 |
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:15 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
( 15 )
أخطاء شائعة في الصلاة
للشيخعبد الرحمن السديس إن الصلاة التي تحكم الصلات بين المخلوق وخالقه، وتحقق الأثر البالغ في نفس المصلي؛ فتنهاه عن المنكر وتأمره بالمعروف وتعينه على أمور دينه ودنياه هي الصلاة الشرعية المقامة على ضوء معالم الكتاب العزيز والسنة النبوية، وذلك باستكمال آدابها ومستحباتها، وشروطها وأركانها. والصلاة الشرعية تمثل دواءً ناجعاً للمشكلات النفسية، والتوترات العصبية، والقلق والاكتئاب.
الحمد لله، جعل الصلاة عماد الدين، وعصام اليقين، وسيدة القربات وغرة الطاعات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، ومصطفاه وخليله، أفضل البرية وسيد البشر، القائل فيما صح عنه من الخبر: {وجُعلت قرة عيني في الصلاة }.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على الرحمة المهداة، والنعمة المُسداة، نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، وأزواجه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
أيها الإخوة في الله: أقول بعد الوصية بتقوى الله: إن الإنسان في خضم مشاغل الحياة المادية، وما تورثه في النفس البشرية؛ من مشكلات نفسية، وتوترات عصبية، يحتاج حاجة ملحةً إلى ما ينفس عن مشاعره، ويفرج من لأْوَائِهِ ومصائبه، ويبعث في نفسه الطمأنينة القلبية، والراحة النفسية، بعيداً عن العُقد والقلق والاكتئاب، وهيهات أن يجد الإنسان ذلك إلا في ظل دين الإسلام، وعباداته العظيمة، التي تمثل دواءً روحياً ناجعاً، لا نظير له في الأدوية المادية!!
ألا وإن أعظم العبادات أثراً في ذلك: الصلاة بنوعيها: فرائض ونوافل، يقول الله سبحانه: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ[البقرة:45].
ويقول جل وعلا: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ[العنكبوت:45].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لـبلال رضي الله عنه: {أقم الصلاة، أرحنا بها }..
{وكان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة } رواه: الإمام أحمد ، و أبو داوُد عن حذيفة رضي الله عنه .
وما ذلك -يا عباد الله- إلا لأن الصلاة صلة بين العبد وربه، ولأن للقيام بين يدي الله عزَّ وجلَّ في الصلاة أثراً عظيماً في إصلاح النفس الإنسانية، بل وكافة المجتمعات البشرية.
ولكن -يا عباد الله- ما هي الصلاة التي تُحكم الصلات بين المخلوق وخالقه؟ ما هي الصلاة التي تحقق الأثر البالغ في نفس المصلي، فتنهاه عن الفحشاء والمنكر، وتعينه على أمور دينه ودنياه، عملاً بالواجبات والمباحات, وبُعداً عن المحرمات والمكروهات؟
أهي الصلاة جسداً بلا روح؟
وقالَباً بدون قلب؟
وحركاتٍ بدون خشوع؟
وعادة لا عبادة؟
وصورة لا حقيقة؟
وألفاظاً ومبانٍ، لا مقاصد ومعانٍ؟
لا.
وكلا؛ ولكنها الصلاة الشرعية النبوية، المُقامة على ضوء معالم القرآن العزيز، ومنهاج السنة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
إن الصلاة التي يريدها الإسلام هي التي تمثل المعراج الروحي للمؤمن، حيث تعرج به روحه كلما قام لله مصلياً؛ في فريضة أو نافلة، منتقلة من عالم المادة إلى عالم السمو والطهر والصفاء والنقاء، وفي ذلك مصدر السعادة والسرور، ومبعث الطمأنينة والحبور.
إخوة الإسلام: لا يخفى على كل مسلم بحمد الله مكانة الصلاة في دين الله، ومنـزلتها في شرع الله، فهي عمود الإسلام, والفاصل بين الكفر والإيمان، ومنـزلتها في الإسلام بمنـزلة الرأس من الجسد، فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له، لا دين لمن لا صلاة له والعياذ بالله ، ونصوص الشرع في ذلك متظافرة بحمد الله .
وإذا كان الأمر بهذه الأهمية والخطورة، فإن الذي يحز في النفس ، ويؤلم القلب، أنه لا يزال في عداد المنتسبين إلى الإسلام من لا يرفع رأساً بها، فما بال أقوام يعيشون بين ظهراني المسلمين، قد خف ميزان الصلاة عندهم، وطاش معيارها، بل لربما تعدى الأمر إلى ما هو أفظع من ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فهل ينتهي أولئك قبل أن يحل بهم سخط الله، وتعاجلهم المنية، وهم على هذه الحال السيئة؟!
أيها الإخوة المصلون: لتهنكم الصلاة! ويا بشرى لكم بما شرح الله صدوركم لهذه الفريضة العظيمة! وهنيئاً لكم ثواب الله وفضله العاجل والآجل، لقيامكم بهذا الواجب الشرعي العظيم!
|
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:16 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
إرشاد إلى مسائل مهمة في الصلاة يا أيها المصلون: لتعلموا أن للصلاة المقبولة شروطاً وأركاناً، وواجبات وآداباً، لا بد من الوفاء بها، كما أن هناك مسائل مهمة، وأخطاء شائعة في هذا الفريضة؛ يحتاج المصلون إلى أن يعوها ليطبقوها.
وقد ورد في المسند : {إن أشد الناس سرقة، الذي يسرق من صلاته } وذلك بعدم تمام ركوعها وسجودها وخشوعها.
كما ورد: {إن المصلي لينصرف من صلاته، وما كُتب له إلا ربعها، أو خمسها، حتى بلغ عشرها }.
وهذا يدعو المسلم المصلي إلى أن ينتبه لشأن صلاته، حتى لا يخسر الثواب ويبوء بالعقاب.
وهذه مسائل مهمة موجزة يحسن التنبيه عليها في هذا الموضوع:
الأمر الأول: الطهارة باطناً وظاهراً، فالطهارة شرط مهم للصلاة، ولا تقبل الصلاة إلا بها، فواجب المصلي أن يتعاهد أمر طهارته ووضوئه، فلا يتساهل في ذلك، ولا يزيد إلى حد الوسوسة.
ومما يؤسف له في ذلك أن بعض العامة لا يُعنى بالوضوء والطهارة، بل إن بعضهم ليتيمم مع قرب الماء، أو إمكان الوصول إليه، وهذا تفريط ظاهر.
الأمر الثاني: استقبال القبلة: وهو كذلك شرط مهم من شروط الصلاة، ومن كان في الحرم لزمه أن يتوجه إلى عين الكعبة، وبعض المصلين -هداهم الله- يجهل ذلك أو يتساهل فيه.
الأمر الثالث: ستر العورة: وهو كذلك من الشروط المهمة، وما يفعله بعض المصلين من التقصير في هذا الأمر بلبس الثياب الشفافة، أو السراويل القصيرة التي يُرى من خلالها لون البشرة وتُميز صفتها أمر ينبغي التنبه له.
والمرأة في الصلاة عليها أن تستر جميع بدنها إلا وجهها، إلا أن يكون عندها رجال من غير محارمها، أو تكون في المسجد الذي هو مظنة رؤية الرجال لها، فيجب عليها -والحالة هذه- أن تستر وجهها، وتأتي متبذلة محتشمة، غير متبرجة ولا متطيبة؛ لترجع مأجورة غير مأزورة.
الأمر الرابع: العناية بتسوية الصفوف: فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسوي الصفوف بنفسه، كما ورد التشديد على من لمن يهتم بذلك، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: {عباد الله! لَتُسَوُّنَّ صفوفَكم، أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بين قلوبكم } وهذه مسئوليةٌ ينبغي أن يتعاون عليها الإمام والمأموم، بالحث والتواصي؛ ولكن يُحذر الإيذاء، ويدفع العنت، وهذا من فقه المصلي وحكمته.
الأمر الخامس: لب الصلاة وروحها، ألا هو الخشوع فيها، يقول سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُـمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِـعُونَ[المؤمنون:1-2].
فأين الخشوع عند أولئك المتكاسلين عنها، المستسهلين لها، الذين يتضايقون ويتبرمون ويودون الراحة منها؟!
وأين الخشوع عند أولئك المتشاغلين فيها؟ صلاتهم عبث وحركة، التفات وتمايُل، نقرٌ وعجلة، قلوبهم في كل وادٍ تهيم، وعقولهم في كل مكان تسرح، فصلاة كهذه خداج لا تمام.
فواجب المصلي أن يلازم الخشوع وحضور القلب، وأن يأخذ بالأسباب التي تعينه على ذلك، ويحذر الصوارف عنه.
والطمأنينة -أيها المصلون- ركن عظيم من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا به، وقد ابتلي كثير من الناس لضعف الإيمان، وقلة الفقه، وتمكن الدنيا في النفوس بالتساهل فيها والعياذ بالله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته؛ لسرعته وعدم طمأنينته: {ارجع فصلِّ، فإنك لم تصلِّ } متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
الأمر السادس الذي ينبغي التنبه إليه: وجوب متابعة الإمام، يقول عليه الصلاة والسلام: {إنما جُعل الإمام ليؤتم به } فلا يجوز التقدم عليه ومسابقته، بل إن ذلك قد يكون سبباً في رد الصلاة وبطلانها، وقد ورد الوعيد الشديد على مَن هذه حاله.
يقول عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة المتفق عليه: {أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوِّل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار }.
وقال الإمام أحمد رحمه الله : ليس لمن سبق الإمام صلاة.
وأمرٌ هذه خطورتُه، وتلك عقوبته، ينبغي للمصلي أن يتنبه إليه جيداً، ولا يستهويه الشيطان -أعاذنا الله منه- الذي يريد أن يفسد على المصلين صلاتهم.
وحال كثير من المأمومين في هذا الأمر يؤلم ويؤسف، فالله المستعان!
فلنتق الله -يا عباد الله- في أمورنا عامة، وفي صلاتنا خاصة؛ فإن حظ المرء من الإسلام على قدر حظه من الصلاة، ولنفكر في حالنا ماذا جنينا من جراء التهاون بشعائر الإسلام كله، ولا سيما الصلاة؟!
إن أمةً لا يقف أفرادها بين يدي الله في الصلاة؛ لطلب الفضل والخير منه؛ لجديرة ألا تقف ثابتة في مواقف الخير والوحدة والنصر والقوة؛ لأن هذه كلها من عند الله وحده.
فإذا أصلحنا ما بيننا وبين الله، أصلح الله ما بيننا وبين الناس، وإن مَرَدَّ تَرَدِّي كثير من الأوضاع في شتى البقاع لِتَرَدِّي أبنائها في أودية المخالفات، وعدم القيام بما هو من أوجب الواجبات، ألا وهو الصلاة.
واللهُ المسئول أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، ويرزقهم الفقه في دينه، والبصيرة فيه، وأن يجعلهم محافظين على شعائر دينهم، معظمين لها، قائمين بعمودها على خير وجه، إنه جواد كريم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
السر في الأمر بإقامة الصلاة الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- واحرصوا على إقامة صلاتكم؛ فإنها نور لكم في الأرض، وذُخر لكم في السماء، وإن المتأمل في آيات التنـزيل ليجد أن الأمر بالصلاة يأتي دائماً بأسلوب الإقامة، وفي ذلك زيادة معانٍ على مجرد الأداء؛ لأن الإقامة تعني الإتمام والعناية.
وإن مسئولية المصلين لعظيمة بالنسبة لأنفسهم تعاهداً لها، وعناية بها، وبالنسبة لغيرهم من معارف وأقارب، وأبناء وجيران؛ من حيث أمرهم ونصحهم في هذا الموضوع العظيم.
وعلى أئمة المساجد دور كبير؛ لأنهم يضطلعون بمهمة كبرى، فعليهم أن يقوموا بها عناية بالصلاة، وتفقيهاً بأحكامها وحِكَمِها على حسب قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {صلوا كما رأيتموني أصلي } ولا بد من تحقيق التعاون بين الأئمة والمأمومين، وذلك بقيام كل برسالته؛ لتتحقق النتائج المرجوة بإذن الله.
بقي ملحظ مهم في هذا الموضوع، وهو أن من المسائل التي فيها سعة، وقد وقع الخلاف فيها بين الأئمة؛ لا سيما في أمور السنن والمستحبات، لا ينبغي أبداً أن تكون محل شقاق ونزاع، وتنافرٍ بين المسلمين، كما لا يليق التشديد والإنكار فيها، ولا ينافي ذلك الحرص على السنة.
فاتقوا الله -عباد الله- وتفقهوا في أحكام دينكم.
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير من قام بالصلاة، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك.
اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجمع قلوبهم على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه، يا قوي يا عزيز.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِـيمُ.
ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة، ومن ذريتنا، إنك أنت السميع العليم.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
|
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:17 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
اتمنى للجمييييييييييييع
الفاااااااااااااائدة
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:18 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
الى اللقااااااااااااااااااااااااااااااء
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:23 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
( 16 )
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً؟
للشيخسعد البريك
أيها الأحبة: أتظنون أن الله سبحانه وتعالى خلقكم وجعل لكم الأسماع والأبصار، والأفئدة والجوارح والحواس عبثاً؟ إن العاقل ليعلم أنه لم يُخلق عبثاً ولن يُترك سدىً، ولكن ما هي الفائدة التي من أجلها خلقنا؟ وكيف نقيم هذه الغاية ونداوم عليها؟ هذا ما ستجدونه في طيات هذه المادة.
الغاية من خلق الإنسان
الحمد لله وحده لا شريك له، نحمده ونستهديه، ونثني عليه الخير كله، نشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك كل من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه والمثيل، والند والنظير: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، لم يعلم طريق خير إلا دل أمته عليه، ولم يعلم سبيل شر إلا وحذر أمته منه، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، فهي وصية الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131] ويقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
معاشر المؤمنين: كل عاقل يعلم أن الله لم يخلقه عبثاً، ولن يتركه سدىً: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]..
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً [القيامة:36]. معاشر المؤمنين: أتظنون أن الله سبحانه وتعالى خلقكم وركب فيكم الأسماع والأبصار، والأفئدة والجوارح والحواس، وأموراً خفيت عليكم ونعماً لا تحصوها عبثاً؟ أفترون أن هذا كله خُلق عبثاً؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. إذاً: لأي شيء خُلقنا؟ ولأي حكمة وجدنا؟ خلقنا لعبادته سبحانه، خلقنا لنفرده وحده سبحانه بالعبادة لا شريك له: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
ما خلقنا الله ليستكثر بنا من قلة، أو ليستغني بنا من فقر: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات:57] ما خلقنا الله ليستظهر بنا من قلة علم، أو ليستقوي بنا من ضعف: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:58]. معاشر المؤمنين: من أجل هذا خلقتم، ولأجل هذا وجدتم، فهل تصرفاتكم تبرهن ما خلقتم لأجله؟ وهل أعمالكم تثبت لأي شيء خلقتم، أم أن الكثير قد انصرف عما خلق لأجله، وانشغل بما تكفل الله له به؟ إن الخلق خلقوا لعبادة الله سبحانه وتعالى، تلك التي تنفعهم وتُوضع في موازينهم وتُرجح صحائفهم، وتكون بعد رحمة الله سبباً لدخولهم الجنة، إن كثيراً من العباد في غفلة عن هذا الأمر، وقد انشغلوا بأمر قد تكفل الله به، قد انشغلوا وتشاغلوا بأمور قسمها الله سبحانه وتعالى ألا وهي الأرزاق ومتاع الدنيا. يا بن آدم! إن الله جل وعلا خلق دواباً صغيرة لا تبصرها ولا تراها، وجعل لها سمعاً وبصراً وأجهزةً هضمية وتناسلية، وجعل لها من وظائف الخلق والمعيشة ما الله به عليم، أفتظن أن الله ينساك ويتركك: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [هود:6].
|
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:25 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
الرزق مقسوم والأجل محتوم
يا بن آدم: إن الله خلقك ولن يُضيعك، وإن رزقك الذي تشاغلت به قد قسمه الله لك وأنت نطفة في رحم أمك، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يؤمر الملك فينفخ فيه الروح ويُؤمر بكتب أربع كلمات: برزقه وأجله وشقي أم سعيد) فالرزق قد كتب وأنت في رحم أمك، والأجل قد كتب وأنت في رحم أمك.
إذاً فلا الحرص على الدنيا يزيد نصيبك فيها، ولا القناعة فيها تقلل حظك منها، ولا الإقدام على الدعوة والصدق في الحق يقرب أجلك، ولا الجبن والخوف والخور يُبعد أجلك ولو يوماً واحداً: إذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [يونس:49]. (بكتب رزقه وأجله وشقي أم سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة -وجاء في بعض الروايات: فيما يظهر للناس- حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).
إذاً يا عباد الله! الأرزاق والآجال بيد الله سبحانه وتعالى، فينبغي أن لا ننشغل بها عما خلقنا لأجله وهو العبادة، ينبغي أن نُسخر طاقاتنا وأوقاتنا، وقدراتنا وتصرفاتنا وأفعالنا، ينبغي أن نسخرها لوجه الله سبحانه ولعبادته وحده.
شروط قبول العمل ولوازمه
أهمية المتابعة في الأعمال الخشية من الله والخوف من عدم قبول العمل أهمية المتابعة في الأعمال
أيها الأحبة: أترك أمر العبادة لكل واحد منا أن يتعبد كما يحلو له؟ لا وألف لا.
إن العبادة أمر مشروع من الله سبحانه وتعالى، ولابد أن ننطلق فيها عن أمر من الله أو أمر من نبيه صلى الله عليه وسلم، لم تُترك العبادة ليتعبد الإنسان كيفما يحلو له، يصلي يوماً خمساً ويوماً أربعاً، أو يوماً سبعاً ويوماً ثمانياً، يصوم هذا ويترك هذا..
لا، إن العبادة لا تبد أن تنطلق من أمر عليه شرع من الله سبحانه، وعليه شرع من نبيه صلى الله عليه وسلم، وما سوى ذلك فمردود على صاحبه، مضروب به في وجهه. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي: مردود، وفي رواية لـمسلم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فلابد أن يكون منطلق العمل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن كل فعلٍ صالح وعمل طيب لابد وأن يكون عليه دليل من كتاب الله وسنة نبيه، إما بخطاب تكليفي ورد به خصوصاً، أو بقاعدة عامة يندرج فيها هذا العمل. وماذا بعد العمل يا عباد الله؟ يبقى أساس الأمر ولبه وذروة سنامه ألا وهو الإخلاص، الإخلاص الذي يجعل كثيراً من الناس يستنكر أعماله ولا يجد بريق نتائجها. إن الكثير منا ليعمل أعمالاً ويبذل جهوداً، ولكن النتائج -والنتائج بيد الله- لا تكون على حسب ظنه، أو لا تكون على قدر توقعه..
لماذا؟ فليتهم إخلاصه؛ لأن الله سبحانه وتعالى لو تُعبد له الليل والنهار، وصيمت له الأيام، وأُدخل في هذا العمل أحد سواه؛ فإن الله يرفضه ولا يقبله، ومن أجل هذا فكل عبادة ليس عليها أمر الله أو أمر نبيه ولم تكن خالصة لوجه الله فهي مردودة على صاحبها، ويجعلها الله هباءً منثوراً: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23]: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً [النور:39]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
أهمية الإخلاص في الأعمال
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، فهي سبب أمنكم وعزكم ورفعتكم وسيادتكم، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك. معاشر المؤمنين: الإخلاص شأنه عظيم، الإخلاص مكانته من الأعمال جليلة، ولا يُقبل عمل ليس خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى، إن الله لم يأمرنا بالعبادة وحدها، بل أمرنا بالعبادة مقرونةً بالإخلاص: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] ينبغي أن يكون الإخلاص قائدنا ومحركنا وباعثنا في كل أمر من الأمور التي نفعلها أو نذرها ونتركها.
ينبغي أن يكون فعلنا للأمور منطلقاً من إخلاصها لوجه الله سبحانه وتعالى، وتركنا واجتنابنا للنواهي والمحرمات إخلاصاً لوجه الله، ومراقبةً الله، وخشية من عقاب الله، لا أن يكون عن عجز وضعف عن نيل ذلك الحرام أو المنكر أو المكروه. معاشر المؤمنين! يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) فاحذروا -يا عباد الله- أن يخالط أعمالكم شيء من الرياء أو الشرك أو شيء من ابتغاء حظوظ فانية رخيصة عاجلة، ابتغوا ما عند الله فما عند الله خير وأبقى؛ ومن أجل هذا -يا عباد الله- فإن الأعمال ولو كانت قليلة إذا زينها الإخلاص ضاعفها الله بالقبول وبمضاعفة الحسنات حتى يجدها عند الله أعمالاً كالجبال بسبب الإخلاص، وبسبب مراقبة الله سبحانه وتعالى. ومن أجل هذا تفاوت الناس وتباينت درجاتهم، لماذا رجح إيمان أبي بكر الصديق على إيمان الأمة أجمع، لو وضع إيمان أبي بكر في كفة ووضع إيمان الأمة في كفة لرجح بها إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟ والله ما هو بكثير صلاة ولا صيام فاق به سائر الأمة، لكنه لأمر وقر في قلبه رضي الله عنه، ومن أجل هذا كانت له مكانة عظيمة عند الله وعند نبيه صلى الله عليه وسلم. يقول الحسن البصري: [الناس هلكى -جمع هالك- إلا العالمون، والعالمون هلكى إلا العاملون، والعاملون هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم].
لابد أن يستديموا الإخلاص ويلازموه في كل أعمالهم حتى يكون العمل من أوله إلى آخره خالصاً لوجه الله وحده لا شريك له، ثم ماذا بعد ذلك؟ اسألوا الله قبول الأعمال، إننا لنرى في أنفسنا وفي كثير من إخواننا من يأتي إلى الصلاة فينقرها كنقر الغراب، أو يفعل شيئاً من العبادة ويظن أن الأمر قُبل بلا شك ولا محالة. مسكين هذا الذي يمتن على ربه بعبادته، مسكين هذا الذي يمن على خالقه بصلاته، قِف مع نفسك قليلاً: هل أديت هذا العمل في وقته وعلى نحو ما شرعه الله؟ وهل باعثك إخلاصه لوجه الله؟ ثم قف خاشعاً ذليلاً متضرعاً، واسأل ربك أن يكون العمل قد قُبل؛ فإن المحروم من يعمل أعمالاً يضرب بها وجهه ويلف كما يلف الثوب الخلق.
الخشية من الله والخوف من عدم قبول العمل
لابد أن تقف سائلاً الله بعد نهاية كل عمل قبوله، اسأل ربك القبول، فإن المحروم الذي ليس له من صلاته إلا التعب والسهر، وليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وليس له من أفعاله إلا ثناء الناس وحديثهم وليس له نصيب عند الله؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله. إن المحروم هو الذي ينال شيئاً من الثناء والمديح وليس له عند الله مكانةٌ ولا منزلة، ولا رفعة لدرجاته، ولا ثقل في موازين أعماله الصالحة. إذاً: يا عباد الله: اسألوا الله قبول أعمالكم وتذكروا قول عائشة رضي الله عنها يوم أن تلت قول الله جل وعلا: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60] قالت: يا رسول الله! أهم الذين يزنون؟ أهم الذين يسرقون؟ أهم الذين يشربون الخمر؟ قال: (لا، يـ ابنة الصديق أولئك قوم يُصلون ويتصدقون، ويصومون ويقومون الليل وقلوبهم وجلة يخشون ألا تقبل أعمالهم). إذاً فاسألوا الله القبول، وراقبوا الله في أعمالكم دقيقها وجليلها، فإننا نرى جهوداً كثيرة خاصة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، لكن لا نجد النتائج على مقدار هذه الجهود، ولله في ذلك حكمة، إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى النبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، فليست الاستجابة شرطاً لوجوب الدعوة والأمر بالمعروف، لكننا ينبغي أن نلاحظ أنفسنا وأن نتهم أعمالنا، وأن نناقش إخلاصنا لننظر ما الدافع والباعث والمحرك فيها. إننا يوم أن نحقق الإخلاص نفوز بخير عظيم ولو قمنا بأعمال قليلة ما دامت خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، فإن الله يبارك فيها وينميها ويقبلها عنده طيبة، والله لا يقبل إلا الطيب. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد ولاة أمرنا بفتنة، وأراد علماءنا بمكيدة، وأراد شبابنا بضلال، وأراد بنسائنا تبرجاً وسفوراً، وأراد ببناتنا اختلاطاً في الوظائف والتعليم مع الرجال، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم افضحه على رءوس الخلائق، اللهم اجزه شر ما تجزي به فاسقاً في فسقه. اللهم إننا نُصبح ونمسي ونبيت منك في أمن وعافية ورخاء وستر وطمأنينة، وإن من الخلق من يحاولون تنكيد هذه النعم وإحلال النقم مكانها، اللهم من أراد ذلك بنا وبعلمائنا وولاة أمرنا، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيه يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف وأسوء من ذلك يا جبار السماوات والأرض. اللهم اختم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله آجالنا، واقرن بالعافية غدونا وآصالنا، واجعل اللهم إلى جنتك مصيرنا ومآلنا. اللهم ارزقنا توبة قبل الموت وشهادة عند الموت ونعيماً وسروراً وحبوراً بعد الموت، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ووالدينا وجميع المسلمين أجمعين. اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، ولا غائباً إلا رددته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين! اللهم إنا نسألك من العافية شمولها، ومن النعمة حصولها، اللهم إنا نسألك من العصمة دوامها، ومن العافية تمامها، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، اللهم وفقنا إلى ما يرضيك وجنبنا أسباب سخطك، وباعد بيننا وبين أسباب غضبك، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً طبقاً نافعاً مجللاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم ارحم المسبحات الرُكع، والبهائم الرتع، والأطفال الرضع، اللهم ارحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تعذبنا بذنوبنا. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الحليم العظيم، رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان ، اللهم انصر إخواننا المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم ارحم المستضعفين، اللهم ارحم المستضعفين، اللهم ارحم المستضعفين، اللهم ثبت إخواننا المجاهدين، اللهم وحد شملهم، واجمع كلمتهم، وثبت أقدامهم، وسدد رأيهم ورصاصهم في نحور أعدائهم، اللهم عجل بنصرهم، اللهم عجل بهزيمة وكسيرة أعدائهم، اللهم وعدك الذي وعدت إنك لا تخلف الميعاد، اللهم انصرهم يا رب العالمين، اللهم بشرنا بنصرهم عاجلاً غير آجل. اللهم عليك بـالرافضة الإيرانيين الخونة، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم عليك بـالجعفرية الإثني عشرية، اللهم اجعلهم بدداً وأحصهم عدداً ولا تبق فيهم أحداً، اللهم أهلك زروعهم وضروعهم، من كان فاجراً فاسقاً حاقداً منهم بقدرتك يا جبار السماوات والأرض. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ولجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم نوّر على أهل القبور قبورهم، اللهم نوّر على أهل القبور قبورهم، اللهم آنس وحشاتهم، اللهم آنس وحدتهم، اللهم أهل غربتهم، اللهم أعنا على ما أعنتهم عليه واجعله على الشهادة والسعادة، وأعنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين. إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
|
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:26 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
بالتووووووووووووووفيق
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:26 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
الى اللقاااااااااااااااااااااااااء
|
ام ارجواااااان |
07-24-2013 05:27 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
|
ام ارجواااااان |
07-25-2013 06:17 AM |
رد: # ( 30 ندوة رمضانية ) لأيام رمضان المبارك- للاستفادة والتذكير وفقكم الله الدعوة
( 17 )
لا بذكر الله تطمئن القلوب
الذكر حياة القلب، وسبيل لانشراح الصدر، بل به تجلى الكروب، وتزول الهموم، وتطرد الشياطين، ولكن لا ينبغي الذكر باللسان مع غفلة القلب، وهذه الخطبة تبين منزلة الذكر من العبادات وفائدته للذاكرين. فضل الذكر من القرآن والآثار
دور الذكر في شفاء الأسقام وكشف الكروب
الحمد لله ذاكر من ذكره، يتولى الصالحين، ويثيب الذاكرين، ويزيد من شكره، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، فما خاب من ذكره، وما انقطع من شكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ سيد الذاكرين، وقدوة الشاكرين، صلى الله عليه وسلم وبارك على آله وصحبه الأتقياء البررة، أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، اتقوه في السر والعلن، اتقوه واعبدوه، واسجدوا له وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. أيها الناس: إن قلوب البشر طراً كغيرها من الكائنات الحية، التي لا غنى لها عن أي مادة من المواد التي بها قوام الحياة والنماء، ويتفق العقلاء جميعاً أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد، وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع، وتجف كما يجف الضرع، ولذا فهي تحتاج إلى تذليل وري، يزيلان عنها الأصداء والظمأ، والمرء في هذه الحياة محاط بالأعداء من كل جانب، نفسه الأمارة بالسوء تورده موارد الهلكة، وكذا هواه وشيطانه، فهو بحاجة ماسة إلى ما يحرزه ويؤمنه، ويسكن مخاوفه، ويطمئن قلبه، وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء، ويحرز من الأعداء ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها، فهو جلاء القلوب وصقالها، ودواءها إذا غشيها اعتلالها، قال ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟! عباد الله! العلاقة بين العبد وبين ربه، ليست محصورة في ساعة مناجاته في الصباح أو في المساء فحسب، ثم ينطلق المرء بعدها في أرجاء الدنيا غافلاً لاهياً، يفعل ما يريد دون قائد ولا محكم، كلا فهذا تدين مغشوش، العلاقة الحقة أن يذكر المرء ربه حيثما كان، وأن يكون هذا الذكر مقيداً مسالكه بالأوامر والنواهي، ومشعراً الإنسان بضعفه البشري، ومعيناً له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه. فضل الذكر من القرآن والآثار
لقد حث الدين الحنيف على أن يتصل الإنسان بربه، ليحيي ضميره وتزكو نفسه ويتطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق، ولأجل هذا جاء في محكم التنزيل، والسنة النبوية المطهرة ما يدعو إلى الإكثار من ذ كر الله عز وجل على كل حال، فقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذ ِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الأحزاب:41-42] وقال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[الأحزاب:35] وقال جل شأنه: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[الأنفال:45] وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[البقرة:152].وقال سبحانه: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ[العنكبوت:45] وقال صلوات الله وسلامه عليه: {كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم } متفق عليه.وقال صلوات الله وسلامه عليه: {ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيراً لكم من إعطاء الذهب والورق، وخيراً لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: ما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل } رواه أحمد .وقال صلوات الله وسلامه عليه: {من قال سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة }رواه الحاكم وحسنه الترمذي وصححه.
عباد الله: ذكر الله تعالى منزلة من منازل هذه الدار يتزود منها الأتقياء، ويتجرون فيها، وإليها دائماً يترددون، الذكر قوت القلوب، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دوراً بوراً، وهو السلاح الذي يقاتل به قطاع الطريق، والماء الذي يقطع به لهب الحريق.بالذكر -أيها المسلمون- تستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به المصائب والملمات، زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين، فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء، والذاكر الله لا تدنيه مشاعر الرغبة والرهبة من غير الله، ولا تقلقه أعداد القلة والكثرة، وتستوي عنده الخلوة والجلوة، ولا تستخفه مآرب الحياة ودروبها، ذكر الله عز وجل باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته.قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: [[ تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق ]].إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل؛ لأن ذكر الله تعالى سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم، أو غضب وسخط الرب العظيم، وعلى الضد من ذلك التارك للذكر، الناسي له؛ فهو ميت لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء، قال تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ[الزخرف:36] وقال سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[طه:124].
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: [الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس ] وكان رجل رديف النبي صلى الله عليه وسلم على دابة، فعثرت الدابة بهما فقال الرجل: تعس الشيطان! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تقل تعس الشيطان؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت، ولكن قل: باسم الله؛ فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب } رواه أحمد و أبو داود وهو صحيح.وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف أنهم قالوا: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي.
الإكثار من ذكر الله براءة من النفاق، وفكاك من أسر الهوى، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه وما أعده الله له من النعيم المقيم، بل هو سلاح مقدم على أسلحة الحروب الحسية التي لا تكلم؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية : {فإذا جاءوها، نزلوا فلم يقاتلوا بالسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله اكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون } الحديث رواه مسلم في صحيحه . دور الذكر في شفاء الأسقام وكشف الكروب
أيها الناس: ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم وتنطق به الشفتان، وأسمى ما يتعلق به العقل المسلم الواعي، والناس بعامة قد يقلقون في حياتهم أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب، وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت، أو يدفعوها إذا أوشكت، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل يحيى في نفوسهم استشعار عظمة الله وأنه على كل شيء قدير، وأن شيئاً لن يفلت من قهره وقوته، وأنه يكشف ما بالـمُعنَّى إذا ألم به العناء، حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يعمران قلبه وجوارحه: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد:28].
أيها المسلم الكريم: لا تخش غماً، ولا تشك هماً، ولا يصبك قلق مادام قرينك هو ذكر الله، يقول جل وعلا في الحديث القدسي: {أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم.. } رواه البخاري و مسلم .واشتكى عليّ و فاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد، فسألته خادما، فقال صلى الله عليه وسلم: {ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين، فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان فقال علي رضي الله عنه: ما تركتها بعدما سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: ولا ليلة صفين ؟ قال: ولا ليلة صفين}.وليلة صفين ليلة حرب ضروس، دارت بينه وبين خصومه، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
عباد الله! لو كلف كل واحد منا نفسه أن يحرك جفنيه؛ ليرى يمنة ويسرة مشاهد متكررة من صرعى الغفلة وقلة الذكر، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى، أولا ينظر إلى المرضى والمنكسرين أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه، فلم يجبروا عظماً كسره الله، وازدادوا مرضاً إلى مرضهم، أولا ينظرون إلى المسحورين والمسحورات وقد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين، والدجاجلة الأفاكين، فانتشلوا منهم الهناء والصفاء، واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم.أولا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطين، يتوجعون ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار، ولا يهدأ لهم بال؟أرأيتم عباد الله! لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا، أفلا يسائل نفسه: أين هؤلاء البؤساء، من ذكر الله عز وجل؟ أين هم جميعاً من تلك الحصون المكينة، والحروز الأمينة التي تعتقهم من عبودية الغفلة، والأمراض الفتاكة؟ أما علم هؤلاء جميعاً، أن لدخول المنزل ذكراً وللخروج منه، أما علموا أن للنوم ذكراً وللاستيقاظ منه؟أو ما علموا أن لصباح كل يوم ذكراً وللمساء؟ بل حتى في مواقعة الزوج أهله، بل وفي دخول الخلاء، -أعزكم الله- والخروج منه، بل وفي كل شيء، ذكر لنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم أمراً، علمه من علمه وجهله من جهله.
والواقع -أيها الناس- أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين، لأنهم على عجزهم وضعفهم ظنوا أنفسهم شيئاً مستقلاً، لا سباق لهم في ميدان ذكر الله، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم، وهم مع ذلك يرون أنفسهم صفراً من دون ذكر الله تعالى، فكانت النتيجة أن طرح الله البركة واليُمن على من ذكروه؛ فنجوا وأفلحوا، ورفع رضوانه وتأييده عمن اعتز بنفسه؛ فتركه مكشوف السوءة، عريان العورة.وفي حضارتنا المعاصرة كثر المثقفون، وشاعت المعارف الفكرية، ومع ذلك كله فإن اضطراب الأعصاب وانتشار الكآبة داء عام، فما الأمر وما السبب في ذلك؟إنه خواء القلوب من ذكر الله، إنها لا تذكر الله كي تتعلق به وتركن إليه، بل كيف تذكر من تتجاهله، إن الحضارة الحديثة والحياة المادية الجافة؛ مقطوعة الصلة عن الله، إلا من رحم الله، والإنسان مهما قوي فهو ضعيف، ومهما علم فعلمه قاصر، وحاجته إلى ربه أشد من حاجته إلى الماء والهواء، وذكر الله في النوازل عزاء للمسلم ورجاء: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد:28].
ولو تنبه المسلمون لهذا، والتزموا الأوراد والأذكار لما تجرأ بعد ذلك ساحر، ولا احتار مسحور، ولا قلت بركة، ولا تكدر صفو، ولا تنغص هناء.عباد الله! هناك من الناس من يذكرون الله ولكنهم لا يفقهون الذكر، فتصبح بعيدة عن استشعار جلال الله وقدره حق قدره، وذكر الله عز وجل كلام: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ[الزمر:23] غير أن الناس ما ألفوا منه جهلوا معناه، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاماً تقليدياً، وإلا فهل فكر أحد في كلمة: الله أكبر التي هي رأس التكبير وعماده، وهي أول ما كلف به المصطفى صلى الله عليه وسلم، حين أمر بالإنذار: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [المدثر:1-3] إنها كلمة عظيمة، تحيي موات الأرض الهامدة، فصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم، أو هي أشد وقعاً، إنها كلمة ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق وناهب لترتجف يده، ويهتز كيانه، وكذا تدوي في أذن كل من يهم بإثم أو معصية، ليقشعر ويرتدع، وينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتدٍ متكبر، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى أن هناك إلهاً أقوى منه، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره، أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم..
الله أكبر، الله أكبر كبيراً، فاتقوا الله أيها المسلمون! واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، واتق الله أيها المسلم الغافل! فإن كنت بعد هذا قد أحسست أنك ممن فقد قلبه بسبب غفلته، فلا تيئس بوجوده بذكر الله. فقد يجمع الله الشتيتين من بعد ما يظنان كل الظن ألا تلاقيا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ[المنافقون:9].
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)
Privacy Policy - copyright
لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .