا بروحي عروس تبي تنافسني راكان يبتسم: يحق لها ثم أكمل بمرح هادئ: وتراني واجهت سعد في المجلس كنه شايفني نازل من السماء... أقول وش فيه الأخ مشتاق لي كذا أثركم رابطين الملكة فيني مريم صمتت بخجل وراكان يكمل: تراني قلت له لو يبي الملكة بكرة براحته فهو ماصدق شاور إبي والملكة بكرة إن شاء الله عقب صلاة العصر ومشعل أيضا توجه لبيتهم سلم على والدته وجدته ومشاعل اللاتي كن في الأسفل سأل عن موضي قالوا له أنها مع هيا بالأعلى وقد تكون بغرفتها مر بغرفة موضي طرق الباب استقبلته موضي بفرح غامر بعد السلامات هتفت له بمرح: لا عاد تعودها مرتك سيلت الدوحة من دموعها غير مسموح لك بتاتا .حلوة بتاتا صح.. المهم غير مسموح لك بتاتا بروحات القنص ذي.. خلصنا... خل القنص للبزارين أنت دكتور.. دكتور ويقنص.. متى صارت ذي؟؟ مشعل بخبث: يعني أنتي عقب منتي مخلية راكان يقنص؟؟ موضي كحت بحرج وهي تقول: وش دخلي في راكان؟؟ (على أساس أنها لا تعرف بموضوع الخطبة التي هي بدأتها) مشعل بهدوء: راكان يسأل أنتي بتوافقين عليه إذا خلصتي عدتش بعد كم يوم؟؟ موضي صمتت مشعل يبتسم: أدري إن راكان ما ينرد عشان كذا أنا أبيكم تزوجون قبل أرجع واشنطن موضي برعب حقيقي: لا مشعل تكفى ماعليه.. الملكة تصير قبل رجعتك لواشنطن والعرس خليه بعدين.. أنا ماني بمستعدة نفسيا له أرجوك مشعل تكفى مشعل يحتضنها بحنان: خلاص خلاص بدون تكفى ذي.. تدرين عظامي ما تشلني على وحدة منكم بعد تكفى ذي ما استحملها اللي تبينه يا نبض قلبي *************************** غرفة مشعل وهيا هيا منذ علمت بوصول مشعل وهي مرتبكة لا تعرف لماذا؟؟ سعيدة مشتاقة ومتوترة استلمتها موضي بتعليقاتها طويلا وهاهي الآن تعود لغرفتها التي هجرتها طيلة الأيام الماضية لا تستطيع الجلوس أو الاستقرار في مكان كأنها تقف على صفيح ساخن في انتظارها لمشعل والدقائق تمر كأنها ساعات لا تنقضي كانت قد اشترت الكثير من الملابس خلال الايام الماضية غصبا عنها وفرضا من موضي التي تتمتع فعلا بذوق رفيع في الملابس وهاهي تختار شيئا جديدا لتلبسه تريد أن يحس مشعل بالاختلاف فهي قصرت كثيرا في حقه وحق له أن تعوضه قررت أن ترتدي تنورة قصيرة مع توب يُعلق في العنق وشعرها الذي يعشقه يسترسل أمواج ليل على ظهرها ويصل حتى أطراف تنورتها وهاهو الباب يفتح ومشعل يدخل وقف للحظات ينظر لها بشوق وحنين وحنان جارفين... وإعجاب إعجاب موجع (أميرتي أربعة أيام مضت على روحي المثقلة شوقا كأربعة قرون الآن أعلم يقينا لِمَ لم أتزوج قبلا؟؟ كنت أنتظركِ وطوال عمري كنت أفعل صلبت نفسي على أبواب الوجع والانتظار انتظارا لشيء مجهول استوطن روحي كان أنتِ!!! يا أميرة روحي وارتشافات عروقي اقتربي مني أروي هذا الصدر الضامئ والعروق اليابسة التي أجدبت شوقا لعينيكِ ودفء أنفاسكِ) همس بابتسامة: ياحي ذا الشوف 4 أيام ماشفت غير راكان ولطّام وكسّاب انقرفت من الثلاثة هيا كانت تقف انفعالها يهزها وعيناها ضارعتان لكل تفصيل في وجهه الأثير الذي استنزفها شوقها له ( أحقا أتيت؟!! وها أنت تقف أمامي ليتك تعلم كيف مضت كل دقيقة بعيدا عنك وكأن روحي تصفد في الأغلال وكل دقيقة تمضي تضيق أغلالي علي آه يا مشعل عشت حياتي كلها خائفة جزعة تقتلني الوحشة ويسمم روحي خوف الوحدة أدعيت القوة.. وانا أرى في كل زاوية شبحا يستعد للانقضاض علي حتى أتيت أنت كالسحر مسحت خوفي بجوارك لا أخشى شيئا.. في أحضانك عرفت معنى الأمان الذي ماعرفته يوما لا تتركني يوما عِدني ألا تتركني مهما حدث!!!) رمت بنفسها على صدره وهي تقول بتأثر عميق: خلاص ماعاد فيه روحة مكان إلا رجلي على رجلك مشعل احتضنها بشدة وهو يهمس في أذنها بعمق: اشتقت لش ياقلبي والله العظيم اشتقت لش فوق ما تخيلين هيا تدفن رأسها في صدره أكثر وبدأت دموعها تسيل: أوعدني إنك ما تخليني يوم.. أوعدني مشعل يحتضنها أكثر: حبيبتي الله يهداش أنا وين رحت.. كلها يومين ورجعت هيا تشهق: أنت فاهم قصدي.. ما أقصد سفرة يومين وترجع أقصد ما تسمح لشيء يبعدك عني مشعل أنا عقب ما لقيتك ما لي حياة من غيرك مشعل يرفع وجهها المبلل بالدموع ويمسحه بكفيه ويطبع قبلاته على عينيها وهو يقول لها برجولة عميقة: أوعدش عمري ما أخليش ولاعمرش تحاتين شيء وأنتي معي #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
مضت الأيام سريعة على البعض
وبطيئة على البعض الأخر أصبحنا في يوم الجمعة يوم الزواج ملكة مريم تمت على خير قبل يومين.. وأصبحت رسميا حرم سعد بن فيصل باكينام لم تعرف بعد أن موعد زواجها تقرر ووالدها جاءته سفرة مفاجئة للأمم المتحدة في نيويورك لذا لم يخبرها بعد.. ووالدتها غير قادرة على مواجهتها وحيدة لذا تنتظر عودة طه ليكون هو من يخبرها راكان ألمح لعمه أنه يريد موضي إذا أنهت عدتها وأنه يريد الملكة فورا ولكن الزواج نفسه ليس قريبا بعد أن أنقذه مشعل بإخباره أن موضي لا تريد الزواج قريبا عبدالله بقدر استغرابه بقدر سعادته لم يخطر بباله أن راكان الذي ترك موضي تتزوج غيره وهي بنت يعود ليتزوجها بعد أن أصبحت مطلقة أم مشعل ارتاحت نفسيا وبعمق.. وراكان في رأيها خير من يعوض موضي فهي تراه رجلا حقيقيا وأفضل من حمد بألف مرة العرسان الأربعة تختلف مشاعرهم بين اللهفة والشوق والخوف والترقب *********************** بعد صلاة الجمعة سعد ومشعل خارجان من الصلاة سويا وكل واحد منهما معه ابناه توجها لمجلس آل مشعل فالغداء عندهم ما أن جلسا حتى أخرج سعد من جيبه وصل إيداع وإعطاه لمشعل مشعل نظر للوصل وهمس بهدوء: واجد يا سعد ماهان تبارك.. وحن نشتري رجّال سعد يبتسم: وبنت محمد مهيب أقل من غيرها قدرها عندي عالي ومهوب بالفلوس ثم تلفت حوله وهو يرى الكثير من الرجال ولكنه لا يرى شباب آل مشعل: وين الشباب اليوم؟؟ ابتسم مشعل وهو يضع في جيبه وصل مهر مريم الذي تم إيداعه أمس في حسابها ليعطيه لمريم ويقول: خبرك حركات الشباب كل واحد منهم في جناحه في الفندق خلوني اليوم أنا والشيبان سعد يضحك: قال خلوني أنا والشيبان.. يعني إنك أنت شباب يا اخي أنت بروحك شيبة قاضي مشعل يبتسم: راضي بشيباتي وخلينا الشباب لك يا العريس الجديد ********************** بيت جابر بن حمد حدود الساعة الواحدة ظهرا معالي تدخل كالأعصار لغرفة شقيقتيها وتصرخ بصوت عالي: هيه كوبي وبيست ترا الكوافيرة كلمتني تقول ربع ساعة وواصلة خلصوني عالية كانت تلف جسدها بروب الحمام ومازالت منشفتها على شعرها: أنا تسبحت خلاص، وعلياء في الحمام شوي وتخلص معالي بتأفف: أنتو الوحدة منكم إذا شافت الحمام كنها شايفة أمها عقب غربة ماعاد تخلصت ما ألوم جلدكم صوفر من كثر السبوح عالية تفك منشفتها وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تبتسم: شيء من حلالش يالكويحة أصلا مهوب ذابحش إلا ذا اللون اللي بعيد عن شواربش وحلوة صوفر ذي.. مصطلحات أمي هيا ماخليتي منها شيء معالي تقفز وتشد شعر عالية للاسفل: قال اللون قال لون مرضان اللهم ياكافي.. الموضة الحين السمار طال عمرش علياء خرجت من الحمام بروبها ومنشفتها المطابقة لروب ومنشفة لعالية لتشتبك معهم فورا في الحوار: أنتي منتي بعاتقتنا من معلقة مدح السمار اليومية ذي؟؟ معالي تضحك: وش أسوي باقعد أمدح روحي لين أعرس ادعو لي كود عجوز عمياء ماتشوف الليلة تخطبني لولدها ردي الحظ (إخسي واقطعي يابنت جابر أنا كم مرة قايلة لش لاعاد أسمع طاري العرس عندش ياقليلة الحيا) معالي تتصنع الإرتباك والخجل: أوبس مامي أنتي ماتدخلين إلا في الوقت الغلط نورة تقترب وتقرص إذن معالي: أنتي متى بتعرفين السنع؟؟ توش أم 17 وفي المدرسة وبتفلجين على العرس معالي تدعك أذنها وتضحك ثم تحتضن أمها: أضمن مستقبلي ماماتي بناتش البيضان ذولا ماينخاف عليهم بس أنا اللي شكلي بأعنس فوق رأسش أنتي وجويبر نورة مهما ادعت الغضب في داخلها لكنها لا تقدر على معالي عادت لتقرص أذنها وهي تقول بابتسامة: أجل حطي في بالش و اللي مايحلف به زور إنه مافيه عرس لين تخلصون كلكم جامعة وياويلكم كلكم لو ماجبتوا نسبة السنة الجاية تدخلكم الجامعة معالي تضحك: زين فرضا فرضا مامي ماجبت نسبة أمها تضحك وترد عليها بخبث شفاف: عادي خلش تعيدين السنة لين تجيبين نسبة والعرس يتأجل مهوب طاير معالي تضحك: لا خلاص أوعدش من أول مرة أجيب نسبة هذي فيها عرس عرس كل سنة تاخير بتأخير زواجي الميمون نورة تبتسم: خلصوني أنتو هذرتكم المره على وصول وأنا أبي أروح الصالة بدري أبيكم كلكم عقب صلاة المغرب خالصين *********************** جبهتا العروستين العروسان وشقيقاتهما وأمهاتهما في القاعة من بعد صلاة الظهر تقرر أن العروسين لن تجلسا أمام الضيفات وإنما ستكونان في الغرف الداخلية من القاعة ومن تريد السلام عليهن تستطيع الدخول لهن بالنسبة لمشاعل هي من رفضت لأنها تخجل من المشي أمام كل هذه الأعين وبالنسبة للعنود مريم هي من رفضت والعنود وافقتها دون نقاش ورفض مريم كان من الوجهة الدينية لأن عرض العروس ليس من الدين في شيء ومن ناحية أخرى مريم تخشى كثيرا على أختها من العين فهي تعرف أن أختها جميلة وسمعت ذلك كثيرا وللعروس أي عروس في تلك الليلة ألق مختلف فكيف من هي في جمال ابنتها وشقيقتها الصغرى؟!! أما هيا فقد قررت البقاء مع جدتها حتى تحضرها وتأتي معها لذا البنات حجزن لها كوافيرة تأتيها في البيت وبعد صلاة المغرب مباشرة تحضر جدتها وتأتي بها للقاعة غرفة مشاعل في القاعة مشاعل توترها قفز للذروة وهاهي تكثر من قراءة آيات القرآن الكريم لتطمن قلبها الجازع بدقاته التي تصاعدت بشكل مرعب موضي لا تفارقها مطلقا وتقرأ عليها بدورها موضي الواقفة تهمس لمشاعل الجالسة استعداد لعمل شعرها وهي تضع يدها على كتفها: حبيبتي اذكري الله ترا السالفة سهالات وناصر والله العظيم يجنن ومافيه مثله لا تخربين على نفسش أحلى ليلة في عمرش بذا الخوف اللي ماله داعي مشاعل تمسك بيد موضي وتنقلها لقلبها الذي تتقافز دقاته بجنون وهي تقول بصوت مختنق: خايفة يا موضي خايفة.. غصبا عني.. أحاول أهدأ بس ماني بقادرة خايفة موضي تحتضن مشاعل بحنان وهي تهمس بداخلها: يا الله يا كريم أنزل السكينة على قلبها واشرح صدرها لناصر العنود وضعها أفضل بكثير وضع عروس اعتيادية بتوترها وخوفها حتى موقفها الأخير مع فارس حاولت تناسيه وهي تقرر أن تبدأ صفحة جديدة في كل شيء مريم جوارها قرأت وتقرأ الكثير من القرآن لطيفة لا تهدأ تتنقل بين ترتيب الصالة ووصول الطلبيات وغرفتي العروسين أحضرت ابنتيها معها وأبنائها مع والدهما تتذكر شيئا.. تلتقط هاتفها وتتصل: هلا حبيبي تغديتو؟؟ مشعل كان في البيت ليرتاح قليلا ليذهب هو أبنائه لمكان حفل الزواج بعد صلاة العصر يبتسم وهو يعدل المخدة تحت رأسه: تغدينا لطيفة باهتمام واستعجال: وحمودي وعبودي تغدوا زين؟؟ مشعل مازال يبتسم: صاروا رياجيل لو ما تغدوا إذا جاعوا بيأكلون لطيفة باستجداء: حرام عليك مشعل هذولاء الواحد لو ماقعد فوق رووسهم ماياكلون.. مشعل يضحك: والله العظيم تغدوا.. شيء ثاني؟؟ لطيفة باستعجالها وهي تتأكد من ترتيب أحد الطاولات: إيه ملابس العيال طلعتها لهم.. معلقة على الدولاب من برا تأكد إنهم بيلبسون الثياب اللي أنا طلعتها مهوب شيء غيرها مشعل برقة: حاضر عمتي... شيء ثاني؟؟ لطيفة تبتسم: وش عندك على شيء ثاني.. لا.. مع السلامة مشعل بابتسامة: زين أنا عندي شيء ثاني لطيفة باستفسار: ويش؟؟ مشعل بعمق: أحبش.. ولا تتأخرين الليلة ياقلبي أبي أشوف غزالتي شكلها أشلون ترا على 12 بأجي أجيبش ************************* بعد المغرب اقترب الموعد.. اقترب كثيرا الشباب أصبحوا كلهم متواجدين في مكان الحفل مشعل وراكان مع فارس وناصر منذ الصباح ووصلوا هم وإياهم بعد أن صلوا المغرب عمالقة آل مشعل كلهم يجتمعون فارس وناصر في الصدر مذهلان متألقان مفعمان برجولة خاصة وأناقة مبهرة في بشتيهما السوداوين حضورهما مختلف وألقهما كاسح عن يمينهم ويسارهم محمد وعبدالله وبالجوار جابر أبو حمد وسعد ابن عمهم ومشعل ومشعل وراكان مشعل بن محمد يميل على أذن راكان ومشعل بن عبدالله وهو يقول بابتسامة: أما الشيبان اليوم يبون يكسرون على المعاريس وهو ينافسونهم بذا البشوت السود تقول معاريس مشعل بن عبدالله بمرح: والله المفروض لبسنا بشوت وصفينا جنبهم خصوصا أنا مسكين مالبست بشت.. كان لازم أجرب روحي في البشت الحوار المرح مستمر بين المشعلين الحوار الذي تباعد عنه راكان وهو يفكر بنفسه هل يأتي يوما ويجد نفسه مقيدا بمظاهر كهذه بشت ومعازيم والأهم الأهـــــــــــم مقيدا بموضي!!! حسن صديق ناصر يصل يسلم على الجميع حتى يصل ناصر ليسلم عليه سلاما خاصا حماسيا على طريقة الفرسان ناصر بامتنان: والله ما أنسى لك جيتك حسن بمرح: ما أبيك ما تنساها.. أبيك تردها لي عقب ما أرجع من الأردن كل ليلة تسهر معي يا العريس ناصر يضحك: مهوب كنك مسختها وهذا طلب تعجيزي حسن بمودة: والله كان ودي أقعد بس أنت عارف إنه السباق بكرة أنا راجع من الأردن عشان عرسك والحين طالع المطار ناصر بمودة أكبر: تكفى سلم لي على شباب الفريق كلهم وترا ما نبي نشوف وجيهكم إلا بمركز من المراكز الثلاثة الأولى لو ما جبتوه اقعدوا هناك أحسن حسن يضحك ويسلم مرة ثانية: الله كريم.. ويالله دعواتك لنا فارس جالس بهدوءه المعتاد راسما ابتسامته الثقيلة يمزقه التوتر انتظارا لرؤية قصة غرامه اللا متناهي ناصر يميل عليه: هيه يالمعرس.. وش علومك؟؟ فارس بهدوء: وش علومه؟؟ شوفة عينك ناصر يبتسم: ترا أختي شوفتها تسر القلب.. مافيه داعي تجيك حالة اكتئاب فارس يبتسم ويرد عليه بخبث: وأختي شوفتها تسر القلب وأظنك شفت على الطبيعة ناصر (بعيارة): يا لبا الطاري.. من عقب ذيك الشوفة ماعاد أمسيت الليل فارس يبتسم: ياكثر هياطك بس ************************ قاعة الحريم اكتمل عقد الحاضرات وأميرات آل مشعل جميعهن غاية في التآلق فالليلة يزففن أربعة من أبنائهن مناسبة خاصة تستلزم ألقا وأناقة خاصين وهاهن يطفن بين الضيفات في القاعة يرحبن بهن وأحيانا يعدن للاطمئنان على وضع العروسين العروسان كل واحدة منهما في غرفتها المقررة لها مع كوشة ناعمة تتناسب مع طلة كل منهما وبالفعل كانت طلة كل واحدة تتناسب مع شخصيتها مشاعل شعرها الحريري القصير رُفع كاملا في شينيون كلاسيكي طرحتها دانتيل خفيف وُضعت على رأسها بطريقة الشيلة الكلاسيكية الفستان كان بسيطا وراقيا جدا خليط من الساتان الحريري والدانتيل المتداخلين بدون أي شك أو تطريز العنود لم ترتدِ طرحة أساسا وشعرها المدرج الذي يصل لمنتصف ظهرها ينسدل في خصلات لولبية تختلف أطوالها وتتوزع فيه زهرات بيضاء صغيرة ذات الزهرات تتوزع على الفستان الفخم المبهر في نفاصيله مضى الوقت واقترب وقت حضور العريسين الغرف التي فيها العروسان لها مداخل على خارج القاعة لا تمر على الحضور فتقرر أن ناصر يحضر أولا ليأخذ مشاعل ثم يليه فارس ليأخذ العنود مشعل اتصل بشقيقته موضي وأخبرها أنه سيحضر الآن مع ناصر لأخذ مشاعل موضي لبست عباءتها ونقابها واقتربت من مشاعل وأخبرتها أن ناصر سيحضر مشاعل بدأت ترتعش بشكل عنيف واضح موضي اقتربت واحتضنتها وهي تقرأ عليها وهي تقول لها: تكفين مشاعل لا تفضحينا في ناصر والله ناصر مافيه مثله أنتي هدي أعصابش بس مشعل جاي معه.. وأنتي عارفة مشعل بيمتغث لو شافش كذا مشعل الكلمة السحرية لشقيقاته حاولت مشاعل التماسك من أجل مشعل ومن أجل مشعل فقط المتواجدات في الانتظار موضي ولطيفة وأمهات مشعل وأم حمد ومريم أحضرتها سائقتها وأجلستها على كرسي قريب من الباب حتى تسلم على ناصر ثم تعيدها للعنود أم مشعل بن عبدالله غاية في التوتر وحزن شفاف يغزو روحها وهي تراقب لمعة الدموع في عيني ابنتها وارتجاف يديها كانت تكثر من الدعاء لها ودقات قلبها تتعالى وكأنها تتضامن مع دقات قلب ابنتها التي يكاد قلبها يتوقف من قوة تصارع العروق وتعالي النبضات ناصر دخل قبل أن يرى شيئا عرف مريم عند المدخل تجلس بعباءتها وغطاها وقف عندها وهو يحتضنها ويقبل رأسها ومريم تهمس له بحنان: مبروك ياقلبي.. جمع الله بينكما في خير ثم نزلت له أمهات مشعل وقبل رأس كل واحدة منهما وهو يشعر بشوق كاسح لإنهاء هذه السلامات حتى يراها حينها استطاع أن يرفع عينيه أن ينظر لملاكه الذي طال اشتياقه له بدت له أكثر عذوبة ورقة من أن تكون حقيقة كانت أشبه ما تكون بحلم شفاف نسمة عابرة شيء خيالي يستعصي على خيال البشر الإحاطة به (آه ياقلبي وش ذا العذوبة كلها أحسها بتذوب من رقتها) مشعل كان يمشي جواره وهو يلقي التحية على مريم وأم مشعل صعدا سويا موضي أوقفت مشاعل ونزلت مشاعل شعرت أنه سيغمى عليها وهي ترى الجسد الفارع الطول يطل عليها من علو وعيناها المنخفضتان تركزان في طرف البشت الأسود شعرت به قريبا جدا فرائحة عطره الرجولي الفاخر اخترقتها تماما توترت بشدة (أ يعقل أنه يشم عطري الآن؟!) وبالفعل كان ناصر منذ اقترب منها وهو يشم رائحة عطرها المسكر الذي اكتسب من عذوبتها سحرا خاصا اقترب أكثر ليطبع على جبينها الناعم قبلته الدافئة ومشاعل شعرت أنها تكاد تذوب وتنتهي لم تتوقع شيئا من هذا ولا أنه اقترب لهذه الدرجة لأنها لم ترفع عينيها إطلاقا ناصر بعد أن قبل جبينها وقف جوارها ليتيح لمشعل السلام عليها مشعل قبل رأس شقيقته وهو يهمس لها بحنان: مبروك يالغالية.. ما أوصيش في ناصر ثم ألتفت لناصر وهو يقول بعمق: وما أوصيك في مشاعل ناصر بعمق مشابه: في عيوني ثم أمسك بيدها ليجلسها ويجلس جوارها ملاصقا لها على المقعد الطويل يدها باردة وصغيرة وناعمة وترتعش.. ترتعش بشدة مشاعل تدعو ربها بعمق أن يفلت يدها التي تسكن الآن في يده الكبيرة وأن يبتعد قليلا فملاصقة جسده لها بهذه الطريقة أوقفت عقلها عن التفكير من شدة الخجل ولكن ناصر لم يحقق أيا من أمانيها فلا هو ابتعد.. ولا هو أفلت يدها التي يمسكها الآن بحنان وبقوة وهو يتأمل بإعجاب شفاف خطوط الحناء الناعمة فيها (أخاف يدها الهشة تنكسر في يدي بس بعد ماني بفاكها وش هالسحر اللي فيش؟!! وقفتي تفكيري وأشعلتي مشاعري) (أرجوك.. حرام عليك بيغمى علي فكني بعد عني شوي والله العظيم بيغمى علي وقلبي بيوقف) بعد دقائق ..مشعل همس لناصر: يالله نمشي ناصر شعر بارتعاشة يدها أكثر في يده مال عليها وهمس لها من قرب: ليش ترتعشين كذا؟؟ مشاعل لا تخافين من شيء مشعل أشار لشقيقتيه لإحضار عباءة مشاعل لطيفة كانت تلبسها في الوقت الذي همست له موضي: بأروح معها مشعل همس لموضي: مافيه داعي أنا بأوصلهم للأوتيل وبعدين أنتي رايحة اليوم الصبح ورتبتي أغراضها هناك لا تحاتينها خرجا سويا وركبا السيارة مشعل يقود بهما وناصر جلس معها في الخلف مشاعل وضعت يديها متشابكتين في حضنها حتى لا تسمح له بإمساكها ناصر تفهم خجلها وتركها براحتها والسيارة تخرج من الصالة باتجاه الفندق ********************** الثنائي الآخر فارس والعنود بعد أن خرج ناصر اتصل مشعل براكان ليحضر فارس لطيفة ومريم وأم فارس وأمهات مشعل وأم حمد هم من يتواجد مع العنود الآن مريم اقتربت من العنود حصنتها مطولا بالأذكار والأدعية ثم نزلت.. حاولت العنود التمسك بها ودقات قلبها تتزايد همست لها مريم بمرح شفاف: لا تصيرين جبانة فارس مايعض.. وصل فارس مع راكان سلم على والدته أولا وسلم على كل الموجودات وهو يتلافى النظر إلى من يلتهمه شوقه لها شعر لأول مرة في حياته بضغط توتر هائل معشوقته أمامه من مزقت قلبه هياما أمامه من أهانته أمامه من شكت فيه أمامه كل المتناقضات وسعير المترادفات أمامه سلم على والدته وأمهات مشعل وشقيقته لطيفة وأطال وهو يسلم عليهم وراكان يهمس له بمرح: يا أخي أنت مستغرب من هلك وعجايزك توك شايفهم اليوم وشرايك نطلع القاعة ونخليك تلف على عجايز الجماعة كلهم تسلم عليهم عجوز عجوز خلّصنا مرتك واقفة تنتظرك وبالفعل كانت العنود واقفة من قبل دخوله أوقفتها لطيفة.. ونزلت.. وتركتها وحدها لتستحوذ على البهاء الأبدي رفع فارس عينيه إليها وهو يتقدم بثقة ناحيتها مــوجـعـة مــوجـــــعـــة مـــــــــــوجـــــــعـــــة لم يجد وصفا أفضل للشعور الذي اجتاحه غير الوجع كانت إطلالتها موجعة وجمالها موجعا وتأثيرها سلبا وإيجابا على روحه موجعا وقف للحظات أمامها ضائعا في بحر ملامحها (أ يعقل أنها أصبحت لي وأخيرا لي أ أستطيع مد يدي لشفتيها وألمسهما؟! معانقة أهداب عينيها؟! مصافحة زهر خديها؟! أريد أن أتاكد أنها أمامي وكل هذا الحسن والجمال والروعة لي أنا أنا وحدي) راكان اقترب من شقيقته الصغيرة احتضنها بحنان: مبروك عنودتي ألف مبروك العنود همست بصوت خافت: الله يبارك فيك بالكاد سمعها راكان ولكن همساتها وصلت للقلب المتيم لاول مرة يسمع صوتها الذي عذبه من هذا القرب وكم بدا له صوتها مع صورتها عذابا لا يحتمل العنود لم تستطع رفع عينيها خجلا ولكنها شعرت أن فارس أطال في وقفته أمامها راكان همس له: اقعد يا ابن الحلال فارس وقف جوارها وكان على وشك أن يجلس دون أن يمسك بيدها أو يجلسها لطيفة اقتربت من ناحيته وهمست: فارس الله يهداك أمسك يدها وقعدها فارس لم يفكر أن يقبل رأسها كالعادة الشائعة رغم أن شقيقاته أخبرنه بذلك سابقا شعر أن اقترابه من حدود وجهها شيء خاص به هو وإياها لا يريد لأحد أن يشهده شيء خاص جدا.. لهما وحدهما وإذا كان يشعر أن إمساك يدها فوق احتماله فكيف بتقبيلها؟؟ ولكن مسك كفها أهون الأمرين لذا تناول يدها وليته ما فعل فهو شعر كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا ضرب يده مع إحساسه بسكون أناملها الناعمة الدافئة المرتعشة بين أنامله ولكن أي من انفعالاته لم يظهر على وجهه وهو يجلسها ثم يفلت يدها والدته كانت شديدة التأثر وهي تدمع من الفرح وتكثر من الدعوات له كان ينظر للأمام بثقته الطبيعية لكن داخله كان يهتز بعنف وهو غير قادر على التركيز في أي شيء كيف يركز وأقطاب التشتيت في العالم كله تجلس جواره؟!! العنود كانت دقات قلبها تتصاعد بعنف تعلم أنه لم يبدُ رومانسيا ولكن لأنها تعرفه فهي لم تتوقع أبدا أن يكون رومانسيا وتحمد الله أنه لم يكن كذلك فارتباكها يكفيها وهي تتفهم جيدا ثقله ورزانته وتشكر الله عليهما بعد دقائق راكان همس له: يالله قوم نمشي فارس وقف وهذه المرة لم ينسَ أن يمد يده لها ويوقفها هذه المرة كانت يدها أكثر ارتعاشا وفي أعماق روحه أكثر تأثيرا (خائفة حبيبتي؟! ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري حمل كل مخاوفكِ عنكِ ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟! ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي حتى أبعد عنكِ كل خوف) لطيفة ألبستها عباءتها وساعدتها حتى أوصلتها للسيارة لضخافة فستانها ثم عادت لتنطلق السيارة بهم ********************** كل ثنائي وصل لفندقه وكل شقيق أوصل أخته أطمئن عليها ثم تركها مع الرجل الذي يُفترض أن تكمل معه بقية حياتها #أنفاس_قطر# . . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
الدوحة
فندق الانتركونتنتال جناح ناصر ومشاعل وصلا منذ دقائق اطمئن مشعل عليهما ثم غادرهما مازالت مشاعل غير مستوعبة كيف وصلت هنا دون أن تنهار ومازالت تقف وعيناها في الأرض وقلبها يكاد يتمزق من ضغط دقاته تشعر بوجل وخوف وخجل غير طبيعي تتمنى أن تنشق الأرض تبتلعها وأن يتوقف هذا الموجود معها عن مراقبتها بهذه الصورة المتفحصة مازالت حتى الآن لم تر ناصر.. فهي لم ترفع عينيها له مطلقا انتزعها من أفكارها صوت عميق هامس قريب: تدرين إنش أحلى من كل أحلامي..مبروك ياقلبي (متى صرت قلبك يا النصاب؟) أكمل همسه: حبيبتي.. توضي خلينا نصلي ركعتين (وحبيبتي بعد؟! وش عنده ذا) تريد أن تتكلم ولكنها عاجزة.. فكل الكلمات تحجرت في بلعومها ولكنها تحتاج فعلا أن تصلي وتصلي طويلا أيضا لتطمئن الصلاة روحها الجازعة تركته وتوجهت للدولاب.. تعلم أن موضي أعدت لها كل شيء تناولت روبها ومنشفتها وبيجامتها فشقيقاتها كن يعلمن أنها يستحيل أن تلبس قميصا في ليلتها الأولى لذا أعدت لها موضي بيجامة حريرية بيضاء مطرزة علقتها مشاعل في الحمام وهي تحشر نفسها وثوبها في الحمام طوال حركتها في الغرفة وناصر يراقبها باستمتاع وهو ينظر لها بإعجاب عميق يشعر أن حرارته ترتفع وكل ما تفعله يبدو رقيقا وعذبا ومثيرا وخطرا.. خطرا جدا.. وخصوصا أنها تتحرك بتلقائية متوترة بدت أكثر خطرا (الله يعيني على خجلها بس!!) مشاعل أطالت في الحمام وهو لم يسمع صوت الماء يُفتح كان يريد أن يصلي قيامه لكنه يريد قبلا أن يصليا سويا ركعتين ليبارك الله لهما في حياتهما معا ناصر طرق عليها الباب وهو يهمس لها برقة: مشاعل حبيبتي تأخرتي نبي نصلي مشاعل كانت تبكي في الداخل فهي مرتبكة وتكاد تذوب خوفا وخجلا وهذا الثوب اللعين لم تعرف كيف تخلعه فهو لم ينفتح لها تكررت الطرقات على الباب أخيرا استطاعت أن تهمس له: شوي لو سمحت كان وجهها قد أصبح خريطة ألوان من تمازج دموعها وزينتها أخذت مناديل مسح الزينة التي تركتها لها موضي في الحمام ومسحت وجهها كاملا بعناية وختاما وجدت نفسها مضطرة لطلب مساعدته فهي تريد أن تصلي ولولا الصلاة لكانت بقيت في الحمام حتى الصباح فتحت الباب قفز ناصر الذي كان جالسا على الأريكة فور سماعه لفتح الباب مشاعل بخجل مر ودموعها مازالت تسيل: ممكن تساعدني لو سمحت ************************ الدوحة فندق الريتز جناح فارس والعنود راكان أوصل فارس والعنود لجناحهما ثم انسحب مازال الاثنان واقفان يلفهما توتر عميق في حالة ناصر ومشاعل نجد مشاعر عريس طبيعي عند ناصر وخجل غير طبيعي عند مشاعل في حالة فارس والعنود نجد مشاعر عروس طبيعية عند العنود ومشاعر عشق متجاوز للحدود لكنها مغلفة بكبرياء غير طبيعي عند فارس العنود خلعت عباءتها كمحاولة لتبديد توترها وهاهي مازالت تقف بخجل وعباءتها بيدها وعيناها في الأرض فارس ينظر لها ومضى وقت طويل وهو ينظر لها ويشعر أنه لو ظل ينظر إليها طوال عمره فلن يشبع أو يرتوي أو يمل يتأملها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها (يا آلهي.. يا ألهي أي مخلوقة أنتي؟؟ أي روعة أنتِ؟؟ أي معجزة أنتِ؟؟ ماذا فعلتِ وتفعلين بي كفى كفى ارحمي قلبي الذي تطعنينه بأهداب عينيك الذائبتين خجلا وتعصرينه بين ملتقى شفتيكِ المرتعشتين توترا) العنود تعبت وهي تنتظر منه رد فعل بينما هو واقف كتمثال حجري وخجلها يمنعها من الحركة (هذا شفيه كذا يبي يحرجني يعني يضطرني أنا أتكلم أول لمتى وحنا واقفين أنا أبي أصلي) العنود همست بخفوت معذب: أبي أصلي.. ممكن؟ انتفض فارس بعنف ولكن انتفاضته لم تظهر مطلقا على محياه فلطالما اعتاد على التحكم في انفعالاته فارس بهدوء وثقة: بنصلي كلنا الحين ركعتين وعقب صلي ************************ جناح ناصر ومشاعل ناصر اقترب منها بدت له كطفلة خائفة مذعورة بوجهها المحمر الصافي الخالي من المساحيق ودموعها التي تسيل بغزارة شعر بحنان غامر ناحيتها سألها بحنان: وش فيش؟؟ مشاعل بخجل عميق من بين دموعها المنهمرة بصمت: ماعرفت افتح الفستان.. ممكن تساعدني ناصر ابتسم (والله ربي يحبني) أجابها بابتسامة: لفي مشاعل أعطته ظهرها ناصر بدأ يفتح السحاب ببطء شديد وكأنه يريد إطالة المهمة قدر يستطيع وهو يفتح كان يمرر أصبعه بطريقة مقصودة على سلسلة ظهرها مشاعل كادت تجن وهي تشعر أن إعصارا صاعقا ضرب سلسلة ظهرها همست بخجل واختناق: ناصر بسرعة لو سمحت ناصر يبتسم: خلاص خلصت مشاعل لم تصدق أنه انتهى قفزت للحمام وهي تبكي بشكل أشد وتناشد الله في أعماقها (يا ربي الطف فيني ياربي الطف فيني شكله مهوب عاتقني الليلة وش ذا الوقاحة اللي عنده ياربي ارحمني ارحمني يارب الطف فيني .. الطف فيني ليتني قعدت في الحمام ولا قلت له يساعدني) ******************** جناح فارس والعنود العنود دخلت الحمام لتستحم وتستعد للصلاة ووجدت أن لطيفة كانت قد أعدت لها كل شيء في الحمام وفي دواليب الجناح بتنظيم شديد بينما فارس خرج خارج الجناح شعر أنه بالفعل عاجز عن احتمال ضغط وجودها بهذا القرب العنود خرجت لم تجده ارتدت ثوب الصلاة فوق قميصها انتظرته تأخر بدأت تصلي قيامها دخل وهي تصلي انتظرها حتى انتهت ثم همس لها بهدوء دون أن ينظر ناحيتها: يالله نصلي صليا سويا حين انتهوا من صلاة الركعتين فارس بدأ يصلي قيامه والعنود انسحبت وخلعت ثوب الصلاة وعادت للحمام للتأكد من شكلها نشفت شعرها جيدا ثم فردته لم تعرف هل تترك وجهها خاليا من المساحيق أو تضع شيئا خفيفا لكنها قررت ختاما أن تتركه بدون مساحيق فوجهها اكتفى اليوم من أطنان المساحيق تعطرت بكثافة وعطرت شعرها ثم نظرت لشكلها النهائي في المرآة وأن شكلها يبدو فعلا أنيقا ومحتشما في رداء نوم أبيض ملكي عليه روبه السميك المطرز بفخامة يتناثر عليه شعرها المدرج المسدل بعذوبة على كتفيها حين خرجت كان فارس يجلس على الأريكة وقد أرتدى بيجامة سوداء شعرت العنود بالخجل بالكثير من الخجل (هل أبدو بشعة أمامه؟!) ففارس بدا لها وسيما حد الوجع ومذهلا في بيجامته التي انسابت على عضلات جسده البارزة من تحتها بتناسق رائع بدأ خجلها يتحول لتوتر (عشان كذا ما عبرني أكيد ماشاف فيني شيء يعجبه) لم يرَ شيء يعجبه؟؟ عن ماذا تتحدثين؟؟ هذا الشاب متيم حتى أقصى عروقه وخلاياه لو كنتي بشعة حتى، فهو يراكِ المخلوق الأروع في كل الكون؟!! فكيف وأنتي تقفين أمامه بحسنكِ الموجع؟!! ظلت واقفة وفارس يتأملها بعمق يتأمل وجهها الصافي العذب المشبع أنوثة كاسحة وبراءة عذبة لباسها الذي أصفى عليها مزيدا من الأنوثة والبراءة معا كل مافيها موجع.. موجع ويحز في روحه حتى أقصى أعماقه طالت وقفة العنود.. وانتبه فارس وأخيرا تكلم وهو يقول بهدوء: ليش واقفة؟؟ اقعدي (تعّب روحه صراحة أخيرا تذكرني) جلست العنود بعيدا عنه ومقابلا له حرب من النظرات استعرت بينهما العنود تنظر له بخجل نظرات متوترة منقطعة تتراوح بينه وبين حضنها حيث كفيها المتشابكتين وفارس ينظر لها بشكل مباشر وعيناه تلتهمها التهاما وتلتهم كل تفاصيلها (أوف اشفيه يطالعني كذا لا يكون فيني شيء غلط) العنود توقفت تماما عن رفع عينيها ونظراتها تثبت على يديها وتطريزات روبها (لا تصدين تكفين ارفعي عينش ولدي صوبي لاتصد هناك ياعمري دقيقه .......... العمر محسوب بحساب الدقايق في بحر عينك تبينت الحقيقه........... كل موجه تنقل لعيني حقايق الهوى دلتني عيونك طريقه ...........ثم سوت وسط قلبي لك طرايق إلتفت يمي ترى عمري دقيقة..........ليتني احيا في سما عينك دقايق لا تصدين حتى نظرة عينش تبين تحرميني منها حرام عليش اللي سويتيه وتسوينه فيني) ******************** غرفة ناصر ومشاعل بعد حوالي نصف ساعة خرجت مشاعل من الحمام بعد أن نشفت شعرها بالمجفف ولبست بيجامتها بدت لناصر أشبه بدمية حقيقية أشبه ما تكون بلعبة قد يكسرها أقل شيء شعر برغبة عارمة أن يحتضنها.. يستنشق عطر هذا الشعر الطفولي الناعم لكنه تنهد وهو يقول لنفسه (كل شيء في وقته حلو) همس لها: يالله نصلي مشاعل رفعت عينيها له لأول مرة بدا لها وسيما ومهابا حتى في نحافته التي لم تخفِ عضلاته النحافة التي ميزته عن عرض أجساد آل مشعل أنزلت عينيها بسرعة وهي تقول: بس أجيب سجادتي أحضرت سجادتها ووقفت خلفه وصليا معا ركعتين ثم صلى كل منهما قيامه ناصر أنهى صلاته قبلها وهي أطالت كثيرا في الصلاة ناصر كان يبتسم وهو يجلس للكرسي الأقرب لها انتهز الفرصة أنها سلمت بين ركعتين فهمس بمرح شفاف عميق: ترى أكثر القيام 8 ركعات ..والشفع والوتر صاروا 11 شكلش صليتي 30 أو 40 ركعة وترى عادي.. صلي 70، 80 قاعد انتظرش للصبح ماوراي شي ترا لا جمعة شباب ولا تدريب ولا شغل أنتي وبس مشاعل بخجل: بأوتر بس صلت مشاعل ركعتها المتبقية ثم قامت لتعيد سجادتها للدولاب لا تعرف لماذا تعيدها كان من الممكن أن تتركها على الكرسي ولكنها تريد أن تبتعد عن مدى وجوده أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟ ************************ جناح فارس والعنود الجلسة طالت كثيرا العنود زاد خجلها كثيرا وهي تراه يراقبها بهذه الطريقة وفارس العاشق لم يكن أصلا في وعيه فهو كان يحلق في عوالمه الخاصة فهو مازال غير مستوعب أن معشوقته تجلس أمامه بدون حواجز وأنها أصبحت له يتمتع بالنظر إليها كيف يشاء ويستمتع بهمساتها كيف شاء تذكر أنه لم يسمع صوتها تقريبا منذ وصلا وكم هو مشتاق لانسكابه في أذنه همس بطريقته الواثقة الاعتيادية: العنود تعالي اجلسي جنبي العنود لم تتحرك (صدق ماعنده ذوق يامرني أجي عنده) فارس طلب ذلك بعفوية لأنه هو من يجلس على الأريكة بينما هي تجلس على كرسي منفرد فارس بذات الهدوء: العنود تعودي من أولها إني ما أعيد الطلب مرتين إذا طلبت منش شيء تنفذينه من أول مرة قلت لش تعالي جنبي تقومين تجين جنبي وهذي بتكون أخر مرة أكرر طلب مرتين العنود شعرت بضيق عميق أسلوبه مستفز وقاس وخالٍ تماما من الذوق ولكنها وجدت نفسها مجبرة للقيام والجلوس جواره فنصائح مريم الكثيرة ترن في رأسها وعصيانه عصيان لربها العنود جلست على الطرف الآخر من الأريكة وهي تترك مسافة فاصلة بينهما ولكن قربها كان كافيا لتخترقه رائحتها العذبة لم يكن عطرها فقط بل رائحتها هي.. اختلاط عطرها برائحتها الطبيعية كان ناتجه فتاكا على مشاعره مازال يتجلد.. فتنكيس الرايات السريع ليس من شيم كبرياءه وخصوصا أنه يحاول جاهدا أن يستعيد إهانتها الوقحة لها حتى يقسو عليها قليلا فيجد أن هذه الاهانة تتضاءل ذكراها أمام ذكرى أعظم وأجمل هي العنود ذاتها ولكن كبرياءه .. كبرياءه أين يفرمنه؟؟؟ سألها بهدوء: ناصر قال لي إنش أنتي رفضتي نسافر.. ليش؟؟ العنود تتذكر أنها قالت لناصر السبب.. أيعقل أنه لم يقله لفارس وفارس كان يعلم السبب لكنه يريد فتح حوار ما العنود بخفوت وعذوبة: امتحاناتي بعد أسبوع وماعندي وقت أن يسمعها توجه الحوار له مباشرة بصوتها الساحر وطريقتها الآسرة في الكلام كان إحساسا فوق كل خيال روعة وآلما ومتعة سألها بهدوء: كم ساعة مسجلة؟؟ العنود بذات النبرة الخافتة: 16 فارس : مهوب واجد عليش؟؟ العنود ترفع عينها.. وتكمل بخجل: لا بالعكس أصلا كنت أبي 18 بس ماحصلت إن شاء الله الفصل الجاي أسجل 18 ساعة فارس بهدوء: أكثر من 14 لا تسجلين.. أنتي الحين مرة متزوجة لبيتش حق العنود صمتت لا تريد أن تثير معركة منذ ليلتهما الأولى همست برقة: يصير خير فارس ماعاد يحتمل (ماكل هذه العذوبة!! تبدو الكلمات كما لو كانت تختلط بالعسل والسكر وهي تتدفق من بين شفتيها) يريد أن يلمس وجهها فقط يريد أن يلمس تفاصيل ملامحها يلمس شفتيها النديتين النابضتين بالهمس المعذب هل هما فعلا حقيقة أم خيال؟؟ هذه المرة لم يأمرها أن تقترب بل هو من اقترب منها العنود توترت وهي تتراجع أكثر للطرف الذي حجزها وهو يقترب أكثر حتى أصبح شديد القرب منها همس لها بحنان تلقائي: ارفعي وجهش وطالعيني نبرة الحنان اللذيذة غير المعتادة في صوته أجبرتها على التنفيذ بدون وعي مد سبابته لوجهها انتفضت بعنف وهو يمرر سبابته على حاجبها خدها شفتيها ذقنها عنقها ثم يضع كفه على خدها بحنان ووله مصفى وهو يقرب وجهه أكثر منها العنود رأت كيف تلمع عيناه ويزفر أنفاسه بعمق والجو يُشحن بشرارات كهربائية بينهما همست بخجل شفاف وهي تحاول الابتعاد: تكفى فارس خلني لين أتعود عليك رغم صعوبة الابتعاد على فارس بعد أن أصبح على هذا القرب منها ورائحتها التي أسكرته تماما وهي تخترق أقصى حويصلاته الهوائية لكنه ليس من يفرض نفسه أو يتعامل بهمجية مع نصفه الآخر فعلاقته بها يريدها أن تكون برضاها وتجاوبها ابتعد وهو يتنحنح وكأن هذه النحنحنة صادرة من أعمق أعماقه: بس إن شاء الله مرحلة التعود ذي ما تطول صمتت العنود بخجل استمر الصمت وفارس يعود لتأملها بوله (أي سحرٌ تتسربلين به؟! أي روعة يضمها جنبيكِ؟! متى ترحمين قلبي المتيم؟؟ أو متى أرحم نفسي من جنوني المتكبر آه يا صغيرتي وألف آه) بقيا على جلستهما المشحونة بالمشاعر العصية على التفسير حتى أذن الفجر وصليا فرضهما حين أنهيا الصلاة قال فارس بطريقته الواثقة المعتادة في الكلام: زين نبي ننام وإلا ذي بعد تبي لها تعود (صدق ماعنده أسلوب!!) لكنها ردت بخجل: نام.. تصبح على خير فارس يتنهد وهو يعرف أنه لم يكن لطيفا رغم أنه يتمنى لو يذوب لها لطفا ويقول بهدوء: العنود مافيه داعي لسوالف الأفلام وواحد منا ينام على الكنبة والثاني على السرير تعالي نامي جنبي.. تراني مخلوق متحضر لو عندش شك في هذا..وأعرف أتحكم بنفسي العنود نهضت معه لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب معه فهي ثتق به وبكلامه ومادام قال لها شيئا فلن يخلف بكلامه لها تمدد فارس على طرف وتمددت هي الآخر دون أن تخلع روبها فارس يتنهد بعمق (لو أنها بس تسولف لي ما أبي شيء ثاني صوتها بيصبرني بس الحين شوف وحر جوف) ************************* جناح ناصر ومشاعل مشاعل أطالت وهي تقف أمام الدولاب المفتوح وأفكارها تسرح لم ينتزعها من أفكارها سوى أنفاس دافئة تلفح عنقها وناصر يميل عليها ويهمس بالقرب من أذنها: مطولة؟؟ شعرت مشاعل أنه سيغمى عليها صمتت ناصر فسر صمتها وأنها لم تتحرك أنه نوع من التجاوب معه وتوقع أنهم بالغوا في تصوير خجلها له لذا تجرأ أكثر وهو يقترب من ظهرها ويضع يديه على عضديها ويطبع قبلة على شعرها وناصر بالفعل كان لديه استعداد للتوقف فورا لو أنها طلبت منه ذلك فهو وعدها أن يصبر عليها وليس هو من يخلف وعدا ولكنها لم تطلب بل تصرفت وهي تنخرط في بكاء هستيري ابتعد ناصر عنها وهو يقول بتأثر: مشاعل أنا آسف خلاص ماني مقرب منش والله العظيم لا تخافين حبيبتي لكنها لم تستمع له وهي تركض للحمام وتغلق على نفسها فيه ناصر قرر تركها حتى تهدأ مضت أكثر من ساعة وهي لم تخرج طرق عليها الباب لم ترد عليها همس لها بحنان: مشاعل حبيبتي والله العظيم آسف خلاص والله ما أعيدها ولا أقرب منش إلا برضاش هذا أنا حلفت اطلعي مايصير.. بتقضين الليل في الحمام؟؟ لكنها لم ترد عليه ناصر أصبحت حالته مزرية من القلق والندم عاد لها بعد نصف ساعة وهو يقول بنبرة فيها بعض حدة: لو مارديتي علي بأكسر الباب مشاعل بصوت باكي ضعيف: تكفى ناصر خلني (لا حول ولاقوة إلا بالله وش ذا البلشة بأخليها شوي) وبقيت مشاعل في الحمام وناصر بين باب الحمام يحايلها ويطمئنها ويحلف لها ألا يقترب منها وبين الأريكة التي يجلس عليها حتى أذن الفجر حينها بدأ ناصر يغضب فعلا وتتحول مشاعره من الشفقة عليها للغضب منها (هذي وش شايفتني؟؟ تحسبني بأغتصبها ذا الخبلة مسكرة على روحها 5 ساعات) اقترب من الباب وهو يهمس بغضب مكتوم: مشاعل اطلعي أبي أتوضأ وأصلي مشاعل بخوف: ماني بفاتحة أكيد تبي تضربني الحين ناصر بغضب شفاف: يابنت الحلال أنا ماأستاهل منش اللي انتي تسوينه فيني حلفت لش ألف مرة ما أسوي لش شيء يعني بأكذب على ربي عشانش اتقي الله مايصير اللي تسوينه اقعدي وين ما تبين.. في الغرفة.. في الصالة لو تبين أخلي لش الجناح كله خليته بس اطلعي مشاعل بذات الخوف: قلت لك ماني بفاتحة ناصر خرج من الجناح وتوضأ في حمامات البهو الرئيسي (اللوبي) وصلى الفجر ثم عاد لها يعتقد أنها قد تكون فكرت في كلامه وخرجت لكنه وجدها مازالت تغلق عى نفسها عاد لها يحايلها بدون فائدة حتى أشرقت الشمس وناصر منهك ويريد النوم اقترب من الباب وهو يقال برجاء عميق: مشاعل الله يهداش الشمس شرقت والله العظيم أنا ما أستاهل منش كذا أنا شاريش ومحترمش وعازش تسوين فيني كذاّّ مشاعل بخوف صميمي: ماني بفاتحة لين يجي أخي مشعل أبي مشعل طلبها لمشعل ذبح ناصر ذبحه تماما يفترض أن يكون هو من يحميها فكيف تريد أن تحتمي بغيره ومنه ناصر بغضب مر: أنتي صاحية؟؟ تبين تفضحين روحش وش يقولون الناس وانتي مقضية ليلة عرسش في الحمام مستحيل اتصل في مشعل خلش في الحمام لين تشبعين ثم أردف بمرارة: وترا النفس طابت منش هذا مهوب سحا يا بنت عمي هذا عياف ومن عافنا عفناه لو كان غالي #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع ,,,,
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
خائفة حبيبتي؟!
ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري حمل كل مخاوفكِ عنكِ ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟! ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي حتى أبعد عنكِ كل خوف الله على هالكلمات مشاااعر ذكرتني بيوم ملكتي ويوم مسك يدي بالزفة |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية الساعة التاسعة والنصف صباحا موضي تجلس في الأسفل جدتها تتمدد في غرفتها وأمها في المطبخ والجو يعبق به روح تأثر عميقة لغياب مشاعل موضي تعرف أن الاثنتين مفتقدتان لمشاعل بوجع مستشري لذا جدتها ادعت التعب وتمددت وأمها تتلهى في المطبخ عن التفكير بعد دقائق نزلت هيا سلمت وسألت عن الجميع موضي بابتسامة: غريبة وش فيش مصبحة بدري عقب سهرة البارحة هيا تبتسم: مصبحة مثلش هذا أولا ثانيا مشعل جاه اتصال مهم على قولته وطلع وأنا عقب ماطلع ماقدرت أنام موضي تبتسم: عيني يا عيني على أهل الغرام هيا ترد بخبث: نشوفش عقب كم يوم أنتي والشيخ راكان رغم الضيق الذي سببه الموضوع لموضي إلا أنها ضحكت: حووو.. رويترز ما يدس شيء عليش هيا تبتسم: خله يدس علي عشان أقص رقبته ثم أردفت باهتمام: إلا شبر القاع وينه؟؟ اليوم ماعنده مدرسة وينه موضي بضيق حقيقي لأنها هي ذاتها متضايقة من اشتياقها لأختها همست بصوت منخفض: سلطان متضايق ومكتئب هيا بقلق: من جدش أنتي... سليطين متضايق ومكتئب؟؟ موضي بحزن: مشتاق لمشاعل وما يبي يقول.. وكاتم في نفسه هيا بشفافية: لحق يشتاق.. توها عرسها البارحة موضي بتأثر: مشاعل أكثر حد فينا ريم وسلطان متعلقين فيه ريم عادي عبرت عن مشاعرها وهذي هي تنحط فوق وأنا ماني بشايلة همها لأني أدري إنها بتبكي وتفضي اللي في رأسها وترتاح بس سلطان وذا العرق الأمحق اللي في رياجيل آل مشعل كاتم في روحه.. شكله يكسر الخاطر جد ودي إنه يبكي عشان يرتاح هيا بتأثر: وينه ؟؟ موضي: في الصالة الداخلية يلعب بلاي ستيشن وهو في صوب واللعبة في صوب هيا نهضت وهي تحكم لف جلالها على وجهها وتدخل على سلطان في الصالة الداخلية المفتوحة على الصالة الرئيسية هيا بمرح مصطنع: هلا والله بشيخهم.. هلا بالشيخ سلطان بن عبدالله سلطان رد بهدوء وعينه مثبتة على شاشة التلفاز: حياش الله هيا بذات المرح: أفا وش ذا الحفوة الباردة يا ولد عمي كنها طردة.. أبي ألعب معك.. ممكن؟؟ سلطان بعفوية: مشاعل كانت تلعب معي أجاب بالشيء الذي يشغل باله هيا تبتسم: وأنا أعرف ألعب بعد سلطان صمت هيا جلست قريبا منه وهي تتمنى لو كان بإمكانها احتضان هذا السلطان الغالي (كم من الكبرياء الكريه في عروقكم حتى الاطفال لم ترحموهم منه) هيا بعمق: سلطان ترا مهوب معنى إن مشاعل تزوجت إنها خلاص صارت بعيدة عنك البيت جنب البيت بتلاقيها كل شوي ناطة لنا ثم أكملت بمرح: أو أنت كل شوي نط عندها خلاص بنات عمك وحدة تزوجت ووحدة تملكت ماعاد ينخاف عليهم يفتتنون فيك مازال صامتا هيا تتمزق بالفعل من أجله.. فهي خير من يشتم رائحة الحزن العميق وتعلم أن قلب هذا الفتى مشبع بحزن شفاف صمت متوتر حزين يشبع الأجواء أخيرا تكلم همس بخفوت موجع: البيت ماكن فيه حد حاس كنه قبر من غيرها جملته مزقت قلب هيا تماما.. تعرف هذا الإحساس .. تعرفه تماما هي من صمتت الآن وهي تحاول مغالبة دمعات تتوق للانهمار لم تعرف ماذا تقول له صمتت حزين هو..حزين بالفعل.. ويبدو أنها فاشلة في المواساة!!! أكمل بذات الهمس الحزين فهو محتاج للبوح: كانت تعرف لي بدون ما أتكلم وإذا حضنتني شميت فيها ريحة أمي كل يوم كانت تعصب علي: إذا مادرست..إذا ماكلت.. إذا تأخرت... وانا أحب أشوفها وهي معصبة..لأنها ماتعرف تعصب... عمري ماقلت لها آسف..أبي أقول لها آسف.. عمري ماقلت لها إني أحبها...أبي أقول لها إني أحبها اني أحبها واجد واجد.. وإن بيتنا ماله حلا من غيرها ماعاد يحتمل المزيد.. أكتفى من البوح ويريد أن يبكي.. ويستحيل أن يسمح لأحد برؤيته وقف وترك هيا التي تمزقت حزنا من أجله تركها وصعد لغرفته ************************* جبهة حزن فراق أخرى صالة بيت محمد بن مشعل أم مشعل تجلس مع مريم أمام قهوتهما التي لم تمس والجو ثقيل ثقيل حولهما أم مشعل بلهفة مكسورة: مريم يأمش دقي على العنود نتطمن عليها مريم بهدوء: يمه تو الناس.. وهذولاء معاريس مايصير نزعجهم أم مشعل صمتت بعد دقائق صمت همست أم مشعل بحزن: الله يعيني إذا رحتي أنتي بعد مريم تمزقت من جملة والدتها الموغلة في الحزن ثم همست بتأثر: يمه هذولاء مشاعل وموضي بيجون عندش أم مشعل بتأثر: شكلي بأقول لراكان يستعجل في العرس أبي لي وحدة تكون معي داخل البيت بأستخف لو أقعد في البيت بروحي مريم مدت يدها تتحسس حتى وصلت يد والدتها احتضنتها وقبلتها: أنا يمه قاعدة عندش لين عقب عرس راكان.. لا تستعجلينهم موضي توها بتخلص عدة مايصير تغصبونها على طول عرس *************************** قبل ذلك بحوالي ساعة حدود الساعة 9 إلا ربع صباحا جناح ناصر ومشاعل ناصر لم ينم إلا حدود الساعة السابعة ليلة زواجه كانت الليلة الأسوأ في حياته وهاهو هاتفه يرتفع بالرنين ويصحيه من نومه الذي يحتاجه بشدة التقط الهاتف يريد أن يضعه على الصامت ولكنه رأى أن المتصل هو رئيس فريقهم استغرب وذهنه يتحفز.. فالفريق كاملا يتواجد في الأردن حاليا والوقت مبكر للاتصال قالساعة عندهم الآن الثامنة إلا الربع والفريق كلهم ورئيسه اتصلوا به البارحة وهنأووه فما سبب الاتصال يا ترى؟؟!! التقط الهاتف وهو يرد باحترام: هلا والله الطرف الآخر بحرج: هلا بك يابو محمد آسفين على الأزعاج ناصر بذوق: لا إزعاج ولا شي حياك الله أي وقت رئيس الفريق بحرج أكبر: والله ياناصر ما أدري وش أقول لك مالي وجه ناصر يقف ومشاعره تتحفز: عسى ماشر؟؟ رئيس الفريق بإرتباك عميق: أدري أنه عرسك البارحة وأنك كنت بتسافر الليلة بس حن محتاجينك ناصر باستغراب: محتاجيني؟!! رئيس الفريق: البارحة حسن عقب ماحضر عرسك وهو طالع المطار زلق وانكسرت يده وماقدر يجي.. وأكيد مايقدر يشارك فاحنا نبيك تجي تشارك مكانه في السباق الليلة وبكرة على الليل ترجع تدري ناصر أنت وحسن أحسن فرسان في الفريق أنت أساسا ماكنت مشارك وهذا حسن انكسر.. يعني ماعاد لنا أمل بأي من المراكز الأولى كذا أدري مالي وجه أطلب منك كذا وأنت عريس بس اعتبرها خدمة أخيرة لفريق بلدك.. وهذا تمثيل وطني وأنت كنت تبي تعتزل السباقات.. خل السباق ذا سباقك الأخير ناصر كان يستمع لرئيس الفريق وعشرات الأفكار تصطخب في ذهنه زواجه... رفض مشاعل له.. حاجة فريقه له الذين هم أصدقاء عمر وليسوا مجرد فريق رياضي.. رد على رئيس الفريق بثقة: خلاص أنا مستعد رئيس الفريق بسعادة: كنت عارف إنك منت بخاذلني خلاص الطيارة بعد 3 ساعات بيجيك مندوب لين مكانك يأخذ شنطتك وجوازك وبيخلص كل شيء أنت بس تعال قبل الإقلاع بنص ساعة مشعل باهتمام: والجليلة؟؟ رئيس الفريق: وش دخلها الجليلة؟؟ ناصر باستغراب: أشلون أسابق بدون فرسي؟!! رئيس الفريق بهدوء واهتمام: ناصر أنت عارف إنه إجراءات شحن الجليلة بتأخذ وقت عدا إنها تبي لها وقت لين تتعود على لجو.. والجو هنا ذا الأيام بارد جدا وصقيع ناصر باستفسار: زين والحل؟؟ رئيس الفريق: تركب ثيندر.. ثيندر صار له هنا أكثر من أسبوعين وهو كل يوم يتدرب وتعود على الجو ناصر بهدوء: بس ثيندر حصان عنيف.. وما يتقبل حد إلا حسن رئيس الفريق: وأنت جوكي محترف.. والسيطرة على ثيندر موب صعبة عليك ناصر بثقة: خلاص تم... شنطتي وجوازي أصلا جاهزين لسفري الليلة خل المندوب يجيني الحين في الأنتر عشان أسوي شيك آوت.. وأروح أسلم على هلي ناصر أنهى اتصاله وتفكيره مشغول بمن قضت ليلها في الحمام ولكنه لا يريد رؤيتها يشعر أن رؤيتها جارحة له وبعمق جارحة لكرامته ولرجولته وقرابتها له اتصل بمشعل بن عبدالله وطلب منه الحضور فورا بعد نصف ساعة كان مشعل يصل هو والمندوب سويا في ذات الوقت ناصر أعطى المندوب حقيبته وجواز سفره ومشعل في غاية الاستغراب كانوا مازالوا في الممر بعد ذهاب المندوب.. ناصر همس لمشعل القلق من اتصاله: تعال مشعل دخل وهو يشعر بالحرج ناصر قال لمشعل بهدوء: اجلس مشعل مشعل جلس وعيناه تجوبان بالجناح بحثا عن شقيقته ناصر بذات الهدوء: مشعل باسالك سؤال وجاوبني بصراحة مشعل بقلق: وش ذا المقدمة.. إسال.. أظني إنك عارفني ناصر بهدوء عميق: مشعل أنتو غاصبين مشاعل علي؟؟ مشعل قفز وهو يقول بحدة: من يقوله؟؟ مهوب بناتنا اللي يغصبون ناصر: اقعد مشعل مشعل جلس وناصر يكمل كلامه: اللي باقوله لك أبيه بيننا لأنه ما أدري وش أقول لك.. ماينقال مشعل تصاعد قلقه وعشرات الأفكار المجنونة تعصف به وناصر يكمل: مشاعل من البارحة مسكرة على روحها في الحمام مشعل قفز: وشو؟؟ كان يريد التوجه للحمام.. لكن ناصر أشار له لا ناصر أخبر مشعل بإضطراره للسفر للاشتراك في سباق التحمل الصحراوي في الأردن ثم قال له: أنا أبيك تأخذ مشاعل.. شوف وشهي تبي.. وش اللي يريحها؟؟ وأنا بأسويه لها إذا رجعت مشعل بتأثر عميق: أنتظر لازم أخليها تطلع وتعتذر لك.. ناثر برجاء: لا تكفى مشعل.. ماعليه أدري إنها أختك بس أنا متضايق منها وما أبي أشوفها الحين خلني أروح الحين... وإذا رجعت من سفري تفاهمنا مشعل احتضنه وهو يقول له بأخوية عميقة: تروح وترجع بالسلامة.. وترجع لنا بالكأس والسموحة يا أخيك امسحها في لحيتي مشاعل والله إنها ذهب بس هي تستحي بزيادة ناصر حمل حقيبته وخرج يريد الذهاب لأهله للسلام عليهم وإخبارهم ثم للتوجه للمطار مشعل تنهد وهو يتوجه للحمام الوضع حساس ويحتاج لمعالجة متوزانة طرق الباب عليها لم ترد أعاد الطرق لم ترد همس بقلق: مشاعل افتحي الباب فُتح الباب فورا.. لتظهر من خلفه مشاعل بوجهها المتورم من كثرة البكاء رمت بنفسها على صدره وهي تنتحب مشعل احتضنها بحنان وهي يربت على ظهرها ويهمس: ليه سويتي كذا مشاعل الله يهداش ناصر ضايقش بشيء؟؟ مشاعل بين شهقاتها: ماضايقني بس أنا ما أبيه أنا ماني بوجه عرس يا مشعل وما استحمل حد يقرب مني والله استحي.. استحي مشعل ارتاح قليلا بعدما تاكد أن القضية لا تتجاوز خجل مشاعل المعتاد وإن كان خجلها هذه المرة تجاوز الحد مشعل جذبها وأجلسها على ألاريكة وجلس جوارها واحتضنها وتركها تبكي حتى ارتاحت تماما وصمتت ثم همس لها: مشاعل اسمعيني اللي سويتيه عيب في حقش وحق ناصر وحقنا أنتي ماحد جبرش على ناصر أنتي خذتيه برضاش ولو كنتي فهمتيه بالهداوة إنش ما تبينه يقرب منش ماراح يجبرش على شيء لو أنتي حتى مسكرة على روحش في الغرفة كان عادي بس تسكرين على روحش طول الليل في الحمام كنش تقولين له قعدة الحمام ولا مقابلك تراها قوية عليه.. قوية يا أخيش وناصر مايستاهل تجرحينه بذا الشكل عمري ماشفت ناصر زعلان كذا ناصر أوسع خاطر فينا ومايضيقه إلا شي كايد والله مايستاهل منش كذا ياقلبي وهذا هو سافر وهو زعلان عليش مشاعل برعب: سافر.. وين؟؟ وليه؟؟ مشعل أخبرها بسفر ناصر توترت وشعرت غصبا عنها بإحساس كاسح بالذنب مشعل أكمل لها: اسمعيني أنتي قومي الحين تسبحي وأبيش تعدلين وتلبسين مثل أي عروس وبأوديش لبيت ناصر مشاعل بجزع: لا مشعل تكفى.. أبي أرجع لبيتنا مشعل بحنان: مايصير ياقلب أخيش تبين الناس ياكلون وجيهنا وبعدين ناصر اللي أنتي مستحية منه مسافر عشان خاطري لو لي خاطر عندش مشاعل ابتسمت أخيرا وهي تقول بحزن: عشانك أقط روحي في النار خلاص يابو عبدالله عطني نص ساعة أتسبح وأصلي وأجهز على السريع وألم أغراضي ************************* بيت محمد بن مشعل مشاعل وصلت بيت عمها مشعل أوصاها أن يبقى الموضوع بينهما فقط وأن تحاول التأقلم مع محيطها الجديد قبل عودة ناصر وأكد لها أنها غير مجبرة على إكمال حياتها مع ناصر إذا كانت رافضة له ولكنها يجب أن تمنحه فرصة أولا فمن هو مثل ناصر يستحق عشرات الفرص فلا تستكثر عليه أن تعطيه فرصة وحيدة وثانيا أن تتمهل قليلا قبل اتخاذ أي قرار كلام مشعل طمئن روحها القلقة المرتاعة وهاهي مستعدة مبدئيا للمحاولة نزلت لبيت عمها بخطوات مترددة مريم وأم مشعل استقبلاها بابهتاج كبير قبل قليل مر بهم وناصر وأخبرهما باضطراره للسفر لكنه لم يقل شيئا عن مشاعل لذا سعدا كثيرا برؤيتها أم مشعل أخذتها لقسمها وأغراض مشاعل رتبتها لطيفة هناك قبل عدة أيام دخلت وهي مرتبكة وتتنهد بعمق تركتها أم مشعل لترتاح وانسحبت غرفتان كل منهما بحمام وصالة شاسعة ملحقة أيضا بحمام ومطبخ متوسط الحجم شعرت بحضور كاسح لناصر في كل مكان فالصالة كان يتوزع بها بطريقة منسقة الكثير من الكؤوس والكثير من الصور لناصر مع فريقه ومع الجليلة أما ما أرعبها تماما فقميص أبيض مثبت داخل إطار كبير كأطار الصور كان ممزقا وعليه بقع دم وطين وكُتب تحته دورة الألعاب الأسيوية الخامسة عشرة /الدوحة/ 2006 ومعه ميداليته البرونزية التي حصل عليها في تلك الدورة انتفض قلب مشاعل وهي تشعر بضيق يكتم على روحها (الله يهداك ناصر.. هذا قميص حد يحتفظ به) تتذكر جيدا هذه الدورة فاز بسباق التحمل الفردي في تلك الدورة الفارس راشد بن محمد راشد آل مكتوم على فرسه (ماجيك غلين) وبسباقات الفرق فاز الفريق الإماراتي بالذهبية والقطري بالبرونزية وكانت الأجواء أيامها مطيرة والسباق كان يتكون من 120 كيلو على خمس مراحل وانطلق من منطقة سيلين البحرية اجتاز ناصر 3 مراحل وفي المرحلة الرابعة زلقت الجليلة وتعرضت للاصابة وسقط ناصر وأصيب إصابة بالغة في كتفه لا تعلم لم تتذكر كل هذا ولكنها دعت بعمق أن يحفظه الله في هذا السباق وهي تحاول أن تبعد شعور الضيق غير المفهوم الذي اجتاحها مع رؤيتها للقميص الممزق الملطخ بالدم ******************* جناح فارس والعنود حدود الساعة 11 صباحا فارس صحا من النوم أولا كان نور الشمس القوي يغمر الغرفة تماما التفت جواره حيث تنام هي بسكينة كان وجهها ناحيته (هل أرى شمسا أخرى تشرق جواري صباحكِ سكر يا طعم السكر صباحكِ إشراق يا شمسي كم يبدو هذا الصباح مختلفا إنه الصباح الأجمل في حياتي لأنه ابتدأ برؤية محياكِ أرجوكِ كوني صباحي ومسائي وكل أوقاتي هائم أنا ياصغيرتي.. هائم.. هائم أحبكِ أحبكِ أحبكِ ليتني أستطيع الصراخ بها لأسمع العالم ..كل العالم) "اسمعها إياها يافارس أولا" كان فارس ينظر لها بوله عميق كم بدت له صغيرة وناعمة وفاتنة ورؤيتها تمزق الروح بلذة موجعة مضت عدة دقائق وهو يراقبها بتمعن واستمتاع ودقات قلبه تتصاعد بوجيب مزعج رأى جفنيها يضطربان كأنها على وشك فتحهما فأغلق هو عينيه لا يريدها أن تعلم أنه كان يراقبها كالأبله العنود فتحت عينيها تلفتت حولها بخجل وهي ترى المكان الجديد عليها ضمت أطراف روبها على جسدها رغم أنه لم ينفتح ثم التفتت للنائم جوارها وحان دور تبادل أدوار المراقبة وإن كان هو تأملها بحب فهاهي تتأمله بإعجاب.. في تضاد عارضه الشديد السواد مع بياض بشرته "والضد يظهر حسنه الضد" العنود أسندت رأسها لكفها وهي تنظر ناحيته تمنت لو تستطيع أن تفعل كما فعل هو بالأمس أن تتحسس وجهه الفاره الوسامة.. المبهر في تفاصيله الرجولية بل شعرت برغبة عارمة أن تتحسس مكانين بالذات مكاني القطع المثيرين في حاجبه وفي شفته (بيحس فيني لو سويتها؟!! موضي تقول نومه ثقيل) |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
جناح فارس والعنود
العنود تتشجع وتمد يدها لتلمس وجه فارس الذي كانت تظنه نائما لمست أولا القطع في طرف حاجبه اليمين بطرف سبابتها كان غائرا نوعا ما ولكنه منحه طله رجولية موجعة بعمق فارس شعر بثوران مشاعر كاسح منذ أحس بملمس أصبعها الناعم على وجهه لكنه قرر أن يستمر في تمثيل النوم حتى لا يحرجها.. وحتى يرى ما تود فعله انتقالها التالي مباشرة كان للطرف الأيسر من شفته السفلية حيث القطع الثاني حينها ثار غضبه فعلا فأكثر شيء يكرهه في حياته والشيء الذي لم يستطع تجاوزه أبدا أن يكون اهتمام الآخرين هو بشكله هي لم تلمس وجهه تعبيرا عن مشاعر كما فعل ولكنها تريد أن تتأكد من مواصفات شكلية لذا اقتصرت على لمس موقعين محددين فقط وهذا الشيء أثار غضبه لأبعد حد فتح عينيه وهو يصرخ بها: شتسوين؟؟ العنود انتفضت وهي تتراجع للخلف وتهمس بوجل: آسفة .. آسفة فارس صرخ فيها: إياني وإياش تعيدينها العنود صمتت وهي تبتلع عبراتها ومرارتها وإحراجها فارس قصد بجملته والذي يجب إلا تعيده أن يكون اهتمامها هو بشكله بينما العنود فهمت أن الذي يجب إلا تعيده هو الاقتراب منه أو لمسه وهذا الأمر جرحها جرحها بعمق كما لو أنه هو فقط من يحق له لمسها في الوقت الذي يشاء بينما هي لا يحق لها ذلك.. وكأن علاقتهما يجب أن تكون من طرف واحد يكون هو المرسل وتكون هي المستقبلة المستقبلة لكل شيء لمساته.. قسوته.. حدته.. كلامه الجارح أ يريدها أن تتحول لمخلوق بلا مشاعر مهمته فقط أن يكون حاوية لاستقبال جنونه؟!!! ************************* قبل صلاة الظهر بقليل مشعل يعود للبيت ليتوضأ ويذهب للصلاة وجد هيا تجلس على جهازها المحمول سلم وهو يميل عليها ليقبلها ويسألها بحنان: شتسوين؟؟ هيا تحتضن وجهه بكفها وتهمس: أشوف إيميلي صار لي كم يوم ماشفته ثم أردفت: وين رحت من صبح؟؟ ابتسم مشعل وهو يبتعد ليخلع ثوبه ليدخل الحمام: شغل تحريات وإلا غيرة نسوان وإلا مجرد فضول؟؟ هيا تبتسم: اللي هو مشعل وهو على باب الحمام: رحت أجيب مشاعل استدعوا ناصر يشارك بسباق ضروري في الأردن مشعل دخل الحمام وهيا مستغربة (يروح يشارك في سباق صباحية عرسه!!!!) هيا تقلب بريدها الإلكتروني.. تجد رسالة مهمة.. تقرأها باهتمام حين خرج مشعل تقول له باهتمام: حبيبي البعثات طالبيني يقولون فيه أوراق ناقصة يبونها مشعل بهدوء: خلاص حبيبتي الأسبوع الجاي بأروح لهم وأشوف وش يبون هيا بهدوء: عادي حبيبي أنا باروح مشعل باستنكار غاضب لطيف: لا يا قلبي هذاك أول الحين عندش رجّال يتعب لش وأنتي اقعدي مرتاحة *************************** الدوحة طريق المطار راكان يقود بناصر المتوجه للمطار راكان بهدوء: ناصر الله يهداك ماقدرت تعتذر من السباق عرسك البارحة وش تبي الناس يقولون ناصر بغموض: مهوب قايلين شيء.. السباق لازم أشارك فيه لو مالقوا فارس يكمل الفريق بتلغى مشاركة فريق قطر بالكامل راكان باستفسار شفاف: ومرتك؟؟ ناصر بذات الغموض: تنتظرني لين أرجع هي مقدرة ظرفي وسامحة لي بنفسها (أصلا هي ما تبي إلا الفكة مني يا الله يا مشاعل ليه كل ذا؟! تقضين الليل كله في الحمام قرفانة مني وش سويت عشان استحق منش ذا الجفا والكراهية؟!) راكان يسأله: السباق متى؟؟ ناصر بهدوء: الليلة الساعة 8 راكان بقلق: بذا السرعة أنت مالحقت تتدرب مع الحصان اللي بتركبه وخصوصا أنك أول مرة تركبه ناصر بتطمين: عادي.. ثندر يعرفني عدل راكان: ومتى بترجع؟؟ ناصر: السباق بيخلص بكرة على الظهر بأرجع بكرة في الليل إن شاء الله راكان بهدوء: خلاص بكرة الليل بأنتظرك في المطار ناصر برجاء أخوي: زين راكان تكفى لازم تزورون حسن حسن في المستشفى يده منكسرة راكان بنبرة رجولية: أفا عليك بدون ما تقول.. هذا واجب ناصر يتذكرشيئا: راكان هاك التذاكر وحجز الأوتيل.. أبيك تروح للسفريات تلغيها راكان باستغراب: وليه ألغيها؟؟ باجله يومين ثلاثة.. ناصر بسكون: أنا ما أدري متى بنقدر نروح.. ألغ الحجز.. وإذا جينا بنسافر مرة ثانية.. سويت حجز ثاني إن شاء الله.. ثم ابتسم ناصر ابتسامة باهتة: أو أخذ الحجز لك أنت وموضي على خير راكان بهدوء غامض: أنا وموضي إذا رحنا.. رحنا مكان ماحد راح له قبلنا ناصر بتفكير وهو يتذكر حواره مع راكان عن موضي قبل فترة وجيزة: إلا تعال قل لي يا أبو قلب ميت.. وش غير رأيك ونططك تبيها؟؟ وإلا عشان شفت خلاص إنها بتخلص العدة.. صحصح القلب الميت راكان بذات الهدوء الغامض: على قولتك ************************ بعد صلاة الظهر جناح فارس والعنود فارس ذهب للصلاة ولم يعد بعد العنود صلت وهاتفت أمها وشقيقتها وهاهي أمام المرآة تتأنق لا تريده أن يظن أنها تأنقت من أجله بعد صراخه اليوم عليها ولكنها فعليا تفعل جزء من أجل نفسها وإحساسها أنها عروس لابد أن تتأنق من ناحية أخرى تتمنى أن تذهب لأهلها ..وإذا وافق تريد أن تكون جاهزة ومن ناحية ثالثة: لِـمَ لا؟؟ فليراها جميلة ومتأنقة وهاهي متألقة بل ومتألقة جدا وهي ترتدي تنورة حرير طويلة مشجرة ضيقة وتتسع من أعلى الركبتين مع كعب عالي وتوب (هاي نك) أسود سادة ملتصق بكم طويل مع عدد من السلاسل الفضية النحيفة المختلفة الأطوال وشعرها رفعته بشكل عشوائي وثبتت بعض خصلها الأمامية بمشابك فضية ووضعت القليل من الزينة بشكل محترف كانت تضع لمساتها الأخيرة على أحمر شفاهها حين دخل اهتزت يدها وكادت تلون ذقنها مع شفتيها سلّم ردت السلام بهدوء جلس قريب منها وهاهي انتهت وتريد القيام ولكنها عاجزة عن القيام وهي تعلم أنه يراقبها بتفحص (نفسي بس أفهمه ليش يطالعني كذا؟؟ ليش غامض كذا؟!) (ولِـمَ أنتِ جميلة هكذا؟! وتتسلقين الروح بهذه الطريقة لتنغرسي في أعمق أعماقها لِـمَ يبدو كل شيء بجواركِ باهتا وكأنكِ احتكرتِ كل ألق العالم؟ ولماذا يؤلمني النظر إليك إلى هذا الحد؟! لم أعلم مطلقا أن مجرد النظر قد يمزق الروح حتى عرفتكِ ها أنتِ تجلسين كملكة متباعدة تحكم ولا تعلم كم هو جائر حكمها وكم هي ظالمة وأنا أحد رعاياكِ ينتظر منك أن تنظري له بعين الرأفة والرحمة انظري إلى انظري إلي) العنود مازالت تجلس في مكانها وهو في مكانه قرر أخيرا النهوض اقترب منها ينظر لوجهها في المرآة يعرف أنها ارتبكت من اقترابه أنزلت عينيها وهو يقترب أكثر وضع يديه على كتفيها ارتعشت همس لها: خايفة وإلا بردانة؟؟ العنود بخجل: لا هذي ولا هذي فارس بعمق: زين ليش ترتعشين؟؟ العنود لم تجبه لكنها سألته بذكاء، بخجل ممزوج بالحزن: وأنت ليش تعطي لنفسك حق حرمتني منه؟؟ فارس باستفسار: أي حق؟؟ العنود بذات النبرة الحجولة الحزينة: ليش حاط يدك على كتوفي؟؟ ليش تلمسني وأنت اليوم مصرخ علي عشان لمست وجهك فارس صمت وهو يبتعد عنها ويعود للجلوس مكانه ممزق هذا الشاب بين ضغط مشاعره العنيف وعجزه عن التعبير عنه واحتواء هذه الصبية التي فتنته حتى الثمالة تنهدت العنود (أبو الهول شكله ممكن يصير مشاعر وهذا ولا عمره بيحس) وقفت العنود وهي تقول له بأدب رقيق: فارس ممكن أروح أشوف أهلي؟؟ فارس بهدوء واثق: خلاص العصر باسوي شيك آوت ونرجع للبيت وأنا قلت لراكان يفتح خلاص الباب اللي بيننا وبين بيت عمي روحي وتعالي على كيفش *********************** الأردن مدينة البتراء الأثرية التي أصبحت مؤخرا أحد عجائب الدنيا السبع حيث سينطلق سباق التحمل الذي سيكون 120 كيلومترا على أربع مراحل 30 كيلو بين كل مرحلة ومرحلة ينطلق من البتراء ليعود لها الساعة السابعة مساء تبقى ساعة على السباق وهاهو ناصر يتفحص ثيندر بدقة فارس محترف وهو يلبس جاكيتا ثقيلا فوق لبس الفرسان المعتاد فالجو كان شديد البرودة ولكنه مع بدء السباق لابد أن يخلع الجاكيت كان المدرب يقف مع ناصر ويجاوب على أسئلته السريعة المحترفة بلغتهما المشتركة ناصر: أشلون وزنه؟؟ المدرب: ممتاز ناصر: وأكله؟؟ المدرب: المعتاد ناصر باهتمام: ونبضات قلبه؟؟ المدرب: ماتعدت 58 ناصر بارتياح: ممتاز.. والتشغيل؟؟ المدرب: كالعادة.. وكان تمام ناصر: والتفحيم؟؟ المدرب: 10، 30، 60، والأسبوع اللي فات 90 ناصر بذات نبرة الارتياح: ممتاز.. ممتاز جدا...وحوافره؟؟ المدرب: شحمناها خلاص في سباقات التحمل.. قوة التحمل هي قوة تحمل الجواد لا الفارس لذا في كل مرحلة تقاس نبضات قلب الجواد ويجب ألا تتجاوز 64 نبضة وإلا أُخرج من السباق إلا في مراحل معينة وحسب نتائج المراحل السابقة وقبل السباق لابد من تشحيم حوافره بزيت محترق حتى تحتمل حوافره الركض طوال هذه المسافة وجواد سباقات التحمل يجب أن يكون وزنه متوسطا أي لا يكون هزيلا ولا سمينا ويجب أن يتم فحصه بدقة وأن يتناول طعاما صحيا ممتلئا بالأملاح التي تعوضه عن ما يفقده في السباقات الطويلة وتدريبات سباق التحمل طويلة جدا وتستغرق أشهرا أولها ما يسمى التشغيل وهو عادة 2 كيلومتر متنوعة ركض وحواجز وغيرها ثم تليها التفحيم وهي إزدياد مسافات الركض قبل السباق المقرر ناصر يربت على عنق ثيندر: ثيندر لا تخذلني أنا وحسن نبي نرجع للدوحة بمركز متقدم لكن ثيندر تراجع بعنقه وهو يصهل ناصر عاد واحتضن عنقه وهو يقول: أدري إنك مشتاق لحسن وكلها يومين ويرجعونك للدوحة وتشوف حسن ثيندر اطمئن قليلا وكأن اسم حسن يطمئنه ************************ بيت محمد بن مشعل بعد صلاة العشاء عشاء نسائي أسري بمناسبة اجتماع العرائس العروسان كانتا متألقتين ورائعتين كل واحدة منهما بطريقتها الخاصة وكل واحدة منهما كان لها أسبابها للتأنق التي ليس من ضمنها إحساسها بالسعادة مشاعل جعلت الزينة قناعا يغطي إحساسها بالحزن العميق وإحساس آخر أعمق بدأ يكتم على روحها القلق على ناصر ولا تعرف لِـمَ هي قلقة هكذا!! (لو كنت عارفة أنه بيسافر كان سمّحت خاطره عشان مايروح وهو زعلان علي ياويلي من عقوبة ربي.. ليه سويت كذا؟؟ لو كنت فهمته بالكلام إني خجولة واستحي أكيد ما كان جبرني على شيء) العنود أكثر تألقا لأنها ليست حزينة كمشاعل ولكنها بالتأكيد ليست سعيدة فهذا الفارس يبدو لها عصيا على الفهم لا تعرف ماذا يريد أو كيف تتعامل معه جاف جدا في التعامل والأكثر غرابة هو كيف ينظر إليها تشعر بحرج فعلي من نظراته المتفحصة غير المفهومة التي تشعرها بقشعريرة باردة العروسان كانتا تجلسان متجاورتين كل منهما سارحة في أفكارها فوجئتا بمن يفرقهما ويجلس بينهما: البقية في حياتكم..ويجعلها آخر الآحزان عسى ماشر ليش محزنين؟؟ صدق ماعندكم سالفة...لو أنا اللي ماخذه عيال خالي فويرس المزيون الموت الحمر..وإلا نويصر فارس آل مشعل كان ابتسامتي شاقة من هنا لين ماله مدى..بس صدق يدي الحلق للي بلا ودان غصبا عنهما ارتسمت ابتسامة على شفتي كل منهما ومعالي تهتف بمرح: وأخيرا ابتسامة.. أحمدك يارب يالله مع أني قطعت ركبكم تقبيص البارحة بس أبي أقبص بعد مرة بس بدون ما تشوفني عمتكم المعقدة تغسل شراعي ولكن عمتهما كانت في وادٍ آخر فنورة كانت على غير عادتها بها حزن ظاهر تحاول إخفاءه وهي تجلس في زاوية بعيدة لوحدها هيا قامت وجلست جوارها: يمه وش فيش فديتش؟؟ نورة احتضنت كفها وردت بحنان: مافيني شيء يأمش؟؟ هيا بتفهم: يمه أنتي متضايقة عشان موضي خلاص بتخلص عدتها وتاخذ راكان؟؟ نورة بحزن: يمكن يكون سبب.. بس مهوب هو الأساس هيا بحنان: قولي لي جعلني الأولة نورة بحنان: إلا أنا الأولة جعل عمرش أنتي ومشعل طويل ثم أكملت بحزن عميق وبهمس لا يسمعه سوى هيا فهي محتاجة للبوح: موضي وراكان عيالي وغلاهم كبير والله الشاهد صحيح ما أقدر إني ما أحزن.. لكن موضي تستاهل اللي يعوضها في سوايا حمد فيها الناس يشوفوني ساكتة.. يحسبون ما أدري بشيء أنا دارية إن موضي صبرت على حمد واجد.. وغيرها مايصبر عليه حتى شهر وهي صبرت سنين كل ماشفت أهلها يسألون عنها إذا تاخرت عليهم دريت إنه مسوي فيها شوي أروح لها ألاقيها تدسس وجهها مني عشان ما أشوف فعايله الشينة فيها وياكثر مالاغيته وربي شاهد وياكثر مازعلت عليه لكنه كان يبكي عندي مثل بزر.. كان يموت فيها وروحه معلقة فيها ويترجاني ما أقول لأحد شيء عشان مايجبرونه يطلقها أدري إني غلطت.. بس هو كان يوعدني إن كل مرة هي أخر مرة والأم ما تكذب عيالها ودايم كنت متاملة ينصلح حاله لين طلقها.. حتى جابر دس علي السبب بس أنا ماني بغبية.. وش طيحة الدرج اللي جات مع طلاقهم وسفره الله يواجر موضي على صبرها خلها تأخذ راكان يغسل كبدها من حمد وسواياه فيها هيا كانت مصدومة تماما من سيل الأسرار الذي سكبته عمتها المكلومة أمامها (معقولة هذا كله كان يضربها؟! وش ذا الحيوان المتوحش؟! يا قلبي يا موضي يا كثر صبرش!!) عمتها بهمس مؤلم: الحين أنا أحاتي حمد أحاتيه واجد قلبي ماكلني عليه ما كان يكلمني إلا مرة كل أسبوعين.. والحين صار له ثلاثة أسابيع ما كلم والتلفون اللي هو يكلم منه بناتي طلعوه من الكاشف وندق عليه بدون فايدة وش ذا الدورة اللي حتى جوال ماعنده؟؟ هيا بحنان: يمه عطيني الرقم... صديقتي مصرية وأبوها رجال واصل بأخليها تطلع الرقم من وين طالع؟؟؟ ************************** بيت فارس بن سعود جناح فارس الذي أعاد تجديده بالكامل الساعة 11 ونصف مساء العنود عادت مع أم فارس للبيت.. عبر الباب الواصل صعدت لغرفتها كانت تظن أن فارس لم يعد بعد.. خلعت عباءتها وعلقتها (أنتي أشلون تلبسين كذا قدام الناس؟؟) صوت غاضب اقتحم هدوءها العنود بخجل وارتباك وهي تنظر لنفسها: ليه وش فيه؟؟ كانت العنود ترتدي بنطلونا بنيا واسعا بقصة مستقيمة مع بلوزة شيفون مشجرة باللونين الذهبي والبني مزمومة عند الخصر والكمين وتحتها بروتيل باللون البني مع حزام عبارة عن سلاسل ذهبية تنزل على الردفين بشكل مائل فارس يقترب منها ويهمس بغضب مكتوم: إلا وش اللي مهوب فيه شفاف وبنطلون بعد العنود ابتلعت ريقها وهي ترى وجهه الوسيم الغاضب من هذا القرب: مافيه حد غريب بس هلي ووالله لبسي مافيه شيء.. عادي لا هو عاري ولا ضيق فارس يتنهد ويقول بحزم: اسمعيني العنود لبس مثل هذا ما تلبسينه عند ناس لا هلش ولا غيرهم وبنطلون نهائي ما تلبسين العنود باستفسار ناعم بريء خبيث: ولا حتى عندك؟؟ صمت فارس كيف أصبحت تحاصره ثم تنقض بشكل خاطف شفاف (تمهلي يا صغيرة تمهلي) فارس لم يرد عليها وهو يعود أدراجه ليجلس في الصالة الملحقة بغرفتهما العنود هزت كتفيها وهي تفهم رده من صمته (يعني مايهون عليه يبرد خاطري بكلمة) العنود تجاوزته لتذهب لغرفة النوم ثم للحمام استحمت وصلت قيامها وهو مازال معتصما بجلسته في الخارج كانت العنود لبست ثوب الصلاة فوق روبها الآن تريد أن تلبس وقفت أمام دولابها لم تعرف ماذا تختار في الختام استقرت على ارتداء بيجامة ناعمة فهذا الفارس العصي التفسير لاشيء يعجبه لذا قررت أن ترتدي ما ترتاح له هي بيجامة زهرية حريرية بتطريزات فضية ناعمة بعدها أصابتها حيرة جديدة تبقى في الغرفة أو تخرج لتجلس معه ولكن حيرتها لم تطل لأن صوت فارس ناداها من الخارج: العنود إذا خلصتي تعالي فارس الذي كان يترقب حركاتها بدقة.. وكان يعلم أنها صلت وارتدت ملابسها خرجت له بخطوات مترددة ألقها يسبقها وإحساسه العميق بها يغلف خطواتها التي تخطوها (لِـمَ أنا معقد هكذا؟؟ وعاجز عن التعبير عن مشاعري بهذه الصورة) وقفت همس لها بهدوء: تعالي إجلسي وهو يشير للمكان الخالي جواره اقتربت بتردد وجلست لم يعرف ماذا يقول.. ( كل الكلمات باهتة بحضرتها أ أقول لها أنتِ جميلة وهي فوق الجمال؟!! أ أقول لها رائعة وهي فوق الروعة؟!! أ أقول لها أحبها وما بقلبي لها هو شيء فوق الحب وأبجديات الغرام؟! أ أقول لها اطلقي إساري وأنا أريد أن أبقى سجينها عمري كله؟!! أ أقول لها لا تنظري لي لأن نظرة عينيك تذيبني؟!! وفي ذات الوقت أ أقول لا تحرميني نعمة النظر إلى عينيكِ فعينيكِ مرسى روحي الهائمة؟!! أي جنون يكتنفك يا فارس؟؟ أي جنون؟؟) العنود بخجل: فيه شيء مضايقك؟؟ فارس باستغراب: لا العنود بخجل أكبر وخداها يتوردان: أنا مضايقتك؟؟ انتفض قلبه بعنف وسؤالها الخجول يلسع قلبه وخداها المتوردان ينحرانه لكنه رد بهدوء: لا.. ليش تقولين كذا؟؟ العنود تفرك أناملها وعيناها في حضنها.. تهمس بخجل رقيق: من البارحة وأنت تطالعني وتسرح.. قلت يمكن شوفتي تذكرك بشيء يضايقك فارس مد يده لذقنها ارتعش فكها وشعر هو بارتعاشتها وهو يرفع وجهها لأعلى وعيناه تغرق في بحر عينيها همس لها بعمق: ليه أنتي حلوة كذا؟؟ العنود بارتباك: نعم؟؟ لم يرد عليها لكنه اقترب منها أكثر وهو يدخل كفه في شعرها من الخلف ويقرب وجهها منه حتى أصبح يتنفس أنفاسها العذبة من قرب شفتاها ترتعشان وهو عيناه تطوف بتفاصيلها يقترب أكثر رنين هاتف يقطع اللحظة الأخيرة والعنود تنتفض وترجع للوراء وفارس يسب ويلعن في داخله (الله يأخذه من اللي بيتصل الساعة وحدة في الليل) ألتقط الهاتف شعر بالقلق وهو يرى اسم راكان يلمع على الشاشة لو كان ناصر المتصل.. لما قلق.. فناصر اعتاد على مقالبه لكن راكان لن يتصل في هذا الوقت إلا لأمر جلل نهض وابتعد خطوتين..ورد بقلق: هلا دون أن يقول الاسم حتى لا يقلق العنود رد بقلق أكبر: الحين جايك جايك العنود برعب: وش فيه فارس؟؟ فارس ربت على خدها وهو يقول بتطمين: مافيه شيء الشغل طالبيني نص ساعة وبأرجع لو بغيتي تنامين نامي العنود بقلق: وش أنام؟؟ بأنتظرك لين ترجع ************************** مجلس آل مشعل حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ذات الاتصال الذي تلقاه فارس تلقاه كلا المشعلين وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان وأنفاسهم تصعد وتهبط كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟ ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت ليس إلا لأمر كبير أو مصيبة بمعنى أصح راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال: رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن #أنفاس_قطر# . |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
مجلس آل مشعل
حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ذات الاتصال الذي تلقاه فارس تلقاه كلا المشعلين وهاهم الثلاثة يقفون أمام راكان وأنفاسهم تصعد وتهبط كان مشعل بن محمد أول من تكلم: راكان وش اللي صاير؟؟ ثلاثتهم يعلمون أن جمع راكان لهم بهذه الطريقة وفي هذا الوقت ليس إلا لأمر كبير أو مصيبة بمعنى أصح راكان ابتلع ريقه وداخله يذوي وينهار بكل معنى الكلمة ولكنه يتمسك ببقايا قوته التي تكاد تخونه.. فالألم بداخله أكبر من كل احتمال: رئيس فريق ناصر توه كلمني من الأردن مشعل بن محمد جلس.. يشعر أن قدميه تميدان تحته لا يريد أن يسمع شيئا.. لا يريد أن يسمع (ناصر.. لا يا ناصر.. لا) كان هو أول من حمل ناصر بعد ولادته حمله قبل أن تحمله أمه كان هو ابن العشر سنوات من أخذه من يد الممرضة طبع قبلته على جبينه ثم أعطاه لأمه لم ينسَ يوما أن ذراعيه كانتا أول ذراعين احتضنتا ناصر ابنا قبل أن يكون أخا يريد أن يصم أذنيه.. لا يريد أن يسمع خبرا عن ناصر قد يمزق روحه فارس شعر بيد هائلة تعتصر قلبه وهو يمسك بكتفي راكان ويهزه بعنف : ناصر وش فيه؟؟ راكان بهدوء ساكن أشبه بسكون الموت: لحد الحين مايدرون مشعل بن عبدالله باختناق: راكان الله يهداك قل لنا الرجّال وش قال لك عن ناصر راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم: يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر ************************* قسم ناصر مشاعل عادت من وقت من بيت عمها استحمت وصلت لكنها عاجزة عن النوم قلق كاسح يلتهم روحها ويفتفتها تشعر بضيق غير طبيعي تشعر أنها عاجزة عن التنفس.. لا تستطيع سحب أنفاسها وزفرها إلا بجهد تفتح نوافذ غرفتها يدخل هواء شديد البرودة.. برودة يناير الصقيعية يبدو كما لو أن كل نسمات الدنيا لا تكفيها وكأن الأكسجين سُحب من كل العالم وتركوها تختنق تضع يدها على قلبها وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم تدور في الغرفة دون أن تستطيع التوقف ترى نفسها في مرآة الدولاب الضخمة تقف لتأمل نفسها تهمس: (قال أني أحلى من كل أحلامه ليش أنا ما أقدر أشوف قدامي إلا الكوابيس؟!!) ****************** مجلس آل مشعل الاجتماع المآساوي راكان جلس يشعر أنه عاجز عن الكلام.. عاجز عن التعبير.. عاجز عن الألم: يقول إن ناصر تجاوز المرحلة الأولى في السباق بس على نهاية المرحلة الثانية الحصان وصل بدون ناصر حينها قفز مشعل بن محمد وهو يقول بألم صارخ عميق: أشلون الحصان وصل بدون ناصر؟؟ أشلون؟؟ وناصر وينه؟؟ وش صار عليه؟؟ راكان يحاول أن يكون أكثر الثلاثة تماسكا.. والثلاثة يمطرونه بأسئلتهم الغاضبة المشبعة قلقا وحزنا: رئيس فريقه يقول إن المنطقة اللي ناصر انفقد فيها دائرة قطرها 30 كيلو وعلى الفجر بالكثير بيلاقونه وخصوصا أنه وزير داخليتنا صار عنده خبر واتصل بوزير الداخلية الأردني وطوافات الجيش الأردني بدت بمسح المنطقة يعني كلها كم ساعة إن شاء الله ويلاقونه.. بس فيه شيء أخطر.. ولازم أحطكم في الصورة صمت راكان لحظات مؤلمة أشبه بشفرات حادة تمزق جسده وروحه: يسار الحصان من ناحية الرِكاب غرقان الدم ثم تنهد وهو يزفر حسرته وينظر للوجوه الثلاثة المرتاعة المفجوعة من الخبر: الظاهر إن ناصر طاح ورجله اليسار متعلقة في الركاب.. والحصان سحبه لمسافة قبل يطيح فارس بفجيعة: أشلون أشلون.. ناصر طول عمره فارس راكان بحزن موجع: الحصان مهوب حصانه.. ومابعد يدرون شالي صار أنا طلبت من مندوب السفريات في الديوان يحاولون يدورون لي حجز مستعجل.. وبأطلع لعمّان الفجر وعشان كذا دعيتكم أبي أحط عندكم خبر قبل أروح.. (وأنا معك) الجملة ذاتها صدرت من الثلاثة المستمعين بوجع في ذات الوقت وجع مشترك وقلق مشترك وكلاهما لا امتداد لهما ولا نهاية راكان بهدوء مر: مايصير نروح كلنا..خلاص يروح معي واحد منكم واثنين يقعدون في الدوحة الثلاثة بدأوا في الجدال من منهم سيذهب ولم يستطع أحدا منهم مجاراة إصرار فارس وتصميمه: شوفوا أنا ماعلي منكم ..اثنين يروحون.. اثنين يقعدون.. بكيفكم لأني رايح رايح... مستحيل أقدر أقعد وأنا ما أدري ناصر وش فيه *********************** بعد نصف ساعة غرفة لطيفة لطيفة منذ خروج مشعل بعد الاتصال المفاجئ وهي تدور في الغرفة قلقا وارتياعا حتى عاد لطيفة بقلق مر: مشعل عسى ماشر؟؟ مشعل ألقى بنفسه على الأريكة وهو يرمي غترته جواره ويقول بحزن عميق: لطيفة تكفين لا تسأليني عن شيء لطيفة جلست جواره وهي تقول بقلق أكبر: مشعل أنت اللي تكفى.. عمري ما شفتك كذا إلا .. إلا... صمتت بمرارة وهي تكمل في داخلها (عقب وفاة جدي) مشعل لم يرد عليها وهو يدفن رأسه في صدرها ويهمس بألم حاد: الله لا يجيب إلا كل خير الله لا يفجعنا يا الله لا تفجعنا لا تفجعنا ************************ غرفة مشعل وهيا ذات الاستقبال القلق من هيا ذات الوجع المستشري في وجه وقلب مشعل هيا بقلق: حبيبي شاللي صار؟؟ مشعل يلف غترته على وجهه (يتلطم) ويتمدد على سريره آخذا بمقولة عجائزنا الأثيرة :" إذا كثرت همومك يا عبدي فانسدح" وهو يهمس لهيا بمرارة: الله يستر من اللي بيصير ******************* غرفة فارس والعنود فارس دخل وهو مستعجل العنود قفزت وهي تقول برعب: فارس وش فيه؟؟ فارس باستعجال: مافيه شيء حبيبتي قال (حبيبتي) بعفوية لم ينتبه لها ولكنها انتبهت لها تماما وكلمة حبيبتي تخترق روحها كسهم ناري كانت تقف مصدومة مبهوتة حتى رأته يمد قامته الطويلة وينزل حقيبة صغيرة من أعلى الدولاب حينها انتفضت: وش تسوي؟؟ وضع الحقيبة على السرير.. فتحها.. وبدأ يضع فيها بعض الملابس بسرعة العنود برعب: بتسافر؟؟ فارس باستعجال: جات لي سفرة مفاجئة من الشغل ولازم أسافر العنود بتأثر كبير: وش سفرته؟؟ من جدك؟؟ فارس أكمل وضع ثيابه في الحقيبة.. وأغلقها ثم ألتفت لها وهو يقول بهدوء واثق: خلي بالج من نفسش ومن أمي وأنا ماني بمبطي عليكم شغلة يومين وراجع العنود شعرت بإهانة مرة: لذا الدرجة فارس.. شغلك أهم مني تسافر ثاني يوم لعرسنا فارس نظر لها بعمق لم يرد عليها وهو يفتح أحد الأدراج ويستخرج جواز سفره ويضعه في جيبه ويحمل حقيبته ويغادر *********************** غرفة مريم بعد صلاة الفجر لم يعلموا بعد بسفر راكان الذي لم يخبر أحدا به صلت وجلست تقرأ وردها كانت قد نهضت من نومها قبل الفجر بكثير أنهضها من نومها هواجيس ضيق غير طبيعي استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وحاولت العودة للنوم لكنها لم تستطع فالهواجس تزداد.. هواجس لا تستطيع توجيهها لجهة محددة ولكنها تزداد وتتكاثف وهي تخنق روحها بالقلق (يا الله سترك ليه قلبي ناغزني كذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ثم وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يؤلمها بالفعل وهي تهتف بعمق: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ************************* مطار الدوحة الدولي بعد صلاة الفجر الطائرة تقلع براكان وفارس الصامتين لأن قلقهما أكبر من كل كلام.. أي فائدة للكلام؟! بل أي كلام يُقال وهما لم يعرفا بعد ماهو وضع ناصر ناصر الأخ السند الروح الشفافة الرجولة العميقة القلب الذي لم عرف التلون أو الحقد عريس جديد مازال لم يتهنأ بزواجه شاب متدفق الشباب مازالت كل الحياة أمامه ابن لأم ولأبين اثنين ينتظرونه.. وشقيق لأختين تعشقانه وأخ لأربعة شباب ماعرفوا اكتمال البهجة من غيره حطت الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي في عمّان مع شروق الشمس وفور نزول راكان وفارس وفتحهما لتلفوناتهما المغلقة انهالت عشرات الرسائل من مشعل ومشعل المستنزفين قلقا يطلبان منهما اطمئنانهما فور وصولهما بعد انهائهما لإجرائاتهما وخروجهما للخارج صدمهما برودة الجو اللاسعة غير الطبيعية وتواجد زخات خفيفة من الثلج بالتأكيد لم يهمهما مطلقا إحساسهما بالبرد ولكن ماكان يشغل بالهما ويثقل أرواحهما ويمزقهما هو التفكير بمن قضى ليله كله مرميا في مكان ما مصابا ينزف في هذا الجو الجليدي أشارا لسيارة أجرة وطلبا منه التوجه للسفارة القطرية واتصل راكان برئيس فريق ناصر ليطمئن راكان يصرخ بانفعال: أشلون مالقوه للحين أنت قايل لي قبل الفجر إن شاء بيلاقونه خلاص خلاص أنا جايكم الحين فارس بغضب مشابه: ما لقوه؟؟ راكان بمراره: لا ثم توجه للسائق بالكلام: ممكن تاخذنا للبتراء لو سمحت.. خلاص غيرنا رأينا مانبي السفارة سائق التكسي بتهذيب مهني: آسف يا أخوان أنا بقدرش أطلع برات عمان لكن ممكن أخدكم لمكان تاخدوا منه سيارة للبترا راكان كأنه يحادث نفسه: توكل على الله ************************** الدوحة الساعة 8 صباحا لطيفة تعود لغرفتها بعد أن ذهب أولادها لمدارسهم ولامتحاناتهم لتطمئن على مشعل الذي تعلم أن وراءه مصيبة فهو لم ينم مطلقا منذ البارحة ذهب لصلاة الفجر وعاد.. ولم يذهب لشركته ولا يتكلم إلا في أضيق الحدود يحتضن هاتفه الذي يتصل منه كل خمس دقائق وليس على لسانه سوى كلمة واحدة: ليتني رحت معهم لطيفة أعصابها شبه منهارة تعلم أن هناك مصيبة ما وأن أحد ما حصل له أمر مرعب لكنها لا تجرؤ على السؤال الذي تخاف حتى الموت من جوابه ********************** الساعة الثامنة والنصف صباحا مشاعل تتلقى اتصالا من مشعل الذي لم ينم أيضا مطلقا شعر مشعل أن من واجبه أن يبلغ أخته مبدئيا حتى لا تُصدم بحدوث أي شيء أو قبل أن يبلغها غيره ويفجعها بطريقة مفاجئة اتصل بها.. كانت هي أيضا تعاني أرقا مريعا نامت على أثره نوما متقطعا مليئا بالكوابيس وقامت مرعوبة على صوت هاتفها وطلب مشعل أثار قلقها لأبعد حد قامت ولبست وصلت ركعتي الضحى وهاهي تنتظره وهاهو يطرق باب بيتها عليها مشاعل فتحت بقلق: عسى ماشر يا مشعل؟؟ مشعل بابتسامة باهتة لا معنى لها: الواحد مايصير يسير على أخته يتقهوى معها الصبح مشاعل نظرت لوجهه الذي يبدو عليه الارهاق والألم ليس وجه من جاء للتسامر والقهوة ولكنها ابتلعت ريقها وهي تقول: دقايق والقهوة جاهزة مشعل أوقفها وأمسك بيدها: اقعدي مشاعل أبي أقول لك شيء مشاعل شعرت أن دقات قلبها تصم أذنيها.. وعروق رأسها بدأت تألمها من شدة النبض وهي تهمس بألم: ناصر وش فيه يا مشعل؟؟ مشعل باستغراب وألم: وش دراش إني أبي أكلمش عن ناصر؟؟ مشاعل بألم أكبر: من يوم سافر وقلبي ناغزني عليه مشعل بذات النبرة المستغربة المتألمة: غريبة إحساسش فيه وأنتي رافضته!! مشاعل بألم: أرجوك مشعل لا تذر ملح على جروحي أنا ماني بناقصة مشعل يتنهد: اسمعيني مشاعل.. إن شاء الله إنه ناصر مافيه شيء مشاعل بدأت أعصابها تخونها: مشعل أنت جايني ذا الحزة ووجهك باين عليه إن النوم ماطب عينك.. عشان تقول لي إنه مافيه شيء؟؟ أرجوك مشعل بلاه ذا التعذيب البطيء.. كنك تقطعني بسكين مصدية مشعل تنهد بعمق أكبر: يمكن إنه متعور عوار بسيط مشاعل قفزت وهي تقول برعب: متعور؟؟ ثم أكملت وهي تحاول التجلد ودموعها بدأت تسيل بصمت وهي تقول بمرارة: كله مني.. كله مني.. أنا عارفة إنه السالفة كايدة كله مني.. ومن وجهي النحس عليه ليته ماخذني.. ليته ماخذني مشعل شدها وأجلسها وهو يقول لها بحنان: الله يهداش مشاعل قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا وناصر لو صار له شيء مكتوب له من قبل يولد مشاعل ماعادت تحتمل انهارت على الأرض جوار مشعل انكبت على فخذه تخفي وجهها فيه و تنتحب: بس الله سبحانه يسبب الأسباب.. وأنا السبب أنا السبب ********************** القاهرة الساعة 10 صباحا باكينام تصحو من نومها.. تتذكر مكالمة هيا المتأخرة البارحة وطلبها منه تلتقط هاتفها وتتصل برقم: صباح الخير أنكل أحمد ................ كويسين.. أنته أزيك؟؟ ................ بابا في نيويورك وهيرجع بكرة بالليل إن شاء الله ................ ممكن أطلب من حضرتك خدمة ................ فيه نمرة أرضي.. هاديها لك.. عاوزة أعرف النمرة دي من فين بالزبط ................ نص ساعة وتطلع لي صاحب النمرة... متشكرة أوي يا أنكل خذ النمرة .............. .................... مستنياك باكينام نهضت واستحمت ولبست ملابسها لتخرج مع جدتيها كما اعتدن كل يوم.. وهي تدعو أن يكون يوسف مصابا بأنفولونزا حادة أو أن ينشغل بشيء يمنعه من مرافقتهن.. مع إنتهاءها.. كان هاتفها يرن.. التقطته: أهلا انكل .................. مصحة نفسية ؟؟؟ (باستغراب) .................. نمرة تتصل بس ما تستئبلش؟؟ (استغراب أكبر) ..................... طيب ممكن تديني اسم المصحة؟؟ ...................... متشكرة أوي يا أنكل.. مش عارفة أشكرك إزاي.. باكينام أغلقت الاتصال لتتصل بهيا وقتها هيا كانت تعاني قلقا مرعبا من خروج مشعل المبكر دون أن يخبرها إلى أين سيذهب مع حالته الغريبة المتوترة منذ البارحة ردت بصوت متعب: أهلا باكي.. باكينام بمرح: مالك يا بنت.. هيا بنبرة متعبة: مافيه شيء تعبانة شوية باكينام بهدوء: يبئى خلاص مش هاطول عليكي النمرة اللي اديتيها لي امبارح.. نمرة مصحة نفسية اسمها...... هيا باستغراب كبير: مصحة؟؟؟ لكنها فكرت للحظات.. مؤكد أن ضربه لموضي لم يكن طبيعيبا ربما كان مريضا.. وكان ذهابة لمصر للعلاج لم تعرف كيف تتصرف لا تريد إبلاغ عمتها أنه يعالج ولكنها تريد أن تطمئنها عليه هتفت لباكي: باكي حبيبتي ممكن تروحين هناك وتسألين عن واحد قطري اسمه حمد جابر... وتطمنيني عنه.. هذا ولد عمتي... وعمتي كثير قلقانه عليه.. رغم إحساس باكينام بالحرج وخصوصا مع وضعها المفروض عليها غصبا عنها كسيدة متزوجة ويوسف يطالبها بتقرير مبطن مهذب عن كل تحركاتها لكنها أجابت: ومالو...هاروح أول ما لائي فرصة.. وأكملت في نفسها (وخلي يوسف يتفلئ) ************************* البتراء الأردنية الساعة العاشرة صباحا راكان وفارس يصلان إلى فندق الموفنبيك حيث ينزل الفريق القطري الذي رفض بكامل أفراده إكمال السباق أو التحرك حتى يجدوا ناصر كان الفريق بكامله يجلس في اللوبي يعانون قلقا مرا ينتظرون أي خبر ومع دخول راكان وفارس كان الفريق كاملا يركض للخارج رئيس الفريق الذي يعرف راكان وفارس جيدا أمسك بيد راكان بدون سلام وهو يسحبه معهم للخارج ركضا: يالله...لقوا ناصر.. بنروح الحين مع هيلكوبتر للجيش بتتبع الطوافة الطبية #أنفاس_قطر# |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
|
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
مدينة الحسين الطبية
عمّان/ الأردن ذات اليوم ليلا غرفة ناصر عبدالله ومحمد وصلا من الدوحة وطلبا من سيارة الأجرة أن تأخذهما للمستشفى فورا وهاهم أربعة من عمالقة آل مشعل يجلسون في انتظار إفاقة العملاق الخامس من أثار التخدير.. محمد كان أقربهم لسريره.. وهو يلصق مقعده بقرب رأس ناصر.. بداخله ألم لا حدود له فمهما كبر ناصر وطال.. فهو يبقى في نظره ابنه الصغير هاهي عيناه تجولان بكل الوجع بوجهه المليء بالخدوش واللصقات الصغيرة بيديه الملفوفتان بالشاش.. فهو كان يحاول تخليص ساقه من الركاب ورفع جسده عن الأرض حتى لا يتمزق ظهره وثيندر يسحبه لذا احتملت يداه الكثير من الألم (أي ألم تحملت يا بني؟!! أي ألم؟!! ليتني استطعت أن أحمل بعضا من ألمك ليتني أنا من بُترت ساقه أنا شيخ عجوز.. عشت حياتي طولا وعرضا ماعاد لي بهذه الحياة حاجة ولكن أنت للتو تتذوق هذه الحياة للتو تفتح لك أبوابها!! ماكان همني والله أن أهبك ساقاي ويداي جميعها وتبقى ساقك لك إلهي لا تؤاخذني ليس اعتراضا على حكمك.. اللهم لك الحمد والشكر على كل حال ولكني أب مفجوع.. أفرغ بعضا من حزني وألمي وفجيعتي فلا تؤاخذني بحديثي مع نفسي لا تؤاخذني على وجعي وبثي) عبدالله وراكان وفارس يجلسان على ثلاثة كراسي متجاورة قريبا من محمد وعبدالله يستفسر منهما كيف حدث ماحدث؟؟ ومتى وصلا؟؟ ومتى وجدا ناصر؟؟ بعد دقائق.. حشرجة خافتة صدرت من ناصر الأربعة كلهم وقفوا معا وهو يحيطون بسرير ناصر محمد بحنان مصفى مختلط بنبرته الحازمة الطبيعية: الحمدلله على سلامتك يأبيك تبي شي؟؟؟ ناصر بصوت متقطع ناتج عن جفاف ريقه: ماي.. فارس يمد يده لزجاجة ماء ويفتحها وراكان يهمس له: لا تسقيه واجد.. بِل ريقه بس.. فارس يدخل يده تحت كتفي ناصر ويقعده ويسقيه القليل ناصر يهمس: بعد أبي ماي.. راكان همس له بأخوية: بعد شوي.. مايصير تشرب ماي ورا بعض ناصر عاد لإغلاق عينيه وهو يغيب عن الوعي مرة أخرى محمد بقلق: وش فيه رجع يرقد؟؟ راكان باحترام: يبه لا تحاتي.. من تاثير البنج.. بعد شوي بنصحيه ونسقيه ***************************** القاهرة حوالي الساعة العاشرة مساء باكينام تعود للبيت ومعها جدتاها صفية وفيكتوريا يدخلن جميعا وضحكاتهن تتعالى صفية بمرح: أمّا أنتي بت باكينام أنا مبسوطة منك كتير عرق تركي عندك تمام.. كنتي هتعملي الواد كفتة باكينام تضحك: عرق تركي ثم تكمل بالانجليزية: وعرق إيرلندي كيف يجرؤ ذلك التافه أن يعاكس أجمل أميرتين تركية وإيرلندية وهما في ضيافة مصرية ثم قالت بالعربية: أكيد كان بيعاكسك يا أنّا.. أنتي أحلى وحدة فينا الحوار كان يدور عند المدخل دون أن تنتبهن إن كان أحد موجودا أنا صفية تضحك: خشى في عبي زي ما بتئولوا يا مصريين.. ئال يعاكسني ئال الواد كان بائي يعيط عاوزك تاخدي نمرته وأنتي نازلة فيه شتيمة وهو لا همو فين واد يوسف عنو؟؟ (يوسف ئاعد هنا بيستناكم) صوت عميق ممتلئ بغضب مكتوم كان يوسف يجلس في الصالة المفتوحة على المدخل مع سوزان باديا على محياه غضب كبير يحاول كتمانه باكينام شعرت بتوتر غير مفهوم فهي أغلقت هاتفها بعد أن أتصل بها يوسف أكثر من مرة ولكنها لم ترد عليه ولكن هذا لم يمنعها من الوقوف بثقة وهي ترسل له نظرات تحدي سوزان نهضت وهمست بكلمة في أذن والدتها ثم في أذن حماتها وسحبت الاثنتين معها فهي تعلم أن يوسف غاضب لإغلاق باكينام هاتفها وتعلم أنه لابد سيعاتبها.. لذا تريد تركهما لوحدهما يوسف مازال جالسا وباكينام مازالت واقفة بين المدخل والصالة تحركت بإتجاه الدرج وهي تقول ليوسف بثقة: تصبح على خير أستاذ يوسف سلّم على تانت منال (باكينام ..تعالي هنا) وصلها صوته واثقا غاضبا لينشر قشعريرة باردة في كل خلاياها ولكنها لم تتوقف وهي تصل للدرج لتتفاجأ بيد قوية تمسك عضدها وتوقفها وتلفها لتجد نفسها وجها لوجه أمامه باكينام من بين أسنانها: سيب إيدي يوسف أفلت عضدها ولكنه أمسك بذارعها بقوة وهو يشدها ويثبت ذراعها على صدره وهو يعتصرها بقوة ويقول بغضب: ئافلة تلفونك ليه؟؟ وأزاي تخرجي بدون ازني؟؟ وليه لما فيه حد ضايقكم ما اتصلتيش ليا؟؟ باكينام بألم: يوسف سيب إيدي.. هتكسرها يوسف أفلت يدها وباكينام تنفض يدها وتمسك المكان الذي ألمها بالفعل من اعتصاره لذراعها وهي تقول بسخرية: أنا عاوزة أعرف أستاز جامعة إيه اللي بيتعامل بالأسلوب الهمجي ده؟؟ سبت إيه للجهلة اللي عايشين في القرون الوسطى؟؟ يوسف بذات سخريتها: كل واحد يتعامل زي مايفهم أنتي وحدة ما ينفعش معاكي الزوء... لازم الواحد يكون عنيف معاكي عشان تفهمي باكينام بغضب: أنا مش حيوان عشان تعاملني بالعنف أو غيرو ثم تنهدت وهي تقول: وعلى العموم.. الحكاية النكتة دي طالت أوي ولازم ننهيها... على الأقل يوسف احترم أنو فيه صحوبية بين أهلنا بلاش نستمر في المهزلة دي أكتر من كده وخصوصا إنك مصدء الحكاية... وعامل فيها سيد السيد رايحة فين وجايه منين؟؟ طلئني يا يوسف.. متجبرنيش أعمل فضيحة.. يوسف يبتسم بسخرية: فضيحة من أي نوع؟؟ باكينام بتحدي: هأخلعك يوسف ضحك ضحكة مصطنعة: زريفة أوي يا بت ثم أكمل بتحدي: لو أنتي ئدها اعمليها.. ليه لأ.. خلينا نتسلى شوي ونضيع دراستنا علينا وخصوصا أنه لازم ننزل واشنطن بعد تلات أسابيع لكن بدل ما نكون في واشنطن ندرس نكون هنا بين المحاكم... والمحاكم حبالها طويلة... وأنا ما يهمنيش بدل السنة أتنين.. ومن ناحية تانية الراجل متهموش الفضيحة.. لكن بنت الدبلوماسي ابن العمدة... ياحرام هيئولوا عليها إيه؟؟... اتجوزته عرفي في واشنطن..وخلعته لما اتجوزتو رسمي!!!! باكينام شعرت بألم حاد.. فهو يعرف تماما كيف يمسكها من يدها اللي تؤلمها ولكنها قالت بهدوء: يوسف أنا عارفة أنك مش طايئني.. والجوازة كلها مش على بالك.. عاوز مني إيه؟؟.. سيبني.. أنا مستحيل أرجع واشنطن وأنا على زمتك أنت تسليت كفاية... خلاص سيبني.. يوسف بنبرة غامضة وهو يبتعد باتجاه الباب: آه تسليت كفاية صح؟؟ عمو طه راجع بكرة بالليل خليه يحكي لك حكاية هتعجبك أوي كان يوسف يصل الباب ويفتحه وباكينام تقول بصوت واثق: لو ايه ما ئال بابا مش هيغير رأيي يوسف يغلق الباب وهو يقول لها بتحدي واثق: هتشوفي ************************ ذات الليلة في وقت متأخر الدوحة غرفة مشاعل /// و............. ناصر مشاعل تشعر أنها توشك على الانهيار من التعب فهي تقريبا لم تنم من قبل ليلة زفافها للآن ولكنها عاجزة عن النوم والأرق يحيط بأجفانها والأسى يخنق روحها شقيقاتها وبنات عمها وعمتها عرفوا بخبر إصابة ناصر لكنهن لم يعرفن بعد نوع الإصابة.. هي وحدها تعرف وكم ألمتها هذه المعرفة!! ذبحتها ونسفت روحها أشلاء متناثرة جميعهن اتصلن بها.. يريدن زيارتها لكنها لأول مرة في حياتها تكون غير مهذبة وترفض أن يزورها أحد كانت تريد أن تختلي بنفسها وبـــ ذكرى ناصر أي ألم حاد تشعر به!! هل هو الإحساس بالذنب؟؟!! بمدى قسوة الحياة؟!! منذ خروج مشعل من عندها وهي تدور بين الغرف تشعر بوجود ناصر في كل مكان قد لا يكون ناصر سكن هنا فعليا ولكن وجوده في كل زاوية طاغ.. طاغ جدا فتحت كل شيء.. وفتشت في كل شيء ملابسه.. أوراقه.. صوره كانت تعيد إكتشافه من جديد تكتشف ناصر كما هو كرجل حقيقي له شخصيته المستقلة ليس ظلا لمشعل.. ولا مسخا مستنسخا من حمد كان لديه الكثير من ألبومات الصور حملتها جميعها وضعتها على السرير وغرقت بينها!! صوره في البطولات.. في التدريبات.. في الرحلات البرية.. في المؤتمرات.. في السفرات.. في دول عديدة كان مبتسما في كل الصور (إبتسامته رائعة وشفافة هل سأرى إبتسامته مرة أخرى؟! أدفع حياتي كلها ثمنا لإبتسامته كم قسوت عليه!! وكم قست الحياة عليه!! أ هذا عقابه في الدنيا؟؟ أن يبتليه ربي بي..لأكون عليه مصدر شؤم؟! أستغفر الله.. أستغفر الله متعبة أنا يارب.. متعبة.. متعبة كيف أستطيع مواجهته إذا عاد..؟؟ كيف أضع عيني في عينه..وأنا مثقلة بأغلال هذا الذنب.. سيرفضني.. أعلم أنه سيفعل سيرفضني كما رفضته.. عنيد آخر من آل مشعل لكن رفضه سينحرني.. سينحرني) مثقلة هذه الصبية بالحزن.. حزن عميق وشفاف وموجع كعمقها وشفافيتها ووجعها لا تعرف كيف تتصرف.. وخائفة.. خائفة لطالما كتمت مخاوفها وألمها.. لم تسمح لأحد بكسر صدفتها اقتحام روحها .. مشاركتها أفكارها ولكنها الآن تحتاج لمن يمسك بيدها.. يدلها التقطت هاتفها وأرسلت منه رسالة لهاتفين ذات الرسالة لجهتين مختلفتين.. ثم تناولت صورة مؤطرة لناصر كانت موضوعة بجانب السرير واحتضنتها وتمددت لتبكي لا لتنام..... ************************** اليوم التالي بيت سعد بن فيصل الصباح الباكر أم فارس تجلس عند دلالها تنتظر نزول سعد نزل سعد بلباسه العسكري وتاج مع نجمتين تلمع على كتفيه قبل رأس أم فارس وجلس بعد تحيات الصباح المعتادة سألها باهتمام: فارس كلمش؟؟ أم فارس بتأثر: اليوم مابعد.. والبارحة أنا وياك مكلمينه سعد بتأثر عميق: الله يفك عوق ناصر.. والله إن ناصر نادر ومثله في الرياجيل شوي أم فارس بحزن: توه حتى عرسه ما تهنى فيه.. سعد ينهي فنجانه على عجالة وينهض: يالله فديتش أترخص عندنا اليوم طابور عرض أم فارس تتذكر: ترا سعد فيه شيء أبي أقوله لك وأنسى سعد باحترام: أمريني فديتش أم فارس بهدوء: الحين أنت عندك أبو صبري وصبيان هنود.. أنا إذا جيتك طردناهم للمجلس بس بكرة مريم بتجي بيتك يبي لها خدامات يا أختك.. فأنا أبيك تقدم على ثنتين من الحين عشان أعلمهم لين يجي وقت عرسك.. وأنت تدري الخدامات يبطون لين يجون ويتعلمون سعد بهدوء: زين ذكرتيني.. بأقدم على ثنتين.. وترا يمكن أجيب أم صبري بعد أفكر الحوطة اللي ورا البيت ابني لهم فيها ملحق مرت ولدهم صبري مضيقة على العجوز.. وأبو صبري متضايق وأنا أفكر أجيبها على الأقل تسولف مع مريم وتساعدها على العيال لو الله رزقنا عيال.. أم فارس: بكيفك فديتك.. المهم الحين قدم على الخدامات وأم صبري بكيفك أنت وأبو صبري ********************* القاهرة الساعة العاشرة صباحا أمام مصحة نفسية غاية في الرقي.. في منطقة هادئة في ضواحي القاهرة باكينام توقف سيارتها وتنزل تشد جاكيتها الطويل على جسدها.. فالجو كان باردا بعض الشيء تعدل وضع نظارتها الشمسية على عينيها وتدخل كانت متوترة نوعا ما.. فهي لا تعرف من هي قادمة للسؤال عنه ماذا لو كان مجنونا خطرا ماذا لو عرف المجنون الأخطر المسمى (يوسف) بزيارتها هذه لرجل غريب؟!! تنهدت وهي تتوجه للاستقبال وتسأل عنه خرجت بها إحدى الممرضات للحديقة الخلفية وأشارت لشخص معين كان يجلس في الشمس تماما تقدمت بخطوات مترددة.. كان مستغرقا في قراءة كتاب وغير منتبه لما حوله مطلقا.. مما أتاح لبيكنام أن تتفحصه جيدا لتطمئن قبل محادثته استغربت..كيف يكون هذا مريضا؟!! بدا لها مسالما جدا.. ووسيما جدا... ونظيفا جدا جدا نظيفا بالمعنى الفعلي للنظافة.. مثلما ترى شخصا وتعلم أنه استحم للتو.. وبدا لها كما لو أن حمد استحم عشر مرات متتابعة.. فكانت تفوح منه رائحة صابون عطرة مركزة وقوية اقتربت منه.. همست بهدوء: السلام عليكم حمد رفع عينيه وهو ينزل نظارته الطبية ويضعها على الطاولة ويبتسم: وعليكم السلام تشجعت باكينام وهي ترى رده اللطيف للسلام فابتسمت وهمست: عندك استعداد تستئبل زوار.. ابتسم حمد وهو يقول بلباقة: إذا زوار حلوين كذا.. ماعندي مانع ابتسمت باكينام.. كانت تعرف أنه لم يقصد بعبارته سوى أن يكون مجاملا لكنها رفعت يدها اليسار لتريه الخاتم وهي تقول بمرح شفاف: أنا ست متجوزة بلاش شغل الغزل ده ابتسم حمد وهو يقول بمرح أكثر شفافية: وأنا ما أعتقد مطلقا إنه صدر مني مشروع خطبة باكينام باحترام: أنا باكينام الرشيدي حمد بلباقة: تشرفنا باكينام.. أقدر أخدمش بشيء؟؟ ثم استدرك: تفضلي اجلسي.. ليش واقفة باكينام جلست على كرسي خال وهي تكمل حديثها: أنا صاحبت هيا بنت خالك سلطان حمد يقطب حاجبيه: مهوب هذي اللي لقاها مشعل ولد خالي عبدالله في أمريكا وتزوجها؟!! باكينام هوت رأسها إيجابا.. ثم حكت لحمد سبب زيارتها واتصال هيا باختصار أجابها حمد بقلق: أنا ما أبي حد في الدوحة يعرف إني أعالج.. خصوصا أمي باكينام بثقة مطمئنة: حط في بطنك بطيخة صيفي.. ولا يهمك... وعد أنو ما حدش يعرف وتاكد إن هيا مستحيل تئول ولا حتى لجوزها... هي بس عاوزاك تكلم الست مامتك.. عشان هي مشتائة لك حمد بحنين عميق: وأنا مشتاق لها... بس الاتصال لازم يتم بأذن الدكتور وأحيانا الدكتور يأجله أو يقدمه حسب حالتي بس اليوم بأقول له وبأحاول أكلمها باكينام وقفت وهي تقول بأدب: وأنا خلاص مهمتي انتهت.. وأستاذن حمد بخيبة أمل: منتي براجعة تزوريني؟!! باكينام شعرت بالحزن من طريقته في السؤال.. بدا لها وحيدا وحزينا مشبعا بالوحشة والحنين همست بمرح: هأزورك ئريب حمد بابتسامة: تعالي المرة الجاية أنتي وزوجش.. خلني أتعرف عليه.. لازم وعشان أنا ما أحس بالحرج.. ولا أنتي تنحرجين أنا بس أبي حد أسولف معه.. ويكون عارف عن أخبار هلي في الدوحة لازم المرة الجاية تجيبينه.. باكينام بتوتر: إن شاء الله ************************ الدوحة ذات الوقت ولكن توقيت مختلف فرق ساعة الساعة 11 صباحا لطيفة اليوم كان أول يوم لها امتحاناتها ولكن بالها لم يكن مع الاختبار.. لكن مع ظروفهم المعكوسة وخصوصا أنه وصلها قبل الفجر رسالة من مشاعل تطلب حضورها حينما تستطيع صباحا وذات الرسالة وصلت موضي لذا اتفقت الاثنتان على الذهاب معا لطيفة تمر بموضي ثم الاثنتان تذهبان لبيت عمهما محمد الاثنتان تعبران الباب الواصل بين بيت عبدالله ومحمد (ترتيب بيوت آل مشعل للتذكر: بيت مشعل بن محمد بجواره بيت عمه عبدالله ثم بيت محمد ثم بيت فارس ملاصق لبيت عمه محمد بيوت الكبار في الصدر.. ثم بيوت الشباب على الأطراف) موضي تهمس للطيفة: زين إنها رضت تخلينا نجيها من يوم دريت وأنا أحاتيها.. أدق عليها مهي براضية تخليني أجيها لطيفة بحزن: أنا جيتها البارحة ودقيت عليها.. مارضت تفتح لي والله إني خفت عليها.. تصدقين بغيت أدعي مشعل يكسر الباب.. بس هي ردت علي وقالت ماتبي تشوف حد.. تخيلي مشاعل تقول لي كذا!!!! موضي بمساندة: نعنبو لايمها.. قلبها احترق.. الاثنتان وصلتا.. طرقتا الباب بعد لحظات فُتح الباب.. ليصعقا بمنظر شقيقتهما.. إحمرار عينيها.. انتفاخ أجفانها بشكل مرعب يبدو كما لو كانت شبحا يوشك على التداعي والانهيار لطيفة برعب: بسم الله عليش مشاعل.. وش فيش؟؟ مريضة؟؟ مشاعل لم ترد عليهما.. تركتهما وعادت للداخل خطوات ثقيلة مجهدة نقلتها خطوات كروحها المثقلة وجسدها المجهد موضي أغلقت الباب.. والاثنتان دخلتا خلفها..حتى وصلت لغرفة النوم وألقت بنفسها على السرير لتدخل في موجة جديدة من البكاء العويلي الاثنتان مصدومتان.. صامتتان... كون ناصر مصاباً لا يستدعي هذا البكاء الجنائزي.. إلا إن كان...... الفكرة انتقلت لرأسي الاثنتين في نفس الوقت هل يعقل أن ناصرا توفي؟؟! صدمة متوحشة اكتسحتهما ولطيفة تجلس جوارها من ناحية طرف السرير وموضي تقفز لتركب معها على السرير وتجلس جوارها من الناحية الأخرى لطيفة همست بحنان أمومي: ميشو يا قلبي.. وش فيش؟؟ مشاعل لم ترد على أسئلة أي منهما حتى تعبت من البكاء حينها نهضت.. همست بصوت مبحوح: ما أدري أقول الذنب ذنبكم وإلا ذنبي؟؟ موضي بحنان وهي تحتضن كفها وتمسدها بحنان: وش ذنبه يا قلبي؟؟ مشاعل بصوت ميت مخنوق: ذنب ناصر لطيفة اقتربت أكثر وهي تحتضن كتف مشاعل التي أراحت رأسها على كتف لطيفة وهي تفرك أنفها المتفجر احمرارا وتهمس بصوت عاد للاختناق بعبراتها وكأنها تحدث روحها: ليلة عرسي أنا ماشفت ناصر أنا شفت حمد وهو يضرب موضي بكل وحشية شفت مشعل وهو يستخدم لطيفة أداة لتفريغ رغباته دون اعتبار لمشاعرها ما أقول إني أنا خجولة بزيادة وهذا كان له دور.. لكن حياتكم خربت حياتي لطيفة وموضي توترتا بشدة.. لكن لطيفة همست: ميشو حبيبي قولي لنا وش اللي صار ليلة عرسش؟؟ مشاعل حكت لهما كل شيء.. تعلم أنهما كتومتان.. وهي بحاجة لمساحة شاسعة للبوح علها تفتح أفقا ما.. حتى لو كان ضئيلا لروحها المتأزمة المخنوقة موضي بغضب عاتب: أنتي مجنونة؟؟ فيه وحدة عاقلة تسوي اللي سويتيه؟؟ مشاعل بنبرة غريبة خليط من القسوة والحنان والألم واللامبالاة: تدرين موضي أنتي بالذات مالش لسان.. ثم أكملت بنبرة تهكم مرة حزينة موجعة: موضي قولي لي.. ليش ما ترضين تبدلين ملابسش قدامنا تصدقين أول مرة أدري إن البنت تصير تستحي من خواتها عقب ما تتزوج!! موضي بحركة تلقائية غير مقصودة غطت مكانا ما بين كتفها وصدرها كأنها تغطي حزنها ويأسها وألمها عن الأعين ووجع المواساة وهي تتراجع للخلف (عن أي مواساة تتحدثين عن موضي؟!! تحتاجين إلى من يواسيكِ تحيطين نفسكِ بقشرة رقيقة سرعان ما تنهار مع النقرة الأولى!!) موضي صمتت وهي تبتلع ريقها وألمها ولكن لطيفة أكملت: اسمعيني مشاعل.. صحيح أنا وموضي كان عندنا مشاكل في حياتنا لكن أنا كل مشاكلي مع مشعل انحلت.. ومشعل ماعاد باقي إلا يحطني على رأسه من اهتمامه فيني وموضي تطلقت وهذا هي بتاخذ راكان خيرة شباب آل مشعل يعني إذا حن اللي عانينا سنين تجاوزنا مشاكلنا.. أنتي ما تقدرين؟!! مشاعل انتفضت بعنف وهي تقول بألم مر: ناصر مستحيل يسامحني.. مستحيل وخصوصا إنه فيه شيء صار له.. ما أقدر أقوله الحين صدقيني مستحيل يسامحني.. أنا ماني بقادرة أسامح نفسي لطيفة مسحت على نعومة شعر مشاعل وهي تهمس بحنان: لو مهما صار ناصر قلبه طيب.. صدقيني بيسامحش.. ليه ما يسامح؟؟ أنتي حاولي تكسبينه.. ولازم أنتي اللي تكونين مستعدة للمبادرة لين الآخر حتى لو رفضش مرة ومرتين وعشر.. لا تيأسين.. لحد ما تجيبين رأسه ولو على الوسائل.. اسمعي مني.. واستعيني بتفكيرش.. ثم غمزت بعينها وهي تمسح دموع شقيقتها الصغرى بحنان: إن كيدهن عظيم ************************ ذات اليوم عصرا عمّان غرفة ناصر مازال ناصر لم يفق.. وتغذيته تتم عبر الوريد قلق والده وعمه وشقيقه وابن عمه يتصاعد من عدم إفاقته.. وطلبوا مقابلة الطبيب.. الذي وعدهم بالحضور بعد أن ينهي عملا ما في يده وهاهو يحضر وهو يرسم ابتسامة مهنية اعتاد على رسمها حتى أصبحت ترتسم بطريقة رتيبة تلقائية: بيقولوا أهل ناصر مشعل بدهم ياني.. أنا حاضر كان محمد من تكلم وهو يقول بهدوء: ناصر ليش مافاق لذا الحين.. البارحة وعا شوي وطلب ماي وعقب رجع ينام الطبيب بهدوء: أنا طالب من الممرضات يحقنونه بالمهدئات.. مابدي إياه يصحى هلا راكان باستفسار: وممكن أعرف السبب.. الطبيب بمهنية: هم سبيين ومش واحد الأول أني حابب إن ساق ناصر توصل.. مع أنو ماراح يقدر يستخدمها هلا بس أنا حابب إنه يشوفها وقت ما يصحى.. عشان تكون تخفيف لوضعه وفي نفس الوقت شرح صريح لحالته أما السبب الثاني فهو إنو من تعرض لبتر أحد أطرافه.. يتعرض لظاهرة اسمها ظاهرة فانتون.. الظاهرة هذي تعني إن المخ يظل يرسل إشارات لمكان البتر..كأن العضو لساته موجود ولازم يتحرك.. يعني اللي انبتر عنده عضو ما يحس إنه فقد عضو ويحتاج وقت للتأقلم جسديا وفكريا.. والأخ ناصر رغم الرضوض والخدوش إلا أنو صحته تمام الحمدلله يعني ممكن لو وعي هلا ينزل عن السرير ويمشي.. وهالشيء أنا ما بدي إياه أنا استعجلت في طلب الساق.. وممكن توصل بكرة.. وراح أعطيكم قياساتها عشان لو حب يطلب مرة ثانية.. يقدر يطلب.. فارس بإهتمام: يعني بكرة ممكن يحس فينا؟؟ الدكتور بابتسامة: إذا وصلت الساق.. ماراح نعطيه مهدئات.. وبيوعى إن شاء الله محمد برجاء هادئ: ومتى ممكن نرجع الدوحة ونرجعه معنا؟؟ الطبيب بلباقة: الخيار لكم عمي وللمريض.. لو عنده استعداد يستخدم العكازات ممكن ترجعون بعد كم يوم.. وأنا بأتصل مع صديق لي في مستشفى حمد عندكم.. وهو ممكن يتابع الحالة لأنه مايقدر يستخدم الساق الصناعية إلا لما تلتئم الجراحة تماما ولأنه هذي مش جراحة بمعنى جراحة لكن هو كي لمكان البتر، فالإلتئام بيكون أسرع.. ممكن يستخدم الساق الصناعية بعد أسبوعين ثلاثة.. والخيار لكم الجميع صمتوا ينتظرون قرار محمد الذي أجاب بهدوء: الشور شور ناصر.. لكن أنا أعرف ولدي.. مهوب اللي يهاب شيء الظن ظنتي راجعين الدوحة قريب ********************* الدوحة مساء بيت فارس.. العنود في البيت للسلام على أم فارس ورؤية إذا كانت تحتاج لشيء وهاهي تستعد للمغادرة.. أم فارس بحزن: سامحيني يا بنتي.. والله إن قدرش عندي كبير ماقدرت أسوي عشاش وحن على ذا الحال.. الله يفك عوق ناصر العنود بحزن مصفى: وش عشاه يمه؟؟ هذي أمي ماسوت عشاء مشاعل وش عشياته وحن ماندري بحال ناصر.. أم فارس بمساندة: يأمش امتحاناتش قريب.. لازم تدرسين إهمالش لدروسش لا يقدم ولا يؤخر العنود بهمس: الله يجيب اللي فيه خير.. ثم أردفت بخجل: يمه أنتي أكيد منتي بمتضايقة إني أمسي عند أمي؟؟ أم فارس باستنكار: لا والله وحشا.. أم مشعل ذا الحين في حاجتش وأمش أبدى من خلق الله وعلى كل حال أنا البارحة أمسيت في بيت سعد.. وهو بعد شوي بيمر يأخذني.. أتسلى معه ومع عياله العنود تنزل جلالها على وجهها استعدادا للخروج لكنها استدركت وهي عند الباب بسؤال مؤلم: يمه فارس كلمش؟؟ أم فارس بتلقائية: توه كلمني قبل تدخلين.. العنود شعرت بألم شفاف يغزو روحها.. فهو لم يتصل بها منذ مغادرته هل يعاقبها على ذنب لم ترتبكه؟!! أم أن الجفاء وجفاف المشاعر سيكون شعارا إبديا لحياتهما معا؟!! هي الآن غاضبة منه.. بل غاضبة جدا حرمها من أبسط حقوقها.. حقها في المعرفة منه شخصيا!! لِـمَ لم يخبرها بإصابة ناصر؟!! لِـم فضل أن يهرب من أمامها وكأنها كائن فاقد للأهلية يعيش مهجورا على أطراف حياته؟!! لا تستحق أن يأخذ من وقته الثمين لحظات ليخبرها.. يعلم جيدا ولعها بأشقائها وتعلق روحها بهم.. ولكن لا يهم.. هي لا تهم.. هي لا تستحق.. ( "لماذا تعلم.. ولماذا أخبرها؟؟ سياتي أحدهم يوما ويخبرها.. ولكن ليس أنا ليس فارس العظيم المتجبر المتباعد" أهكذا فكرت يا فارس؟!! متعبة منك ومن غرورك وتجبرك وقسوتك ليتك تتصل بي ليتك تفعلها أريد أن اصفعك بكل آلامي.. أريد أن أخنقك بها حتى لو كنت لا تشعر وحتى لو كانت تماثيل الحجارة لا تبالي ولا تحس حتى لو ألقيت عليها عشرات الحصيات الصغيرة على الأقل سأفرغ أنا بعضا من غضبي بإلقاء الحجارة عليك بما أنك لا تتألم.. لا تشعر.. لا تحس اسمح لي أن أفرغ أنا بعضا من ألمي.. شعوري.. وأحاسيسي) العنود كانت تفكر بكل هذا وهي تسير خارجة من بيتها إلى بيت والدها وصلت وصعدت غرفتها واستحمت والأفكار تعصف بها خرجت لرؤية والدتها المعتكفة في غرفتها مازالت على حالها.. مكتئبة تتصبر.. تكثر من الصلاة وقراءة القرآن والدعاء له.. لناصر.. العنود عادت لغرفتها وصلت قيامها.. ثم قررت التمدد أخيرا.. هاجمتها أفكارها المؤلمة مجددا.. حاولت الهرب منها.. ولكن لا فكاك.. لا فكاك.. أفزعها رنين هاتفها.. التقطته كان هو.. هو.. اسمه يتلألأ على الشاشة محدثا ضجيجا في قلبها بدقاته الطارقة بعنف على جدران قلبها.. خائفة منه.. وغاضبة عليه.. ردت بصوت هامس وكل تهديداتها بقذفه بحصى أحزانها تتبخر: هلا فارس كما كل مرة.. وكما أول مرة عاجز عن تفهم الثورة العاتية التي يحدثها صوتها في أوتار قلبه أي كيمياء يحتويها هذا الصوت؟!! أي كيمياء؟!! شرايينه تتهاوى.. قشعريرة باردة تجتاح جسده.. نار محرقة تذيب قلبه يعدل جلسته على مقعده في لوبي الفندق فهو هارب من غرفته المشتركة مع راكان حتى يحادثها أي جنون بات يصيبه؟؟ لم يقضِ معها سوي صباحا واحدا.. بدا ذاك الصباح كما لو كان كل صباحاته يأسره شوقه لبريق عينيها.. وابتسامتها العذبة الشقية اليوم كاد أن يتهور ويحتضن راكان حين نهض من نومه صباحا كاد يحتضن ذلك الحائط المسمى راكان لأنه يعلم أن جسده الضخم لابد احتوى يوما جسدها الغض بين أحضانه الجسد الذي لم يسكن بين ذراعيه هو بعد.. كان يريد أن يشتم رائحتها التي تغلغت في روحه.. مازال ملمس خدها يغفو في كفه.. خصلات شعرها تلتف على أنامله مشتاق لها.. مشتاق.. مشتاق لها قبل أن يتزوجا.. فكيف بعدما رأها أمامه أسطورة تتجسد تتحرك تتحدث.. تنفث سحرها الخلاب في كل شيء تمر به أو تلمسه؟!! فارس رد بهدوء: هلا بش.. أنتي وين؟؟ العنود ابتلعت ريقها.. خائفة من ردة فعله.. فهي لم تستأذنه في العودة لبيت أهلها..ولكنها استأذنت والدته وأذنت لها.. همست بخفوت: في بيت هلي فارس كان يعلم أنها في بيت أهلها.. والدته أخبرته أنها من أذنت لها بالذهاب حتى تبقى مع والدتها.. وهو فعليا ليس لديه أي مانع ولكنها طباعه الغليظة السيئة وتحكمه الأرعن.. رد بهدوء: طيب مهوب المفروض تستأذنيني أول؟؟ وإلا أنا طوفة.. منتي بشايفتني رجّال؟؟ العنود كعادتها الذكية.. لا تجيب.. لكن تناور: وأنت مهوب المفروض تقول لي وين مسافر وسبب سفرك؟؟ وإلا أنت شايفني كرسي وماني بمرتك وأخت ناصر؟؟ يالقوتها وشراستها المغلفة بالحرير!! من أين تعلمت استراتيجية المناورة بهذه الطريقة؟!! كيف تنقض وتلسع بنعومة.. ولكن هو لا يحتاج للمناورة.. فهو يستخدم المنجنيقات فورا أقذف ولا تبالِ بالخسائر!! همس لها بهدوء بارد: العنود ترا أمي اللي هي أمي.. عمرها ما سألتني وين رايح ومن وين جاي... أنا اللي أقول لها من كيفي.. وأنتي تعودي اللي أقوله تأخذينه... لا تراديني.. ولا تسألين.. رغم إحساسها الكبير بالألم لكنها أجابت بهدوء ناعم: تدري فارس كان المفروض إنك كتبت في عقد زواجنا.. زواج من طرف واحد يعني أنت وبس.. لأني أنا ماني بشريكة لك في ذا العقد دامك تبي تمشي حياتنا بذا الطريقة فارس شعر بألمها يحز في روحه.. يعجز عن فهم سبب تصرفه معها بهذه الطريقة رد عليها بهدوءه المعتاد: يعني أنتي زعلانة؟؟ العنود بتهكم رقيق: زعلانة؟؟ يعني إنك مهتم!! ثم أردفت بحزن: تدري فارس.. خلنا على جنب... ناصر أشلونه؟؟ فارس ببرود مقصود: توش كلمتي أبيش وراكان أكيد قالوا لش.. العنود فهمت نغزته لكنها تجاوزتها وهي تقول بهدوء: أحب اسمع منك فارس تنهد: بخير.. كلها كم يوم ونرجع للدوحة.. وذا الكلام أظني سمعتيه اليوم مرتين إذا مهوب أكثر العنود بحزن ومرارة: زين دامك منت بطايقني.. ليش مكلف على روحك تتصل؟؟ فارس شعر بصدمة كاسحة تخترق روحه (أنا ماني بطايقش؟؟ أنا؟؟ يعني بدل ما أوصل لها إحساس هيامي فيها خليتها تحس إني ماني بطايقها أي مخلوق غريب أنت يا فارس؟؟ أي مخلوق؟؟) فارس تنهد: العنود ليش تقولين كذا؟؟ العنود ماعادت تحتمل كل هذا.. ماعادت تحتمل.. اختنقت بعبراتها وتريد أن تختلي بنفسها لتبكي همست بصوتها المختنق: فارس تصبح على خير فارس كاد يجن (وتبكي بعد؟؟ تكفين العنود كله ولا دموعش) همس لها بأمر قوي: لا تسكرين نبرة الأمر الحادة في صوته أنهت الباقي من تجلدها وهي تنخرط في نشيج خافت مؤلم وتلقي الهاتف جوارها فارس جن فعلا وهو يسمع صوت نشيجها يخترق روحه كأسياخ محمية كره نفسه ألف ألف مرة.. كره غروره وقسوته عليها في الوقت الذي كان يتمنى أن يشبعها حنانا وحبا وهياما وغراما كان يعتصر هاتفه في كفه وهو يصر بين أسنانه: العنود.. العنود ردي علي كان يود أن يصرخ عاليا.. عل صوته يصلها ولكن مكان تواجده منعه وهو يشعر بالقهر وهو يسمع صوتها تبكي بهذه الطريقة الموجعة وهو لا يستطيع التصرف مضت خمس دقائق والعنود الباكية نست هاتفها تماما كانت الخمس دقائق الاسوأ في حياة فارس شعر أنها خمس سنوات.. خمس قرون من الألم والقهر والحسرة العنود تذكرت الهاتف المفتوح التقطته رغم أنها كانت متأكدة أن فارس لابد أغلقه لذا صُدمت أنه مازال على الخط ويناديها ردت بصوت متعب: آسفة ماظنيت إنك على الخط ذا كله فارس بنبرة حنان غير معتادة ولكنها تبدو لذيذة جدا بصوته: تبين أسكر وأنا داري إنش تبكين؟!! مستحيل انتفض قلب العنود بعنف.. عنف كاسح وفارس يكمل بذات النبرة: أدري إني غريب واجد مهوب شوي استحمليني شوي.. ولا تصيرين تاخذين كل كلمة أقولها بحساسية صمتت العنود فارس بهدوء: هاه العنود؟؟ العنود بصوتها المبحوح: يصير خير إن شاء الله ابتسم فارس ..تمنى أن يقول لها لحظتها كم يحبها!! كم يعشقها!! كم يذوب بهواها!! لكنه أكتفى عن كل هذا بأن قال لها بهدوء: زين تصبحين على خير ولا تهملين دراستش **************************** ذات الوقت توقيت آخر وبلد آخر كانت باكينام في غرفتها تتمدد على سريرها استعدادا للنوم والدها وصل من نيويورك قبل حوالي ساعتين.. جلست معه قليلا ثم صعدت لغرفتها لتصلي قيامها وتنهي بعض أعمالها قبل النوم قاطع رغبتها في النوم طرقات هادئة على الباب عرفت أنها طرقات والدها همست باحترام: تفضل بابا دون أن تعلم أن سماحها بدخول صاحب الطرقات سيسلب كل أمانيها بالنوم ليحيلها لمخلوق محطم مبعثر المشاعر والدها دخل وهو يبتسم وهمس لها: ممكن خمس دئايئ من وئت حبيبت باباها باكينام اعتدلت جالسة وهي تقول: ئول خمس ساعات.. تعالى أنته واحشني خالص والدها جلس جوارها وهو يقول بهدوء: أخبارك أنتي ويوسف إيه؟؟ باكينام توترت لأقصى حد.. ذكر يوسف كفيل بضخ كل الأدرنالين في جسمها ليرتفع تحفزها للحد الأعلى همست لوالدها بتصنع: تمام يابابا كلو تمام والدها أمسك بيدها واحتضنها وهو يقول بحنان: حبيبي باكي.. أنتي فاكرة أنو أنتي اللي وافئتي على يوسف ووافئتي على خطبة وكتب كتاب في يوم واحد باكينام ابتلعت ريقها وهزت رأسها بأسى (وكأني من وافقت باقتناعي؟!!) والدها يكمل بنبرة منطقية: وأنتي عارفة إنك هترجعي واشنطن بعد تلات أسابيع هزت رأسها ووالدها يكمل: ويوسف كمان هيرجع ابتلعت ريقها للمرة الألف.. لِـمَ تشعر أن ريقها جاف هكذا؟؟ هزت رأسها أيضا والدها يكمل بهدوء رغم أنه بدأ يشعر بالحرج: وأكيد باكي حبيبي أنتي شايفه أنو مش منطق أنو واحد ومراته ساكنين في بلد لوحديهم وكل واحد في مكان شعرت باكينام بمطارق متوحشة تهرس قلبها.. ومطارق أكثر توحشا تهصر مخها باكينام بحذر: بابا أنت عاوز تئول إيه؟؟ والدها بهدوء يلقي قنبلته: أنتي ويوسف لازم تعملو فرحكم ئبل سفركم لواشنطن باكينام قفزت واقفة وهي تهتف باستنكار مر: مستحيل بابا.. مستحيل والدها بغضب: إيه هو اللي مستحيل.. هو لعب عيال عاوزة تتخطبي وما تتجوزيش.. هي دي أخلاء بنات الناس المتربيين باكينام بضعف: بابا ربنا يخليك ما تزعلش مني بس أنا ويوسف مش متفاهمين.. أنا عاوزاه يطلئني.. مش نتمم جوازنا والدها بصدمة: طلاء إيه.. دا أنتي موعد فرحك اتحدد بعد حوالي تلات أسابيع بالزبط في نفس يوم سفرك اللي أجلناه شوية عشان السبب ده باكينام بصدمة أكبر.. صدمة نحرتها تماما: إيه؟؟ فرح؟؟ لا يا بابا.. لأ.. ربنا يخليك.. ما ترمنيش الرمية دي والدها بغضب: رمية؟؟ يوسف عزت اللي ألف وحدة تتمناه رمية؟؟ حتى لو كان رمية.. أنتي اللي رميتي نفسك مش أنا خطوبتك حصلت ئدام كبرات مصر.. وفرحك بطاقاته توزعت وكلام عيال مش عاوز.. أنتي اللي تجوزتيه برضاكي وهتممي الجوزاة لأنو لا أنا ولا طاهر حمل فضايح.. والجواز مش لعب عيال توافئي وبعدين تئولي مش عاوزاه.. ثم أردف بحزم: عندك حساب مفتوح.. اصرفي زي منتي عاوزة.. واتجهزي لفرحك جهاز يليء بيكي وبأبوكي.. وكلام تاني مش عاوز أسمع ثم خرج خرج ليتركها خلفه ممزقة.. مثقلة بالأسى والحزن (أتزوج يوسف فعليا بعد ثلاثة أسابيع أنا لا أطيق وجوده لساعتين.. فكيف لو أصبحنا سكان بيت واحد؟!!) (بت يا باكينام.. بلاش عبط أنتي عارفة كويس أنك بتحبيه وماحبتيش ئبله حد.. ولا هتحبي بعدو يعني لو ماتجوزتيهوش.. مش هتتجوزي خالص) (لكن الحب شيء والعشرة شيء آخر أحببته وأحبه بل وأعشقه.. نعم.. لكنه مخلوق غير قابل للتعاشر متسلط.. ومغرور.. وكريه حياتي معه ستهدم كل شعور حب أحمله له) ************************ ذات الوقت توقيت آخر وبلد آخر غرفة مشعل ولطيفة يتمددان على سريرهما ويعبق في الجو روح أسى عميقة مشعل يضع رأسه على ذراع لطيفة ويحتضن كف ذراعها الأخرى بالقرب من قلبه لطيفة تهمس بحنان: حبيبي هونها وتهون.. إن شاء الله إن ناصر مافيه إلا العافية مشعل صمت.. الحزن في قلبه أكبر من التعبير بأي كلمات لطيفة لا تعلم بعد بحالة ناصر.. وهو لا يريد إخبار أحد قبل والدته المهمة التي تخنق روحه لأقصى حد ولكنه يريد إخبارها قبل عودة ناصر بيوم حتى تتهيأ للخبر من ناحية ولا تصدم به وحتى لا يطول قلقها عليه من ناحية ثانية مشعل يتذكر شيئا أشعره بالألم لإهماله.. همس بهدوء وهو يشدد احتضان كف لطيفة: حبيبتي امتحاناتش شأخبارها؟؟ سامحيني أنسى أسأل.. سالفة ناصر ماعاد خلت فيني مخ لطيفة تضع خدها على جبينه وهي تهمس بنعومة: إن شاء الله خير.. صحيح مالي نفس أذاكر بس أنا ختمت المواد كم مرة خلال الشهور اللي فاتت همس لها برقة: زين حبيبتي.. أدري إنه اللي يعينش مع امتحاناتش بس عشان خاطري كل مالقيتي وقت اخذي البنات وروحو لأمي.. أبيكم تلهونوها عن التفكير لطيفة بحنان: حبيبي بدون ما تقول.. أمك أمي لاتحاتي.. اليوم رحت لمشاعل شوي.. وعقب مريتها والعصر رحت لها أنا والبنات مشعل بقلق: مشاعل شأخبارها؟؟ لطيفة بحزن: تعبانة.. تعبانة واجد ثم أردفت باهتمام: تكفى مشعل إذا جا ناصر وصه فيها مشعل باستغراب: أشلون أوصيه يعني؟؟ لطيفة بحرج: خبرك أنتو يارياجيل آل مشعل تطري عليكم الجفاسة.. ومشاعل رقيقة بزيادة مشعل ابتسم: كنش تلبخيني؟!! (التلبيخ له عدة معان عريقة!! والمقصود هنا التعريض المبطن) ثم أردف بهدوء: لا تحاتين أختش.. ناصر عاد أبعد واحد عن جفاستنا اللي تقولين صمتت لطيفة.. لم تعرف ماذا تقول اكتفت أن تدعو الله في سرها وبعمق أن يحنن قلب ناصر المجروح على شقيقتها |
رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر
قراءه ممتعه للجميع,,,,
|
الساعة الآن 08:46 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)
لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .