منتديات حوامل النسائية

منتديات حوامل النسائية (https://naqatube.com/index.php)
-   المنتدى الاسلامي العام (https://naqatube.com/forumdisplay.php?f=71)
-   -   تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط (https://naqatube.com/showthread.php?t=88207)

آية 04-11-2012 08:56 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 

الولـــي

وهو من أسماء الله الحسنى التي تدل على قرب الله من عبده وقد ذكر اسم الله الولي في القرآن 11 مرة
والولاية تعني القرب (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ )
فوليك هو حاميك وحارسك والمتكفل بأمرك ومعطيك فنحن نقول عن الأب أو الزوج أو الأخ بأنه ولي الأمر فهو المتكفل بك القائم على شئونك .
والإنسان عندما يحزبه أمر يفزع إلى وليه وهو أقرب الناس إليه في طلب المشورة والمساعدة .
و لكن المسلم إذا حزبه أمر أسرع إلى وليه وهو الله عز وجل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله )
فكل إنسان قد يكون قريبا منك في بعض الأوقات ولكن لا بد له من فترات يبتعد بها عنك فلا تجده عند الحاجة إما لخلاف أو لانشغال أو لوفاة فحب البشر غير مضمون فالبشر يخونون ويبتعدون ويملون أما حب الله فهو حب مضمون
فهو معك أينما كنت في صحوك ومنامك في حزنك وفرحك في إدبارك وإقبالك هو رب العزة والجلال سبحانه ، هو الولي الذي لا يهجر وهو الحبيب الذي لا ينسى وهو القريب الذي لا يبتعد
والإنسان عندما يكون ولي على أحد يكون ولي على عدد محدود من البشر فالأب ولي على أهل بيته فقط والزوج ولي على زوجته فقط والحاكم ولي على شعبه فقط ولكنه سبحانه وتعالى ولي لكل البشر فهو إن التفت إليك لا يلتفت عن غيرك وإذا رزقك لم ينشغل عن رزق غيرك وإذا حفظك شمل غيرك في حفظه فهو سبحانه الذي لا يشغله سمع عن سمع ولا تختلف عليه الوجوه ولا تختلط عليه الأصوات سبحانه وتعالى ولي كل شيء وفي ذلك تتجلى عظمة الله وقدرته فهو قريب سميع لمليارات البشر في آن واحد .


وولاية الله نوعان فالله ولى لكل الخلائق فقد قال عز وجل( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )
فهو ولي السماء وما فيها والأرض وما فيها والبحار وما فيها فهو حافظ لكل شيء راعي لكل مخلوقاته مدبر لشئون هذا الكون
ولكن لأهل الإيمان والصلاح ولاية ورعاية خاصة عند الله عز وجل ويتجلى ذلك في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ )
فأصعب من الهداية والإيمان والطاعة الاستقامة والثبات والدوام عليهم ولذلك بين الله لعباده في الآيات السابقة انه من قال ربنا الله ثم ثبت واستقام على ذلك كان في معية كوكبة من الملائكة تضمن له عدم الحزن على ما فات وعدم الخوف مما هو آت وهذا هو ما ينقص على العبد حياته فالمسلم في خزن على الذنوب التي اقترفها في ماضيه وفي خوف على مستقبل لا يعلم كيف سيطيع الله فيه ولكن الآية السابقة تطمأن المؤمنين المستقيمين على شرع الله بان الله سيغفر لهم ما كان في ماضيهم وسيكفيهم ويضمن لهم ما في مستقبلهم وهذا هو ما قاله رسولنا عليه الصلاة والسلام : ( أن العبد بين مخافتين بين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به وبين آجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه )
كما أن الله عز وجل سيضمن الأمان والاستقرار في الآخرة وذلك من خلال البشارة بالجنة وهذا ما يجعل الله ولي الذين آمنوا في الدنيا ولآخرة .
ولذلك يجب على المسلم أن لا يخضع دينه لدنياه ولا لهواه ولا لمزاجه فمتى ما وافق الشرع هواه عمل به وإلا فلم يتبعه ولكن يجب أن يقول آمنت بالله ثم يستقم على أوامر الله ونواهيه وطاعته .

والولي سبحانه وتعالى يتولانا برحمته ورعايته دون أي مصلحة أو غرض فهو يواليك ويحفظك وهو الغني عنك فطاعتك لن تزيد في ملكه ولا في عزته ولا في عظمته بينما ولاية البشر للبشر نابعة من مصلحة أو هدف معين فشتان بين ولاية الله عز وجل وولاية البشر.
فقد قال عز وجل (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)

وقال عز من قائل في الحديث القدسي : ( عبدي خلقت السماوات والأرض ولم أعي بخلقهن ، أفيعيني رغيف خبز أسوقه إليك ، لي عليك فريضة ولك على رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك ، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تجري فيها ولن تنال إلا ما قسمته لك ، يا ابن آدم أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وان لم تسلم لي أتعبتك فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد )

فالله عز وجل لا يعيه الخلق ولا البعث وهو القائل : (مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
فهل سيعجز عن رزق الخلق فإذا رضي الإنسان بما قسم الله له فسيكفيه الله الحزن على ما ليس عنده فيملأ قلبه قناعة ورضا وإلا فسيتعبه في الجري على رزقه ولن ينال إلا ما كتبه الله له
كما قال عز وجل في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم خلقت لك السماوات والأرض فلا تتعب وخلقتك لطاعتي فلا تلعب ، فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك عن ما افترضته عليك ) فالله قد ضمن الرزق لعباده ولكن الإنسان انشغل بالرزق على الفريضة ولذلك قال له الله عز وجل في الحديث القدسي: ( يا عبدي لم أطالبك بصلاة غد حتى تطالبني برزق غد )
وليس معنى ذلك التكاسل عن طلب الرزق والسعي من اجله فهو عبادة في حد ذاته ولكن ليكن المسلم على يقين أن كمية الرزق ومقداره مكتوب له سابقا ومقدر من مولاه عز وجل فلا يشغله السعي عن العبادة فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير )
(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

ما أثر معرفة المسلم بمعنى اسم الله الولي في نفسه وسلوكه ؟
عندما يتيقن المسلم أن الله وليه يعرف انه ولي بنفسه على من حوله من البشر فهو ولى على أهله وجاره ومن لهم حق عليه وولي على الفقراء والمحتاجين من المسلمين فللمسلم ولاية مصغرة في الدنيا بالسعي في حاجات الناس ومساعدتهم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أحب الله عبدا جعل حوائج الناس عنده )

اللهم استعملنا بما تحب وترضى

اللهم تولنا برحمتك ورزقك وعنايتك وأحينا وأمتنا مسلمين

السماح 04-12-2012 03:26 AM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
اللهم تولنا برحمتك يا أرحم الراحمين
جزاك الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك

السماح 04-13-2012 01:20 AM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
إسم الله الحميد

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طلب خاص قبل أن تكمل قراءة المحاضرة، أطلب منك إحضار ورقه وقلم فستحتاج لهما لتحقق الإستفاده الحقة من قراءتك لهذه المحاضرة.

معنى اسم الله الحميد:
"الحميد" كلمه مشتقه من مادة الحمد، وهو مضاد الذم، فالكامل يُحمد والناقص يُذم، والكامل المطلق هو الله سبحانه وتعالى، فالحميد في أفعاله، في خلقه، في شرعه، في أقواله، هو الله سبحانه وتعالى. فلا حميد في هذا الكون إلا الله سبحانه وتعالى. وكلمة الحمد تطلق للثناء على الكامل.
الفرق بين الشكر والحمد:
- الشكر مرتبه أدنى من الحمد، فأنت تشكر الناس، ولا تحمد إلا الله سبحانه وتعالى.
- الحمد أعم من الشكر، فالحمد أن تثني عليه سبحانه لذاته، وعظمته، وكماله، وجلاله، لكمال عطائه، ولكن الشكر لا يكون إلا مقابل لنعمه بعينها.
و الآن لنعيش سويا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله سبحانه وتعالى، وأستشعر هذه الكلمات وأنت تتذكر كيف أمطر الله تعالى عليك نعمه:
- "اللهم لك الحمد، أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيّوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق ووعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق."
- " يا رب لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء يا ربنا ما شئت من شئ بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك."
- "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك."
- "يا رب كنّا ضعفاء فقويتنا، فلك الحمد. كنا أذله فأعززتنا فلك الحمد. كنا فقراء فأغنيتنا، فلك الحمد. لك الحمد بالإسلام، لك الحمد بالإيمان، لك الحمد بالقرآن، لك الحمد بنعمة الأهل والولد والمال، يا رب لك الحمد كله ولك الشكر كله ولك الملك كله وإليك يرجع الأمر كله."
ونشعر حين سماع أدعية النبي صلى الله عليه وسلم أن كل نفس وكل قطرة دم فينا وكل حضن لأولادنا وكل قرش في جيوبنا وكل نظرة عين وكل حركة لسان تريد أن تنطق بحمد الله سبحانه، " ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..." (النحل: 53)، فاللهم لك الحمد عدد الأمطار وورق الأشجار، وعدد من أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، الحمد لله الحميد الذي يُحمد في كل خلقه على ما كل ما فعل.
ولتحضر الآن الورقة والقلم، ولا يهم إذا كانت الورقة صغيره أم كبيره:
"وإن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا... " (النحل: 18) فالنعمة الواحدة إن فكرت في أثرها وفضلها فستملأ منها صفحات وصفحات.
ولتكتب الآن في منتصف السطر:
اسم الله الحميــد
" ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..." (النحل: 53)
ولتستشعر معنى " ومَا بِكُم " فلا شئ في كيانك، في وجودك، حولك إلا وهو نعمه من الله. وسأساعدك في الكتابة بأن أعطيك بعض النقاط التي تذكرك بنعم الله عليك:
§ نعمة الملبس: حين نعيد هذا الملبس الفخم إلى أصله نجد أنه من الله فهو قطن أو صوف أو جلد أو كتان وكل هذا ما آتى إلا من عند الله. وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين يرتدي ملابسه يقول: "الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به بين خلقه." فبدون هذا الملبس أنت عاري، فالحميد هو الذي كسانا، وله سبحانه الحمد.
§ أثاث منزلك: فمهما كان فخما فهو أصله خشب، وأصل الخشب بذره وأمطار من السماء.
§ بيتك وجدرانه: ما هو إلا معادن خرجت من باطن الأرض ليأويك الله الحميد بها.
§ مأكلك: وأصل طعامك هو بذره في الأرض" فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ إلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَباً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقاً (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَباً (27) وعِنَباً وقَضْباً (28) وزَيْتُوناً ونَخْلاً (29) وحَدَائِقَ غُلْباً ( عبس: 24-30 )
§ مشربك: ماذا عن نقطة المياه، هناك قصه تُحكى أن شخص ضل في الصحراء ومن العطش كان يبحث عن الماء وإذا به فجأة يجد كيس معلق على شجره يلمع، فظن أنه الماء فحين أتاه، وجد أن ما به كان ذهباً، فقال: يا مصيبتي هذا ذهب وليس ماء! فما قيمة الذهب بدون الماء، فمن يموت في الصحراء جوعا، يجدونه وقد جرح وجهه عطشاً. فالحمد لله على نعمة الماء.
§ خروج نقطة الماء من جسدك: وهذه نعمه كبيره تستحق الحمد فتخيل أن نقطة الماء التي تدخل جسدك لا تخرج!!!! أتى هارون الرشيد واعظه ابن السماك، فقال له هارون الرشيد عِظني. فقال له: يا أمير المؤمنين كم تدفع من ملكك لو حبست عنك هذا الكوب من الماء؟ فقال له: أدفع نصف ملكي. فقال له ابن السماك: فإن أعطيتك هذا الماء فشربته فحُبس فيك، كم تدفع ليخرج منك؟ فقال له: أدفع نصف ملكي.فقال له: يا أمير المؤمنين، إن ملكاً لا يساوي شربة ماء وخروجها، لملك هين "أَفَرَأَيْتُمُ المَاءَ الَذِي تَشْرَبُونَ " (الواقعة: 68)
§ الحراسة: يقول الناس: العين عليها حارس. نعم نحن علينا حراسة من الله، ألم تقرأ قوله تعالى: " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .."(الرعد:11).
فهناك ملائكة وظيفتها حمايتك بأمر الله، فإذا جاء قدر الله خلّوا بينك وبين قدر الله، فكم تعرضنا لحوادث كادت لو حدثت أن تقضي علينا!
§ نفسك: أنظر إلى نفسك وأحمد الحميد، وأكتب نعم الله عليك، فكم من نعمه فيك أنت، أنت تبصر وغيرك لا يبصر، أنت تسمع وغيرك أصم، أنت عاقل وغيرك مجنون، أنت تشعر وغيرك لا يشعر، أنت تحب وتُحب وغيرك قاسي. تخيل لو أن الله سبحانه لم يعطينا أعضائنا وترك لنا مهمة شرائها من الكون، فلكنت تذهب لتشتري لولدك أجهزة جسده بعد ولادته، فكم تساوي الكلى والعين لو كنت لتشتريهما؟!
اقرأ قول الله تعالى:" أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) ولِسَاناً وشَفَتَيْنِ (9) وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"
(البلد: 8-10)
§ التنفس: أكتب نعمة التنفس، وتخيل لو جعل الله تعالى مهمة تنفس الرئة لك فأنت من يحركها لتلتقط الأنفاس!! لو كان ذاك يحدث، لكان عملنا الوحيد في حياتنا هو تشغيل رئتنا وتحريكها لالتقاط الأنفاس. أكتب أن الحميد هو الذي يجعل رئتك تتنفس الآن.
§ الروح: أكتب في ورقتك أن الله أنعم عليك بنعمة الروح فما الفرق بينك وبين التماثيل سوى هذه الروح التي أعطاك إياها الحميد سبحانه وتعالى.
§ الإسلام: هل نسيت أن تكتب أعظم نعمه وهي أنك مسلماً؟!
§ رمضان: أليست بنعمه أنك قد بلغت رمضان.
§ السجود لله تعالى.
§ الجنة: هل نسيت أن تكتب الجنة؟! تمر السحابة على أهل الجنة وتقول لهم أرسلني إليكم الحميد سبحانه وتعالى، بأي شئ تحبون أن أمطركم يا أهل الجنة؟
فالحميد هو الذي كسانا وآوانا وأطمعنا وله سبحانه وتعالى الحمد.
وتذكر نعم الله الحميد إليك واكتب واكتب واكتب وأملأ الصفحات والصفحات، ولتقل الحمد لله من داخلك بمشاعرك وإحساسك ودموع عينيك وروحك فلا ترددها فقط بلسانك. قل معي الآن الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله.
ولتردد معي: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت يا ربنا من شئ بعد، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، الحمد لله الذي أنعم علينا إذ هدانا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي يقول في كتابه سبحانه: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ ولَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً "( الكهف: 1)، الحمد لله الذي يقول في كتابه سبحانه: " الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ..." (فاطر:1) الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات فيستجيب الدعاء لا يشغله سمع عن سمع، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله.
وإليك هذا الحديث القدسي: "يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدني أهدكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم." فاللهــم لك الحمــد.
أخي أما تستحي من شكرك للبشر إذا قدم إليك معروفاً؟! وهذا ليس خطأ، "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، ولكن أما تستحي أن تعطي للخلق مالا تعطي للخالق الحميد سبحانه وتعالى؟!
ولنرى كلمات سيدنا موسى عليه السلام للحميد: فيقول موسى له سبحانه: "يا رب كيف أشكرك وشكري لك نعمه تستحق الشكر؟! فأوحى له الله تعالى أن يا موسى إذا عرفت ذلك فقد شكرتني."
أما تستحي أن الكون كله يسبحه سبحانه وتعالى: " وإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..." (الإسراء: 44) والجن إخواني حين سمعوا" فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" (الرحمن:13) قالوا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة: "لما لا تقولوا كما قالت الجن؟" قالوا فماذا قالت الجن يا رسول الله؟، قال: لا بشئ من نعمك ربنا نكذب." فالكون كله يسبح حتى الرمال، والجماد والكائنات، وإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..." (الإسراء: 44) أما تستحي من هذه الآية:" إنَّ الإنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وإنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ "(العاديات: 6-7) " فهو يعدد على الله المصائب ولا يذكر النعم.
أما يؤثر فيك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة:" أيها الناس أحبوا الله من كل قلوبكم، أحبوا الله لما يغدوكم به من النعم." وأوحى الله إلى داوود:
" يا داوود حدث الناس بإنعامي وإحساني فإن القلوب جُبٍلَت على حب من أحسن إليها."، والحمد هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن، فغير المؤمن يقف حبيس النعمة فيتمتع بها، أما المؤمن فينتقل من النعمة إلى المُنعم سبحانه وتعالى فيعيش مع الحميد.
ولتنظر: أول مفتاح القرآن: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ" (الفاتحة: 2)، "...ولا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ وإن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ... " (الزمر: 7) إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة يحمده عليها، ويشرب الشَربة، فيحمده عليها." والحمد العبادة الوحيدة التي أُمرت بإعلانها:" وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " (الضحى: 11)
وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة تبدأ بالحمد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه للشفاعة:" أسجد تحت العرش وأحمد الله بمحامد لم يحمده بها أحداً من قبل." فلما يحمد الله يقول له الله تعالى:" أرفع رأسك وسل تُعطى وأشفع تُشفع." فيقول: "يا رب إإذن أن يبدأ الحساب". وأول سؤال سيقوله لك سبحانه وتعالى حين تقف بين يديه وحدك فيقول لك سبحانه: "يا فلان ألم أُنعم عليك؟!" فأول الحساب عتاب بالنعم، فتخيل لو كنت تحمد الله على هذه النعم وقلت له سبحانه: يا رب كنت أحمدك، فيقول لك سبحانه: صدقت عبدي.
أخواني الحمد هو المانع من العذاب، ألم تسمع قوله تعالى: " مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إن شَكَرْتُمْ وآمَنتُمْ وكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً ( النساء: 147). والحمد إخواني هو ختام الحساب" وتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ..." (الزمر: 75) والحمد لله عند دخول الجنة: " وقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَذِي صَدَقَنَا وعْدَهُ وأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ "( الزمر: 74) ويقال يوم القيامة:" أين الحامدون؟، فيقوم أُناس، فيرفع لهم لواء مكتوب عليه لواء الحمد، فيدخلون الجنة يُشار إليهم هؤلاء الحامدون."
ماذا يعطيك الحميد إذا أكثرت من حمده بلسانك وقلبك؟
"... لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..." (إبراهيم: 7) فحينما تقول أنت الآن الحمد لله تستجلب بها الآن نعمة، ولتلاحظ هنا أن الله تعالى لا يطلب منك أن تشكره لأنه يحتاج لشكرك وإنما ليعطيك المزيد، " مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ ومَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ( الذاريات: 57) فالله تعالى يدعونا إلى الطموح في الزيادة والطمع فيما عند الله تعالى.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما قال عبد قط الحمد لله إلا وجبت له بها نعمة". يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الحمد لله تملأ الميزان" وذلك يوم "... فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراً يَرَهُ ( الزلزلة: 7-8)
وذلك يوم يُلقي الكافر نفسه في الميزان ليثُقله، فلا يزن عند الله جناح بعوضه،
" فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وزْناً (105) ولكن كلمة الحمد لله تملأ الميزان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن عبدا قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. فعظُمت للملكين، فقال لهم الله تبارك وتعالى: أكتبوها كما قال عبدي وأنا أجزيه بها يوم القيامة."
ولا تنسى في رمضان أن تشكره بالعبادة وقراءة القرآن وعمل الخير، فإن شكرته سبحانه ليزيدك، فقد يزيدك بليلة القدر! أو العتق!
ما أثر تجاهل الحمد؟
عدم حمد الله تعالى على نعمته ينتج عنه التالي:
- قد يسلب النعمة كلياً.
- قد يُضيع حلاوتها
- قد تتحول لنقمة (فيصبح ولدك أو أموالك سبب لتعاستك)
- قد تحدث لك مصيبة تغلب مرارتها على حلاوة النعمة.
كان العرب يطلقون على الشكر كلمة الحافظ، أي الحافظ للنعمة، فالنعمة قيدها الشكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا عائشة أحفظي نعم الله، أحسني جوار نعم الله، فإنها قلما كانت عند أهل بيت وتركتهم ثم تعود إليهم."، ولتقرأ قول الله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ ( إبراهيم: 28) ، وقوله تعالى "ومَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ "( البقرة: 211) فالله إذا أنعم عليك واستخدمت النعمة في المعصية ولم تحمده عليها فالجزاء هو العذاب.
فسلاح إبليس ألا يجعلنا شاكرين:"... ولا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" (الأعراف: 17) يجعلك الشيطان تبدل النعمة، وتطمع في نعمه ليس في يدك ويجعلك لا تشكر.
ولنرى نماذج ممن عرفوا الحميد سبحانه:
- النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه وكان يراوح بين القدمين، ويقول لعائشة: أفلا أكون عبدا شكورا؟!"، وكان يقول كل ليله "اللهم لك الحمد، أنت مَلك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيّـوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق ووعدك حق ولقـاءك حق والجنة حق والنار حق والنبيـون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق."
- علي بن أبي طالب، وذلك حين قال له شخص كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ فقال له: أصبحت متقلبا في النعم عاجزا عن الشكر.
- يسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه شخص في الطريق فيقول له كيف أصبحت؟ فيقول له: أصبحت بخير، فيقول له عمر: كيف أصبحت؟ فيقول: بخير، فيكرر عمر السؤال حتى قال له الرجل: أصبحت بخير والحمد لله، فيقول له عمر: هذا ما أردت. فكان يسأل الناس عن أحوالهم ليستنطق الشكر من أفواههم.
- ويقول تعالى عن نوح عليه السلام:" ...إنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً " (الإسراء: 3).
- ويقول تعالى عن إبراهيم عليه السلام " شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وهَدَاهُ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(النحل: 121)
كيف تحمد الحميد؟
- أولا: بشكر النعمة باطناً.
- ثانيا: أن تحمد الله باطنا وظاهراُ وهذه درجه أعلى في الحمد، " وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " (الضحى: 11)
ثالثا: أن تشكر الله على نعمه باستخدامها في صلاح الأرض،" اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا " (سبأ: 13) وذلك بتصريف النعم في مرضاة الله، وهذا هو المستوى الأعلى والأحب إلى الله في الحمد.

آية 04-14-2012 09:29 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...428148_336.png

آية 04-14-2012 09:30 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...428240_623.png

آية 04-14-2012 09:31 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...428368_876.jpg

آية 04-14-2012 09:34 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
أسماء الله تعالى التي تم أحصائها
(الله * الرحمن * الرحيم * الملك * القــــــدوس *
السلام * المؤمن* المهيمن * العزيز * الجبـــــار *
المتكبر * الخالق * البارىء * المصور * الغفــــــار*
القهار * الوهاب * الرزاق * الفتاح * العليــــــــم *
القابض * الباسط * الخافض * الرافع * المعــــز *
المذل * السميع * البصير * الحكم * العــــــدل *
اللطيف * الخبير * الحليم * العظيم * الغفــــــور *
الشكور * العلى * الكبير * الحفيظ * المقيـــــت *
الحسيب * الجليل * الكريم * الرقيب * المجيب *
الواسع * الحكيم * الودود * المجيد * الباعـــث *
الشهيد * الحق* الوكيل * القــــــوي * المتين *
الولي * الحميد * المحصي * المبدئ * المعيد *
القيــــــوم * الماجد * الصمد * الـأول * الـــأخر *
الظاهر * الباطن * التواب * المنتقم * الـــرءوف *
المقسط * النور * الهادى * البديع * الــــوارث *
الرشيد * الصبور
الأعلى * السبوح* الجواد * )

السماح 04-14-2012 09:45 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
جزاك الله خيرا آية الحبيبة
وجعلها فى ميزان حسناتك

السماح 04-16-2012 12:16 AM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
المحيي
هو خالق الحياة ومعطيها لمن شاء ، يحيي الخلق من العدم ثم يحييهم بعد الموت



المميت
هو مقدر الموت على كل من اماته ولا مميت سواه ، قهر عباده بالموت متى شاء وكيف شاء .


السماح 04-17-2012 09:02 PM

رد: تعالوا نحصى أسماء الله الحسنى ولا نحفظها فقط
 
إسم الله الحى

ما معنى الحي القيوم؟ ومالذي يترتب على دلالتهما؟


( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )

الحي .. القيوم
وردا مجتمعين في ثلاثة مواطن في القرآن :
1. ها هنا :" اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " .
2. وفي فاتحة آل عمران الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
[1].
3. وفي سورة طه :( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)
[2].
لكن لا يلزم أن لا يذكر اسم الحي إلا مع القيوم
؛لأن النص ورد به ،قال الله في الفرقان : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)[3]
وقال -جل وعلا- في غافر هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )[4]
وهناك آيات أخر تضمنت اسم الحي غير مقترن بالقيوم .
لكن :ما معنى (الحي القيوم )؟


هذان [كما هو معلوم ] اسمان عظيمان من أسماء الله الحسنى ،بل قد قال بعض العلماء أو كثير من العلماء بأن (الحي القيوم ) هو اسم الله الأعظم ،الذي إذا دعي به أجاب ،وإذا سئل به أعطى .


أحسن ما يقال في هذا الاسم الحي في معناه:أن حياة الله حياة لم يسبقها عدم ، ولا يلحقها زوال ، وما من أحد إلا وقد سبق حياته عدم،إلا الله الواحد الأحد ، قال ربنا في حق ابن آدم مثلاً :"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا"[5] ،هذا الإيضاح جامع في بابه ،أن حياة الله حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال ، حياة كاملة ،منزهة من كل عيب أو نقص .


القيوم :أي قام به خلقه ، فكل أحد افتقر إليه كما أنه -جل وعلا- لأننا قلنا قبل قليل أن حياته كاملة فاستغنى عن كل أحد ، فكل أحد افتقر إليه وهو -جل وعلا- استغنى عن كل أحد ،وفي الخبر الصحيح يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ،ولن تبلغوا ضري فتضروني ) وفي الخبر الصحيح أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال إن الله حي لا ينام )

(الحي القيوم ) ما الذي يترتب على دلالة هذا الاسم ؟
وهذا هو الذي ينبغي على المؤمن فقهه .


وقضية أنني إذا علمت أن الله (حي ) عظم توكلي عليه ، ولهذا قرن الله بين التوكل وبين هذا الاسم قال وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)[6]لأن توكلك على غيره -جل وعلا- قد يموت من توكلت عليه قبل أن بقضي شأنك ،فالحق الذي يجب أن يتبع أن لا يتوكل على أحد غير الله وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) كما أنك إذا علمت أن الله -جل وعلا- غني عنك و،وأنك أنت عظيم الفقر إلى الله ، ازداد تضرعك ودعاؤك وتوسلك ولجوؤك إلى ربك - تبارك وتعالى - ،ولهذا من تدبر القرآن حق التدبر رأى هذا حقاً ؛قال ربنا في سورة غافر مثلاً ،ذكر حملة العرش ،ومن يطوفون حول العرش ،قال ربنا الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) [7]،قد يقع في الأول أن المفترض في غير القرآن قد يأتيك دافع ،باعث يقول يكون الترتيب (يؤمنون به ويسبحونه ) لأن التسبيح متفرع عن الإيمان ،لكن حتى لا ينقدح في الذهن أن الله مفتقر إلى أحد من حملة العرش ،أو العرش ،أو من يطوفون حوله جيء بالتسبيح ،فالذين يحملون العرش هم أول الناس إيماناً أن الله غني عنهم وعن العرش.
مع أنهم من أعظم الخلق ،ومع أنهم ممن يحملون العرش ، لكن هم يعلمون حقا ً أن الله غني عن العرش ، وغني عن حملته ، وهذا أصل عظيم في معرفة الرب –تبارك وتعالى- ؛لأنه إذا عظم هذا اليقين في القلب يعظم اللجوء إلى الله ، ويعظم شعور المرء بفقره ، وحاجته لربه ، وأعظم ما تمثل هذا في القرآن قول الله -جل وعلا- حكاية عن الكليم موسى عليه السلام قال الله:)فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
[8]،فهو أظهر نعمة الله عليه حتى لا يكون جاحداً ،وفي الوقت نفسه علم أنه مهما جاءته النعم يبقى فقره ، فقال إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ،وفي الخبر الصحيح أن أيوب –عليه السلام – بعث الله إليه رجل جرادل من ذهب فأخذ يحثو في حجره ، ويجمعها ،فناداه ربه (يا أيوب ألم أكن قد أغنيتك عما ترى ) قال يا رباه لا غنى لي عن فضلك ) نسأل الله لنا ولكم من فضله .



الساعة الآن 12:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)

Privacy Policy - copyright

لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .