تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (المشتركة السمآح) تم حفظهآ بحمد الله ((لسورة البقرة))


الصفحات : [1] 2

دافئة المشاعر
12-15-2011, 07:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك السمآح اتمنى ان تكوني بآحسن حآل
هنآ تحفظين سورة البقرة بإذن الله عن ظهر قلب
آسال الله لنا ولك القبول وان يجمعنآ بهآ ويشهدنآ ع حفظها
وترسخ في أذهاننا الى يوم ان نلقاهـ على سرر متقابلين
اللهم آآآمين

طريقة التسميع كل يوم بإذن الله
آبتدآ من يوم السبت:
21 محرم 1433 هـ
17 _ 12 _ 2011 مــ

هكذآآ
آقسم بالله العلي العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا ابتغي فيها سوى وجهك الكريم
3آيات
( )


وفقك الله وبارك فيك

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1323965779_902.gif

.

السماح
12-17-2011, 07:35 PM
اقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب..
لا ابتغى فيها سوى وجهك الكريم..
بسم الله الرحمن الرحيم
(ألم،ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين،الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )
اللهم احفظه لنا فى قلوبنا , واهدنا به يارب العالمين

دافئة المشاعر
12-17-2011, 08:34 PM
اللهم آآآمين

..

رزقنهم *



http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_556.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_672.gif

السماح
12-17-2011, 09:06 PM
بسم الله الحمن الحيم
انه من الأعجاز فى القرآن انه جاءت فى بداية السورة ثلاث حروف متقطعة
(أ، ل،م) وهذا ايضا للتنبيه وانه لا يقدر احد على ان ياتى بمثل هذا القرآن..
وان هذا الكتاب الكريم لا شك فيه, وقد انزله الله عز وجل هدى للذين يتقون الله ويعبدونه حسن عبادته, الذين هم يؤمنون بما انزله الله بالغيب ويعبدونه عن ظهر قلب..
الذين يقيمون الصلاة ويحسنونها وهم خاشعين فيها,وينفقون من اموالهم سواء كانت الصدقة والزكاة..
وكثيرا ما نجد فى ايات الله الجمع بين الصلاة والأنفاق, وهذا لأن الصلاة هى حق الله على العبد , ان يصلى ويتقن هذه الصلاة, اما الأنفاق فهى حق العبد على العبد, ان ينفق مما رزقه الله, حتى ينتشر الحب بين العبادوالسلام..
ما احلاها من كلمات يطمئن بها القلب...
اللهم طمئن قلوبنا بذكرك...

دافئة المشاعر
12-17-2011, 09:09 PM
الله عليك يا السمآح
يطمن قلبي عندمآ آدخل مكآن فيه روحك الطيبه التقيه
يستحق التقييم شرحك ومجهودك الصادق
متابعه لك بإذن الله
دعينا ودعي زوار متصفحك يستفيد من فيض علمك
بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى
وجعلك ممن يقول القول فيتبع احسنه ظآهرا وباطنآ

خالص تقديري

السماح
12-17-2011, 09:44 PM
انتى فعلا فى غاية التواضع..
من فينا يستفيد من الثانى...
كم استفدنا من مواضيعك القيمة , والشيقة...
انى فعلا احبك فى الله...
لكى كل تقديرى واحترامى واعجابى..

السماح
12-17-2011, 09:46 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324147601_141.gif

السماح
12-18-2011, 03:35 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا ابتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم

(والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون* أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *ان الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون.)

السماح
12-18-2011, 04:16 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
ان فى هذه الأيات الكريمة بيان لأعجاز القرآن الكريم
فى قوله تعالى(والذين يؤمنون بم أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون) اى الذين يصدقون بما جاء به الرسول من عند الله وما جاء به من قبلك من الرسل , ولا يفرقون بينهم ابدا , ويؤمنون بالبعث والجنة والنار والحساب , واليم الأخر , وقد سمى بالأخرة لأنها تأتى بعد الدنيا..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_813.gif
(أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)
اى الذين هم سبق ذكرهم الذين وصفهم الله ب
1-الأيمان بالغيب.
2-اقامة الصلاة واتقانها.
3-الأنفاق مما رزقهم الله عز وجل..
4-الأيمان بما انزل به الرسول ومن قبلة من الرسل.
5-الأيقان فى الدار الأخرة وما يلزم لها من عمل الصالحات..
وترك المحرمات..
أولئك على نور وهدى وبصيرة من الله عز وجل , وانهم مفلحون فى الدنيا والأخرة..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_813.gif
(ان الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
اى ان الذين اشركوا وبدلوا الحق وهم يعلمون ان كلام الله ورسله هو الحق ,قد كتب الله عليهم سواء انذارك لهم او لم تنذرهم فانهم لا يؤمنون لما جئتهم به..
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص عل ان يؤمن جميع الناس ,ويتبعوا هدى الله عز وجل, فاخبره الله انه لن يؤمن الا من سبق له من الله الأيمان والسعادة, ولا يضل الا من سبق عليه من الله الشقاوة فى الدنيا والأخرة..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_813.gif
عن عبد الله بن عمرو عن النبى وقد قيل له :
يارسول الله انا نقرأ القرآن فنرجوا , ونقرا من القران فنكاد نيأس:
فقال رسول الله صللى الله عليه وسلم : افلا اخبركم عن اهل الجنة واهل النار , قالوا بلى يارسول الله , فقال (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) حتى قوله تعالى (المفلحون) هؤلاء اهل الجنة , قالوا انا نرجوا ان نكون هؤلاء
ثم قال (ان الذين كفروا سوآء عليهم.. ) حتى قوله تعالى (عظيم)
هؤلاء اهل النار, قالوا لسنا هم يارسول الله , قال بلى
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم اجعلنا واياكم من اهل الجنة آآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين...

دافئة المشاعر
12-18-2011, 07:28 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_556.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_672.gif

بارك الله فيك يارائعه

السماح
12-19-2011, 10:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب.
لا ابتغى فيها سوى وجهك الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشوة ولهم عذاب عظيم*ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين* يخدعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون)
اللهم اجعل هذه السورة الكريمة فى قلوبنا ...

السماح
12-19-2011, 11:39 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
أسأل الله العظيم ان ينير قلوبنا بهذه الأيات الكرمة..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324283979_130.gif
فى قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشوة ولهم عذاب عظيم)
وفى هذه الأيات انه طبع الله على قلوبهم..
وقال قتاده اى انه استحوذ عليهم الشيطان فأطاعوه , فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم , وجعل على ابصارهم غشاوة فهم لا يبصرون هدى الله ولا يسمعون ولا يعظون..
وقال بن جرير : انه اخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ,انه قال ان الذنوب اذا تتابعت على القلوب اغلقتها, واذا اغلقتها اتاها حينئذ الختم والطبع من قبل الله عز وجل , فلا يكون للايمان اليها مسلك, ولا للكفر عنها مخلص, فذلك هو الختم والطبع.
ولقد خص الله القلب بالختم , اما الغشاوة والغطاء فتكون على البصر.
فان الله عز وجل اعد لهم عذاب عظيم ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324283979_130.gif
وفى قوله تعالى (ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الأخر وما هم بمؤمنين)
وقصد الله عز وجل المنافقون الذين يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم.
اى النفاق وهو اظهار الخير واسرار الشر, وهو فى العقيدة يخلد صاحبه فى النار , اما عمليا فانه من اكبر الذنوب..
فانهم يقولون انهم مؤمنين ولكن الله عز وجل يعلم انهم كاذبين ومنافقين..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324283979_130.gif
وفى قوله تعالى (يخدعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون)
اى باظهارهم ما اظهروه من الأيمان مع اسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم انهم يخدعون الله بذلك, وان ذلك نافعهم عنده ..
انهم بذلك ما يخدعون الا انفسهم , لأن عاقبة ذلك اى خداعهم ستعود عليهم , ومن فرط جهلهم وكفرهم وختم الله على قلوبهم لا يحسون بذلك ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324283979_130.gif
أسأل الله العظيم ان يجعل ايماننا بالله ظاهرا وباطنا ..
أسأل الله العظيم ان يطمئن قلوبنا بالأيمان به وعبادته حق العبادة..
أسأل الله العظيم ان لا يجعل الدنيا اكبر همنا ..
أسأل الله العظيم ان يتقبل منكم خالص الأعمال , ويجعله فى ميزان حسناتكم ..
احبكم جدااااااااا فى الله..

ام هند
12-19-2011, 04:24 PM
شكرا لك اختي على مجهودك الرائع تقبل الله منا ومنكم واعاننا على الخير

تقبلي مروري وحبي

أم هند

السماح
12-19-2011, 07:15 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324147601_141.gif
الف شكر لكى اختى ام هند , وبارك الله فيكى..

دافئة المشاعر
12-19-2011, 09:51 PM
آحبك الله الذي آحببتني فيه
آحبك في الله
.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_556.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_672.gif

السماح
12-20-2011, 11:52 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب..
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم..
بسم الله الرحمن الحيم
(فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون *واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون * ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )

السماح
12-20-2011, 12:32 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324373562_879.gif
اود ان تكونو حبيييييباتى فى اتم الصحة والعافية..
يااااااااااا لروعة كلام الله عز وجل , عندما نتداركه ونفهمه..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324373562_205.gif
فى قوله تعالى (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون)
يقصد بها الله عز وجل اى فى قلوبهم شك مما انزلنا عليهم , وفيه نفاق ايضا .
وان هذا المرض فهو فى الدين وليس فى الجسم ..
فيزيدهم الله شكا ونفاقا لنهم قد كتب عليهم عدم الهداية.
فان الله اعد لهم عذاب لا مثيل له , بما كانوا ينافقون الله ورسوله والمؤمنون..
وانهم كذبوا بما انزل الله لهم , وعصوا الله عز وجل ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324373562_205.gif
وفى قوله تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون)
والفساد هنا هو الكفر بالله عز وجل , والعمل بالمعصية ..
وان الله يقول لهم لا تعصوا فى الأرض , لأن من عصى الله عز وجل او امر بالمعصية , فقد افسد فى الأرض , لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة..
ولكن بنفاقهم ومعصيتهم البالغة يردون ويقولون انما نحن مصلحون..
فانهم يقولون الكذب والنفاق ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324373562_205.gif
وفى قوله تعالى (الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)
فيرد الله عليهم ويقول لهم لا بل انتم المفسدون فى الأرض...
انتم تعصون الله وتامرن بالمعصية وتقولون انكم مصلحون..!
انكم افسدتم فى الأرض بكفركم , ولكن عندما مرضت قلوبكم وزاد فيها الشك والنفاق , زادت الغشاوة على ابصاركم ,فشعرتم بانكم مصلحون فى الأرض
ولكن الله يعلم ما تكن صدوركم من النفاق وعدم الأيمان بالله..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324373562_205.gif
ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) منع من قتل المنافقين على ما كانوا يظهرونه من الأسلام مع العلم من نفاقهم ..!
فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا
(لا اله الا الله) فاذا قالوها عصموا منى دماءهم واموالهم الا حقها , وحسابهم على الله عز وجل..
فمعنى هذا ان من قالها جريت عليه احكام الأسلام ظاهرا, فان كان يعتقدها وجد الثواب فى الدار الأخرة ,وان لم يعتقدها لا ينفعه فى الأخرة ابدا جريان الحكم عليه فى الدنيا..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324373562_205.gif
حبيييباتى يجب علينا ان نطهر قلوبنا اولا قبل ان نقول نحن مسلمين...
لابد من حب الله ظاهرا وباطنا حتى يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السماح
12-21-2011, 05:02 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب.
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
(واذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون * واذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن * الله يستهزىء بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون )

شعاع الشمس الدافئ
12-21-2011, 05:19 PM
بارك الله فيك وأثابك الفردوس

حبيت اقترح انه قبل مانبدأ في حفظ الايات
يفضل انه نستمع لتلاوه احد الشيوخ
حتى يكون حفظنا سليم من ناحيه الحركات وتطبيق التجويد

تقبلي مروري

السماح
12-21-2011, 06:21 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324480919_805.gif
اخواااااتى الأحباااااء...أسأل الله العظيم ان تكونو جميعكم بأتم الصحة والعافية..
ما أجمل هذه الآيات الكريمة..
http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif
فى قوله تعالى (واذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)
يقصد الله عز وجل آمنوا كما آمن الناس أى كايمانهم بالله وكتبه وملائكته ورسله واليوم الأخر وكل شىء امرنا الله عز وجل به .
وأطيعوا الله ورسوله وترك ما نهى الله عنه..
ويردون ويقولون أنؤمن كما آمن السفهاء وهم يقصدون اصحاب الرسول رضى الله عنهم..
يقصدون انهم ايؤمنون مثل السفهاء اى الضعاف والجاهلين, ويسخرون من اصحاب الرسول على ايمانهم فانهم بذلك سفهاء , أنكون مثلهم ..
ولكن الله عز وجل تولى هو الرد عليهم وقال انهم هم السفهاء الجاهلين , فأكد السفاهة والجهل فيهم هؤلاء المنافقين..
وبسبب عمى قلوبهم ومرض قلوبهم فانهم لا يعلمون بحالهم فى الضلالة ,فزاد ذلك من ضلالهم وبعدهم عن الهدى...
http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif
وفى قوله تعالى (واذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزءون)
ويقصد الله عز وجل ان هؤلاء المنافقون اذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا , اى أظهروا لهم الايمان والحب , نفاقا منهم ليشاركوهم فيما أصابوا من الخير والمغانم..
واذا انصرفوا وخلوا الى كبرائهم من اليهود والمشركين والمنافقين , فان الشياطين من الأنس والجن وليس من الجن فقط ..
فعن ابى ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (نعوذ بالله من شياطين الانس والجن , فقلت يارسول الله وللانس شياطين, قال نعم ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ويقولون انما نحن نستهزىء بالمؤمنين ونلعب بهم ,ونسخر منهم اى من اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام..
http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif
وفى قوله تعالى (الله يستهزىء بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون)
فيجاوبهم الله عز وجل مقابلة على اسهزائهم بالمؤمنين..
فهذا توبيخ لهم من الله عز وجل على نفاقهم ,لأنه الاستهزاء ليس من صفات الله عز وجل ولكنه على وجه الانتقام منهم وعقابه لهم , لما يفعلونه من السخرية والاستهزاء بالمؤمنين..
فلذلك يمدهم الله عز وجل ويزيدهم فى تمردهم وكفرهم, ولا يجدون الى الهدى طريق , ويعمهون هنا بمعنى يضلون , اى يزيدهم الله فى ضلالهم , ولا يهتدون سبيلا..

http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif
ارجوا من الله العظيم انكم تكونوا استفدتم من كلماتى القليلة..
لكن منى كل الحب ...احبكم فى الله
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324480920_653.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324480920_709.gif

السماح
12-21-2011, 06:41 PM
شكررررررا لكى اختى الحبيييبة شعاع الشمس..
بارك الله فيكى وجزاكى جنة الفردوس ان شاء الله..
فعلا انها فكرة جيدة جدا ...

دافئة المشاعر
12-22-2011, 02:56 AM
شيطينهم*
مستهزءون*


بارك الله بجهدك الرائع
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_556.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324141862_672.gif

السماح
12-22-2011, 06:14 PM
بارك الله فيكى يا مشرفتنا الرائعة ..
جعله الله فى ميزان حسناتك..
اسال الله العظيم ان يتم شفاكى على خير , وترجعى لينا بالف سلامة ان شاء الله...

السماح
12-22-2011, 06:20 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب.
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم..
بسم الله الرحمن الرحيم
(أولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فما ربحت تجرتهم وما كانوا مهتدين * مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمت لا يبصرون * صم بكم عمى فهم لا يرجعون )

السماح
12-22-2011, 08:08 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324573704_252.gif
بسم الله نبدأ وبه نستعين..
فى قوله تعالى (أولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فما ربحت تجرتهم وما كانوا مهتدين )
وهنا يقصد الله سبحانه وتعالى أى أن المنافقون استحبوا الضلالة على الهدى واشتروا الكفر بالايمان , وعدلوا عن الهدى الى الضلالة ..
وكانت هذه صفقة غير رابحة , وهذا الايمان الذى كانوا يتاجرون فيه أمام الناس مؤمنين واذا رجعوا الى انفسهم يكفرون بالله عز وجل لكسب الخير من وراء المؤمنين ويحقنون دماءهم كانت تجارة خاسرة ...
ما كانوا راشدين فى ذلك وخرجوا من الأمن الى الخوف..
http://www.al-wed.com/pic-vb/520.gif
وفى قوله تعالى (مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمت لا يبصرون )
ولقد شبه الله عز وجل المنافقين فى اشترائهم الضلالة بالهدى كمن استوقد نارا , فلما اضاءت ما حوله وانتفع بها , وأبصر بها ماعن يمينه وشماله , فبينما هو كذلك انطفأت ناره وصار فى ظلام شديد , لا يبصر ولا يهتدى.
وقد قال فخر الدين فى تفسيره انه تشبيه صحيح جدا , لأنهم بايمانهم اكتسبوا أولا نورا, ثم بنفاقهم وكفرهم ثانيا أبطلوا ذلك النور, ووقعوا فى حيرة عظيمة
فان اعظم حيرة هى حيرة الدين..
http://www.al-wed.com/pic-vb/520.gif
وفى قوله تعالى (صم بكم عمى فهم لا يرجعون )
وبذلك اصبحوا هؤلاء المنافقين صم اى لا يسمعون , بكم اى لا ينطقون, عمى اى لا يبصرون , فلهذا لا يرجعون لما كانوا عليه قبل ذلك..
وبذلك سيتركهم الله فى الظلمات وهنا الظلمات حسب قول المفسرين ممكن ان تكون الموت, وانهم سيجدون فيه العذاب الأليم الذى لا مرجع منه..
وممكن ان يكون الكفر , فلا يسمعون الهدى , ولا يبصرونه , ولا يعقلونه , ولا يرجعون ابدا الى الهدى بأمر الله..
http://www.al-wed.com/pic-vb/520.gif
هذا هو حال المنافقون عندما قالوا لا اله الا الله كانت لهم النور فى الدنيا , ولكنهم كانوا لا يصدقون بها , وكانوا يكفرون بالله عز وجل فى باطنهم عن الناس ولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون , فويل لهم من عذاب الله ...
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324573705_526.gif

السماح
12-23-2011, 07:58 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(أو كصيب من السماء فيه ظلمت ورعد وبرق يجعلون أصبعهم فى ءاذانهم من الصوعق حذر الموت والله محيط بالكفرين * يكاد البرق يخطف ابصرهم كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصرهم ان الله على كل شىء قدير * يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )

السماح
12-23-2011, 10:04 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/rBK03765.bmp

فى قوله تعالى (أو كصيب من السماء فيه ظلمت ورعد وبرق يجعلون أصبعهم فى ءاذانهم من الصوعق حذر الموت والله محيط بالكفرين )

وهذا مثل آخر ضربه الله تعالى عن المنافقين فى حال شكهم وكفرهم وترددهم كالصيب والصيب هنا بمعنى المطر الذى نزل من السماء فى ظلمات وهى الشكوك والكفر والنفاق .
والرعد وهو ما يزعج القلوب من الخوف , فان من شأن المنافقين الخوف الشديد والفزع .
والبرق هو ما يلمع فى قلوب هؤلاء المنافقين فى بعض الأحيان من نور الايمان .
يجعلون أصبعهم فى ءاذانهم من الصواعق , أى لا يفيد حذرهم فى شىء , لأن الله تعالى محيط بهم بقدرته وهم تحت مشيئة ارادته..
والصواعق هى نار تنزل من السماء وقت الرعد الشديد.

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
فى قوله تعالى (يكاد البرق يخطف ابصرهم كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصرهم ان الله على كل شىء قدير )
ولشدة ضوء الحق يكاد البرق يخطف ابصارهم وهذا من قوته وضعف بصائرهم وعدم ثباتها للايمان وأن كلما ظهر لهم من الايمان والحق شىء استأنسوا به واتبعوه , ولكن شكوكهم ونفاقهم فيظلم قلوبهم ..
فيكونوا فى حيرة , وهكذا يكونون يوم القيامة , فالناس يعطى النور لهم يوم القيامة على قدر أعمالهم , فمنهم من يعطى النور مسيرة طويلة وأكثر , ومنهم من يضىء له النور مرة ويطفىء مرة , فيقف مرة على الصراط ويمشى مرة..
ان الله قادر على ذهاب سمعهم وأبصارهم , لما تركوا من الحق بعد معرفتهم له , وان الله على كل ما أراده بعباده من نقمة أو نعمة قدير ووصف الله بالقدير لأنه حذرهم من تمردهم ونفاقهم وأنه محيط بهم ..
ان الله لا يحب المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه كان منافقا ومن كانت فيه واحده منهم كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها , من اذا حدث كذب , واذا وعد أخلف , واذا اؤتمن خان ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلابد من البعد عن هذه الصفات حتى لا نتصف بصفات المنافقين..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
وفى قوله تعالى (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )
ان الله تعالى أراد أن يبين لهم وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده باخراجهم من العدم الى الوجود واعطاءه لهم النعم الظاهرة والباطنة , لعلهم يتقون الله فيما يفعلون , ويعلمون أنه القادر على كل شىء , فلماذا بعد هذا كله تكفرون به ؟
ولكن كيف يهتدون وقد جعل الكفر والنفاق قلوبهم مظلمة لا تعرف طريق الحق ولا يهتدون للحق سبيلا..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
أسأل الله العظيم ان يطهر قلوبنا من النفاق , ويثبت قلوبنا على دينه..
أسأل الله العظيم ان ننتفع بعلمه , ونعمل به ظاهرا وباطنا ..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_695.gif

السماح
12-23-2011, 10:48 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب.
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
{الم (1) ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين (2)
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقنهم ينفقون (3)
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون (4) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)
إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصرهم غشوة ولهم عذاب عظيم
(7) ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين (8)
يخدعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)
فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10)
وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11)
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)
وإذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)
وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا واذا خلوا الى شيطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14)
الله يستهزىء بهم ويمدهم فى طغينهم يعمهون (15)
أولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فماربحت تجرتهم وما كانوا مهتدين (16)
مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمت لا يبصرون (17)
صم بكم عمى فهم لا يرجعون (18)
أو كصيب من السماء فيه ظلمت ورعد وبرق يجعلون أصبعهم فى ءاذانهم من الصوعق حذر الموت والله محيط بالكفرين (19)
يكاد البرق يخطف أبصرهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصرهم إن الله على كل شىء قدير (20) يأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) }
اللهم اجعل هذه السورة الكريمة فى قلوبنا وانفعنا بها يارب العالمين ..

دافئة المشاعر
12-23-2011, 11:37 PM
ماشاء الله عليك سمآح واصلي هلحماس الصادق
آسال الله ان يجزيك كل خير
وان اصبح مثلك ويكتب لي ربي الصحه والتركيز والعافية
مرور سريع وربي يقدرني واتابعكم ياكريم

السماح
12-24-2011, 12:18 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم

(الذى جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرت رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنت تعلمون * وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صدقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكفرين )

السماح
12-24-2011, 12:59 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324720800_855.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324720800_995.gif
فى قوله تعالى (الذى جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرت رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )
وقصد الله تعالى هنا أنه جعل لهم الأرض ممهده كالفراش مثبته بالرواسى الشامخات .
وجعل السماء بناء أى كالسقف , وأنزل منها الماء والمراد هنا السحاب , لفأخرج لكم به من انواع الزروع والثمار رزقا وخيرا لكم ..
وهذا يعنى ان الله الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم , أليس بهذا يستحق ان يعبد وحده لا تشركون به أحدا..
عن ابن مسعود قال : قلت يارسول الله أى الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خالقك.صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فإن حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به أحدا..

http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صدقين )
وهنا شرع الله تعالى فى تقرير النبوة بعد أن قرر أنه لا إله إلا هو , فقال مخاطبا للكافرين أن كنتم فى شك مما أنزلنا على محمد (صلى الله عليه وسلم) فأتوا بسورة من مثل ما أنزلنا عليه أن زعمتم أنه من عند غير الله عز وجل ..
عارضوا أيها الكفار إذا شئتم واستعينوا على ذلك بمن شئتم من دون الله ..
وقد تحداهم الله عز وجل انهم لا يستطيعون فعل ذلك , وقد ورد هذا التحدى فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم..

http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكفرين )
اى ولن تفعلوا ذلك أبدا وأن هذا معجزة أيضا لأن الله عز وجل أخبر أن لا يوجد أحد على وجه الأرض يستطيع معارضة هذا القرآن العظيم ...
وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين !
فاتقوا النار واخشوها فالناس يلقون فى النار كالحطب الذى يزيدها اشتعالا ..
والحجارة هنا المقصود بها هو حجر الكبريت الأسود العظيمة , وهى أشد الأحجار حرا إذا حميت (أجارنا الله منها )
وهذه الحجارة خلقها الله عز وجل يوم خلق السموات والأرض فى السماء الدنيا يعدها للكافرين ..
أعدت هنا تعود على النار التى وقودها الناس والحجارة , وممكن أيضا أن تكون عائده على الحجارة كما قال المفسرون ..
وأرصدت هذه النار للكافرين بالله ورسوله , ولمن كان على مثل ما أنتم عليه من الكفر والنفاق..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324720801_234.gif

شعاع الشمس الدافئ
12-25-2011, 12:48 PM
قال نبينا المصطفى صلى اللهم عليه وسلم :



( تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ثم سكت ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا ويقال لهما بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذُا كان أو ترتيلا ).





معانى الكلمات


البطلـة : السحرة

الزهراوان:المنيرتان آى البقرة وآل عمران

الغيابـه :هى كل ما أظل الأنسان كالساحبه ونحوها

فرقـان : جماعتان أو قطيعان

صـواف :جامع صافَه أى باسطه أجنحتها فى الطيران

الشاحب : الذى تغير لونه لضعف أو الخوف

الهواجر : الهاجره :منتصف النهار عند اشتداد الحر

الهـذَ : السرعه فى القراءه

الترتيل :التأمل والتمهل فى القراءة.


أخشي أن يسألني ربي .. ياهذا أعلمت أم جهلت؟
فإن قلت جهلت فيقول لي فلماذا لم تتعلم ؟
وإن قلت قد علمت فيقول لي فماذا عملت بما علمت ؟





اللهم ارزقنا بكل حرف قرأناه وحفظناه
شفاعه يوم القيامه

واجعله حجه لنا لا علينا
اللهم أعنا على حفظها يارب

تقبلي مروري

السماح
12-25-2011, 08:04 PM
جزاك الله خيرااا على هذا الكلام الطيب ...
بارك الله فيكى على هذا المجهود معنا ...
اللهم أعنا على حفظ قرآنك الكريم.....

السماح
12-25-2011, 08:20 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصلحت أن لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشبها ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خلدون * إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخسرون )

السماح
12-25-2011, 10:30 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841412_803.gif

اللهم أرزقنا حفظ كتابك الكريم على الوجه الذى يرضيك عنا ..
فى قوله تعالى (وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصلحت أن لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشبها ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خلدون)
وهنا فى هذه الآيات الكريمة عطف الله تعالى على ذكر المنافقين وحالهم , حال الذين ءامنوا وصدقوا بالله ورسله , ولهذا سمى القرآن (المثانى) وهى عطف حال الكفار المنافقين وعذابهم عند الله تعالى على حال المؤمنين المصدقين بكلام الله وجزاءهم الوفير من عند الله عز وجل وهى المقابلة ..
إن ثواب هؤلاء المؤمنين المصدقين الذين يعملون الصالحات من أجل إرضاء الله عز وجل , الجنة التى توجد بها أنهار تجرى من تحت الأشجار وغرف الجنة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنهار الجنة تفجر من تحت تلال أو من تحت جبال المسك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأن المؤمنين إذا أتوا ثمرة من الجنة فلما نظروا اليهاقالوا هذا الذى رزقنا به من قبل ,ومن المفسرين من قال رزقوا بها من قبل فى الدنيا , وآخرن قالوا رزقوا بها فى الجنة ولكن بالأمس ..
وقال ابن ابى حاتم عن يحيى بن كثير قال : عشب الجنة الزعفران , وكثبانها المسك , ويطوف عليهم ولدان بالفواكه فيأكلونها أهل الجنة ثم يؤتون بمثلها , فيقول لهم أهل الجنة (المؤمنين) هذا الذى أتيتمونا به من قبل , فيقول لهم الولدان كلوا فإن اللون واحد والطعم مختلف..
ولهم فى هذه الجنة أزواج مطهرة , مطهرة من الأذى و الحيض والغائط ومطهرة من كل شىء سيىء ..
هم فيها خالدون فى تمام السعادة ,لا إنقطاع ولا موت ولا ينتهى (اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين )

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif

وفى قوله تعالى (إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين)

وأنه الله تعالى عندما ضرب مثلين عن المنافقين من قبل (مثلهم كمثل الذى استوقد نارا) والمثل الآخر (أو كصيب من السماء) قال المنافقون إن الله أعلى وأجل من أن يضرب مثل هذه الأمثال , فأنزل الله تعالى هذه الأية , وأن هؤلاء المنافقون قالوا هذا الكلام أيضا عندما ذكر الله تعالى أمثال العنكبوت والذباب فى القرآن فأنزل الله لهم هذه الأية الكريمة ..
وأى أنه الله تعالى لا يخشى من أن يذكر شيئا ما قل أو كثر , وما هنا للتقليل..
فما فوقها : وقد اختلف المفسرون فيها ولكن الأرجح هو( أو أكبر منها ) لأنه لا يوجد شىء أقل من البعوضة كما قال ابن جرير..
فأما المؤمنون فيعرفون أن هذا هو الحق المبين من ربهم ..
وأما الكفار المنافقون يقولون ماذا أراد الله بهذا المثل لأنهم لا يهتدون ..
فيضل الله عز وجل به المنافقون الذين يكفرون بكلام الرحمن ويزيدهم فى ضلالهم , ويهدى به المؤمنين والكثير من أهل الإيمان , فيزيدهم هدى إلى هداهم ..
وما يضل عن الحق إلا الذين كفروا وفسقوا عن أمر الله عز وجل..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841411_735.gif

وفى قوله تعالى (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخسرون)

ثم ذكر صفات أهل الضلالة , صفات هؤلاء المنافقين الكفار , الذين إذا حدثوا كذبوا , وإذا وعدوا أخلفوا , وإذا أتمنوا خانوا , والذين هم ينقضون العهد مع الله ومع الناس , ويقطعون الأرحام , ويفسدون فى الأرض بعدم اتباع ما يرضى الله عز وجل ويشككون فى دين الله , فينشروا بذلك الفساد فى الأرض..
والعهد هنا هو وصية الله تعالى إلى خلقه وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته , ونهيه إياهم عما نهاهم عن معصيته فنقضوا هذا العهد من بعد ميثقه ..
ومن وجه آخر أنه العهد الذى أخذه الله تعالى عليهم عندما أنزل عليهم التوراة وأنهم عاهدوا على أن يتبعوا سيدنا محمد إذا بعث والتصديق به وبما جاءهم من عند ربهم , ولكنهم نقضوا هذا العهد وكذبوا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) على حسب قول المفسرين ..
من يفعل ذلك فهو من الخاسرين , الذين خسروا رحمة الله عز وجل فى يوم القيامة الذى لايرحم فيه أحدا إلا من يشاء الله ..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

أترككم فى رعاية الله وحفظه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السماح
12-26-2011, 02:24 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(كيف تكفرون بالله وكنتم أموتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون * هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سموت وهو بكل شىء عليم * وإذ قال ربك للملئكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون )

السماح
12-26-2011, 03:33 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
اللهم اجعل هذا القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وأحزاننا...

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

فى قوله تعالى (كيف تكفرون بالله وكنتم أموتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون )
وهنا يقول الله تعالى مبينا لقدرته ووجوده وأنه الخالق المتصرف فى عباده, أى أنه كيف تجحدون وجوده أو تعبدون غيره , وكنتم عدما فى أصلاب آبائكم فأخرجكم إلى الوجود , ثم يميتكم موتة الحق , ثم يحييكم حين يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى .
ميتتان وحياتان , وأنتم بعد ذلك كله لا تؤمنون بالله عز وجل..

http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif

وفى قوله تعالى (هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سموت وهو بكل شىء عليم )

ولما ذكر الله تعالى دلالة خلقهم وما يشاهدونه من أيات خلق الله , ذكر دليلا آخر مما يشاهدونه من خلق السماوات والأرض ..
ففى هذه الآية الكريمة دلالة على ان الله تعالى خلق الأرض أولا وما فيها من أنهار وجبال وما على الأرض جميعا , ثم خلق السماوات السبع وجعلهن بعضهم فوق بعض , وانه هو العليم بخلقه وكل شىء لا يعلمه إلا الله عز وجل ..
وفى التفاسير أقوال عديدة عن كيفية خلق الأرض والسماء ولكنها مختلفة والله هو الأعلم..

http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif

وفى قوله تعالى (وإذ قال ربك للملئكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون )

وهنا يخبر الله تعالى بإمتنانه على آدم وبنى آدم بتنويهه بذكره فى الملأ الأعلى قبل إيجادهم ..
وأى أذكر يا محمد وأقصص على قومك أنى أجعل فى الأرض قوما يخلف بعضهم بعضا , جيلا بعد جيل..
وهنا ذكر بعض المفسرون أن الله تعالى لا يقصد سيدنا آدم فقط ولكنه يقصد بنى آدم , والدليل أن الملائكة تقول أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ..
وقول الملائكة هنا ليس إعتراضا على الله ولا حسدا على بنى آدم , ولكن إنما هم يريدون معرفة الحكمة من خلق الله لآدم وبنيه..
مع العلم من أن من بنى آدم من هم يفسدون فى الأرض , ويسفكون الدماء , فإن كان المراد من خلقك لهم هى عبادتك , فنحن (الملائكة ) نصلى ونسبح ولا يضر منا شىء فى ذلك ..
قال الله مجيبا لهم أنه هو الذى يعلم كل شىء , ويعلم ما المصلحة الراجعة من ذلك ..
فإنى سأجعل فيهم الأنبياء والرسل , والصالحون والعباد , والعلماء والعاملون , والزهاد والأولياء , وأعلم ما لا تعلمون أنتم ...
وتوجد كثير من أقوال المفسرين ولكن كان هذا الرأى الأرجح على حسب قولهم والله أعلى وأعلم ....
http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif

يارب ارحمنا برحمتك واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324720801_234.gif

السماح
12-27-2011, 01:09 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صدقين * قالوا سبحنك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم * قال يأدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموت والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )

السماح
12-27-2011, 05:38 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324996692_988.gif
أود ان تكونو جميعكم بخير وفى أتم الصحة والعافية
فى قول الله تعالى (وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صدقين )
هذا مقام ذكر الله تعالى فيه تفضيل سيدنا آدم على الملائكة , بما اختصه به من علم أسماء الأشياء كلها ..
علمه أسماء بنيه كلهم وأسماء الدواب وأسماء الملائكة أيضا على حسب قول المفسرون..
ولذلك بين الله فى هذه الأية تفضيل لسيدنا آدم وشرفه ..
وقال بعض المفسرون أن (ثم عرضهم )هنا للعاقل فقط ولكن كان الرأى الأرجح أن الله تعالى علم آدم أسماء كل شىء العاقل وغير العاقل , والسماء والأرض , والدواب والطير , البحار والسهول والملائكة ..
حدثنا قتادة عن أنس أنه النبى (صلى الله عليه وسلم )قال يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا ؟فيأتون آدم عليه السلام فيقولون , أنت أبو الناس , خلقك الله بيده , وأسجد لك الملائكة , وعلمك أسماء كل شىء , فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا ,فيقول : لست هناكم فيتذكر ذنبه فيستحى من ربه , فيقول أئتوا نوحا , إنه أول رسول لأهل الأرض , فيأتونه فيقول :لست هناكم , فيتذكر ذنبه , سؤاله ربه بما ليس به علم , فيستحى من ربه , فيقول أئتوا خليل الرحمن , فيأتونه فيقول :لست هناكم , فيقول أئتوا موسى , عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة , فيأتونه فيقول :لست هناكم , ويذكر قتل النفس بغير نفس , فيستحى من ربه , فيقول :لست هناكم , أئتوا عيسى , عبد الله ورسوله , وكلمه الله وروحه , فيأتوه فيقول :لست هناكم , أئتوا محمدا, عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ,فيأتونى , فأنطلق حتى أستأذن على ربى فيؤذن لى ,فإذا رأيت ربى وقعت ساجدا فيدعنى ما شاء الله , ثم يقال : إرفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع , فأرفع رأسى , فأحمده بتحميد يعلمنيه , ثم أشفع فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة , ثم أعود فأشفع فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة , ثم أعود فأشفع فيحد لى حدا فأدخلهم الجنة , ثم أعود رابعا , وما بقى فى النار إلا من حبسه القرآن , ووجب عليه الخلود) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم والنسائى .
ثم يعرض الله تعالى هذه الأسماء وأصحابها على الملائكة ويقول أخبرونى بأسمائهم إن كنتم صادقين فى زعمكم بأننى أخلق خلقا إلا كنتم أعلم منه ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324996689_883.gif
وفى قوله تعالى (قالوا سبحنك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )
وهنا تقديس وتنزيه من الملائكة لله تعالى أن يحيط بشىء من علمه إلا بما يشاء , وأن يعلموا شيئا إلا ما علمهم الله تعالى ..
ويقصدوم أن يقولوا( أنك الله تعالى العليم بكل شىء , الحكيم فى خلقكوأمرك وفى تعليمك من تشاء , لك الحكمة فى كل شىء , والعدل التام )
عن أبى مليكة عن عباس سبحان الله : قال تنزيه الله لنفسه عن السوء
ثم قال عمر لعلى وأحد ما به عنده : لا إله إلا الله قد عرفناها ,فما سبحان الله ؟ فقال له على كلمة أحبها الله ورضيها وأحب أن تقال ..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324996690_996.gif

وفى قوله تعالى (قال يأدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموت والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )
ثم قال لأدم أنبئهم بأسمائهم , فأنبأ آدم الملائكة بأسمائهم وقال أنت جبريل وأنت ميكائيل , حتى عدد الأسماء كلها حتى بلغ الغراب , وأسماء كل شىء ..
فلما ظهر فضل آدم على الملائكة عليهم السلام ,فى سرده ما علمه الله تعالى من أسماء الأشياء , قال الله تعالى للملائكة ألم أقل لكم إنى أعلم الغيب الظاهر والخفى وأعلم السر والعلانية ..
وقال بعض المفسرين أن ما يكتمون كان قصده على إبليس فى كتمانه من الكبر فى نفسه.
أن الله تعالى قال لهم أعلم كل شىء مع علمى غيب السموات والأرض , وأعلم ما تظهرونه بألسنتكم وما كنتم تخفون فى أنفسكم فلا يخفى على شىء ..
والذى أظهروه لله من قولهم على الخليفة الذى سيجعله الله فى الأرض , وأنه سيفسد فى الأرض ويسفك الدماء ولكن الله تعالى يعلم ما يظهرون وما يخفون فى أنفسهم فهو الخالق القادر على كل شىء ..سبحان الله العظيم..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324996691_568.gif

شعاع الشمس الدافئ
12-28-2011, 11:45 AM
http://forum.hwaml.com/uploaded/25194_11325061886.gif

السماح
12-28-2011, 12:04 PM
جزاكى الله خيرا أختى شعاع الشمس الدافىء...
شكرا لكى على الدعوة الجميلة ...
أسأل الله العظيم أن يدخلك فسيح جناته...

السماح
12-28-2011, 02:09 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكفرين * وقلنا يأدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين * فأزلهما الشيطن عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا إهبطوا بعضكم لبعض عدوا ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين )

السماح
12-28-2011, 02:40 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324573704_252.gif

فى قول الله تعالى (وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكفرين )
وهذا تفضيل عظيم لسيدنا آدم عليه السلام وبنيه , حيث أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم .
وعن ابن جرير حدثنا عن ابن عباس قال (أن إبليس حى من أحياء الملائكة الذين خلقوا من نار السموم من بين الملائكة , وكان اسمه الحارث وكان خازنا من خزان الجنة , وأن الله خلق الملائكة كلهم من نور غير هذا الحى )
وخلق الجن الذين ذكروا فى القرآن من مارج من نار , وأن أول من سكن الأرض هم الجن , وأنهم فسدوا فى الأرض وسفكوا الدماء , وأن قصد الملائكة كان أن الله سيخلق خليفة يفسد فلى الأرض ويسفك الدماء مثل هؤلاء الجن (والله أعلى وأعلم)
فسجد الملائكة طاعة لأمر الله تعالى , واستكبر إبليس ورفض أن يسجد وكان من الكافرين ,فقال الله تعالى له : ما منعك أن تسجد إذ أمرتك لما خلقت بيدى ؟ قال : أنا خير منه لم أكن لأسجد لمن خلقته من طين , قال الله تعالى له أخرج منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فأخرج فإنك من الصاغرين..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (وقلنا يأدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين)
يقول الله تعالى إخبارا عما أكرم به سيدنا آدم عليه السلام , أنه أباحه الجنة يسكن منها حيث يشاء ويأكل منها ما يشاء رغدا أى هنيئا واسعا وطيبا ..
وخلق الله تعالى من ضلع آدم زوجته حواء , فسواها امرأة , وكان سيدنا آدم فى سباته , فهب من نومه فرآها إلى جنبه , فسألها :من أنت ؟ قالت امرأة , قال ولم خلقت ؟ قالت لتسكن إلى ..
وقال الملائكة له ما إسمها يا آدم ؟ قال حواء , قالوا لم سميت حواء ؟ قال لأنها خلقت من شىء حى ..
وعندما قال الله تعالى( ولا تقربا هذه الشجرة) كان إختبار من الله تعالى وامتحان لآدم ..
وقد اختلف المفسرون فى هذه الشجرة فمنهم من قال إنها شجرة السنبله ومنهم من قال شجرة الكرم ومنهم من قال أنها شجرة العنب ..
ولكن التفسير الأرجح لهذ الأختلاف أن يقال إن الله تعالى جل وعلى نهى آدم وزوجته عن أكل من شجرة بعينها من أشجار الجنة , دون سائر أشجارها , فأكلا منها , ولا علم عندنا بأى شجرة كانت على التعيين ؟
لأن الله تعالى لم يضع لعباده دليلا على ذلك فى القرآن ولا فى السنه الصحيحة والله تعالى أعلى وأعلم...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (فأزلهما الشيطن عنها فأكلا منها وقلنا اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتع إلى حين )
وهذا من قبيل الزلل , فعلى هذا يكون تقدير الكلام (فأزلهما الشيطن عنها)
أى سببها , فعصيا نهى الله تعالى واتبعا الشيطان ..
(حين ) هنا تعنى أرزاق وآجال وقرار إلى وقت مؤقت ومقدار معين ثم تقوم يوم القيامة..
وقد اختلف كثير من المفسرين بأى مكان هبط سيدنا آدم عليه السلام ومنهم من قال بالهند ومنهم من قال بين مكة والطائف , والله تعالى أعلى وأعلم..
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة , فيه خلق آدم , وفيه أدخل الجنة , وفيه أخرج منها ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

وسامحونى إذا لم أذكر كل التفاسير وكل الأقوال , لأن يوجد بها اختلاف , وإنما أنا أذكر بعض منهاأو الأرجح كما يقول المفسرون..
دمتم فى رعاية الله وحفظه , يا رفاق الخير ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السماح
01-01-2012, 09:46 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم

(فتلقى ءادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم * قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بأيتنا أولئك أصحب النار هم فيها خلدون * يبنى اسرءيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون * وءامنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به وإيى فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون * وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة واركعوا مع الركعين * أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتب أفلا تعقلون * واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخشعين * الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه رجعون * يبنى اسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين * واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )

السماح
01-01-2012, 10:42 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif

أود أن تكونوا جميعكم فى تمام الصحة والعافية
فى قول الله تعالى (فتلقى ءادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم * قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يبنى اسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون )
وفى هذه الأيات أختلف المفسرون فى تفسيرها ..
فعن رجل من بنى تميم , قال أتيت ابن عباس فسألته :قلت ما الكلمات التى تلقى سيدنا آدم من ربه ؟ قال : علم آدم شأن الحج..
وقال بن أبى نجيح عن مجاهد أنه كان يقول فى قول الله تعالى (قتلقى ءادم من ربه كلمت فتاب عليه) قال الكلمات :اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك , رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنك خير الغافرين , اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك , رب إنى ظلمت نفسى فارحمن إنك خير الراحمين ,اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك , رب إنى ظلمت نفسى فتب على , إنك أنت التواب الرحيم..
والله تعالى أعلى وأعلم..
وأن الله تعالى يتوب على من تاب وأناب , ويغفر الذنوب وهذا من لطفه بخلقه ورحمته العظيمة...
عن ابن بريده وهو سليمان عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت سبعا , وصلى خلف المقام ركعتين , ثم قال : اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى , وتعلم حاجتى فاعطنى سؤلى , وتعلم ما عندى فاغفر ذنوبى , أسألك إيمانا يباشر قلبى , ويقينا صادقا , حتى لا أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتبت لى .
قال فأوحى الله تعالى إليه , أنك قد دعوتنى بدعاء أستجيب لك فيه ولمن يدعونى به , وفرجت همومه وغمومه , ونزعت فقره من بين عينيه , وأجرت له من وراء كل تاجر زينة الدنيا , وهى كلمات عهد زإن لم يزدها..
رواه الطبرانى فى معجمه الكبير. .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
ويقول الله تعالى مخبرا عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس حتى أهبطهم من الجنة , والمراد الذرية , وأنه سينزل الهدى والكتب والأنبياء والرسل والبيان ,
(فمن تبع هداى ) أى من أقبل على ما أنزلت به من الكتب وأرسلت به الرسل (فلا خوف عليهم) أى أنهم من اتبع رضوان اله لا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الأخرة ولا يحزنون أبدا..
عن أبى سعد بن مالك بن سنان الخدرى قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون , لكن أقواما أصابتهم النار بخطاياهم , أو بذنوبهم فأماتهم إماتة حتى إذا صاروا فحما أذن الشفاعة ) رواه مسلم ..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
ويقول الله تعالى آمرا بنى اسرءيل بالدخول فى الإسلام , ومتابعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
واسرائيل هنا المقصود به سيدنا يعقوب عليه السلام , وهنا ذكر الله تقديره لهم
انه يابنى العبد الصالح المطيع لله كونوا مثل أبيكم فى متابعة الحق ..
اذكروا نعمة الله التى أنعم بها عليهم من نعم لا تحصى , وفجر لهم الحجر , وأنزل عليهم المن والسلوى , وأنجاهم من عبودية آل فرعون ..
وأوفوا بعهد الله الذى أخذه عليكم من أن تؤمنوا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , وأن الله تعالى سوف يوفى بعهدكم أى أنجز لكم ما وعدكم به بوضع ما كان عليكم من الذنوب وإدخالكم الجنة , والسعاده فى الدنيا والأخرة , وأخشوه..
وهذا إنتقال من الترغيب إلى الترهيب , فدعاهم إليه بالرغبة والرهبة , لعلهم يرجعون إلى الحق وإتباع الرسول (صلى الله عليه وسلم ) والإتعاظ بالقرآن..

السماح
01-01-2012, 11:52 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قوله تعالى (يبنى اسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون * وءامنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بأيتى ثمنا قليلا وإيى فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )
يقول الله تعالى آمرا بنى اسرائيل واسرائيل المقصود به هنا سيدنا يعقوب عليه السلام , بالدخول فى الإسلام ومتابعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) وتقديره يابنى اسرائيل يابنى العبد الصالح المطيع لله , كونوا مثل أبيكم فى طاعة أوامر الله تعالى ومتابعة الحق , وأذكروا نعمة الله تعالى التى أنعم بها عليهم , وفجر لهم من الحجر وأنزل عليهم المن والسلوى وأنجاهم من عبودية آل فرعون ..
وأوفوا بعهدى الذى اتخذته عليكم بالإيمان بمحمد وما أنزل عليه من القرآن الكريم , وأن الله تعالى سيوفى لهم بعهده بأنه يخرجهم من العبودية لآل فرعون , ووضع ماكان عليكم من الأضرار والأغلال التى كانت فى أعناقكم بذنوبكم التى كانت منكم وادخالهم الجنة فى الآخرة ..
وهذا انتقال من الترغيب إلى الترهيب , فدعاهم إليه بالرغبة والرهبة , لعلهم يرجعون إلى الحق وإتباع الرسول , والإتعاظ بالقرآن الكريم..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325451158_344.gif

وفى أيات الله تعالى (وءامنوا بما أنزلت مصدقا) أى بالذى أنزلته ويعنى به القرآن الذى أنزله على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) النبى الأمى بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا على الحق من الله تعالى ..
(ولا تكونوا أول كافر به) أى ولا تكونوا أول فريق كافر به وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم وكفر بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ولا تكفروا بالقرآن ..
ولا تعتاضوا عن الإيمان بآياتى وتصديق رسولى بالدنيا وشهواتها , فإنها قليلة بحذافيرها , وهى الثمن القليل ..
وأن اعملوا على طاعة الله تعالى رجاء رحمته , والتقوى أن تتركوا معصية الله تعالى مخافة عذابه , وأنه يتوعدهم فيما يتعمدونه من كتمان الحق وإظهار خلافه ومخالفتهم الرسول عليه الصلاة والسلام..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325451158_344.gif

وفى قوله تعالى (ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)
ويقول الله تعالى ناهيا لهم عما كانوا يتعمدونه من خلط الخق بالباطل , وكتمان الحق, فنههاهم عن الشيئين معا ..
ولهذا قال الضحاك عن ابن عباس ولاتخلطوا الصدق بالكذب , وأنتم تعلمون الحق , وتعلمون أن رسلى نزلوا بالحق من ربهم ,وأنتم كتمتموه بعد معرفتكم به..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325451158_344.gif

دافئة المشاعر
01-02-2012, 12:09 AM
تسلم اياديك والله لايحرمك الاجر يارب
ويرزقك من حيث لاتحتسبين

صرآحه لم اجد ولن اجد اروع مما اقرآ هنآ بكل اختصار
وعلى هذآ سوف يتم اغلاق الشرح الذي ثبته
واضع متصفحك مكان ومرجع لجميع المستئنسات ورواد القسم

والله ولي التوفيق
والقادم آفضل بآذن الله
وليكن مفاجآه لكم

دافئة المشاعر
01-02-2012, 12:37 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325453862_692.gif

استمري بارك الله بسعيك

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325453862_905.gif

السماح
01-02-2012, 12:58 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قوله تعالى (وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة واركعوا مع الركعين * أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتب أفلا تعقلون * واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخشعين * الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وانهم إليه رجعون * يبنى إسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين * واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )
وهنا أمرهم الله تعالى بأن يصلوا مع النبى وأمرهم أن يؤتوا الزكاة , أى يدفعونها إلى النبى , وأمرهم أن يركعوا مع الراكعين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif
وفى قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
يقول الله تعالى كيف يليق بكم يا معشر أهل الكتاب , وأنتم تأمرون الناس الناس بالبر وهو جماع الخير , وأن تنسوا انفسكم , فلا تأمرون الناس بالبر ولا تفعلونه أنتم ..
أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم فتبصروا من عمايتكم ..
فكانوا يأمرون الناس بطاعة الله تعالى والأنفاق والصلاة ولا يفعلونه هم ..
فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة..
عن على بن زيد عن تمامه عن أنس قال (لما عرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مر بقوم تقرض شفاهم , فقال يا جبريل : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الخطباء من أمتك , يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم و أفلا يعقلون )
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325451158_344.gif

وفى قوله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخشعين)
يقول الله تعالى آمرا عبيده فيما يأملون من خير الدنيا والأخرة , بالأستعانه بالصبر والصلاة ..
وقال بعض المفسرون الصبر هو الصيام ,كما نص عليه مجاهد..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الصوم نصف الصبر )
وقال الأخرون هو الصوم والكف عن المعاصى وهذا أعم وأشمل..
عن ابن سنان أنه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال (الصبر صبران , صبر عن المعصية حسن , وأحسن منه الصبر عن محارم الله )
(وإنها) عائدة هنا على الصلاة أو الوصية التى وصاهم بها الله تعالى , وأنها مشقة ثقيلة إلا على الخاشعين , أى المؤمنين والخائفين والخاضعين لطاعته والخائفين من سطوته والمصدقين بوعده ووعيده..
http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif
وفى قوله تعالى (الذين يظنون أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه رجعون)
وهذا تمام الكلام الذى قاله الله تعالى , أى الذين يخافون لقاء الله ويعدوا للقائه ويخضعوا له ولأوامره ..
ويظنون هنا بمعنى العلم واليقين فى لقاء الله تعالى ..
وفى الصحيح أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة ألم أزوجك , ألم أكرمك , ألم أسخر لك الخيل والإبل , وأذرك ترأس وتربع ,فبقول بلى , فيقول الله تعالى أفظننت أنك ملاقى ؟ فيقول لا : فيقول الله اليوم أنساك كما نسيتنى..
http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif
وفى قوله تعالى (يبنى إسرءيل أذكروا نعمتى التى انعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين)
وهنا يذكرهم الله تعالى سالف نعمه على آبائهم وأسلافهم , وما فضلهم به الله تعالى على من غيرهم من الأمم الأخرى بإرسال الرسل فيهم, وإنزال الكتاب عليهم ..
والفضل هنا بما اعطوا من الملك , والرسل والكتب على عالم من كان فى ذلك الزمان , فإن لكل زمان عالم ..
وعن معاويه بن حنذه القشيرى قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنتم توفون سبعين أمة , أنتم خيرها وأكرمها على الله)
http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif
وفى قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزى فيه نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )
وأنه لما ذكرهم الله تعالى بنعمه وتفضيله أولا وعطف ذلك التحذير من حلول نقمه بهم يومن القيامة , وأنه لا يغنى أحد عن أحد , وأن كلا من الوالد وولده لا يغنى أحدهما عن الخر شيئا, ولا يقبل منها شفاعة يعنى عن الكافرين , ولا يؤخذ منها عدل والعدل هنا المقصود به الفداء ..
عن عمرو بن قيس عن رجل من أهل الشام أحسن عليه الثناء , قال : قيل يا رسول الله ما العدل؟ قال:العدل الفدية..
(ولا هم ينصرون) أى ولا أحد ينقذهم من عذاب الله تعالى , ولا يعطف عليهم ذو قرابة ولا ذو جاه ولا يقبل منهم شفاعه ولا فداء..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
01-02-2012, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{الذى جعل لكم الأرض فرشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرت رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (22)
وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صدقين (23)
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكفرين (24)
وبشر الذين ءامنواوعملواالصلحت أن لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشبها ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خلدون(25)إن الله لا يستحى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين (26)
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخسرون (27)
كيف تكفرون بالله وكنتم أموتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)
هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسوهن سبع سموت وهو بكل شىء عليم (29)
وإذ قال ربك للملئكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم مالا تعلمون (30)
وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صدقين (31)
قالواسبحنك لاعلم لناإلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يأدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموت والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33)
وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكفرين (34)
وقلنا يأدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين (35)
فأزلهماالشيطن عنهافأخرجهمامما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتع إلى حين (36) فتلقىءادم من ربه كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم(37)قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38)
والذين كفرواوكذبوابأيتناأولئك أصحب النارهم فيها خلدون (39) يبنى إسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإيى فارهبون(40)
وءامنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بأيتى ثمنا قليلا وإيى فاتقون (41)
ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (42)

السماح
01-02-2012, 02:58 AM
أشكرك مشرفتنا العظيمة ..
إننى أحاول بقدر المستطاع أن أذكر بعض التفاسير والله المستعان..
أشكرك على تقديرك لنا وتشجيعك لنا , أثابك الله كل الخير..
أحبك فى الله..

السماح
01-02-2012, 08:12 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ نجينكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم * وإذ فرقنا بكم البحر فأنجينكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون * وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة ثم إتخذتم العجل من بعده وانتم ظلمون * ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون * وإذ ءاتينا موسى الكتب والفرقان لعلكم تهتدون )

السماح
01-02-2012, 08:13 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325524394_926.gif
فى قول الله تعالى (وإذ نجينكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم )
ويقول الله تعالى يابنى إسرائيل أذكروا نعمتى عليكم , أنى خلصتكم وأنقذتكم من ءال فرعون ..
فكان يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم وينزل بهم العذاب ..
وأنهم كانوا يسومونكم أى يذيقونكم ويردونكم ويلونكم سوء العذاب.
وذلك أن فرعون - لعنه الله - كان قد رأى رؤيا هالته ، رأى نارا

خرجت من بيت المقدس فدخلت دور القبط ببلاد مصر ، إلا بيوت

بني إسرائيل ، مضمونها أن زوال ملكه يكون على يدي رجل من

بني إسرائيل ، ويقال : بل تحدث سماره عنده بأن بني إسرائيل

يتوقعون خروج رجل منهم ، يكون لهم به دولة ورفعة ،

فعند ذلك أمر فرعون - لعنه الله - بقتل كل ذى ذَكر يولد بعد

ذلك من بني إسرائيل ، وأن تترك البنات ، وأمر باستعمال

بني إسرائيل في مشاق الأعمال وأراذلها يديمون عذابكم..

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس فى قوله : (بلاء من ربكم عظيم ) قال : نعمة.
وقال مجاهد : :نعمة من ربكم عظيمة. وكذا قال أبو العالية ، وأبو مالك ، والسدي ، وغيرهم.
وأصل البلاء : الاختبار ، وقد يكون بالخير والشر..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325527264_420.gif
وفى قوله تعالى (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجينكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم تنظرون )
معناه : وبعد أن أنقذناكم من آل فرعون ، وخرجتم مع موسى ،

عليه السلام ، خرج فرعون في طلبكم ، ففرقنا بكم البحر ،

(فأنجينكم) أي : خلصناكم منهم ، وحجزنا بينكم وبينهم ،

وأغرقناهم وأنتم تنظرون ؛ ليكون ذلك أشفى لصدوركم ، وأبلغ في

إهانة عدوكم.

عن عبد الله بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس ،

قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود

يصومون يوم عاشوراء ، فقال : "ما هذا اليوم الذي تصومون ؟".

قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله عز وجل فيه بني

إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى ، عليه السلام ، فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا أحق بموسى منكم". فصامه

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر بصومه.
وروى هذا الحديث البخاري ، ومسلم ، والنسائي ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325527264_420.gif
وفى قوله تعالى (وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظلمون* ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون )
يقول تعالى : واذكروا نعمتي عليكم في عفوي عنكم ، لَمَّا عبدتم العجل بعد ذهاب موسى لميقات ربه ، عند انقضاء أمَد المواعدة ، وكانت أربعين يومًا ، إنها ذو القعدة بكماله وعشر من ذي الحجة ، وكان ذلك بعد خلاصهم من قوم فرعون وإنجائهم من البحر.
ولكن الله تعالى عفا عنكم هذا لعلكم تشكروا الله عز وجل..
وقوله : (وإذ ءاتينا موسى الكتب) يعني : التوراة (والفرقان)وهو ما يفرق بين الحق والباطل ، والهدى والضلال (لعلكم تهتدون) وكان ذلك - أيضا - بعد خروجهم من البحر ..
لعلهم بعد ذلك يهتدوا إلى الله تعالى , ويتبعوا الحق..
وتشكروا الله تعالى على ما هداكم إليه من الحق..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325527264_420.gif

السماح
01-03-2012, 08:59 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ قال موسى لقومه يقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم * وإذ قلتم يموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثنكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون )

السماح
01-03-2012, 10:19 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_255.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618352_244.gif

فى قول الله تعالى (وإذ قال موسى لقومه يقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )
هذه صفة توبة الله تعالى على بنى اسرائيل من عبادة العجل..
(بارئكم ) هنا تعنى خالقكم ,
وقال الله تعالى : أمر سيدنا موسى قومه من أمر ربه عز وجل , أن يقتلوا أنفسهم , قال واحتبى الذين عبدوا العجل فجلسوا ,وقام الذين لم يعكفوا على العجل ,فأخذوا الخناجر بأيديهم , وأصابتهم ظله شديدة ,فجعل يقتل بعضهم بعضا , فانجلت الظله عنهم , فقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل ,كل من قتل منهم كانت له توبة وكتب عند الله شهيدا , وكل من تبقى منهم كانت لهم توبة ...
فأمرهم أن يضعوا السلاح فتاب عليهم ,فكان من قتل منهم شهيدا ومن بقى مكفرا عنه..
وقال الزهري : لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها ، برزوا ومعهم موسى ، فاضطربوا بالسيوف ، وتطاعنوا بالخناجر ، وموسى رافع يديه ، حتى إذا أفنوا بعضهم ، قالوا : يا نبي الله ، ادع الله لنا. وأخذوا بعضديه يسندون يديه ، فلم يزل أمرهم على ذلك ، حتى إذا قبل الله توبتهم قبض أيديهم ، بعضهم عن بعض ، فألقوا السلاح ، وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم ، فأوحى الله ، جل ثناؤه ، إلى موسى : ما يحزنك ؟ أما من قتل منكم فحي عندي يرزقون ، وأما من بقي فقد قبلت توبته. فسُرّ بذلك موسى ، وبنو إسرائيل.رواه ابن جرير بإسناد جيد عنه..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قول الله تعالى (وإذ قلتم يموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثنكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون )
يقول تعالى : واذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصعق ، إذ سألتم

رؤيتي جهرة عيانًا ، مما لا يستطاع لكم ولا لأمثالكم ، كما قال ابن جريج ،

وجهرة هنا تعنى : علانية.

وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس : هم السبعون الذين اختارهم موسى

فساروا معه. قال : فسمعوا كلاما ، فقالوا : (لن نؤمن لك حتى نرى الله

جهرة ) قال : فسمعوا صوتًا فصعقوا ، يقول : ماتوا.

وقال مروان بن الحكم ، فيما خطب به على منبر مكة : الصاعقة : صيحة

من السماء.

وقال عروة بن رويم في قوله : (وأنتم تنظرون) قال : فصعق بعضهم
وبعض ينظرون..
ثم بعثهم الله تعالى من بعد موتهم لكى يرجعوا إلى الله تعالى ويعرفون أن
عذابه أليم, ولكى يعرفوا أن نبى الله موسى أتاهم بالحق من الله تعالى ,
وعليهم أن يصدقوا بما جاءهم من عند الله عز وجل لعلهم يشكرون الله على
ما أنعم عليهم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618353_562.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618353_240.gif

السماح
01-04-2012, 11:31 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقنكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطيكم وسنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون )

السماح
01-04-2012, 01:44 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673862_373.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673861_607.gif
فى قول الله تعالى (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقنكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
وهنا فى هذهالأية الكريمة أنه عندما ذكر لهم ما دفعه عنهم من النقم , أراد أيضا أن يذكر لهم ما أسبغ عليهم من النعم..
(الغمام) هنا جمع غمامه وهو مايستر السماء ويواريها ,وهو ظللهم الله تعالى به ليقيهم حر الشمس ..
وكما رواه النسائى وابن عباس أنه ظلل عليهم فى التيه غمام وهو ليس من زى هذا السحاب بل هو أطيب وأبهى وأحلى منظر من السحاب..
و(أنزلنا عليكم المن ) لقد إختلف المفسرون فى تفسير المن فما هو ؟
فقال على بن أبى طلحة عن ابن عباس : أن المن كان ينزل عليهم على الأشجار فيغدون إليها فيأكلون ما شاؤوا..
وقال مجاهد المن صمغة ..
وقال السدى : قالوا يا موسى : كيف لنا بما هاهنا؟ فأين الطعام ؟فأنزل الله تعالى عليهم المن , فكان يسقط على شجر الزنجبيل .
وقال الربيع بن أنس :أن المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه..
والغرض أن عبارات المفسرين متقاربة فى شرح المن , فمنهم من فسره بالطعام ومنهم من فسره بالشراب , والظاهر والله تعالى أعلى و أعلم , هو كل ما امتن به الله تعالى عليهم من طعام وشراب وغير ذلك مما ليس لهم فيه علم ولا كد ,فالمشهور أنه المن إن أكل وحده كان طعاما وحلاوة , وإن مزج مع الماء فكان شرابا طيبا ..
وأما( السلوى) :فقال على ابن طلحة أن السلوى طائر شبيه بالسمانى , كانوا يأكلون منه..
وعن عكرمة أن السلوى كطير , يكون بالجنة أكبر من العصفوروالله تعالى أعلى وأعلم..
(كلوا من طيبت ما رقنكم )وهنا أمرهم الله تعالى وأباح لهم أن يأكلوا مما رزقهم الله تعالى وأن يعبدوه ولكن ,
قال الله تعالى (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) فخالفوا وكفروا وظلموا أنفسهم ,هذا مع ما شاهدوه من الأيات البينات والمعجزات ,ولكن بهذا ظلموا أنفسهم ولا يضروا الله شيئا فى كفرهم..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قول الله تعالى (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطيكم وسنزيد المحسنين )
يقول الله تعالى لائما لهم على نكولهم عن الجهاد فى دخول أرض المقدس لما قدموا من بلاد مصر فى صحبة( سيدنا موسى عليه السلام)
فأمروا بدخول الأرض المقدسة التى هى لهم ميراث عن أبيهم اسرائيل ,وقتال من فيها من العماليق الكفرة ,ولكنهم نكلوا عن الجهاد فى سبيل الله تعالى ,فرماهم الله تعالى فى التيه عقوبة لهم ,وبعد ذلك بعد أربعين سنة فى التيه مع( سيدنا يوشع بن نون عليه السلام )فتحها الله تعالى عليهم , وعندما فتحت,
قال تعالى (ادخلوا الباب سجدا) أى شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر ,ورد بلدهم إليهم وإنقاذهم من التيه و الضلال..
وعن ابن عباس أنه قال أن (سجدا ) هنا تعنى ركعا..
و(الباب ) اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال أنها باب قبل القبله, ومنهم من قال هو باب الحطة من باب إيلياء ببيت المقدس..
ومنهم من قال أن السجود هنا يعنى الخضوع لله عز وجل كما قال حسن البصرى والله تعالى أعلى وأعلم..
(قولوا حطة) قال الكثير من المفسرين أنه أمرهم الله تعالى بالأستغفار ,
وقال الضحاك عن ابن عباس :معناها أن قولوا أنه هذا الأمر الحق كما قيل لكم..
وقال عكرمة: قولوا لا إله إلا الله والله تعالى أعلى وأعلم..
وفى قوله تعالى (نغفر لكم خطيكم وسنزيد المحسنين) هذا جواب الأمر , أنه إذا فعلتم ما أمرناكم به غفرنا لكم الخطيئات وضعفنا لكم السيئات..
وأن سيزيد الله تعالى لمن أحسن منهم وآمن بالله من الأجر والثواب العظيم..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673861_505.gif
وفى قول الله تعالى (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)
عن أبى هريرة رضى الله عنه , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"قال الله تعالى لبنى اسرائيل (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على أستاهم ,فقالوا حبة فى شعرة"
وهذا حديث صحيح رواه البخارى عن اسحاق بن نصر..
وحاصل ما ذكره المفسرون ,وما دل عليه السياق أنهم بدلوا أمر الله تعالى لهم من الخضوع بالقول والفعل , فأمروا أن يدخلوا سجدا , فدخلوا زاحفين على أستاهم ,رافعى رؤوسهم ,وأن يقولوا حطة , أى أحطط عنا ذنوبنا واغفر لنا , فبدلوا ما أمرهم الله تعالى به وقالواحنطة فى شعرة , وهذا فى غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة.
ولهذا أنزل الله تعالى بهم بأسه وعذابه بفسقهم وهو خروجهم عن طاعة الله عز وجل , فأنزل بهم الله تعالى الرجز , وقال الضحاك عن ابن عباس أن (الرجز) هو العذاب كما قال قتادة ايضا..
وقال أبو العالية أنه الغضب, وقال الشعبى أن الرجز هو الطاعون وإما البرد..
وعن أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن هذا الوجع والسقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم" وهذا الحديث أصله مخرج فى الصحيحين من حديث الزهرى ومن حديث ابن مالك..
وعذبهم الله تعالى على فسوقهم وأنزل بهم العذاب لعدم طاعة أوامر الله عز وجل والله تعالى أعلى وأعلم..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-05-2012, 01:10 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه إثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين * وإذ قلتم يموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بأيت الله ويقتلون النبين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصرى والصبئين من ءامن بالله واليوم الأخر وعمل صلحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

السماح
01-06-2012, 09:53 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325876028_515.gif
فى قوله تعالى (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين )
يقول الله تعالى :أذكروا نعمتى عليكم فى إجابتى لنبيكم موسى عليه السلام ,حين استسقانى لكم , واخراجى لكم الماء من حجر معكم ,وتفجيرى لكم الماء منه من اثنتى عشرة عينا ,لكل سبط من أسباطكم عين قد عرفوها ,فكلوا من المن والسلوى واشربوا من هذا الماء ,الذى أنبعته لكم من غير سعى منكم ولا كد ,واعبدوا الذى سخر لكم ذلك..
(ولا تعثوا فى الأرض مفسدين) أى ولا تقابلوا النعم بالعصيان فتلبسوها ,وقد بسطه المفسرون فى كلامهم كما قال ابن عباس : وجعل بين ظهرانيهم حجر مربع ,وأمر سيدنا موسى عليه السلام فضربه بعصاه فانفجر منه اثنتى عشرة عينا ,من كل ناحية منه ثلاث عيون ,وأعلم كل سبط عينهم ,يشربون منها لا يرتحلون من منقله الا وجدوا ذلك معهم بالمكان الذى كان منهم بالمنزل الأول..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618353_562.gif
وفى قوله تعالى (وإذ قلتم يموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بأيت الله ويقتلون النبين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )
يقول الله تعالى : أذكروا نعمتى عليكم فى إنزالى عليكم المن والسلوى طعاما نافعا هنيئا , واخراجى لكم الماء ,واذكروا ضجركم مما رزقناكم وسؤالكم موسى عليه السلام استبدال ذلك بالأطعمه الدنيه من البقول ونحوها..
ويقول الحسن البصرى انهم بطروا على هذه النعم وعلى المن والسلوى انه طعام واحد لا يتغير ,وسألوا موسى عليه السلام ان يسال ربه يخرج لهم من نبات الأرض من البقول والقثاء والعدس والبصل , وفسر الكثير من المفسرين أن الفوم هو الثوم , وفسر غيرهم أنه الحنطة اى البر الذى يعمل منه الخبز والله تعالى أعلى وأعلم..
(قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير) وفى هذه الأية توبيخ لهم على ما سألوا من الأطعمه الدنيه ,مع ما هم فيه من العيش الرغيد, والطعام الهنىء الطيب النافع..
وقوله (اهبطوا مصرا) هكذا هو منون مصروف مكتوب بالألف فى مصاحف الأئمة العثمانية,وهو قراءة الجمهور بالصرف..
وقال بن جرير : لا أستجيز القراءة بغير ذلك , لإجماع المصاحف على ذلك..
وقال ابن عباس : مصرا من الأمصار , وهذا مثلما قال الكثير من المفسرين
وقال ابن جرير : أن مصرا من غير صرف تكون بمعنى (مصر فرعون)
ولكن كان قول ابن عباس الأرجح على حسب قول المفسرين , والله تعالى أعلى وأعلم..
والمعنى على ذلك أنه سيدنا موسى عليه السلام قال لهم : هذا الذى سألتم ليس بأمر عزيز , بل هو فى كل بلد دخلتموه وجدتموه ,فليس يساوى مع دناءته وكثرته فى الأمصار أن أسأل الله تعالى فيه..
(ما سألتم ) أى ما طلبتم..
وفى قوله تعالى (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله )
يقول الله تعالى : أى وضعت عليهم الذلة والزموا بها ,ولا يزالون مستذلين ..
وقال عبد الرزاق عن قتاده قال : أى يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون .
و(باءو بغضب من الله) قال الضحاك : استحقوا الغضب من الله تعالى ,فحدث عليهم غضب من الله تعالى...
وقال سعيد بن جبير :يعنى هذا أنهم رجعوا وانصرفوا متحملين غضب الله تعالى ,ووجب عليهم من الله تعالى سخط..
وقوله تعالى (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بأيت الله ويقتلون النبين بغير الحق )
يقول الله تعالى هذا الذى جازيناهم به من الذلة والمسكنة وإحلال الغضب بهم ,بسبب استكبارهم عن اتباع الحق ,وكفرهم بأيات الله تعالى ,وإهانتهم حملة الدين وهم الأنبياء وأتباعهم ,فانتقضوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى قتلهم ,فلا ذنب ولا كبر أعظم من هذا...
ولهذا جاء فى الحديث المتفق على صحته , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الكبر بطر الحق , وغمط الناس "
وهذا يعنى رد الحق وانتقاص الناس ,والإزدراء بهم والتعاظم عليهم..
وقوله (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) وهذا علة أخرى فيما جوزوا به ,أنهم كانوا يعصون ويعتدون , فالعصيان فعل المناهى ,والإعتداء هو المجاوزة فى حد المأذون به والمأمور به , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673861_505.gif
وفى قوله تعالى (إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصبئين من ءامن بالله واليوم الأخر لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال مجاهد : الصابئون هم بين المجوس والنصارى واليهود , ليس لهم دين , وهكذا رواه ابن نجيح وغيره..
وقال أبو العاليه : الصابئون هم فرقه من أهل الكتاب يقرؤون الزبور ..
فلما بعث الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,خاتما للنبين ورسولا إلى بنى آدم على الإطلاق ,وجب عليهم تصديقه فيما أخبر ,وطاعته فيما
أمر , والإمتناع عن ما نهى عنه , هؤلاء هم المؤمنون حقا
وأظهر الأقوال هو قول مجاهد , ومتابعيه أن الصابئين قوم ليسوا من اليهود والنصارى ولا المجوس ولا المشركين , وإنما هم قوم باقون على فطرتهم , ولا دين مقرر لهم يتبعونه ,
وقال عبد الله بن وهب , قال عبد الرحمن بن زيد : أن الصابئون أهل دين من الأديان كانوا بجزيرة الموصل , ويقولون لا إله إلا الله , وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبى ولقد إختلف الكثير من المفسرين فى الصابئون من هم ولكن الله تعالى أعلى وأعلم...
وفى هذه الأية الكريمة : يبلغنا الله تعالى , بأن الذين ءامنوا واليهود والنصارى والصابئين من آمن منهم بالله واليوم الأخر واتبع أوامر الله تعالى ورسله وكتبه وابتعد عن نواهى الله تعالى , وآمن بيوم البعث وهو يوم القيامة وآمن بالحساب , لهم عند الله أجر عظيم لا مثيل له , ولا يخافون ولا يحزنون فى الدنيا والأخرة , وهذا وعد من الله تعالى لهم على ايمانهم به ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-07-2012, 07:36 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ أخذنا ميثقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتينكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون * ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخسرين * ولقد علمتم من اعتدى منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خسئين )

السماح
01-07-2012, 09:01 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673862_373.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618352_244.gif
فى قول الله تعالى (وإذ أخذنا ميثقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتينكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)
يقول الله تعالى : مذكرا بنى اسرائيل بما أخذه عليهم من العهود والميثاق , بأنهم يؤمنون بالله تعالى ولا يشركون به أحدا , واتباع رسله , ورفع فوقهم الطور على رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا عليه , ويأخذوه بقوة وحزم ...
وفى رواية ابن عباس : أن الطور هو ما ينبت من الجبال , وما ليس ينبت فليس بطور..
وقال الحسن فى (خذوا ما ءاتينكم بقوة ) يعنى بها التوراة ..
وقال ابو العاليه والربيع (بقوة ) أى بطاعة , وقال مجاهد : أى بعمل ما فيه ..
وقال ابو العاليه والربيع (واذكروا ما فيه) أى اقرؤوا التوراة واعملوا به...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخسرين )
يقول الله تعالى : ثم بعد هذا الميثاق العظيم المؤكد توليتم ونقضتموه , فلولا توبته ورحمته بكم بإرساله النبيين والمرسلين , بنقضكم هذا الميثاق فى الدنيا والأخرة , لكنتم من الخاسرين ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (ولقد علمتم من اعتدى منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خسئين )
وقال الكثير من المفسرين : أن أهل هذه القرية هم أهل (أيلة )وهى القرية التى كانت حاضرة البحر , فكانت الحيتان إذا كان يوم السبت , وقد حرم الله تعالى على اليهود فعل أى شىء يوم السبت , فلم يبقى فى البحر حوت إلا خرج واصطادوه ونقضوا عهد الله تعالى ...
فيقول الله تعالى : لقد علمتم يا معشر اليهود ما حل من البأس بأهل القرية الذين خالفوا وعد الله تعالى , ونقضوا عهده وميثاقه , من تعظيم السبت , وبما عملوا من الحيل والحبائل والبرك , على اصطياد الحيتان فى يوم السبت , ولما أتت كعادتها وكثرتها , نشبت فى هذه الحبائل , فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت ..
فلما فعلوا ذلك مسخهم الله تعالى على صورة القردة , وهى أشبه بالأناسى فى الظاهر ولكنهم ليسوا أناسى فى الحقيقة..
فذلك أعمال هؤلاء وحيلهم لما كانت مشابهه للحق فى الظاهر ولكنها مخالفه له فى الباطن , فكان جزاءهم من جنس عملهم ..والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-08-2012, 11:49 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(فجعلنها نكلا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين * وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجهلين * قالوا ادع لنا ربك يبيبن لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون )

السماح
01-08-2012, 02:02 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020566_647.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020567_799.gif
فى قول الله تعالى (فجعلنها نكلا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين )
قال بعض المفسرين أن الضمير فى (فجعلنها) تعود على القردة , ومنهم من قال أنها تعود على القرية , ومنهم من قال تعود على الحيتان , ومنهم من قال أنها تعود على العقوبة ..
والصحيح أن الضمير عائد على القرية , أى فجعل الله تعالى هذه القرية والمراد أهلها فى اعتدائهم فى سبتهم ,(نكلا) أى عاقبناهم عقوبة فجعلنها عبرة..
وقوله (لما بين يديها وما خلفها) أى من القرى , وقال ابن عباس : يعنى جعلناها بما أحللنا عليها من عقوبة عبرة لما حولها من القرى ...
وروى عن قتاده (وما خلفها) ماكان قبلها من الماضين فى شأن السبت..
وقال أبو العاليه: تعنى ما بقى من بنى إسرائيل أن يعملوا مثل عملهم ..
ولكن القول الأرجح : هو ما رواه ابن عباس أى ما حولها من القرى والله تعالى أعلى وأعلم..
وفى قوله( موعظة للمتقين ) قال محمد بن اسحاق : يعنى عبرة للذين من بعدهم إلى يوم القيامة ..
وقال السدى تعنى : أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)
ولكن فى تفسير ابن كثير قال : المراد بالموعظة هاهنا الزاجر , أى جعلنا ما أحللنا بهم من البأس والنكال فى مقابلة ما راتكبوه من محارم الله , وما تحيلوا من الحيل , فليحذر المتقون لئلا يصيبهم ما أصابهم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020565_983.gif

وفى قول الله تعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة

قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا

ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين

ذلك فافعلوا ما تؤمرون )

يقول الله تعالى : واذكروا يابنى اسرائيل نعمتى عليكم فى خرق العادة لكم

فى شأن البقرة , وبيان القاتل من هو بسببها وإحياء المقتول ...

حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح , عن عبيدة السلمانى , قال : كان رجل

من بنى اسرائيل عقيما لا يولد له , وكان له مال كثير وكان ابن أخيه وارثه

فقتله ثم احتمله ليلا على باب رجل منهم , ثم أصبح يدعيه عليهم حتى

تسلحوا , وركب بعضهم إلى بعض , فقال ذو الرأى منهم والنهى : علام

يقتل بعضكم بعضا وهذا رسول الله فيكم ؟ فأتوا سيدنا موسى عليه السلام

فذكروا ذلك له , فقال (ان الله يأمركم أن تذبحوا ....حتى أخر الأية )

وحسبوا أن سيدنا موسى يهزأ بهم ولكنه تعوذ بالله أن يكون من الجاهلين...

قال فلو لم يعترضوا البقر لأجزأت عنهم أدنى بقرة , ولكنهم شددوا فشدد

عليهم , حتى انتهوا الى البقرة التى أمروا بذبحها , فوجدوها عند رجل ليس

بقر غيرها , فقال : والله لا أنقصها ملء جلدها ذهبا , فأخذوها بملء جلدها

ذهبا فذبحوها فضربوه ببعضها فقام فقالوا من قتلك ؟ فقال هذا لأبن أخيه ,

ثم مال ميتا , فلم يعط من ماله شيئا , فلم يورث قاتل بعد..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020565_983.gif

وفى قوله تعالى (ادع لنا ربك يبين لنا ما هى )

(لا فارض ) تعنى لا هرمة , (ولا بكر ) تعنى لا ضغيرة , (عوان بين

ذلك)تعنى أى نصف بين البكر والهرمة ...

(ادع لنا ربك يبين لنا ما هى ) أى ما هذه البقرة ؟ وأى شىء صفتها ؟

وهى على هذه الصفات أقوى ما يكون من الدواب والبقر , وهكذا رواه أبو

العالية والضحاك ومجاهد والربيع بن أنس , وهذا كان الأرجح على حسب

قول المفسرون , والله تعالى أعلى وأعلم...

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-09-2012, 11:29 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى إن البقر تشبه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الئن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون )

السماح
01-10-2012, 12:25 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين)
قال ابن جريج عن ابن عباس : من لبس نعلا صفراء لم يزل فى سرور مادام لابسها, وكذا قال مجاهد أنها كانت صفراء ..
وقال وعن ابن عمر : أنه كانت صفراء الظلف , وسعيد بن جبير : كانت صفراء القرن والظلف...
وقال بن أبى حاتم عن الحسن : أنها كانت سوداء شديدة السواد ولكن هذا غريب جدا..
والأصح أنها كانت صفراء اللون والدليل على ذلك قوله تعالى (فاقع لونها)
وقال سعيد بن جبير والكثير من المفسرين : (فاقع لونها) تدل على أنها كانت صافية اللون والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال السدى : فى قوله تعالى (تسر الناظرين) أى تعجب الناظرين ...
وقال وهب بن منبه : إذا نظرت إليها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى إن البقر تشبه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الئن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون )

(إن البقر تشبه علينا) أى لكثرتها فميز لنا هذه البقرة وصفها وجلها لنا
فإن وصفتها لنا سوف نعرفها بإذن الله تعالى ...
(قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث)
أى أنها ليست مذللة بالحراثة ولا معده بالسقى , بل انها مكرمة حسنة صبيحة , (مسلمة) أى صحيحة لا عيب فيها , (لا شية فيها) أى ليس فيها لون غير لونها , وقال مجاهد : أى ليس بها بياض ولا سواد ,
(قالوا الئن جئت بالحق) قال قتاده :الأن بينت لنا , وقال عبد الرحمن بن زيد : والله قد جاءهم بالحق...
وقوله تعالى (فذبحوها وما كادوا يفعلون ) قال الضحاك عن ابن عباس : كادوا الا يفعلوا , ولم يكن ذلك الذى أرادوا , لأنهم ارادوا ألا يذبحوها ...
يعنى أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة والأجوبة والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد , وفى هذا ذم لهم , وذلك أنهم لم يكن غرضهم إلا التعنت , فلهذا ما كادوا يذبحونها ...
وقال محمد بن كعب أن هذا لكثرة ثمنها ...
وفى هذا نظر لأن كثرة ثمنها لم يثبت إلا من نقل من بنى اسرائيل , كما تقدم عن ابى العالية والسدى وغيرهم أنهم اشتروها بمال كثير وكان هذا فيه إختلاف , وقد قال عبد الرزاق عن عكرمة : أنه ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير وهذا إسناد جيد عن عكرمة والظاهر أنه نقله عن اهل الكتاب أيضا .. والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال ابن جرير واخرون من المفسرين : أنهم كادوا ألا يذبحوها خوفا من الفضيحة , إن طلع الله على قاتل القتيل الذى اختصموا فيه..
ولكن كان الرأى الأول هو الأرجح على حسب قول الكثير من المفسرين , أنهم كادوا ألا يذبحونها بسبب ثمنها الكبير , والله تعالى أعلى وأعلم ..

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

آية
01-10-2012, 01:13 AM
جزاك الله خير الجزاء أختي الفاضلة السماح وجعل كل ماتقدمه في ميزان حسناتك
واسال الله الكريم الرحيم ان يسهل لك كل امورك ويحقق امانيك في الدنيا والاخره
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326147231_487.jpg (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%39%6f%72%69%2e%63%6f%6d%2f%6d%65%64%69%61%2f%69 %6d%61%67%65%73%2f%36%37%39%62%32%66%30%38%37%37%2 e%6a%70%67)

السماح
01-10-2012, 01:21 PM
اشكرك جداااااااااااا أختى الحبييييييبة آية ...
أسأل الله العظيم أن يعينك على حفظ هذه السورة الكرييييييييييمة..
لكى خالص ودى وتقديرى ...

السماح
01-10-2012, 01:29 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ قتلتم نفسا فادرءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى ويريكم ءايته لعلكم تعقلون * ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهر وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغفل عما تعملون )

السماح
01-10-2012, 11:53 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325876028_515.gif
فى قول الله تعالى (وإذ قتلتم نفسا فادرءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى ويريكم ءايته لعلكم تعقلون )
فى قوله تعالى (فادرءتم ) يقول البخارى تعنى اختلفتم , كما قال مجاهد فيما رواه عن اب أبى حاتم وغيرهم من المفسرين...
وقال الضحاك : أى اختصمتم فيها , وقال ابن جريج : قال بعضكم انتم قتلتموه..
(والله مخرج ما كنتم تكتمون) قال مجاهد : أى الله مظهر ومخرج ما كنتم تغيبون
(فقلنا اضربوه ببعضها) هذاالبعض أى شىء كان من أعضاء البقرة فالمعجزة حاصلة به , وخرق العادة به كائن , وقد كان معينا فى نفس الأمر , فلو كان فى تعيينه لنا فائدة تعود علينا فى امر الدين أو الدنيا لبينه الله تعالى لنا ولكن أبهمه الله تعالى , ولابد علينا ابهامه كما أبهمه الله تعالى ..
وقد أوردنا سابقا فى التفسير قصة هذه البقرة والرجل الذى قتله ابن اخيه حتى يورثه ..
ولما أمرهم سيدنا موسى بذبح البقرة , وضربوا القتيل ببعضها فأحياه الله تعالى , فقام تسخب أوداجه دما , فسألوه ؟ من قتلك ؟ قال قتلنى فلان..
ومن المفسرين من قال أنه ابن اخيه ثم عاد كما كان والله تعالى اعلى وأعلم..
وقوله تعالى (كذلك يحى الله الموتى) أى فضربوه فحيى , ونبه تبارك وتعالى على قدرته وإحيائه الموتى , بما شاهدوه من أمر القتيل , وجعل تبارك وتعالى ذلك الصنع حجة لهم على المعاد , وفاصلا ما كان بينهم من الخصومة والفساد..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020565_983.gif
وفى قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهر وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغفل عما تعملون)
يقول الله تعالى توبيخا لبنى إسرائيل وتقريعا لهم على ما شاهدوه من آيات الله تعالى وإحيائه الموتى , ولكن الله تعالى يقول لهم أنكم قلوبكم كالحجارة التى لا تلين , بل هى أشد قسوة من الحجارة , فإن من الحجارة ما يتفجر منها من العيون الجارية والأنهار , ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء , وإن لم يكن جاريا , ومنها ما يهبط من راس الجبل من خشية الله تعالى , وفيه ادراك لذلك بحسبه..
وقال بن اسحاق عن ابن عباس : أى وإن من الحجارة ما هو ألين من قلوبكم ..
واختلف علماء العربية فى معنى قوله تعالى (فهى كالحجارة أو أشد قسوة)
بعد الإجماع على استحالة(أو) كونها للشك, فقال بعضهم (أو ) هاهنا بمعنى الواو , أى فهى كالحجارة وأشد قسوة ,
وقال آخرون : (أو) هاهنا بمعنى بل أى فهى كالحجارة بل أشد قسوة ..
وقال بعضهم : معنى ذلك فقلوبكم لا تخرج عن هذين المثلين , إما أن تكون مثل الحجارة فى القسوة , وإما أن تكون أشد منها قسوة...
وروى البزار عن أنس مرفوعا ( أربع من الشقاء : جمود العين , وقسى القلب , وطول الأمل , والحرص على الدنيا )
والله تعالى عليم بكل ما تعملونه سواء جهرا أم سرا , وما الله بغافل عما كنتم تعملون ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-11-2012, 11:48 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون * وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون )

السماح
01-11-2012, 12:34 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841412_803.gif

فى قول الله تعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)
يقول الله تعالى : أفتطمعون أيه المؤمنون أن أن ينقاد لكم بالطاعة هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود , الذين شاهد آباؤهم من الآيات ما شاهدوه ثم قست قلوبهم من بعد ذلك , وقد كان فريق منهم يتأولون كلام الله على غير تأويله , بعد أن فهموه على الجلية , ومع هذا يخالفونه على بصيرة , وهم يعلمون
أنهم مخطئون فيما ذهبوا اليه من تحريفة وتأويله ...
وقال السدى : (وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله) هى التوراة حرفوها..
وقد رجح الكثير من المفسرين ما قاله السدى والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال مجاهد : الذين يحرفونه ويكتمونه هم العلماء منهم...
وقال أبو العاليه : عمدوا إلى ما أنزل الله تعالى فى كتابهم من وصف الرسول (صلى الله عليه وسلم) فحرفوه عن مواضعه, والله تعالى أعلى وأعلم
وقال السدى : (وهم يعلمون) أى أنهم أذنبوا..
وقال ابن زيد : فى قوله تعالى (وهم يحرفونه من بعد ما عقلوه) أى يحرفون ما نزل عليهم فى التوراة , يجعلون الحلال فيها حراما والحرام فيها حلالا , والحق فيها باطلا والباطل فيها حق, إذا جاء لهم المحق برشوة أخرجوا له كتاب الله تعالى , وإذا جاءهم المبطل برشوة أخرجوا له ذلك الكتاب , فهو
فيه محق , وإن جاءهم أحد يسألهم شيئا ليس فيه حق , ولا رشوة ولا شىء
,امروه بالحق كما قال الله تعالى فى كتابه أتأمرون الناس بالبر

السماح
01-11-2012, 01:56 PM
وفى قوله تعالى (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون)
قال الضحاك عن ابن عباس : يعنى المنافقين من اليهود ,إذا لقوا أصحاب سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم) قالوا آمنا..
وقال السدى : أى يعنى بما فتحه عليكم من العذاب..
وقال الحسن البصرى : أى هؤلاء اليهود كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا , وإذا خلا بعضهم إلى بعض قال بعضهم : لا تحدثوا أصحاب محمد بما فتح الله عليكم مما فى كتابكم فيحاجوكم به عند ربكم فيخصموكم ..
والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال بن جريج فى المراد بالفتح : أنهم كانو يوم قريظة قام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )تحت حصونهم فقال:يا اخوان القردة والخنازيرويا عبدة الطاغوت ,فقالوا : من أخبر بهذا الأمر محمدا؟ ما خرج هذا القول إلا منكم
(بما فتح الله عليكم) بما حكم الله تعالى للفتح , ليكون لهم حجة عليكم ,
والله تعالى أعلى وأعلم...
وفى قوله تعالى (أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون)
يقول أبو العاليه : أى ماأسروا من كفرهم بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتكذيبهم به وهو يجدونه مكتوبا عندهم, وكذا قال قتاده..
وقال الحسن :فى قوله تعالى (أن الله يعلم ما يسرون) قال : أن كانوا ما يسرونه أنهم إذا تولوا عن اصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) تناهوا أن يخبر أحد منهم أصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)
بما فتح الله تعالى عليهم مما فى كتابهم خشية أن يحاجهم به أصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بما فى كتابهم عند ربهم ,
وقوله تعالى (وما يعلنون )
يعنى حين قالوا لأصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) آمنا , وكذا قاله أبو العاليه وقتاده وغيرهم , ولكن الله تعالى أعلى وأعلم...

السماح
01-12-2012, 02:05 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومنهم أميون لا يعلمون الكتب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون * فويل للذين يكتبون الكتب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون * وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون )

السماح
01-12-2012, 02:47 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
فى قول الله تعالى (ومنهم أميون لا يعلمون الكتب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون)
يقول الله تعالى : (ومنهم أميون) أى ومن أهل الكتاب , وقال مجاهد : والأميون جمع أمى , وهو الذى لا يحسن الكتابة..
وقال أبو العاليه وغيره كثيرين : (لا يعلمون الكتاب) تعنى أى لا يدرون ما فى الكتاب ..
وعن ابن عباس والضحاك أن (ومنهم أميون) تعنى :الأميون هم قوم لا يصدقوا رسولا أرسله الله تعالى ,ولا كتابا أنزله الله , فكتبوا كتابا بأيديهم , ثم قالوا لقوم سفلة جهال ,( هذا من عند الله ) وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين , لجحودهم كتب الله ورسله , وقال ابن جرير : أن كلام ابن عباس مخالف لكلام العرب , بأنهم أميون لا يعرفون الكتابه..
قلت : ثم فى صحة هذا عن ابن عباس , بهذا الإسناد نظر والله تعالى أعلى وأعلم..
وقوله تعالى (إلا أمانى) قال ابن طلحة عن ابن عباس : أى أحاديث..
وقال الضحاك عن ابن عباس : إلا قولا يقولونه بأفواههم كذبا..
وفيه أقول كثيرة فى تفسيرة ولكن الأرجح كان قول ابن عباس كما ذكر ابن جرير والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : (لا يعلمون الكتب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون) أى ولا يدرون ما فيه , وهم يجحدون نبوتك بالظن...
وقال مجاهد : يكذبون...والله تعالى أعلى وأعلم..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020565_983.gif

وفى قوله تعالى (فويل للذين يكتبون الكتب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)
وفى هذه الأية : يقول المفسرون أن هؤلاء صنف أخر من اليهود ,
وهم الدعاة إلى الضلال بالزور , والكذب على الله , وأكل أموال الناس بالباطل ..
والويل : هو الهلاك والدمار وهى كلمة مشهورة فى اللغة , وقال سفيان الثورى , عن زياد بن فياض , سمعت أبا عياض يقول :
ويل صديد فى أصل جهنم..
وعن ابن عباس الويل : هو السعير من العذاب , والله تعالى أعلى وأعلم..
وعن عكرمة عن ابن عباس :( فويل للذين يكتبون الكتب بأيديهم)
هم احبار اليهود...
وقال السدى : كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم , يبيعونه من العرب ,ويحدثونهم أنه من عند الله تعالى , ليأخذوا به ثمنا قليلا, والله تعالى أعلى وأعلم ...
ويعنى فى هذه الأية : أى فويل لهم مما كتبت أيديهم من الكذب ,
والبهتان والإفتراء , وويل لهم مما اكلوا به من السحت ,كما قال
بن الضحاك عن ابن عباس : (فويل لهم) فيقول العذاب عليهم
من الذى كتبوا بأيديهم من الكذب , (وويل لهم مما يكسبون)
أى العذاب عليهم مما ياكلون به من الناس السفلة وغيرهم ..
والله تعالى أعلى وأعلم
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون)
يقول الله تعالى : إخبارا عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم ,
من انهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة , ثم ينجون منها ,
فرد الله تعالى عليهم ذلك بقوله (قل اتخذتم عند الله عهدا)
أى : بذلك , فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده...
ولكن هذا ما جرى ولا كان ,ولهذا أتى ب(ام) التى بمعنى بل,
أى : بل تقولون على الله تعالى ما لا تعلمون من الكذب والإفتراء عليه...
وقال عكرمة خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقالوا لن ندخل النار إلا أربعين ليلة , وسيخلفنا إليها قوم آخرون ,
يعنون محمدا (صلى الله عليه وسلم) واصحابه ,فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده على رؤوسهم :" بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم إليها أحد "فانزل الله تعالى هذه الأية (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون)

السماح
01-13-2012, 05:49 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(بلى من كسب سيئة وأحطت به خطيئته فاؤلئك أصحب النار هم فيها خلدون * والذين ءامنوا وعملوا الصلحت أولئك أصحب الجنة هم فيها خلدون * وإذ أخذنا ميثق بنى اسرءيل لا تعبدون إلا الله وبالولدين احسانا وذى القربى واليتمى والمسكين وقولوا للناس حسنا يغفر لكم خطيكم وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون )

السماح
01-13-2012, 07:18 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
فى قول الله تعالى (بلى من كسب سيئة وأحطت به خطيئته فأولئك أصحب النار هم فيها خلدون * والذين ءامنوا وعملوا الصلحت أولئك أصحب الجنة هم فيها خلدون )
يقول الله تعالى : ليس الأمر كما تمنيتم ولا كما تشتهون , بل الأمر: أنه من عمل سيئة وأحاطت به خطيئة , وهو من وافى يوم القيامة وليس له حسنة , بل جميع عمله سيئات , فهذا من أهل النار , والذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات من العمل الموافق للشريعة , فهم من أهل الجنة...
وقال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : (بلى من كسب سيئة)
أى : عمل مثل أعمالكم وكفر بمثل ما كفرتم به , حتى يحيط به كفره فما له من حسنة...
وقال أبو هريرة : (وأحطت به خطيئته) أى أحاط به شركه...
وعن ابن مسعود , قال , قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" إياكم ومحقرات الذنوب , فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
وقوله تعالى (والذين ءامنوا وعملوا الصلحت أولئك أصحب الجنة هم فيها خلدون)
قال محمد بن اسحاق عن ابن عباس :أى من آمن بما كفرتم به
وعمل بما تركتم من دينه ,فلهم الجنة خالدين فيها ...
أى أن الذين يؤمنون بالله وحده لاشريك له وبرسله وصدقوا بما جاءهم الرسل بالحق وعملوا ما أمرهم الله تعالى به , وانتهوا عما نهاهم الله تعالى عنه فأولئك لهم الجنة خالدين فيها...
وبهذه الأيات يخبرهم الله تعالى : أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله , لا إنقطاع له أبدا...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020565_983.gif
وفى قول الله تعالى (وإذ أخذنا ميثق بنى إسرءيل لا تعبدون إلا الله وبالولدين إحسانا وذى القربى واليتمى والمسكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون)
يذكر الله تعالى بنى إسرائيل بما أمرهم من الأوامر ,وأخذ ميثاقهم على ذلك , وأنهم تولوا عن ذلك كله , وأعرضوا قصدا وعمدا ,
وهم يعرفونه ويذكرونه,
فأمرهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا , وبهذا أمر جميع خلقه , وهذا هو أعلى الحقوق وأعظمها , حق الله تعالى , أن يعبد وحده
لا شريك له , ثم بعده حق المخلوقين , وأهمهم وأولاهم بذلك حق
الوالدين , ولهذا يقرن الله تعالى بين حقه وحق الوالدين ..
ففى الصحيحين عن ابن مسعود: قلت يارسول الله : أى العمل أفضل ؟ قال : الصلاة على وقتها , قلت ثم أى ؟ قال : بر الوالدين , قلت ثم أى ؟ قال : الجهاد فى سبيل الله ,
ولهذا جاء فى الحديث الصحيح : أن رجلا سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يارسول الله من أبر ؟ قال أمك , قال ثم من ؟ قال أمك , قال ثم من ؟ قال ثم اباك.ثم أدناك أدناك...
أى كل من هو يقرب إليك أى الأقارب...
وهذا الحديث فى صحيح البخارى...
(وذى القربى): يعنى الأقارب أى صلة الرحم وأن نصل كل أقاربنا ...
وقال (اليتمى) : وهم الصغار الذين لا كاسب لهم من الأباء, أى من فقد أبيه, والله تعالى أعلى وأعلم...
(المسكين) : الذين لا يجدون ما ينفقون علي أنفسهم وعلى أهليهم ..
وقوله تعالى (وقولوا للناس حسنا) : أى كلموهم طيبا , ولينوا لهم جانبا , ويدخل فى ذلك الأمر بالمعروف , والنهى عن المنكر بالمعروف , والحلم والعفو والصفح , ويقول للناس حسنا كما قال الله تعالى , وهو كل خلق حسن رضيه الله تعالى ...
وقال الإمام أحمد عن أبى ذررضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا ,وإن لم تجد فألق أخاك بوجه منطلق) وأخرجه مسلم فى صحيحة والترمذى (صصحه)
وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنا, بعدما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل , فجمع الله تعالى بين طرفى الإحسان الفعلى والقولى
ثم أكد الأمر بعبادته والإحسان إلى الناس بالمعين من ذلك , وهو
الصلاة والزكاة , فقال (وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة) وأخبر أنهم تولوا عن ذلك كله , أى تركوه وراء ظهورهم , وأعرضوا عنه على عمد بعد العلم به ,إلا القليل منهم , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-14-2012, 11:04 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ أخذنا ميثقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من ديركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديرهم تظهرون عليهم بالإثم والعدون وإن يأتوكم أسرى تفدوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزى فى الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغفل عما تعملون * أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالأخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون )

السماح
01-14-2012, 11:08 AM
توجد بعض الأخطاء
(فما جزاء من يفعل ذلك منكم , القيمة)

السماح
01-14-2012, 12:23 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_545.jpg
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_111.gif
فى قول الله تعالى (وإذ أخذنا ميثقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من ديركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون)
يقول الله تعالى : مذكرا اليهود الذين كانوا زمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى المدينة , وما كانوا يعانونه من القتال مع الأوس والخزرج ..
ذلك أنه كان الأوس والخزرج وهم الأنصار , كانوا فى الجاهليه عباد الأصنام , وكانت بينهم حروب كثيرة , وكانت يهود المدينة ثلاث قبائل , بنو قينقاع وبنو النضير حلفاء الخزرج , وبنو قريظة حلفاء الأوس...
فكانت الحرب إذا نشبت بينهم قاتل كل فريق مع حلفاءه , فيقتل اليهودى أعداءه , وقد يقتل اليهودى الأخر من الفريق الأخر , وذلك حرام عليهم فى دينه وفى نص كتابه , ويخرجونهم من بيوتهم وينهبوا ما بها من الأثاث والأمتعة والأموال , ثم إذا وضعت الحرب أوزارها استفكوا الأسارى من الفريق المغلوب , عملا بحكم التوراة, ولهذا قال تعالى (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) ولهذا قال تعالى (وإذ أخذنا ميثقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من ديركم) أى لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرجه من داره , ولا يظاهر عليه ,
(ثم أقررتم وأنتم تشهدون) أى : ثم أقررتم بمعرفة هذا الميثاق وصحته وأنتم تشهدون به...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_985.gif
وفى قوله تعالى (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديرهم تظهرون عليهم بالإثم والعدون وإن يأتوكم أسرى تفدوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحيوة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغفل عما تعملون)
قال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : قال : أنبأهم الله من فعلهم وقد حرم عليهم فى التوراة سفك دمائهم , وافترض عليهم فيها فداء أسراهم , فكانت إذا قامت الحرب بين الأوس والخزرج , طلع كل فريق مع حلفاءه حتى يتسافكوا دماءهم بينهم وبأيديهم التوراة , يعرفون فيها ما عليهم وما لهم ,
وكان الأوس والخزرج عباد الأوثان لا يعرفون جنة ولا نار , ولا بعثا ولا قيامة , ولا كتابا ولا حلالا ولا حراما , فإذا وضعت الحرب أوزارها , أفتدوا أسراهم تصديقا لما فى التوراة , وأخذا به بعضهم من بعض , يفتدى بنو قينقاع ما كان من أسراهم فى يدى الأوس والعكس , ويطلبون ما أصابوا من دمائهم , وقتلى من قتلوا منهم فيما بينهم , مظاهرة للمشركين ولهذا ذكر الله تعالى (أفتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون ببعض) أى : يفاديه بحكم التوراة ويقتله , وفى حكم التوراة ألا يفعل ذلك ولا يخرج من داره , ولا يظاهر عليه من يشرك بالله تعالى , ويعبد الأوثان من دونه ابتغاء عرض الدنيا ...
وفى هذه الأية الكريمة : ذم اليهود فى قيامهم بأمر التوراة التى يعتقدون صحتها , ومخالفة شرعها مع معرفتهم بذلك وشهادتهم له بالصحة ...
فلهذا مخالفة عهد الله تعالى وتكذيبكم بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )
وأنكم لا تصدقونه , ولا تصدقون مبعثه ومخرجه , وغير ذلك من شؤونه , التى أخبر بها الأنبياء من قبله ...
واليهود عليهم لعنة الله يتكاتمونه بينهم , ولهذا قال الله تعالى (فما جزاء من يفعل ذلك إلا خزى فى الحيوة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغفل عما تعملون) أى : بسبب مخالفتهم شرع الله تعالى وأوامره , فجزاءهم عسير عند الله , وهو الخزى فى الدنيا , والعذاب الأليم فى يوم القيامة , وأن الله تعالى عليم بكل ما يفعلونه...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533039_634.gif
وفى قوله تعالى (أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالأخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)
أى استحبوا الدنيا على الأخرة , واختاروها , فلا يخفف عنهم العذاب ولو حتى لساعة واحدة ...
(ولا هم ينصرون) أى : وليس لهم ناصر ينقذهم مما هم فيه من العذاب
الدائم , ولا يجدون من يجيرهم من عذاب الله تعالى ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533039_513.gif

السماح
01-15-2012, 09:40 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(ولقد ءاتينا موسى الكتب وقفينا من بعده بالرسل وءاتينا عيسى بن مريم البينت وأيدنه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون * وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون * ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكفرين)

السماح
01-15-2012, 11:10 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
فى قول الله تعالى (ولقد ءاتينا موسى الكتب وقفينا من بعده بالرسل وءاتينا عيسى بن مريم البينت وأيدنه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)
ينعت تبارك وتعالى : بنى اسرائيل بالعتو والعناد والمخالفة , والإستكبار على الأنبياء , وإنهم إنما يتبعون أهواءهم ,
فذكر تعالى أنه آتى سيدنا موسى الكتاب وهو التوراة , فحرفوها وبدلوها وخالفوا أوامرها وأولوها , وأرسل الرسل والنبيين من بعده الذين يحكمون بشريعته , (وقفينا من بعده بالرسل) أى أتبعنا به الرسل من بعده , حتى ختم أنبياء بنى اسرائيل بسيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام ,
فجاء بمخالفة التوراة فى بعض الأحكام , ولهذا أعطاه الله تعالى من البينات وهى المعجزات , قال ابن عباس : من إحياء الموتى , وخلقه من الطين كهيئة الطير فينخ فيها فتكون طيرا بإذن الله تعالى , وإخباره بالغيوب بإذن الله تعالى , وتأييده بروح القدس , وهو جبريل عليه السلام , ما يدلهم فى صدقه فيما جاءهم به ...
فاشتد تكذيب بنى اسرائيل به ومخالفتهم له , وحسدهم وعنادهم ومخالفة التوراة فى بعض الأحكام , وكانت بنو اسرائيل تعامل الأنبياء أسوأ معاملة , ففريقا يكذبونه وفريقا يقتلونه , وما ذاك إلا لأنهم كانوا يأتونهم بالأمور المخالفة لأهوائهم , وآرائهم وبإلزامهم بأحكام التوراة التى قد تصرفوا فى مخالفتها , فلهذا كان يشق عليهم فيكذبونهم , وربما قتلوا بعضهم , ولهذا قال تعالى (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)
ومن المفسرين من قال أن روح القدس : تعنى ما كان يحيى به سيدنا عيسى عليه السلام
ومنهم من قال : ان روح القدس هى الروح المقدسة , ولكن الأرجح هو سيدنا جبريل عليه السلام...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_985.gif
وفى قوله تعالى (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون)
قال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : (قلوبنا غلف) : تعنى فى أكنة..
أى لا تفقه , وهى القلوب المطبوع عليها ,
وقال مجاهد تعنى : أن عليها غشاوة
وتعنى أن قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه , وقال الضحاك عن ابن عباس : (وقالوا قلوبنا غلف) : قال قالوا قلوبنا مملوءه علما لا تحتاج إلى علم محمد ولا غيره , والله تعالى أعلى وأعلم...
فى قوله (بل لعنهم الله بكفرهم) أى ليس الأمر كما ادعوا بل قلوبهم ملعونة مطبوع عليها , وفى قوله (فقليلا ما يؤمنون) قال بعض المفسرين : فقليلا من يؤمن منهم , وقيل : فقليل إيمانهم , بمعنى أنهم أمنوا بما جاءهم به سيدنا موسى عليه السلام , من أمر المعاد والثواب والعقاب , ولكنه إيمان لا ينفعهم , لأنه مغمور بما كفروا به من الذى جاءهم به سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وقال بعضهم , وهم بالجميع كافرون , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_985.gif
وفى قوله تعالى (ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكفرين)
يقول الله تعالى : (ولما جاءهم ) يعنى اليهود (كتب من عند الله ) وهو القرآن الذى أنزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) (مصدق لما معهم) يعنى من التوراة , (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) أى وقد كانوا من قبل مجىء هذا الرسول بهذا الكتاب , يستنصرون بمجيئه على أعدائهم , من المشركين إذا قاتلوهم , يقولون : أنه سيبعث نبى فى أخر الزمان , نقتلكم معه قتل عاد وإرم...
فلما بعث الله تعالى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)من قريش كفروا به
وقال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : أن اليهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل مبعثه , فلما بعثه الله تعالى من العرب كفروا به , وجحدوا ما كانوا يقولون فيه , فقال لهم معاذ بن جبل , وبشر بن البراء : يا معشر يهود , اتقوا الله تعالى وأسلموا , فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ونحن أهل شرك , وتخبروننا بأنه مبعوث , وتصفونه لنا بصفته, فقال سلام بن مشكم أخو بنى النضير : ما جاءنا بشىء نعرفه , وما هو بالذى كنا نذكر لكم فأنزل الله تعالى قوله (ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكفرين)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533039_513.gif

السماح
01-16-2012, 11:57 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءو بغضب على غضب وللكفرين عذاب مهين * وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلما تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين * ولقد جاءكم موسى بالبينت ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظلمون )

السماح
01-17-2012, 12:55 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
فى قوله تعالى (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءو بغضب على غضب وللكفرين عذاب مهين)
قال مجاهد فى قول الله تعالى (بئسما اشتروا به أنفسهم) أى أن اليهود شروا الحق بالباطل , وكتمان ما جاء به سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بأن يبينوه...
وقال السدى : أى يعنى بئسما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به , وعدلوا اليه من الكفر بما أنزل الله تعالى على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى تصديقه ومؤازرته ونصرته...
وإنما حملهم على ذلك البغى والحسد والكراهية , (أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده) ولا حسد أعظم من هذا...
وقال اسحاق بن محمد عن ابن عباس : أى أن الله جعله من غيرهم , (فباءو بغضب على غضب) قال بن عباس : أن الغضب على الغضب فغضب عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهى معهم , وغضب بكفرهم بهذا النبى الذى أحدث الله إليهم...
وفى التفسير معنى (وباءو) أى : استوجبوا واستحقوا , واستقروا بغضب على غضب , وقال أبو العالية : غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وسيدنا عيسى , ثم غضبه عليهم بسبب كفرهم بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وبالقرأن...
وقال السدى : أى أن الله تعالى غضب عليهم فى العجل , وأما الغضب الثانى فغضب عليهم حين كفروا بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعن ابن عباس مثله والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (وللكفرين عذاب مهين) : أى لما كان كفرهم سببه البغى والحسد ومنشأ ذلك التكبر , قوبلوا بالإهانة والصغار فى الدنيا والأخرة...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_985.gif
وفى قوله تعالى (وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين )
أى لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب , (ءامنوا بما أنزل الله) أى على محمد (صلى الله عليه وسلم) وصدقوه واتبعوه , (قالوا نؤمن بما أنزل علينا) أى : يكفينا الإيمان بما أنزل علينا من التوراة والإنجيل ولا نقر إلا بذلك , (ويكفرون بما وراءه) : يعنى بما بعده , (وهو الحق مصدقا لما معهم) أى : وهم يعلمون أن ما أنزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الحق , (مصدقا) منصوب على الحال , أى فى حال تصديقه لما معهم من التوراة والإنجيل , فالحجة قائمة عليهم بذلك...
وفى قوله تعالى (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين) أى : إن كنتم صادقين فى دعواكم الإيمان بما أنزل إليكم , فلما قتلتم النبين الذين جاؤوكم بتصديق التوراة التى بأيديكم والحكم بها , وعدم نسخها , وأنتم تعلمون صدقهم ؟ قتلتموهم بغيا وحسدا , وعنادا واستكبارا على رسل الله تعالى , فلستم تتبعون إلا أهواءكم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_985.gif
وفى قوله تعالى (ولقد جاءكم موسى بالبينت ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظلمون)
(ولقد جاءكم موسى بالبينت) أى : بالآيات الواضحة , والدلائل القاطعة , على أنه رسول الله تعالى , وأنه لا إله إلا الله ...
والبينات هى : الجراد والضفادع والقمل والطوفان والدم والعصا واليد وفلق البحر وتظليلهم بالغمام , والمن والسلوى والحجر , وغير ذلك من الأيات التى شاهدوها ,
(ثم اتخذتم العجل) أى : معبودا من دون الله فى زمان سيدنا موسى وآياته.
وقوله (من بعده) أى : من بعد ما ذهب عنكم إلى الطور لمناجاة الله تعالى
وفى قوله (وأنتم ظلمون) أى :وأنتم ظالمون فى هذا الصنيع الذى صنعتموه
وأنتم تعلمون أنه , لا إله إلا الله تعالى ....
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533039_513.gif

السماح
01-17-2012, 12:59 AM
أخطائى (فلم)

السماح
01-17-2012, 10:17 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الحيم
(وإذ أخذنا ميثقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتينكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين * قل إن كانت لكم الدار الأخرة خالصة عند الله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صدقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظلمين )

السماح
01-17-2012, 10:20 AM
ءاتينكم , إيمنكم

السماح
01-17-2012, 12:31 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif

فى قول الله تعالى (وإذ أخذنا ميثقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتينكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمنكم إن كنتم مؤمنين )
يعدد ، تبارك وتعالى ، عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوهم وإعراضهم عنه ، حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه ؛ ولهذا قال : (قالوا سمعنا وعصينا) وقد تقدم تفسير ذلك.
(وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم) قال عبد الرزاق ، عن مَعْمَر ، عن قتادة : قال : أشربوا فى قلوبهم حبه ، حتى خلص ذلك إلى قلوبهم. وكذا قال أبو العالية ، والربيع بن أنس.
وقال السدي : أخذ موسى ، عليه السلام ، العجل فذبحه ثم حرقه بالمبرد ، ثم ذراه في البحر ، فلم يبق بحر يجري يومئذ إلا وقع فيه شيء منه ، ثم قال لهم موسى : اشربوا منه. فشربوا ، فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب. فذلك حين يقول الله تعالى : (وأشربوا فى قلوبهم العجل)

عن علي بن أبي طالب ، قال : عمد موسى إلى العجل ، فوضع عليه المبارد

، فبرده بها ، وهو على شاطئ نهر ، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان

يعبد العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب

والمذكور هاهنا : أنهم أشربوا في قلوبهم حب العجل ، يعني : في حال

عبادتهم له , والله تعالى أعلى وأعلم...

وقوله : (قل بئسما يأمركم به إيمنكم إن كنتم مؤمنين) أي : بئسما تعتمدونه

في قديم الدهر وحديثه ، من كفركم بآيات الله ومخالفتكم الأنبياء ، ثم اعتمادكم

في كفركم بمحمد صلى الله عليه وسلم - وهذا أكبر ذنوبكم ، وأشد الأمور

عليكم - إذ كفرتم بخاتم الرسل وسيد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى الناس

أجمعين ، فكيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة ، من

نقضكم المواثيق ، وكفركم بآيات الله ، وعبادتكم العجل ؟!

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326533040_985.gif
وفى قوله تعالى (قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون

الناس فتمنوا الموت إن كنتم صدقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم

والله عليم بالظلمين)

عن ابن عباس : يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : أي :

ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب. فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله

عليه وسلم (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظلمين) أي : بِعِلْمِهِم

بما عندهم من العلم بك ، والكفر بذلك ، ولو تمنوه يوم قال لهم ذلك ما بقي على

الأرض يهودي إلا مات.

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : (فتمنوا الموت) فسلوا الموت.

وقال ابن جرير في تفسيره : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا. ولرأوا مقاعدهم من النار. ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا". حدثنا بذلك أبو كريب، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.ورواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن يزيد

ولهذا قال تعالى : (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظلمين) :

أي : أحرص الخلق على حياة أي : على طول عمر ، لما يعلمون من مآلهم

السيئ وعاقبتهم عند الله الخاسرة ؛ لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فهم

يودون لو تأخروا عن مقام الآخرة بكل ما أمكنهم. وما يحذرون واقع بهم لا

محالة ، حتى وهم أحرص الناس من المشركين الذين لا كتاب لهم. وهذا من

باب عطف الخاص على العام.والله تعالى أعلى وأعلم ...


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

أسيرة زوجي
01-17-2012, 05:58 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326812307_586.gif

السماح
01-17-2012, 09:06 PM
شكرا غاليتى على ذووووووووقك

السماح
01-18-2012, 11:33 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون *
قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه
وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا لله وملئكته ورسله وجبريل وميكل فإن الله عدو للكفرين )

السماح
01-18-2012, 01:19 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325876028_515.gif
فى قول الله تعالى (ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون)
وفى هذه الأية الكريمة : أى أحرص الخلق على حياة أى على طول العمر , لما يعلمون من مالهم السيىء وعاقبتهم عند الله تعالى الخاسرة , لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كما ذكرنا من قبل ...
فهم يودون لو تأخروا عن مقام الأخرة بكل ما أمكنهم , وما يحذرون واقع بهم لا محالة , حتى وهم أحرص من المشركين الذين لا كتاب لهم...
وعن ابن عباس : (ومن الذين أشركوا) أى : الأعاجم...
وقال الحسن البصرى : (ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة)
أى المنافقين أحرص على الحياة من المشرك , و (يود أحدهم) أى أحداليهود, وقال أبو العالية (يود أحدهم) يعنى بها: المجوس..
وقال مجاهد : فى قوله تعالى (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) أى حببت إليهم الخطيئة طول العمر , والله تعالى أعلى وأعلم...
وعن ابن عباس فى قول الله تعالى (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر) أى ما هو بمنجيه من العذاب وذلك أن المشرك لا يريد بعثا بعد الموت , فهو يحب طول الحياة , وأن اليهودى قد علم ما له فى الأخرة من الخزى بما صنع بما عنده من العلم...
(والله بصير بما يعملون) أى : خبير بما يفعل عباده من الخير والشر, وسيجازى كل عامل بعمله...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)
قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبرى رحمه الله : أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن هذه الأية نزلت جوابا لليهود من بنى اسرائيل ,إذ زعموا أن جبريل عدو لهم , وأن ميكائيل ولى لهم ,ثم اختلفوا فى السبب الذى من أجله قالوا ذلك.
فقال بعضهم : إنما كان سبب قيلهم من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى أمر نبوته, ذكر من قبل ذلك ...
وقد روى محمد بن اسحاق : حدثنى عبد الله بن عبد الحمن , فذكره مرسلا وزاد فيه , قالوا : فأخبرنا عن الروح ؟قال : أنشدتكم بالله وبآياته عند بنى اسرائيل , هل تعلمون أنه جبريل , وهو الذى يأتينى ؟ قالوا نعم , ولكنه لنا عدو , وهو ملك إنما يأتى بالشدة وسفك الدماء , فلولا ذلك اتبعناك فأنزل الله تعالى فيهم هذه الأية (قل من كان عدوا لجبريل ...حتى قوله تعالى... كأنهم لا يعلمون) واختلف فيه الكثير من المفسرين والله تعالى أعلى وأعلم..
فهم كانوا يؤمنون بميكائيل ويقولون أنه اذا نزل جاء بالخصب والسلم , وكانوا أعداء لجبريل عليه السلام , والله تعالى أعلى وأعلم
فحكم عليهم بالكفر المحقق , إذ آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم
وكذلك من عادى جبريل عليه السلام فإنه عدو لله , لأن جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه , وإنما ينزل بأمر ربه...
(فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه) أى : من الكتب المتقدمة , (وهدى وبشرى للمؤمنين) أى : هدى لقلوبهم وبشرى لهم بالجنة وليس ذلك إلا للمؤمنين...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (من كان عدوا لله وملئكته ورسله وجبريل وميكل فإن الله عدو للكفرين)
يقول الله تعالى : من عادانى وملائكتى ورسلى , ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر (وجبريل وميكل) وهذا من باب عطف الخاص على العام , فإنهما دخلا فى الملائكة , ثم عموم الرسل ثم خصصا بالذكر , لأن السياق فى الإنتصار لجبريل وهو السفير بين الله تعالى وأنبيائه , وقرن معه ميكائيل فى اللفظ , لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم وميكائيل وليهم ,
فأعلمهم أنه من عادى واحدا منهم فقد عادى الله أيضا لأنه أيضا ينزل على الأنبياء بعض الأحيان كما قرن برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن سيدنا جبريل الأكثر لأنها وظيفته أما ميكائيل موكل بالقطر والنبات ,
وقوله تعالى( فإن الله عدو للكفرين) : فيه إيقاع المظهر مكان المضمر حيث إنه لم يقل( فإنه عدو للكفرين) , وإنما أظهر الإسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره , وإعلامهم أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله تعالى , ومن عادى الله تعالى فإن الله عدو له , ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والأخرة ,
وكما ذكر فى الحديث القدسى "من عادى لى وليا فقد بارزنى بالحرب " وفى الحديث الصحيح " ومن كنت خصمه خصمته " والله تعالى أعلى وأعلم .....
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-19-2012, 01:01 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(ولقد أنزلنا إليك ءايت بينت وما يكفر بها إلا الفسقون * أو كلما عهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون * ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذه فريق من الذين أوتوا الكتب كتب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون)

السماح
01-19-2012, 01:03 AM
الأخطاء
نبذ فريق

ام هند
01-19-2012, 02:18 AM
وفقك الله وزادك علما ونفعك بما علمك

تقبلي تحياتي

السماح
01-19-2012, 07:27 PM
مشكووووووووورة أم هند على مرورك الطيب
وجزاكى الله خيرا

السماح
01-19-2012, 08:32 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325876028_515.gif
فى قول الله تعالى (ولقد أنزلنا إليك ءايت بينت وما يكفر بها إلا الفسقون)
قال الإمام أبو جعفر بن جريرفى هذه الأية الكريمة : أى أنزلنا اليك يا محمد علامات واضحات على نبوتك , وتلك الأيات ما حواه كتاب الله تعالى من خفايا اليهود ومكنونات سرائر أخبارهم , وأخبار أوائلهم من بنى اسرائيل , والنبأ عما تضمنته كتبهم التى لم يكن يعلمه إلا أحبارهم وعلماؤهم , وما حرفه أوائلهم وأواخرهم من أحكامهم التى كانت فى التوراة ,فأطلع الله في

كتابه الذي أنزله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكان في ذلك من أمره

الآيات البينات لمن أنصف نفسه ، ولم يَدْعُه إلى هلاكها الحسد والبغي ...

عن ابن عباس : يقول : فأنت تتلوه عليهم وتخبرهم به غدوة وعشية ، وبين

ذلك ، وأنت عندهم أمي لا تقرأ كتابًا ، وأنت تخبرهم بما في أيديهم على

وجهه. يقول الله : في ذلك لهم عبرة وبيان ، وعليهم حجة لو كانوا يعلمون.

وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن

جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال ابن صوريا الفيطونى لرسول الله صلى الله

عليه وسلم : يا محمد ، ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزل الله عليك من آية بينة

فنتبعك. فأنزل الله في ذلك من قوله : (ولقد أنزلنا إليك ءايت بينت وما يكفر بها

إلا الفسقون).

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (أو كلما عهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لايؤمنون)

فالقوم ذمهم الله بنبذهم العهود التي تقدم اللهُ إليهم في التمسك بها والقيام بحقها.

ولهذا أعقبهم ذلك التكذيب بالرسول المبعوث إليهم وإلى الناس كافة ، الذي

في كتبهم نعتُه وصفتُه وأخبارُه ، وقد أمروا فيها باتباعه ومؤازرته

ومناصرته...

وقال مالك بن الصيف - حين بُعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وذكرهم

ما أخذ عليهم من الميثاق ، وما عهد إليهم في محمد صلى الله عليه وسلم

والله ما عَهِد إلينا في محمد صلى الله عليه وسلم ولا أخذ له علينا ميثاقًا ,

فأنزل الله تعالى قوله (أو كلما عهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا

يؤمنون)

وقال الحسن البصري في قوله : (بل أكثرهم لا يؤمنون) قال : نَعَم ، ليس

في الأرض عَهْدٌ يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه ، يعاهدون اليوم ، وينقضون

غدًا.

وقال السدي : لا يؤمنون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة :

(نبذه فريق منهم) : أى نقضه فريق منهم ...

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ

فريق من الذين أوتوا الكتب كتب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون)

أي : اطَّرَحَ طائفة منهم كتاب الله الذي بأيديهم ، مما فيه البشارة بمحمد صلى

الله عليه وسلم وراء ظهورهم ، أي : تركوها ، كأنهم لا يعلمون ما فيها ،

وأقبلوا على تعلم السحر واتباعه.

ولهذا أرادوا كيْدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وسَحَروه وكان الذي تولى

ذلك منهم رجل ، يقال له : لبيد بن الأعصم ، لعنه الله ، فأطلع الله على ذلك

رسوله صلى الله عليه وسلم ، وشفاه منه وأنقذه ، كما ثبت ذلك مبسوطًا في

الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، كما سيأتي بيانه

قال السدي : فى قول الله تعالى (ولما جاءهم رسول مصدق لما معهم) قال :

لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم عارضوه بالتوراة فخاصموه بها ،

فاتفقت التوراة والقرآن ، فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت

وماروت ، فلم يوافق القرآن ، فذلك قوله : (كأنهم لا يعلمون)

وقال قتادة في قوله :(كأنهم لا يعلمون) قال : إن القوم كانوا يعلمون ، ولكنهم

نبذوا علمهم ، وكتموه وجحدوا به.

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-20-2012, 01:18 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمن وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت وما يعلمان به من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن إشتره ما له فى الأخرة من خلق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون * ولو أنهم ءامنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون * يأيها الذين ءامنوا لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكفرين عذاب أليم)

السماح
01-20-2012, 01:22 PM
الأخطاء (وما يعلمان به من أحد) به هنا زائدة
الصحيح هو(وما يعلمان من أحد)

السماح
01-20-2012, 08:09 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841412_803.gif

فى قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمن وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ويتعلمون منهما ما يفرقان به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتره ما له فى الأخرة من خلق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)
وقال ابن أبي حاتم : عن ابن عباس ، قال : كان آصف كاتب سليمان ، وكان يعلم الاسم "الأعظم" ، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه ، فلما مات سليمان أخرجه الشياطين ، فكتبوا بين كل سطرين سحرًا وكفرًا ، وقالوا : هذا الذي كان سليمان يعمل بها قال : فأكفره جُهَّالُ الناس وسبّوه ، ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه ، حتى أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم : قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمنوما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا)
وقال السدي في قوله تعالى : (واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمن وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا) أي : على عهد سليمان. قال : كانت الشياطين تصعد إلى السماء ، فتقعد منها مقاعد للسمع ، فيستمعون من كلام الملائكة مما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر ، فيأتون الكهنة فيخبرونهم. فتحدِّث الكهنة الناسَ فيجدونه كما قالوا. حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم. وأدخلوا فيه غيره ، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة ، فاكتتب الناسُ ذلك الحديثَ في الكتب ، وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب. فبُعث سليمانُ في الناس فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق. ثم دفنها تحت كرسيه. ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق. وقال : لا أسمع أحدًا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه. فلما مات سليمان ، عليه السلام ، وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان ، وخلف من بعد ذلك خَلْف تمثل شيطان في صورة إنسان ، ثم أتى نفرًا من بني إسرائيل ، فقال لهم : هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدًا ؟ قالوا : نعم. قال : فاحفروا تحت الكرسي. وذهب معهم وأراهم المكان ، وقام ناحية ، فقالوا له : فَادْنُ. قال لا ولكنني هاهنا في أيديكم ، فإن لم تجدوه فاقتلوني. فحفروا فوجدوا تلك الكتب. فلما أخرجوها قال الشيطان : إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر. ثم طار وذهب. وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرًا. واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب ، فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم خاصموه بها ؛ فذلك حين يقول الله تعالى : (وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا)
وفى قوله تعالى (وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت )
اختلف الكثير من المفسرين فى تفسير هذه الأية الكريمة
فمنهم من قال أن هذان الملكين نزلا بالسحر ,, ومنهم من قال أن (ما) هنا تفيد النفى أن الله تعالى لا ينزل على الملكين هاروت وماروت السحر...والله تعالى أعلى وأعلم...
وأقرب ما ورد في ذلك ما قال ابن أبي حاتم : عن ابن عباس ، قال : لما وقع الناس من بعد آدم ، عليه السلام ، فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله ، قالت الملائكة في السماء : يا رب ، هذا العالم الذي إنما خلقتهم لعبادتك وطاعتك ، قد وقعوا فيما وقعوا فيه وركبوا الكفر وقتل النفس وأكل المال الحرام ، والزنا والسرقة وشرب الخمر. فجعلوا يدعون عليهم ، ولا يعذرونهم ، فقيل : إنهم في غَيْب. فلم يعذروهم. فقيل لهم : اختاروا منكم من أفضلكم ملكين ، آمرهما وأنهاهما. فاختاروا هاروت وماروت. فأهبطا إلى الأرض ، وجعل لهما شهوات بني آدم ، وأمرهما الله أن يعبداه ولا يشركا به شيئًا ، ونهيا عن قتل النفس الحرام وأكل المال الحرام ، وعن الزنا والسرقة وشرب الخمر. فلبثا في الأرض زمانًا يحكمان بين الناس بالحق وذلك في زمان إدريس عليه السلام. وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزُّهَرة في سائر الكواكب ، وأنهما أتيا عليها فخضعا لها في القول وأراداها على نفسها فأبت إلا أن يكونا على أمرها وعلى دينها ، فسألاها عن دينها ، فأخرجت لهما صنمًا فقالت : هذا أعبده. فقالا لا حاجة لنا في عبادة هذا. فذهبا فغَبَرا ما شاء الله. ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها ، ففعلت مثل ذلك. فذهبا ، ثم أتيا عليها فراوداها على نفسها ، فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم قالت لهما : اختارا إحدى الخلال الثلاث : إما أن تعبدا هذا الصنم ، وإما أن تقتلا هذه النفس ، وإما أن تشربا هذا الخمر. فقالا كل هذا لا ينبغي ، وأهون هذا شرب الخمر.
فشربا الخمر فأخذت فيهما فواقعا المرأة ، فخشيا أن يخبر الإنسان عنهما فقتلاه فلما ذهب عنهما السكر وعلما ما وقعا فيه من الخطيئة أرادا أن يصعدا إلى السماء ، فلم يستطيعا ، وحيل بينهما وبين ذلك ، وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء ، فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه ، فعجبوا كل العجب ، وعَرَفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية ، فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض ، فنزل في ذلك قوله تعالى : (والملئكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض) [الشورى : 5] فقيل لهما : اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فقالا أما عذاب الدنيا فإنه ينقطعويذهب ، وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له. فاختارا عذاب الدنيا ، فجعلا ببابل ، فهما يعذبان
وقد رواه الحاكم في مستدركه مطولا عن أبي زكريا العنبري ، عن محمد بن عبد السلام ، عن إسحاق بن راهويه ، عن حكام بن سلم الرازي ، وكان ثقة ، عن أبي جعفر الرازي ، به. ثم قال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. فهذا أقرب ما روي في شأن الزُّهَرة ، والله أعلم ...
وقوله تعالى : (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) قال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن قيس بن عباد ، عن ابن عباس ، قال : فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نهياه أشد النهي ، وقالا له : إنما نحن فتنة فلا تكفر ، وذلك أنهما علما الخير والشر والكفر والإيمان ، فعرفا أن السحر من الكفر, قال فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا ، فإذا أتاه عاين الشيطان فَعلمه ، فإذا تعلم خرج منه النور ، فنظر إليه ساطعًا في السماء ، فيقول : يا حسرتاه!
وقوله تعالى : (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) أي : فيتعلم الناس من هاروت وماروت من علم السحر ما يتصرفون به فيما يتصرفون فيه من الأفاعيل المذمومة ، ما إنهم ليفَرِّقُون به بين الزوجين مع ما بينهما من الخلطة والائتلاف. وهذا من صنيع الشياطين ، والله تعالى أعلى وأعلم ...
كما رواه مسلم في صحيحه ، من حديث الأعمش ، عن أبي سفيان طلحة بن نافع ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "إن الشيطان ليضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه في الناس ، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا. فيقول إبليس : لا والله ما صنعت شيئًا. ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال : فيقربه ويدنيه ويلتزمه ، ويقول : نِعْم أنت .
وسبب التفرق بين الزوجين بالسحر : ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر ، أو خلق أو نحو ذلك أو عَقد أو بَغْضه ، أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة.
والمرء عبارة عن الرجل ، وتأنيثه امرأة ، ويثنى كل منهما ولا يجمعان ، والله أعلم.
وقوله تعالى : (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
قال سفيان الثوري : إلا بقضاء الله. وقال محمد بن إسحاق إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد.
وقال الحسن البصري : قال : نَعَم ، من شاء الله سلطهم عليه ، ومن لم يشأ الله لم يسلط ، ولا يستطيعون ضر أحد إلا بإذن الله ، كما قال الله تعالى ، وفي رواية عن الحسن أنه قال : لا يضر هذا السحر إلا من دخل فيه.
وقوله تعالى : (ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) أي : يضرهم في دينهم ، وليس له نفع يوازي ضرره.
وفى قوله تعالى (ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)أي : ولقد علم اليهود الذين استبدلوا بالسحر عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن فعل فعلهم ذلك ، أنه ما له في الآخرة من خلاق.
قال ابن عباس ومجاهد والسدي : من نصيب.
وقال عبد الرزاق ، عن مَعْمَر ، عن قتادة : ما له في الآخرة من جهة عند الله وقال : وقال الحسن : ليس له دين.
وقال سعد عن قتادة : (ماله فى الأخرة من خلق) قال : ولقد علم أهل الكتاب فيما عهد الله إليهم أن الساحر لا خلاق له في الآخرة.

يقول تعالى : (ولبئس )البديل ما استبدلوا به من السحر عوضًا

عن الإيمان ، ومتابعة الرسل لو كان لهم علم بما وعظوا به ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif

السماح
01-20-2012, 09:10 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif
وفى قوله تعالى (ولو أنهم ءامنوا واتقوا لمثوبة من عند الله لو كانوا يعلمون)
أى ولو أنهم أمنوا بالله ورسله واتقوا المحارم , لكان مثوبة الله تعالى
على ذلك خيرا لهم مما استخاروا لأنفسهم ورضوا به وقد استدل
بقوله (ولو أنهم ءامنوا واتقوا)من ذهب الى تكفير الساحر , كما هو
فى رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وطائفة من السلف , وقيل بل
لا يكفر ولكن حده ضرب عنقه , لما رواه الشافعى وأحمد بن حنبل
رحمهما الله , أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار , أنه سمع بجالة بن عبدة يقول : كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب , رضى الله عنه
أن اقتلوا كل ساحر وساحرة , قال : فقتلنا ثلاث سواحر , وقد أخرجه
البخارى فى صحيحه أيضا والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_813.gif
وفى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا واسمعوا
وللكفرين عذاب أليم)
نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين , فى مقالهم وأفعالهم ,
وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه
من التنقيص عليهم لعائن الله ...
فإذا أرادوا أن يقولوا اسمع لنا , يقولون : راعنا يورون بالرعونة ...
والغرض من هذه الأية الكريمة : أنه الله تعالى نهى المؤمنين من
مشابهة الكافرين قولا وفعلا...
وقال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الرحمن بن ثابت حدثنا
حسان بن عطية عن أبى منيب الجرشى عن ابن عمر رضى الله
عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بعثت بين يدى الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له , وجعل رزقى تحت ظل رمحى
وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمرى ,ومن تشبه بقوم فهو منهم"
وروى أبو داود عن عثمان بن أبى شيبة عن أبى النضر هاشم بن القاسم
به "من تشبه بقوم فهو منهم "رواه أبو داود والترمذى فى السنن من
حديث ابن عباس (رضى الله عنه) ورواه أبو داود فى السنن من حديث
بريده (رضى الله عنه) والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال بن جرير :والصواب من القول فى ذلك عندنا , أن الله تعالى نهى المؤمنين أن يقولوا لنبيه (صلى الله عليه وسلم) راعنا , لأنها كلمة
كرهها الله تعالى أن يقوله لنبيه (صلى الله عليه وسلم) نظير الذى
ذكر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) : لا تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا
الحبلة , ولا تقولوا عبدى ولكن قولوا فتاى وما أشبه ذلك والله تعالى
أعلى وأعلم....
اللهم ثبت قلوبنا على دينك يارب العالمين

السماح
01-21-2012, 04:29 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(ما يود الذين كفروا من اهل الكتب والمشركين أن ينزل عليكم من رحمة من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم * ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأتى بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير * ألم تعلم أن الله له ملك السموت والأرض وما لكم من دونه من ولى ولا نصير)

السماح
01-21-2012, 04:31 PM
الخطأ / الصحيح

والمشركين / ولا المشركين
نأتى / نأت

السماح
01-22-2012, 11:26 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324720800_855.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020567_799.gif
فى قول الله تعالى (ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
يبين الله تعالى : شدة عداوة الكافرين من أهل الكتاب والمشركين , الذى حذر الله تعالى من مشابهتهم للمؤمنين , ليقطع المودة بينهم وبينهم وبينه تعالى على ما أنعم به على المؤمنين من الشرع التام الكامل , الذى شرعه لنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) , حيث يقول تعالى (والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif

وفى قول الله تعالى (ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير)
قال بن أبى طلحةعن ابن عباس : (ما ننسخ من ءاية) أى ما نبدل من أية
وعن مجاهد أى : ما نمح من أية ...
وقال ابن أبى نجيح عن مجاهد : أى نثبت خطها ونبدل حكمها والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال السدى (ننسخ من أية) أى قبضها وقال بن أبى حاتم قبضها أى رفعها
وقال بعض العلماء : تعنى رفع الحكم بدليل شرعى متأخر, والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (أو ننسها) فقرىء على وجهين :"ننسأها و ننسها "
فأما من قرأها " ننسأها" فمعناه نؤخرها , وأما من قرأها "ننسها " فمعناه أن نبدل من أية أو نتركهالا نبدلها والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال ابن أبى حاتم عن ابن عباس : خطبنا عمر (رضى الله عنه) فقال : يقول الله عز وجل (ما ننسخ من أية أو ننسها) أى نؤخرها ...
وقال ابن أبى حاتم عن عكرمة عن ابن عباس :قال : كان مما ينزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الوحى بالليل وينساه بالنهار , فأنزل الله تعالى قوله (ما ننسخ من ءاية أو ننسها) والله تعالى أعلى وأعلم...
وعن عبيد بن عمرو :( أو ننسها) نرفعها من عندكم ....
وقوله تعالى (نأت بخير منها أو مثلها) فعن ابن عباس : أى خير لكم فى المنفعة وأرفق بكم , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال السدى : أى نأتى بخير من الذى نسخناه , أو مثل الذى تركناه...
وقال قتاده : أية فيها تخفيف فيهارخصة فيها أمر فيها نهى والله أعلى وأعلم.
وقوله تعالى (ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير) يرشد الله تعالى بهذا إلى أنه المتصرف فى خلقه كما يشاء , فله الخلق والأمر وهو المتصرف , فكما خلقهم كما يشاء , ويسعد من يشاء ويشقى من يشاء , ويصح من يشاء , ويمرض من يشاء , ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء , كذلك يحكم فى عباده كما يشاء , فيحل ويحرم ويبيح ويحظرمايشاء, وهو الذى يحكم لا معقب لحكمه , ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون , ويختبر عباده وطاعتهم له بالنسخ , فيأمر بالشىء لما فيه من المصلحة التى يعلمها الله تعالى ...
فالطاعة كل الطاعة فى امتثال أمره تعالى واتباع رسله وتصديق ما أخبروا..
واتباع أوامر الله تعالى , وترك ما نهى الله تعالى عنه ....
وفى هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبهتهم لعنهم الله تعالى فى دعوى استحالة النسخ ,إما عقلا كما زعمه بعضهم جهلا وكفرا , وإما نقلا كما تخرصه أخرون منهم افتراء وإفكا ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى (ألم تعلم أن الله له ملك السموت والأرض وما لكم من دونه من ولى ولا نصير)
قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله: فتأويل الأية : ألم تعلم يامحمد أن لى ملك السماوات والأرض وسلطانهما دون غيرى , أحكم فيهما وفيما فيهما بما أشاء , وآمر فيهماوفيما فيهما بماأشاء, وأنهى عما أشاء , وأنسخ وأبدل وأغير من أحكامى التى أحكم بها فى عبادى ما أشاء إذا أشاء ,وأقر فيهما ما أشاء ...
ثم قال وهذا الخبر : وإن كان من الله تعالى خطابا لنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) على وجه الخبر عن عظمته تعالى , فإنه منه تكذيب لليهود الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة , وجحدوا نبوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام , بما جاءا به من عند الله تعالى بتغير ما غير الله تعالى من حكم التوراة , فأخبرهم الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وسلطانهما , وأن الخلق أهل مملكته وطاعته , وعليهم السمع والطاعة لأمره ونهيه , وأن له أمرهم بما يشاء , ونهيهم عما يشاء , ونسخ ما يشاء واقرار ما يشاء , وإنشاء ما يشاء من اقراره وأمره ونهيه , والله تعالى أعلى وأعلم ...

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

السماح
01-22-2012, 11:41 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمن فقد ضل سواء السبيل * ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شىء قدير * وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير)

السماح
01-22-2012, 05:32 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قوله تعالى (أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمن فقد ضل سواء السبيل )
نهى الله تعالى فى هذه الأية الكريمة عن كثرة سؤال النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الأشياء قبل كونها , أى : وأن تسألوا عن تفصيلها بعد نزولها تبين لكم , ولا تسألوا عن الشىء قبل كونه , ولهذا جاء فى الصحيح "إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شىء لم يحرم , فحرم من أجل مسألته "
ولما سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الرجل يجد مع امرأته رجلا , فإن تكلم تكلم بأمر عظيم , وإن سكت سكت عن مثل ذلك , فكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسائل وعابها
وفى صحيح مسلم " ذرونى ما تركتكم , فإنما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم , وإختلافهم على أنبيائهم , فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم, وإن نهيتكم عن شىء فاجتنبوه " وهذا انما قاله بعد ما أخبرهم أن الله تعالى كتب عليهم الحج , فقال رجل أكل عام يارسول الله ؟ فسكت عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثا,ثم قال عليه السلام : " لا , ولو قلت نعم , لوجبت , ولو وجبت لما استطعتم " ثم قال : " ذرونى ما تركتكم" ...
والمراد منها كما قال بعض المفسرين : أى بل تريدون , أو هى على بابها فى الإستفهام , وهو انكارى , وهو يعم المؤمنين والكافرين , فإنه عليه الصلاة و السلام رسول الله الى الجميع...
والمراد أن الله تعالى ذم من سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم)
عن شىء على وجه التعنت والإقتراح , كما سألت بنو اسرائيل , موسى عليه السلام , تعنتا وتكذيبا وعنادا ,
قال الله تعالى (ومن يتبدل الكفر بالإيمان) أى : من يشتر الكفر بالإيمان (فقد ضل سواء السبيل) أى : فقد خرج عن الطريق المستقيم , الى الجهل والضلال , وهكذا حال الذين عدلوا عن تصديق الأنبياء واتباعهم والإنقياد لهم , الى مخالفتهم وتكذيبهم والإقتراح عليهم الأسئلة التى لا يحتاجون اليها , على وجه التعنت والكفر...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وفى قوله تعالى (ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شىء قدير)
يحذر الله تعالى عباده عن سلوك طرائق الكفار من أهل الكتاب , ويعلمهم بعداوتهم لهم فى الباطن والظاهر , وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين , مع علمهم بفضلهم وبفضل نبيهم ,
ويأمر عباده المؤمنين بالصفح والعفو والإحتمال , حتى يأتى أمر الله تعالى من النصر والفتح...
كما قال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : أن حيى بن أخطب و أبو ياسر بن أخطب من أشد اليهود للعرب حسدا, اذ خصهم الله تعالى برسوله (صلى الله عليه وسلم) وكانا جاهدين فى رد الناس عن الإسلام ما استطاعا , فأنزل الله تعالى (ود كثير من أهل الكتب لو يردونكممن بعد إيمنكم) والله تعالى أعلى وأعلم...
(كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) أى : من بعد ما تبين لهم أن محمدا (صلى الله عليه وسلم) يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل , فكفروا به حسدا وكفرا , إذ كان من غيرهم ...
وقوله تعالى (فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره) قال ابن أبى حاتم أن أسامة بن زيد أخبر : أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان هو وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب , كما أمرهم الله تعالى بذلك , ويصبرون على الأذى وكان هذا أمر الله تعالى لرسوله والمؤمنين حتى أذن الله تعالى فيهم بقتل , فقتل الله تعالى به من قتل من صناديد قريش (إن الله على كل شىء قدير) فإن الله تعالى على كل شىء قدير ...
http://www.al-wed.com/pic-vb/132.gif
وفى قوله تعالى (وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكوة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير)
يحث الله تعالى على الإشتغال بما ينفعهم وتعود عليهم عاقبته فى الحياة النيا ويوم يقوم الأشهاد , من إقام الصلاة وايتاء الزكاة وفعل كل ما هو خير ويرضى الله تعالى , حتى يمكن لهم النصر فى الدنيا والأخرة , ولهذا قال تعالى (إن الله بما تعملون بصير) يعنى : أن الله تعالى لا يغفل عن عمل عامل منكم سواء كان خيرا أو شرا , فإنه سيجازى كل عامل بعمله...
وأنكم مهما عملتم من خير أو شر , سرا أو علانية , فإن الله تعالى به بصير لا يخفى عليه منه شيئا ,فيجزيهم بالإحسان خيرا , وبالإساءة مثلها ...
ففى هذهالأية الكريمة وعدا ووعيدا وأمرا وزجرا , وذلك أنه أعلم القوم أنه بصير بجميع أعمالهم , ليجدّوا فى طاعة الله تعالى ولهذا قال تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير) ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

السماح
01-23-2012, 11:55 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصرى تلك أمانيهم قل هاتوا برهنكم إن كنتم صدقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو مؤمن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وقالت اليهود ليست النصرى على شىء وقالت النصرى ليست اليهود على شىء وهم يتلون الكتب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون)

السماح
01-23-2012, 11:56 AM
الخطأ / الصحيح
مؤمن / محسن

السماح
01-23-2012, 01:04 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
قال الله تعالى (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصرى تلك أمانيهم قل هاتوا برهنكم إن كنتم صدقين)
يبين الله تعالى إغترار كل من اليهود والنصارى بما هم فيه , حيث إدّعت كل طائفة من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها ,
فأكذبهم الله تعالى بما أخبرهم أنه معذبهم بذنوبهم ولو كانوا كما إدّعوا لما كان الأمر كذلك ...
وكما تقدم من دعواهم أنه لن تمسهم النار إلا أياما معدودة , ثم ينتقلون الى الجنة, ورد الله تعالى عليهم فى ذلك ,
وهكذا قال لهم فى هذه الدعوى التى إدّعوها بلا دليل ولا حجة ولا بينة , فقال
تعالى (تلك أمانيهم) وقال أبو العالية أى : أمانى تمنوها على الله تعالى بغير حق , ثم قال تعالى (قل هاتوا برهنكم) أى : يا محمد قل لهم هاتوا حجتكم أو بينتكم على ذلك, ثم قال تعالى (إن كنتم صدقين) هذا تشكيك فى صدقهم , أى كما تدعونه...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وقوله تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
أى من أخلص عمله لله وحده لا شريك له , وقال أبو العالية أى : أخلص لله تعالى ,
وقال سعيد بن جبير فى قول الله تعالى (من أسلم وجهه لله) أى من أخلص دينه لله تعالى , (وهو محسن) أى متبع فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ...
فإن للعمل المتقبل شرطين : أحدهما , أن يكون خالصا لله وحده , والأخر : أن يكون صوابا موافقا للشريعة , فمتى كان خالصا لله وحده ولم يكن صوابا لم يتقبل , ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم من حديث عائشة عنه , عليه السلام...
فعمل الرهبان ومن شابههم , وإن فرض أنهم مخلصون فيه لله فإنه لا يتقبل منهم , حتى يكون ذلك متابعا للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) المبعوث إليهم وإلى الناس كافة , وفيهم وأمثالهم ...
وأما إن كان العمل موافقا للشريعة فى الصورة الظاهرة , ولكن لم يخلص عامله القصد لله فهو أيضا مردود على فاعله وهذا حال المنافقين والمرائين..
كما قال الله تعالى (فويل للمصلين * الذين هم عن صلوتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون) فهنا المراءاة مردودة لصاحبها ولا يجازى عليها خيرا...
وقوله تعالى (فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ضمن الله تعالى على ذلك تحصيل الأجور , وآمنهم مما يخافونه من المحذور ف(لا خوف عليهم) فيما يستقبلونه , (ولا هم يحزنون) على ما مضى مما يتركونه
وكما قال سعيد بن جبير فى قوله تعالى (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) أى فى الأخرة...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (وقالت اليهود ليست النصرى على شىء وقالت النصرى ليست اليهود على شىء وهم يتلون الكتب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون)
يبين الله تعالى بهذه الأية الكريمة تباينهم وتباغضهم وتعاديهم وتعاندهم...
وقال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : قال : لما قدم أهل نجران من النصارى على الرسول (صلى الله عليه وسلم) أتتهم أحبار يهود , فتنازعوا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شىء وكفر بسيدنا عيسى (عليه السلام) وبالإنجيل , وقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود , ما أنتم على شىء وجحد بسيدنا موسى (عليه السلام) وبالتوراة , فأنزل الله تعالى فى ذلك من قولهما (وقالت اليهود ليست النصرى على شىء وقالت النصرى ليست اليهود على شىء وهم يتلون الكتب) قال : إن كلا يتلوا فى كتابه من كفر به ,أى : يكفر اليهود بسيدنا عيسى (عليه السلام) وعندهم التوراة , فيها ما أخذ الله تعالى عليهم على لسان سيدنا موسى (عليه السلام) بالتصديق بسيدنا عيسى (عليه السلام)
وفى الإنجيل ما جاء به سيدنا عيسى (عليه السلام) بتصديق سيدنا موسى (عليه السلام) , وما جاء من التوراة من عند الله تعالى , وكل يكفر بما فى يد صاحبه ...
وعن رواية قتادة : أن هؤلاء أهل الكتاب الذين كانوا على عهد (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) وهذا القول يقتضى أن كلا من الطائفتين صدقت فيما رمت الطائفة الأخرى , ولكن سياق الأية يقتضى ذمهم فيما قالوه مع علمهم بخلاف ذلك , ولهذا قال الله تعالى (وهم يتلون الكتب) أى : وهم يعلمون شريعة التوراة والإنجيل , كل منهما قد كانت مشروعة فى وقت , ولكن تجاحدوا فيما بينهم عنادا وكفرا , ومقابلة للفاسد بالفاسد , كما تقدم عن ابن عباس ومجاهد وقتادة , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم) يبين الله تعالى بهذا جهل اليهود والنصارى فيما تقابلوا من القول وهذا من باب الإيماء والإشارة
وقد أختلف فيما عنى من قوله تعالى (لا يعلمون) فقال الربيع بن أنس وقتادة: قالا : وقالت النصارى مثل قول اليهود وقيلهم ,
وقال ابن جريج قلت لعطاء : من هؤلاء الذين لا يعلمون ؟ قال : أمم كانت قبل اليهود والنصارى وقبل التوراة والإنجيل ,
وقال السدى : فهم العرب , قالوا : ليس محمد على شىء ,
واختار أبو جعفر بن جرير : أنها عامة تصلح للجميع , وليس ثم دليل قاطع يعين واحدا من هذه الأقوال , فالحمل على الجميع أولى , والله أعلم..
وقوله تعالى (فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون) أى أنه تعالى يجمع بينهم يوم المعاد , ويفصل بينهم بقضائه العدل , الذى لا يجور فيه ولا يظلم مثقال ذرة , فهو الحكم العدل الذى لا يظلم أحدا...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-24-2012, 11:43 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن أظلم ممن منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الأخرة عذاب عظيم * ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم * وقالوا اتخذ الله ولدا سبحنه بل له ما فى السموت والأرض كل له قنتون)

السماح
01-24-2012, 02:55 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/rBK03765.bmp

فى قول الله تعالى (ومن أظلم ممن منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الأخرة عذاب عظيم)
اختلف المفسرون فى المراد من الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه , وهما قولين :
أحدهما : ما رواه العوفى فى تفسيره , عن ابن عباس , قال هم النصارى أعداء الله تعالى , حملهم بغض اليهود أن أعانوا بختنصر البابلى المجوسى على تخريب بيت المقدس...
والقول الثانى : ما رواه ابن جرير قال : قال ابن زيد : هؤلاء المشركون الذين حالوا بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يوم الحديبية , وبين دخول مكة حتى نحر هديه بذى طوى وهادنهم , وقال لهم : ما كان أحد يصد عن هذا البيت , وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده , فقالوا لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدر وفينا باق ...
قال ابن كثير أن الأرجح والله أعلى وأعلم القول الثانى : كما قاله ابن زيد , وروى عن ابن عباس , لأن النصارى اذا منعت اليهود الصلاة فى البيت المقدس , كأن دينهم أقوم من دين اليهود , وكانوا أقرب منهم , ولم يكن ذكرالله تعالى اليهود مقبولا إذ ذاك , لأنهم لعنوا من قبل على لسان داوود وعيسى بن مريم (عليهما السلام) ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون , وأيضا أنه تعالى لما وجه الذم فى حق لليهود والنصارى , شرع فى ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة فى المسجد الحرام , وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع فى خراب الكعبة , فأى خراب أعظم مما فعلوا ؟ أخرجوا عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه , واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم , كما قال الله تعالى (وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون)(الأنفال 34)
فهذا هو الخراب أن يمنعوا ذكر الله تعالى فى مساجده , واقامة شريعته...
وفى قوله تعالى (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) وهذا الخبرمعناه الطلب , أى لا تمكنوا هؤلاء اذا قدرتم عليهم , من دخولها إلا تحت الهدنة والجزية , ولهذا لما فتح رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مكة , أمر من العام القابل فى سنة تسع أن ينادى برحاب منى " ألا لا يحجن بعد العام مشرك, ولا يطوفن بالبيت عريان , ومن كان له أجل فأجله إلى مدته "
وقال بعض المفسرين أى : ما كان ينبغى لهم أن يدخلوا مساجد الله تعالى إلا خائفين على حال التهيب , وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم , فضلا أن يستولوا عليها ويمنعوا المؤمنين منها , والمعنى : ما كان الحق والواجب إلا ذلك , لولا ظلم الكفرة وغيرهم , والله تعالى أعلى وأعلم...
وما ذاك الا تشريف أكناف المسجد الحرام وتطهير البقعة المباركة التى بعث فيها رسوله (عليه الصلاة والسلام) إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا , وهذا هو الخزى لهم فى الدنيا , لأن الجزاء من جنس العمل , فكما صدوا المؤمنين عن المسجد الحرام , صدوا عنه , وكما أجلوهم من مكة أجلوا منها , وقوله تعالى (ولهم فى الأخرة عذاب عظيم) أى على ما انتهكوا من حرمة البيت وامتهنوه من نصب الأصنام حوله , والدعاء الى غير الله تعالى عنده والطواف به عريا , وغير ذلك من أفاعيلهم التى يكرهها الله ورسوله , والصحيح أن خزى الدنيا شىء عظيم جدا , حيث كما قال الأمام أحمد عن بسر بن أرطأة قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو " اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها , وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الأخرة " والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
وفى قول الله تعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)
وهذا والله أعلم فيه تسلية للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الذين أُخرجوا من مكة وفارقوا مسجدهم ومصلاهم , وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلى بمكة الى بيت المقدس والكعبة بين يديه , فلما قدم المدينة وجه الى بيت المقدس ستة عشر شهرا , أو سبعة عشر شهرا , ثم صرفه الله تعالى الى الكعبة بعد , ولهذا يقول تعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال عكرمة عن ابن عباس : أى قبلة الله تعالى أينما توجهت شرقا أو غربا
وهذه القبلة هى الكعبة ...
وقال ابن جرير وأخرون , أنما نزلت هذه الأية قبل أن يفرض الله تعالى التوجه الى الكعبة, وإنما أنزلها تعالى ليعلم نبيه (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه أن لهم التوجه بوجوههم للصلاة حيث شاءوا من نواحى المشرق والمغرب , لأنهم لا يوجهون وجوههم وجها من ذلك وناحية إلا كان جل ثناؤه فى ذلك الوجه وتلك الناحية , لأنه تعالى له المشارق والمغارب , وأنه لا يخلو منه مكان , كما قال الله تعالى (ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا) (المجادلة 7) قالوا ثم نسخ ذلك بالفرض الذى فرض عليهم بالتوجه للمسجد الحرام , وقال ابن جرير ويحتمل فأينما تولوا وجوهكم فهنالك وجهى أستجيب لكم دعاءكم كما حدثنا القاسم , حدثنا الحسين , حدثنى حجاج , قال : قال ابن جريج , قال مجاهد : لما نزلت (ادعونى أستجب لكم) (غافر 60) قالوا الى أين ؟ فنزلت : (فأينما تولوا فثم وجه الله)واختلفت الأقوال كثيرا , ولكن الله تعالى أعلى وأعلم...
وفى قوله تعالى (إن الله واسع عليم) قال ابن جرير أى: يسع خلقه كلهم بالفضل والكفاية , والإفضال والجود ...
واما قوله (عليم) أى عليم بأعمالهم لا يخفى عنه منها شىء , ولا يعزب عن علمه , بل هو بجميعها عليم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
وفى قوله تعالى (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحنه بل له ما فى السموت والأرض كل له قانتون)
اشتملت هذه الأية الكريمة والتى تليها على الرد على النصارى عليهم لعائن الله تعالى , وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركى العرب , ممن جعل الملائكة بنات الله تعالى , فأكذب الله تعالى جميعهم فى دعواهم وقولهم إن لله ولدا , وقوله تعالى (سبحانه) أى : تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا , (بل له ما فى السموت والأرض) أى: ليس الأمر كما افتروا وإنما له ملك السماوات والأرض , وهو المتصرف فيهم , وهو خالقهم ورازقهم , ومقدرهم ومسخرهم , ومسيرهم ومصرفهم كما يشاء , والجميع عبيد له وملك له , فكيف يكون له ولد منهم , والولد إنما يكون من شيئين متناسبين , وهو تبارك وتعالى ليس له نظير , ولا مشارك فى عظمته وكبريائه , ولا صاحبة له , فكيف يكون له ولد !!
وفى الصحيحين قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " لا أحد أصبر على سمعه من الله , إنهم يجعلون له ولدا , وهو يرزقهم ويعافيهم "
وقوله تعالى (كل له قانتون) قال عكرمة , أنهم مقرون له بالعبودية , وقال سعيد بن جبير أى : مخلصون , وعن ابن عباس أى : مصلين , وقال السدى أى : مطيعون له يوم القيامة , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_695.gif

السماح
01-25-2012, 01:40 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(بديع السموت والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا ءاية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشبهت قلوبهم قد بينا الأيت لقوم يوقنون * إنا أرسلنك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحب الجحيم )

السماح
01-25-2012, 02:12 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (بديع السموت والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)
أى خالقهما على غير مثال سابق , وقال السدى ومجاهد : وهو مقتضى اللغة , ومنه يقال للشىء المحدث : بدعة , كما جاء فى صحيح مسلم " فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة "
والبدعة على قسمين : تارة تكون بدعة شرعية , كقوله (فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) ,
وتارة تكون بدعة لغوية : كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم : نعمت البدعة هذه.
وقال ابن جرير (بديع السموت والأرض) أى مبدعهما ,وإنما هو مفعل فصرف على فعيل , ومعنى المبدع : أى المنشىء والمحدث ما لم يسبقه الى انشاء مثله وإحداثه أحد ...
قال ابن جرير : فمعنى الكلام : فسبحان الله أنى يكون له ولدا , وهو مالك ما فى السموات والأرض , تشهد له جميعها بدلالتهاعليه بالوحدانية , وتقر له بالطاعة , وهو بارئها وخالقها وموجدها من غير أصل ولا مثال إحتذاها عليه
وهذا إعلام من الله تعالى عباده أن ممن يشهد له بذلك المسيح , الذى أضافوا الى الله بنوته , وإخبار منه لهم أن الذى إبتدع السموات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال , هو الذى إبتدع عيسى (عليه السلام) من غير والد بقدرته ...
وقوله تعالى (وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) يبين بذلك الله تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه , وأنه إذا قدر أمرا وأراد كونه , فإنما يقول له : كن , أى مرة واحدة , فيكون , أى فيوجد على وفق ما أراد , كما قال تعالى (فإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون) (يس 82)
ونبه أيضا بقوله تعالى على أن خلق سيدنا عيسى (عليه السلام) بكلمة : كن , فكان كما أمره الله تعالى , كما قال الله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران 59)

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وقوله تعالى (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا ءاية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشبهت قلوبهم قد بينا الأيت لقوم يوقنون)
قال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : قال رافع بن حريملة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا محمد , إن كنت رسولا من الله كما تقول , فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه , فأنزل الله تعالى فى ذلك من قوله (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا ءاية)
وقال مجاهد : أى أن النصارى تقوله , وهذا اختيار ابن جرير , لأن السياق فيهم , وفى ذلك نظر..
وحكى القرطبى , فى قوله تعالى (لولا يكلمنا الله) أى : أى لو يخاطبنا بنبوتك يا محمد , قال ابن كثير : وظاهر السياق أعم , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال أبو العالية والسدى وقتاده وغيرهم , فى تفسير هذه الأية الكريمة , هذا قول كفار العرب , (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) قالوا هم اليهود والنصارى , ويؤيد هذا القول , وأن القائلين ذلك هم مشركو العرب , فيوجد فى القرأن الكريم الكثير من الآيات الدالة على كفر مشركى العرب وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به , إنما هو الكفر والمعاندة , كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم , كما قال الله تعالى (يسألك أهل الكتب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) (النساء : 153)
وقوله تعالى (تشبهت قلوبهم) أى إشتبهت قلوب مشركى العرب قلوب من تقدمهم فى الكفر والعناد والعتو ,
وقوله تعالى (قد بينا الأيت لقوم يعقلون)أى قد وضحنا الأيات على صدق الرسل بما لا يحتاج معها الى سؤال آخر وزيادة أخرى لمن أيقن وصدق واتبع الرسل , وفهم ما جاؤوا به عن الله تبارك وتعالى , وأما من ختم الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة , فأولئك الذين قال الله تعالى فيهم (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل ءاية حتى يروا العذاب الأليم) (يونس : 97,96)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif

وفى قول الله تعالى (إنا أرسلنك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحب الجحيم)
قال ابن أبى حاتم عن ابن عباس : عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أُنزلت عليا (إنا أرسلنك بالحق بشيرا ونذيرا) قال : (بشيرا بالجنة , ونذيرا من النار)
وقوله تعالى (ولا تسأل عن أصحب الجحيم) : قراءة أكثرهم بضم التاء على الخبر , وعن ابن جرير : أى لا نسألك عن كفر من كفر بك , كقوله تعالى (فإنما عليك البلغ وعلينا الحساب)(الرعد : 40)
وقرأ أخرون : (ولا تسأل) بفتح التاء , أى : لا تسال عن حالهم
كما قال عبد الرزاق : أخبرنا الثورى عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظى قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ليت شعرى ما فعل أبواى , ليت شعرى ما فعل أبواى , ليت شعرى ما فعل أبواى " فنزلت الأية الكريمة (ولا تسأل عن أصحب الجحيم) فما ذكرهما حتى توفاه الله عز وجل , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841411_735.gif

السماح
01-26-2012, 01:09 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصرى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير * الذين ءاتينهم الكتب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخسرون * يبنى إسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين)

السماح
01-26-2012, 02:25 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841412_803.gif

فى قول الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصرى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير)
قال ابن جرير , يعنى الله تعالى فى هذه الأية الكريمة : أن ليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدا , فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم , وأقبل على طلب رضا الله فى دعائهم إلى ما بعثك الله تعالى به من الحق ..
وقوله تعالى (قل إن هدى الله هو الهدى) أى : قل يا محمد إن هدى الله الذى بعثنى به هو الهدى , يعنى هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل
قال قتادة فى قوله (قل إن هدى الله هو الهدى) قال : خصومة علمها الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه , يخاصمون بها أهل الضلالة ,
قال قتادة : وبلغنا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول " لا تزال طائفة من أمتى يقتتلون على الحق ظاهرين , لا يضرهم من خالفهم حتى يأتى أمر الله " وهذا الحديث مخرج فى الصحيح عن عبدالله بن عمرو..
وقوله تعالى (ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير) فيه تهديد ووعيد شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى , بعد ما علموا من القرأن والسنة , عياذا بالله من ذلك , فإن الخطاب مع الرسول والأمر لأمته ...
وقد استدل كثيرا من الفقهاء بقوله (حتى تتبع ملتهم) حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة , كما قال تعالى (لكم دينكم ولى دين) (الكافرون:6)
فعلى هذا لا يتوارث المسلمون والكفار , وكل منهم يرث قرينه سواء كان من أهل دينه أم لا , لأنهم كلهم ملة واحدة , وهذا مذهب الشافعى وأبى حنيفة وأحمد فى رواية عنه , وقال فى الرواية الأخرى كقول مالك : أنه لا يتوارث أهل ملتين شتى , كما جاء فى الحديث , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1326020565_983.gif
وفى قول الله تعالى (الذين ءاتينهم الكتب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخسرون)
قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة , فى قول الله تعالى (الذين ءاتينهم الكتب يتلونه حق تلاوته) هم اليهود والنصارى ...
وقال سعيد عن قتادة : أنهم أصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال ابن أبى حاتم , حدثنا أسامة بن زيد عن أبيه عن عمر بن الخطاب فى قوله تعالى (يتلونه حق تلاوته) قال : إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة , وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار ...
وقال أبو العالية قال ابن مسعود : والذى نفسى بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله تعالى , ولا يحرف الكلم عن مواضعه
ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله...
وقال ابن أبى حاتم عن عكرمة عن ابن عباس : ( يتلونه حق تلاوته) أى يتبعونه حق اتباعه , ثم قرأ (والقمر إذا تلاها) (الشمس : 2)
وقال القرطبى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) فى قوله (يتلونه حق تلاوته) قال " يتبعونه حق اتباعه "
وقوله تعالى (أولئك يؤمنون به) خبر عن (الذين ءاتينهم الكتب يتلونه حق تلاوته) أى : من أقام كتابه من أهل الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين حق إقامته , آمن بما أرسلتك به يا محمد , أى اذا أقمتموها حق الإقامة , وآمنتم بها حق الإيمان , وصدقتم ما فيها من الأخبار بمبعث محمد (صلى الله عليه وسلم) باتباعه ونصره ومؤازرته , قادكم ذلك إلى الحق واتباع الخير , فى الدنيا والأخرة ...
وقوله تعالى (ومن يكفر فأولئك هم الخسرون) ففى الصحيح قال النبى (صلى الله عليه وسلم) (والذى نفسى بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى , ثم لا يؤمن بى , إلا دخل النار)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (يبنى إسرءيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين)
قد تقدم نظير هذه الأية فى صدر السورة , وكررت هاهنا للتأكيد
والحث على اتباع الرسول النبى الأمى محمد (صلى الله عليه وسلم)
الذى يجدون صفته فى كتبهم ونعته واسمه وأمره وأمته ,
يحذرهم من كتمان هذا , وكتمان ما أنعم به عليهم , وأمرهم أن يذكروا نعمة الله تعالى عليهم , من النعم الدنيوية والدينية , ولا يحسدوا بنى عمهم من
العرب على ما رزقهم الله تعالى من ارسال الرسول(صلى الله عليه وسلم) الخاتم منهم ...
ولا يحملهم ذلك الحسد على مخالفته وتكذيبه , والحيدة عن موافقته , صلوات الله تعالى وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-27-2012, 07:24 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفعة ولا هم ينصرون * وإذ ابتلى ابرهيم ربه بكلمت فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظلمين * وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبرهيم مصلى وعهدنا إلى إبرهيم وإسمعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعكفين والركع السجود)

السماح
01-27-2012, 10:07 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى
(واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفعة ولا هم ينصرون )
يقول الله تعالى , اتقوا اليوم وهو يوم القيامة التى لا تحاسب نفس عن نفس , كل عامل سيجازى على عمله , ويحاسب بما فعل فى الدنيا , ولا يظلم الله أحدا ...
ويقول الله تعالى ( وإذ ابتلى ابرهيم ربه بكلمت فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظلمين )
يقول الله تعالى منبها على شرف خليله إبراهيم (عليه السلام) أن الله تعالى جعله إماما للناس يقتدى به فى التوحيد , حتى قام بما كلفه الله تعالى به من الأوامر والنواهى , ولهذا قال (وإذ إبتلى إبرهيم ربه بكلمت) أى : وأذكر يا محمد لهؤلاء المشركين وأهل الكتابين , الذين ينتحلون ملة إبراهيم (عليه السلام) وليسوا عليها وإنما الذى هو عليها مستقيم فأنت والذين معك من المؤمنين , أذكر لهؤلاء إبتلاء الله تعالى لإبراهيم (عليه السلام) أى : إختباره له بما كلفه من الأوامر والنواهى (فأتمهن) أى قام بهن كلهن ,
وقوله تعالى (بكلمت) أى بأوامر وشرائع ونواهى , والكلمات فيطلق عليها كلمات قدرية , ومنهم من قال أنها كلمات شرعية , وهى إما خبر صدق , وإما طلب عدل إن كان أمرا أو نهيا ,
وقد إختلف العلماء فى تفسير الكلمات التى اختبر بها الله تعالى الخليل إبراهيم (عليه السلام) , وعن ابن عباس أنها المناسك ,
وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن عباس , أن الكلمات تعنى هنا الطهارة
أى ابتلاه الله تعالى بالطهارة , وهذا القول حسب تفسير ابن كثير قريب مما
ثبت فى صحيح مسلم , عن عائشة رضى الله عنها , قالت , قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " عشر من الفطرة : قص الشارب , وإعفاء اللحية , والسواك , وإستنشاق الماء , وقص الأظافر , وغسل البراجم , ونتف
الإبط , وحلق العانة , وإنتقاص الماء " قال مصعب , ونسيت العاشرة , إلا أن تكون المضمضة, وقال وكيع (إنتقاص الماء) يعنى : الإستنجاء...
وقال محمد بن اسحاق عن ابن عباس : قال , الكلمات التى إبتلى الله تعالى ابراهيم (عليه السلام) فأتمهن , فراق قومه فى الله , حين أمر بمفارقتهم , ومحاجته نمروذ فى الله , حين وقفه على ما وقفه من خطر الأمر الذى فيه خلافه , وصبره على قذفه إياه فى النار ليحرقوه , فى الله على هول ذلك من أمرهم , والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده , فى الله حين أمره بالخروج عنهم , وما أمره به من الضيافة والصبر عليها بنفسه وماله ,
وما ابتلى به من ذبح ابنه حين أمره بذبحه , فلما مضى على ذلك , من الله
كله وأخلصه للبلاء, والأقوال كثيرة فى تفسير هذه الكلمات التى ابتلى الله تعالى بها خليله ابراهيم (عليه السلام) والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (إنى جاعلك للناس إماما) أى جزاء على ما فعل , كما قام بالأوامر وترك الزواجر , جعله الله تعالى للناس قدوة وإماما يقتدى به ويحتذى حذوه...
وقوله تعالى (ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظلمين) أى: لما جعل الله ابراهيم إماما , سأل الله أن تكون الأئمة من بعده من ذريته , فأجيب إلى ذلك وأخبر أنه سيكون من ذريته ظالمون , وأنه لا ينالهم عهد الله , ولا يكونون أئمة فلا يقتدى بهم , وأما من كان منهم صالحا , فسأجعله إماما يقتدى به , أى أن ليس للظالمين عهد , وإن عاهدته فانتقضه...
والدليل على أنه أجيب إلى طلبته قول الله تعالى فى سورة العنكبوت (وجعلنا فى ذريته النبوة والكتب) (العنكبوت : 27) فكل نبى أرسله الله تعالى وكل كتاب أنزله الله تعالى بعد ابراهيم (عليه السلام) ففى ذريته صلوات الله وسلامه عليه ,وأقوال المفسرين كثيرة والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif

وفى قول الله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبرهيم مصلى وعهدنا إلى إبرهيم وإسمعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعكفين والركع السجود)
قال العوفى عن ابن عباس , فى قوله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس)
يقول : لا يقضون منه وطرا , يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم ثم يعودون إليه.
أى يثوبون إليه ثم يرجعون , و(أمنا) أى أمنا للناس , وأمنا من العدو ,وأمنا من أن يحمل فيه السلاح ,
ومضمون ما ذكر المفسرون فى هذه الأية : أن الله تعالى يذكر شرف البيت
وما جعله موصوفا به شرعا وقدرا من كونه مثابة للناس , أى : جعله محلا تشتاق اليه الأرواح وتحن اليه , ولا تقضى منه وطرا , ولو ترددت اليه كل عام , استجابه من الله تعالى لدعاء خليله ابراهيم (عليه السلام) فى قوله
(فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) إلى أن قال (ربنا وتقبل دعاء) (ابراهيم : 37إلى الأية 40) ويصفه تعالى أنه جعله أمنا , من دخله أمن
ولو كان قد فعل ما فعل ثم دخله كان آمنا ...
وفى هذه الأية الكريمة , نبه الله تعالى على مقام ابراهيم مع الأمر بالصلاة عنده فقال (واتخذوا من مقام إبرهيم مصلى) وقد اختلف المفسرون فى المقام ما هو ؟ فقال ابن أبى حاتم عن ابن عباس : قال مقام ابراهيم الحرم كله
وروى عن مجاهد وعطاء مثل ذلك...
وقال ابن أبى حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح عن ابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه , سمع جابرا يحدث عن حجة النبى (صلى الله عليه وسلم) قال : لما طاف النبى (صلى الله عليه وسلم) قال له عمر :
هذا مقام أبينا ابراهيم ؟ قال : نعم , قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله تعالى (واتخذوا من مقام إبرهيم مصلى) والله أعلى وأعلم...
وقال ابن جرير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال " استلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الركن , فرمل ثلاثا , ومشى أربعا , ثم تقدم إلى مقام ابراهيم فقرأ (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) فجعل المقام بينه وبين البيت , فصلى ركعتين " وهذا قطعة من الحديث الطويل الذى رواه مسلم فى صحيحه..
فهذا كله مما يدل على أن المراد بالمقام إنما هو الحجر الذى كان ابراهيم عليه السلام يقوم عليه لبناء الكعبة , لما ارتفع الجدار أتاه اسماعيل (عليه السلام) به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار , كلما كمل ناحية انتقل الى الناحية الأخرى , يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه , حتى تم جدارات الكعبة , وكان المقام أولا ملتصقا بالكعبة وأن أول من أخره هو عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ...
وقوله تعالى (وعهدنا إلى إبرهيم وإسمعيل أن طهرا بيتى) قال الحسن البصرى , أمرهما الله تعالى أن يطهراه من الأذى والنجس ولا يصيبه من ذلك شىء , وعن ابن عباس : أى طهراه من الأوثان , وقال مجاهد : أى طهراه من الأوثان والرجس والرفث وقول الزور ,
وقال ابن أبى حاتم عن قتاده , أى : طهراه بلا إله إلا الله من الشرك...
وقوله تعالى (للطائفين والعكفين والركع السجود) فالطائفين فالطواف بالبيت معروف , وقال سعيد بن جبير يعنى : من أتاه من غربة
(والعكفين) أى : المقيمين فيه , وقال وكيع عن ابن عباس : إن كان جالسا فهو من العاكفين والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (والركع السجود) فقال وكيع عن ابن عباس : قال : إذا كان مصليا فهو من الركع السجود ,
وقال ابن جرير رحمه الله فمعنى الأية : وأمرنا ابراهيم واسماعيل بتطهير بيتى للطائفين , والتطهير الذى أمرهما به فى البيت هو تطهيره من الأصنام وعبادة الأوثان فيه ومن الشرك , وأن يبنيا الكعبة على اسمه وحده لا شريك له , للطائفين به والعاكفين عنده , والمصلين اليه من الركع السجود ,
وفى ذلك رد على من لا يحجه من أهل الكتابين : اليهود والنصارى , لأنهم
يعتقدون فضيلة الخليل ابراهيم وعظمته , ويعلمون أنه بنى هذا البيت للطواف
فى الحج والعمرة وغير ذلك وللاعتكاف والصلاة عنده , وهم لا يفعلون شيئا من ذلك , فكيف يكونون مقتدين بالخليل , وهم لا يفعلون ما شرع الله له ؟
وقد حج البيت موسى بن عمران وغيره من الأنبياء عليهم السلام , كما أخبر بذلك المعصوم , الذى لا ينطق عن الهوى (إن هو إلا وحى يوحى) (النجم : 4) والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324996691_568.gif

السماح
01-28-2012, 11:44 AM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ قال إبرهيم رب اجعل هذا بلدا ءامنا وارزق أهله من الثمرت من ءامن بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير * وإذ يرفع إبرهيم القوعد من البيت وإسمعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )

السماح
01-28-2012, 11:45 AM
الأخطاء (من ءامن منهم)

السماح
01-28-2012, 02:07 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (وإذ قال إبرهيم رب اجعل هذا بلدا ءامنا وارزق أهله من الثمرت من ءامن منهم بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير )
قال الإمام أبو جعفر بن جرير عن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن إبراهيم حرّم بيت الله وأمّنه وإنى
حرمت المدينة ما بين لابتيها فلا يُصاد صيدها ولا يقطع عضاها "
وهكذا رواه النسائى وأخرجه مسلم...
والأحاديث فى تحريم المدينة كثيرة , وإنما أوردنا منها ما هو متعلق بتحريم
ابراهيم عليه السلام لمكة , لما فى ذلك فى مطابقة الأية الكريمة ...
وقد ورد فى الأحاديث أن الله تعالى حرم البيت منذ خلقت مع السموات والأرض...
جاء فى الصحيحين عن عبد الله بن عباس(رضى الله عنهما) قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض , فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة , وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلى , ولم يحل لى إلا ساعة من نهار , فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة , لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده , ولا تلتقط لقطته إلا من عرّفها , ولا يختلى خلاها " فقال العباس : يا رسول الله إلا الإذخر, فإنه لقينهم ولبيوتهم , قال " إلا الإذخر " وهذا لفظ مسلم...
وقوله تعالى إخبارا عن الخليل إبراهيم (عليه السلام) أنه قال (رب اجعل هذا بلدا ءامنا) أى : من الخوف لا يرعب أهله , وقد جعل الله تعالى هذا
شرعا وقدرا , كقوله تعالى (ومن دخله كان ءامنا) (آل عمران : 97)
وقوله تعالى (وارزق أهله من الثمرت من ءامن منهم بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير)
فى قول الله تعالى , دعا سيدنا ابراهيم (عليه السلام) أن يرزق الله تعالى أهل هذا البلد من الثمرات , من ءامن منهم بالله وحده لا شريك له ويوم القيامة واتبعوا الرسل وصدقوهم وفعلوا ما أُمروا به ونُهوا عن نواهى الله تعالى
وقوله تعالى (ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) قال أبو جعفر الرازى عن الربيع ابن أنس أنه هذا قول الله تعالى,
وهذا قول مجاهد وعكرمة وهذا الذى صوبه ابن جرير , وقال أخرون أن هذا القول من تمام دعاء ابراهيم (عليه السلام)
وقال ابن عباس أن سيدنا ابراهيم عليه السلام كان يحجر هذه الدعوة بالرزق للمؤمنين فقط دون الناس , فأنزل الله تعالى ومن كفر أيضا أرزقهم كما أرزق المؤمنين أأخلق خلقا لا أرزقهم ؟ أمتعهم قليلا ثم أضطرهم إلى عذاب النار
وبئس المصير , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قول الله تعالى (وإذ يرفع إبرهيم القوعد من البيت وإسمعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )
فالقواعد : جمع قاعدة وهى السارية والأساس , يقول الله تعالى :
أذكر يامحمد لقومك بناء ابراهيم واسماعيل (عليهما السلام) البيت ورفعهما القواعد منه , وهما يقولان (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) فهما فى عمل صالح , وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما ,
قال البخارى حدثنا عبد الله بن محمد عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : لما كان ما حدث لأم اسماعيل عند الصفا والمروة وماء زمزم وعندما كبر سيدنا اسماعيل( عليه السلام) وأن سيدنا ابراهيم (عليه السلام) أتى ابنه اسماعيل (عليه السلام) وقال إن ربك عز وجل أمرنى أن أبنى له بيتا, فقال أطع ربك , عز وجل , قال إنه قد أمرنى أن تعيننى عليه ؟ فقال إذن أفعل , أو كما قال , قال فقاما , قال فجعل ابراهيم (عليه السلام) يبنى واسماعيل(عليه السلام) يناوله الحجارة ويقولان
(ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) قال : حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة , فقام على حجر المقام , فجعل يناوله الحجارة ويقولان (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) وكثرت أقوال المفسرين فى
كيفية بناء الكعبة , وكيفية رفع القواعد , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قول الله تعالى (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم)
أى ربنا واجعلنا مخلصين لك فى الإعتقاد بألا نتوجه بقلوبنا إلا إليك وبالعمل لا نقصد بعملنا إلا مرضاتك , لا اتباع الهوى ولا إرضاء الشهوة ...
وقوله تعالى (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) أى واجعل من أمتنا جماعة مسلمة لك , ومخلصة لك ليستمر الإسلام لك بقوة الأمة وتعاون الجماعة , وقد أجاب الله تعالى دعاءهما وجعل فى ذريتهما الأمة الإسلامية وبعث فيها خاتم النبين ...
وقوله تعالى (وأرنا مناسكنا) أى عرّفنا مواضع نسكنا أى أفعال الحج , كالمواقيت التى يكون منها الإحرام , وموضع الوقوف بعرفة , وموضع الطواف إلى نحو ذلك من أقواله وأفعاله ...
وقوله تعالى (وتب علينا) أى ووفقنا للتوبة لنتوب ويرجع إليك من كل عمل يشغلنا عنك , وهذا نظير قوله تعالى (ثم تاب عليهم ليتوبوا)
وهذا منهما ارشاد لذريتهم , وتعليم منهما لهم بأن البيت وما يتبعه من المناسك والمواقف أمكنة للتخلص من الذنوب وطلب الرحمة من الله تعالى .
وقوله تعالى (إنك أنت التواب الرحيم) أى إنك أنت وحدك كثير التوبة على
عبادك بتوفيقهم إلى حسن العمل وقبول ذلك منهم , الرحيم بالتائبين المنجى
لهم من عذابك وسخطك ...
ومما سلف تعلم أن المراد بالإسلام الإنقياد والخضوع لخالق السموات والأرض وليس المراد منه الأمة الإسلامية خاصة , حتى يكون كل من يولد فيها ويلقب بهذا اللقب , ينطبق عليه اسم الإسلام , الذى نطق به القرأن ويكون
من الذين تنالهم دعوة إبراهيم (صلوات الله عليه وسلامه)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
01-29-2012, 10:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءايتك ويعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم * ومن يرغب عن ملة إبرهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفينه فى الدنيا وإنه فى الأخرة لمن الصلحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العلمين)

السماح
01-29-2012, 11:32 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/rBK03765.bmp

فى قول الله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءايتك ويعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)
يقول الله تعالى : عن تمام دعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام لأهل الحرم ,
أن يبعث فيهم رسولا منهم أى من ذرية ابراهيم (عليه السلام)
وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر الله السابق فى تعيين سيدنا محمد
(صلى الله عليه وسلم) رسولا فى الأميين إليهم , إلى سائر الأعجمين
من الإنس والجن , كما قال الإمام أحمد حدثنا أبو النصر حدثنا الفرج
حدثنا لقمان بن عامر : سمعت أبو أمامة قال : قلت يارسول الله :
ما كان أول بدء أمرك ؟ قال " دعوة أبى ابراهيم , وبشرى عيسى بى
ورأت أمى أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام "
والمراد أنه أول من نوه بذكره وشهره فى الناس هو سيدنا ابراهيم (عليه السلام) ولم يزل ذكره فى الناس مذكورا مشهورا سائرا , حتى أفصح
بإسمه خاتم أنبياء بنى إسرائيل نسبا وهو سيدنا عيسى بن مريم
(عليه السلام) حيث قام فى بنى اسرائيل خطيبا وقال
(إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى إسمه أحمد ) (الصف : 6) وكان ذلك معنى بشرى عيسى عليه السلام التى ذكرها النبى (صلى الله عليه وسلم) فى حديثة , وأن أمه
رأت مناما حينما حملت فيه وقصته على قومها فشاع فيهم واشتهر بينهم
وكان ذلك توطئه , وتخصيص الشام بظهور نوره اشارة إلى إستقرار دينه
وثبوته ببلاد الشام...
وفى قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) قال أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية : يعنى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)
فقيل له قد أستجيبت لك , وهو كائن فى آخر الزمان , وكذا قال السدى وقتادة...
وقوله تعالى (ويعلمهم الكتب والحكمة) والكتاب يعنى القرأن والحكمة تعنى
السنة , (ويزكيهم) قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس يعنى : طاعة
الله والإخلاص ,
وقال محمد بن اسحاق فى قوله تعالى (ويعلمهم الكتب والحكمة) أى :
يعلمهم الخير فيفعلوه , والشر فيتقوه , ويخبرهم برضاه عنهم إذا أطاعوه
واستكثروا من طاعته وتجنبوا ما سخط من معصيته...
وقوله تعالى (إنك أنت العزيز الحكيم) أى : العزيز الذى لا يعجزه شىء
وهو قادر على كل شىء الحكيم فى أقواله وأفعاله , فيضع الأشياء فى
محالها , وحكمته وعدله...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
فى قول الله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبرهيم إلا من سفه نفسه ولقد
اصطفينه فى الدنيا وإنه فى الأخرة لمن الصلحين * إذ قال له ربه
أسلم قال أسلمت لرب العلمين)
يقول الله تبارك وتعالى ردا على الكفار , فيما ابتدعوه وأحدثوه من الشرك
بالله , المخالف لملة سيدنا ابراهيم (عليه السلام) إمام الحنفاء , فإنه جرد توحيد ربه تبارك وتعالى , فلم يدع معه غيره , ولا أشرك
به طرفة عين , وتبرأ من كل معبود سواه , وخالف فى ذلك سائر قومه , حتى تبرأ من أبيه , كما قال تعالى (وإذ قال إبرهيم
لأبيه وقومه إننى براء مما تعبدون * إلا الذى فطرنى فإنه
سيهدين ) (الزخرف : 27,26)
وفى قوله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبرهيم) أى : عن طريقته
ومنهجه فيخالفها , ويرغب عنها , (إلا من سفه نفسه) أى :
ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره , بترك الحق إلى الضلال , حيث
خالف طريق من اصطفى فى الدنيا للهداية والرشاد , من حداثة
سنه حتى إتخذه الله تعالى خليلا وهو فى الأخرة من الصالحين.
كما قال الله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم) فأى سفه أكبر من الشرك بالله وعدم اتباع رسله..
وقوله تعالى (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العلمين)
أى : أمره الله تعالى بالإخلاص له والإستسلام والإنقياد , فأجاب
إلى ذلك شرعا وقدرا ,(قال أسلمت لرب العلمين)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_695.gif

السماح
01-30-2012, 06:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ووصى بها إبرهيم بنيه ويعقوب يبنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون *
أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله
ءابائك إبرهيم وإسمعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون * تلك أمة قد خلت
لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون )

السماح
01-30-2012, 07:23 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
قال الله تعالى (ووصى بها إبرهيم بنيه ويعقوب يبنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
فى قوله تعالى (ووصى بها إبرهيم بنيه ويعقوب) أى : وصى بهذه الملة وهى الإسلام لله , أو يعود الضمير على الكلمة وهى قوله (أسلمت لرب العلمين) لحرصهم عليها ومحبتهم لها حافظوا عليها إلى حين الوفاة ووصوا بها أبناءهم من بعدهم ...
وقد قرأ بعض السلف أن " يعقوب " بالنصب عطفا على بنيه كأن سيدنا ابراهيم (عليه السلام) وصى بنيه وابن ابنه يعقوب (عليه السلام)
ابن سيدنا اسحاق (عليه السلام) وكان حاضرا ذلك...
والظاهر والله أعلم أن سيدنا اسحاق ولد له يعقوب فى حياة الخليل (عليهم الصلاة والسلام) وسارة , لأن البشارة وقعت بهما كما قال الله تعالى
(فبشرنها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب) (هود : 71)
وقوله تعالى (يبنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
أى : أحسنوا فى حال الحياة والزموا هذا ليرزقكم الله الوفاة عليه ...
فإن المرء يموت دائما على ما كان عليه , ويبعث على ما مات عليه..
وقد أجرى الله الكريم عادته بأنه من قصد الخير وُفق إليه ويسره عليه , ومن نوى صالحا ثبت عليه ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وفى قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله ءابائك إبرهيم وإسمعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون )
يقول الله تعالى : محتجا على المشركين من العرب أبناء إسماعيل , وعلى
الكفار من بنى إسرائيل , وإسرائيل هو سيدنا يعقوب ابن سيدنا إسحاق ابن
سيدنا إبراهيم (عليهم السلام) , بأن سيدنا يعقوب (عليه السلام)
لما حضرته الوفاة وصى بنيه بعبادة الله وحده لا شريك له , فقال لهم
(ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله ءابائك إبرهيم وإسمعيل وإسحق)
وهذا من باب التغليب لأن سيدنا اسماعيل عمه , وقال النحاس : والعرب تسمى العم أبا ...
وقوله تعالى (إلها واحدا) أى : نوحده بالألوهية ولا نشرك به شيئا غيره..
وقوله تعالى (ونحن له مسلمون) أى : مطيعون خاضعون , كما قال تعالى
(وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وإليه يرجعون ) (آل عمران:83)
والإسلام هو ملة الأنبياء قاطبة , وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم
والآيات فى هذا كثيرة والأحاديث فمنها :عن أبى هريرة
(رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد " صحيح البخارى
" وأولاد علات " تعنى هم الأخوة من الأب وأمهاتهم شتى ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون)
(تلك أمة قد خلت) أى مضت ..
(لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) أى : أن السلف الماضين من آبائكم من
الأنبياء والصالحين لا ينفعكم انتسابكم إليهم إذا لم تفعلوا خيرا يعود نفعه عليكم , (ولا تُسألون عما كانوا يعملون) فإن لهم أعمالهم التى عملوها ولكم أعمالكم
وقال أبو العالية والربيع وقتادة فى قول الله تعالى (تلك أمة قد خلت)
يعنى : سيدنا ابراهيم واسماعيل ويعقوب والأسباط , ولهذا جاء فى الأثر
" من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه "
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

السماح
01-31-2012, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(وقالوا كونوا هودا أو نصرى تهتدوا قل بل ملة إبرهيم حنيفا وما كان من المشركين *
قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبرهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط
وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون*
فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم فى شقاق فسيكفيكهم الله وهو
السميع العليم )

السماح
01-31-2012, 11:44 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (وقالوا كونوا هودا أو نصرى تهتدوا قل بل ملة إبرهيم حنيفا وما كان من المشركين )
قال محمد بن اسحاق عن ابن عباس قال : قال عبد الله بن صوريا الأعور
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا
يا محمد تهتد . وقالت النصارى مثل ذلك فأنزل الله عز وجل
(وقالوا كونوا هودا أو نصرى تهتدوا)
وقوله تعالى (قل بل ملة إبرهيم حنيفا) أى لا نريد ما دعوتمونا إليه من
اليهودية والنصرانية , بل نتبع (ملة إبرهيم حنيفا) أى مستقيما ,
وقال أبو العالية: الحنيف : الذى يستقبل البيت بصلاته ويرى أن حجه عليه
إن استطاع إليه سبيلا , وقال مجاهد (الحنيف) أى من يؤمن بالرسل
من أولهم إلى أخرهم ,
وقال قتادة الحنيفية , شهادة أن لا إله إلا الله , والإنتهاء عن ما حرم الله
والله أعلى وأعلم ...
(وما كان من المشركين) أى أن سيدنا إبراهيم(عليه السلام) ما كان مشركا لكنه حنيفا
مؤمنا مستقيما لعبادة الله وحده لا شريك له ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قول الله تعالى (قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبرهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
أرشد الله تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مفصلا وما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملا , ونص على أعيان من الرسل وأجمل ذكر بقية الأنبياء
وأن لا يفرقوا بين أحد منهم , بل يؤمنوا بهم كلهم , ولا يكونوا كمن قال
الله فيهم (ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا)
(والأسباط)هم بنو يعقوب اثنا عشر رجلا ولد كل رجل منهم أمة من الناس
فسُموا الأسباط , وهذا يقتضى أن المراد بالأسباط هاهنا شعوب بنى اسرائيل
وما أنزل الله تعالى من الوحى على الأنبياء الموجودين منهم , والله أعلى وأعلم..
كما قال سيدنا موسى (عليه السلام) لهم فى الآية الكريمة
(أذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا)
وقال القرطبى : السبط هو الجماعة والقبيلة الراجعون إلى أصل واحد..
وقال ابن أبى حاتم عن أبى المليح عن معقل بن يسارقال :
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل وليسعكم القرآن "
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_617.gif
وفى قول الله تعالى (فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم فى شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )
يقول الله تعالى : فإن آمنوا يعنى الكفار من أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما
آمنتم به يأيها المؤمنون من الإيمان بجميع كتب الله تعالى ورسله
ولم يفرقوا بين أحد منهم (فقد اهتدوا) أى فقد أصابوا الحق وأرشدوا إليه
(وإن تولوا) أى عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم (فإنما هم
فى شقاق فسيكفيكهم الله) أى فسينصرك عليهم ويظفرك بهم , (وهو السميع العليم) قال ابن أبى حاتم قرىء على يونس بن عبد الأعلى
أخبرنا ابن وهب أخبرنا زياد بن يونس حدثنا نافع بن أبى نعيم قال :
أرسل إلى بعض الخلفاء مصحف عثمان ليصلحه قال زياد فقلت له
إن الناس ليقولون إن مصحفه كان فى حجره حين قُتل فوقع الدم على
(فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) فقال نافع : بصُرت عينى الدم
على هذه الأية وقد تقدم , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_695.gif

السماح
02-01-2012, 11:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

(صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون * قل أتحاجوننا فى الله وهو ربنا وربكم ولنا أعملنا ولكم أعملكم
ونحن له مخلصون * أم تقولون إن إبرهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصرى قل ءأنتم أعلم
أم الله ومن أظلم ممن كتم شهدة عنده من الله وما الله بغفل عما تعملون )

السماح
02-01-2012, 11:43 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324214184_928.gif

فى قول الله تعالى (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون)
قوله تعالى (صبغة الله) قال الضحاك عن ابن عباس : أى دين الله وكذا رواه مجاهد ...
وانتصاب (صبغة الله) إما تكون على وجه الإغراء كقوله تعالى (فطرة الله) أى إلزموا ذلك عليكموه..
وقال بعضهم بدلا من قوله (ملة إبرهيم )
وقد ورد فى حديث رواه ابن أبى حاتم وابن مردوية من رواية أشعث بن اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس :
أن نبى الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " إن بنى إسرائيل
قالوا : يا رسول الله هل يصبغ ربك ؟ فقال اتقوا الله , فناداه ربه موسى سألوك هل يصبغ ربك ؟ فقل نعم , أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغى ...
فأنزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) قوله تعالى (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) كذا وقع فى رواية ابن مردويه مرفوعا وهو فى رواية ابن أبى حاتم موقوف
وهو أشبه ان صح اسناده , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif

وفى قول الله تعالى (قل أتحاجوننا فى الله وهو ربنا وربكم ولنا أعملنا ولكم أعملكم ونحن له مخلصون)
يقول الله تعالى مرشدا نبيه (صلى الله عليه وسلم) إلى درء مجادلة المشركين , (قل أتحاجوننا فى الله) أى تناظروننا فى توحيد الله والإخلاص له والإنقياد واتباع أوامره وترك زواجره ,
(وهو ربنا وربكم) المتصرف فينا وفيكم المستحق لإخلاص الإلهيه له وحده لا شريك له ,
(لنا أعملنا ولكم أعملكم) أى نحن برآء منكم ومما تعبدون وأنتم برآء منا كما قال تعالى فى الأية الأخرى (فإن كذبوك فقل لى عملى ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون ) (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن) الى أخر الأية ..
وقوله تعالى (ونحن له مخلصون) أى مخلصون فى العبادة والتوجه إلى الله وحده وعبادته وحده لا شريك له ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وفى قول الله تعالى (أم تقولون إن إبرهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصرى قل ءأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهدة عنده من الله وما الله بغفل عما تعملون)
ثم أنكر الله تعالى عليهم فى دعواهم أن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) ومن ذكر بعده من الأنبياء والأسباط كانوا على ملتهم إما اليهودية أو النصرانية
فقال تعالى (ءأنتم أعلم أم الله) أى بل الله أعلم وقد أخبر أنهم لم يكونوا هودا ولا نصارى كما قال تعالى (ما كان إبرهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) الآية والتى بعدها
وقوله تعالى (ومن أظلم ممن كتم شهدة عنده من الله) قال الحسن البصرى : كانوا يقرءون فى كتاب الله الذى أتاهم , إن الدين الإسلام وإن محمدا رسول الله وإن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا برآء من اليهودية والنصرانية ,
فشهدوا لله بذلك وأقروا على أنفسهم لله فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك (وما الله بغفل عما تعملون) تهديد ووعيد
شديد أن علمه محيط بعملكم وسيجزيكم عليه ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

ام هند
02-02-2012, 11:37 AM
تلك أمة قد خلت
لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسـئــلون عما كانوا يعملون

ما شاااااااااااااااااااااء الله حفظ متقققققققققققققن

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1328171856_838.gif

السماح
02-02-2012, 01:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون * سيقول السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التى
كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت
لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمنكم إن الله بالناس لرءوف رحيم )

السماح
02-02-2012, 03:08 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون
عما كانوا يعملون)
قال تعالى (تلك أمة قد خلت) أى مضت (لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) أى :
لهم أعمالهم ولكم أعمالكم , (ولا تسئلون عما كانوا يعملون) ولا يغنى عنكم
انتسابكم اليهم من غير متابعة منكم لهم ولا تغتروا بمجرد النسبة اليهم حتى
تكونوا منقادين مثلهم لأوامر الله تعالى واتباع رسله الذين بُعثوا مبشرين
ومنذرين , فإنه من كفر بنبى واحد فقد كفر بسائر الرسل , ولا سيما بسيد الأنبياء
وخاتم المرسلين ورسول رب العالمين إلى الإنس والجن من المكلفين صلوات
الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله أجمعين ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قول الله تعالى (سيقول السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم )
قيل المراد بالسفهاء هنا هم مشركوا العرب , وقيل أنهم أحبار اليهود , وقيل المنافقون , والآية عامة فى هؤلاء كلهم والله أعلى وأعلم...
وقال ابن أبى حاتم عن أبى اسحاق عن البراء قال :
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا , وكان يحب أن يوجه نحو الكعبة , فأنزل الله تعالى قوله
(قد نرى تقلب وجهك فى السماء ) حتى قوله تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام)
قال فوجه نحو الكعبة فقال السفهاء وهم اليهود : وما ولاهم عن قبلتهم
التى كانوا عليها , فأنزل الله تعالى (قل لله المشرق والمغربيهدى من يشاء إلى صراط مستقيم) وقد جاء فى هذا الباب أحاديث كثيرة , وحاصل الأمر أن النبى (صلى الله عليه وسلم) أُمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس , فكان بمكة يصلى بين الركنين , وهو مستقبل صخرة بيت المقدس , فلما هاجر الى المدينة تعذر
الجمع بينهما فأمره الله تعالى بالتوجه الى بيت المقدس , قاله ابن عباس والجمهور
وكان النبى (صلى الله عليه وسلم) يكثر من الدعاء بأن يوجهه الله تعالى نحو الكعبة التى هى قبلة ابراهيم (عليه السلام) فأُجيب الى ذلك وأمر بالتوجه الى البيت العتيق , وخطب فى الناس حتى يعلمهم القبلة , وكانت أول صلاة صلاها
نحو الكعبة هى صلاة العصر , والله تعالى أعلى وأعلم ...
قوله تعالى (قل لله المشرق والمغرب) أى الحكم والتصرف والأمر كله لله , وأن
الشأن كله فى امتثال أوامر الله تعالى , فحيثما توجهنا توجهنا فالطاعة فى امتثال أمره , وأن الله تعالى يهدى الناس إذ هداهم إلى قبلة ابراهيم خليل الرحمن
وجعل توجههم الى الكعبة المبنية على اسمه تعالى وحده لا شريك له أشرف بيوت الله فى الأرض كما قال تعالى (يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم)
فهو تعالى يهدى من يشاء إلى الصراط المستقيم ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif
وفى قول الله تعالى ( وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمنكم إن الله بالناس لرءوف رحيم)
يقول الله تعالى (وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) يقول تعالى انما حولناكم الى قبلة ابراهيم (عليه السلام) واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم , لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم , لأن الجميع معترفون لكم بالفضل , والوسط هاهنا الخيار والأجود كما يقال
قريش أوسط العرب نسبا ودارا أى خيرها ..
وكان النبى (صلى الله عليه وسلم) وسطا فى قومه أى أشرفهم نسبا
فخص الله تعالى هذه الأمة بأفضل الشرائع , وأقوم المناهج وأوضح المذاهب ,
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجىء النبى يوم القيامة ومعه رجلان وأكثر
من ذلك , فيُدعى قومه فيُقال له : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون لا , فيُقال له هل بلغت
قومك ؟ فيقول نعم , فيُقال من يشهد لك ؟ فيقول محمد وأمته , فيُدعى محمد وأمته
فيُقال لهم هل بلغ هذا قومه ؟ فيقولون نعم , فيُقال وما علمكم ؟ فيقولون جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا فذلك قوله عز وجل (وكذلك جعلنكم أمة وسطا)
قال أى عدلا (لتكونوا شهداء على الناس وليكون الرسول عليكم شهيدا)
وتعددت الأقوال فى هذا المعنى والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله)
يقول تعالى : إنما شرعنا لك يا محمد التوجه أولا إلى بيت المقدس ثم صرفناك عنه إلى الكعبة , ليظهر حال من يتبعك ويطيعك ويستقبل معك حيثما توجهت ممن ينقلب على عقبيه , أى مرتدا عن دينه (وإن كانت لكبيرة) أى هذه الفعلة وهو صرف التوجه عن بيت المقدس إلى الكعبة أى وإن كان هذا الأمر عظيما فى النفوس إلا
على الذين هدى الله وأيقنوا بتصديق الرسول , وأن كل ما جاء به هو الحق , الذى
لا مرية فيه , وأن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد , وله الحكمة التامة والحجة البالغة فى جميع ذلك , بخلاف الذين فى قلوبهم مرض ,
فإنه كلما حدث أمر أحدث لهم شكا , ولكن يزيد المؤمنين هدى واتباع لأوامر الله تعالى , وينتهوا عن زواجر الله تعالى وابتاع رسله بما جاءوه بالحق من ربهم ,
وقوله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمنكم إن الله بالناس لرءوف رحيم)
أى صلاتكم إلى بيت المقدس , قبل ذلك ما كان يضيع ثوابها عند الله تعالى ,
وفى الصحيح من حديث أبى اسحاق السبيعى عن البراء قال :
مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس , فقال الناس ما حالهم فى ذلك ؟ فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمنكم)
ورواه الترمذى عن ابن عباس وصححه , وهذا يعنى أن الله تعالى لايضيع اتباع أوامر الله تعالى فى تحويل القبلة ولا يعترضوا ولكنهم فعلوا ما يُأمرون , وأطاعوا الرسول فى كل شىء أتاهم به من عند الله تعالى ...
وقوله تعالى (إن الله بالناس لرءوف رحيم) ففى الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأى امرأة من السبى قد فُرق بينها وبين ولدها فجعلت كلما وجدت صبيا من السبى أخذته فألصقته بصدرها وهى تدور على ولدها , فلما وجدته ضمته اليها وألقمته ثديها ,
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أترون هذه طارحة ولدها فى النار ؟ وهى تقدر أن لا تطرحه ؟ " قالوا لا يا رسول الله , قال " فوالله لله أرحم بعباده من هذه بولدها "
اللهم إنا نسألك واسع رحمتك ومغفرتك ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
02-03-2012, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر
المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتب
ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغفل عما يعملون * ولئن أتيت الذين
أوتوا الكتب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم
بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم
إنك إذا لمن الظلمين * الذين ءاتينهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)

السماح
02-04-2012, 12:04 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغفل عما يعملون )
قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس : أن أول ما نسخ من القرأن القبلة
وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما هاجر الى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود , أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) بضعة عشر شهرا , وكان يحب قبلة سيدنا ابراهيم فكان يدعو الى الله وينظر الى السماء فأنزل الله تعالى قوله
(قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر
المسجد الحرام )
فقد أمر الله تعالى باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا , ولا يستثنى من هذا شىء سوى النافلة , فى حال السفر
فإنه يصليها حيثما توجه قالبه وقلبه نحو الكعبة ,
وإن الذين أوتوا الكتاب يعلمون أنه هذا هو الحق , والله لا يغفل عما يعملون
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
فى قول الله تعالى ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظلمين )
يخبر الله تعالى عن كفر اليهود وعنادهم ومخالفتهم ما يعرفونه من شأن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنه لو أقام عليهم كل دليل على صحة
ما جاءهم به لما اتبعوه وتركوا أهواءهم , ولهذا قال تعالى هاهنا
(ولئن أتيت الذين أوتوا الكتب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك)
وقوله تعالى (وما أنت بتابع قبلتهم) إخبار عن شدة متابعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لما أمره الله تعالى به وأنه كما هم مستمسكون بآرائهم
وأهوائهم فهو أيضا مستمسك بأمر الله , وطاعته واتباع مرضاته ,
وأنه لا يتبع أهواءهم فى جميع أحواله , ولا كونه متوجها إلى بيت المقدس
لكونها قبلة اليهود , وإنما ذلك عن أمر الله تعالى , ثم حذر تعالى عن
مخالفة الحق الذى يعلمه العالم , ولهذا قال تعالى مخاطبا الرسول وانما المراد الأمة قوله تعالى (ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظلمين)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى ( الذين ءاتينهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)
يخبر الله تعالى أن العلماء من أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاءهم به
الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما يعرف أحدهم ولده
والعرب كانت تضرب المثل فى صحة الشىء بهذا كما جاء فى الحديث
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لرجل معه صغير " ابنك هذا ,
قال نعم يا رسول الله أشهد به قال " أما انه لا يخفى عليك ولا تخفى عليه "
والمراد أنهم يعرفون هذا الدين كما يعرفون أبناءهم من بين الناس , لا يشك أحد ,
ثم أخبر تعالى أنهم مع هذا التحقق والاتقان ,
(ليكتمون الحق) أى ليكتمون الناس ما فى كتبهم من صفة النبى
(صلى الله عليه وسلم) وهم يعلمون ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

السماح
02-04-2012, 10:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحق من ربك فلا تكونن من الممترين * ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرت أين ما كنتم يأت بكم جميعا إن الله على كل شىء قدير *
ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك
وما الله بغفل عما تعملون)

السماح
02-04-2012, 11:24 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين )
ثبت الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وسلم) والمؤمنين وأخبرهم بأن ما جاء به الرسول هو الحق الذى لا مرية فيه , فقال تعالى
(الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرت أين ما كنتم يأت بكم جميعا إن الله على كل شىء قدير)
قال العوفى عن ابن عباس : (ولكل وجهة هو موليها) يعنى بذلك أهل الأديان يقول لكل قبيلة قبلة يرضونها ووجهة الله حيث توجه المؤمنون
وقال أبو العالية : لليهودى وجهة هو موليها وللنصرانى وجهة هو موليها
وهداكم أنتم أيتها الأمة إلى القبلة التى هى القبلة ,
وقال مجاهد : لكن أمر كل قوم أن يصلوا إلى الكعبة, والله تعالى أعلى وأعلم , وقرأ ابن عباس (ولكل وجهة هو مولاها) وهذه الأية شبيهه بقوله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن
ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا)
وقال تعالى (وأين ما كنتم يأت بكم جميعا إن الله على كل شىء قدير)
أى هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841409_418.gif

وفى قول الله تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغفل عما تعملون)
هذا أمر ثالث من الله تعالى باستقبال المسجد الحرام من جميع أقطار
الأرض , وقد اختلفوا فى حكمة هذا التكرار ثلاث مرات , فقيل تأكيد لأنه
أول ناسخ وقع فى الإسلام على ما نص عليه ابن عباس وغيره ,
وقيل بل هو منزل على أحوال , فالأمر الأول لمن هو مشاهد الكعبة ,
والأمر الثانى لمن هو فى مكة غائبا , والأمر الثالث لمن هو فى بقية البلدان
هكذا وجهه فخر الدين الرازى ...
وقال القرطبى : الأول لمن هو فى مكة والثانى لمن هو فى بقية الأمصار
والثالث لمن خرج فى الأسفار , ورجح هذا الجواب القرطبى ,
وقيل إنما ذكر ذلك لتعلقه بما قبله أو بعده من السياق : فقال أولا
(قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضها) إلى قوله تعالى
( وإن الذين أوتوا الكتب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغفل عما يعملون) فذكر فى هذا المقام إجابته إلى طلبته وأمره بالقبلة ,
التى كان يود التوجه إليها ويرضاها ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841411_735.gif

ام هند
02-04-2012, 01:51 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1328352697_252.gif

حفظ متقن ومجهود رائع تقبلي تحياتي وتستاهلي احلى تقييم

السماح
02-05-2012, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا
وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشونى ولأتم نعمتى عليكم ولعلكم تهتدون * كما أرسلنا فيكم رسولا منكم
يتلو عليكم ءايتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون *
فأذكرونى أذكركم وأشكروا لى ولا تكفرون )

السماح
02-05-2012, 08:17 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى ( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشونى ولأتم نعمتى عليكم ولعلكم تهتدون )
كرر الله تعالى قوله (ومن حيث فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم
فولوا وجوهكم شطره) حتى يقطع حجة اليهود ومشركى العرب ...
وقوله تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة ) أى أهل الكتاب فإنهم يعلمون
من صفة هذه الأمة التوجه إلى الكعبة , فإذا فقدوا ذلك من صفتها ربما احتجوا
على المسلمين ولئلا يحتجوا بموافقة المسلمين إياهم فى التوجه إلى بيت المقدس
وقال أبو العالية : يعنى به أهل الكتاب حين قالوا صُرف محمد إلى الكعبة :
وقالوا اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه وكان حجتهم على النبى
(صلى الله عليه وسلم) انصرافه إلى البيت الحرام أن قالوا سيرجع إلى ديننا
كما رجع إلى قبلتنا , وهكذا روى عن مجاهد والسدى وأبى حاتم نحو ذلك...
وقالوا فى قوله تعالى (إلا الذين ظلموا منهم) يعنى مشركى قريش ,
ووجه بعضهم ظلمة الحجة وهى داحضة أن قالوا هذا الرجل يزعم أنه على
دين إبراهيم فإن كان توجهه إلى بيت المقدس على ملة ابراهيم فلم رجع عنه
والجواب : أن الله تعالى اختار له التوجه إلى بيت المقدس , أولا لما له تعالى
فى ذلك من الحكمة فأطاع ربه تعالى فى ذلك , ثم صرفه إلى قبلة سيدنا ابراهيم
(عليه السلام) فامتثل أمر الله فى ذلك أيضا , فهو صلوات الله وسلامه عليه
مطيع لله تعالى فى جميع أحواله , ولا يخرج عن أمر الله طرفة عين وأمته تبع له
وقوله تعالى (فلا تخشوهم واخشونى) أى لا تخشوا شُبه الظلمة المتعنتين
وأفردوا الخشية لى , فإنه تعالى هو أهل أن يُخشى منه ,
وقوله تعالى (ولأتم نعمتى عليكم) عطف على قوله تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة) أى لأتم نعمتى عليكم فيما شرعت لكم من استقبال الكعبة ,
لتكمل لكم الشريعة من جميع وجوهها , وقوله (ولعلكم تهتدون) أى إلى ما ضلت
عنه الأمم,هديناكم إليه وخصصناكم به ,ولهذا كانت هذه الأمة أشرف الأمم وأفضلها
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وفى قوله تعالى (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم ءايتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون )
يذكر الله تعالى عباده المؤمنين ما أنعم عليهم به من بعثة الرسول محمد
(صلى الله عليه وسلم) يتلوا عليهم آيات الله مبينات , ويزكيهم أى يطهرهم ,
من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية , ويخرجهم من الظلمات إلى
النور , ويعلمهم الكتاب وهو القرأن , والحكمة وهى السنة , ويعلمهم مالم يكونوا
يعلمون , فكانوا فى الجاهلية جهلاء يسفهون بالعقول الغرَاء ,
فانتلقوا ببركة رسالته ويمن سفارته إلى حال الأولياء وسجايا العلماء ,
فصاروا أعمق الناس علما , وأبرَهم قلوبا وأقلهم تكلَفا , وأصدقهم لهجة ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (فأذكرونى أذكركم وأشكروا لى ولا تكفرون )
يقول الله تعالى , وكما بعثت فيكم محمد (صلى الله عليه وسلم) وكل ما فعلت لكم
فأذكرونى قال عبد الله بن وهب عن سعيد بن زيد بن أسلم , أن سيدنا موسى
(عليه السلام) قال : يارب كيف أشكرك ؟ قال له ربه : تذكرنى ولا تنسانى ,
فإذا ذكرتنى فقد شكرتنى وإذا نسيتنى فقد كفرتنى ...
وقال أبو العالية والسدى وغيرهم : أن الله تعالى يذكر من ذكره ويزيد من شكره ,
ويعذب من كفره ...
وقال الحسن البصرى : أى اذكرونى فيما أوجبت لكم على نفسى ,
وعن سعيد بن جبير : أى أذكرونى بطاعتى أذكركم بمغفرتى , وفى رواية برحمتى
وعن ابن عباس : ذكر الله تعالى إياكم أكبر من ذكركم إياه ,
قال الإمام أحمد عن قتاده عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال الله عز وجل " يا ابن آدم إن ذكرتنى فى نفسك ذكرتك فى نفسى وإن ذكرتنى
فى ملأ ذكرتك فى ملأ خير منه , وإن دنوت منى شبرا دنوت منك ذراعا ,
وإن دنوت منى ذراعا دنوت منك باعا , وإن أتيتنى تمشى أتيتك هرولة "
صحيح الإسناد وأخرجه البخارى ...
وقوله تعالى (وأشكروا لى ولا تكفرون) أمر الله تعالى بشكره , ووعد على شكره
بمزيد الخير , وكما قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد).
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

ام هند
02-05-2012, 09:53 PM
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرت أين ما تكونوا يأت بكم جميعا إن الله على كل شىء قدير

اسفة عزيزتي ما انتبهت

بالتوفييييق

ام هند
02-05-2012, 09:57 PM
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرت أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شىء قدير

اسفة عندي مشاكل بالنت

موفقة حبيبتي

دافئة المشاعر
02-05-2012, 11:52 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1328475165_295.gif

ام هند والسماح
فديت تعاونكم الرائع تستحقون كل تقدير

السماح
02-06-2012, 10:20 AM
بارك الله فيكم (دافئة المشاعر ) و (أم هند)
متابعة طيبة منكم
أحبكم فى الله

السماح
02-06-2012, 10:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(يأيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلوة إن الله مع الصبرين *
ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأمول والأنفس والثمرت وبشر الصبرين )

السماح
02-06-2012, 11:26 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (يأيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلوة إن الله مع الصبرين)
لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر , شرع فى بيان الصبر والإرشاد والإستعانه
بالصبر والصلاة , فإن العبد إما أن يكون فى نعمة فيشكر , أو فى نقمة فيصبر
عليها كما جاء فى الحديث (عجبا للمؤمن لا يقضى الله له قضاء إلا كان خيرا
له : إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له , وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له)
وبين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة , كما
تقدم من قوله (واستعينوا بالصبر والصلوة وإنها لكبيرة إلا على الخشعين)
وفى الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا حزبه أمر صلى ,
والصبر صبران إما الصبر على ترك المحارم والمآثم و على فعل الطاعات والقربات
وأما الصبر الثانى أكثر ثوابا لأنه المقصود والصبر على المصائب والنوائب فذاك
أيضا واجب كالإستغفار من المعايب ,
وكما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الصبر فى بابين : الصبر لله بما أحب ولو
ثقل على الأنفس والأبدان , والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء , فمن
كان هكذا فهو من الصابرين , الذين يسلَم عليهم إن شاء الله , ويشهد لهذا
قوله تعالى (إنما يُوفى الذين صبروا أجرهم بغير حساب )
وقال سعيد بن جبير : الصبر إعتراف العبد لله بما أصاب منه وإحتسابه عند الله
رجاء ثوابه وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يُرى منه إلا الصبر ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قول الله تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموت بل أحياء ولكن لا تشعرون)
يخبر تعالى أن الشهداء فى برزخهم أحياء يُرزقون , كما جاء فى صحيح مسلم :
إن أرواح الشهداء فى حواصل طيور خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت ثم
تأوى إلى قناديل معلقة تحت العرش , فاطَلع عليهم ربك إطَلاعه ,فقال ماذا تبغون؟
فقالوا ياربنا وأى شىء نبغى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ ثم عاد عليهم
بمثل هذا , فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا , قالوا نريد أن تردنا إلى الدار
الدنيا فنقاتل فى سبيلك حتى نُقتل فيك مرة أخرى , لما يرون من ثواب الشهادة
فيقول الرب جل جلاله : " إنى كتبت إنهم إليها لا يرجعون "
وفى الحديث الذى رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعى عن عبد الرحمن عن كعب بن مالك عن أبيه
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال "نسمة المؤمن طائر تعلق فى شجر
الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه "
ففيه دلالة لعموم المؤمنين وإن كان الشهداء قد خصصوا بالذكر فى القرأن
تشريفا لهم وتعظيما وتكريما ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قول الله تعالى (ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأمول
والأنفس والثمرت وبشر الصبرين)
أخبرنا تعالى أنه يبتلى عباده أى يختبرهم ويمتحنهم فتارة بالسراء وتارة بالضراء
من خوف وجوع , كما قال تعالى (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) فإن الجائع
والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ولهذا قال لباس الجوع والخوف ,
وقال ها هنا (بشىء من الخوف والجوع) أى بقليل من ذلك ,
(ونقص من الأمول) أى ذهاب بعضها , (والأنفس) كموت الأصحاب والأقارب
والأحباب , (والثمرات) أى لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها ,
قال السلف : فكان بعض النخيل لا تثمر غير واحدة , وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله تعالى به عباده فمن صبر أثابه خيرا , ومن قنط أحل به عقابه , ولهذا قال
تعالى (وبشر الصبرين) .
وقد حكى بعض المفسرين أن المراد من الخوف هاهنا خوف الله , وبالجوع صيام
رمضان , وبنقص الأموال الزكاة , والأنفس الأمراض , والثمرات الأولاد ,
وفى هذا نظر والله تعالى أعلى وأعلم...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
02-07-2012, 02:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه رجعون *
أولئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون *
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه
أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)

السماح
02-07-2012, 03:21 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه رجعون)
بين تعالى من الصابرون الذين شكرهم , فقال الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا إليه رجعون , أى تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم , وعلموا أنهم
ملك لله يتصرف فى عبيده بما يشاء وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال
ذرة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك , بإعترافهم بأنهم عبيده ,
وأنهم إليه راجعون فى الدار الأخرة ...
وفى صحيح مسلم أن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلف لى خيرا منها , إلا آجره الله فى مصيبته , وأخلف له خيرا منها", قالت : فلما توفى أبا سلمة قلت كما أمرنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخلف الله لى خيرا منه , رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (أولئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
ولصبرهم هذا وعلى كل ما فعلوا يخبرهم الله تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال تعالى (أولئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة)
أى ثناء من الله تعالى عليهم , وقال سعيد بن جبير : أى أمنة من العذاب ,
(وأولئك هم المهتدون) قال أمير المؤمنين عم بن الخطاب " نعم العدلان ونعمت العلاوة " قوله تعالى
(أولئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
فهذه العلاوة وهى ما توضع بين العدلين ,
وهى زيادة فى الحمل , فكذلك أُعطوا ثوابهم وزيدوا أيضا ...
فأجرهم عند الله تعالى على صبرهم على المصائب واحتساب الأجر عند الله تعالى ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)
قال الإمام أحمد حدثنا سليمان عن عروة عن عائشة قال : قلت أرأيت قول الله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما)
قلت فوالله ما على أحد جناح أن لا يتطوف بهما , فقالت عائشة : بئسما قلت يا ابن أختى , إنها لو كانت
على ما أولتها عليه كانت : " فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما "
ولكنها إنما أنزلت لأن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلَون
لمناة الطاغية , التى كانوا يعبدونها عند المشلل , وكان من أهل
لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة , فسألوا عن ذلك
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنزل الله تعالى
( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه
أن يطوف بهما) قالت عائشة :
ثم قد سن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الطواف بهما , فليس لأحد
أن يدع الطواف بهما , أخرجاه فى الصحيحين
فعن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة أن امرأة أخبرتها أنها
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين الصفا والمروة
يقول " كُتب عليكم السعى فاسعوا " أى أن السعى ركن مهم جدا
من أركان الحج والعمرة ...
وقوله تعالى (فمن تطوع خيرا) وقد قال النبى (صلى الله عليه وسلم)
(لتأخذوا عنى مناسككم) فكل ما فعله فى حجته تلك واجب
لابد من فعله فى الحج , إلا ما خرج بدليل والله تعالى أعلى وأعلم
فقد بين الله تعالى أن السعى بين الصفا والمروة من شعائر الله أى
مما شرع الله تعالى لإبراهيم (عليه السلام) فى مناسك الحج
وقد تقدم فى حديث عن ابن عباس : أن أصل ذلك مأخوذ من طواف
هاجر وتردادها بين الصفا والمروة فى طلب الماء لولدها
لمَا نفد ماءؤهما وزادهما حين تركهما سيدنا إبراهيم (عليه السلام)
هنالك وليس عندهما أحد من الناس , فلما خافت على ولدها
الضيعة , قامت تطلب الغوث من الله عز وجل , فلم تظل تتردد
فى هذه البقعة المشرَفة بين الصفا والمروة متذلله خائفة وجله
مضطرة فقيرة إلى الله , حتى كشف الله تعالى كربتها وآنس وحدتها
وغربتها وفرج كربتها وشدتها , وأنبع لها زمزم التى ماؤها
" طعام طعم وشفاء سقم " فالساعى بينهما يجب عليه أن يستحضر
فقره وذله وحاجنه إلى الله فى هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنوبه ,
وأن يلتجىء إلى الله لتفريج ما هو به من النقائض ,
والعيوب وأن يهديه إلى الصراط المستقيم
(فمن تطوع خيرا) أى من زاد فى طوافه بينهما على قدر الواجب
ثامنه أو تاسعة ونحو ذلك ,
وقيل من تطوع خيرا فى سائر العبادات , والله تعالى أعلى وأعلم...
(فإن الله شاكر عليم) أى يثيب على القليل بالكثير , عليم بقدر الجزاء ,
فلا يبخس أحدا ثوابه , " لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة
يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

ام هند
02-07-2012, 05:28 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1328624888_362.gif

السماح
02-08-2012, 11:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينت والهدى من بعد ما بينه للناس فى الكتب
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب
عليهم وأنا التواب الرحيم * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله
والملئكة والناس أجمعين )

السماح
02-08-2012, 12:32 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينت والهدى من بعد ما بينه للناس فى الكتب أولك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون)
هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الذلالات البينة على المقاصد
الصحيحة , والهدى النافع للقلوب من بعد ما بينه الله تعالى لعباده فقى كتبه ,
التى أنزلها على رسله
قال أبى العالية : نزلت فى أهل الكتاب كتموا صفة سيدنا محمد
(صلى الله عليه وسلم) ثم أخبر تعالى أنهم يلعنهم الله , ويلعنهم كل شىء
على صنيعهم ذلك ,
فعن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
" من سُئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار "
قال ابن أبى حاتم حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد
عن ليث بن ابى سُليم عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن عمرو بن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى جنازة فقال :
" إن الكافر يُضرب ضربه بين عينيه يسمعها كل دابة غير الثقلين فتلعنه كل دابة سمعت صوته , فذلك قوله تعالى (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون )
, يعنى دواب الأرض " ورواه ابن ماجة عن محمد بن الصباح
عن عامر بن محمد به وقال عطاء بن أبى رباح : كل دابة والجن والإنس
, والله أعلى وأعلم..
وقوله تعالى (ويلعنهم اللعنون) أى تلعنهم الملائكة والمؤمنون ,
فإن كاتم العلم يلعنه الله والملائكة والناس أجمعون , واللاعنون أيضا وهم كل فصيح وأعجمى إما بلسان المقال أو الحال أن لو كان له عقل ويوم القيامة والله أعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)
استثنى الله تعالى من هؤلاء من تاب إليه , فقال (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا)
أى رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه
(فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) وفى هذا دلالة على أن الداعية
إلى كفر أو بدعة , إذا تاب إلى الله تاب الله عليه ,
وقد ورد أن الأمم السابقة لم تكن التوبة تقبل من مثل هؤلاء منهم ,
ولكن هذا من شريعة نبى التوبة ونبى الرحمة صلوات الله وسلامه عليه ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325618354_738.gif
وفى قوله تعالى (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملئكة والناس أجمعين)
ثم أخبر الله تعالى عمن كفر به واستمر به الحال إلى مماته
(عليهم لعنة الله والملئكة والناس أجمعين خلدين فيها)
أى فى اللعنة التابعة لهم إلى يوم القيامة ثم المصاحبة لهم فى نار جهنم التى
(لا يخفف عنهم العذاب) فيها , أى لا ينقص عما هم فيه (ولا هم يُنظرون)
أى لا يُغير عنهم ساعة واحدة ولا يفتر بل هو متواصل دائم فنعوذ بالله من ذلك ,
قال أبو العالية وقتاده : إن الكافر يُوقف يوم القيامة فيلعنه الله وتلعنه
الملائكة ثم يلعنه الناس أجمعون , " فصل " لا خلاف فى جواز لعن الكفار ,
وقد كان عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ومن بعده من الأئمة ,
يلعنون الكفرة فى القنوت وغيره فأما الكافر المعيَن فقد ذهب جماعة من
العلماء إلى أنه لا يُلعن لأنا لا ندرى بما يختم الله له ,
واستدل بعضهم بالأية (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملئكة والناس أجمعين)
وقالت طائفة أخرى : بل يجوز لعن الكافر المعيَن , اختاره الفقيه أبو بكر
بن العربى المالكى ولكنه احتج بحديث فيه ضعف , واستدل غيره بقوله عليه السلام , فى قصة الذى كان يؤتى
به سكران فيحدَه فقال : رجل لعنه الله ما أكثر ما يُؤتى به ,
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " فدل على أن من لا يحب الله ورسوله يُلعن , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_695.gif

السماح
02-09-2012, 11:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(خلدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم يُنظرون * وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم *
إن فى خلق السموت والأرض وإختلف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس
وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح
والسحاب المسخر بين السماء والأرض لأيت لقوم يعقلون)

السماح
02-09-2012, 01:01 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قوله تعالى (خلدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون)
" لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَاب" فِيهَا أَيْ لَا يُنْقَص عَمَّا هُمْ فِيهِ
" وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ" أَيْ لَا يُغَيَّر عَنْهُمْ سَاعَة وَاحِدَة وَلَا يَفْتُر بَلْ هُوَ مُتَوَاصِل دَائِم فَنَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ
قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَقَتَادَة إِنَّ الْكَافِر يُوقَف يَوْم الْقِيَامَة فَيَلْعَنهُ اللَّهُ ثُمَّ تَلْعَنهُ الْمَلَائِكَة ثُمَّ يَلْعَنهُ النَّاس أَجْمَعُونَ.
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ تَفَرُّده بِالْإِلَهِيَّةِ وَإِنَّهُ لَا شَرِيك لَهُ وَلَا عَدِيل لَهُ بَلْ هُوَ اللَّه الْوَاحِد الْأَحَد الْفَرْد الصَّمَد الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم .
وَفِي الْحَدِيث عَنْ شَهْر بْن حَوْشَب عَنْ أَسْمَاء بِنْت يَزِيد بْن السَّكَن عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ اِسْم اللَّه الْأَعْظَم فِي هَذَيْنِ الْآيَتَيْنِ " وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " وَ " الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " ثُمَّ ذَكَرَ الدَّلِيلَ عَلَى تَفَرُّده بِالْإِلَهِيَّةِ بِخَلْقِ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهَا وَمَا بَيْن ذَلِكَ مِمَّا ذَرَأَ وَبَرَأَ مِنْ الْمَخْلُوقَات الدَّالَّة عَلَى وَحْدَانِيِّتِهِ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
يَقُول تَعَالَى " إِنَّ فِي خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض" تِلْكَ فِي اِرْتِفَاعهَا وَلَطَافَتهَا وَاتِّسَاعهَا وَكَوَاكِبهَا السَّيَّارَة وَالثَّوَابِت وَدَوَرَان فُلْكهَا - وَهَذِهِ الْأَرْض فِي كَثَافَتهَا وَانْخِفَاضهَا وَجِبَالهَا وَبِحَارهَا وَقِفَارهَا وَوِهَادهَا وَعِمْرَانهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الْمَنَافِع وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار هَذَا يَجِيء ثُمَّ يَذْهَب وَيَخْلُفهُ الْآخَرُ وَيَعْقُبُهُ لَا يَتَأَخَّر عَنْهُ لَحْظَة
كَمَا قَالَ تَعَالَى " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار وَكُلٌّ فِي فَلَك يَسْبَحُونَ " وَتَارَة يَطُول هَذَا وَيَقْصُر هَذَا وَتَارَة يَأْخُذ هَذَا مِنْ هَذَا ثُمَّ يَتَعَاوَضَانِ
كَمَا قَالَ تَعَالَى " يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَار وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْل" أَيْ يَزِيد مِنْ هَذَا فِي هَذَا وَمِنْ هَذَا فِي هَذَا
" وَالْفُلْك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْر بِمَا يَنْفَع النَّاس " أَيْ فِي تَسْخِير الْبَحْر بِحَمْلِ السُّفُن مِنْ جَانِب إِلَى جَانِب لِمَعَايِش النَّاس وَالِانْتِفَاع بِمَا عِنْد أَهْلِ ذَلِكَ الْإِقْلِيم وَنُقِلَ هَذَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَا عِنْد أُولَئِكَ إِلَى هَؤُلَاءِ
وقوله تعالى " وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاء مِنْ مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْض بَعْد مَوْتهَا " كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَآيَةٌ لَهُمْ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ " - إِلَى قَوْله -
" وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ " " وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلّ دَابَّة " أَيْ عَلَى اِخْتِلَاف أَشْكَالهَا وَأَلْوَانهَا وَمَنَافِعهَا وَصِغَرهَا وَكِبَرهَا وَهُوَ يَعْلَم ذَلِكَ كُلّه وَيَرْزُقهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ ذَلِكَ
وقوله تعالى " وَتَصْرِيف الرِّيَاح" أَيْ فَتَارَة تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَارَة تَأْتِي بِالْعَذَابِ وَتَارَة تَأْتِي مُبَشِّرَة بَيْن يَدَيْ السَّحَاب وَتَارَة تَسُوقهُ وَتَارَة تَجْمَعهُ وَتَارَة تُفَرِّقهُ وَتَارَة تُصَرِّفهُ ثُمَّ تَارَة تَأَتَّى مِنْ الْجَنُوب وَهِيَ الشَّامِيَّة وَتَارَة تَأْتِي مِنْ نَاحِيَة الْيَمَن وَتَارَة صَبَا وَهِيَ الشَّرْقِيَّة الَّتِي تَصْدِم وَجْه الْكَعْبَة وَتَارَة دَبُورًا وَهِيَ غَرْبِيَّة تَنْفُذ مِنْ نَاحِيَة دُبُر الْكَعْبَة .
" وَالسَّحَاب الْمُسَخَّر بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض " أَيْ سَائِر بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض مُسَخَّر إِلَى مَا يَشَاء اللَّه مِنْ الْأَرَاضِي وَالْأَمَاكِن كَمَا يُصَرِّفهُ تَعَالَى
" لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " أَيْ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاء دَلَالَات بَيِّنَة عَلَى وَحْدَانِيَّة اللَّه تَعَالَى
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن مَرْدَوَيْهِ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَتَتْ قُرَيْش مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا مُحَمَّد إِنَّا نُرِيد أَنْ تَدْعُو رَبّك أَنْ يَجْعَل لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا فَنَشْتَرِي بِهِ الْخَيْل وَالسِّلَاح فَنُؤْمِن بِك وَنُقَاتِل مَعَك قَالَ " أَوْثِقُوا لِي لَئِنْ دَعَوْت رَبِّي فَجَعَلَ لَكُمْ الصَّفَا ذَهَبًا لَتُؤْمِنُنَّ بِي " فَأَوْثَقُوا لَهُ فَدَعَا رَبّه فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ إِنَّ رَبّك قَدْ أَعْطَاهُمْ الصَّفَا ذَهَبًا عَلَى أَنَّهُمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِك عَذَّبَهُمْ عَذَابًا لَمْ يُعَذِّبهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ قَالَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَبّ لَا بَلْ دَعْنِي وَقَوْمِي فَلَأَدْعُهُمْ يَوْمًا بِيَوْمٍ " فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة " إِنَّ فِي خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار وَالْفُلْك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْر بِمَا يَنْفَع النَّاس "
وعَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ عَطَاء قَالَ : نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ " وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " فَقَالَ كُفَّار قُرَيْش بِمَكَّة كَيْف يَسَع النَّاسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ " إِلَى قَوْله " لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "
فَبِهَذَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَأَنَّهُ إِلَه كُلّ شَيْء وَخَالِق كُلّ شَيْء
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
02-10-2012, 01:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين
ءامنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله
جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين إتبعوا
ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين إتبعوا لو أن لنا
كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعملهم حسرت عليهم
وما هم بخرجين من النار )

السماح
02-10-2012, 01:59 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب )
يذكر تعالى حال المشركين به فى الدنيا وما لهم فى الأخرة حيث جعلوا له أندادا أى أمثالا
ونظراء يعبدونهم معه , ويحبونهم كحبه هو , لا إله إلا هو , ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه ,
وفى الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : قلت يا رسول الله أى الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك "
وقوله تعالى (والذين ءامنوا أشد حبا لله) ولحبهم لله وتمام معرفتهم به وتوقيرهم له وتوحيدهم له لا يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده , ويتوكلون عليه ويلجأون إليه فى جميع أمورهم
ثم توعّد تعالى المشركين به الظالمين لأنفسهم فقال تعالى (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا) قال بعضهم تقدير الكلام لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة لله جميعا أى أن الحكم له وحده لا شريك له , وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه
(وأن الله شديد العذاب) يقول لو يعلمون ما يعاينوه هنالك وما يحل بهم من الأمر الفظيع
المنكر الهائل على شركهم وكفرهم لأنتهوا عما هم فيه من الضلال ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى (إذ تبرأ الذين اُتبعوا من الذين إتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب)
ثم اخبر تعالى عن كفرهم بأوثانهم , وتبرى المتبوعين من التابعين , تبرأت منهم الملائكة الذين كانوا يزعمون أنهم يعبدونهم فى الدار الدنيا , فتقول الملائكة " تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون " , والجن أيضا يتبرأون منهم ويتنصلون من عبادتهم ,
واتخذوا من دون الله ألهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونوا لهم ضدا ,
كما قال تعالى ( وقال الشيطن لما قُضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطن إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمونى من قبل إن الظلمين لهم عذاب أليم)
وقوله تعالى (ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب) أى عاينوا عذاب الله وتقطعت بهم الحيل , وأسباب الخلاص ولم يجدوا عن النار معدلا ولا مصرفا ,
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وفى قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )
وَقَوْله " وَقَالَ الَّذِينَ اِتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة فَنَتَبَرَّأ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا " أَيْ لَوْ أَنَّ لَنَا عَوْدَة إِلَى الدَّار الدُّنْيَا حَتَّى نَتَبَرَّأ مِنْ هَؤُلَاءِ وَمِنْ عِبَادَتهمْ فَلَا نَلْتَفِت إِلَيْهِمْ بَلْ نُوَحِّد اللَّه وَحْده بِالْعِبَادَةِ : وَهُمْ كَاذِبُونَ فِي هَذَا بَلْ لَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ كَمَا أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُمْ بِذَلِكَ وَلِهَذَا قَالَ
" كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَات عَلَيْهِمْ " أَيْ تَذْهَب وَتَضْمَحِلّ كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَنْثُورًا " وَقَالَ تَعَالَى " مَثَل الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اِشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْم عَاصِف" .
كما قَالَ تَعَالَى " وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً " وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى"وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّار "
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

ام هند
02-10-2012, 05:06 PM
بارك الله فيك ما شاء الله متقدمة جدا

السماح
02-11-2012, 12:40 AM
أشكرك غاليتى على مرورك الدااااااائم والمتابعة العطرة منك
لكى خالص ودى وتقديرى

بنت النورر
02-11-2012, 02:12 AM
ماشاءالله عليكي الله يسهلك حفظها يااااااااااارب

السماح
02-11-2012, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الحيم
(يأيها الناس كلوا مما فى الأرض حللا طيبا ولا تتبعوا خطوت الشيطن إنه لكم عدو مبين * إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون *
وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا
أولوا كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون )

السماح
02-11-2012, 01:45 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (يأيها الناس كلوا مما فى الأرض حللا طيبا ولا تتبعوا خطوت الشيطن إنه لكم عدو مبين)
لما بين تعالى أنه لا إله إلا هو وأنه المستقل بالخلق , شرع أن يبين أنه الرزاق لجميع خلقه
فذكر فى مقام الإمتنان أنه أباح لهم أن يأكلوا مما فى الأرض فى حال كونه حلالا من الله طيبا أى مستطابا فى نفسه غير ضار للأبدان ولا للعقول ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان وهى طرائقه ومسالكه فيما أضر أتباعه فيه من تحريم البحائر والسوائب والوصائل ونحوها مما كان زينة لهم فى جاهليتهم , كما فى حديث عياض بن حمار الذى فى صحيح مسلم , عن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أنه قال " يقول الله تعالى إن كل مال منحته عبادى فهو لهم حلال - وفيه - وإنى خلقت عبادى حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرّمت عليهم ما أحللت لهم "
وعن ابن عباس قال : تليت هذه الآية عند النبى (صلى الله عليه وسلم ) "يأيها الناس كلوا مما فى الأرض حللا طيبا " فقام سعد بن أبى وقاص فقال : يا رسول الله أدع الله لى أن يجعلنى مستجاب الدعوة , فقال :" يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذى نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام فى جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به "
وقوله تعالى (إنه لكم عدو مبين) تنفير عنه وتحذير منه
كما قال تعالى
(إن الشيطن لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونا من أصحب السعير)
وقال قتادة والسدى فى قول الله تعالى (ولا تتبعوا خطوت الشيطن) أى أن كل معصية لله فهى من خطوات الشيطان , وقال عكرمة : هى نزغات الشيطان , وقال مجاهد : خطاياه , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون)
أى يأمركم عدوكم الشيطان بالأفعال السيئة وأغلظ منها الفاحشة كالزنا ونحوه ,
وأغلظ من ذلك وهو القول على الله بلا علم فيدخل فى هذا كل كافر وكل مبتدع أيضا ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)
يقول تعالى : وإذا قيل لهؤلاء الكفرة من المشركين اتبعوا ما أنزل الله على رسوله واتركوا ما أنتم عليه من الضلال والجهل , قالوا فى جواب ذلك بل نتبع ما ألفينا أى ما وجدنا عليه
آباءنا أى من عبادة الأصنام والأنداد ..
قال تعالى منكرا عليهم (أولو كان ءاباءهم ) أى الذين يقتدون بهم ويقتفون أثرهم
(لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) أى ليس لهم فهم ولا هداية ..
وروى ابن اسحاق عن محمد بن أبى محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس :
أنها نزلت فى طائفة من اليهود دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الإسلم فقالوا : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا , فأنزل الله تعالى هذه الآية ..
ثم ضرب لهم تعالى مثلا كما قال تعالى (للذين لا يؤمنون بالأخرة مثل السوء)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324667094_695.gif

فوضت امري لله
02-11-2012, 11:28 PM
نفع الله بغلمك وجعله خالصاا لوجهه الكريم---

آية
02-11-2012, 11:40 PM
ما شاء الله.. ربي يعينك و يعيننا على الحفظ و يثبته في قلوبنا و يجعله نورا لأفئدتنا و أبصارنا

السماح
02-12-2012, 12:44 AM
أشكركم (فوضت أمرى لله) و (آية)
غاليات على قلبى
مرور طيب منكم

السماح
02-12-2012, 01:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء و نداء صم بكم
عمى فهم لا يعقلون * يأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبت ما رزقنكم
وأشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم
الخنزير وما أهل به لغير الله فمن أضطر غير باغ ولا عاد
فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )

السماح
02-12-2012, 02:37 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء
صم بكم عمى فهم لا يغقلون)
قال تعالى : ومثل الذين كفروا أى فيما هم فيه من الغى والضلال والجهل كالدواب السارحة
التى لا تفقه ما يُقال لها بل إذا نعق بها راعيها أى دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه بل إنما تسمع صوته فقط : هكذا روى عن ابن عباس وأبى العالية ومجاهد وعكرمة وغيرهم كثير نحو هذا ...
وقيل إنما هذا مثل ضُرب لهم فى دعائهم الأصنام التى لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئا اختاره ابن جرير والأول أولى , لأن الأصنام لا تسمع شيئا ولا تعقله ولا تبصره ولا بطش لها ولا حياة فيها , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (صم بكم عمى ) أى صم عن سماع الحق بكم لا يتفوهون به عمى عن رؤية طريقه ومسلكه , (فهم لا يعقلون) أى لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه , كما قال تعالى (والذين كذبوا بأيتنا صم و بكم فى الظلمت من يشأ اللله يُضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم )
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبت ما رزقنكم وأشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بالأكل من طيبات ما رزقهم الله تعالى , وأن يشكروه تعالى على ذلك إن كانوا عبيده ,
والأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة , كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة ,
كما جاء فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد : عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال : قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال " (يأيها الرسل كلوا من الطيبت واعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم)
وقال (يأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبت ما رزقنكم ) ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذى بالحرام فأنى يُستجاب لذلك ؟ ورواه مسلم فى صحيحه والترمذى , من حديث فضيل بن مرزوق ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_571.gif
وفى قوله تعالى (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن أضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)
ولما امتن تعالى عليهم برزقه وأرشدهم إلى الأكل من طيبه وذكر أنه لم يحرم عليهم من ذلك إلا الميتة , وهى التى تموت حتف أنفها من غير تذكية وسواء كانت منخنقة وموقوذة أو متردية أو نطيحه أو عدا عليها السبع , وقد خصص الجمهور من ذلك ميتة البحر , لقوله تعالى (أُحل لكم صيد البحر وطعامه ) على ما سيأتى إن شاء الله , وحديث العنبر فى الصحيح وفى المسند والموطأ والسنن قوله عليه الصلاة والسلام فى البحر " هو الطهور ماؤه الحل ميته "
وأختلف فيها الكثير من المفسرين , والله تعالى أعلى وأعلم...
وكذلك حرم عليهم لحم الخنزير سواء ذكى أو مات , حتف أنفه ويدخل شحمه فى حكم لحمه إما
تغليبا أو أن اللحم يشمل ذلك أو بطريق القياس على رأى ..
وكذلك حرم عليهم ما أُهل به لغير الله وهو : ما ذُبح على غير اسمه تعالى من الأنصاب والأنداد والأزلام ونحو ذلك مما كانت الجاهلية ينحرون له...
ثم أباح تعالى تناول ذلك عند الضرورة والإحتياج إليها عند فقد غيرها من الأطعمة فقال (فمن أضطر غير باغ ولا عاد) أى فى غير بغى ولا عدوان وهو مجاورة الحد , فلا إثم عليه أى فى أكل ذلك (إن الله غفور رحيم) وقال مجاهد : فمن أضطر غير باغ ولا عاد قاطعا للسبيل أو مفارقا للأئمة أو خارجا باغيا أو عاديا أو فى معصية الله فلا رخصة له وإن أضطر إليه ,
وقال السدى (غير باغ) أى يبتغى فيه شهوته
وقال سعيد بن جبير : غفور لما أكل من الحرام , رحيم إذ أحل له الحرام فى الإضطرار ,
وقال وكيع أخبرنا الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق قال :
من أضطر فلم يأكل ولم يشرب ثم مات دخل النار , وهذا يقتضى أن أكل الميتة للمضطر عزيمة لا رخصة , قال أبو الجسن الطبرى : المعروف بإلكيا الهراسى رفيق الغزالى فى الإشتغال , وهذا هو الصحيح عندنا كالإفطار للمريض ونحو ذلك , والله أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
02-13-2012, 11:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك
ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما
أصبرهم على النار * ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين
اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد)

السماح
02-13-2012, 12:15 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)
يقول الله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب)
يعنى اليهود الذين كتموا صفة محمد (صلى الله عليه وسلم) فى كتبهم التى بايديهم مما تشهد له بالرسالة والنبوة , فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم آباءهم فخشوا لعنهم الله إن أظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم فكتموا ذلك على ابقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك وهو نزر يسير فباعوا أنفسهم بذلك
واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول والإيمان بما جاء عن الله ,
بذلك النزر اليسير فخابوا وخسروا فى الدنيا والأخرة , أما فى الدنيا فإن الله أظهر لعباده صدق رسوله بما نصبه وجعله معه من الآيات الظاهرات والدلائل القاطعات , فصدقه الذين كانوا يخافون أن يتبعوه , وصاروا عونا لهم على قتالهم وباءوا بغضب على غضب وذمهم الله فى كتابه فى غير موضع , فمن ذلك هذه الأية الكريمة , (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا)
وهو عرض الحياة الدنيا وأولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار , أى إنما يأكلون ما يأكلونه فى
مقابلة كتمان الحق نارا تأجج فى بطونهم يوم القيامة
وفى الحديث الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الذى يأكل أو يشرب فى آنية الذهب والفضة إنما يجرجر فى بطنه نار جهنم "
وقوله تعالى (ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)
وذلك لأنه تعالى غضبان عليهم لأنهم كتموا وقد علموا فاستحقوا الغضب , فلا ينظر إليهم (ولا يزكيهم) أى يثنى عليهم ويمدحهم بل يعذبهم عذابا أليما
وقد ذكر ابن أبى حاتم وابن مردوية هاهنا حديث الأعمش عن أبى حازم عن أبى هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ , شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار)
قال تعالى مخبرا عنهم (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) أى اعتاضوا عن الهدى وهو نشر ما فى كتبهم من صفة الرسول وذكر مبعثه والبشارة به من كتب الأنبياء واتباعه وتصديقه واستبدلوا عن ذلك , واعتاضوا عنه الضلالة وهو تكذيبه والكفر به وكتمان صفاته فى كتبهم (والعذاب بالمغفرة) أى اعتاضوا عن المغفرة بالعذاب , وهو ما تعاطوه من أسبابه المذكورة : وقوله تعالى (فما أصبرهم على النار) يخبر تعالى أنهم فى عذاب شديد عظيم هائل يتعجب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك مع شدة ما هم فيه من العذاب والنكال والأغلال عياذا بالله من ذلك , وقيل معنى قوله (فما أصبرهم على النار) أى فما أدومهم لعمل المعاصى التى تفضى بهم إلى النار ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد)
قوله تعالى ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق أى إنما استحقوا هذا العذاب الشديد لأن الله تعالى أنزل على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى الأنبياء قبله كتبه بتحقيق الحق وإبطال الباطل , وهؤلاء اتخذوا آيات الله هزوا فكتابهم يأمرهم بإظهار العلم ونشره , فخالفوه وكذبوه وهذا الرسول الخاتم يدعوهم إلى الله تعالى ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر , وهم يكذبونه ويخالفونه و يجحدونه , ويكتمون صفته فاستهزءوا بآيات الله المنزلة على رسله فلهذا استحقوا العذاب والنكال ولهذا قال تعالى (ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325451158_344.gif

السماح
02-14-2012, 11:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملئكة والكتب والنبين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتمى والمسكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلوة وءاتى الزكوة والموفون بعهدهم إذا عهدوا والصبرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون * يأيها الذين ءامنوا
كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف
وأداء إليه بإحسن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم * ولكم فى القصاص حيوة يأولى الألباب لعلكم تتقون)

السماح
02-14-2012, 12:45 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملئكة والكتب والنبين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتمى والمسكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلوة وءاتى الزكوة والموفون بعهدهم إذا عهدوا والصبرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )
اِشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة عَلَى جُمَلٍ عَظِيمَةٍ وَقَوَاعِدَ عَمِيمَةٍ وَعَقِيدَةٍ مُسْتَقِيمَةٍ
فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى لَمَّا أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوَّلًا بِالتَّوَجُّهِ إِلَى بَيْت الْمَقْدِس ثُمَّ حَوَّلَهُمْ إِلَى الْكَعْبَة شَقَّ ذَلِكَ عَلَى نُفُوس طَائِفَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَبَعْض الْمُسْلِمِينَ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى بَيَان حِكْمَته فِي ذَلِكَ وَهُوَ أَنَّ الْمُرَاد إِنَّمَا هُوَ طَاعَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَامْتِثَال أَوَامِره وَالتَّوَجُّه حَيْثُمَا وَجَّهَ وَاتِّبَاع مَا شَرَعَ فَهَذَا هُوَ الْبِرّ وَالتَّقْوَى وَالْإِيمَان الْكَامِل وَلَيْسَ فِي لُزُوم التَّوَجُّه إِلَى جِهَة مِنْ الْمَشْرِق أَوْ الْمَغْرِب بِرّ وَلَا طَاعَة إِنْ لَمْ يَكُنْ عَنْ أَمْر اللَّه وَشَرْعه وَلِهَذَا قَالَ " لَيْسَ الْبِرّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهكُمْ قِبَل الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب وَلَكِنَّ الْبِرّ مَنْ ءامن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر "
وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة لَيْسَ الْبِرّ أَنْ تُصَلُّوا وَلَا تَعْمَلُوا فَهَذَا حِين تَحَوَّلَ مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَنَزَلَتْ الْفَرَائِض وَالْحُدُود فَأَمَرَ اللَّه بِالْفَرَائِضِ وَالْعَمَل بِهَا وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة : كَانَتْ الْيَهُود تُقْبَل قِبَل الْمَغْرِب وَكَانَتْ النَّصَارَى تُقْبَل قِبَل الْمَشْرِق
فَقَالَ اللَّه تَعَالَى " لَيْسَ الْبِرّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهكُمْ قِبَل الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب " يَقُول هَذَا كَلَام الْإِيمَان وَحَقِيقَته الْعَمَل وَرُوِيَ عَنْ الْحَسَن وَالرَّبِيع بْن أَنَس مِثْله .
وَقَالَ مُجَاهِد : وَلَكِنَّ الْبِرّ مَا ثَبَتَ فِي الْقُلُوب مِنْ طَاعَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ الضَّحَّاك : وَلَكِنَّ الْبِرّ وَالتَّقْوَى أَنْ تُؤَدُّوا الْفَرَائِض عَلَى وُجُوههَا وَقَالَ الثَّوْرِيّ : " وَلَكِنَّ الْبِرّ مَنْ ءامن بِاَللَّهِ" قَالَ هَذِهِ أَنْوَاع الْبِرّ كُلّهَا وَصَدَقَ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّ مَنْ اِتَّصَفَ بِهَذِهِ الْآيَة فَقَدْ دَخَلَ فِي عُرَى الْإِسْلَام كُلّهَا وَأَخَذَ بِمَجَامِع الْخَيْر كُلّه وَهُوَ الْإِيمَان بِاَللَّهِ وَأَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَصَدَّقَ بِوُجُودِ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ هُمْ سَفَرَة بَيْن اللَّه وَرُسُله " وَالْكِتب " وَهُوَ اِسْم جِنْس يَشْمَل الْكُتُب الْمُنَزَّلَة مِنْ السَّمَاء عَلَى الْأَنْبِيَاء حَتَّى خُتِمَتْ بِأَشْرَفِهَا وَهُوَ الْقُرْآن الْمُهَيْمِن عَلَى مَا قَبْله مِنْ الْكُتُب الَّذِي اِنْتَهَى إِلَيْهِ كُلّ خَيْر وَاشْتَمَلَ عَلَى كُلّ سَعَادَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَنُسِخَ بِهِ كُلّ مَا سِوَاهُ مِنْ الْكُتُب قَبْله وَآمَنَ بِأَنْبِيَاءِ اللَّه كُلّهمْ مِنْ أَوَّلهمْ إِلَى خَاتَمهمْ مُحَمَّد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَقَوْله " وَءاتى الْمَال عَلَى حُبّه " أَيْ أَخْرَجَهُ وَهُوَ مُحِبّ لَهُ رَاغِب فِيهِ عَلَى ذَلِكَ اِبْن مَسْعُود وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَغَيْرهمَا مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " أَفْضَل الصَّدَقَة أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمَلُ الْغِنَى وَتَخْشَى الْفَقْرَ "
وَقَالَ تَعَالَى " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شَكُورًا "
وَقَالَ تَعَالَى " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " وَقَوْله " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " نَمَطٌ آخَرُ أَرْفَعُ مِنْ هَذَا وَهُوَ أَنَّهُمْ آثَرَوْا بِمَا هُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَيْهِ وَهَؤُلَاءِ أَعْطَوْا وَأَطْعَمُوا مَا هُمْ مُحِبُّونَ لَهُ وَقَوْله" ذَوِي الْقُرْبَى " وَهُمْ قَرَابَات الرَّجُل وَهُمْ أَوْلَى مَنْ أَعْطَى مِنْ الصَّدَقَة " وَالْمَسَاكِين " وَهُمْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يَكْفِيهِمْ فِي قُوتهمْ وَكِسْوَتهمْ وَسُكْنَاهُمْ فَيُعْطَوْنَ مَا تُسَدُّ بِهِ حَاجَتُهُمْ وَخَلَّتهمْ" وَابْن السَّبِيل " وَهُوَ الْمُسَافِر الْمُجْتَاز الَّذِي قَدْ فَرَغَتْ نَفَقَتُهُ فَيُعْطَى مَا يُوَصِّلُهُ إِلَى بَلَدِهِ وَكَذَا الَّذِي يُرِيد سَفَرًا فِي طَاعَة فَيُعْطَى مَا يَكْفِيه فِي ذَهَابه وَإِيَابه وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الضَّيْف كَمَا قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : اِبْن السَّبِيل هُوَ الضَّيْفُ الَّذِي يَنْزِل بِالْمُسْلِمِينَ وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد " وَالسَّائِلِينَ " وَهُمْ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلطَّلَبِ فَيُعْطَوْنَ مِنْ الزَّكَوَات وَالصَّدَقَات" وَفِي الرِّقَاب" وَهُمْ الْمُكَاتَبُونَ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُؤَدُّونَهُ فِي كِتَابَتهمْالشَّعْبِيّ وَقَوْله "وَأَقَامَ الصَّلَوة " أَيْ وَأَتَمَّ أَفْعَال الصَّلَاة فِي أَوْقَاتهَا بِرُكُوعِهَا وَسُجُودهَا وَطُمَأْنِينَتهَا وَخُشُوعهَا عَلَى الْوَجْهِ الشَّرْعِيِّ الْمَرْضِيِّ وَقَوْله " وءاتى الزَّكوة " يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِهِ زَكَاة النَّفْس وَتَخْلِيصهَا مِنْ الْأَخْلَاق الدَّنِيئَة الرَّذِيلَة كَقَوْلِهِ " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد زَكَاة الْمَال كَمَا قَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَيَكُون الْمَذْكُور مِنْ إِعْطَاء هَذِهِ الْجِهَات وَالْأَصْنَاف الْمَذْكُورِينَ إِنَّمَا هُوَ التَّطَوُّع وَالْبِرّ وَالصِّلَة وَلِهَذَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيث عَنْ فَاطِمَة بِنْت قَيْس " أَنَّ فِي الْمَال حَقًّا سِوَى الزَّكَاة" وَاَللَّه أَعْلَم
وَقَوْله " وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَهدوا " كَقَوْلِهِ " الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّه وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاق " وَعَكْس هَذِهِ الصِّفَة النِّفَاق كَمَا صَحَّ الْحَدِيث " آيَةُ الْمُنَافِق ثَلَاث إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ "
وَقَوْله " وَالصَبرين فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِين الْبَأْس" أَيْ فِي حَال الْفَقْر وَهُوَ الْبَأْسَاء وَفِي حَال الْمَرَض وَالْأَسْقَام وَهُوَ الضَّرَّاء " وَحِين الْبَأْس " أَيْ فِي حَال الْقِتَال وَالْتِقَاء الْأَعْدَاء
وَقَوْله " أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا " أَيْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اِتَّصَفُوا بِهَذِهِ الصِّفَات هُمْ الَّذِينَ صَدَقُوا فِي إِيمَانهمْ لِأَنَّهُمْ حَقَّقُوا الْإِيمَان الْقَلْبِيّ بِالْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَال فَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ صَدَقُوا " وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" لِأَنَّهُمْ اِتَّقُوا الْمَحَارِم وَفَعَلُوا الطَّاعَات .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم )
يَقُول تَعَالَى كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْعَدْل فِي الْقِصَاص أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ حُرّكُمْ بِحُرِّكُمْ وَعَبْدكُمْ بِعَبْدِكُمْ وَأُنْثَاكُمْ بِأُنْثَاكُمْ وَلَا تَتَجَاوَزُوا وَتَعْتَدُوا كَمَا اِعْتَدَى مَنْ قَبْلكُمْ وَغَيَّرُوا حُكْم اللَّه فِيهِمْ وَسَبَب ذَلِكَ قُرَيْظَة وَالنَّضِير كَانَتْ بَنُو النَّضِير قَدْ غَزَتْ قُرَيْظَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَقَهَرُوهُمْ فَكَانَ إِذَا قَتَلَ النَّضْرِيّ الْقُرَظِيّ لَا يُقْتَل بِهِ بَلْ يُفَادَى بِمِائَةِ وَسْق مِنْ التَّمْر وَإِذَا قَتَلَ الْقُرَظِيّ النَّضْرِيّ قُتِلَ وَإِنْ فَادُوهُ فَدَوْهُ بِمِائَتَيْ وَسْق مِنْ التَّمْر ضِعْف دِيَة الْقُرَظِيّ فَأَمَرَ اللَّه بِالْعَدْلِ فِي الْقِصَاص وَلَا يُتَّبَع سَبِيل الْمُفْسِدِينَ الْمُحَرِّفِينَ الْمُخَالِفِينَ لِأَحْكَامِ اللَّه فِيهِمْ كُفْرًا وَبَغْيًا
فَقَالَ تَعَالَى " كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاص فِي الْقَتْلَى الْحُرّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى " وَذُكِرَ فِي سَبَب نُزُولهَا مَا رَوَاهُ الْإِمَام أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي حَاتِم عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر فِي قَوْل اللَّه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى " يَعْنِي إِذَا كَانَ عَمْدًا الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَذَلِكَ أَنَّ حَيَّيْنِ مِنْ الْعَرَب اِقْتَتَلُوا فِي الْجَاهِلِيَّة قَبْل الْإِسْلَام بِقَلِيلٍ فَكَانَ بَيْنهمْ قَتْل وَجِرَاحَات حَتَّى قَتَلُوا الْعَبِيد وَالنِّسَاء فَلَمْ يَأْخُذ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض حَتَّى أَسْلَمُوا فَكَانَ أَحَد الْحَيَّيْنِ يَتَطَاوَل عَلَى الْآخَر فِي الْعِدَّة وَالْأَمْوَال فَحَلَفُوا أَنْ لَا يَرْضَوْا حَتَّى يُقْتَل بِالْعَبْدِ مِنَّا الْحُرّ مِنْهُمْ وَالْمَرْأَة مِنَّا الرَّجُل مِنْهُمْ فَنَزَلَ فِيهِمْ " الْحُرّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى " : وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى " وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَقْتُلُونَ الرَّجُل بِالْمَرْأَةِ وَلَكِنْ يَقْتُلُونَ الرَّجُل بِالرَّجُلِ وَالْمَرْأَة بِالْمَرْأَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ" النَّفْس بِالنَّفْسِ وَالْعَيْن بِالْعَيْنِ " فَجَعَلَ الْأَحْرَارَ فِي الْقِصَاص سَوَاء فِيمَا بَيْنهمْ مِنْ الْعَمْد رِجَالهمْ وَنِسَاؤُهُمْ فِي النَّفْس وَفِيمَا دُون النَّفْس وَجَعَلَ الْعَبِيد مُسْتَوِينَ فِيمَا بَيْنهمْ مِنْ الْعَمْد فِي النَّفْس وَفِيمَا دُون النَّفْس رِجَالهمْ وَنِسَاؤُهُمْ وَقَوْله
" فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَن " قَالَ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ" فَالْعَفْوُ أَنْ يَقْبَل الدِّيَة فِي الْعَمْد وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ " يَعْنِي فَمَنْ تُرِكَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء يَعْنِي أَخَذَ الدِّيَة بَعْد اِسْتِحْقَاق الدَّم وَذَلِكَ الْعَفْو " فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ" يَقُول فَعَلَى الطَّالِب اِتِّبَاع بِالْمَعْرُوفِ إِذَا قَبِلَ الدِّيَة" وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَن " يَعْنِي مِنْ الْقَاتِل مِنْ غَيْر ضَرَر وَلَا مَعْك يَعْنِي الْمُدَافَعَة وَرَوَى الْحَاكِم مِنْ حَدِيث سُفْيَان عَنْ عَمْرو عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس وَيُؤَدِّي الْمَطْلُوب بِإِحْسَانٍ الْبَاقُونَ وَقَوْله " ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ" يَقُول تَعَالَى إِنَّمَا شَرَعَ لَكُمْ أَخْذ الدِّيَة فِي الْعَمْد تَخْفِيفًا مِنْ اللَّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَة بِكُمْ مِمَّا كَانَ مَحْتُومًا عَلَى الْأُمَم قَبْلكُمْ مِنْ الْقَتْل أَوْ الْعَفْو عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كُتِبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل الْقِصَاص فِي الْقَتْلَى وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ الْعَفْو فَقَالَ اللَّه لِهَذِهِ الْأُمَّة " كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاص فِي الْقَتْلَى الْحُرّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء " فَالْعَفْو أَنْ يَقْبَل الدِّيَة فِي الْعَمْد ذَلِكَ تَخْفِيف مِمَّا كُتِبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ " فَاتِّبَاع بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَن" وَقَوْله" فَمَنْ اِعْتَدَى بَعْد ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " يَقُول تَعَالَى فَمَنْ قَتَلَ بَعْد أَخْذ الدِّيَة أَوْ قَبُولهَا فَلَهُ عَذَاب مِنْ اللَّه أَلِيم مُوجِع شَدِيد وَقَالَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة عَنْ الْحَسَن عَنْ سَمُرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا أُعَافِي رَجُلًا قَتَلَ بَعْد أَخْذ الدِّيَة " يَعْنِي لَا أَقْبَلَ مِنْهُ الدِّيَة بَلْ أَقْتُلُهُ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (ولكم فى القصاص حيوة يأولى الألباب لعلكم تتقون)
وَقَوْله " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوة " يَقُول تَعَالَى وَفِي شَرْع الْقِصَاص لَكُمْ وَهُوَ قَتْل الْقَاتِل حِكْمَة عَظِيمَة وَهِيَ بَقَاء الْمُهَج وَصَوْنهَا لِأَنَّهُ إِذَا عَلِمَ الْقَاتِل أَنَّهُ يُقْتَل اِنْكَفَّ عَنْ صَنِيعه فَكَانَ فِي ذَلِكَ حَيَاة لِلنُّفُوسِ وَفِي الْكُتُب الْمُتَقَدِّمَة : الْقَتْل أَنْفَى لِلْقَتْلِ فَجَاءَتْ هَذِهِ الْعِبَارَة فِي الْقُرْآن أَفْصَحَ وَأَبْلَغ وَأَوْجَز " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوة " قَالَ أَبُو الْعَالِيَة جَعَلَ اللَّهُ الْقِصَاصَ حَيَاة فَكَمْ مِنْ رَجُل يُرِيد أَنْ يَقْتُل فَتَمْنَعُهُ مَخَافَةُ أَنْ يُقْتَل وقوله تعالى
" يَا أُولِي الْأَلْبَاب لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " يَقُول يَا أُولِي الْعُقُول وَالْأَفْهَام وَالنُّهَى لَعَلَّكُمْ تَنْزَجِرُونَ وَتَتْرُكُونَ مَحَارِم اللَّه وَمَآثِمه وَالتَّقْوَى اِسْم جَامِع لِفِعْلِ الطَّاعَات وَتَرْك الْمُنْكَرَات .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

ام هند
02-15-2012, 03:10 PM
(إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك
ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيمة ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم * أولئك الذين اشتروا الضلــلة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما
أصبرهم على النار * ذلك بأن الله نزل الكتب بالحق وإن الذين
اختلفوا فى الكتب لفى شقاق بعيد)

زادك الله علما ونفعك به

السماح
02-15-2012, 08:43 PM
جزاك الله خيرا غاليتى ,
مجهود منك راااائع بارك الله فيكى حبيبتى

السماح
02-15-2012, 08:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين *
فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم * فمن خاف من موص جنفا أو إثما
فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )

السماح
02-15-2012, 09:45 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين)
اِشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة عَلَى الْأَمْر بِالْوَصِيَّةِ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ وَاجِبًا عَلَى أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ قَبْل نُزُول آيَة الْمَوَارِيث فَلَمَّا نَزَلَتْ آيَة الْفَرَائِض نَسَخَتْ هَذِهِ وَصَارَتْ الْمَوَارِيث الْمُقَدَّرَة فَرِيضَة مِنْ اللَّه يَأْخُذهَا أَهْلُوهَا حَتْمًا مِنْ غَيْرِ وَصِيَّةٍ وَلَا تَحَمُّلٍ مِنْ الْمُوصِي وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي فِي السُّنَن وَغَيْرهَا عَنْ عَمْرِو بْن خَارِجَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُب وَهُوَ يَقُول " إِنَّ اللَّه قَدْ أَعْطَى كُلّ ذِي حَقّ حَقّه فَلَا وَصِيَّة لِوَارِثٍ "
وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " الْوَصِيَّة لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ " قَالَ : كَانَ لَا يَرِث مَعَ الْوَالِدَيْنِ غَيْرهمَا إِلَّا وَصِيَّة لِلْأَقْرَبِينَ فَأَنْزَلَ اللَّه آيَة الْمِيرَاث فَبَيَّنَ مِيرَاث الْوَالِدَيْنِ وَأَقَرَّ وَصِيَّة الْأَقْرَبِينَ فِي ثُلُث مَال الْمَيِّت
وَقَالَ : اِبْن أَبِي حَاتِم : عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " الْوَصِيَّة لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ" نَسَخَتْهَا هَذِهِ الْآيَة " لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا"
وَالْعَجَب مِنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُمَر الرَّازِيّ رَحِمَهُ اللَّه كَيْف حَكَى فِي تَفْسِيره الْكَبِير عَنْ أَبِي مُسْلِم الْأَصْفَهَانِيّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة غَيْر مَنْسُوخَة وَإِنَّمَا هِيَ مُفَسَّرَة بِآيَةِ الْمَوَارِيث وَمَعْنَاهُ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا أَوْصَى اللَّه بِهِ مِنْ تَوْرِيث الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ مِنْ قَوْله " يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلَادكُمْ " قَالَ وَهُوَ قَوْل أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ وَالْمُعْتَبَرِينَ مِنْ الْفُقَهَاء , وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّهَا مَنْسُوخَة فِيمَنْ يَرِث ثَابِتَة فِيمَنْ لَا يَرِث وَهُوَ مَذْهَب اِبْن عَبَّاس وغيره كثيرا والله تعالى أعلى وأعلم ...
قَالَ أَيْضًا سَعِيد بْن جُبَيْر وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَقَتَادَة وغيرهم , وَلَكِنْ عَلَى قَوْل هَؤُلَاءِ لَا يُسَمَّى هَذَا نَسْخًا فِي اِصْطِلَاحنَا الْمُتَأَخِّر لِأَنَّ آيَة الْمَوَارِيث إِنَّمَا رَفَعَتْ حُكْم بَعْض أَفْرَاد مَا دَلَّ عَلَيْهِ عُمُوم آيَة الْوِصَايَة لِأَنَّ الْأَقْرَبِينَ أَعَمّ مِمَّنْ يَرِث وَمَنْ لَا يَرِث فَرَفَعَ حُكْم مَنْ يَرِث بِمَا عَيَّنَ لَهُ وَبَقِيَ الْآخَر عَلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَة الْأُولَى وَهَذَا إِنَّمَا يَأْتِي عَلَى قَوْل بَعْضهمْ أَنَّ الْوِصَايَة فِي اِبْتِدَاء الْإِسْلَام إِنَّمَا كَانَتْ نَدْبًا حَتَّى نُسِخَتْ فَأَمَّا مَنْ يَقُول إِنَّهَا كَانَتْ وَاجِبَة وَهُوَ الظَّاهِر مِنْ سِيَاق الْآيَة فَيَتَعَيَّن أَنْ تَكُون مَنْسُوخَة بِآيَةِ الْمِيرَاث كَمَا قَالَهُ أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ وَالْمُعْتَبَرِينَ مِنْ الْفُقَهَاء فَإِنَّ وُجُوب الْوَصِيَّة لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ الْوَارِثِينَ مَنْسُوخ بِالْإِجْمَاعِ بَلْ مَنْهِيٌّ عَنْهُ لِلْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّم " إِنَّ اللَّه قَدْ أَعْطَى كُلّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ " فَآيَة الْمِيرَاث حُكْم مُسْتَقِلٌّ وَوُجُوبٌ مِنْ عِنْد اللَّه لِأَهْلِ الْفُرُوض وَالْعَصَبَات يَرْفَع بِهَا حُكْم هَذِهِ بِالْكُلِّيَّةِ بَقِيَ الْأَقَارِب الَّذِينَ لَا مِيرَاث لَهُمْ يُسْتَحَبّ لَهُ أَنْ يُوصِي لَهُمْ مِنْ الثُّلُث اِسْتِئْنَاسًا بِآيَةِ الْوَصِيَّة وَشُمُولهَا وَلِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مَا حَقّ اِمْرِئٍ مُسْلِم لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيت لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّته مَكْتُوبَة عِنْده " قَالَ اِبْن عُمَر مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَة مُنْذُ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول ذَلِكَ إِلَّا وَعِنْدِي وَصِيَّتِي وَالْآيَات وَالْأَحَادِيث بِالْأَمْرِ بِبِرِّ الْأَقَارِب وَالْإِحْسَان إِلَيْهِمْ كَثِيرَة جِدًّا
وَقَالَ عَبْد بْن حُمَيْد فِي مُسْنَده عَنْ نَافِع قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُول اللَّه تَعَالَى يَا اِبْن آدَم ثِنْتَانِ لَمْ يَكُنْ لَك وَاحِدَة مِنْهُمَا : جَعَلْت لَك نَصِيبًا فِي مَالِك حِين أَخَذْت بِكَظَمِك لِأُطَهِّرك بِهِ وَأُزَكِّيك وَصَلَاة عِبَادِي عَلَيْك بَعْد اِنْقِضَاء أَجْلِك "
وَقَوْله " إِنْ تَرَكَ خَيْرًا " أَيْ مَالًا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ الْوَصِيَّة مَشْرُوعَة سَوَاء قَلَّ الْمَال أَوْ كَثُرَ كَالْوِرَاثَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّمَا يُوصِي إِذَا تَرَكَ مَالًا جَلِيلًا ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِي مِقْدَاره فَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيد الْمُقْرِي أَخْبَرَنَا سُفْيَان عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْش قَدْ مَاتَ وَتَرَكَ ثَلَثَمِائَةِ دِينَار أَوْ أَرْبَعَمِائَةِ وَلَمْ يُوصِ قَالَ لَيْسَ بِشَيْءٍ إِنَّمَا قَالَ اللَّه " إِنْ تَرَكَ خَيْرًا"
وَقَالَ أَيْضًا وَحَدَّثَنَا هَارُون بْن إِسْحَاق الْهَمْدَانِيّ عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَى رَجُل مِنْ قَوْمه يَعُودهُ فَقَالَ لَهُ أُوصِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ إِنَّمَا قَالَ اللَّه " إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ " إِنَّمَا تَرَكْت شَيْئًا يَسِيرًا فَاتْرُكْهُ لِوَلَدِك وَقَالَ الْحَاكِم : إِنَّ أَبَانَ حَدَّثَنِي عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " إِنْ تَرَكَ خَيْرًا " قَالَ اِبْن عَبَّاس : مَنْ لَمْ يَتْرُك سِتِّينَ دِينَارًا لَمْ يَتْرُك خَيْرًا قَالَ : الْحَاكِم قَالَ طَاوُس لَمْ يَتْرُك خَيْرًا مَنْ لَمْ يَتْرُك ثَمَانِينَ دِينَارًا.
وَقَالَ قَتَادَة كَانَ يُقَال أَلْفًا فَمَا فَوْقهَا, وَقَوْله " بِالْمَعْرُوفِ " أَيْ بِالرِّفْقِ وَالْإِحْسَان كَمَا قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ عَبَّاد بْن مَنْصُور عَنْ الْحَسَن قَوْله"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ " فَقَالَ نَعَمْ الْوَصِيَّة حَقّ عَلَى كُلّ مُسْلِم أَنْ يُوصِي إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْت بِالْمَعْرُوفِ غَيْر الْمُنْكَر وَالْمُرَاد بِالْمَعْرُوفِ أَنْ يُوصِي لِأَقْرَبِيهِ وَصِيَّة لَا تُجْحِف بِوَرَثَتِهِ مِنْ غَيْر إِسْرَاف وَلَا تَقْتِير كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ سَعْدًا قَالَ : يَا رَسُول اللَّه إِنَّ لِي مَالًا وَلَا يَرِثنِي إِلَّا اِبْنَة لِي أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي ؟ قَالَ " لَا " قَالَ فَبِالشَّطْرِ ؟ قَالَ " لَا " قَالَ فَالثُّلُث ؟ قَالَ " الثُّلُث وَالثُّلُث كَثِير إِنَّك إِنْ تَذَرْ وَرَثَتك أَغْنِيَاء خَيْر مِنْ أَنْ تَدَعهُمْ عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

فى قول الله تعالى (فمن بدله بعد ما سمعه

فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع

عليم)

يَقُول تَعَالَى فَمَنْ بَدَّلَ الْوَصِيَّة وَحَرَّفَهَا فَغَيَّرَ حُكْمهَا وَزَادَ فِيهَا أَوْ نَقَصَ وَيَدْخُل فِي ذَلِكَ الْكِتْمَان لَهَا بِطَرِيقِ الْأَوْلَى" فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْر وَاحِد وَقَدْ وَقَعَ أَجْر الْمَيِّت عَلَى اللَّه وَتَعَلَّقَ الْإِثْم بِاَلَّذِينَ بَدَّلُوا ذَلِكَ " إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " أَيْ قَدْ اِطَّلَعَ عَلَى مَا أَوْصَى بِهِ الْمَيِّت وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَلِكَ وَبِمَا بَدَّلَهُ الْمُوصَى إِلَيْهِمْ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى (فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)
قَالَ اِبْن عَبَّاس وَأَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالسُّدِّيّ الْجَنَفُ الْخَطَأُ وَهَذَا يَشْمَل أَنْوَاع الْخَطَأ كُلّهَا بِأَنْ زَادُوا وَارِثًا بِوَاسِطَةٍ أَوْ وَسِيلَة كَمَا إِذَا أَوْصَى بِبَيْعَةِ الشَّيْء الْفُلَانِيّ مُحَابَاة أَوْ أَوْصَى لِابْنِ اِبْنَته لِيَزِيدَ أَوْ نَحْو ذَلِكَ مِنْ الْوَسَائِل إِمَّا مُخْطِئًا غَيْر عَامِد بَلْ بِطَبْعِهِ وَقُوَّة شَفَقَته مِنْ غَيْر تَبَصُّر أَوْ مُعْتَمِدًا آثِمًا فِي ذَلِكَ فَلِلْوَصِيِّ وَالْحَالَة هَذِهِ أَنْ يُصْلِح الْقَضِيَّة وَيَعْدِل فِي الْوَصِيَّة عَلَى الْوَجْه الشَّرْعِيّ وَيَعْدِل عَنْ الَّذِي أَوْصَى بِهِ الْمَيِّت إِلَى مَا هُوَ أَقْرَب الْأَشْيَاء إِلَيْهِ وَأَشْبَه الْأُمُور بِهِ جَمْعًا بَيْن مَقْصُود الْمُوصِي وَالطَّرِيق الشَّرْعِيّ وَهَذَا الْإِصْلَاح وَالتَّوْفِيق لَيْسَ مِنْ التَّبْدِيل فِي شَيْء وَلِهَذَا عَطَفَ هَذَا فَبَيَّنَهُ عَلَى النَّهْي عَنْ ذَلِكَ لِيَعْلَم أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ بِسَبِيلٍ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
وَأَحْسَن مَا وَرَدَ فِي هَذَا الْبَاب مَا قَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الرَّجُل يَعْمَل بِعَمَلِ أَهْل الْخَيْر سَبْعِينَ سَنَة فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّته فَيُخْتَم لَهُ بِشَرِّ عَمَله فَيَدْخُل النَّار وَإِنَّ الرَّجُل لِيَعْمَل بِعَمَلِ أَهْل الشَّرّ سَبْعِينَ سَنَة فَيَعْدِل فِي وَصِيَّته فَيُخْتَم لَهُ بِخَيْرِ عَمَله فَيَدْخُل الْجَنَّة " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة : اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا " الْآيَة .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325673860_732.gif

السماح
02-16-2012, 09:59 AM
بسم الله الرحيم الرحمن
(يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
لعلكم تتقون * أياما معدودت فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة
من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا
فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون *
شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينت من الهدى
والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضا
أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)

السماح
02-16-2012, 12:43 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif

فى قول الله تعالى ((يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين من هذه الأمة وآمرا لهم بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة , وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم فلهم فيهم أسوة حسنة وليجتهد هؤلاء فى أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك ,
كما قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات)
ولهذا قال هاهنا (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان , ولهذا ثبت فى الصحيحين " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى ( أياما معدودت فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )
ثم بين الله تعالى مقدار الصوم وأنه ليس فى كل يوم لئلا يشق على النفوس , فتضعف عن حمله وأدائه بل فى أيام معدودات ,
وقد كان هذا فى ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام , ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان ,
عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم " فى حديث طويل أختصر منه ذلك
وقوله تعالى (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)أى المريض والمسافر لا يصومان فى حال المرض والسفر لما فى ذلك من المشقة عليهما , بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من أيام أخر ,
وأما الصحيح المقيم الذى يطيق الصيام فقد كان مخيرا بين الصيام والإطعام , إن شاء صام وإن شاء فطر وأطعم عن كل يوم مسكينا , فإن أطعم أكثر من مسكين عن كل يوم فهو خير , وإن صام فهو أفضل من الإطعام قاله ابن مسعود وابن عباس وغيرهم ,
ولهذا قال تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)
فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء , ثم إن الله فرض عليه الصيام وأنزل الله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
إلى قوله تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه ,
ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان) إلى قوله (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فأثبت الله صيامه على الصحيح المقيم , ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام ,
وعن ابن عباس قال : نزلت هذه الأية (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) فى الشيخ الكبير الذى لا يطيق الصوم ثم ضعف فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكينا والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)
يمدح تعالى شهر رمضان من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم , وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذى كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء , والله تعالى أعلى وأعلم
وكان نزول القرأن فى شهر رمضان فى ليلة القدر منه , كما قال تعالى (إنا أنزلنه فى ليلة القدر) وقوله تعالى (هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان) هذا مدح للقرآن الذى أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه , (وبينت) أى ودلائل وحجج واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها , ومفرقة بين الحق والباطل والحلال والحرام , وقوله (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) هذا إيجاب حتم على من شهد الشهر أى كان مقيما فى البلد حين دخل رمضان وهو صحيح فى بدنه أن يصوم لا محالة ولما ختم الصيام أعاد ذكر الرخصة للمريض وللمسافر فى الإفطار بشرط القضاء فقال تعالى (ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) معناه , ومن كان به مرض فى بدنه يشق عليه الصيام أو يؤذيه أو كان على سفر أى فى حال السفر فله أن يفطر , فإذا أفطر فعليه عدة ما أفطر فى السفر من الأيام ولهذا قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) أى انما رخص لكم فى الفطر فى حال المرض والسفر مع تحتمه فى حق المقيم الصحيح , تيسيرا عليكم ورحمة بكم ...
وقوله تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هدكم) أى انما أرخص لكم فى الإفطار للمريض والمسافر ونحوهما من الأعذار لإرادته بكم اليسر وإنما أمركم بالقضاء لتكملوا عدة شهركم , ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم كما قال تعالى (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرا) وذهب داود بن على الأصفهانى إلى وجوب التكبير فى عيد الفطر
وذهب أخرون إلى عدم استحباب التكبير فى عيد الفطر , والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (ولعلكم تشكرون) أى إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه وحفظ حدوده , فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

السماح
02-17-2012, 04:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون
* أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم
فتاب عليكم وعفا عنكم فالئن بــشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط
الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى اليل ولا تبــشروهن وأنتم عــكفون فى المســجد تلك حدود الله فلا
تقربوها كذلك يبين الله ءايــته للناس لعلهم يتقون * ولا تأكلوا أمولكم بينكم بالبــطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أمول الناس بالإثم وأنتم تعلمون)

السماح
02-17-2012, 05:46 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون )
قال ابن أبى حاتم , عن الصلت بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيرى عن أبيه عن جده أن أعرابيا قال : يارسول الله صلى الله عليك وسلم , أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟
فسكت النبى (صلى الله عليه وسلم ) فأنزل الله تعالى قوله (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى) إذا أمرتهم أن يدعونى فدعونى أستجبت , ورواه ابن جرير عن أحمد بن حميد الرازى...
وقال الإمام أحمد
عن أبى موسى الأشعرى قال : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى غزوة فجعلنا لا نصعد شرفا ولا نعلو شرفا ولا نهبط واديا ولا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال فدنا منا فقال " يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا إن الذى تدعون أقرب إلى أحكم من عنق راحلته يا عبد الله بن قيس لا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " أخرجاه فى الصحيحين ,
اختلفت أقوال المفسرين فى سبب نزول هذه الأية , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالئن بــشروهن ابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى اليل ولا تبــشروهن وأنتم عــكفون فى المســجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله ءايــته للناس لعلهم يتقون )
هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين ورفع ما كان عليه الأمر فى ابتداء الإسلام فإنه كان إذا فطر أحدهم إنما يحل له الأكل والشراب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك فمتى نام أو صلى العشاء حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القابلة فوجدوا من ذلك مشقة كبيرة ,
والرفث هنا هو الجماع قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد وغيرهم ..
وقوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) قال ابن عباس : يعنى هن سكن لكم وأنتم سكن لهن , وقال الربيع بن أنس : هن لحاف لكم وأنتم لحاف لهن , وحاصله أن الرجل والمرأة كل منهما يخالط الأخر ويماسه ويضاجعه , فناسب أن يرخص لهم فى المجامعة فى ليل رمضان لئلا يشق عليهم ويُحرجوا
وقال البخارى هاهنا من طريق أبى اسحاق , سمعت البراء قال : لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم , فأنزل الله (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم)
وبعضهم من قال أنه كان قبل نزول هذه الأية يصومون وبعد الإفطار عندما يصلوا العشاء فلا يأكلوا ولا يشربوا ولا يأتون نساءهم , فلذلك أنزل الله تعالى هذه الأية , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم ) يعنى تجامعون النساء وتأكلون وتشربون بعد العشاء (فتاب عليكم وعفا عنكم فالئن بشروهن) يعن جامعوهن (وابتغوا ما كتب الله لكم) يعنى الولد (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى اليل ) فكان ذلك عفوا من الله ورحمة ,
وقال هشام عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال : قام عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فقال : يا رسول الله إنى أردت أهلى البارحة على ما يريد الرجل أهله فقالت إنها قد نامت فظننتها تعتل فواقعتها فنزل فى عمر قوله تعالى (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) فنزلت هذه الأية فى من فعل مثل عمر بن الخطاب , والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى اليل) أباح الله تعالى الأكل والشرب مع ما تقدم من إباحة الجماع فى أى الليل شاء الصائم إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل وعبر عن ذلك بالخيط الأبيض من الخيط الأسود , وفى اباحته تعالى جواز الأكل إلى طلوع الفجر دليل استحباب السحور لأنه من باب الرخصة والأخذ بها محبوب
وقوله تعالى (ثم أتموا الصيام إلى اليل) يقتضى الإفطار عند غروب الشمس حكما شرعيا كما جاء فى الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم "
وقوله تعالى (ولا تبشروهن وأنتم عكفون فى المسجد) قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس , هذا فى الرجل يعتكف فى المسجد فى رمضان أو فى غير رمضان فحرم الله عليه أن ينكح النساء ليلا أو نهارا حتى يقضى اعتكافه , والمراد بالمباشرة إنما هو الجماع ودواعيه من تقبيل ومعانقة ونحو ذلك ,
وقوله تعالى (تلك حدود الله) أى هذا بينا وفرضناه وحددناه من الصيام وأحكامه وما أبحنا فيه وما حرمنا وذكرنا غاياته ورخصه وعزائمه حدود الله أى شرعها الله وبيَنها بنفسه فلا تقربوها أى لا تجاوزوها وتتعدوها ,
وقوله تعالى (كذلك يبين الله ءايته للناس) أى كما بيَن الصيام وأحكامه وشرائعه وتفاصيله كذلك يبين سائر الأحكام على لسان عبده ورسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) (للناس لعلهم يتقون) أى يعرفون كيف يهتدون وكيف يطيعون ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( ولا تأكلوا أمولكم بينكم بالبــطل وتدلوا بها للحكام لتأكلوا فريقا من أمول الناس بالإثم وأنتم تعلمون)
قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس , هذا فى الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بينة فيجحد المال ويخاصم إلى الحكام وهو يعرف أن الحق عليه وهو يعلم أنه آثم آكل الحرام ,
وكذا روى عن مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتادة وغيهم أنهم قالوا :
لا تخاصم وأنت تعلم أنك ظالم وقد ورد فى الصحيحين عن أم سلمة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " ألا إنما أنا بشر وإنما يأتينى الخصم فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضى له فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هى قطعة من نار فليحملها أو ليذرها "
فدلت هذه الأية الكريمة وهذا الحديث على أن حكم الحاكم لا يغير الشىء فى نفس الأمر فلا يحل فى نفس الأمر حراما هو حرام , ولا يحرم حلالا هو حلال , وإنما هوملزم فى الظاهر فإن طابق فى نفس الأمر فذاك وإلا فللحاكم أجره وعلى المحتال وزره , ولهذا قال تعالى (ولا تأكلوا أمولكم بينكم بالبطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أمول الناس بالإثم وأنتم تعلمون)
أى تعلمون بطلان ما تدعونه وتروجونه فى كلامكم , قال قتادة :
اعلم يا ابن آدم أن قضاء القاضى لا يحل لك حراما ولا يحق لك باطلا وإنما يقضى القاضى بنحو ما يرى وتشهد به الشهود والقاضى بشر يخطىء ويصيب واعلموا أن من قضى له بباطل أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة فيقضى على المبطل للمحق بأجود مما قضى به للمبطل على المحق فى الدنيا ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324841410_130.jpg

السماح
02-18-2012, 10:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها واتقوا الله لعلكم تفلحون * وقـــتلوا فى سبيل الله الذين يقـــتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ولا تقـــتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقـــتلوكم فيه فإن قـــتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكـــفرين )

السماح
02-18-2012, 12:38 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها واتقوا الله لعلكم تفلحون )
قال العوفى عن ابن عباس سأل الناس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الأهلة فنزلت هذه الأية (يسئلونك عن الأهلة قل هى موقيت للناس) يعلمون بها حل دينهم وعدة نسائهم ووقت حجهم وقال أبو جعفر عن الربيع عن أبى العالية بلغنا أنهم قالوا يارسول الله لم خلقت الأهلة ؟
فأنزل الله هذه الأية الكريمة ,
ويقول جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعدة نسائهم ومحل دينهم ,
وقال عبد الرزاق عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " جعل الله الأهلة موقيت للناس فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما " ورواه الحاكم فى مستدركه ,
وقوله تعالى (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها) قال البخارى : حدثنا عبيد الله بن موسى عن البراء قال : كانوا إذا أحرموا فى الجاهلية أتوا البيت من ظهره فأنزل الله " وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها ",
وقد روى أبو داود الطيالسى عن البراء قال : كانت الأنصار إذا قدموا من سفرهم لم يدخل الرجل من قبل بابه فنزلت هذه الأية ,
وقال الأعمش : عن أبى سفيان عن جابر كانت قريش تُدعى الخمس وكانوا يدخلون من الأبواب فى الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب فى الإحرام , فبينا رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)فى بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبه بن عامر من الأنصار فقالوا يا رسول الله : إن قطبه بن عامر رجل تاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له " ما حملك على ما صنعت " قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت فقال : إنى أحمس قال له : فإن دينى دينك
فأنزل الله " وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها " والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (واتقوا الله لعلكم تفلحون) أى اتقوا الله فافعلوا ما أمركم به واتركوا ما نهاكم عنه , لعلكم تفلحون ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

وفى قوله تعالى (وقـــتلوا فى سبيل الله الذين يقـــتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )
قال أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية : قال هذه أول آية نزلت فى القتال بالمدينة فلما نزلت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة , وقوله تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) أى قاتلوا فى سبيل الله ولا تعتدوا فى ذلك ويدخل فى ذلك ارتكاب المناهى كما قاله الحسن البصرى من المثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأى لهم ولا قتال فيهم والرهبان وأصحاب الصوامع وتحريق الأشجار وقتل الحيوان لغير مصلحة ,
ولهذا جاء فى صحيح مسلم عن بريده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول " أغزوا فى سبيل الله قاتلوا من كفر بالله أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع " , والله تعالى أعلى وأعلم...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ولا تقـــتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقـــتلوكم فيه فإن قـــتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكـــفرين )
قال أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية فى قوله تعالى " وقــــتلوا فى سبيل الله الذين يقــــتلونكم " قال هذه أول آية نزلت فى القتال بالمدينة فلما نزلت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة ,
وقوله تعالى (وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث اخرجوكم) أى لتكون همتكم منبعثة
على قتالهم كما همتهم منبعثة على قتالكم وعلى إخراجهم من بلادهم التى أخرجوكم منها قصاصا ,
وقوله تعالى (والفتنة أشد من القتل) قال أبو مالك أى ما أنتم مقيمون عليه أكبر من القتل ,
وقال الضحاك والربيع بن أنس فى قوله (والفتنة أشد من القتل) يقول الشرك أشد من القتل
وقوله تعالى (ولا تقـــتلوهم عند المسجد الحرام) كما جاء فى الصحيحين " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ولم يحل إلا ساعة من نهار وإنها ساعتى هذه حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرة ولا يُختلى خلاه فإن أحد ترخص بقتال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم " يعنى
بذلك صلوات الله وسلامه عليه قتاله أهله يوم فتح مكة فإنه فتحها عنوة وقتلت رجال منهم عند الخندمة وقيل صلحا لقوله " من أغلق باب فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "
وقوله تعالى (حتى يقـــتلوكم فيه فإن قــــتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكـــــفرين ) يقول تعالى :
ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدءوكم بالقتال فيه فلكم حينئذ قتالهم وقتلهم دفعا للصائل , كما بايع النبى (صلى الله عليه وسلم) أصحابه يوم الحديبية تحت الشجرة على القتال لما تألبت عليه بطون قريش ومن والهم من أحياء ثقيف والأحابيش عامئذ ثم كف الله القتال
بينهم فقال (وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم )
وقال (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله فى رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما)
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
02-19-2012, 11:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقـــتلوهم حتى لا تكون فتنة
ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدون إلا على الظـــلمين *
الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمـــت قصاص فمن اعتدى
عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله
واعلموا أن الله مع المتقين)

السماح
02-19-2012, 12:23 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم )
أى فإن تركوا القتال فى الحرم وأنابوا إلى الإسلام والتوبة فإن الله يغفر ذنوبهم ولو كانوا قد قتلوا المسلمين فى حرم الله فإنه تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب منه إليه ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى ( وقـــتلوهم حتى لا تكون فتنة
ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدون إلا على الظـــلمين)
ثم أمر تعالى بقتال الكفار (حتى لا تكون فتنة) أى شرك قاله ابن عباس وغيره , (ويكون الدين لله )
أى يكون دين الله هو الظاهر العالى على سائر الأديان كما ثبت فى الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى قال : سُئل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أى ذلك فى سبيل الله ؟, فقال " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله"
وقوله تعالى (فإن انتهوا فلا عدون إلا على الظـــلمين )
يقول تعالى فإن انتهوا عما هم فيه من الشرك وقتال المؤمنين فكفوا عنهم فإن من قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم ولا عدوان إلا على الظالمين ,
وهذا معنى قول مجاهد أن لا يقاتل إلا من قاتل أو يكون تقديره فإن انتهوا فقد تخلصوا من الظلم وهو الشرك فلا عدوان عليهم بعد ذلك ,
والمراد بالعدوان هاهنا المعاقبة والمقاتلة , كقوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)
وقوله تعالى (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )
ولهذا قال عكرمة الظالم الذى أبى أن يقول لا إله إلا الله
وقال البخارى فى قوله تعالى " وقـــتلوهم حتى لاتكون فتنة "
حدثنا محمد بن بشار عن نافع عن ابن عمر قال أتاه رجلان فى فتنة ابن الزبير فقالا : إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبى " صلى الله عليه وسلم"فمايمنعك أن تخرج ؟
فقال : يمنعنى أن الله حرم دم أخى , قالا : ألم يقل الله
" وقـــتلوهم حتى لا تكون فتنة " ؟ فقال : قاتلنا حتى لم تكن فتنة وحتى يكون الدين لله وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة وحتى يكون الدين لغير الله ,
وكذلك قال عثمان بن عفان عندما حاوروه فى القتال فأجابهم وقال : فعلنا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان الإسلام قليلا فكان الرجل يُفتن فى دينه إما قتلوه أو عذبوه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif
وفى قوله تعالى (الشهر الحرام بالشهر الحرام فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين)
قال عكرمة عن ابن عباس لما سار رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
معتمرا فى سنة ست من الهجرة وحبسه المشركون عن الدخول والوصول إلى البيت وصدوه بمن معه من المسلمين فى ذى القعدة وهو شهر حرام حتى قاضاهم على الدخول من قابل فدخلها فى السنة الأتية هو ومن كان من المسلمين أقصه الله منهم فنزلت فى ذلك هذه الأية (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمـــت قصاص)
وعن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال : لم يكن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يغزو فى الشهر الحرام إلا أن يُغزى أو يُغزوا إذا حضره أقام حتى ينسلخ , وهذا اسناد صحيح
وفى قوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) أمر بالعدل حتى فى المشركين ,
وقال ابن عباس , أن هذه الأية نزلت بمكة حيث لا شوكة ولا جهاد ثم نسخ بآية القتال بالمدينة ,
وقد رد هذا القول ابن جرير وقال : بل الأية مدنية بعد عمرة القضية وعزا ذلك إلى مجاهد رحمه الله , والله تعالى أعلى وأعلم ..
ولهذا لما بلغ النبى (صلى الله عليه وسلم) وهو مخيم بالحديبية أن عثمان قُتل وكان قد بعثه فى رسالة إلى المشركين بايع أصحابه وكانوا ألفا وأربعمائة تحت الشجرة على قتال المشركين فلما بلغه أن عثمان لم يُقتل كف عن ذلك وجنح إلى المسالمة والمصالحة فكان ما كان ..
وقوله تعالى (واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) أمر لهم بطاعة الله وتقواه وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد فى الدنيا والأخرة ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

فوضت امري لله
02-19-2012, 02:04 PM
نفع الله بعلمك وجعله شاهدا لك اختي الكريمه-----------------

السماح
02-19-2012, 02:05 PM
أشكرك غاليتى المتميزة داااااااائما
فوضت أمرى لله

السماح
02-20-2012, 04:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله
يحب المحسنين * وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر
من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم
مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم
فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام
ثلـــثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن
لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب *
الحج أشهر معلومـــت فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يأولى الألبــب)

السماح
02-20-2012, 06:15 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1325446957_539.gif
فى قول الله تعالى (وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )
قال البخارى عن حذيفة أن هذه الأية نزلت فى النفقة ,
وقال الليث عن أسلم أبى عمران قال : حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه ومعنا أبو أيورب الأنصارى فقال ناس : ألقى بيده إلى التهلكة , فقال أبو أيوب : نحن أعلم بهذه الأية إنما نزلت فينا : صحبنا رسو الله (صلى الله عليه وسلم) وشهدنا معه المشاهد ونصرناه فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار تحببا فقلنا قد أكرمنا الله بصحبة نبيه (صلى الله عليه وسلم) ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد وقد وضعت الحرب أوزارها فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما فنزل فينا (وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فكانت التهلكة فى الإقامة فى الأهل والمال وترك الجهاد , رواه أبو داود والترمذى والنسائى ...
وقال أبو بكر بن عياش عن أبى إسحاق السبيعى قال : قال رجل للبراء بن عازب إن حملت على العدو وحدى فقتلونى أكنت ألقيت بيدى إلى التهلكة ؟ قال : لا , قال الله لرسوله (فقاتل فى سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) إنما هذه فى النفقة رواه ابن مردوية , والله أعلى وأعلم , وأما التهلكة أن يذنب الرجل الذنب فيلقى بيده إلى التهلكة ولا يتوب ...
وعن ابن عباس : قال هذه الأية ليست فى القتال إنما هى فى النفقة أن تُمسك بيدك عن النفقة فى سبيل الله ولا تُلق بيدك إلى التهلكة , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقال حماد بن سلمة عن الضحاك بن ابى جبير قال : كانت الأنصار يتصدقون وينفقون من أموالهم فأصابتهم سنة فأمسكوا عن النفقة فى سبيل الله فنزلت هذه الأية (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
ومضمون الأية الأمر بالإنفاق فى سبيل الله فى سائر وجوه القربات ووجوه الطاعات وخاصة صرف الأموال فى قتال الأعداء وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار لمن لزمه واعتاده ثم عطف بالأمر بالإحسان وهو أعلى مقامات الطاعة فقال تعالى (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم
مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلـــثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب )
لما ذكر تعالى أحكام الصيام وعطف بذكر النفقة والجهاد شرع فى بيان المناسك فأمر بإتمام الحج والعمرة وظاهر السياق أفعالهما بعد الشروع فيهما ..
ولهذا قال بعدها فإن أحصرتم أى صددتم عن الوصول إلى البيت ومُنعتم من إتمامها
وقال شعبة عن عبد الله بن سلمة عن على فى هذه الأية (وأتموا الحج والعمرة لله)قال : ان تحرم من دويرة أهلك ,ولا تريد إلا الحج والعمرة , وتُهل من الميقات ليس أن تخرج لتجارة ولا لحاجة حتى إذا كنت قريبا من مكة , وأن يتموا الحج والعمرة بكل أركانها أتماما كاملا ,
وقال مجاهد وغيره كثيرون : أن الإحصار من عدو أو مرض أو كسر وقال الثورى : الإحصار من كل شىء آذاه ,
وقوله تعالى (فما استيسر من الهدى ) عن على بن أبى طالب أنها شاة , وقال ابن عباس الهدى من الأزواج الثمانية من الإبل والبقر والمعز والضأن,
وكما ثبت فى الصحيح عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت : أهدى النبى (صلى الله عليه وسلم) مرة غنما ...
وقوله تعالى (ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله) معطوف على قوله (وأتموا الحج والعمرة لله) وليس معطوفا على قوله (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى) لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه عام الحديبية لما حصرهم كفار قريش عن الدخول إلى الحرم حلقوا وذبحوا هديهم خارج الحرم فأما فى حال الأمن والوصول إلى الحرم فلا يجوز الحلق (حتى يبلغ الهدى محله) ويفرغ الناسك من أفعال الحج والعمرة إن كان قارنا أو من فعل أحدهما إن كان مفردا أو متمتعا , والله تعالى أعلى وأعلم ..
وقوله تعالى (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)
قال ابن كثير وعلى مذهب الأئمة الأربعة وعامة العلماء أنه يخير فى هذا المقام إن شاء صام وإن شاء تصدق بفرق وهو ثلاثة آصع لكل مسكين نصف صاع وهو مدان وإن شاء ذبح شاة وتصدق بها على الفقراء أى ذلك فعل أجزأه , ولما كان لفظ القرأن فى بيان الرخصة بالأسهل فالأسهل (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) ولما أمر النبى (صلى الله عليه وسلم)كعب بن عجرة لما كان فيه هوام فى رأسه تؤلمه , أرشده بذلك إلا الأفضل فالأفضل فقال : أن يحلق شعر رأسه , ثم انسك شاة أو أطعم ستة مساكين أو صم ثلاثة أيام , فكل حسن فى مقامه ..
وقوله تعالى (فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى )
أى فإذا تمكنتم من أداء المناسك فمن كان منكم متمتعا بالعمرة إلى الحج وهو يشمل من أحرم بهما أو أحرم بالعمرة أولا فلما فرغ منها أحرم بالحج وهذا هو التمتع الخاص وهو المعروف فى كلام الفقهاء , (فما استيسر من الهدى) أى فليذبح ما قدر عليه من الهدى وأقله شاة وله أن يذبح البقر , وقوله تعالى (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) يقول تعالى : فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام فى الحج أى من أيام المناسك , وقال العلماء , والأولى أن يصومها قبل يوم عرفة فى العشر , وسبعة إذا رجع إلى أهله ,ومنهم من قال أنه ممكن صيام السبعة فى الطريق , والله أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (تلك عشرة كاملة)تأكيد , وقوله تعالى (ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام) وبعد إجماع المفسرين على أن أهل الحرم معنيون به وأنه لا متعة لهم فقال بعضهم عنى بذلك أهل الحرم خاصة دون غيرهم , والله أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (واتقوا الله) أى فيما أمركم ونهاكم (واعلموا أن الله شديد العقاب) أى لمن خالف أمره وارتكب ما عنه زجره ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

وفى قوله تعالى ( الحج أشهر معلومـــت فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يأولى الألبــب)
اختلف أهل العربية فى قوله (الحج أشهر معلومـــت) ولكن الظاهر حسب تفسير ابن كثير , أن وقت الحج اشهر معلومات فخصصه بها من بين سائر شهور السنة فدل على أنه لا يصح قبلها كميقات الصلاة , والله أعلى وأعلم...
وعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر (الحج أشهر معلومـــت) قال شوال وذو القعدة وذو الحجة , إسناد صحيح ..
وفى قوله تعالى (فمن فرض فيهن الحج) أى أوجب بإحرامه بالحج والمضى فيه ,
(فلا رفث) أى من أحرم بالحج أو العمرة فليجتنب الرفث وهو الجماع , وكذلك يحرم تعاطى دواعيه من المباشرة والتقبيل ونحو ذلك وكذلك التكلم به بحضرة النساء ,
وقوله (ولا فسوق) قال مقسم وغير واحد عن ابن عباس هى المعاصى ,
كما ثبت فى الصحيحين من حديث أبى حازم عن أبى هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
وقوله تعالى (ولا جدال فى الحج) فيه قولان أحدهما : ولا مجادلة فى وقت الحج فى مناسكه ,
وقال عبد الله بن وهب قال مالك : قال الله تعالى (ولا جدال فى الحج) والله أعلم أن قريشا كانت تقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة وكانت العرب وغيرهم يقفون بعرفة وكانوا يتجادلون يقول هؤلاء نحن أصوب ويقول هؤلاء نحن أصوب , فهذا نرى والله أعلم ,
والقول الثانى : أن الجدال هاهنا المخاصمة , أى أن تمارى صاحبك حتى تغضبه ,
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غُفر له ما تقدم من ذنبه "
وقوله تعالى (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) لما نهاهم عن اتيان القبيح قولا وفعلا حثهم على فعل الجميل وأخبرهم أنه عالم به وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة ,
وقوله (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) قال العوفى عن ابن عباس : كان أناس يخرجون من أهليهم ليست معهم أزودة يقولون نحج بيت الله ولا يطعمنا ؟ فقال الله تزودوا ما يكف وجوهكم عن الناس , وقوله تعالى (فإن خير الزاد التقوى) لما أرشدهم بالزاد للسفر فى الدنيا أرشدهم إلى زاد الأخرة وهو استصحاب التقوى إليهما , ويعنى زاد الأخرة ,
وقوله (واتقون يأولى الألبـــب) يقول : واتقوا عقابى ونكالى وعذابى لمن خالفنى ولم يأتمر بأمرى يا ذوى العقول والأفهام ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902838_329.gif

السماح
02-21-2012, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفـــت فاذكروا الله عند المشعر الحرام وأذكروه كما هدـــكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم *
فإذا قضيتم منـــسككم فأذكروا الله كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا وما له فى الأخرة من خلـــق)

السماح
02-21-2012, 06:13 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفـــت فاذكروا الله عند المشعر الحرام وأذكروه كما هدـــكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين )
قال البخارى عن ابن عباس قال : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا فى الجاهلية فتأثموا أن يتجروا فى الموسم فنزلت (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) فى مواسم الحج ..
وقال على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى هذه الأية : أى لا حرج عليكم فى الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده ,
قال ابن أبى حاتم عن أبى أمامة التيمى قال : قلت لبن عمر : إنا أناس نكرى فى هذا الوجه إلى مكة وإن أناسا يزعمون أنه لا حج لنا فهل ترى لنا حجا ؟ قال ألستم تحرمون وتطوفون بالبيت وتقضون المناسك ؟ قال : قلت بلى قال : فأنتم حجاج , ثم قال : جاء رجل إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فسأله عن الذى سألت فلم يدر ما يعود عليه أو قال : فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) فدعا الرجل فتلاها عليه وقال" أنتم حجاج "
وقوله تعالى (فإذا أفضتم من عرفـــت فاذكروا الله عند المشعر الحرام) إنما صرف عرفات وإن كان علما على مؤنث لأنه فى الأصل جمع كمسلمات ومؤمنات , وعرفة موقع الوقوف فى الحج وهى عمدة أفعال الحج ,
ولهذا جاء فى الصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " الحج عرفات , ثلاثا , فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك وأيام منى ثلاثة فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه "
وقال ابن أبى حاتم عن سفيان بن عيينة قوله تعالى (فإذا أفضتم من عرفـــت فاذكروا الله عند المشعر الحرام) وهى الصلاتين جميعا ,
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهرى عن سالم قال : قال ابن عمر , المشعر الحرام المزدلفة كلها , وقال ابن كثير , والمشاعر هى المعالم الظاهرة وإنما سميت المزدلفة المشعر الحرام لأنها داخل الحرم , والله تعالى أعلى وأعلم ..
وقوله تعالى (وأذكروه كما هدـــكم) تنبيه لهم على ما أنعم الله به عليهم من الهداية والبيان والإرشاد إلى مشاعر الحج على ما كان عليه من الهداية إبراهيم الخليل عليه السلام ,
ولهذا قال تعالى (وإن كنتم من قبله لمن الضالين) قيل من قبل الهدى وقيل القرآن , وقيل الرسول , والكل متقارب ومتلازم وصحيح , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )
ثم هاهنا لعطف خبر على خبر وترتيبه عليه كأنه تعالى أمر الواقف بعرفات أن يدفع إلى المزدلفة ليذكر الله عند المشعر الحرام وأمره أن يكون وقوفه مع جمهور الناس بعرفات كما كان جمهور الناس يصنعون يقفون بها إلا قريشا فإنهم لم يكونوا يخرجون من الحرم فيقفون فى طرف الحرم عند أدنى الحل ويقولون نحن أهل الله فى بلدته وقطان بيته ,
وقال البخارى عن عائشة قالت : كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وسائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يأتى عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله (من حيث أفاض الناس)
وقيل المراد بالناس ابراهيم عليه السلام , وقيل الإمام , والله أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) كثيرا ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات ,
كما ثبت فى صحيح مسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا فرغ من الصلاة يستغفر الله ثلاثا ,
ولهذا جاء فى الحديث الذى رواه البخارى عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " سيد الإستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , من قالها فى ليلة فمات فى ليلته دخل الجنة ومن قالها فى نومه فمات دخل الجنة "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( فإذا قضيتم منـــسككم فأذكروا الله كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا وما له فى الأخرة من خلـــق)
يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها وقوله تعالى (كذكركم ءاباءكم )
اختلفوا فى معناه , فقال ابن جريج عن عطاء هو كقول الصبى أبه أمهيعنى كما يلهج الصبى يذكر أبيه وأمه فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك ,
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : كان أهل الجاهلية يقفون فى الموسم فيقول الرجل منهم :
كان أبى يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات , ليس لهم ذكر غير أفعال آبائهم , فأنزل الله على محمد (صلى الله عليه وسلم) (فاذكروا الله كذكركم ءاباءكم أو أشد ذكرا)
والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل ولهذا كان انتصاب قوله أو أشد ذكرا على التمييز وتقديره كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا وأو هاهنا لتحقيق المماثلة فى الخبر ,
ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فإنه مظنة الإجابة وذم من لا يسأله إلا فى أمر دنياه وهو معرض عن أخراه فقال (فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا وما له فى الأخرة من خلـــق) أى من نصيب ولا حظ , قال بن جبير عن ابن عباس : كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولد حسن لا يذكرون من أمر الأخرة شيئا فأنزل الله فيهم (فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا وما له فى الأخرة من خلـــق) وكان يجىء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون (ربنا ءاتنا فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار) فأنزل الله (أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب)
ولهذا مدح من يسأله الدنيا والأخرة ..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
02-22-2012, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومنهم من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار *
أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب *
وأذكروا الله فى أيام معدودت فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم
عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون)

السماح
02-22-2012, 04:54 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (ومنهم من يقول ربنا ءاتنا فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار)
فجمعت هذه الدعوة كل خير فى الدنيا وصرفت كل شر , فإن الحسنة فى الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوى من عافية ودار
رحبه وزوجه حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هيَن وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ولا منافاة بينها فإنها كلها مندرجة فى الحسنة فى الدنيا ...
وأما الحسنة فى الأخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر فى العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الأخرة الصالحة ..
وأما النجاة من النار فهو يقتضى تيسير أسبابه فى الدنيا من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام ..
وقال القاسم أبو عبد الرحمن : من أعطى قلبا شاكرا ولسانا ذكرا وجسدا صابرا فقد أوتى فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة ووقى عذاب النار , ولهذا وردت السنة بالترغيب فى هذا الدعاء ...
وعن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :
" ما مررت على الركن إلا رأيت عليه ملكا يقول آمين فإذا مررت عليه فقولوا " ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الأخرة حسنة وقنا عذاب النار "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب )
قال الحاكم فى مستدركه عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إنى أجرت نفسى من قوم على أن يحملونى ووضعت لهم من أجرتى على أن يدعونى أحج معهم أفيجزى ذلك ؟ فقال أنت من الذين قال الله (أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب) ثم قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( وأذكروا الله فى أيام معدودت فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون)
قال ابن عباس الأيام المعدودات أيام العشر , وقال عكرمة (وأذكروا الله فى أيام معدودت) يعنى
التكبير فى أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات : الله أكبر الله أكبر..
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنا موسى بن على عن أبيه قال : سمعت عقبة بن عامر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب "
وقال مقسم عن ابن عباس : الأيام المعدودات أيام التشريق أربعة أيام يوم النحر وثلاثة بعده .
فقوله تعالى (فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) فدل على ثلاثة بعد النحر ويتعلق بقوله تعالى (وأذكروا الله فى أيام معدودت) ذكر الله على الأضاحى و يتعلق به أيضا الذكر المؤقت خلف الصلوات والمطلق فى سائر الأحوال ويتعلق بذلك أيضا التكبير وذكر الله عند رمى الجمرات كل أيام التشريق , والله تعالى أعلى وأعلم...
ولما ذكر الله تعالى النفر الأول والثانى وهو تفرق الناس من موسم الحج إلى سائر الأقاليم والآفاق بعد اجتماعهم فى المشاعر والمواقف قال تعالى (واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) كما قال (وهو الذى ذرأكم فى الأرض وإليه تحشرون)
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
02-23-2012, 08:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن الناس من يعجبك قوله ويُشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام *
وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد *
وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)

السماح
02-23-2012, 09:57 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله ويُشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام )
قال السدى : نزلت فى الأخنس بن شريق الثقفى جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأظهر الإسلام وفى باطنه خلاف ذلك
وعن ابن عباس : نزلت فى نفر من المنافقين تكلموا فى خبيب وأصحابه الذين قُتلوا بالرجيع وعابوهم فأنزل الله فى ذم المنافقين ومدح خُبيب وأصحابه (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله )
وقيل بل نزل ذلك عام فى المنافقين كلهم وفى المؤمنين كلهم وهذا قول قتادة وغيره كثيرين وهو صحيح
وقال ابن جرير : عن القرظى عن نوف وهو البكالى وكان ممن يقرأ الكتب قال إنى لأجد صفة ناس من هذه الأمة فى كتاب الله المنزل قوم يحتالون على الدنيا بالدين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر يلبسون للناس مسوك الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله تعالى : فعلىَ يجترئون وبى يغترون حلفت بنفسى لأبعثن عليهم فتنة يترك الحليم فيها حيران قال القرظى تدبرتها فى القرآن فإذا هم المنافقون فوجدتها (ومن الناس من يعجبك قوله ويشهد الله على ما فى قلبه)
وقوله تعالى (ويُشهد الناس على ما فى قلبه) وقراءة الجمهور بضم الياء ونصب الجلالة ومعناه أنه يُظهر للناس الإسلام ويبارز الله بما فى قلبه من الكفر والنفاق كقوله تعالى
(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله)
وقيل معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف وأشهد الله لهم أن الذى فى قلبه موافق للسانه وهذا المعنى صحيح , والله تعالى اعلى وأعلم...
وقوله (وهو ألد الخصام) والألد فى اللغة الأعوج , وهكذا المنافق فى حال خصومته يكذب ويزور عن الحق ولا يستقيم معه بل يفترى ويفجر كما ثبت فى الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر "
وعن ابن جريج عن ابن مليكة عن عائشة عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال"إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم"
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )
أى هو أعوج المقال سيىء الفعال فذلك قوله وهذا فعله كلامه كذب واعتقاده فاسد وأفعاله قبيحة والسعى هاهنا هو القصد ,
فهذا هو المنافق ليس له همَة إلا الفساد فى الأرض وإهلاك الحرث وهو محل نماء الزروع والثمار والنسل وهو نتاج الحيوانات الذين لا قوام للناس إلا بهما ..
وقال مجاهد إذا سعى فى الأرض فسادا منع الله القطر فهلك الحرث والنسل (والله لا يحب الفساد) أى لا يحب من هذه صفته ولا من يصدر منه ذلك...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)
قوله تعالى (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم) أى إذا وُعظ هذا الفاجر فى مقاله وفعاله وقيل له اتق الله وانزع عن قولك وفعلك وارجع إلى الحق امتنع وأبى وأخذته الحمية والغضب بالإثم أى بسبب ما اشتمل عليه من الآثام
وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى (وإذا تتلى عليهم ءايتنا بينـــت تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءايـــتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير )
ولهذا قال تعالى فى هذه الآية (فحسبه جهنم ولبئس المهاد) أى هى كافيته عقوبة فى ذلك ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
02-29-2012, 05:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد *
يأيها الذين ءامنوا أدخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوت الشيطـــن إنه لكم عدو مبين *
فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينـــت فاعلموا أن الله عزيز حكيم)

السماح
02-29-2012, 06:04 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1324902899_436.gif
فى قول الله تعالى (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد )
لما أخبر عن المنافقين بصفاتهم الذميمة ذكر صفات المؤمنين الحميدة فقال (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله)
قال ابن عباس وغيره أنها نزلت فى صهيب بن سنان الرومى وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة منعه الناس أن يهاجر بماله وإن أحب أن يتجرد منه وتهاجر فعل فتخلص منهم وأعطاهم ماله فأنزل الله فيه هذه الأية , فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف الحرة فقالوا له ربح البيع فقال
وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم وما ذاك فأخبروه أن الله أنزل هذه الأية ,وروى أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال " ربح صُهيب ربح صُهيب " مرتين , والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال الأكثرون أن هذه الأية نزلت فى كل مجاهد فى سبيل الله كما قال تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرأن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)
ولما حُمل هشام بن عامر بين الصفين أنكر عليه بعض الناس فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة وغيرهما وتلوا هذه الأية (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد)
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا أدخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوت الشيطـــن إنه لكم عدو مبين )
يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عُرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك ..
قال العوفى عن ابن عباس وغيره من المفسرين فى قوله تعالى (أدخلوا فى السلم كافة) يعنى الإسلام..
وقال أخرون يعنى الطاعة , وقال قتادة أيضا الموادعة ,
وقوله تعالى (كافة) أى اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر..
ومعناه هو أنهم أُمروا كلهم أن يعملوا بجميع شُعب الإيمان وشرائع الإسلام وهى كثيرة جدا ما استطاعوا منها ,
وقال ابن أبى حاتم عن عكرمة عن ابن عباس : فى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا أدخلوا فى السلم كافة) كذا قرأها بالنصب يعنى مؤمنى أهل الكتاب فإنهم كانوا مع الإيمان مستمسكين ببعض أمور التوراة والشرائع التى أُنزلت فيهم فقال الله تعالى (أدخلوا فى السلم كافة) يقول أدخلوا فى شرائع دين محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا تدعوا منها شيئا وحسبكم الإيمان بالتوراة وما فيها , والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (ولا تتبعوا خطوت الشيطـــن) أى اعملوا بالطاعات واجتنبوا ما يأمركم به الشيطان ف(إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) و (إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) ولهذا قال تعالى (إنه لكم عدو مبين) قال مُطرّف : أغشّ عباد الله لعبيد الله الشيطان
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قوله تعالى ( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينـــت فاعلموا أن الله عزيز حكيم)
وقوله تعالى (فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينـــت ) أى عدلتم عن الحق بعدما قامت عليكم الحجج فاعلموا أن الله عزيز أى فى انتقامه لا يفوته هارب ولا يغلبه غالب , حكيم فى أحكامه ونقضه وإبرامه ولهذا قال أبو العالية وقتادة والربيع بن انس : عزيز فى نقمته حكيم فى أمره ,
وقال محمد بن اسحاق : العزيز فى نصره ممن كفر به إذا شاء الحكيم فى عذره وحجته إلى عباده , والله أعلى وأعلم..
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-01-2012, 09:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملـــئكة وقضى الأمر
وإلى الله ترجع الأمور * سل بنى إسرءيل كم ءاتينـــهم من ءاية بينة ومن
يتبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب *
زين للذين كفروا الحيوة الدنيا ويسخرون من الذين ءامنوا والذين اتقوا
فوقهم يوم القيـــمة والله يرزق من يشاء بغير حساب )

السماح
03-01-2012, 10:26 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330629997_859.gif
فى قول الله تعالى ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملـــئكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور )
يقول تعالى مهددا للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملــئكة) يعنى يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والأخرين فيجزى كل عامل بعمله , إن خيرا فخير و إن شرا فشر ولهذا قال تعالى (وقضى الأمر وإلى الله تُرجع الأمور) وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير هاهنا حديث الصور بطوله من أوله عن أبى هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو حديث مشهور ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم وفيه , " أن الناس إذا اهتموا لموقفهم فى العرصات تشفّعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدا واحدا من آدم فمن بعده فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) فإذا جاءوا إليه قال " أنا لها أنا لها " فيذهب فيسجد تحت العرش فيشفع عند الله فى أن يأتى لفصل القضاء بين العباد فيُشفعه الله ويأتى فى ظلل من الغمام بعد ما تنشق السماء الدنيا وينزل من فيها من الملائكة ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة وينزل حملة العرش , قال وينزل الجبار عز وجل فى ظلل من الغمام والملائكة ولهم زجل فى تسبيحهم يقولون : سبحان ذى الملك والملكوت سبحان ذى العزة والجبروت سبحان الحى الذى لا يموت سبحان الذى يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى
سبحان ذى السلطان والعظمة سبحانه سبحانه أبدا أبدا " والله تعالى أعلى وأعلم...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache
وفى قوله تعالى ( سل بنى إسرءيل كم ءاتينـــهم من ءاية بينة ومن يتبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب )
يقول تعالى مخبرا عن بنى إسرائيل كم شاهدوا مع موسى من آية بينة أى حجة قاطعة بصدقه فيما جاءهم به كيده وعصاه وفلقه البحر وضربه الحجر وما كان من تظليل الغمام عليهم فى شدة الحر ومن إنزال المن والسلوى وغير ذلك من الأيات الدالات على وجود الفاعل المُختار وصدق من جرت هذه الخوارق على يديه ومع هذا أعرض كثير منهم عنها وبدّلوا نعمة الله كفرا , أى استبدلوا بالإيمان بها الكفر بها والإعراض عنها (ومن يبدّل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب) كما قال تعالى إخبارا عن كفار قريش (ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار)
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache
وفى قوله تعالى ( زين للذين كفروا الحيوة الدنيا ويسخرون من الذين ءامنوا والذين اتقوا
فوقهم يوم القيـــمة والله يرزق من يشاء بغير حساب )
ثم أخبر تعالى عن تزيينه الحياة الدنيا للكافرين رضوا بها واطمأنوا إليها وجمعوا الأموال ومنعوها عن مصارفها التى أمروا بها مما يرضى الله عنهم وسخروا من الذين آمنوا الذين أعرضوا عنها وأنفقوا ما حصل لهم منها فى طاعة ربهم وبذلوه إبتغاء وجه الله فلهذا فازوا بالمقام الأسعد والحظ الأوفر يوم معادهم فكانوا فوق أولئك فى محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم فاستقروا فى الدرجات فى أعلى عليين وخُلّد أولئك فى الدركات فى أسفل سافلين
ولهذا قال تعالى (والله يرزق من يشاء بغير حساب) أى يرزق من يشاء من خلقه ويعطيه عطاء كثيرا جزيلا بلا حصر ولا تعداد فى الدنيا والأخرة كما جاء فى الحديث
" ابن آدم أنفق أُنفق عليك "
وفى الصحيح " أن ملكين ينزلان من السماء صبيحة كل يوم فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفا"
وفى مسند الإمام أحمد عن النبى (صلى الله عليه وسلم) " الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/8183.imgcache

السماح
03-02-2012, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(كان الناس أمة وحدة فبعث الله النبين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتـــب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينـــت بغيا بينهم فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب * يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللولدين والأقربين واليتــمى والمســكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )

دافئة المشاعر
03-02-2012, 11:06 PM
السمـــــــــآآح
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330718779_481.gif

متصفحك من اروع وافضل واتقن المتصفحات بكل شي
لذالك انتي ماتستاهلين متابعه وبس الا تثبيت وتميز
اسآل الله ان يجعل حفظك المميز هذا شاهد لك يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
خالص تقديري واعجابي وانبهاري

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330718779_470.gif

السماح
03-02-2012, 11:19 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330629997_859.gif
فى قول الله تعالى (كان الناس أمة وحدة فبعث الله النبين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتـــب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينـــت بغيا بينهم فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم )
قال ابن جرير : عن ابن عباس قال : كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين قال : وكذلك هى فى قراءة عبد الله (وكان الناس أمة وحدة فاختلفوا)
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة فى قول الله تعالى (كان الناس أمة وحدة ) قال : كانوا على الهدى جميعا (فاختلفوا فبعث الله النبين) فكان أول من بُعث نوحا , وقول ابن عباس صحيح لأن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض , ولهذا قال تعالى (وأنزل معهم الكتـــب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينـــت بغيا بينهم) أى من بعد ما قامت الحجج عليهم وما حملهم على ذلك البغى من بعضهم على بعض (فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم)
وقال عبد الرزاق عن أبى هريرة فى قوله تعالى (فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) قال : قال النبى (صلى الله عليه وسلم) " نحن الآخرون والأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فهذا اليوم الذى اختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه فغدا لليهود وبعد غد للنصارى "
ومن المفسرين من قال أنهم اختلفوا فى يوم الجمعة فاتخذ اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد فهدى الله أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ليوم الجمعة , واختلفوا فى القبلة فاستقبلت النصارى المشرق واليهود بيت المقدس فهدى الله أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) للقبلة , واختلفوا فى الصلاة واختلفوا فى الصيام , واختلفوا فى ابراهيم عليه السلام فقالت اليهود : كان يهوديا , وقالت النصارى : كان نصرانيا , وجعله الله حنيفا مسلما فهدى الله أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) للحق من ذلك , ومعنى ذلك أن الله تعالى هدى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) للحق من كل ما اختلف فيه الناس , كما قال أبو العالية يقول فى هذه الأية المخرج من الشبهات والضلالات والفتن , وقوله تعالى (بإذنه) أى بعلمه بهم وبما هداهم له (والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم)
أى من خلقه أى وله الحكمة والحجة البالغة ...
وفى صحيح البخارى ومسلم عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache
وفى قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
يقول الله تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة قبل أن تُبتلوا وتُختبروا وتُمتحنوا كما فعل بالذين من قبلكم من الأمم ولهذا قال (ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء) وهى الأمراض والأسقام والألام والمصائب والنوائب .
وقال المفسرون : " البأساء " الفقر , و" الضراء " السقم , و" زُلزلوا " خوّفوا من الأعداء زلزالا شديدا وامتحنوا امتحانا عظيما ,وقوله تعالى (مثل الذين من قبلكم) أى سنتهم ,
وقوله تعالى (وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) أى يستفتحون على أعدائهم ويدعون بقرب الفرج والمخرج عن ضيق الحال والشدة قال الله تعالى (ألا إن نصر الله قريب) كما قال تعالى
(فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) وكما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها ولهذا قال تعالى (ألا إن نصر الله قريب)
وفى حديث أبى رزين " عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيثه فينظر إليهم قانطين فيظل يضحك يعلم أن فرجه قريب " الحديث ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache

وفى قوله تعالى ( يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللولدين والأقربين واليتــمى والمســكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )
قال مقاتل بن حيان : هذه الأية فى نفقة التطوع , وقال السدى : نسختها الزكاة وفيه نظر , ومعنى الأية : يسألونك كيف يُنفقون ؟ قاله ابن عباس ومجاهد , فبين لهم تعالى ذلك فقال : (قل ما أنفقتم من خير فللولدين والأقربين واليتــمى والمســـكين وابن السبيل) أى اصرفوها فى هذه الوجوه ...
كما جاء فى الحديث " أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك "
ثم قال تعالى (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) أى مهما صدر منكم من فعل معروف فإن الله يعلمه وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء فإنه لا يظلم أحدا مثقال ذرة ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/8183.imgcache

ندوووش
03-03-2012, 12:01 AM
يستااااااهل التثبيت وعسااك ع القووه ياااااااارب
والله يوفقك ياارب

السماح
03-03-2012, 01:08 AM
السمـــــــــآآح
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330718779_481.gif

متصفحك من اروع وافضل واتقن المتصفحات بكل شي
لذالك انتي ماتستاهلين متابعه وبس الا تثبيت وتميز
اسآل الله ان يجعل حفظك المميز هذا شاهد لك يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
خالص تقديري واعجابي وانبهاري

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330718779_470.gif


كم يسعدنى هذا الكلام الأكثر من رااااائع
جزاك الله ألف خير
دائما تشجعينا حبيبتى دافئة للأفضل
لك خالص ودى وتقديرى

السماح
03-03-2012, 01:10 AM
يستااااااهل التثبيت وعسااك ع القووه ياااااااارب
والله يوفقك ياارب


تشجيعكم لى يعطينى الكثير والكثير
أشكرك حبيبتى ندوووش الغالية
جزاكم الله ألف خير

السماح
03-03-2012, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(كُتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون * يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقــتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطــعوا فمن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمــلهم فى الدنيا والأخرة وأولئك أصحــب النار هم فيها خــلدون * إن الذين ءامنوا والذين هاجروا وجــهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم )

السماح
03-03-2012, 06:42 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330789355_206.gif

فى قول الله تعالى (كُتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
هذا إيجاب من الله تعالى للجهاد على المسلمين أن يكفوا شر الأعداء عن حوزة الإسلام وقال الزهرى : الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد فالقاعد عليه إذا استعين أن يُعين وإذا استغيث أن يغيث وإذا استنفر أن ينفر وإن لم يُحتج إليه قعد قال ابن كثير : ولهذا ثبت فى الصحيح " من مات ولم يغز ولم يُحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية "
وقوله تعالى (وهو كره لكم ) أى شديد عليكم ومشقة وهو كذلك فإنه إما أن يُقتل أو يُجرح مع مشقة السفر ومجالدة الأعداء , ثم قال تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) أى لأن القتال يعقبه النصر والظفر على الأعداء والإستيلاء على بلادهم وأموالهم وذراريهم وأولادهم
(وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) وهذا عام فى الأمور كلها قد يحب المرء شيئا وليس له فيه خير ولا مصلحة ومن ذلك القعود عن القتال قد يعقبه استيلاء العدو على البلاد والحكم ,
وقوله تعالى (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) أى هو أعلم بعواقب الأمور منكم وأخبر بما فيه صلاحكم فى دنياكم وأخراكم فاستجيبوا له وانقادوا لأمره لعلكم ترشدون ...

http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache

وفى قوله تعالى ( يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقــتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطــعوا فمن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمــلهم فى الدنيا والأخرة وأولئك أصحــب النار هم فيها خــلدون )
قال السدى عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود , فى قوله تعالى (يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث سرية وكانوا سبعة نفر عليهم عبدالله بن جحش الأسدى وفيهم عمار بن ياسر وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسعد بن ابى وقاص وعتبة بن غزوان السلمى حليف لبنى نوفل وسهيل بن بيضاء وعامر بن فهيرة وواقد بن عبد الله اليربوعى حليف لعمر بن الخطاب وكتب لإبن جحش كتابا وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن نخلة , فلما نزل بطن نخلة فتح الكتاب فإذا فيه " أن سر حتى تنزل بطن نخلة " فقال لأصحابه من كان يريد الموت فليمض وليوص فإننى موص وماض لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتخلف عنه سعد بن أبى وقاص وعتبة أضلا راحلة لهما فتخلفا يطلبانها وسار ابن جحش إلى بطن نخلة فإذا هو بالحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وانفلت وقُتل عمرو قتله واقد بن عبد الله فكانت أول غنيمة غنمها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما رجعوا المدينة بأسيرين وما أصابوا من المال أراد أهل مكة أن يُفادوا الأسيرين عليه وقالوا إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام وقتل صاحبنا فى رجب فقال المسلمون إنما فى جمادى وقُتل فى أول ليلة من رجب وأخر ليلة من جمادى وأغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب وأنزل الله يُعيّر أهل مكة (يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل فى الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ,
وإخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أكبر من القتل عند الله ...
(والفتنة أكبر من القتل) أى قد كانوا يفتنون المسلم فى دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل (ولا يزالون يقــتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن إستطــعوا)
أى ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين ,
قال ابن اسحاق : فلما نزل القرآن بهذا الأمر وفرُج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشدة , قبض النبى (صلى الله عليه وسلم) العير والأسيرين وبعثت إليه قريش فى فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان فقال النبى (صلى الله عليه وسلم) " لا نفديكموها حتى يقدم صاحبنا " يعنى سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان " فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم " فقدم سعد وعتبة ففداهما النبى (صلى الله عليه وسلم) منهم فأما الحكم بن كيسان فأسلم وحسن إسلامه وأقاد عند النبى (صلى الله عليه وسلم) حتى قُتل يوم بئر معونة شهيدا وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة فمات بها كافرا , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache

وفى قوله تعالى ( إن الذين ءامنوا والذين هاجروا وجــهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم )
فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كان حين نزل القرآن طمعوا فى الأجر فقالوا :
يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نُعطى فيها أجر المجاهدين ؟ فأنزل الله عز وجل (إن الذين ءامنوا والذين هاجروا والذين جــهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم) فوضع الله من ذلك على أعظم الرجاء , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330789355_572.gif

السماح
03-04-2012, 09:50 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنــفع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الأيــت لعلكم تتفكرون (219) فى الدنيا والأخرة ويسئلونك عن اليتــمى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخونكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم (220) ولا تنكحوا المشركــت حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو
أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه
ويبين ءايــته للناس لعلهم يتذكرون (221))

السماح
03-04-2012, 11:16 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
فى قول الله تعالى (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنــفع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الأيــت لعلكم تتفكرون (219) )
قال الإمام أحمد عن أبى اسحاق عن ميسرة عن عمر أنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الأية التى فى البقرة (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) فدُعى عمر فقُرئت عليه فقال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا فنزلت الأية التى فى النساء (يأيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلوة وأنتم سكـــرى) فكان منادى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أقام الصلاة نادى " أن لا يقربن الصلاة سكران " فدعى عمر فقُرئت عليه فقال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا فنزلت الأية فى المائدة فدُعى عمر فقُرئت عليه فلما بلغ (فهل أنتم منتهون) قال عمر : إنتهينا إنتهينا ..
فقوله تعالى (يسئلونك عن الخمر والميسر) أما الخمر : فكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " رضى الله عنه " إنه كل ما خامر العقل " و (الميسر) هو القمار , وقوله تعالى (قل فيهما إثم كبير ومنــفع للناس) أما إثمهما فهو فى الدين , وأما المنافع فدنيوية , من حيث إن فيها نفع البدن وتهضيم الطعام وإخراج الفضلات وتشحيذ بعض الأذهان ولذة الشدة المطربة التى فيها , ولكن هذه المصالح لا توازى مضرته ومفسدته الراجحة لتعلقها بالعقل والدين ولهذا قال تعالى (وإثمهما أكبر من نفعهما) ولهذا كانت هذه الأية ممهدة لتحريم الخمر على البتات ولم تكن مصرّحة بل معرّضة , ولهذا توالى ذكر تحريم الخمر والميسر فى الأيات التى ذكرناها فى سورة النساء والمائدة لتأكيد حرمة الخمر والميسر , وقوله تعالى (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال ابن أبى حاتم حدثنا أبان حدثنا يحيى أنه بلغه أن معاذ بن جبل وثعلبة أتيا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالا : يا رسول الله إن لنا أرقاء وأهلين من أموالنا فأنزل الله قوله (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال : ما يفضُل عن أهلك وكذا روى عن ابن عمر وغيره ,
وعن الربيع أى أفضل مالك وأطيبه والكل يرجع إلى الفضل ,
كما أخرجه مسلم عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لرجل " إبدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شىء فلأهلك فإن فضل شىء عن أهلك فلذى قرابتك فإن فضل عن ذى قرابتك شىء فهكذا وهكذا " والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892173_330.gif
وفى قوله تعالى ( فى الدنيا والأخرة ويسئلونك عن اليتــمى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخونكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم (220) )
فى قوله تعالى (كذلك يبين الله لكم الأيــت لعلكم تتفكرون * فى الدنيا والأخرة) أى كما فصّل لكم هذه الأحكام وبيّنها وأوضحها كذلك يبين لكم سائر الأيات فى أحكامه ووعده ووعيده لعلكم تتفكرون فى الدنيا والأخرة ,
وقال ابن أبى حاتم عن الصعق التميمى قال شهدت الحسن وقرأ هذه الأية من البقرة (لعلكم تتفكرون فى الدنيا والأخرة)
: قال هى والله لمن تفكر فيها ليعلم أن الدنيا دار بلاء ثم دار فناء , وليعلم أن الأخرة دار جزاء ثم دار بقاء ,
وقوله تعالى (ويسئلونك عن اليتــمى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخونكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء لأعنتكم) قال ابن جرير عن ابن عباس : قال لما نزلت (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن) و (إن الذين يأكلون أموال اليتــمى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضُل له الشىء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فأنزل الله تعالى (ويسئلونك عن اليتــمى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخونكم ) فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم , وقوله تعالى (قل إصلاح لهم خير) أى على حدة , (وإن تخالطوهم فإخوانكم) أى وإن خلطتم طعامهم بطعامكم وشرابهم بشرابكم فلا بأس عليكم لأنهم إخوانكم فى الدين ولهذا قال تعالى (والله يعلم المفسد من المصلح) أى يعلم من قصده ونيته الإفساد أو الإصلاح , وقوله تعالى (ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم)
أى ولو شاء لضيّق عليكم وأحرجكم ولكنه وسّع عليكم وخفّف عنكم وأباح لكم مخالطتهم بالتى هى أحسن ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892173_330.gif
وفى قوله تعالى ( ولا تنكحوا المشركــت حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو
أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه
ويبين ءايــته للناس لعلهم يتذكرون (221))
هذا تحريم من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا المشركات من عبدة الأوثان ثم إن كان عمومها مرادا وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية فقد خص من ذلك نساء أهل الكتاب بقوله (والمحصنــت من الذين أوتوا الكتــب من قبلكم إذا ءاتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين) والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال ابن جرير عن يزيد بن أبى زياد عن زيد بن وهب قال : قال عمر بن الخطاب : المسلم يتزوج النصرانية ولا يتزوج النصرانى المسلمة , وعن الحسن عن جابر بن عبد الله قال , قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا "
وقد سُئل أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن قول الله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) قال : مشركات العرب الذين يعبدون الأصنام , والله تعالى أعلى وأعلم ..
وقوله تعالى (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) قال السدى : نزلت فى عبد الله بن رواحه , كانت له أمة سوداء فغضب عليها فلطمها ثم فزع فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره خبرهما فقال له : ما هى ؟ قال : تصوم وتصلى وتحسن الوضوء وتشهد أن (لا إله إلا الله وأنك رسول الله) فقال : يا أبا عبد الله هذه مؤمنة , فقال والذى بعثك بالحق لأعتقنّها
ولأتزوجنها , ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا : نكح أمته وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة فى أحسابهم فأنزل الله تعالى (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) وعن أبى هريرة عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال " تُنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
وقوله تعالى (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) أى لا تزوجوا الرجال المشركين النساء المؤمنات , كما قال تعالى (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) ثم قال تعالى (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) أى ولرجل مؤمن ولو كان عبدا حبشيا خير من مشرك وإن كان رئيسا سريا (أولئك يدعون إلى النار) أى معاشرتهم ومخالطتهم تبعث على حب الدنيا واقتنائها وإيثارها على الدار الأخرة وعاقبة ذلك وخيمة (والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه) أى بشرعه وما أمر به وما نهى عنه (ويبين ءايــته للناس لعلهم يتذكرون)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892170_881.gif

السماح
03-05-2012, 11:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين * نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين * لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم)

السماح
03-06-2012, 12:02 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
فى قول الله تعالى (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس أَنَّ الْيَهُود كَانَتْ إِذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُوَاكِلُوهَا وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبُيُوت فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءفِي الْمَحِيض وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ " حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْآيَة . فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " اِصْنَعُوا كُلّ شَيْء إِلَّا النِّكَاح " فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُود فَقَالُوا : مَا يُرِيد هَذَا الرَّجُل أَنْ يَدَع مِنْ أَمْرنَا شَيْئًا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ فَجَاءَ أُسَيْد بْن حُضَيْر وَعَبَّاد وَعَبَّاد بْن بِشْر . فَقَالَا يَا رَسُول اللَّه : إِنَّ الْيَهُود قَالَتْ كَذَا وَكَذَاأَفَلَا نُجَامِعهُنَّ ؟ فَتَغَيَّرَ وَجْه رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَهُمَا هَدِيَّة مِنْ لَبَن إِلَى رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ فِي آثَارهمَا فَسَقَاهُمَا فَعَرَفَا أَنْ لَمْ يَجِد عَلَيْهِمَا رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث حَمَّاد بْن زَيْد بْن سَلَمَة فَقَوْله " فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض " يَعْنِي الْفَرْج لِقَوْلِهِ " اِصْنَعُوا كُلّ شَيْء إِلَّا النِّكَاح
وَقَوْله " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الْمَحِيض قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ " الْآيَة .
الطُّهْر يَدُلّ عَلَى أَنْ يَقْرَبهَا فَلَمَّا قَالَتْ مَيْمُونَة وَعَائِشَة كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا حَاضَتْ اِتَّزَرَتْ وَدَخَلَتْ مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِعَاره دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ الْجِمَاع .
. وَقَوْله " فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّه " فِيهِ نَدْب وَإِرْشَاد إِلَى غِشْيَانهنَّ بَعْد الِاغْتِسَال , . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس " حَتَّى يَطْهُرْنَ " أَيْ مِنْ الدَّم " فَإِذَا تَطَهَّرْنَ" أَيْ بِالْمَاءِ . وَقَوْله " مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّه " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد يَعْنِي الْفَرْج " فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّه " يَقُول فِي الْفَرْج وَلَا تَعْدُوهُ إِلَى غَيْره فَمَنْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ اِعْتَدَى
" مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّه " أَيْ أَنْ تَعْتَزِلُوهُنَّ وَفِيهِ دَلَالَة حِينَئِذٍ عَلَى تَحْرِيم الْوَطْء فِي الدُّبُر" فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّه " يَعْنِي طَاهِرَات غَيْر حَيْض وَلِهَذَا قَالَ " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ" أَيْ مِنْ الذَّنْب وَإِنْ تَكَرَّرَ غِشْيَانه " وَيُحِبّ الْمُتَطَهِّرِينَ" أَيْ الْمُتَنَزِّهِينَ عَنْ الْأَقْذَار وَالْأَذَى وَهُوَ مَا نُهُوا عَنْهُ مِنْ إِتْيَان الْحَائِض أَوْ فِي غَيْر الْمَأْتَى .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache
وفى قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين )
وَقَوْله " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ " قَالَ اِبْن عَبَّاس : الْحَرْث مَوْضِع الْوَلَد " فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " أَيْ كَيْف شِئْتُمْ مُقْبِلَة وَمُدْبِرَة فِي صِمَام وَاحِد كَمَا ثَبَتَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيث قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ اِبْن الْمُنْكَدِر قَالَ سَمِعْت جَابِرًا قَالَ : كَانَتْ الْيَهُود تَقُول : إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَد أَحْوَل فَنَزَلَتْ " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " وَرَوَاهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِهِ .
فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مُقْبِلَة وَمُدْبِرَة إِذَا كَانَ ذَلِكَ فِي الْفَرْج "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي اِمْرَأَته فِي دُبُرهَا لَا يَنْظُر اللَّه إِلَيْهِ "
. وَقَوْله " وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ " أَيْ مِنْ فِعْل الطَّاعَات مَعَ اِمْتِثَال مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ مِنْ تَرْك الْمُحَرَّمَات وَلِهَذَا قَالَ " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ " أَيْ فَيُحَاسِبكُمْ عَلَى أَعْمَالكُمْ جَمِيعهَا
" وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ " أَيْ الْمُطِيعِينَ لِلَّهِ فِيمَا أَمَرَهُمْ التَّارِكِينَ مَا عَنْهُ زَجَرَهُمْ .
عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ " قَالَ : تَقُول بِسْمِ اللَّه التَّسْمِيَة عِنْد الْجِمَاع وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لَوْ أَنَّ أَحَدكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِي أَهْله قَالَ بِسْمِ اللَّه اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَان وَجَنِّبْ الشَّيْطَان مَا رَزَقْتنَا فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّر بَيْنهمَا وَلَد فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache


وفى قوله تعالى ( لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم)
يَقُول تَعَالَى لَا تَجْعَلُوا أَيْمَانَكُمْ بِاَللَّهِ تَعَالَى مَانِعَة لَكُمْ مِنْ الْبِرّ وَصِلَة الرَّحِم إِذَا حَلَفْتُمْ عَلَى تَرْكهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِين وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيل اللَّهوَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ " فَالِاسْتِمْرَار عَلَى الْيَمِين آثَمُ لِصَاحِبِهَا مِنْ الْخُرُوج مِنْهَا بِالتَّكْفِيرِ و عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ اِسْتَلَجَّ فِي أَهْله بِيَمِينٍ فَهُوَ أَعْظَم إِثْمًا لَيْسَ تُغْنِي الْكَفَّارَة "
وَقَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَلَا تَجْعَلُوا اللَّه عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ" قَالَ : لَا تَجْعَلَنَّ عُرْضَة لِيَمِينِك أَنْ لَا تَصْنَع الْخَيْر وَلَكِنْ كَفِّرْ عَنْ يَمِينك وَاصْنَعْ الْخَيْر .
الْجُمْهُور مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنِّي وَاَللَّه إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِف عَلَى يَمِين فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْت الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتهَا "
وَرَوى أَبُو دَاوُد مِنْ طَرِيق أَبِي عُبَيْد اللَّه بْن الْأَخْنَس عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لَا نَذْرَ وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ اِبْنُ آدَم وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّه وَلَا فِي قَطِيعَة رَحِم وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِين فَرَأَى غَيْرهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلَيَدَعهَا وَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْر فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَتُهَا "

السماح
03-06-2012, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكم يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم *
للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءو فإن الله غفور رحيم *
وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم )

السماح
03-06-2012, 10:49 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
فى قول الله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكم يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم )
وَقَوْله " لَا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ" أَيْ لَا يُعَاقِبكُمْ وَلَايُلْزِمكُمْ بِمَا صَدَرَ مِنْكُمْ مِنْ الْأَيْمَان اللَّاغِيَة وَهِيَ الَّتِي لَا يَقْصِدهَا الْحَالِف بَلْ تَجْرِي عَلَى لِسَانه عَادَة مِنْ غَيْر تَعْقِيد وَلَا تَأْكِيد كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنْ حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفه بِاَللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه"فَهَذَا قَالَهُ لِقَوْمٍ حَدِيثِي عَهْد بِجَاهِلِيَّةٍ قَدْ أَسْلَمُوا وَأَلْسِنَتهمْ قَدْ أَلِفَتْ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْحَلِف بِاَللَّاتِ مِنْ غَيْر قَصْد فَأُمِرُوا أَنْ يَتَلَفَّظُوا بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاص كَمَا تَلَفَّظُوا بِتِلْكَ الْكَلِمَة مِنْ غَيْر قَصْد لِتَكُونَ هَذِهِ بِهَذِهِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَلَكِنْ يُؤَاخِذكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبكُمْ "
وَحَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح كَاتِب اللَّيْث حَدَّثَنِي اِبْن لَهِيعَة عَنْ أَبِي الْأَسْوَد عَنْ عُرْوَة قَالَ : كَانَتْ عَائِشَة تَقُول : إِنَّمَا اللَّغْو فِي الْمُزَاحَة وَالْهَزْل وَهُوَ قَوْل الرَّجُل لَا وَاَللَّه وَبَلَى وَاَللَّه فَذَاكَ لَا كَفَّارَة فِيهِ إِنَّمَا الْكَفَّارَة فِيمَا عَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبه أَنْ يَفْعَلهُ ثُمَّ لَا يَفْعَلهُ
وعَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : لَغْو الْيَمِين أَنْ تُحَرِّم مَا أَحَلَّ اللَّه لَك فَذَلِكَ مَا لَيْسَ عَلَيْك فِيهِ كَفَّارَة وَكَذَا رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر . وَقَالَ أَبُو دَاوُد " بَاب الْيَمِين فِي الْغَضَب " والله تعالى أعلى وأعلم...
" وَاَللَّه غَفُورٌ حَلِيمٌ" أَيْ غَفُورٌ لِعِبَادِهِ حَلِيمٌ عَلَيْهِمْ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache

وفى قوله تعالى ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءو فإن الله غفور رحيم )
الْإِيلَاءُ الْحَلِفُ , فَإِذَا حَلَفَ الرَّجُل أَنْ لَا يُجَامِع زَوْجَته مُدَّة فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُون أَقَلّ مِنْ أَرْبَعَة أَشْهُر أَوْ أَكْثَر مِنْهَا فَإِنْ كَانَتْ أَقَلّ فَلَهُ أَنْ يَنْتَظِر اِنْقِضَاء الْمُدَّة ثُمَّ يُجَامِع اِمْرَأَته وَعَلَيْهَا أَنْ تَصْبِر وَلَيْسَ لَهَا مُطَالَبَته بِالْفَيْئَةِ فِي هَذِهِ الْمُدَّة وَهَذَا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَة أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَقَالَ" الشَّهْر تِسْع وَعِشْرُونَ "
" وَلَهُمَا عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب نَحْوه فَأَمَّا إِنْ زَادَتْ الْمُدَّة عَلَى أَرْبَعَة أَشْهُر فَلِلزَّوْجَةِ مُطَالَبَة الزَّوْج عِنْد اِنْقِضَاء أَرْبَعَة أَشْهُر إِمَّا أَنْ يَفِيء أَيْ يُجَامِع وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّق فَيُجْبِرهُ الْحَاكِم عَلَى هَذَا وَهَذَا لِئَلَّا يَضُرّ بها وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : " لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ " أَيْ يَحْلِفُونَ عَلَى تَرْك الْجِمَاع مِنْ نِسَائِهِمْ فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْإِيلَاء يَخْتَصّ بِالزَّوْجَاتِ دُون الْإِمَاء كَمَا هُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور" تَرَبُّصُ أَرْبَعَة أَشْهُر " أَيْ يَنْتَظِر الزَّوْج أَرْبَعَة أَشْهُر مِنْ حِين الْحَلِف ثُمَّ يُوقَف وَيُطَالَب بِالْفَيْئَةِ أَوْ الطَّلَاق وَلِهَذَا قَالَ " فَإِنْ فَاءُو " أَيْ رَجَعُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ وَهُوَ كِنَايَة عَنْ الْجِمَاع " فَإِنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم " لِمَا سَلَفَ مِنْ التَّقْصِير فِي حَقّهنَّ بِسَبَبِ الْيَمِين وَقَوْله " فَإِنْ فَاءُو فَإِنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم " فِيهِ دَلَالَة لِأَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاء وَهُوَ الْقَدِيم عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّ الْمُولِي إِذْ فَاءَ بَعْد الْأَرْبَعَة الْأَشْهُر أَنَّهُ لَا كَفَّارَة عَلَيْهِ وَيُعْتَضَد بِمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيث عِنْد الْآيَة الَّتِي قَبْلهَا عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِين فَرَأَى غَيْرهَا خَيْرًا مِنْهَا فَتَرْكُهَا كَفَّارَتُهَا " كَمَا رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور وَهُوَ الْجَدِيد مِنْ مَذْهَب الشَّافِعِيّ أَنَّ عَلَيْهِ التَّكْفِير لِعُمُومِ وُجُوب التَّكْفِير عَلَى كُلّ حَالِف كَمَا تَقَدَّمَ أَيْضًا فِي الْأَحَادِيث الصِّحَاح وَاَللَّه أَعْلَم .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache
وفى قوله تعالى (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم )
وَقَوْله" وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ " فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ الطَّلَاق لَا يَقَع بِمُجَرَّدِ مُضِيّ الْأَرْبَعَة أَشْهُر كَقَوْلِ الْجُمْهُور مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ يَقَع بِمُضِيِّ أَرْبَعَة أَشْهُر تَطْلِيقَة وَهُوَ مَرْوِيّ بِأَسَانِيد صَحِيحَة عَنْ عُمَر وَعُثْمَان وَعَلِيّ وغيرهم
ثم قيل إِنَّهَا تَطْلُق بِمُضِيِّ الْأَرْبَعَة أَشْهُر طَلْقَة رَجْعِيَّة قَالَهُ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَارِث بْن هِشَام وغيرهم , وَقِيلَ إِنَّهَا تَطْلُق طَلْقَة بَائِنَةفَكُلّ مَنْ قَالَ إِنَّمَا تَطْلُق بِمُضِيِّ الْأَرْبَعَة أَشْهُر أَوْجَبَ عَلَيْهَا الْعِدَّة إِلَّا مَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَأَبِي الشَّعْثَاء أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ حَاضَتْ ثَلَاث حِيَض فَلَا عِدَّة عَلَيْهَا وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيّ وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنْ يُوقَف فَيُطَالَب إِمَّا بِهَذَا وَإِمَّا بِهَذَا وَلَا يَقَع عَلَيْهَا بِمُجَرَّدِ مُضِيّهَا طَلَاق
طَلَاق وَرَوَى مَالِك عَنْ نَافِع عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ : إِذَا آلَى الرَّجُل مِنْ اِمْرَأَته لَمْ يَقَع عَلَيْهِ طَلَاق وَإِنْ مَضَتْ أَرْبَعَة أَشْهُر حَتَّى يُوقَف فَإِمَّا أَنْ يُطَلِّق وَإِمَّا أَنْ يَفِيء . وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ .
هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه قَالَ اِبْن جَرِير : عَنْ سُهَيْل اِبْن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْت اِثْنَيْ عَشْر رَجُلًا مِنْ الصَّحَابَة عَنْ الرَّجُل يُولِي مِنْ اِمْرَأَته فَكُلّهمْ يَقُول لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء حَتَّى تَمْضِي الْأَرْبَعَة الْأَشْهُر فَيُوقَففَإِنْ فَاءَ وَإِلَّا طَلَّقَ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طَرِيق سُهَيْل .
" قُلْت " وَهُوَ يُرْوَى عَنْ عُمَر وَعُثْمَان وَعَلِيّ وَأَبِي الدَّرْدَاء وَعَائِشَة أَمّ الْمُؤْمِنِينَ وَابْن عُمَر وَابْن عَبَّاس وغيرهم وَهُوَ مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل وَأَصْحَابهمْ رَحِمَهُمْ اللَّه وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير أَيْضًا هَؤُلَاءِ قَالُوا : إِنْ لَمْ يَفِئْ أُلْزِمَ بِالطَّلَاقِ فَإِنْ لَمْ يُطَلِّق طَلَّقَ عَلَيْهِ الْحَاكِم وَالطَّلْقَة تَكُون رَجْعِيَّة لَهُ رَجْعَتهَا فِي الْعِدَّة وَانْفَرَدَ مَالِك بِأَنْ قَالَ : لَا يَجُوز لَهُ رَجْعَتهَا حَتَّى يُجَامِعهَا فِي الْعِدَّة وَهَذَا غَرِيب جِدًّا , والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/3370.imgcache

السماح
03-08-2012, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم (228) الطلاق مرتان فإمسك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون(229) فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون (230))

السماح
03-08-2012, 01:18 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
فى قول الله تعالى (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم )
هذا أمر من الله سبحانه وتعالى للمطلقات المدخول بهن من ذوات الأقراء بأن يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء أى بأن تمكث إحداهن بعد طلاق زوجها لها ثلاثة قروء ثم تتزوج إن شاءت , وقد أخرج الأئمة الأربعة من هذا العموم الأمة إذا طلقت فإنها تعتد عندهم بقرأين لأنها على النصف من الحرة والقرء لا يتبعض فكمل لها قرءان , وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان " رواه أبو داود والترمذى , وعدة الأمة عدة الحرة لعموم الأية ولأن هذا أمر جبلى فكان الحرائر والإماء فيه سواء ,
وقد اختلف السلف والخلف والأئمة فى المراد بالأقراء ما هو على قولين , أحدهما أن الأقراء هى الأطهار , واستدل عليها الكثير من المفسرين والأئمة بقول الله تعالى (فطلقوهن لعدتهن)
أى فى الأطهار ولما كان الطهر الذى يطلق فيه محتسبا دل على أنه أحد الأقراء الثلاثة المأمور بها ولهذا قالوا : إن المعتدة تنقضى عدتها وتبين من زوجها بالطعن فى الحيضة الثالثة وأقل مدة تصدق فيها المرأة فى انقضاء عدتها اثنان وثلاثون يوما ولحظتان ,
والقول الثانى : أن المقصود بالأقراء الحيض فلا تنقضى العدة حتى تطهر من الحيضة الثالثة زاد آخرون وتغتسل منها وأقل وقت تصدق فيه المرأة فى انقضاء عدتها ثلاثة وثلاثون يوما ولحظة , والله تعالى أعلى وأعلم ..
وقوله تعالى (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن) أى من حبل أو حيض , وقوله تعالى (إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر) تهديد لهن على خلاف الحق ودل هذا على أن المرجع فى هذا إليهن لأنه أمر لا يعلم إلا من جهتهن ويتعذر إقامة البينة غالبا على ذلك فردّ الأمر اليهن وتوعدن فيه لئلا يخبرن بغير الحق إما استعجالا منها لانقضاء العدة أو رغبة منها فى تطويلها لما لها فى ذلك من المقاصد فأمرت أن تخبر بالحق من ذلك من غير زيادة ولا نقصان
وقوله تعالى (وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا) أى وزوجها الذى طلقها أحق بردها ما دامت فى عدتها إذا كان مراده بردها الاصلاح والخير وهذا فى الرجعيات , فأما المطلقات البوائن فلم يكن حال نزول هذه الأية مطلقة بائن وإنما كان ذلك لما حصروا فى الطلاق الثلاث فأما حال نزول هذه الأية , فكان الرجل أحق برجعة امرأته وإن طلقها مائة مرة فلما قصروا فى الأية التى بعدها على ثلاث تطليقات صار للناس مطلقة بائن وغير بائن ,
وقوله تعالى (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) أى ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن فليؤد كل واحد منهما إلى الأخر ما يجب عليه بالمعروف ,
كما ثبت فى صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فى خطبته فى حجة الوداع : " فاتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف " , وقوله تعالى (وللرجال عليهن درجة ) أى فى الفضيلة فى الخلق والخُلق والمنزلة وطاعة الأمر والإنفاق والقيام بالمصالح والفضل فى الدنيا والأخرة ,
وقوله تعالى (والله عزيز حكيم) أى عزيز فى انتقامه ممن عصاه وخالف أمره حكيم فى أمره وشرعه وقدره ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892173_330.gif
وفى قوله تعالى (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)
تلك الآية الكريمة رافعة لما كان عليه الأمر فى ابتداء الاسلام من أن الرجل كان أحق برجعة امرأته وإن طلقها مائة مرة ما دامت فى العدة , فلما كان هذا فيه ضرر على الزوجات قصرهم الله إلى ثلاث طلقات وأباح الرجعة فى المرة والثنتين وأبانها بالكلية فى الثالثة , فقال تعالى (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) أى إذا طلقتها واحدة أو اثنتين فأنت مخير فيها ما دامت عدتها باقية بين أن تردها إليك ناويا الإصلاح بها والإحسان إليها وبين أن تتركها حتى تنقضى عدتها فتبين منك وتطلق سراحها محسنا إليها لا تظلمها من حقها شيئا ولا تضار بها ..
وعن أنس بن مالك قال : جاء رجل إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال : " يا رسول الله ذكر الله الطلاق مرتين فأين الثالثة ؟ قال " إمساك بالمعروف أو تسريح بإحسان "
وقوله تعالى (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئا) أى لا يحل لكم أن تضاجروهن وتضيقوا عليهن ليفدين منكم بما أعطيتموهن من الأصدقة أو ببعضه , فأما إن وهبته المرأة شيئا عن طي نفس منها فقد قال تعالى (فإن طبن لكم شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)
وعن ثوبان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " أيما إمرأة سألت زوجها طلاقا فى غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة "
وقوله تعالى (فلا جناح عليهما فيما افتدت به) أى من الذى أعطاها لتقدم قوله (ولا تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئا إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) أى من ذلك , وقال الترمذى عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء, أنها اختلعت من زوجها على عهد النبى (صلى الله عليه وسلم) فأمرها النبى (صلى الله عليه وسلم), أو أُمرت أن تعتد بحيضة , قال الترمذى الصحيح أنها أُمرت أن تعتد بحيضة ,
وقوله تعالى (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)
أى هذه الشرائع التى شرعها لكم هى حدوده فلا تتجاوزوها كما ثبت فى الحديث الصحيح " إن الله حدّ حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تضيعوها وحرّم محارم فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تسألا عنها" والله تعالى أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892173_330.gif
وفى قول الله تعالى (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون)
أى أنه إذا طلق الرجل إمرأته طلقة ثالثة بعد ما أرسل عليها الطلاق مرتين فإنها تحرم عليه (حتى تنكح زوجا غيره) أى حتى يطأها زوج آخر فى نكاح صحيح فلو وطئها واطىء فى غير نكاح ولو فى ملك اليمين لم تحل للأول لأنه ليس بزوج وهكذا لو تزوجت ولكن لم يدخل بها الزوج لم تحل للأول , هكذا وقع فى رواية ابن جرير وقد رواه الإمام أحمد فقال : حدثنا محمد بن جعفر عن علقمة بن مرثد قال : سمعت سالم بن رزين يحدث عن سالم بن عبد الله بن عمر عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) فى الرجل تكون له المرأة فيطلقها ثلاثة ثم يتزوجها رجل فيطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى زوجها الأول فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " حتى تذوق العسيلة " وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ألا إن العسيلة الجماع "
وعن ابن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" لعن الله المحلل والمحلل له "
وقوله تعالى (فإن طلقها) أى الزوج الثانى بعد الدخول بها ,(فلا جناح عليهما أن يتراجعا)
أى المرأة والزوج الأول (إن ظنا أن يقيما حدود الله) أى يتعاشرا بالمعروف , قال مجاهد : إن ظنا أن نكاحهما على غير دلسة (وتلك حدود الله) أى شرائعه وأحكامه (يبينها) أى يوضحها (لقوم يعلمون) وقد اختلف الأئمة رحمهم الله فيما إذا طلق الرجل إمرأته طلقة أو طلقتين وتركها حتى انقضت عدتها ثم تزوجت بآخر فدخل بها ثم طلقها فانقضت عدتها ثم تزوجها الأول هل تعود إليه بما بقى من الثلاث كما هو مذهب مالك والشافعى وأحمد بن حنبل وهو قول طائفة من الصحابة رضى الله عنهم أن يكون الزوج الثانى قد هدم ما قبله من الطلاق فإذا عادت إلى الأول تعود بمجموع الثلاث كما هو مذهب أبى حنيفة وأصحابه رحمهم الله وحجتهم أن الزوج الثانى إذا هدم الثلاث فلأن يهدم ما دونها بطريق الأولى والأحرى والله أعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892173_330.gif

السماح
03-09-2012, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا ءايات الله هزوا وأذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل الله عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شىء عليم * وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الأخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون * والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك وإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما ءاتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير)

السماح
03-09-2012, 08:34 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314444_673.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314444_148.gif
فى قول الله تعالى (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا ءايات الله هزوا وأذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل الله عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شىء عليم )
هذا أمر من الله عز وجل للرجال إذا طلق أحدهم المرأة طلاقا له عليها فيه رجعة أن يُحسن فى أمرها إذا انقضت عدتها ولم يبق منها إلا مقدار ما يمكنه فيه رجعتها فإما أن يمسكها أى يرتجعها إلى عصمة نكاحه بمعروف وهو أن يشهد على رجعتها وينوى عشرتها بالمعروف أو يسرحها أى يتركها حتى تنقضى عدتها ويُخرجها من منزله بالتى هى أحسن من غير شقاق ولا مخاصمة ولا تقابح قال الله تعالى (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) , قال ابن عباس وغير واحد : كان الرجل يطلق المرأة فإذا قاربت انقضاء العدة راجعها ضرارا لئلا تذهب إلى غيره ثم يطلقها فتعتد فإذا شارفت على انقضاء العدة طلق لتطول عليها العدة فنهاهم الله عن ذلك وتوعدهم فقال (ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) أى بمخالفته أمر الله تعالى ...
وقوله تعالى (ولا تتخذوا ءايات الله هزوا) قال ابن جرير عند هذه الأية : أخبرنا كريب عن أبى موسى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضب على الأشعريين فأتاه أبو موسى فقال : يا رسول الله أغضبت على الأشعريين , فقال :"يقول أحدكم قد طلقت قد راجعت ليس هذا طلاق المسلمين طلقوا المرأة فى قبل عدتها " وقال الحسن وقتادة وغيرهم : هو الرجل يطلق ويقول : كنت لاعبا أو يعتق أو ينكح ويقول كنت لاعبا فأنزل الله تعالى (ولا تتخذوا ءايات الله هزوا) فألزم الله بذلك ..
وقوله تعالى (واذكروا نعمت الله عليكم) أى فى إرساله الرسول بالهدى والبينات إليكم (وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة) أى السنة (يعظكم به) أى يأمركم وينهاكم ويتوعدكم على ارتكاب المحارم (واتقوا الله) أى فيما تأتون وفيما تذرون (واعلموا أن الله بكل شىء عليم) أى فلا يخفى عليه شىء من أموركم السرية والجهرية وسيُجازيكم على ذلك..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg

وفى قول الله تعالى ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الأخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس : نزلت هذه الأية فى الرجل يطلق امرأته طلقة أو طلقتين فتنقضى عدتها ثم يبدو له أن يتزوجها وأن يراجعها وتريد المرأة ذلك فيمنعها أولياؤها من ذلك فنهى الله تعالى أن يمنعوها ...
وفيه دلالة على أن المرأة لا تملك أن تزوج نفسها وأنه لابد فى النكاح من ولى , كما جاء فى الحديث "لا تُزوج المرأة المرأة ولا تُزوج المرأة نفسها فإن الزانية هى التى تُزوج نفسها" وفى الأثر الأخر " "لا نكاح إلا بولى مرشد وشاهدى عدل " وذكر أن هذه الأية نزلت فى معقل بن يسار أنه زوّج أخته رجلا من المسلمين على عهد النبى (صلى الله عليه وسلم) فكانت عنده ما كانت ثم طلقها تطليقة لم يراجعها حتى انقضت عدتها فهويها وهويته ثم خطبها مع الخطاب فقال له يا لكع بن لكع أكرمتك بها وزوجتكها فطلقتها والله لا ترجع إليك أبدا آخر ما عليك قال فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إلى بعلها فأنزل الله (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن) إلى قوله تعالى (وأنتم لا تعلمون) فلما سمعها معقل قال : سمعا لربى وطاعة ثم دعاه فقال أزوّجك وأكرمك ,وزاذ ابن مردويه : وكفرت عن يمينى ...
وقوله تعالى (ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الأخر) أى هذا الذى نهيناكم عنه من منع الولايا أن يتزوجن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف يأتمر به ويتعظ به وينفعل به من كان منكم أيها الناس يؤمن بالله واليوم الأخر أى يؤمن بشرع الله ويخاف وعيده وعذابه فى الدار الأخرة وما فيها من الجزاء (ذلكم أزكى لكم وأطهر) أى اتباعكم شرع الله فى رد الموليات إلى أزواجهن وترك الحمية فى ذلك أزكى لكم وأطهر لقلوبكم (والله يعلم) أى المصالح فيما يأمر به وينهى عنه (وأنتم لا تعلمون) فى أى الخيرة فيما تأتون ولا فيما تذرون ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_926.gif
وفى قوله تعالى ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك وإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما ءاتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير)
هذا إرشاد من الله تعالى للوالدات أن يرضعن أولادهن كمال الرضاعة وهى سنتان فلا اعتبار للرضاعة بعد ذلك ولهذا قال تعالى (لمن أراد أن يتم الرضاعة) وذهب أكثر الأئمة إلى أنه لا يُحرّم من الرضاعة إلا ما كان دون الحولين فلو ارتضع المولود وعمره فوقهما لم يحرّم قال الترمذى "باب ما جاء أن الرضاعة لا تُحرّم إلا فى الصغر دون الحولين "
حدثنا قتيبة عن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أم سلمة قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " لا يُحرّم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء فى الثدى وكان قبل الفطام " ومعنى قوله " إلا ما كان فى الثدى " أى فى محل الرضاعة قبل الحولين ,
وقوله تعالى (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) أى وعلى والد الطفل أى بما جرت به عادة أمثالهن فى بلدهن من غير إسراف ولا إقتار بحسب قدرته فى يساره وتوسطه وإقتاره كما قال تعالى (لينفق ذو سعة من سعته ومن قُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) قال الضحاك : إذا طلّق زوجته وله منها ولد فأرضعت له ولده وجب على الوالد نفقتها وكسوتها بالمعروف ,
وقوله تعالى (لا تُضار والدة بولدها) أى بأن تدفعه عنها لتضر أباه بتربيته ولكن ليس لها دفعه إذا ولدته حتى تسقيه اللبن الذى لا يعيش بدون تناوله غالبا ثم بعد هذا لها دفعه عنها إذا شاءت , ولكن إن كانت مُضارة لأبيه فلا يحل لها ذلك كما لا يحل له انتزاعه منها لمجرد الضرار لها ولهذا قال تعالى (ولا مولود له بولده) أى بأن يريد أن ينتزع الولد منها إضرارا بها , وقوله تعالى (وعلى الوارث مثل ذلك) قيل فى عدم الضرار لقريبه , وقيل عليه مثل ما على والد الطفل من الإنفاق على والدة الطفل والقيام بحقوقها وعدم الإضرار بها وهو قول الجمهور , وقد ذُكر أن الرضاعة بعد الحولين ربما ضرت الولد إما فى بدنه أو عقله ,
وقوله تعالى (فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما) أى فإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل الحولين ورأيا فى ذلك مصلحة له وتشاورا فى ذلك وأجمعا عليه فلا جناح عليهما فى ذلك فيُؤخذ منه إن إنفرد أحدهما بذلك دون الأخر لا يكفى ولا يجوز لواحد منهما أن يستبد بذلك من غير مشاورة الأخر ..
وقوله تعالى (وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما ءاتيتم بالمعروف)
أى إذا اتفقت الوالدة والوالد على أن يستلم منها الولد إما لعذر منها أو لعذر له فلا جناح عليهما فى بذله ولا عليه قبوله منها إذا سلمها أجرتها الماضية بالتى هى أحسن , واسترضع لولده غيرها بالأجرة بالمعروف قاله غير واحد ,
وقوله تعالى (واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير)أى اتقوا الله تعالى فى جميع أحوالكم , وأنه لا يخفى عليه شىء من أحوالكم وأقوالكم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314445_902.gif

السماح
03-12-2012, 07:36 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير * ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أوأكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم * لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضه ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين )

السماح
03-12-2012, 09:07 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314444_673.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314444_148.gif
فى قول الله تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير)
هذا أمر من الله تعالى للنساء اللاتى يُتوفى عنهن أزواجهن أن يعتددن أربعة أشهر وعشر ليال , وهذا الحكم يشمل الزوجات المدخول بهن وغير المدخول بهن بالإجماع ومستندة فى غير المدخول بها عموم الأية الكريمة ,
وفى الحديث الذى رواه الإمام أحمد وصححه الترمذى أن ابن مسعود سُءل عن رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها فترددوا إليه مرارا فى ذلك فقال : أقول فيها برأيى فإن يك صوابا فمن الله وإن يك خطأ فمنى ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه : لها الصداق كاملا وفى لفظ لهل صداق مثلها ولا وكس ولا شطط وعليها العدة ولها الميراث , فقام معقل بن يسار الأشجعى فقال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قضى به فى بروع بنت واشق, ففرح عبد الله بذلك فرحا شديدا ,
ولا يخرج من ذلك إلا المتوفى عنها زوجها وهى حامل فإن عدتها بوضع الحمل ولو لم تمكث بعده سوى لحظة لعموم قوله تعالى (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) والله تعالى أعلى وأعلم ,
وكذلك يُستثنى من ذلك الزوجة إذا كانت أمة عدتها على النصف من عدة الحرة شهران وخمس ليال على قول الجمهور لأنها كانت على النصف من الحرة فى الحد فكذلك على النصف منها فى العدة , ولكن من العلماء كمحمد بن سيرين وبعض الظاهرية من يسوى بين الزوجات الحرائر والإماء فى هذا المقام لعموم الأية.
ولأن العدة من باب الأمور الجبلية التى تسوى فيها الخليقة , وقد ذكر سعيد بن المسيب وأبو العالية وغيرهما , أن الحكمة فى جعل عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرا لاحتمال اشتمال الرحم على حمل فإذا انتظر به هذه المدة إن كان موجودا كما جاء فى حديث ابن مسعود الذى فى الصحيحين وغيرهما " إن خلق أحدكم يُجمع فى بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يُبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح " فهذه ثلاث أربعينات بأربعة أشهر والاحتياط بعشر بعدها لما قد ينقُض بعض الشهور ثم لظهور الحركة بعد نفخ الروح فيه والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقال بعض العلماء ولو مات وهى حائض أجزأتها , وقال مالك : فلو كانت ممن لا تحيض فثلاثة أشهر , وقال الشافعى والجمهور : شهر وثلاثة أحب إلى والله أعلم ...
وقوله تعالى (فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير) يُستفاد من هذا فى وجوب الحداد على المتوفى عنها زوجها مدة عدتها لما ثبت فى الصحيحين من غير وجه عن أم حبيبة وزينب بنت جحش أمى المؤمنين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا " والغرض أن الإحداد هو عبارة عن ترك الزينة من الطيب ولبس ما يدعوها إلى الأزواج من ثياب وحلى وغير ذلك وهو واجب فى عدة الوفاة قولا واحدا ولا يجب فى عدة الرجعية قولا واحدا وهل يجب فى عدة البائن فيه قولان : ويجب الإحداد على جميع الزوجات المتوفى عنهن أزواجهن سواء فى ذلك الصغيرة والآيسة والحرة والأمة والمسلمة لعموم الأية , والله أعلى وأعلم ...
(فإذا بلغن أجلهن) أى انقضت عدتهن , (فلا جناح عليكم) أى على أوليائها (فيما فعلن فى أنفسهن) يعنى النساء اللاتى انقضت عدتهن (فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن بالمعروف) قال النكاح الحلال الطيب والله أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أوأكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم )
يقول تعالى (ولا جناح عليكم) أن تُعرضوا بخطبة النساء فى عدتهن من وفاة أزواجهن من غير تصريح , (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء) عن ابن عباس قال التعريض أن يقول إنى أريد التزويج إنى أحب إمرأة من أمرها ومن أمرها يعرّض لها بالقول بالمعروف ولا ينتصب للخطبة أى ولا ينتصب لها ما دامت فى عدتها , فأما المطلقة فلا خلاف فى أنها لا يجوز لغير زوجها التصريح بخطبتها ولا التعريض لها والله أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (أو أكننتم فى أنفسكم) أى أضمرتم فى أنفسكم من خطبتهن , ولذلك قال تعالى (علم الله أنكم ستذكرونهن) أى فى أنفسكم فرفع الحرج عنكم فى ذلك ثم قال تعالى (ولكن لا تواعدوهن سرا) قال بعض المفسرين يعنى الزنا , وقال البعض الأخر أى لا تقل لها إنى عاشق وعاهدينى أن لا تتزوجى غيرى ونحو هذا وكذا روى عن سعيد بن جبير والشعبى وعكرمة وغيرهم , وقال أخرون أى يأخذ عهد المرأة وهى فى عدتها أن لا تنكح غيره فنهى الله عن ذلك وقدّم فيه وأحل التعريض بالخطبة والقول بالمعروف , وقال ابن زيد هو أن يتزوجها فى العدة سرا فإذا حلت أظهر ذلك , وقد يُحتمل أن تكون الأية عامة فى جميع ذلك , ولهذا قال تعالى (إلا أن تقولوا قولا معروفا) قال ابن عباس : يعنى به ما تقدم به إباحة التعريض كقوله إنى فيك راغب ونحو ذلك ,
وقال محمد بن سيرين : قلت لعبيدة : ما معنى (إلا أن تقولا قولا معروفا) قال : يقول لوليها : لا تسبقنى بها يعنى لا تزوجها حتى تُعلمنى , وقوله تعالى (ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله) يعنى ولا تعقدوا العقدة بالنكاح حتى تنقضى العدة , وقوله تعالى (واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه) توّعدهم على ما يقع فى ضمائرهم من أمور النساء وأرشدهم إلى إضمار الخير دون الشر ثم لم يؤيسهم من رحمته ولم يُقنطهم من عائدته فقال (واعلموا أن الله غفور حليم)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضه ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين )
أباح تبارك وتعالى طلاق المرأة بعد العقد عليها وقبل الدخول بها , وقال ابن عباس وغيره : المس النكاح بل يجوز أن يطلقها قبل الخول بها والفرض لها إن كانت مفوضة , وإن كان فى هذا انكسار لقلبها ولهذا أمر تعالى بإمتاعها وهو تعويضها عما فاتها بشىء تُعطاه من زوجها بحسب حاله على الموسع قدره وعلى المقتر قدره , وقال سفيان الثورى عن عكرمة عن ابن عباس قال : متعة الطلاق أعلاه الخادم ودون ذلك الورق ودون ذلك الكسوة ...
وقال الشافعى فى الجديد : لا يُجبر الزوج على قدر معلوم إلا على أقل ما يقع عليه اسم المتعة وأحب ذلك إلىّ أن يكون أقله ما تُجزىء فيه الصلاة , وقال فى القديم : لا أعرف فى المتعة قدرا إلا أنى أستحسن ثلاثين درهما ...
وقد اختلف العلماء أيضا هل تجب المتعة لكل مطلقة أو إنما تجب المتعة لغير المدخول بها التى لم يُفرض لها على أقوال : أحدها أنها تجب المتعة لكل مطلقة لعموم الأية كقوله تعالى (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) أى عموم كل المطلقات , والقول الثانى : أنها تجب للمطلقة إذا طلقت قبل المسيس وإن كانت مفروضا لها لقوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا) والقول الثالث : أن المتعة إنما تجب للمطلقة إذا لم يدخل بها ولم يفرض لها فإن كان قد دخل بها وجب لها مهر مثلها إذا كانت مفوضة وإن كان قد فرض لها وطلقها قبل الدخول وجب لها عليه شطره فإن دخل بها استقر الجميع وكان ذلك عوضا لها عن المتعة وإنما المصابة التى لم يُفرض لها ولم يُدخل بها فهذه التى دلت هذه الأية الكريمة على وجوب متعتها , ومن العلماء من استحبها لكل مطلقة ممن عدا المفوضة المفارقة قبل الدخول وهذا ليس بمنكور وعليه تُحمل آية التخبير فى الأحزاب ولهذا قال تعالى (على الموسع قدره وعلى المقدر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين) ومن العلماء من يقول إنها مُستحبة مطلقا ...
قال ابن أبى حاتم عن أبى اسحاق عن الشعبى قال : ذكروا له المتعة أيُحبس فيها فقرأ (على الموسع قدره وعلى المقدر قدره) قال الشعبى : والله لو كانت واجبة لحبس فيها القضاة والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg

السماح
03-13-2012, 08:54 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فرضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير * حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين * فإذا خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون )

رجائي في الله
03-13-2012, 09:41 PM
مشكورة اختي على مجهودك العظيم
الله يجعله في ميزان حسناتك

السماح
03-13-2012, 10:18 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
يقول الله تعالى (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فرضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير )
وهذه الأية الكريمة مما يدل على اختصاص المتعة بما دلت عليه الأية الأولى حيث إنما أوجب فى هذه الأية نصف المهر المفروض إذا طلّق الزوج قبل الدخول فإنه لو كان ثم واجب آخر من متعة لبينها لا سيما وقد قرنها بما قبلها من اختصاص المتعة بتلك الأية والله أعلم...
وتشطير الصداق والحالة هذه أمر مجمع عليه بين العلماء لا خلاف بينهم فى ذلك فإنه متى كان قد سمى لها صداقا ثم فارقها قبل دخوله يها فإنه يجب لها نصف ما سمى من الصداق إلا أن عند الثلاثة أنه يجب جميع الصداق إذا خلا بها الزوج وإن لم يدخل بها وهو مذهب الشافعى فى القديم وبه حكم الخلفاء الراشدون , لكن قال الشافعى : أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن عباس أنه قال فى الرجل يتزوج المرأة فيخلو بها ولا يمسها ثم يطلقها : ليس لها إلا نصف الصداق لأن الله يقول (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم) قال الشافعى بهذا أقول وهو ظاهر الكتاب ...
وقوله تعالى (إلا أن يعفون) أى النساء عما وجب لها على زوجها فلا يجب لها عليه شىء, وعن ابن عباس : فى قوله تعالى (إلا أن يعفون) قال : إلا أن تعفو الثيب فتدع حقها ,
وقوله تعالى (أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح) قال ابن أبى حاتم : ذكر عن ابن لهيعة حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال " ولىّ عقدة النكاح الزوج " والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (وأن تعفوا أقرب للتقوى) قال ابن جرير قال بعضهم : خُوطب به الرجال والنساء , وعن ابن عباس : أى أقربهما للتقوى الذى يعفو , والفضل هاهنا لأن تعفو المرأة عن شطرها أو إتمام الرجل الصداق لها ولهذا قال تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) أى الإحسان , وقال البعض : المعروف , يعنى لا تهملوه بينكم , وقوله تعالى (إن الله بما تعملون بصير) أى لا يخفى عليه شىء من أموركم وأحوالكم وسيجزى كل عامل بعمله ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_926.gif

وفى قوله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )
يأمر الله تعالى بالمحافظة على الصلوات فى أوقاتها وحفظ حدودها وأدائها فى أوقاتها كما ثبت فى الصحيحين عن ابن مسعود قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "أى العمل أفضل ؟ قال : " الصلاة فى وقتها" قلت ثم أى ؟ قال :"الجهاد فى سبيل الله "قلت ثم أى ؟ قال :"بر الوالدين " وخص تعالى من بينها بمزيد التأكيد الصلاة الوسطى وقد اختلف السلف والخلف فيها أى صلاة هى , فقيل إنها الصبح
وعن أبى العالية : قال صليت خلف عبد الله بن قيس بالبصرة صلاة الغداة فقلت لرجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى جانبى ما الصلاة الوسطى ؟ قال هذه الصلاة , والذى نص عليه الشافعى رحمه الله أن الصلاة الوسطى هى صلاة الصبح , وكان محتجا فى قوله هذا بقوله تعالى (وقوموا لله قانتين) والقنوت عنده فى صلاة الصبح , وقيل هى وسطى باعتبار أنها لا تُقصر وهى بين صلاتين رباعيتين مقصورتين وترد المغرب , وقيل لأنها بين صلاتى ليل جهريتين وصلاتى نهار سريتين وقيل إنها صلاة الظهر , وقيل الصلاة الوسطى هى صلاة العصر وهو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم , وقيل أنها واحدة من الخمس بعينها وأبهمت فيهن كما أُبهمت ليلة القدر فى الحول أو الشهر أو العشر , وقيل بل هى صلاة الجماعة , وقيل صلاة عيد الفطر وقيل بل صلاة الأضحى , وتوقف فيها آخرون لما تعارضت عندهم الأدلة ولم يظهر لهم وجه الترجيح ولم يقع الإجماع على قول واحد بل لم يزل النزاع فيها موجودا من زمان الصحابة وإلى الأن , وقد ثبتت فى السنة أنه العصر فتعيّن المصير إليها , والله تعالى أعلى وأعلم ...
وقوله تعالى (وقوموا لله قانتين) أى خاشعين ذليلين مستكينين بين يديه وهذا الأمر مستلزم ترك الكلام فى الصلاة لمنافاته إياها , إن الصلاة لا يصلح فيها شىء من كلام الناس إنما هى التسبيح والتكبير وذكر الله , والله أعلى وأعلم.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_926.gif
وفى قوله تعالى (فإذا خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون )
لما أمر تعالى عباده بالمحافظة على الصلوات والقيام بحدودها وشدد الأمر بتأكيدها , ذكر الحال الذى يشتغل الشخص فيما عن أدائها على الوجه الأكمل وهى حال القتال والتحام فقال تعالى (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا) أى فصلوا على أى حال كان رجالا أو ركبانا : يعنى مستقبلى القبلة وغير مستقبليها , كما قال مالك عن نافع أن ابن عمر كان إذا سُئل عن صلاة الخوف وصفها ثم قال : فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجالا على أقدامهم أو ركبانا مستقبلى القبلة أو غير مستقبليها , فى هذه الأية يصلى الراكب على دابته والراجل على رجليه ,
وقوله تعالى (فإذا أمنتم فاذكروا الله) أى أقيموا صلاتكم كما أمرتك فأتموا ركوعها وسجودها وقيامها وقعودها وخشوعها وهجودها (كما علمّكم ما لم تكونوا تعلمون) أى مثل ما أنعم عليكم وهداكم للإيمان وعلمكم ما ينفعكم فى الدنيا والأخرة فقابلوه بالشكر والذكر والذى كقوله بعد ذكر صلاة الخوف (فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314445_902.gif

السماح
03-14-2012, 07:44 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم * وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين * كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تعقلون)

السماح
03-14-2012, 08:56 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
فى قول الله تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم)
قال الأكثرون هذه الأية منسوخة بالتى قبلها وهى قوله (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) قال البخارى : عن ابن مليكة قال الزبير : قلت لعثمان بن عفان (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) قد نسختها الأية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال : يا ابن أخى لا أغير شيئا منه من مكانه ومعنى هذا الإشكال الذى قاله ابن الزبير لعثمان إذا كان حكمها قد نُسخ بالأربعة الأشهر فما الحكمة فى إبقاء رسمها مع زوال حكمها وبقاء رسمها بعد التى نسختها يوهم بقاء حكمها ؟ فأجابه أمير المؤمنين بأن هذا أمر توفيقى وأنا وجدتها مثبته فى المصحف كذلك بعدها فأثبتها حيث وجدتها ,
قال ابن أبى حاتم : عن ابن عباس : فى قوله تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج) فكان للمتوفى عنها زوجها نفقتها وسكناها فى الدار سنة فنسختها آية المواريث فجُعل لهن الثمن أو الربع مما ترك الزوج , ثم قال : وروى عن أبى موسى الأشعرى وغيره , أنها منسوخة , وروى عن ابن أبى طلحة عن ابن عباس قال : كان الرجل إذا مات وترك امرأة اعتدت سنة فى بيته ينفق عليها من ماله ثم أنزل الله بعد (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) فهذه عدة المتوفى عنها زوجها إلا أن تكون حاملا فعدتها أن تضع ما فى بطنها وقال تعالى (ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم) فبين ميراث المرأة وترك الوصية والنفقة ,
وعن مجاهد قال : جعل الله تمام السنة سبعة أشهر وعشرين ليلة وصية إن شاءت سكنت فى وصيتها وإن شاءت خرجت وهو قول الله تعالى (غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم)
فالعدة كما هى واجب عليها زعم ذلك عن مجاهد رحمه الله..
وقال عطاء قال ابن عباس نسخت هذه الأية عدتها عند أهلها فتعتد حيث شاءت وهو قول الله تعالى (غير إخراج) قال عطاء : إن شاءت اعتدت عند أهلها وسكنت فى وصيتها وإن شاءت خرجت لقول الله (فلا جناح عليكم فيما فعلن) قال عطاء : ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد حيث شاءت ولا سكنى لها والله تعالى أعلى وأعلم...
وقوله تعالى (وصية لأزواجهم) أى يوصيكم الله بهن وصية كقوله تعالى (يوصيكم الله فى أولادكم) , وقوله تعالى (وصية من الله) وقيل انما انتصب على معنى فلتوصوا لهن وصية , وقرأ أخرون بالرفع وصية على معنى كتب عليكم وصية واختارها ابن جرير , ولا يمنعن من ذلك لقوله تعالى (غير إخراج) فأما إذا انقضت عدتهن بالأربعة أشهر والعشر أو بوضع الحمل واخترن الخروج والانتقال من ذلك المنزل فإنهن لا يمنعن من ذلك لقوله (فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن من معروف) وهذا القول له اتجاه وفى اللفظ مساعدة له وقد اختاره جماعة منهم الإمام أبو العباس ابن تيمية , ورده آخرون منهم الشيخ أبو عمر بن عبد البر وقول عطاء ومن تابعه , على أن ذلك منسوخ بآية الميراث إن أرادوا ما زاد على الأربعة الأشهر والعشر , فمسلم وإن أرادوا أن سكنى الأربعة الأشهر والعشر لا تجب فى تركة الميت فهذا محل خلاف بين الأئمة وهما قولان للشافعى رحمه الله , وقد استدلوا على وجوب السكنى فى منزل الزوج بما رواه مالك فى موطئه عن سعد بن اسحاق بن كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهى أخت أبى سعيد الخدرى رضى الله عنهما أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسأله أن ترجع إلى أهلها فى بنى خدرة فإن زوجها خرج فى طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كان بطرف القدوم لحقهم فقتلوه قالت : فسألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أرجع إلى أهلى فى بنى خدرة فإن زوجى لم يتركنى فى مسكن يملكه ولا نفقة قالت : فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم , قالت : فانصرفت حتى إذا كنت فى الحجرة نادانى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو أمر بى فنوديت له فقال كيف قلت ؟ فرددت عليه القصة التى ذكرت له من شأن زوجى فقال : أمكثى فى بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله , قالت : فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا قالت : فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلى فسألنى عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به وكذا رواه أبو داود والترمذى والنسائى من حديث مالك به , وبه قال الترمذى حسن صحيح , والله أعلى وأعلم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى ( وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين)
وقوله تعالى (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين)
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لما نزل قوله تعالى (متاع بالمعروف حقا على المحسنين) قال رجل : إن شئت أحسنت ففعلت وإن شئت لم أفعل فأنزل الله هذه الأية (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) وقد استدل بهذه الأية من ذهب من العلماء إلى وجوب المتعة لكل مطلقة سواء كانت مفوضة أو مفروضا لها أو مطلقة قبل المسيس أو مدخولا بها وهو قول الشافعى رحمه الله وغيره , ومن لم يوجبها مطلقا يُخصص من هذا العموم مفهوم قوله تعالى (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره بالمعروف حقا على المحسنين) وأجاب الأولون بأن هذا من باب ذكر بعض أفراد العموم فلا تخصيص على المشهور المنصوص والله تعالى أعلى وأعلم...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى ( كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تعقلون)
وقوله تعالى (كذلك يبين الله لكم ْاياته) أى فى إحلاله وتحريمه وفروضه وحدوده فيما أمركم به ونهاكم عنه بيّنه ووضحه وفسره , ولم يتركه مجملا فى وقت احتياجكم إليه ,
(لعلكم تعقلون) أى تفهمون وتتدبرون ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314445_902.gif

السماح
03-15-2012, 08:35 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * وقاتلوا فى سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم * من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون )

السماح
03-15-2012, 09:16 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1330892174_778.gif
فى قوله تعالى (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون )
وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعَة آلَاف وَعَنْهُ كَانُوا ثَمَانِيَة آلَاف وَقَالَ أَبُو صَالِح : تِسْعَة آلَاف وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَرْبَعُونَ أَلْفًا وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه وَأَبُو مَالِك : كَانُوا بِضْعَة وَثَلَاثِينَ أَلْفًا .
وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانُوا أَهْل قَرْيَة يُقَال لَهَا ذَاوَرْدَان .
وَقَالَ سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز : كَانُوا مِنْ أَهْل أَذْرِعَات وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ عَطَاء قَالَ : هَذَا مِثْل وَقَالَ عَلِيّ بْن عَاصِم : كَانُوا مِنْ أَهْل ذَاوَرْدَان قَرْيَة عَلَى فَرْسَخ مِنْ قِبَل وَاسِط
حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ مَيْسَرَة بْن حَبِيب النَّهْدِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارهمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْت " قَالَ : كَانُوا أَرْبَعَة آلَاف خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ الطَّاعُون قَالُوا : نَأْتِي أَرْضًا لَيْسَ بِهَا مَوْت حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا قَالَ اللَّه لَهُمْ" مُوتُوا " فَمَاتُوا فَمَرَّ عَلَيْهِمْ نَبِيّ مِنْ الْأَنْبِيَاء فَدَعَا رَبّه أَنْ يُحْيِيَهُمْ فَأَحْيَاهُمْ فَذَلِكَ قَوْله عَزَّ وَجَلَّ " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارهمْ وَهُمْ أُلُوف حَذَرَ الْمَوْت " وَذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْم كَانُوا أَهْل بَلْدَة فِي زَمَان بَنِي إِسْرَائِيل اِسْتَوْخَمُوا أَرْضهمْ وَأَصَابَهُمْ بِهَا وَبَاء شَدِيد فَخَرَجُوا فِرَارًا مِنْ الْمَوْت هَارِبِينَ إِلَى الْبَرِّيَّة فَنَزَلُوا وَادِيًا أَفْيَح فَمَلَئُوا مَا بَيْن عُدْوَتَيْهِ فَأَرْسَلَ اللَّه إِلَيْهِمْ مَلَكَيْنِ أَحَدهمَا مِنْ أَسْفَل الْوَادِي وَالْآخَر مِنْ أَعْلَاهُ فَصَاحَا بِهِمْ صَيْحَة وَاحِدَة فَمَاتُوا عَنْ آخِرهمْ مَوْتَة رَجُل وَاحِد فَحِيزُوا إِلَى حَظَائِر وَبُنِيَ عَلَيْهِمْ جُدْرَان وَفَنُوا وَتَمَزَّقُوا وَتَفَرَّقُوا فَلَمَّا كَانَ بَعْد دَهْر مَرَّ بِهِمْ نَبِيّ مِنْ أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيل يُقَال لَهُ حِزْقِيل فَسَأَلَ اللَّه أَنْ يُحْيِيَهُمْ عَلَى يَدَيْهِ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُول : أَيَّتُهَا الْعِظَام الْبَالِيَة إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تَجْتَمِعِي فَاجْتَمَعَ عِظَام كُلّ جَسَد بَعْضهَا إِلَى بَعْض ثُمَّ أَمَرَهُ فَنَادَى أَيَّتهَا الْعِظَام إِنَّ اللَّه يَأْمُرك بِأَنْ تَكْتَسِي لَحْمًا وَعَصَبًا وَجِلْدًا فَكَانَ ذَلِكَ وَهُوَ يُشَاهِدهُ ثُمَّ أَمَرَهُ فَنَادَى أَيَّتهَا الْأَرْوَاح إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تَرْجِع كُلّ رُوح إِلَى الْجَسَد الَّذِي كَانَتْ تَعْمُرهُ فَقَامُوا أَحْيَاء يَنْظُرُونَ قَدْ أَحْيَاهُمْ اللَّه بَعْد رَقْدَتهمْ الطَّوِيلَة وَهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانك لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ وَكَانَ فِي إِحْيَائِهِمْ عِبْرَة وَدَلِيل قَاطِع عَلَى وُقُوع الْمَعَاد الْجُسْمَانِيّ يَوْم الْقِيَامَة وَلِهَذَا قَالَ تعالى" إِنَّ اللَّه لَذُو فَضْل عَلَى النَّاس " أَيْ فِيمَا يُرِيهِمْ مِنْ الْآيَات الْبَاهِرَة وَالْحُجَج الْقَاطِعَة وَالدَّلَالَات الدَّامِغَة " وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يَشْكُرُونَ " أَيْ لَا يَقُومُونَ بِشُكْرِ مَا أَنْعَمَ اللَّه بِهِ عَلَيْهِمْ فِي دِينهمْ وَدُنْيَاهُمْ وَفِي هَذِهِ الْقِصَّة عِبْرَة وَدَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَنْ يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَر وَأَنَّهُ لَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّه إِلَّا إِلَيْهِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ الْوَبَاء طَلَبًا لِطُولِ الْحَيَاة فَعُومِلُوا بِنَقِيضِ قَصْدهمْ وَجَاءَهُمْ الْمَوْت سَرِيعًا فِي آنٍ وَاحِد
وَمِنْ هَذَا الْقَبِيل الْحَدِيث الصَّحِيح الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن عِيسَى أَخْبَرَنَا مَالِك وَعَبْد الرَّزَّاق عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب خَرَجَ إِلَى الشَّام حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاء الْأَجْنَاد أَبُو عُبَيْدَة بْن الْجَرَّاح وَأَصْحَابه فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاء قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ فَذَكَرَ الْحَدِيث فَجَاءَهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَكَانَ مُتَغَيِّبًا لِبَعْضِ حَاجَته فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول : إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدُمُوا عَلَيْهِ " فَحَمِدَ اللَّه عُمَر ثُمَّ اِنْصَرَفَ
" قَالَ فَرَجَعَ عُمَر مِنْ الشَّام وَأَخْرَجَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ بِنَحْوِهِ .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (وقاتلوا فى سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم )

وَقَوْله " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه سَمِيع عَلِيم " أَيْ كَمَا أَنَّ الْحَذَر لَا يُغْنِي مِنْ الْقَدَر كَذَلِكَ الْفِرَار مِنْ الْجِهَاد وَتَجَنُّبه لَا يُقَرِّب أَجَلًا وَلَا يُبْعِدهُ بَلْ الْأَجَلُ الْمَحْتُومُ وَالرِّزْقُ الْمَقْسُومُ مُقَدَّرٌ مُقَنَّنٌ لَا يُزَادُ فِيهِ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى " الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَقَالُوا رَبّنَا لِمَ كَتَبْت عَلَيْنَا الْقِتَال لَوْلَا أَخَّرْتنَا إِلَى أَجَل قَرِيب قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اِتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ " وَرُوِّينَا عَنْ أَمِير الْجُيُوش وَمُقَدَّم الْعَسَاكِر وَحَامِي حَوْزَة الْإِسْلَام وَسَيْف اللَّه الْمَسْلُول عَلَى أَعْدَائِهِ أَبِي سُلَيْمَان خَالِد بْن الْوَلِيد - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي سِيَاق الْمَوْت : لَقَدْ شَهِدْت كَذَا وَكَذَا مَوْقِفًا وَمَا مِنْ عُضْو مِنْ أَعْضَائِي
إِلَّا وَفِيهِ رَمْيَة أَوْ طَعْنَة أَوْ ضَرْبَة وَهَا أَنَا ذَا أَمُوت عَلَى فِرَاشِي كَمَا يَمُوت الْعِير فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبَنَاء - يَعْنِي أَنَّهُ يَتَأَلَّم لِكَوْنِهِ مَا مَاتَ قَتِيلًا فِي الْحَرْب وَيَتَأَسَّف عَلَى ذَلِكَ وَيَتَأَلَّم أَنْ يَمُوت عَلَى فِرَاشه .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_926.gif

وفى قوله تعالى (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون )
وَقَوْله " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة " يَحُثّ تَعَالَى عِبَاده عَلَى الْإِنْفَاق فِي سَبِيل اللَّه وَقَدْ كَرَّرَ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَة فِي كِتَابه الْعَزِيز فِي غَيْر مَوْضِع وَفِي حَدِيث النُّزُول أَنَّهُ يَقُول تَعَالَى مَنْ يُقْرِض غَيْر عَدِيم وَلَا ظَلُوم وَقَدْ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِض اللَّه قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفهُ لَهُ "قَالَ أَبُو الدَّحْدَاح الْأَنْصَارِيّ : يَا رَسُول اللَّه وَإِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَيُرِيد مِنَّا الْقَرْض ؟ قَالَ : " نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاح" قَالَ أَرِنِي يَدك يَا رَسُول اللَّه قَالَ فَنَاوَلَهُ يَده قَالَ : فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْت رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ حَائِطِي قَالَ وَحَائِط لَهُ فِيهِ سِتّمِائَةِ نَخْلَة وَأُمّ الدَّحْدَاح فِيهِ وَعِيَالهَا قَالَ فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاح فَنَادَاهَا يَا أَمّ الدَّحْدَاح قَالَتْ لَبَّيْكَ قَالَ : اُخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْته رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَوْله " قَرْضًا حَسَنًا " رُوِيَ عَنْ عُمَر وَغَيْره مِنْ السَّلَف هُوَ النَّفَقَة فِي سَبِيل اللَّه وَقِيلَ هُوَ النَّفَقَة عَلَى الْعِيَال وَقِيلَ هُوَ التَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس وَقَوْله " فَيُضَاعِفهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة " كَمَا قَالَ تَعَالَى" مَثَل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهمْ فِي سَبِيل اللَّه كَمَثَلِ حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْع سَنَابِل فِي كُلّ سُنْبُلَة مِائَة حَبَّة وَاَللَّه يُضَاعِف لِمَنْ يَشَاء "
عَنْ زِيَاد الْجَصَّاص عَنْ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ : لَمْ يَكُنْ أَحَد أَكْثَر مُجَالَسَة لِأَبِي هُرَيْرَة مِنِّي فَقَدِمَ قَبْلِي حَاجًّا قَالَ : وَقَدِمْت بَعْده فَإِذَا أَهْل الْبَصْرَة يَأْثُرُونَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول إِنَّ اللَّه يُضَاعِف الْحَسَنَة أَلْف أَلْف حَسَنَة " فَقُلْت وَيْحَكُمْ وَاَللَّه مَا كَانَ أَحَد أَكْثَر مُجَالَسَة لِأَبِي هُرَيْرَة مِنِّي فَمَا سَمِعْت هَذَا الْحَدِيث قَالَ : فَتَحَمَّلْت أُرِيد أَنْ أَلْحَقَهُ فَوَجَدْته قَدْ اِنْطَلَقَ حَاجًّا فَانْطَلَقْت إِلَى الْحَجّ أَنْ أَلْقَاهُ فِي هَذَا الْحَدِيث فَلَقِيته لِهَذَا فَقُلْت : يَا أَبَا هُرَيْرَة مَا حَدِيث سَمِعْت أَهْل الْبَصْرَة يَأْثُرُونَ عَنْك ؟ قَالَ مَا هُوَ ؟ قُلْت : زَعَمُوا أَنَّك تَقُول إِنَّ اللَّه يُضَاعِف الْحَسَنَة أَلْف أَلْف حَسَنَة قَالَ : يَا أَبَا عُثْمَان وَمَا تَعْجَب مِنْ ذَا وَاَللَّه يَقُول " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِض اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة " وَيَقُول " مَا مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا قَلِيل " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول إِنَّ اللَّه يُضَاعِف الْحَسَنَة أَلْفَيْ أَلْف حَسَنَة " وَفِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيْره مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن دِينَار عَنْ سَالِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " مَنْ دَخَلَ سُوقًا مِنْ الْأَسْوَاق فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّه لَهُ أَلْف أَلْف حَسَنَة وَمَحَا عَنْهُ أَلْف أَلْف سَيِّئَة " الْحَدِيث
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن بَسَّام حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل الْمُؤَدِّب عَنْ عِيسَى بْن الْمُسَيِّب عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ " مَثَل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهمْ فِي سَبِيل اللَّه كَمَثَلِ حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْع سَنَابِل " إِلَى آخِرهَا فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَبّ زِدْ أُمَّتِي فَنَزَلَتْ" مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِض اللَّه قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة " قَالَ " رَبّ زِدْ أُمَّتِي " فَنَزَلَتْ " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرهمْ بِغَيْرِ حِسَاب "
وَقَوْله " وَاَللَّه يَقْبِض وَيَبْسُط " أَيْ أَنْفَقُوا وَلَا تُبَالُوا فَاَللَّه هُوَ الرَّزَّاق يُضَيِّق عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده فِي الرِّزْق وَيُوَسِّعهُ عَلَى آخَرِينَ لَهُ الْحِكْمَة الْبَالِغَة فِي ذَلِكَ " وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة . http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314445_902.gif

السماح
03-16-2012, 07:34 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ألم تر إلى الملإ من بنى إسراءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين * وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم * وقال لهم نبيهم إن ءاية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ءال موسى وءال هارون تحمله الملائكة إن فى ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين)

السماح
03-16-2012, 08:25 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (ألم تر إلى الملإ من بنى إسراءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين )
قَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة : هَذَا النَّبِيّ هُوَ يُوشَع بْن نُون .
وَقَالَ السُّدِّيّ : هُوَ شَمْعُون وَقَالَ مُجَاهِد : هُوَ شمويل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه وَهُوَ شمويل بْن بَالِي أَنَّ عَلْقَمَة بْن ترخام بْن اليهد بْن بهرض بْن عَلْقَمَة بْن ماجب بْن عمرصا بْن عزريا بْن صَفِيَّة بْن عَلْقَمَة بْن أَبِي ياسف بْن قَارُون بْن يصهر بْن قاهث بْن لَاوِي بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام
وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه وَغَيْره كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل بَعْد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى طَرِيق الِاسْتِقَامَة مُدَّة مِنْ الزَّمَان ثُمَّ أَحْدَثُوا الْأَحْدَاث وَعَبَدَ بَعْضُهُمْ الْأَصْنَامَ وَلَمْ يَزَلْ بَيْن أَظْهُرهمْ مِنْ الْأَنْبِيَاء مَنْ يَأْمُرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنْكَر وَيُقِيمهُمْ عَلَى مَنْهَج التَّوْرَاة إِلَى أَنْ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَعْدَاءَهُمْ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ مُقْتَلَة عَظِيمَة وَأَسَرُوا خَلْقًا كَثِيرًا وَأَخَذُوا مِنْهُمْ بِلَادًا كَثِيرَة وَلَمْ يَكُنْ أَحَد يُقَاتِلهُمْ إِلَّا غَلَبُوهُ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانَ عِنْدهمْ التَّوْرَاة وَالتَّابُوت الَّذِي كَانَ فِي قَدِيم الزَّمَان وَكَانَ ذَلِكَ مَوْرُوثًا لِخَلَفِهِمْ عَنْ سَلَفهمْ إِلَى مُوسَى الْكَلِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ تَمَادِيهِمْ عَلَى الضَّلَال حَتَّى اِسْتَلَبَهُ مِنْهُمْ بَعْض الْمُلُوك فِي بَعْض الْحُرُوب وَأَخَذَ التَّوْرَاة مِنْ أَيْدِيهمْ وَلَمْ يَبْقَ مَنْ يَحْفَظهَا فِيهِمْ إِلَّا الْقَلِيل وَانْقَطَعَتْ النُّبُوَّة مِنْ أَسْبَاطهمْ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ سَبْط لَاوِي الَّذِي يَكُون فِيهِ الْأَنْبِيَاء إِلَّا اِمْرَأَة حَامِل مِنْ بَعْلهَا وَقَدْ قُتِلَ فَأَخَذُوهَا فَحَبَسُوهَا فِي بَيْت وَاحْتَفَظُوا بِهَا لَعَلَّ اللَّه يَرْزُقهَا غُلَامًا يَكُون نَبِيًّا لَهُمْ وَلَمْ تَزَلْ الْمَرْأَة تَدْعُو اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقهَا غُلَامًا فَسَمِعَ اللَّه لَهَا وَوَهَبَهَا غُلَامًا فَسَمَّتْهُ شمويل أَيْ سَمِعَ اللَّه دُعَائِي وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول شَمْعُون وَهُوَ بِمَعْنَاهُ فَشَبَّ ذَلِكَ الْغُلَام وَنَشَأَ فِيهِمْ وَأَنْبَتَهُ اللَّهُ نَبَاتًا حَسَنًا فَلَمَّا بَلَغَ سِنّ الْأَنْبِيَاء أَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ وَأَمَرَهُ بِالدَّعْوَةِ إِلَيْهِ وَتَوْحِيده فَدَعَا بَنِي إِسْرَائِيل فَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُقِيم لَهُمْ مَلِكًا يُقَاتِلُونَ مَعَهُ أَعْدَاءَهُمْ وَكَانَ الْمَلِك أَيْضًا قَدْ بَادَ فِيهِمْ فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيّ : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ أَقَامَ اللَّه لَكُمْ مَلِكًا أَلَّا تُقَاتِلُوا وَتَفُوا بِمَا اِلْتَزَمْتُمْ مِنْ الْقِتَال مَعَهُ " قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيل اللَّه وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارنَا وَأَبْنَائِنَا "
أَيْ وَقَدْ أُخِذَتْ مِنَّا الْبِلَاد وَسُبِيَتْ الْأَوْلَاد قَالَ اللَّه تَعَالَى :
" فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَال تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاَللَّه عَلِيم بِالظَّالِمِينَ " أَيْ مَا وَفُّوا بِمَا وَعَدُوا بَلْ نَكَلَ عَنْ الْجِهَاد أَكْثَرُهُمْ وَاَللَّهُ عَلِيمٌ بِهِمْ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

وفى قول الله تعالى (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم )
أَيْ لَمَّا طَلَبُوا مِنْ نَبِيِّهِمْ أَنْ يُعَيِّن لَهُمْ مَلِكًا مِنْهُمْ فَعَيَّنَ لَهُمْ طَالُوت وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَجْنَادهمْ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ بَيْت الْمُلْك فِيهِمْ لِأَنَّ الْمُلْك كَانَ فِي سَبْط يَهُوذَا وَلَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ ذَلِكَ السَّبْط فَلِهَذَا قَالُوا "أَنَّى يَكُون لَهُ الْمُلْك عَلَيْنَا " أَيْ كَيْف يَكُون مَلِكًا عَلَيْنَا " وَنَحْنُ أَحَقّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَة مِنْ الْمَال " أَيْ ثُمَّ هُوَ مَعَ هَذَا فَقِير لَا مَال لَهُ يَقُوم بِالْمُلْكِ وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّهُ كَانَ سَقَّاء وَقِيلَ دَبَّاغًا وَهَذَا اِعْتِرَاض مِنْهُمْ عَلَى نَبِيّهمْ وَتَعَنُّت وَكَانَ الْأَوْلَى بِهِمْ طَاعَة وَقَوْل مَعْرُوف ثُمَّ قَدْ أَجَابَهُمْ النَّبِيّ قَائِلًا " إِنَّ اللَّه اِصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ " أَيْ اِخْتَارَهُ لَكُمْ مِنْ بَيْنكُمْ وَاَللَّه أَعْلَم بِهِ مِنْكُمْ يَقُول لَسْت أَنَا الَّذِي عَيَّنْته مِنْ تِلْقَاء نَفْسِي بَلْ اللَّه أَمَرَنِي بِهِ لَمَّا طَلَبْتُمْ مِنِّي ذَلِكَ " وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ " أَيْ وَهُوَ مَعَ هَذَا أَعْلَم مِنْكُمْ وَأَنْبَل وَأَشْكَل مِنْكُمْ وَأَشَدّ قُوَّة وَصَبْرًا فِي الْحَرْب وَمَعْرِفَة فِيهَا أَيْ أَتَمَّ عِلْمًا وَقَامَة مِنْكُمْ وَمِنْ هَاهُنَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونالْمَلِك ذَا عِلْم وَشَكْل حَسَن وَقُوَّة شَدِيدَة فِي بَدَنه وَنَفْسه ثُمَّ قَالَ " وَاَللَّه يُؤْتِي مُلْكه مَنْ يَشَاء " أَيْ هُوَ الْحَاكِم الَّذِي مَا شَاءَ فَعَلَ وَلَا يَسْأَل عَمَّا يَفْعَل وَهُمْ يَسْأَلُونَ لِعِلْمِهِ وَحِكْمَته وَرَأْفَته بِخَلْقِهِ وَلِهَذَا قَالَ " وَاَللَّه وَاسِع عَلِيم " أَيْ هُوَ وَاسِع
الْفَضْل يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء عَلِيم بِمَنْ يَسْتَحِقّ الْمُلْك مِمَّنْ لَا يَسْتَحِقّهُ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache
وفى قول الله تعالى (

وقال لهم نبيهم إن ءاية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ءال موسى وءال هارون تحمله الملائكة إن فى ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين)
يَقُول لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ عَلَامَة بَرَكَة مُلْك طَالُوت عَلَيْكُمْ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ التَّابُوت الَّذِي كَانَ أُخِذَ مِنْكُمْ " وَفِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبّكُمْ " قِيلَ مَعْنَاهُ فِيهِ وَقَار وَجَلَالَة قَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة " فِيهِ سَكِينَة " أَيْ وَقَار وَقَالَ اِبْن جُرَيْج : سَأَلْت عَطَاء عَنْ قَوْله " فِيهِ سَكِينَة مِنْ رَبّكُمْ "
قَالَ : مَا تَعْرِفُونَ مِنْ آيَات اللَّه فَتَسْكُنُونَ إِلَيْهِ وَكَذَا قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَقِيلَ السَّكِينَة طَسْت مِنْ ذَهَب كَانَتْ تُغْسَل فِيهِ قُلُوب الْأَنْبِيَاء أَعْطَاهَا اللَّه مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَوَضَعَ فِيهَا الْأَلْوَاحوَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق : أَخْبَرَنَا بَكَّار بْن عَبْد اللَّه أَنَّهُ سَمِعَ وَهْب بْن مُنَبِّه يَقُول : السَّكِينَة رُوح مِنْ اللَّه تَتَكَلَّم إِذَا اِخْتَلَفُوا فِي شَيْء تَكَلَّمَ فَتُخْبِرهُمْ بِبَيَانِ مَا يُرِيدُونَ والله أعلى وأعلم ...
قَوْله " وَبَقِيَّة مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ " قَالَ اِبْن جَرِير : عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة " وَبَقِيَّة مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ " قَالَ عَصَاهُ وَرُضَاض الْأَلْوَاح وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَعِكْرِمَة وَزَادَ وَالتَّوْرَاة وَقَالَ أَبُو صَالِح " وَبَقِيَّة مِمَّاتَرَكَ آلُ مُوسَى " يَعْنِي عَصَا مُوسَى وَعَصَا هَارُونَ وَلَوْحَيْنِ مِنْ التَّوْرَاة وَالْمَنّ وَقَالَ عَطِيَّة بْن سَعْد : عَصَا مُوسَى وَعَصَا هَارُون وَثِيَاب مُوسَى وَثِيَاب هَارُون وَرُضَاض الْأَلْوَاح وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق : سَأَلْت الثَّوْرِيّ عَنْ قَوْله " وَبَقِيَّة مِمَّا تَرَكَ آل مُوسَى وَآل هَارُون " فَقَالَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُول قَفِيز مِنْ مَنٍّ وَرُضَاض الْأَلْوَاح وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول الْعَصَا وَالنَّعْلَانِ وَقَوْله "تَحْمِلهُ الْمَلَائِكَة " قَالَ اِبْن جُرَيْج : قَالَ اِبْن عَبَّاس : جَاءَتْ الْمَلَائِكَة تَحْمِل التَّابُوت بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض حَتَّى وَضَعَتْهُ بَيْن يَدَيْ طَالُوت وَالنَّاس يَنْظُرُونَ وَقَالَ السُّدِّيّ : أَصْبَحَ التَّابُوت فِي دَار طَالُوت فَآمَنُوا بِنُبُوَّةِ شَمْعُون وَأَطَاعُوا طَالُوت وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ الثَّوْرِيّ عَنْ بَعْض أَشْيَاخه : جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَة تَسُوقهُ عَلَى عَجَلَة عَلَى بَقَرَة وَقِيلَ عَلَى بَقَرَتَيْنِ .
وَذَكَرَ غَيْره أَنَّ التَّابُوت كَانَ بِأَرِيحَاء وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ لَمَّا أَخَذُوهُ وَضَعُوهُ فِي بَيْت آلِهَتهمْ تَحْت صَنَمهمْ الْكَبِير فَأَصْبَحَ التَّابُوت عَلَى رَأْس الصَّنَم فَأَنْزَلُوهُ فَوَضَعُوهُ تَحْته فَأَصْبَحَ كَذَلِكَ فَسَمَّرُوهُ تَحْتُ فَأَصْبَحَ الصَّنَم مَكْسُور الْقَوَائِم مُلْقًى بَعِيدًا . فَعَلِمُوا أَنَّ هَذَا أَمْر مِنْ اللَّه لَا قِبَل لَهُمْ بِهِ فَأَخْرَجُوا التَّابُوت مِنْ بَلَدهمْ فَوَضَعُوهُ فِي بَعْض الْقُرَى فَأَصَابَ أَهْلهَا دَاء فِي رِقَابهمْ فَأَمَرَتْهُمْ جَارِيَة مِنْ سَبْي بَنِي إِسْرَائِيل أَنْ يَرُدُّوهُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل حَتَّى يَخْلُصُوا مِنْ هَذَا الدَّاء فَحَمَلُوهُ عَلَى بَقَرَتَيْنِ فَسَارَتَا بِهِ لَا يَقْرَبهُ أَحَد إِلَّا مَاتَ حَتَّى اِقْتَرَبَتَا مِنْ بَلَد بَنِي إِسْرَائِيل فَكَسَرَتَا النَّيِّرِينَ وَرَجَعَتَا وَجَاءَ بَنُو إِسْرَائِيل فَأَخَذُوهُ فَقِيلَ إِنَّهُ تَسَلَّمَهُ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ إِلَيْهِمَا خَجِلَ مِنْ فَرَحه بِذَلِكَ وَقِيلَ شَابَّانِ مِنْهُمْ فَاَللَّه أَعْلَم. وَقِيلَ كَانَ التَّابُوت بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى فِلَسْطِين يُقَال لَهَا أزدوه .
وَقَوْله " إِنَّ فِي ذَلِكَ لأية لَكُمْ " أَيْ عَلَى صِدْقِي فِيمَا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ النُّبُوَّة وَفِيمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنْ طَاعَة طَالُوت " إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " أَيْ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-17-2012, 07:51 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من إغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين ءامنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين * ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وءاتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين )

السماح
03-17-2012, 08:33 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من إغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين ءامنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
يقول تعالى مخبرا عن طالوت ملك بنى إسرائيل حين خرج فى جنوده ومن أطاعه من ملإ بنى إسرائيل وكان جيشه يومئذ فيما ذكره السدى ثمانين ألفا فالله أعلم أنه قال (إن الله مبتليكم) أى مختبركم بنهر , قال ابن عباس وغيره : وهو نهر بين الأردن وفلسطين يعنى نهر الشريعة المشهور (فمن شرب منه فليس منى) أى فلا يصحبنى اليوم فى هذا الوجه (ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من إغترف غرفة بيده) أى فلا بأس عليه قال الله تعالى (فشربوا منه إلا قليلا منهم) قال ابن جريج قال ابن عباس : من إغترف منه بيده , روى ومن شرب منه لم يُرو وكذا رواه السدى عن ابن مالك عن ابن عباس ..
وكذا قال قتادة وغيره : كان الجيش ثمانين ألفا فشرب منه ستة وسبعون ألفا وتبقى أربعة آلاف , وقد روى ابن جرير من طريق إسرائيل عن البراء بن عازب قال : كنا نتحدث أن أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) الذين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر على عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر وما جازه معه إلا مؤمن , ورواه البخارى , ولهذا قال تعالى (فلما جاوزه هو والذين ءامنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) أى استقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم فشجعهم علماؤهم العالمون بأن وعد الله حق فإن النصر من عند الله ليس عن كثرة عدد ولا عدة ولهذا قالوا (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )
أى لما واجه حزب الإيمان وهم قليل من أصحاب طالوت لعدوهم أصحاب جالوت وهم عدد كثير (قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا) أى : أنزل علينا صبرا من عندك (وثبت أقدامنا) أى : فى لقاء الأعداء وجنبنا الفرار والعجز ,(وانصرنا على القوم الكافرين)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وءاتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين )
قال الله تعالى (فهزموهم بإذن الله) أى : غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم (وقتل داود جالوت) ذكروا فى الإسرائيليات : أنه قتله بمقلاع كان فى يده رماه به فأصابه فقتله , وكان طالوت قد وعد إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويشاطره نعمته ويشركه فى أمره , فوفى له ثم آل الملك إلى داود عليه السلام مع ما منحه الله به من النبوة العظيمة , ولهذا قال تعالى (وءاتاه الله الملك) الذى كان بيد طالوت , (والحكمة) أى : النبوة بعد شمويل , (وعلمه مما يشاء) أى : مما يشاء الله من العلم الذى اختصه به (صلى الله عليه وسلم) ثم قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) أى : لولاه يدفع عن قوم بآخرين كما دفع عن بنى إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها إسم الله كثيرا) وقال ابن مردوية عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " الأبدال فى أمتى ثلاثون بهم تقوم الأرض , وبهم تمطرون وبهم تنصرون " قال قتادة : إنى لأرجو أن يكون الحسن منهم ,
وقوله تعالى (ولكن الله ذو فضل على العالمين) أى : منّ عليهم ورحمة بهم , يدفع عنهم ببعضهم بعضا وله الحكم والحكمة والحجة على خلقه فى جميع أفعاله وأقواله ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-18-2012, 05:04 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين * تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وءاتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما إقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن إختفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما إقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد * يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون)

السماح
03-18-2012, 05:46 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين )
قال تعالى (تلك ءايات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين) أى هذه آيات الله التى قصصناها عليك من أمر الذين ذكرناهم بالحق أى بالواقع الذى كان عليه الأمر المطابق لما بأيدى أهل الكتاب من الحق الذى يعلمه علماء بنى إسرائيل (وإنك) أى يا محمد (لمن المرسلين) وهذا توكيد وتوطئة للقسم ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قول الله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وءاتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما إقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن إختفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما إقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )
يخبر تعالى أنه فضّل بعض الرسل على بعض كما قال تعالى (ولقد فضلنا بعض النبين على بعض وءاتينا داود زبورا) وقال تعالى (منهم من كلم الله) يعنى موسى ومحمد (صلى الله عليه وسلم) وكذلك آدم كما ورد به الحديث المروى فى صحيح ابن حبان عن أبى ذر رضى الله عنه "ورفع بعضهم درجات " كما ثبت فى الإسراء حين رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) الأنبياء فى السموات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل فإن قيل "فما الجمع بين هذه الأية وبين الحديث الثابت فى الصحيحين عن أبى هريرة قال : استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال اليهودى فى قسم يقسمه : لا والذى اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهودى فقال : أى خبيث ؟ وعلى محمد (صلى الله عليه وسلم) ؟ فجاء اليهودى إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فاشتكى على المسلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لا تفضلونى على الأنبياء فإن الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يُفيق فأجد موسى باطشا بقائمة العرش فلا أدرى أفاق قبلى أم جوزى بصعقة الطور ؟ فلا تفضلونى على الأنبياء "وفى رواية "لا تفضلوا بين الأنبياء " فالجواب من وجوه :أحدها أن هذا قاله من باب التواضع , والأخر, أنه هذا نهى عن التفضيل فى مثل هذه الحال التى تحاكموا فيها عند التخاصم , وأخر قال , لا تفضلوا بمجرد الأراء والعصبية , والأخر قال : ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله عز وجل وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به ...
وقوله تعالى (وءاتينا عيسى بن مريم البينات) أى الحجج والدلائل القاطعات على صحة ما جاء بنى إسرائيل به من أنه عبد الله ورسوله إليهم (وأيدناه بروح القدس) يعنى أن الله أيده بجبريل (عليه السلام) ثم قال تعالى (ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من ءامن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا) أى كل ذلك عن قضاء الله وقدره ولهذا قال تعالى (ولكن الله يفعل ما يريد)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون)
يأمر تعالى عباده بالإنفاق مما رزقهم فى سبيله سبيل الخير ليدّخروا ثواب ذلك عند ربهم ومليكهم وليبادروا إلى ذلك فى هذه الحياة الدنيا , (من قبل أن يأتى يوم) يعنى يوم القيامة (لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة) أى لا يُباع أحد من نفسه ولا يُفادى بمال لو بذله ولو جاء بملء الأرض ذهبا ولا تنفعه خلة أحد يعنى صداقته بل ولا نسابته كما قال تعالى (فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) ولا شفاعة : أى ولا تنفعهم شفاعة الشافعين , وقوله تعالى (والكافرون هم الظالمون) مبتدأ محصور فى خبره أى ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافرا , وقد روى ابن أبى حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال : الحمد لله الذى قال (والكافرون هم الظالمون) ولم يقل والظالمون هم الكافرون ...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg

السماح
03-19-2012, 08:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فى السموات وما فى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم * لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها والله سميع عليم * الله ولى الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )

السماح
03-19-2012, 10:06 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فى السموات وما فى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم )
هَذِهِ آيَةُ الْكُرْسِيّ وَلَهَا شَأْن عَظِيم وقد ورد فى فضلها وعظمتها الكثير من الأحاديث , وقَدْ صَحَّ الْحَدِيث عَنْ رَسُول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّهَا أَفْضَل آيَة فِي كِتَاب اللَّه قَالَ الْإِمَام أَحْمَد :عَنْ عَبْد اللَّه بْن رَبَاح عَنْ أُبَيّ هُوَ اِبْن كَعْب أَنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَهُ أَيّ آيَة فِي كِتَاب اللَّه أَعْظَم قَالَ : اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم فَرَدَّدَهَا مِرَارًا ثُمَّ قَالَ : آيَة الْكُرْسِيّ قَالَ " لِيَهْنِك الْعِلْم أَبَا الْمُنْذِر وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّس الْمَلِك عِنْد سَاقَ الْعَرْش " وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة عَنْ عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الْأَعْلَى عَنْ الْأَسْقَع الْبَكْرِيّ قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ : عَنْ اِبْن جُرَيْج أَخْبَرَنِي عُمَر بْن عَطَاء أَنَّ مَوْلَى اِبْن الْأَسْقَع رَجُل صِدْق أَخْبَرَهُ عَنْ الْأَسْقَع الْبَكْرِيّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُول إِنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَهُمْ فِي صِفَة الْمُهَاجِرِينَ فَسَأَلَهُ إِنْسَان : أَيّ آيَة فِي الْقُرْآن أَعْظَم ؟ فَقَالَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " اللَّه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ الْقَيُّوم لَا تَأْخُذهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ " حَتَّى اِنْقَضَتْ الْآيَة .
" وَهَذِهِ الْآيَة مُشْتَمِلَة عَلَى عَشْر جُمَل مُسْتَقِلَّة " فَقَوْله
" اللَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ" إِخْبَار بِأَنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِالْإِلَهِيَّةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائِق" الْحَيّ الْقَيُّوم " أَيْ الْحَيّ فِي نَفْسه الَّذِي لَا يَمُوت أَبَدًا الْقَيِّم لِغَيْرِهِ وَكَانَ عُمَر يَقْرَأ الْقَيَّام فَجَمِيعُ الْمَوْجُودَاتِ مُفْتَقِرَة إِلَيْهِ وَهُوَ غَنِيّ عَنْهَا وَلَا قِوَام لَهَا بِدُونِ أَمْره كَقَوْلِهِ " وَمِنْ آيَاته أَنْ تَقُوم السَّمَاء وَالْأَرْض بِأَمْرِهِ " وَقَوْله " لَا تَأْخُذهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" أَيْ لَا يَعْتَرِيه نَقْص وَلَا غَفْلَة وَلَا ذُهُول عَنْ خَلْقه بَلْ هُوَ قَائِم عَلَى كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ شَهِيد عَلَى كُلّ شَيْء لَا يَغِيب عَنْهُ شَيْء وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة وَمِنْ تَمَام الْقَيُّومِيَّة أَنَّهُ لَا يَعْتَرِيه سِنَةٌ وَلَا نَوْم فَقَوْله" لَا تَأْخُذهُ " أَيْ لَا تَغْلِبهُ سِنَة وَهِيَ الْوَسَن وَالنُّعَاس وَلِهَذَا قَالَ وَلَا نَوْم لِأَنَّهُ أَقْوَى مِنْ السِّنَة وَفِي الصَّحِيح عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَرْبَعِ كَلِمَات فَقَالَ إِنَّ اللَّه لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ وَعَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ حِجَابُهُ النُّورُ النُّورُ أَوْ النَّارُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقْت سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا اِنْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ .
وَقَوْله " لَهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض " إِخْبَار بِأَنَّ الْجَمِيعَ عَبِيدُهُ وَفِي مُلْكِهِ وَتَحْت قَهْرِهِ وَسُلْطَانه كَقَوْلِهِ " إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيه يَوْم الْقِيَامَة فَرَدًّا " وَقَوْله " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ " كَقَوْلِهِ " وَكَمْ مِنْ مَلَك فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْيَشَاءُ وَيَرْضَى " وَكَقَوْلِهِ" وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ اِرْتَضَى " وَهَذَا مِنْ عَظَمَته وَجَلَاله وَكِبْرِيَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ لَا يَتَجَاسَر أَحَدٌ عَلَى أَنْ يَشْفَع لِأَحَدٍ عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ لَهُ فِي الشَّفَاعَة كَمَا فِي حَدِيث الشَّفَاعَة آتِي تَحْت الْعَرْش فَأَخِرّ سَاجِدًا فَيَدَعنِي مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَدَعنِي ثُمَّ يُقَال اِرْفَعْ رَأْسك وَقُلْ تُسْمَع وَاشْفَعْ تُشَفَّع " قَالَ " فَيَحُدّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلهُمْ الْجَنَّة .
وَقَوْله " يَعْلَم مَا بَيْن أَيْدِيهمْ وَمَا خَلْفَهُمْ" دَلِيل عَلَى إِحَاطَة عِلْمه بِجَمِيعِ الْكَائِنَات مَاضِيهَا وَحَاضِرهَا وَمُسْتَقْبَلهَا كَقَوْلِهِ إِخْبَارًا عَنْ الْمَلَائِكَة " وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبّك لَهُ مَا بَيْن أَيْدِينَا وَمَا خَلْفنَا وَمَا بَيْن ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبّك نَسِيًّا " .
وَقَوْله" وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ " أَيْ لَا يَطَّلِع أَحَد مِنْ عِلْم اللَّه عَلَى شَيْء إِلَّا بِمَا أَعْلَمَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَأَطْلَعَهُ عَلَيْهِ وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد لَا يُطْلِعُونَ أَحَدًا عَلَى شَيْء مِنْ عِلْم ذَاته وَصِفَاته إِلَّا بِمَا أَطْلَعَهُمْ اللَّه عَلَيْهِ كَقَوْلِهِ " وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا " .
وَقَوْله " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ" قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَسِعَ كُرْسِيّه السَّمَوَات وَالْأَرْض " قَالَ : عِلْمه وَقَالَ آخَرُونَ : الْكُرْسِيّ مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : سُئِلَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَسِعَ كُرْسِيّه السَّمَوَات وَالْأَرْض" قَالَ كُرْسِيّه مَوْضِع قَدَمَيْهِ وَالْعَرْش لَا يُقَدِّر قَدْره إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس : لَوْ أَنَّ السَّمَوَات السَّبْع وَالْأَرَضِينَ السَّبْع بُسِطْنَ ثُمَّ وُصِلْنَ بَعْضهنَّ إِلَى بَعْض مَا كُنَّ فِي سَعَة الْكُرْسِيّ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْحَلْقَة فِي الْمَفَازَة, وَالصَّحِيح أَنَّ الْكُرْسِيّ غَيْر الْعَرْش وَالْعَرْش أَكْبَر مِنْهُ كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ الْآثَار وَالْأَخْبَار وَقَوْله " وَلَا يَئُودهُ حِفْظهمَا " أَيْ لَا يُثْقِلهُ وَلَا يَكْتَرِثهُ حِفْظ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَنْ فِيهِمَا وَمَنْ بَيْنهمَا بَلْ ذَلِكَ سَهْل عَلَيْهِ يَسِير لَدَيْهِ وَهُوَ الْقَائِم عَلَى كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ الرَّقِيب عَلَى جَمِيع الْأَشْيَاء فَلَا يَعْزُب عَنْهُ شَيْء وَلَا يَغِيب عَنْهُ شَيْء وَالْأَشْيَاء كُلّهَا حَقِيرَة بَيْن يَدَيْهِ مُتَوَاضِعَة ذَلِيلَة صَغِيرَة بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ مُحْتَاجَة فَقِيرَة وَهُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيد الْفَعَّال لِمَا يُرِيد الَّذِي لَا يُسْأَل عَمَّا يَفْعَل وَهُمْ يُسْأَلُونَ وَهُوَ الْقَاهِر لِكُلِّ شَيْء الْحَسِيب عَلَى كُلّ شَيْء الرَّقِيب الْعَلِيّ الْعَظِيم لَا إِلَه غَيْره وَلَا رَبّ سِوَاهُ فَقَوْله " وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيم " كَقَوْلِهِ " وَهُوَ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ" وَهَذِهِ الْآيَات وَمَا فِي مَعْنَاهَا مِنْ الْأَحَادِيث الصِّحَاح الْأَجْوَد فِيهَا طَرِيقَة السَّلَف الصَّالِح أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْر تَكْيِيف وَلَا تَشْبِيه .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg

فى قول الله تعالى (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها والله سميع عليم )
يَقُول تَعَالَى " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين " أَيْ لَا تُكْرِهُوا أَحَدًا عَلَى الدُّخُول فِي دِين الْإِسْلَام فَإِنَّهُ بَيِّنٌ وَاضِحٌ جَلِيٌّ دَلَائِله وَبَرَاهِينه لَا يَحْتَاج إِلَى أَنْ يُكْرَه أَحَد عَلَى الدُّخُول فِيهِ بَلْ مَنْ هَدَاهُ اللَّه لِلْإِسْلَامِ وَشَرَحَ صَدْره وَنَوَّرَ بَصِيرَته دَخَلَ فِيهِ عَلَى بَيِّنَة وَمَنْ أَعْمَى اللَّه قَلْبه وَخَتَمَ عَلَى سَمْعه وَبَصَره فَإِنَّهُ لَا يُفِيدهُ الدُّخُول فِي الدِّين مُكْرَهًا مَقْسُورًا و عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانَتْ الْمَرْأَة تَكُون مِقْلَاة فَتَجْعَل عَلَى نَفْسهَا إِنْ عَاشَ لَهَا وَلَد أَنْ تُهَوِّدَهُ فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِير كَانَ فِيهِمْ مِنْ أَبْنَاء الْأَنْصَار فَقَالُوا : لَا نَدَع أَبْنَاءَنَا فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْد مِنْ الْغَيّ " وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ جَمِيعًا عَنْ بُنْدَار بِهِ وعَنْ اِبْن عَبَّاس فى قَوْله تعالى" لَا إِكْرَاه فِي الدِّين" قَالَ : نَزَلَتْ فِي رَجُل مِنْ الْأَنْصَار مِنْ بَنِي سَالِم بْن عَوْف يُقَال لَهُ الْحُصَيْنِيّ كَانَ لَهُ اِبْنَانِ نَصْرَانِيَّانِ وَكَانَ هُوَ رَجُلًا مُسْلِمًا فَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلَا أَسْتَكْرِههُمَا فَإِنَّهُمَا قَدْ أَبَيَا إِلَّا النَّصْرَانِيَّة فَأَنْزَلَ اللَّه فِيهِ ذَلِكَ رَوَاهُ اِبْن جَرِير
وَقَوْله " فَمَنْ يَكْفُر بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاَللَّهِ فَقَدْ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا اِنْفِصَامَ لَهَا وَاَللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " أَيْ مَنْ خَلَعَ الْأَنْدَاد وَالْأَوْثَان وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ الشَّيْطَان مِنْ عِبَادَة كُلّ مَا يُعْبَد مِنْ دُون اللَّه وَوَحَّدَ اللَّه فَعَبَدَهُ وَحْدَهُ وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ " فَقَدْ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى " أَيْ فَقَدْ ثَبَتَ فِي أَمْره وَاسْتَقَامَ عَلَى الطَّرِيقَة الْمُثْلَى وَالصِّرَاط الْمُسْتَقِيم , وعَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ حَسَّان هُوَ اِبْن قَائِد الْعَبْسِيّ قَالَ : قَالَ عُمَر - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - إِنَّ الْجِبْتَ السِّحْرُ وَالطَّاغُوتَ الشَّيْطَانُ وَإِنَّ الشُّجَاعَةَ وَالْجُبْنَ غَرَائِزُ تَكُون فِي الرِّجَال يُقَاتِل الشُّجَاع عَمَّنْ لَا يَعْرِف وَيَفِرُّ الْجَبَانُ مِنْ أُمّه وَإِنَّ كَرَمَ الرَّجُلِ دِينُهُ وَحَسَبَهُ خُلُقُهُ وَإِنْ كَانَ فَارِسِيًّا أَوْ نَبَطِيًّا ,
وَقَوْله " فَقَدْ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا اِنْفِصَام لَهَا " أَيْ فَقَدْ اِسْتَمْسَكَ مِنْ الدِّين بِأَقْوَى سَبَب وَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا تَنْفَصِم هِيَ فِي نَفْسهَا مُحْكَمَة مُبْرَمَة قَوِيَّة وَرَبْطهَا قَوِيّ شَدِيد وَلِهَذَا قَالَ " فَقَدْ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا اِنْفِصَام لَهَا "
قالَ مُجَاهِد : الْعُرْوَة الْوُثْقَى يَعْنِي الْإِيمَان وَقَالَ السُّدِّيّ : هُوَ الْإِسْلَام وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالضَّحَّاك : يَعْنِي لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَعَنْ أَنَس بْن مَالِك الْعُرْوَة الْوُثْقَى الْقُرْآن وَعَنْ سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد قَالَ هُوَ الْحُبّ فِي اللَّه وَالْبُغْض فِي اللَّه وَكُلّ هَذِهِ الْأَقْوَال صَحِيحَة وَلَا تَنَافِي بَيْنهَا
وَقَالَ مُعَاذ بْن جَبَل فِي قَوْله " لَا اِنْفِصَام لَهَا " دُون دُخُول الْجَنَّة وَقَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر " فَقَدْ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَااِنْفِصَام لَهَا " ثُمَّ قَرَأَ " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (الله ولى الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ يَهْدِي مَنْ اِتَّبَعَ رِضْوَانه سُبُل السَّلَام فَيُخْرِج عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ظُلُمَات الْكُفْر وَالشَّكّ وَالرَّيْب إِلَى نُور الْحَقّ الْوَاضِح الْجَلِيّ الْمُبِين السَّهْل الْمُنِير وَأَنَّ الْكَافِرِينَ إِنَّمَا وَلِيُّهُمْ الشَّيْطَانُ يُزَيِّنُ لَهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنْ الْجَهَالَات وَالضَّلَالَات وَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَحِيدُونَ بِهِمْ عَنْ طَرِيق الْحَقّ إِلَى الْكُفْر وَالْإِفْك " أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ".
وَلِهَذَا وَحَّدَ تَعَالَى لَفْظ النُّور وَجَمَعَ الظُّلُمَات لِأَنَّ الْحَقّ وَاحِد وَالْكُفْر أَجْنَاس كَثِيرَة وَكُلّهَا بَاطِلَة كَمَا قَالَ " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَجَعَلَ الظُّلُمَات وَالنُّور" وَقَالَ تَعَالَى " عَنْ الْيَمِين وَعَنْ الشِّمَال " إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات الَّتِي فِي لَفْظهَا إِشْعَار بِتَفَرُّدِ الْحَقّ وَانْتِشَار الْبَاطِل وَتَفَرُّده وَتَشَعُّبه , وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مَيْسَرَة حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي عُثْمَان عَنْ مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ أَيُّوب بْن خَالِد قَالَ : يُبْعَث أَهْل الْأَهْوَاء أَوْ قَالَ تُبْعَث أَهْل الْفِتَن فَمَنْ كَانَ هَوَاهُ الْإِيمَان كَانَتْ فِتْنَته بَيْضَاء مُضِيئَة وَمَنْ كَانَ هَوَاهُ الْكُفْر كَانَتْ فِتْنَته سَوْدَاء مُظْلِمَة ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَة " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-20-2012, 08:41 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ألم تر إلى الذى حاج إبراهم فى ربه أن ءاتاه الله الملك إذ قال إبراهم ربى الذى يحى ويميت قال أنا أحى وأميت قال إبراهم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين * أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك ءاية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير * وإذ قال إبراهم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم )

السماح
03-20-2012, 09:50 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (ألم تر إلى الذى حاج إبراهم فى ربه أن ءاتاه الله الملك إذ قال إبراهم ربى الذى يحى ويميت قال أنا أحى وأميت قال إبراهم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين )
هَذَاالَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ وَهُوَ مَلِك بَابِل نُمْرُود بْن كَنْعَان بْن كوش بْن سَام بْن نُوح وَمَعْنَى قَوْله " أَلَمْ تَرَ " أَيْ بِقَلْبِك يَا مُحَمَّد " إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِم فِي رَبّه " أَيْ وُجُود رَبّه وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُون إِلَه غَيْره كَمَا قَالَ بَعْده فِرْعَوْن لِمَلَئِهِ
" مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَمَا حَمَلَهُ عَلَى هَذَا الطُّغْيَان وَالْكُفْر الْغَلِيظ وَالْمُعَانَدَة الشَّدِيدَة إِلَّا تَجَبُّره وَطُول مُدَّته فِي الْمُلْك وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَال إِنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعمِائَةِ سَنَة فِي مُلْكه وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" وَكَانَ طَلَبَ مِنْ إِبْرَاهِيم دَلِيلًا عَلَى وُجُود الرَّبّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم " رَبِّي الَّذِي يُحْي وَيُمِيت" أَيْ إِنَّمَا الدَّلِيل عَلَى وُجُوده حُدُوث هَذِهِ الْأَشْيَاء الْمُشَاهَدَة بَعْد عَدَمهَا وَعَدَمهَا بَعْد وُجُودهَا وَهَذَا دَلِيل عَلَى وُجُود الْفَاعِل الْمُخْتَار ضَرُورَة لِأَنَّهَا لَمْ تَحْدُث بِنَفْسِهَا فَلَا بُدّ لَهَا مِنْ مُوجِد أَوْجَدَهَا وَهُوَ الرَّبّ الَّذِي أَدْعُو إِلَى عِبَادَته وَحْده لَا شَرِيك لَهُ .
فَعِنْد ذَلِكَ قَالَ الْمُحَاجّ وَهُوَ النُّمْرُود " أَنَا أُحْي وَأُمِيت " قَالَ قَتَادَة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد وَذَلِكَ أَنِّي أُوتَى بِالرَّجُلَيْنِ قَدْ اِسْتَحَقَّا الْقَتْل فَآمُر بِقَتْلِ أَحَدهمَا فَيُقْتَل وَآمُر بِالْعَفْوِ عَنْ الْآخَر فَلَا يُقْتَل فَذَلِكَ مَعْنَى الْإِحْيَاء وَالْإِمَاتَة وَالظَّاهِر وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ مَا أَرَادَ هَذَا لِأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابًا لِمَا قَالَ إِبْرَاهِيم وَلَا فِي مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ مَانِع لِوُجُودِ الصَّانِع وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ هَذَا الْمَقَام عِنَادًا وَمُكَابَرَة وَيُوهِم أَنَّهُ الْفَاعِل لِذَلِكَ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُحْي وَيُمِيت كَمَا اِقْتَدَى بِهِ فِرْعَوْن فِي قَوْله
" مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَلِهَذَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم لَمَّا اِدَّعَى هَذِهِ الْمُكَابَرَة " فَإِنَّ اللَّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِق فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب " أَيْ إِذَا كُنْت كَمَا تَدَّعِي مِنْ أَنَّك تُحْيِي وَتُمِيت فَاَلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت هُوَ الَّذِي يَتَصَرَّف فِي الْوُجُود فِي خَلْق ذَوَاته وَتَسْخِير كَوَاكِبه وَحَرَكَاته فَهَذِهِ الشَّمْس تَبْدُو كُلّ يَوْم مِنْ الْمَشْرِق فَإِنْ كُنْت إِلَهًا كَمَا اِدَّعَيْت تُحْيِي وَتُمِيت فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب ؟ فَلَمَّا عَلِمَ عَجْزه وَانْقِطَاعه وَأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى الْمُكَابَرَة فِي هَذَا الْمَقَام بُهِتَ أَيْ أُخْرِسَ فَلَا يَتَكَلَّم وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّة قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " أَيْ لَا يُلْهِمهُمْ حُجَّة وَلَا بُرْهَانًا بَلْ حُجَّتهمْ دَاحِضَة عِنْد رَبّهمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى ( أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك ءاية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير )

تَقَدَّمَ قَوْله تَعَالَى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِم فِي رَبّه " وَهُوَ فِي قُوَّة قَوْله هَلْ رَأَيْت مِثْل الَّذِي حَاجّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه وَلِهَذَا عَطَفَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ " أَوْ كَاَلَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَة عَلَى عُرُوشهَا " اِخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْمَارّ مَنْ هُوَ فَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ نَاجِيَة بْن كَعْب عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب أَنَّهُ قَالَ : هُوَ عُزَيْر وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الْمَشْهُور, وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه هُوَ أرميا بْن حلقيا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَمَّنْ لَا يُتَّهَم عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّهُ قَالَ : وَهُوَ اِسْم الْخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْت سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد الْيَسَارِيّ الْجَارِي مِنْ أَهْل الْجَارِي اِبْن عَمّ مُطَرِّف قَالَ سَمِعْت سَلْمَان يَقُول إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْل الشَّام يَقُول إِنَّ الَّذِي أَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام ثُمَّ بَعَثَهُ اِسْمه حِزْقِيل بْن بَوَار وَقَالَ مُجَاهِد بْن جَبْر هُوَ رَجُل مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَأَمَّا الْقَرْيَة فَالْمَشْهُور أَنَّهَا بَيْت الْمَقْدِس مَرَّ عَلَيْهَا بَعْد تَخْرِيب بُخْتُنَصَّرَ لَهَا وَقَتْل أَهْلهَا " وَهِيَ خَاوِيَة " أَيْ لَيْسَ فِيهَا أَحَد مِنْ قَوْلهمْ خَوَتْ الدَّار تَخْوِي خُوِيًّا .
وَقَوْله" عَلَى عُرُوشِهَا " أَيْ سَاقِطَة سُقُوفهَا وَجُدْرَانهَا عَلَى عَرَصَاتهَا فَوَقَفَ مُتَفَكِّرًا فِيمَا آلَ أَمْرهَا إِلَيْهِ بَعْد الْعِمَارَة الْعَظِيمَة وَقَالَ " أَنَّى يُحْي هَذِهِ اللَّه بَعْد مَوْتهَا" وَذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْ دُثُورهَا وَشِدَّة خَرَابهَا وَبَعْدهَا عَنْ الْعَوْدَة إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَأَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام ثُمَّ بَعَثَهُ " قَالَ وَعُمِّرَتْ الْبَلْدَة بَعْد مُضِيّ سَبْعِينَ سَنَة مِنْ مَوْته وَتَكَامَلَ سَاكِنُوهَا وَتَرَاجَعَ بَنُو إِسْرَائِيل إِلَيْهَا فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَعْد مَوْته كَانَ أَوَّل شَيْء أَحْيَا اللَّه فِيهِ عَيْنَيْهِ لِيَنْظُر بِهِمَا إِلَى صُنْع اللَّه فِيهِ كَيْف يُحْيِي بَدَنه فَلَمَّا اِسْتَقَلَّ سَوِيًّا قَالَ اللَّه لَهُ أَيْ بِوَاسِطَةِ الْمَلَك " كَمْ لَبِثْت قَالَ لَبِثْت يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْم " قَالَ وَذَلِكَ أَنَّهُ مَاتَ أَوَّل النَّهَار ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّه فِي آخِر النَّهَار فَلَمَّا رَأَى الشَّمْس بَاقِيَة ظَنَّ أَنَّهَا شَمْس ذَلِكَ الْيَوْم فَقَالَ " أَوْ بَعْض يَوْم قَالَ بَلْ لَبِثْت مِائَة عَام فَانْظُرْ إِلَى طَعَامك وَشَرَابك لَمْ يَتَسَنَّهْ " وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فِيمَا ذَكَرَ عِنَب وَتِين وَعَصِير فَوَجَدَهُ كَمَا تَقَدَّمَ لَمْ يَتَغَيَّر مِنْهُ شَيْء لَا الْعَصِير اِسْتَحَالَ وَلَا التِّين حَمُضَ وَلَا أَنْتَنَ وَلَا الْعِنَب نَقَصَ " وَانْظُرْ إِلَى حِمَارك" أَيْ كَيْف يُحْيِيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ تَنْظُر " وَلِنَجْعَلَك آيَة لِلنَّاسِ " أَيْ دَلِيلًا عَلَى الْمَعَاد " وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَام كَيْف نُنْشِزُهَا " أَيْ نَرْفَعهَا فَيَرْكَب بَعْضهَا عَلَى بَعْض " ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا " وَقَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره تَفَرَّقَتْ عِظَام حِمَاره حَوْله يَمِينًا وَيَسَارًا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَلُوح مِنْ بَيَاضهَا فَبَعَثَ اللَّه رِيحًا فَجَمَعَتْهَا مِنْ كُلّ مَوْضِع مِنْ تِلْكَ الْمَحَلَّة ثُمَّ رُكِّبَ كُلّ عَظْم فِي مَوْضِعه حَتَّى صَارَ حِمَارًا قَائِمًا مِنْ عِظَام لَا لَحْم عَلَيْهَا ثُمَّ كَسَاهَا اللَّه لَحْمًا وَعَصَبًا وَعُرُوقًا وَجِلْدًا وَبَعَثَ اللَّه مَلَكًا فَنَفَخَ فِي مَنْخِرَيْ الْحِمَار فَنَهَقَ كُلّه بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذَلِكَ كُلّه بِمَرْأَى مِنْ الْعُزَيْر فَعِنْد ذَلِكَ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ هَذَا كُلّه " قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " أَيْ أَنَا عَالِم بِهَذَا وَقَدْ رَأَيْته عِيَانًا فَأَنَا أَعْلَم أَهْل زَمَانِي بِذَلِكَ وَقَرَأَ آخَرُونَ قَالَ اِعْلَمْ عَلَى أَنَّهُ أَمْر لَهُ بِالْعِلْمِ.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (وإذ قال إبراهم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم )
ذَكَرُوا لِسُؤَالِ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَسْبَابًا مِنْهَا أَنَّهُ لَمَّا قَالَ لِنُمْرُودَ " رَبِّي الَّذِي يُحْي وَيُمِيت " أَحَبَّ أَنْ يَتَرَقَّى مِنْ عِلْم الْيَقِين بِذَلِكَ إِلَى عَيْن الْيَقِين وَأَنْ يَرَى ذَلِكَ مُشَاهَدَة فَقَالَ " رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيّ عِنْد هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ أَبِي سَلَمَة وَسَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْنُ أَحَقّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنّ قَلْبِي وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ حَرْمَلَة بْن يَحْيَى عَنْ وَهْب بِهِ فَلَيْسَ الْمُرَاد هَاهُنَا بِالشَّكِّ مَا قَدْ يَفْهَمهُ مَنْ لَا عِلْم عِنْده بِلَا خِلَاف وَقَدْ أُجِيبَ عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَجْوِبَةٍ أَحَدهَا .
وَقَوْله " قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَة مَا هِيَ وَإِنْ كَانَ لَا طَائِل تَحْت تَعْيِينهَا إِذْ لَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُهِمّ لَنَصَّ عَلَيْهِ الْقُرْآن فَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ هِيَ الْغُرْنُوق وَالطَّاوُس وَالدِّيك وَالْحَمَامَة وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ أَخَذَ وَزًّا وَرَأْلًا وَهُوَ فَرْخ النَّعَام وَدِيكًا وَطَاوُسًا
وَقَالَ : مُجَاهِد وَعِكْرِمَة كَانَتْ حَمَامَة وَدِيكًا وَطَاوُسًا وَغُرَابًا وَقَوْله " فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " أَيْ وَقَطِّعْهُنَ وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " أَوْثِقْهُنَّ فَلَمَّا أَوْثَقَهُنَّ ذَبَحَهُنَّ ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءًا فَذَكَرُوا أَنَّهُ عَمَدَ إِلَى أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَذَبَحَهُنَّ ثُمَّ قَطَّعَهُنَّ وَنَتَفَ رِيشهنَّ وَمَزَّقَهُنَّ وَخَلَطَ بَعْضهنَّ بِبَعْضٍ ثُمَّ جَزَّأَهُنَّ أَجْزَاء وَجَعَلَ عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءًا قِيلَ أَرْبَعَة أَجْبُل وَقِيلَ سَبْعَة قَالَ اِبْن عَبَّاس : وَأَخَذَ رُءُوسهنَّ بِيَدِهِ ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدْعُوهُنَّ فَدَعَاهُنَّ كَمَا أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَجَعَلَ يَنْظُر إِلَى الرِّيش يَطِير إِلَى الرِّيش وَالدَّم إِلَى الدَّم وَاللَّحْم إِلَى اللَّحْم وَالْأَجْزَاء مِنْ كُلّ طَائِر يَتَّصِل بَعْضهَا إِلَى بَعْض حَتَّى قَامَ كُلّ طَائِر عَلَى حِدَته وَأَتَيْنَهُ يَمْشِينَ سَعْيًا لِيَكُونَ أَبْلَغ لَهُ فِي الرُّؤْيَة الَّتِي سَأَلَهَا وَجَعَلَ كُلّ طَائِر يَجِيء لِيَأْخُذ رَأْسه الَّذِي فِي يَد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذَا قَدَّمَ لَهُ غَيْر رَأْسه يَأْبَاهُ فَإِذَا قَدَّمَ إِلَيْهِ رَأْسه تَرَكَّبَ مَعَ بَقِيَّة جَسَده بِحَوْلِ اللَّه وَقُوَّته وَلِهَذَا قَالَ " وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أَيْ عَزِيز لَا يَغْلِبهُ شَيْء وَلَا يَمْتَنِع مِنْهُ شَيْء وَمَا شَاءَ كَانَ بِلَا مُمَانِع لِأَنَّهُ الْقَاهِر لِكُلِّ شَيْء حَكِيم فِي أَقْوَاله وَأَفْعَاله وَشَرْعه وَقَدَره وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق : أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ أَيُّوب فِي قَوْله " وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : مَا فِي الْقُرْآن آيَة أَرْجَى عِنْدِي مِنْهَا وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا شُعْبَة سَمِعْت زَيْد بْن عَلِيّ يُحَدِّث عَنْ رَجُل عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ : اِتَّفَقَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص أَنْ يَجْتَمِعَا قَالَ : وَنَحْنُ شَبَبَة فَقَالَ أَحَدهمَا لِصَاحِبِهِ أَيّ آيَة فِي كِتَاب اللَّه أَرْجَى عِنْدك لِهَذِهِ الْأُمَّة فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَوْل اللَّه تَعَالَى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اللَّه إِنَّ اللَّهَ يَغْفِر الذُّنُوب جَمِيعًا " الْآيَة فَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَمَا إِنْ كُنْت تَقُول هَذَا فَأَنَا أَقُول أَرْجَى مِنْهَا لِهَذِهِ الْأُمَّة قَوْل إِبْرَاهِيم " رَبّ أَرِنِي كَيْف تُحْي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي "فَرَضِيَ مِنْ إِبْرَاهِيم قَوْله " بَلَى " قَالَ فَهَذَا لِمَا يَعْتَرِض فِي النُّفُوس وَيُوَسْوِس بِهِ الشَّيْطَان وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك ...
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-21-2012, 08:17 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم * الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم )

السماح
03-22-2012, 12:45 AM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )
هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه تَعَالَى لِتَضْعِيفِ الثَّوَاب لِمَنْ أَنْفَقَ فِي سَبِيله وَابْتِغَاء مَرْضَاته وَإِنَّ الْحَسَنَة تُضَاعَف بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف فَقَالَ " مَثَل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهمْ فِي سَبِيل اللَّه "قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر يَعْنِي فِي طَاعَة اللَّه وَقَالَ مَكْحُول يَعْنِي بِهِ الْإِنْفَاق فِي الْجِهَاد مِنْ رِبَاط الْخَيْل وَإِعْدَاد السِّلَاح وَغَيْر ذَلِكَ
وَقَالَ شَبِيب بْن بِشْر عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس الْجِهَاد وَالْحَجّ يُضَعِّف الدِّرْهَم فِيهِمَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف وَلِهَذَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " كَمَثَلِ حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْع سَنَابِل فِي كُلّ سُنْبُلَة مِائَة حَبَّة " وَهَذَا الْمَثَل أَبْلَغ فِي النُّفُوس مِنْ ذِكْر عَدَد السَّبْعمِائَةِ فَإِنَّ هَذَا فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْأَعْمَال الصَّالِحَة يُنَمِّيهَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِأَصْحَابِهَا كَمَا يُنَمِّي الزَّرْع لِمَنْ بَذَرَهُ فِي الْأَرْض الطَّيِّبَة وَقَدْ وَرَدَتْ السُّنَّة بِتَضْعِيفِ الْحَسَنَة إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف , قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ سُلَيْمَان سَمِعْت أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّ رَجُلًا تَصَدَّقَ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَة فِي سَبِيل اللَّه فَقَالَ رَسُول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" لَتَأْتِيَنَّ يَوْم الْقِيَامَة بِسَبْعِمِائَةِ نَاقَة مَخْطُومَة " وَرَوَاهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث سُلَيْمَان بْن مِهْرَان عَنْ الْأَعْمَش بِهِ و قَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن عَلِيّ عَنْ زَائِدَة عَنْ الرُّكَيْن عَنْ بِشْر بْن عَمِيلَة عَنْ خُرَيْم بْن وَائِل قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَة فِي سَبِيل اللَّه تَضَاعَفَتْ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْف ,
وَقَوْله هَاهُنَا " وَاَللَّه يُضَاعِف لِمَنْ يَشَاء " أَيْ بِحَسَبِ إِخْلَاصه فِي عَمَله " وَاَللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " أَيْ فَضْله وَاسِع كَثِير أَكْثَر مِنْ خَلْقه عَلِيم بِمَنْ يَسْتَحِقّ وَمَنْ لَا يَسْتَحِقّ سُبْحَانه وَبِحَمْدِهِ .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
يَمْدَح تَبَارَكَ وَتَعَالَى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي سَبِيله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مِنْ الْخَيْرَات وَالصَّدَقَات مَنًّا عَلَى مَنْ أَعْطَوْهُ فَلَا يَمُنُّونَ عَلَى أَحَد وَلَا يَمُنُّونَ بِهِ لَا بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ .
وَقَوْله " وَلَا أَذًى " أَيْ لَا يَفْعَلُونَ مَعَ مَنْ أَحْسَنُوا إِلَيْهِ مَكْرُوهًا يُحِيطُونَ بِهِ مَا سَلَفَ مِنْ الْإِحْسَان ثُمَّ وَعَدَهُمْ اللَّه تَعَالَى الْجَزَاء الْجَزِيل عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ" لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْد رَبِّهِمْ " أَيْ ثَوَابهمْ عَلَى اللَّه لَا عَلَى أَحَد سِوَاهُ " وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ " أَيْ فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَهُ مِنْ أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة " وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " أَيْ عَلَى مَا خَلَّفُوهُ مِنْ الْأَوْلَاد وَلَا مَا فَاتَهُمْ مِنْ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزَهْرَتهَا لَا يَأْسَفُونَ عَلَيْهَا لِأَنَّهُمْ قَدْ صَارُوا إِلَى مَا هُوَ خَيْر لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم )

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " قَوْلٌ مَعْرُوفٌ" أَيْ مِنْ كَلِمَة طَيِّبَة وَدُعَاء لِمُسْلِمٍ " وَمَغْفِرَة " أَيْ عَفْو وَغَفْر عَنْ ظُلْم قَوْلِيّ أَوْ فِعْلِيّ
" خَيْر مِنْ صَدَقَة يَتْبَعهَا أَذًى " قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا اِبْن فُضَيْل قَالَ : قَرَأْت عَلَى مَعْقِل بْن عَبْد اللَّه عَنْ عَمْرو بْن دِينَار قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : مَا مِنْ صَدَقَة أَحَبَّ إِلَى اللَّه مِنْ قَوْل مَعْرُوف أَلَمْ تَسْمَع قَوْله " قَوْل مَعْرُوف وَمَغْفِرَة خَيْر مِنْ صَدَقَة يَتْبَعهَا أَذًى وَاَللَّه غَنِيّ " عَنْ خَلْقه " حَلِيم " أَيْ يَحْلُم وَيَغْفِر وَيَصْفَح وَيَتَجَاوَز عَنْهُمْ وَقَدْ وَرَدَتْ الْأَحَادِيث بِالنَّهْيِ عَنْ الْمَنّ فِي الصَّدَقَة فَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ الْأَعْمَش عَنْ سُلَيْمَان بْن مُسْهِر عَنْ خَرَشَة بْن الْحُرّ عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ثَلَاثَة لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم : الْمَنَّان بِمَا أَعْطَى وَالْمُسْبِل إِزَاره وَالْمُنْفِق سِلْعَته بِالْحَلِفِ الْكَاذِب "
و عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ "لَا يَدْخُل الْجَنَّة عَاقّ وَلَا مَنَّان وَلَا مُدْمِن خَمْر وَلَا مُكَذِّب بِقَدَرٍ" .

http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-22-2012, 08:54 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شىء مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير * أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الأيات لعلكم تتفكرون )

السماح
03-22-2012, 09:44 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (يأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شىء مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين )
وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيّ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ "لَا يَدْخُل الْجَنَّة مُدْمِن خَمْر وَلَا عَاقّ لِوَالِدَيْهِ وَلَا مَنَّان" وَلِهَذَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى " فَأَخْبَرَ أَنَّ الصَّدَقَة تَبْطُل بِمَا يَتْبَعهَا مِنْ الْمَنّ وَالْأَذَى فَمَا بَقِيَ ثَوَاب الصَّدَقَة بِخَطِيئَةِ الْمَنّ وَالْأَذَى ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " كَاَلَّذِي يُنْفِق مَالَهُ رِئَآءَ النَّاس " أَيْ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَمَا تَبْطُل صَدَقَة مَنْ رَاءَى بِهَا النَّاس فَأَظْهَرَ لَهُمْ أَنَّهُ يُرِيد وَجْه اللَّه وَإِنَّمَا قَصْده مَدْح النَّاس لَهُ أَوْ شُهْرَته بِالصِّفَاتِ الْجَمِيلَة لِيُشْكَر بَيْن النَّاس أَوْ يُقَال إِنَّهُ كَرِيم وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْمَقَاصِد الدُّنْيَوِيَّة مَعَ قَطْع نَظَره عَنْ مُعَامَلَة اللَّه تَعَالَى اِبْتِغَاء مَرْضَاته وَجَزِيل ثَوَابه وَلِهَذَا قَالَ " وَلَا يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر "
ثُمَّ ضَرَبَ تَعَالَى مَثَل ذَلِكَ الْمُرَائِي بِإِنْفَاقِهِ قَالَ الضَّحَّاك : وَاَلَّذِي يُتْبِع نَفَقَته مَنًّا أَوْ أَذًى فَقَالَ" فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ " وَهُوَ جَمْع صَفْوَانَة فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول الصَّفْوَان يُسْتَعْمَل مُفْرَدًا . أَيْضًا وَهُوَ الصَّفَا وَهُوَ الصَّخْر الْأَمْلَس " عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ" هُوَ الْمَطَر الشَّدِيد " فَتَرَكَهُ صَلْدًا " أَيْ فَتَرَكَ الْوَابِل ذَلِكَ الصَّفْوَان صَلْدًا أَيْ أَمْلَس يَابِسًا أَيْ لَا شَيْء عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ التُّرَاب بَلْ قَدْ ذَهَبَ كُلّه أَيْ وَكَذَلِكَ أَعْمَال الْمُرَائِينَ تَذْهَب وَتَضْمَحِلّ عِنْد اللَّه وَإِنْ ظَهَرَ لَهُمْ أَعْمَال فِيمَا يَرَى النَّاس كَالتُّرَابِ وَلِهَذَا قَالَ " لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْء مِمَّا كَسَبُوا وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الْكَافِرِينَ" .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير)
وَهَذَا مَثَل الْمُؤْمِنِينَ الْمُنْفِقِينَ أَمْوَالهمْ اِبْتِغَاء مَرْضَات اللَّه عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ " وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " أَيْ وَهُمْ مُتَحَقِّقُونَ وَمُتَثَبِّتُونَ أَنَّ اللَّه سَيَجْزِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ أَوْفَر الْجَزَاء وَنَظِير هَذَا فِي الْمَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْحَدِيث الصَّحِيح الْمُتَّفَق عَلَى صِحَّته مَنْ صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا أَيْ يُؤْمِن أَنَّ اللَّه شَرَعَهُ وَيَحْتَسِب عِنْد اللَّه ثَوَابه قَالَ الشَّعْبِيّ : " وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسهمْ" أَيْ تَصْدِيقًا وَيَقِينًا وَقَالَ مُجَاهِد وَالْحَسَن أَيْ يَتَثَبَّتُونَ أَيْنَ يَضَعُونَ صَدَقَاتهمْ . وَقَوْله " كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ " أَيْ كَمَثَلِ بُسْتَان بِرَبْوَةٍ وَهُوَ عِنْد الْجُمْهُور الْمَكَان الْمُرْتَفِع مِنْ الْأَرْض وَزَادَ اِبْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك وَتَجْرِي فِيهِ الْأَنْهَار
وَقَوْله " أَصَابَهَا وَابِلٌ " وَهُوَ الْمَطَر الشَّدِيد كَمَا تَقَدَّمَ فَآتَتْ " أُكُلَهَا " أَيْ ثَمَرَتهَا " ضِعْفَيْنِ" أَيْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيْرهَا مِنْ الْجِنَان " فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ " قَالَ الضَّحَّاك هُوَ الرَّذَاذ وَهُوَ اللَّيِّن مِنْ الْمَطَر أَيْ هَذِهِ الْجَنَّة بِهَذِهِ الرَّبْوَة لَا تَمْحُل أَبَدًا لِأَنَّهَا إِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَأَيًّا مَا كَانَ فَهُوَ كِفَايَتهَا وَكَذَلِكَ عَمَل الْمُؤْمِن لَا يَبُور أَبَدًا بَلْ يَتَقَبَّلهُ اللَّه وَيُكْثِرهُ وَيُنَمِّيه كُلّ عَامِل بِحَسَبِهِ وَلِهَذَا قَالَ " وَاَللَّه بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " أَيْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَال عِبَاده شَيْء .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الأيات لعلكم تتفكرون )
قَالَ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة : عَنْ اِبْن جُرَيْج سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُلَيْكَة يُحَدِّث عَنْ اِبْن عَبَّاس وَسَمِعْت أَخَاهُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي مُلَيْكَة يُحَدِّث عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر قَالَ : قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَنْ تَرَوْنَ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ ؟ " أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُون لَهُ جَنَّة مِنْ نَخِيل وَأَعْنَاب " قَالُوا : اللَّه أَعْلَم فَغَضِبَ عُمَر فَقَالَ : قُولُوا نَعْلَم أَوْ لَا نَعْلَم فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْء يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عُمَر : يَا اِبْن أَخِي قُلْ وَلَا تَحْقِر نَفْسك فَقَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ضُرِبَتْ مَثَلًا بِعَمَلٍ قَالَ عُمَر : أَيّ عَمَل ؟ قَالَ اِبْن عَبَّاس لِرَجُلٍ غَنِيّ يَعْمَل بِطَاعَةِ اللَّه ثُمَّ بَعَثَ اللَّه لَهُ الشَّيْطَان فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَاله وَفِي هَذَا الْحَدِيث كِفَايَة فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة وَتَبْيِين مَا فِيهَا مِنْ الْمَثَل بِعَمَلِ مَنْ أَحْسَن الْعَمَل أَوَّلًا ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ اِنْعَكَسَ سَيْره فَبَدَّلَ الْحَسَنَات بِالسَّيِّئَاتِ عِيَاذًا بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَأَبْطَلَ بِعَمَلِهِ الثَّانِي مَا أَسْلَفَهُ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنْ الصَّالِح وَاحْتَاجَ إِلَى شَيْء مِنْ الْأَوَّل فِي أَضْيَق الْأَحْوَال فَلَمْ يَحْصُل مِنْهُ شَيْء وَخَانَهُ أَحْوَج مَا كَانَ إِلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَأَصَابَهُ الْكِبَر وَلَهُ ذُرِّيَّة ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَار " وَهُوَ الرِّيح الشَّدِيد " فِيهِ نَار فَاحْتَرَقَتْ " أَيْ أَحْرَقَ ثِمَارهَا وَأَبَادَ أَشْجَارهَا فَأَيّ حَال يَكُون حَاله ؟ وَقَدْ رَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : ضَرَبَ اللَّه مَثَلًا حَسَنًا وَكُلّ أَمْثَاله حَسَن قَالَ " أَيَوَدُّ أَحَدكُمْ أَنْ تَكُون لَهُ جَنَّة مِنْ نَخِيل وَأَعْنَاب تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار لَهُ فِيهَا مِنْ كُلّ الثَّمَرَات" يَقُول ضَيْعَة فِي شَيْبَته " وَأَصَابَهُ الْكِبَر " وَوَلَده وَذُرِّيَّته ضِعَاف عِنْد آخِر عُمُره فَجَاءَهُ " إِعْصَار فِيهِ نَار " فَاحْتَرَقَ بُسْتَانه فَلَمْ يَكُنْ عِنْده قُوَّة أَنْ يَغْرِس مِثْله وَلَمْ يَكُنْ عِنْد نَسْله خَيْر يَعُودُونَ بِهِ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْكَافِر يَكُون يَوْم الْقِيَامَة إِذْ رُدَّ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ لَهُ خَيْر فَيُسْتَعْتَب كَمَا لَيْسَ لِهَذَا قُوَّة فَيَغْرِس مِثْل بُسْتَانه وَلَا يَجِدهُ قَدَّمَ لِنَفْسِهِ خَيْرًا يَعُود عَلَيْهِ كَمَا لَمْ يُغْنِ عَنْ هَذَا وَلَده وَحُرِمَ أَجْره عِنْد أَفْقَرَ مَا كَانَ إِلَيْهِ حُرِمَ هَذَا جَنَّته عِنْدَمَا كَانَ أَفْقَرَ مَا كَانَ إِلَيْهَا عِنْد كِبَره وَضَعْف ذُرِّيَّته
وَهَكَذَا رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اِجْعَلْ أَوْسَع رِزْقك عَلَيَّ عِنْد كِبَر سِنِّي وَانْقِضَاء عُمْرِي وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " أَيْ تَعْتَبِرُونَ وَتَفْهَمُونَ الْأَمْثَال وَالْمَعَانِي وَتُنْزِلُونَهَا عَلَى الْمُرَاد مِنْهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى
" وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ "
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-24-2012, 08:48 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يأيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبات مما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بأخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد * الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم * يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب)

السماح
03-24-2012, 10:32 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (يأيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبات مما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بأخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد )
يَأْمُر تَعَالَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِالْإِنْفَاقِ وَالْمُرَاد بِهِ الصَّدَقَة هَاهُنَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس مِنْ طَيِّبَات مَا رَزَقَهُمْ مِنْ الْأَمْوَال الَّتِي اِكْتَسَبُوهَا قَالَ مُجَاهِد : يَعْنِي التِّجَارَة بِتَيْسِيرِهِ إِيَّاهَا لَهُمْ وَقَالَ عَلِيّ وَالسُّدِّيّ " مِنْ طَيِّبَات مَا كَسَبْتُمْ " يَعْنِي الذَّهَب وَالْفِضَّة وَمِنْ الثِّمَار وَالزُّرُوع الَّتِي أَنْبَتَهَا لَهُمْ مِنْ الْأَرْض قَالَ اِبْن عَبَّاس أَمَرَهُمْ بِالْإِنْفَاقِ مِنْ أَطْيَب الْمَال وَأَجْوَده وَأَنْفَسه وَنَهَاهُمْ عَنْ التَّصَدُّق بِرُذَالَةِ الْمَال وَدَنِيئِهِ وَهُوَ خَبِيثه فَإِنَّ اللَّه طَيِّب لَا يَقْبَل إِلَّا طَيِّبًا وَلِهَذَا قَالَ " وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث " أَيْ تَقْصِدُوا الْخَبِيث " مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ " أَيْ لَوْ أُعْطِيتُمُوهُ مَا أَخَذْتُمُوهُ إِلَّا أَنْ تَتَغَاضَوْا فِيهِ فَاَللَّه أَغْنَى عَنْهُ مِنْكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ مَا تَكْرَهُونَ وَقِيلَ مَعْنَاهُ " وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث مِنْهُ تُنْفِقُونَ " أَيْ لَا تَعْدِلُوا عَنْ الْمَال الْحَلَال وَتَقْصِدُوا إِلَى الْحَرَام فَتَجْعَلُوا نَفَقَتكُمْ مِنْهُ وَيُذْكَر هَاهُنَا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" إِنَّ اللَّه قَسَمَ بَيْنكُمْ أَخْلَاقكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنكُمْ أَرْزَاقَكُمْ لِأَنَّ اللَّه يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبّ وَمَنْ لَا يُحِبّ وَلَا يُعْطِي الدِّين إِلَّا لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّه الدِّين فَقَدْ أَحَبَّهُ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسْلِم عَبْد حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبه وَلِسَانه وَلَا يُؤْمِن حَتَّى يَأْمَن جَارُهُ بَوَائِقَهُ "- قَالُوا : وَمَا بَوَائِقه يَا نَبِيّ اللَّه ؟ قَالَ : غِشّه وَظُلْمه وَلَا يَكْسِب عَبْد مَالًا مِنْ حَرَام فَيَنْقِقْ مِنْهُ فَيُبَارَك لَهُ فِيهِ وَلَا يَتَصَدَّق بِهِ فَيُقْبَل مِنْهُ وَلَا يَتْرُكهُ خَلْف ظَهْره إِلَّا كَانَ زَاده إِلَى النَّار إِنَّ اللَّه لَا يَمْحُو السَّيِّئ بِالسَّيِّئ وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئ بِالْحَسَنِ إِنَّ الْخَبِيث لَا يَمْحُو الْخَبِيث .
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه عَنْ إِسْرَائِيل عَنْ السُّدِّيّ عَنْ أَبِي مَالِك عَنْ الْبَرَاء - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - " وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث مِنْهُمْ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ " قَالَ : نَزَلَتْ فِينَا كُنَّا أَصْحَاب نَخْل فَكَانَ الرَّجُل يَأْتِي مِنْ نَخْله بِقَدْرِ كَثْرَته وَقِلَّته فَيَأْتِي الرَّجُل بِالْقِنْوِ فَيُعَلِّقهُ فِي الْمَسْجِد وَكَانَ أَهْل الصُّفَّة لَيْسَ لَهُمْ طَعَام فَكَانَ أَحَدهمْ إِذَا جَاعَ جَاءَ فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ فَسَقَطَ مِنْهُ الْبُسْر وَالتَّمْر فَيَأْكُل وَكَانَ أُنَاس مِنْهُ لَا يَرْغَبُونَ فِي الْخَيْر يَأْتِي بِالْقِنْوِ الْحَشَف وَالشِّيص فَيَأْتِي بِالْقِنْوِ قَدْ اِنْكَسَرَ فَيُعَلِّقهُ فَنَزَلَتْ " وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ " قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَدكُمْ أُهْدِيَ لَهُ مِثْل مَا أَعْطَى مَا أَخَذَهُ إِلَّا عَلَى إِغْمَاض وَحَيَاء فَكُنَّا بَعْد ذَلِكَ يَجِيء الرَّجُل مِنَّا بِصَالِحِ مَا عِنْده وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
وَقَوْله " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ " أَيْ وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَاتِ وَبِالطَّيِّبِ مِنْهَا فَهُوَ غَنِيّ عَنْهَا وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنْ يُسَاوِي الْغَنِيّ الْفَقِير كَقَوْلِهِ " لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ " وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْ جَمِيع خَلْقه وَجَمِيع خَلْقه فُقَرَاء إِلَيْهِ وَهُوَ وَاسِع الْفَضْل لَا يَنْفَد مَا لَدَيْهِ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْب طَيِّب فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللَّه غَنِيّ وَاسِع الْعَطَاء كَرِيم جَوَاد وَسَيَجْزِيهِ بِهَا وَيُضَاعِفهَا لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة مَنْ يُقْرِض غَيْر عَدِيم وَلَا ظَلُوم وَهُوَ الْحَمِيد أَيْ الْمَحْمُود فِي جَمِيع أَفْعَاله وَأَقْوَاله وَشَرْعه وَقَدَره لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَلَا رَبّ سِوَاهُ.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم )
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّة بِابْنِ آدَم وَلِلْمَلَكِ لَمَّة فَأَمَّا لَمَّة الشَّيْطَان فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيب بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّة الْمَلَك فَإِيعَاد بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيق بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّه فَلْيَحْمَدْ اللَّه وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ الشَّيْطَان ثُمَّ قَرَأَ " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاَللَّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَة مِنْهُ وَفَضْلًا " الْآيَة
أَعْلَم وَمَعْنَى قَوْله تَعَالَى" الشَّيْطَان يَعِدكُمْ " أَيْ يُخَوِّفكُمْ الْفَقْر لِتُمْسِكُوا مَا بِأَيْدِيكُمْ فَلَا تُنْفِقُوهُ فِي مَرْضَاة اللَّه " وَيَأْمُركُمْ بِالْفَحْشَاءِ " أَيْ مَعَ نَهْيه إِيَّاكُمْ عَنْ الْإِنْفَاق خَشْيَة الْإِمْلَاق يَأْمُركُمْ بِالْمَعَاصِي وَالْمَآثِم وَالْمَحَارِم وَمُخَالَفَة الْخَلَّاق قَالَ تَعَالَى " وَاَللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ" أَيْ فِي مُقَابَلَة مَا أَمَرَكُمْ الشَّيْطَان
بِالْفَحْشَاءِ " وَفَضْلًا " أَيْ فِي مُقَابَلَة مَا خَوَّفَكُمْ الشَّيْطَان مِنْ الْفَقْر" وَاَللَّه وَاسِع عَلِيم " .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب)
وَقَوْله " يُؤْتِي الْحِكْمَة مَنْ يَشَاء " قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي الْمَعْرِفَة بِالْقُرْآنِ نَاسِخه وَمَنْسُوخه وَمُحْكَمه وَمُتَشَابِهه وَمُقَدَّمه وَمُؤَخَّره وَحَلَاله وَحَرَامه وَأَمْثَاله وَرَوَى جُوَيْبِر عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا الْحِكْمَة الْقُرْآن يَعْنِي تَفْسِيره قَالَ اِبْن عَبَّاس فَإِنَّهُ قَدْ قَرَأَهُ الْبَرّ وَالْفَاجِر رَوَاهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد يَعْنِي بِالْحِكْمَةِ الْإِصَابَة فِي الْقَوْل وَقَالَ : لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم عَنْ مُجَاهِد" يُؤْتِي الْحِكْمَة مَنْ يَشَاء " لَيْسَتْ بِالنُّبُوَّةِ وَلَكِنَّهُ الْعِلْم وَالْفِقْه وَالْقُرْآن وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة : الْحِكْمَة خَشْيَة اللَّه فَإِنَّ خَشْيَة اللَّه رَأْس كُلّ حِكْمَة ...
وَالصَّحِيح أَنَّ الْحِكْمَة كَمَا قَالَهُ الْجُمْهُور لَا تَخْتَصّ بِالنُّبُوَّةِ بَلْ هِيَ أَعَمّ مِنْهَا وَأَعْلَاهَا النُّبُوَّة وَالرِّسَالَة أَخَصّ وَلَكِنْ لَأَتْبَاع الْأَنْبِيَاء حَظّ مِنْ الْخَيْر عَلَى سَبِيل التَّبَع كَمَا جَاءَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث مَنْ حَفِظَ الْقُرْآن فَقَدْ أُدْرِجَتْ النُّبُوَّة بَيْن كَتِفَيْهِ غَيْر أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ رَوَاهُ وَكِيع بْن الْجَرَّاح فِي تَفْسِيره عَنْ إِسْمَاعِيل بْن رَافِع , وعَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُول "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اِثْنَتَيْنِ رَجُل آتَاهُ اللَّه مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَته فِي الْحَقّ وَرَجُل آتَاهُ اللَّه حِكْمَة فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمهَا" وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ
وَقَوْله" وَمَا يَذَّكَّر إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب " أَيْ وَمَا يَنْتَفِع بِالْمَوْعِظَةِ وَالتِّذْكَار إِلَّا مَنْ لَهُ لُبّ وَعَقْل يَعْنِي بِهِ الْخِطَاب وَمَعْنَى الْكَلَام .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-25-2012, 09:29 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار * إن تبدوا الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير * ليس عليك هداهم إن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا إبتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )

السماح
03-25-2012, 10:04 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار)
يُخْبِر تَعَالَى بِأَنَّهُ عَالِم بِجَمِيعِ مَا يَفْعَلهُ الْعَامِلُونَ مِنْ الْخَيْرَات مِنْ النَّفَقَات وَالْمَنْذُورَات وَتَضَمَّنَ ذَلِكَ مُجَازَاته عَلَى ذَلِكَ أَوْفَر الْجَزَاء لِلْعَامِلِينَ لِذَلِكَ اِبْتِغَاء وَجْهه وَرَجَاء مَوْعُوده وَتَوَعَّدَ مَنْ لَا يَعْمَل بِطَاعَتِهِ بَلْ خَالَفَ أَمْره وَكَذَّبَ خَبَره وَعَبَدَ مَعَهُ غَيْره فَقَالَ " وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة يُنْقِذُونَهُمْ مِنْ عَذَاب اللَّه وَنِقْمَته .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (إن تبدوا الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير)
وَقَوْله " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَات فَنِعِمَّا هِيَ " أَيْ إِنْ أَظْهَرْتُمُوهَا فَنِعْمَ شَيْء هِيَ . وَقَوْله " وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْر لَكُمْ " فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ إِسْرَار الصَّدَقَة أَفْضَل مِنْ إِظْهَارهَا لِأَنَّهُ أَبْعَد عَنْ الرِّيَاء إِلَّا أَنْ يَتَرَتَّب عَلَى الْإِظْهَار مَصْلَحَة رَاجِحَة مِنْ اِقْتِدَاء النَّاس بِهِ فَيَكُون أَفْضَل مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّة وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ "وَالْأَصْل أَنَّ الْإِسْرَار أَفْضَل لِهَذِهِ الْآيَة وَلِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" سَبْعَة يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْم لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اِجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ اِمْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبّ الْعَالَمِينَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَم شِمَاله مَا تُنْفِق يَمِينه " وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَخْبَرَنَا الْعَوَّام بْن حَوْشَب عَنْ سُلَيْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّه الْأَرْض جَعَلَتْ تَمِيد فَخَلَقَ الْجِبَال فَأَلْقَاهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ فَتَعَجَّبَتْ الْمَلَائِكَة مِنْ خَلْق الْجِبَال فَقَالَتْ : يَا رَبّ هَلْ فِي خَلْقك شَيْء أَشَدّ مِنْ الْجِبَال ؟ قَالَ نَعَمْ الْحَدِيد قَالَتْ : يَا رَبّ فَهَلْ مِنْ خَلْقك شَيْء أَشَدّ مِنْ الْحَدِيد قَالَ : نَعَمْ النَّار قَالَتْ : يَا رَبّ فَهَلْ مِنْ خَلْقك شَيْء أَشَدّ مِنْ النَّار ؟ قَالَ : نَعَمْ الْمَاء قَالَتْ : يَا رَبّ فَهَلْ مِنْ خَلْقك شَيْء أَشَدّ مِنْ الْمَاء ؟ قَالَ : نَعَمْ الرِّيح قَالَتْ : يَا رَبّ فَهَلْ مِنْ خَلْقك شَيْء أَشَدّ مِنْ الرِّيح ؟ قَالَ : نَعَمْ اِبْن آدَم يَتَصَدَّق بِيَمِينِهِ فَيُخْفِيهَا مِنْ شِمَاله وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي فَضْل آيَة الْكُرْسِيّ عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَيّ الصَّدَقَة أَفْضَل ؟ قَالَ سِرٌّ إِلَى فَقِير أَوْ جَهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ
وَفِي الْحَدِيث الْمَرْوِيّ صَدَقَة السِّرّ تُطْفِئ غَضَب الرَّبّ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن زِيَاد الْمُحَارِبِيّ مُؤَدِّب مُحَارِب أَنَا مُوسَى بْن عُمَيْر عَنْ عَامِر الشَّعْبِيّ فِي قَوْله " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَات فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْر لَكُمْ " قَالَ : أُنْزِلَتْ فِي أَبِي بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَمَّا عُمَر فَجَاءَ بِنِصْفِ مَاله حَتَّى دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا خَلَّفْت وَرَاءَك لِأَهْلِك يَا عُمَر قَالَ : خَلَّفْت لَهُمْ نِصْف مَالِي وَأَمَّا أَبُو بَكْر فَجَاءَ بِمَالِهِ كُلّه يَكَاد أَنْ يُخْفِيه مِنْ نَفْسه حَتَّى دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا خَلَّفْت وَرَاءَك لِأَهْلِك يَا أَبَا بَكْر ؟ فَقَالَ عِدَة اللَّه وَعِدَة رَسُوله فَبَكَى عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبَا بَكْر وَاَللَّه مَا اِسْتَبَقْنَا إِلَى بَاب خَيْر قَطُّ إِلَّا كُنْت سَابِقًا وَإِنَّمَا أَوْرَدْنَاهُ هَاهُنَا لِقَوْلِ الشَّعْبِيّ إِنَّ الْآيَة نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ ثُمَّ إِنَّ الْآيَة عَامَّة فِي أَنَّ إِخْفَاء الصَّدَقَة أَفْضَل سَوَاء كَانَتْ مَفْرُوضَة أَوْ مَنْدُوبَة لَكِنْ رَوَى اِبْن جَرِير مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة
عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة قَالَ : جَعَلَ اللَّه صَدَقَة السِّرّ فِي التَّطَوُّع تَفْضُل عَلَانِيَتهَا يُقَال بِسَبْعِينَ ضِعْفًا وَجَعَلَ صَدَقَة الْفَرِيضَة عَلَانِيَتهَا أَفْضَل مِنْ سِرّهَا يُقَال بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ ضِعْفًا. وَقَوْله " وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ " أَيْ بَدَل الصَّدَقَات وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَتْ سِرًّا يَحْصُل لَكُمْ الْخَيْر فِي رَفْع الدَّرَجَات وَيُكَفِّر عَنْكُمْ السَّيِّئَات وَقَدْ قُرِئَ وَيُكَفِّرْ بِالْجَزْمِ عَطْفًا عَلَى مَحَلّ جَوَاب الشَّرْط وَهُوَ قَوْله " فَنِعِمَّا هِيَ " كَقَوْلِهِ فَأَصَّدَّق وَأَكُونَ وَأَكُنْ وَقَوْله " وَاَللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " أَيْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْء وَسَيَجْزِيكُمْ عَلَيْهِ .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (ليس عليك هداهم إن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا إبتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلَام عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَرْضَخُوا لِأَنْسَابِهِمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَسَأَلُوا فَرَخَّصَ لَهُمْ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا اِبْتِغَاء وَجْه اللَّه وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ "
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَأْمُر بِأَنْ لَا يُتَصَدَّق إِلَّا عَلَى أَهْل الْإِسْلَام حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ " إِلَى آخِرهَا فَأَمَرَ بِالصَّدَقَةِ بَعْدهَا عَلَى كُلّ مَنْ سَأَلَك مِنْ كُلّ دِين وَسَيَأْتِي عِنْد قَوْله تَعَالَى" لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ " الْآيَة حَدِيث أَسْمَاء بِنْت الصِّدِّيق فِي ذَلِكَ وَقَوْله " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر فَلِأَنْفُسِكُمْ" كَقَوْلِهِ " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ " وَنَظَائِرهَا فِي الْقُرْآن كَثِيرَة وَقَوْله " وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا اِبْتِغَاء وَجْه اللَّه " قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : نَفَقَةُ الْمُؤْمِنِ لِنَفْسِهِ وَلَا يُنْفِق الْمُؤْمِن إِذَا أَنْفَقَ إِلَّا اِبْتِغَاء وَجْه اللَّه وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ الْخُرَاسَانِيّ : يَعْنِي إِذَا أَعْطَيْت لِوَجْهِ اللَّه فَلَا عَلَيْك مَا كَانَ عَمَله وَهَذَا مَعْنًى حَسَنٌ وَحَاصِله أَنَّ
الْمُتَصَدِّق إِذَا تَصَدَّقَ اِبْتِغَاء وَجْه اللَّه فَقَدْ وَقَعَ أَجْره عَلَى اللَّه وَلَا عَلَيْهِ فِي نَفْس الْأَمْر لِمَنْ أَصَابَ الْبَرّ أَوْ فَاجِر أَوْ مُسْتَحِقّ أَوْ غَيْره وَهُوَ مُثَاب عَلَى قَصْده وَمُسْتَنَد هَذَا تَمَام الْآيَة " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " وَالْحَدِيث الْمُخَرَّج فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيق أَبِي الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ رَجُل لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَة بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَد زَانِيَةٍ فَأَصْبَحَ النَّاس يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى زَانِيَة فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد عَلَى زَانِيَة لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَة بِصَدَقَةٍ فَوَضَعَهَا فِي يَد غَنِيّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَة عَلَى غَنِيّ قَالَ : اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد عَلَى غَنِيّ لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَة بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ فَوَضَعَهَا فِي يَد سَارِق فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَة عَلَى سَارِق فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَك الْحَمْد عَلَى زَانِيَة وَعَلَى غَنِيّ وَعَلَى سَارِق فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتك فَقَدْ قُبِلَتْ وَأَمَّا الزَّانِيَة فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ بِهَا عَنْ زِنًا وَلَعَلَّ الْغَنِيّ يَعْتَبِر فَيُنْفِق مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّه وَلَعَلَّ السَّارِق أَنْ يَسْتَعِفَّ بِهَا عَنْ سَرِقَته .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

أسيرة زوجي
03-26-2012, 08:38 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1332740331_312.gif

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1332740331_939.gif

السماح
03-26-2012, 08:13 PM
الله يبارك فيك أسيرة زوجى
أنت الرائعة حبيبتى
حفظك رااائع جدا
وملتزمة كمان بالحفظ
يارب يبارك فيك حبيبتى
ويجعله فى ميزان حسناتك

السماح
03-26-2012, 08:26 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم * الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا وأحل الله البيع وحرم الربوا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله وأما من عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )

السماح
03-26-2012, 09:51 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )
وَقَوْله " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيل اللَّه " يَعْنِي الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ قَدْ اِنْقَطَعُوا إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله وَسَكَنُوا الْمَدِينَة وَلَيْسَ لَهُمْ سَبَب يَرُدُّونَ بِهِ عَلَى أَنْفُسهمْ مَا يُغْنِيهِمْ
" وَلَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْض " يَعْنِي سَفَرًا لِلتَّسَبُّبِ فِي طَلَب الْمَعَاش وَالضَّرْب فِي الْأَرْض هُوَ السَّفَر قَالَ اللَّه تَعَالَى
" وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْض فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاة " وَقَالَ تَعَالَى " عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْض يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْل اللَّه وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه " الْآيَة .
وَقَوْله " يَحْسِبهُمْ الْجَاهِل أَغْنِيَاء مِنْ التَّعَفُّف " أَيْ الْجَاهِل بِأَمْرِهِمْ وَحَالهمْ يَحْسِبهُمْ أَغْنِيَاء مِنْ تَعَفُّفهمْ فِي لِبَاسهمْ وَحَالهمْ وَمَقَالهمْ وَفِي هَذَا الْمَعْنَى الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَى صِحَّته عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَ الْمِسْكِين بِهَذَا الطَّوَّاف الَّذِي تَرُدّهُ التَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ وَاللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ وَالْأَكْلَة وَالْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِين الَّذِي لَا يَجِد غِنًى يُغْنِيه وَلَا يُفْطَن لَهُ فَيُتَصَدَّق عَلَيْهِ وَلَا يَسْأَل النَّاس شَيْئًا وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود أَيْضًا .
وَقَوْله " تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ " أَيْ بِمَا يَظْهَر لِذَوِي الْأَلْبَاب مِنْ صِفَاتهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههمْ " وَقَالَ
" وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْن الْقَوْل " وَفِي الْحَدِيث الَّذِي فِي السُّنَن " اِتَّقُوا فَرَاسَة الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ يَنْظُر بِنُورِ اللَّه ثُمَّ قَرَأَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ " .
وَقَوْله " لَا يَسْأَلُونَ النَّاس إِلْحَافًا " أَيْ لَا يُلِحُّونَ فِي الْمَسْأَلَة وَيُكَلِّفُونَ النَّاس مَا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فَإِنَّ مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيه عَنْ الْمَسْأَلَة فَقَدْ أَلْحَفَ فِي الْمَسْأَلَة
وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد أَيْضًا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْحَنَفِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْحَمِيد بْن جَعْفَر عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُل مِنْ مُزَيْنَة أَنَّهُ قَالَتْ لَهُ أُمّه أَلَا تَنْطَلِق فَتَسْأَل رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا يَسْأَلهُ النَّاس فَانْطَلَقْت أَسْأَلهُ فَوَجَدْته قَائِمًا يَخْطُب وَهُوَ يَقُول " وَمَنْ اِسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ اِسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّه وَمَنْ يَسْأَل النَّاس لَهُ عِدْل خَمْس أَوَاقٍ فَقَدْ سَأَلَ النَّاس إِلْحَافًا " فَقُلْت بَيْنِي وَبَيْن نَفْسِي لَنَاقَةٌ لَهُ خَيْر مِنْ خَمْس أَوَاقٍ لِغُلَامِهِ نَاقَة أُخْرَى فَهِيَ خَيْر مِنْ خَمْس أَوَاقٍ فَرَجَعْت وَلَمْ أَسْأَل..
قَوْله " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْر فَإِنَّ اللَّه بِهِ عَلِيم " أَيْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْهُ وَسَيَجْزِي عَلَيْهِ أَوْفَر الْجَزَاء وَأَتَمَّهُ يَوْم الْقُمَامَة أَحْوَج مَا يَكُون إِلَيْهِ.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
هَذَا مَدْح مِنْهُ تَعَالَى لِلْمُنْفِقِينَ فِي سَبِيله وَابْتِغَاء مَرْضَاته فِي جَمِيع الْأَوْقَات مِنْ لَيْل أَوْ نَهَار وَالْأَحْوَال مِنْ سِرّ وَجِهَار حَتَّى إِنَّ النَّفَقَة عَلَى الْأَهْل تَدْخُل فِي ذَلِكَ أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِسَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاص حِين عَادَهُ مَرِيضًا عَام الْفَتْح وَفِي رِوَايَة عَام حَجَّة الْوَدَاع "وَإِنَّك لَنْ تُنْفِق نَفَقَة تَبْتَغِي بِهَا وَجْه اللَّه إِلَّا اِزْدَدْت بِهَا دَرَجَة وَرِفْعَة حَتَّى مَا تَجْعَل فِي فِي اِمْرَأَتك "
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم :يَسَار عَنْ يَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَرِيب الْمَلِيكِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة" الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار سِرًّا وَعَلَانِيَة فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْد رَبّهمْ " فِي أَصْحَاب الْخَيْل وَقَالَ حَنَش الصَّنْعَانِيّ : عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : هُمْ الَّذِينَ يَعْلِفُونَ الْخَيْل فِي سَبِيل اللَّه رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم ثُمَّ قَالَ :حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن يَمَان عَنْ عَبْد الْوَهَّاب بْن مُجَاهِد عَنْ اِبْن جُبَيْر عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ لِعَلِيٍّ أَرْبَعَة دَرَاهِم فَأَنْفَقَ دِرْهَمًا لَيْلًا وَدِرْهَمًا نَهَارًا وَدِرْهَمًا سِرًّا وَدِرْهَمًا عَلَانِيَة فَنَزَلَتْ " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار سِرًّا وَعَلَانِيَة " وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير مِنْ طَرِيق عَبْد الْوَهَّاب بْن مُجَاهِد وَهُوَ ضَعِيف لَكِنْ رَوَاهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَقَوْله " فَلَهُمْ أَجْرهمْ عِنْد رَبّهمْ " أَيْ يَوْم الْقِيَامَة عَلَى مَا فَعَلُوا مِنْ الْإِنْفَاق فِي الطَّاعَات " وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا وأحل الله البيع وحرم الربوا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله وأما من عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الْأَبْرَار الْمُؤَدِّينَ النَّفَقَات الْمُخْرِجِينَ الزَّكَوَات الْمُتَفَضِّلِينَ بِالْبِرِّ وَالصَّدَقَات لِذَوِي الْحَاجَات وَالْقَرَابَات فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَالْأَوْقَات شَرَعَ فِي ذِكْر أَكَلَة الرِّبَا وَأَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ وَأَنْوَاع الشُّبُهَات فَأَخْبَرَ عَنْهُمْ يَوْم خُرُوجهمْ مِنْ قُبُورهمْ وَقِيَامهمْ مِنْهَا إِلَى بَعَثَهُمْ وَنُشُورهمْ فَقَالَ " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُوم الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ " أَيْ لَا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورهمْ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَمَا يَقُوم الْمَصْرُوع حَال صَرْعه وَتَخَبُّط الشَّيْطَان لَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَقُوم قِيَامًا مُنْكَرًا وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : آكِل الرِّبَا يُبْعَث يَوْم الْقِيَامَة مَجْنُونًا يُخْنَق وَحُكِيَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَمُقَاتِل بْن حَيَّان أَنَّهُمْ قَالُوا : فِي قَوْله " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُوم الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ " يَعْنِي لَا يَقُومُونَ يَوْم الْقِيَامَة وَقَوْله " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْل الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّه الْبَيْع وَحَرَّمَ الرِّبَا" أَيْ إِنَّمَا جُوزُوا بِذَلِكَ لِاعْتِرَاضِهِمْ عَلَى أَحْكَام اللَّه فِي شَرْعه وَلَيْسَ هَذَا قِيَاسًا مِنْهُمْ لِلرِّبَا عَلَى الْبَيْع لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَا يَعْتَرِفُونَ بِمَشْرُوعِيَّةِ أَصْل الْبَيْع الَّذِي شَرَعَهُ اللَّه فِي الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ هَذَا مِنْ بَاب الْقِيَاس لَقَالُوا : إِنَّمَا الرِّبَا مِثْل الْبَيْع وَإِنَّمَا قَالُوا " إِنَّمَا الْبَيْع مِثْل الرِّبَا " أَيْ هُوَ نَظِيره فَلِمَ حُرِّمَ هَذَا وَأُبِيحَ هَذَا ؟ وَهَذَا اِعْتِرَاض مِنْهُمْ عَلَى الشَّرْع أَيْ هَذَا مِثْل هَذَا وَقَدْ أَحَلَّ هَذَا وَحَرَّمَ هَذَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِنْ تَمَام الْكَلَام رَدًّا عَلَيْهِمْ أَيْ عَلَى مَا قَالُوهُ مِنْ الِاعْتِرَاض مَعَ عِلْمهمْ بِتَفْرِيقِ اللَّه بَيْن هَذَا وَهَذَا حُكْمًا وَهُوَ الْعَلِيم الْحَكِيم الَّذِي لَا مُعَقِّب لِحُكْمِهِ وَلَا يُسْأَل عَمَّا يَفْعَل وَهُمْ يُسْأَلُونَ وَهُوَ الْعَالِم بِحَقَائِق الْأُمُور وَمَصَالِحهَا وَمَا يَنْفَع عِبَاده فَيُبِيحهُ لَهُمْ وَمَا يَضُرّهُمْ فَيَنْهَاهُمْ عَنْهُ وَهُوَ أَرْحَم بِهِمْ مِنْ الْوَالِدَة بِوَلَدِهَا الطِّفْل وَلِهَذَا قَالَ" فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَة مِنْ رَبّه فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّه " أَيْ مَنْ بَلَغَهُ نَهْيُ اللَّه عَنْ الرِّبَا فَانْتَهَى حَال وُصُول الشَّرْع إِلَيْهِ فَلَهُ مَا سَلَفَ مِنْ الْمُعَامَلَة لِقَوْلِهِ " عَفَا اللَّه عَمَّا سَلَفَ " وَكَمَا قَالَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْم فَتْح مَكَّة "وَكُلّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعٌ تَحْت قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَأَوَّل رِبًا أَضَع رِبَا الْعَبَّاس وَلَمْ يَأْمُرهُمْ بِرَدِّ الزِّيَادَات الْمَأْخُوذَة فِي حَال الْجَاهِلِيَّة عَفَا عَمَّا سَلَفَ "كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْره إِلَى اللَّه " قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالسُّدِّيّ : فَلَهُ مَا سَلَفَ مَا كَانَ أَكَلَ مِنْ الرِّبَا قَبْل التَّحْرِيم وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْهَمْدَانِيّ عَنْ أُمّ يُونُس يَعْنِي اِمْرَأَته الْعَالِيَة بِنْت أَبْقَع أَنَّ عَائِشَة زَوْج النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ لَهَا أُمّ بحنة أُمّ وَلَد زَيْد بْن أَرْقَم يَا أَمّ الْمُؤْمِنِينَ أَتَعْرِفِينَ زَيْد بْن أَرْقَم قَالَتْ : نَعَمْ قَالَتْ : فَإِنِّي بِعْته عَبْدًا إِلَى الْعَطَاء بِثَمَانِمِائَةِ فَاحْتَاجَ إِلَى ثَمَنه فَاشْتَرَيْته قَبْل مَحَلّ الْأَجَل بِسِتِّمِائَةِ فَقَالَتْ : بِئْسَ مَا اِشْتَرَيْت وَبِئْسَ مَا اِشْتَرَيْت أَبْلِغِي زَيْدًا أَنَّهُ قَدْ أَبْطَلَ جِهَاده مَعَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ بَطَلَ إِنْ لَمْ يَتُبْ قَالَتْ : فَقُلْت أَرَأَيْت إِنْ تَرَكْت الْمِائَتَيْنِ وَأَخَذْت السِّتّمِائَةِ قَالَتْ : نَعَمْ
" فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَة مِنْ رَبّه فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ " وَهَذَا الْأَثَر مَشْهُور وَهُوَ دَلِيل لِمَنْ حَرَّمَ مَسْأَلَة الْعِينَة مَعَ مَا جَاءَ فِيهَا مِنْ الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة الْمُقَرَّرَة فِي كِتَاب الْأَحْكَام وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " وَمَنْ عَادَ" أَيْ إِلَى الرِّبَا فَفَعَلَهُ بَعْد بُلُوغه نَهْي اللَّه عَنْهُ فَقَدْ اِسْتَوْجَبَ الْعُقُوبَة وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّة وَلِهَذَا قَالَ " فَأُولَئِكَ أَصْحَاب النَّار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " وَاجِب وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْن ذَلِكَ أُمُور مُشْتَبِهَات فَمَنْ اِتَّقَى الشُّبُهَات اِسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضه وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَات وَقَعَ فِي الْحَرَام كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْل الْحِمَى يُوشِك أَأَنْ يَرْتَع فِيهِ " وَفِي السُّنَن عَنْ الْحَسَن بْن عَلِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا - قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول " دَعْ مَا يَرِيبك إِلَى مَا لَا يَرِيبك"...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg

السماح
03-27-2012, 08:12 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يمحق الله الربوا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم * إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين)

السماح
03-27-2012, 08:41 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (يمحق الله الربوا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم)
يُخْبِر اللَّه تَعَالَى أَنَّهُ يَمْحَق الرِّبَا أَيْ يُذْهِبهُ إِمَّا بِأَنْ يُذْهِبهُ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ يَد صَاحِبه أَوْ يُحْرِمهُ بَرَكَة مَاله فَلَا يَنْتَفِع بِهِ بَلْ يَعْدَمهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَيُعَاقِبهُ عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَك كَثْرَةُ الْخَبِيثِ " وَقَالَ اِبْن جَرِير : فِي قَوْله " يَمْحَق اللَّهُ الرِّبَوا " وَهَذَا نَظِير الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ فَإِنَّ عَاقِبَته تَصِير إِلَى قُلٍّ وَهَذَا الْحَدِيث قَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده فَقَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاج حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ الرُّكَيْن بْن الرَّبِيع عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن مَسْعُود عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " إِنَّ الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ فَإِنَّ عَاقِبَته تَصِير إِلَى قُلٍّ " وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ . وَقَوْله " وَيُرْبِي الصَّدَقَات " قُرِئَ بِضَمِّ الْيَاء وَالتَّخْفِيف مِنْ رَبَا الشَّيْء يَرْبُو وَأَرْبَاهُ يُرْبِيه أَيْ كَثَّرَهُ وَنَمَّاهُ يُنَمِّيه وَقُرِئَ يُرَبِّي بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد مِنْ التَّرْبِيَة قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن كَثِير أَخْبَرَنَا كَثِير سَمِعَ أَبَا النَّضْر حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن دِينَار عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَة مِنْ كَسْب طَيِّب وَلَا يَقْبَل اللَّه إِلَّا الطَّيِّب فَإِنَّ اللَّه يَتَقَبَّلهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى يَكُون مِثْل الْجَبَل" كَذَا رَوَاهُ فِي كِتَاب الزَّكَاة
وَقَوْله " وَاَللَّه لَا يُحِبُّ كُلّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ " أَيْ لَا يُحِبّ كَفُور الْقَلْب أَثِيم الْقَوْل وَالْفِعْل وَلَا بُدّ مِنْ مُنَاسَبَة فِي خَتْم هَذِهِ الْآيَة بِهَذِهِ الصِّفَة وَهِيَ أَنَّ الْمُرَابِي لَا يَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللَّه لَهُ مِنْ الْحَلَال وَلَا يَكْتَفِي بِمَا شَرَعَ لَهُ مِنْ الْكَسْب الْمُبَاح فَهُوَ يَسْعَى فِي أَكْل أَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ بِأَنْوَاعِ الْمَكَاسِب الْخَبِيثَة فَهُوَ جُحُود لِمَا عَلَيْهِ مِنْ النِّعْمَة ظَلُوم آثِم يَأْكُل أَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ..
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مَادِحًا لِلْمُؤْمِنِينَ بِرَبِّهِمْ الْمُطِيعِينَ أَمْره الْمُؤَدِّينَ شُكْره الْمُحْسِنِينَ إِلَى خَلْقه فِي إِقَامَة الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة مُخْبِرًا عَمَّا أَعَدَّ لَهُمْ مِنْ الْكَرَامَة وَأَنَّهُمْ يَوْم الْقِيَامَة مِنْ التَّبَعَات آمِنُونَ فَقَالَ " إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات وَأَقَامُوا الصَّلَوة وَءاتَوُا الزَّكَوة لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْد رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين)
يَقُول تَعَالَى آمِرًا عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِتَقْوَاهُ نَاهِيًا لَهُمْ عَمَّا يُقَرِّبهُمْ إِلَى سَخَطه وَيُبْعِدهُمْ عَنْ رِضَاهُ فَقَالَ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اِتَّقُوا اللَّه " أَيْ خَافُوهُ وَرَاقِبُوهُ فِيمَا تَفْعَلُونَ" وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَوا " أَيْ اُتْرُكُوا مَا لَكُمْ عَلَى النَّاس مِنْ الزِّيَادَة عَلَى رُءُوس الْأَمْوَال بَعْد هَذَا الْإِنْذَار" إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " أَيْ بِمَا شَرَعَ اللَّه لَكُمْ مِنْ تَحْلِيل الْبَيْع وَتَحْرِيم الرِّبَا وَغَيْر ذَلِكَ .
وَقَدْ ذَكَرَ زَيْد بْن أَسْلَمَ وَابْن جُرَيْج وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَالسُّدِّيّ أَنَّ هَذَا السِّيَاق نَزَلَ فِي بَنِي عَمْرو بْن عُمَيْر مِنْ ثَقِيف وَبَنِي الْمُغِيرَة مِنْ بَنِي مَخْزُوم كَانَ بَيْنهمْ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام وَدَخَلُوا فِيهِ طَلَبَتْ ثَقِيف أَنْ تَأْخُذهُ مِنْهُمْ فَتَشَاوَرُوا وَقَالَتْ بَنُو الْمُغِيرَة لَا نُؤَدِّي الرِّبَا فِي الْإِسْلَام بِكَسْبِ الْإِسْلَام فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ عَتَّاب بْن أَسِيد نَائِب مَكَّة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فَكَتَبَ بِهَا رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
" فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" فَقَالُوا نَتُوب إِلَى اللَّه وَنَذَر مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا فَتَرَكُوهُ كُلّهمْ وَهَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ لِمَنْ اِسْتَمَرَّ عَلَى تَعَاطِي الرِّبَا بَعْد الْإِنْذَار قَالَ اِبْن جُرَيْج قَالَ اِبْن عَبَّاس فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ أَيْ اِسْتَيْقَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّه وَرَسُوله .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-28-2012, 07:30 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون * وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون * واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون)

السماح
03-28-2012, 08:02 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون)
وَهَذَا تَهْدِيد شَدِيد وَوَعِيد أَكِيد لِمَنْ اِسْتَمَرَّ عَلَى تَعَاطِي الرِّبَا بَعْد الْإِنْذَار قَالَ اِبْن جُرَيْج قَالَ اِبْن عَبَّاس فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ أَيْ اِسْتَيْقِنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّه وَرَسُوله وَتَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَة رَبِيعَة بْن كُلْثُوم عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : يُقَال يَوْم الْقِيَامَة لِآكِلِ الرِّبَا خُذْ سِلَاحك لِلْحَرْبِ ثُمَّ قَرَأَ" فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّه وَرَسُوله " فَمَنْ كَانَ مُقِيمًا عَلَى الرِّبَا لَا يَنْزِع عَنْهُ كَانَ حَقًّا عَلَى إِمَام الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْتَتِيبهُ فَإِنْ نَزَعَ وَإِلَّا ضَرَبَ عُنُقه
وَقَالَ قَتَادَة أَوْعَدَهُمْ اللَّه بِالْقَتْلِ كَمَا يَسْمَعُونَ وَجَعَلَهُمْ بَهْرَجًا أَيْنَ مَا أَتَوْا فَإِيَّاكُمْ وَمُخَالَطَة هَذِهِ الْبُيُوع مِنْ الرِّبَا فَإِنَّ اللَّه قَدْ أَوْسَعَ الْحَلَال وَأَطَابَهُ فَلَا يُلْجِئَنكُمْ إِلَى مَعْصِيَتِهِ فَاقَةٌ .
ثُمَّ قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالكُمْ لَا تَظْلِمُونَ" أَيْ بِأَخْذِ الزِّيَادَة " وَلَا تُظْلَمُونَ " أَيْ بِوَضْعِ رُءُوس الْأَمْوَال أَيْضًا بَلْ لَكُمْ مَا بَذَلْتُمْ مِنْ غَيْر زِيَادَة عَلَيْهِ وَلَا نَقْص مِنْهُ
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الْأَحْوَص عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَطَبَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّة الْوَدَاع فَقَالَ" أَلَا إِنَّ كُلّ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعٌ عَنْكُمْ كُلُّهُ لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ وَأَوَّل رِبًا مَوْضُوع رِبَا الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِب مَوْضُوعٌ كُلُّهُ " .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون)
يَأْمُر تَعَالَى بِالصَّبْرِ عَلَى الْمُعْسِر الَّذِي لَا يَجِد وَفَاء فَقَالَ
" وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ " لَا كَمَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَقُول أَحَدهمْ لِمَدِينِهِ إِذَا حَلَّ عَلَيْهِ الدَّيْن إِمَّا أَنْ تَقْضِي وَإِمَّا أَنْ تُرْبِي ثُمَّ يَنْدُب إِلَى الْوَضْع عَنْهُ وَيَعِدُ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْر وَالثَّوَاب الْجَزِيل فَقَالَ " وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْر لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " أَيْ وَإِنْ تَتْرُكُوا رَأْس الْمَال بِالْكُلِّيَّةِ وَتَضَعُوهُ عَنْ الْمَدِين وَقَدْ وَرَدَتْ الْأَحَادِيث مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ فعن أَبِي أُمَامَة أَسْعَد بْن زُرَارَة قَالَ الطَّبَرَانِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَة أَسْعَد بْن زُرَارَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُظِلّهُ اللَّه يَوْم لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلّه فَلْيُيَسِّرْ عَلَى مُعْسِر أَوْ لِيَضَع عَنْهُ "
وعَنْ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا الْأَخْنَس أَحْمَد بْن عِمْرَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل حَدَّثَنَا أَبُو مَالِك الْأَشْجَعِيّ عَنْ رِبْعِيّ بْن حِرَاش عَنْ حُذَيْفَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَتَى اللَّه بِعَبْدٍ مِنْ عَبِيده يَوْم الْقِيَامَة قَالَ مَاذَا عَمِلْت لِي فِي الدُّنْيَا ؟ فَقَالَ مَا عَمِلْت لَك يَا رَبّ مِثْقَال ذَرَّة فِي الدُّنْيَا أَرْجُوك بِهَا - قَالَهَا ثَلَاث مَرَّات - قَالَ الْعَبْد عِنْد آخِرهَا يَا رَبّ إِنَّك كُنْت أَعْطَيْتنِي فَضْل مَال وَكُنْت رَجُلًا أُبَايِع النَّاس وَكَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَاز فَكُنْت أُيَسِّر عَلَى الْمُوسِر وَأُنْظِر الْمُعْسِر قَالَ فَيَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أَحَقّ مَنْ يُيَسِّر اُدْخُلْ الْجَنَّة " وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَابْن مَاجَهْ
" قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبُورَانِيّ قَاضِي الْحُدَيْبِيَة مِنْ دِيَار رَبِيعَة حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الصُّدَائِيّ حَدَّثَنَا الْحَكَم بْن الْجَارُود حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي الْمُتَّئِد خَال اِبْن عُيَيْنَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا إِلَى مَيْسَرَته أَنْظَرَهُ اللَّه بِذَنْبِهِ إِلَى تَوْبَته " .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون)
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى يَعِظُ عِبَاده وَيُذَكِّرهُمْ زَوَال الدُّنْيَا وَفَنَاء مَا فِيهَا مِنْ الْأَمْوَال وَغَيْرهَا وَإِتْيَان الْآخِرَة وَالرُّجُوع إِلَيْهِ تَعَالَى وَمُحَاسَبَته تَعَالَى خَلْقه عَلَى مَا عَمِلُوا وَمُجَازَاته إِيَّاهُمْ بِمَا كَسَبُوا مِنْ خَيْر وَشَرّ وَيُحَذِّرهُمْ عُقُوبَته : " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه ثُمَّ تُوَفَّى كُلّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة آخِر آيَة نَزَلَتْ مِنْ الْقُرْآن الْعَظِيم فَقَالَ اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنِي عَطَاء بْن دِينَار عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ آخِر مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآن كُلّه " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه ثُمَّ تُوَفَّى كُلّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " وَعَاشَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْد نُزُول هَذِهِ الْآيَة تِسْع لَيَالٍ ثُمَّ مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَبِيع الْأَوَّل رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم
قَالَ اِبْن جُرَيْج يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَاشَ بَعْدهَا تِسْع لَيَالٍ وَبُدِئَ يَوْم السَّبْت . وَمَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَرَوَاهُ اِبْن عَطِيَّة عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ آخِر آيَة نَزَلَتْ " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه ثُمَّ تُوَفَّى كُلّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-29-2012, 09:07 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا وإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عن الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم)

السماح
03-29-2012, 10:38 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache

فى قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا وإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عن الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم)
هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة أَطْوَل آيَة فِي الْقُرْآن الْعَظِيم وَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير حَدَّثَنَا يُونُس أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيد بْن الْمُسَيِّب أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنْ أَحْدَثَ الْقُرْآن بِالْعَرْشِ آيَة الدَّيْن
وعَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ آيَة الدَّيْن قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنَّ أَوَّل مَنْ جَحَدَ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّ اللَّه لَمَّا خَلَقَ آدَم مَسَحَ ظُهْره فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارٍ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَجَعَلَ يَعْرِض ذُرِّيَّته عَلَيْهِ فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يُزْهِر فَقَالَ أَيْ رَبّ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ هُوَ اِبْنك دَاوُد قَالَ أَيْ رَبّ كَمْ عُمُره ؟ قَالَ سِتُّونَ عَامًا قَالَ رَبّ زِدْ فِي عُمُره قَالَ لَا إِلَّا أَنْ أَزِيدهُ مِنْ عُمُرك وَكَانَ عُمُر آدَم أَلْف سَنَة فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ عَامًا فَكَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة فَلَمَّا اُحْتُضِرَ آدَم وَأَتَتْهُ الْمَلَائِكَة قَالَ إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ عَامًا فَقِيلَ لَهُ إِنَّك قَدْ وَهَبْتهَا لِابْنِك دَاوُد قَالَ مَا فَعَلْت فَأَبْرَزَ اللَّه عَلَيْهِ الْكِتَاب وَأَشْهَد عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة " وَحَدَّثَنَا أَسْوَد بْن عَامِر عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ " فَأَتَمَّهَا اللَّه لِدَاوُد مِائَة وَأَتَمَّهَا لِآدَم أَلْف سَنَة " .
فَقَوْله" يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ " هَذَا إِرْشَاد مِنْهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا تَعَامَلُوا بِمُعَامَلَاتٍ مُؤَجَّلَة أَنْ يَكْتُبُوهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ أَحْفَظ لِمِقْدَارِهَا وَمِيقَاتهَا وَأَضْبَط لِلشَّاهِدِ فِيهَا وَقَدْ نَبَّهَ عَلَى هَذَا فِي آخِر الْآيَة حَيْثُ قَالَ " ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْد اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَنْ لَا تَرْتَابُوا "
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " يأَيّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَل مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" قَالَ أُنْزِلَتْ فِي السِّلْم إِلَى أَجَل مَعْلُوم وَقَالَ قَتَادَة عَنْ أَبِي حَسَّان الْأَعْرَج عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ أَشْهَد أَنَّ السَّلَف الْمَضْمُون إِلَى أَجَل مُسَمًّى أَنَّ اللَّه أَحَلَّهُ وَأَذِنَ فِيهِ ثُمَّ قَرَأَ " يَأَيّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَل مُسَمًّى " .
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَة سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ عَبْد اللَّه بْن كَثِير عَنْ أَبِي الْمِنْهَال عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَدِمَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَة وَهُمْ يُسَلِّفُونَ فِي الثِّمَار السَّنَة وَالسَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاث فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ أَسْلَفَ فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْل مَعْلُوم وَوَزْن مَعْلُوم وَأَجَل مَعْلُوم " وَقَوْله " فَاكْتُبُوهُ " أَمْر مِنْهُ تَعَالَى بِالْكِتَابَةِ لِلتَّوْثِقَةِ وَالْحِفْظ فَإِنْ قِيلَ فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنَّا أُمَّة أُمِّيَّة لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسِب " فَمَا الْجَمْع بَيْنه وَبَيْن الْأَمْر بِالْكِتَابَةِ فَالْجَوَاب أَنَّ الدَّيْن مِنْ حَيْثُ هُوَ غَيْر مُفْتَقِر إِلَى كِتَابَة أَصْلًا لِأَنَّ كِتَاب اللَّه قَدْ سَهَّلَ اللَّهُ وَيَسَّرَ حِفْظه عَلَى النَّاس وَالسُّنَن أَيْضًا مَحْفُوظَة عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاَلَّذِي أَمَرَ اللَّه بِكِتَابَتِهِ إِنَّمَا هُوَ أَشْيَاء جُزْئِيَّة تَقَع بَيْن النَّاس فَأُمِرُوا أَمْر إِرْشَاد لَا أَمْر إِيجَاب كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضهمْ قَالَ اِبْن جُرَيْج مَنْ اِدَّانَ فَلْيَكْتُبْ وَمَنْ اِبْتَاعَ فَلْيُشْهِدْ

وَقَالَ قَتَادَة ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا سُلَيْمَان الْمَرْعَشِيّ كَانَ رَجُلًا صَحِبَ كَعْبًا فَقَالَ ذَات يَوْم لِأَصْحَابِهِ هَلْ تَعْلَمُونَ مَظْلُومًا دَعَا رَبّه فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ ؟ فَقَالُوا وَكَيْف يَكُون ذَلِكَ ؟ قَالَ رَجُل بَاعَ بَيْعًا إِلَى أَجَل فَلَمْ يُشْهِد وَلَمْ يَكْتُب فَلَمَّا حَلَّ مَاله جَحَدَهُ صَاحِبه فَدَعَا رَبّه فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ لِأَنَّهُ قَدْ عَصَى رَبّه .
وَقَوْله تَعَالَى" وَلْيَكْتُبْ بَيْنكُمْ كَاتِب بِالْعَدْلِ " أَيْ بِالْقِسْطِ وَالْحَقّ وَلَا يَجُرّ فِي كِتَابَته عَلَى أَحَد وَلَا يَكْتُب إِلَّا مَا اِتَّفَقُوا عَلَيْهِ مِنْ غَيْر زِيَادَة وَلَا نُقْصَان وَقَوْله " وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُب كَمَا عَلَّمَهُ اللَّه فَلْيَكْتُبْ " أَيْ وَلَا يَمْتَنِع مَنْ يَعْرِف الْكِتَابَة إِذَا سُئِلَ أَنْ يَكْتُب لِلنَّاسِ وَلَا ضَرُورَة عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَكَمَا عَلَّمَهُ اللَّه مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَم فَلْيَتَصَدَّقْ عَلَى غَيْره مِمَّنْ لَا يُحْسِن الْكِتَابَة وَلْيَكْتُبْ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث " إِنَّ مِنْ الصَّدَقَة أَنْ تُعِين صَانِعًا أَوْ تَصْنَع لِأَخْرَق " وَفِي الْآخَر " مَنْ كَتَمَ عِلْمًا يَعْلَمهُ أُلْجِمَ يَوْم الْقِيَامَة بِلِجَامٍ مِنْ نَار ".
وَقَالَ مُجَاهِد وَعَطَاء وَاجِب عَلَى الْكَاتِب أَنْ يَكْتُب وَقَوْله
" وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقّ وَلْيَتَّقِ اللَّه رَبّه " أَيْ وَلْيُمْلِلْ الْمَدِين عَلَى الْكَاتِب مَا فِي ذِمَّته مِنْ الدِّين وَلْيَتَّقِ اللَّه فِي ذَلِكَ " وَلَا يَبْخَس مِنْهُ شَيْئًا " أَيْ لَا يَكْتُم مِنْهُ شَيْئًا " فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا " مَحْجُورًا عَلَيْهِ بِتَبْذِيرِ وَنَحْوه " أَوْ ضَعِيفًا " أَيْ صَغِيرًا أَوْ مَجْنُونًا " أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ " إِمَّا لِعِيٍّ أَوْ جَهْلٍ بِمَوْضِعِ صَوَاب ذَلِكَ مِنْ خَطَئِهِ" فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ " , وَقَوْله " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ " أَمْر بِالْإِشْهَادِ مَعَ الْكِتَابَة لِزِيَادَةِ التَّوْثِقَة " فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُل وَامْرَأَتَانِ " وَهَذَا إِنَّمَا يَكُون فِي الْأَمْوَال وَمَا يَقْصِد بِهِ الْمَال وَإِنَّمَا أُقِيمَتْ الْمَرْأَتَانِ مَقَام الرَّجُل لِنُقْصَانِ عَقْل الْمَرْأَة كَمَا قَالَ مُسْلِم فِي صَحِيحه حَدَّثَنَا قُتَيْبَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو عَنْ الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ " يَا مَعْشَر النِّسَاء تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَار فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَر أَهْل النَّار فَقَالَتْ اِمْرَأَة مِنْهُنَّ جَزْلَة وَمَا لَنَا يَا رَسُول اللَّه أَكْثَر أَهْل النَّار ؟ قَالَ" تُكْثِرْنَ اللَّعْن وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْت مِنْ نَاقِصَات عَقْل وَدِين أَغْلَب لِذِي لُبّ مِنْكُنَّ " , قَالَتْ يَا رَسُول اللَّه مَا نُقْصَان الْعَقْل وَالدِّين قَالَ " أَمَّا نُقْصَان عَقْلهَا فَشَهَادَة اِمْرَأَتَيْنِ تَعْدِل شَهَادَة رَجُل فَهَذَا نُقْصَان الْعَقْل وَتَمْكُث اللَّيَالِي لَا تُصَلِّي وَتُفْطِر فِي رَمَضَان فَهَذَا نُقْصَان الدِّين" . وَقَوْله " مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاء " فِيهِ دَلَالَة عَلَى اِشْتِرَاط الْعَدَالَة فِي الشُّهُود وَهَذَا مُقَيَّد حَكَمَ بِهِ الشَّافِعِيّ عَلَى كُلّ مُطْلَق فِي الْقُرْآن مِنْ الْأَمْر بِالْإِشْهَادِ مِنْ غَيْر اِشْتِرَاط وَقَدْ اِسْتَدَلَّ مَنْ رَدَّ الْمَسْتُور بِهَذِهِ الْآيَة الدَّالَّة عَلَى أَنْ يَكُون الشَّاهِد عَدْلًا مَرْضِيًّا. وَقَوْله" أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا " يَعْنِي الْمَرْأَتَيْنِ إِذَا نَسِيَتْ الشَّهَادَة " فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى " أَيْ يَحْصُل لَهَا ذِكْر بِمَا وَقَعَ بِهِ مِنْ الْإِشْهَاد وَبِهَذَا قَرَأَ آخَرُونَ فَتُذَكِّر بِالتَّشْدِيدِ مِنْ التِّذْكَار وَمَنْ قَالَ إِنَّ شَهَادَتهَا مَعَهَا تَجْعَلهَا كَشَهَادَةِ ذَكَر فَقَدْ أَبْعَدَ وَالصَّحِيح الْأَوَّل وَاَللَّه أَعْلَم .
وَقَوْله " وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا " قِيلَ مَعْنَاهُ إِذَا دُعُوا لِلتَّحَمُّلِ فَعَلَيْهِمْ الْإِجَابَة وَهُوَ قَوْل قَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَهَذَا كَقَوْلِهِ " وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ " وَمِنْ هَاهُنَا اُسْتُفِيدَ أَنَّ تَحَمُّل الشَّهَادَة فَرْض كِفَايَة قِيلَ وَهُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا " لِلْأَدَاءِ لِحَقِيقَةِ قَوْله الشُّهَدَاء وَالشَّاهِد حَقِيقَة فِيمَنْ تَحَمَّلَ فَإِذَا دُعِيَ لِأَدَائِهَا فَعَلَيْهِ الْإِجَابَة إِذَا تَعَيَّنَتْ وَإِلَّا فَهُوَ فَرْض كِفَايَة وَاَللَّه أَعْلَم .
وعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَمْرَة عَنْ زَيْد بْن خَالِد أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " أَلَا أُخْبِركُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاء ؟ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْل أَنْ يُسْأَلهَا " .
وَقَوْله " وَلَا تَسْأمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ " هَذَا مِنْ تَمَام الْإِرْشَاد وَهُوَ الْأَمْر بِكِتَابَةِ الْحَقّ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا فَقَالَ وَلَا تَسْأَمُوا أَيْ لَا تَمَلُّوا أَنْ تَكْتُبُوا الْحَقّ عَلَى أَيّ حَال كَانَ مِنْ الْقِلَّة وَالْكَثْرَة إِلَى أَجَله وَقَوْله" ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْد اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَنْ لَا تَرْتَابُوا " أَيْ هَذَا الَّذِي أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنْ الْكِتَابَة لِلْحَقِّ إِذَا كَانَ مُؤَجَّلًا هُوَ أَقْسَط عِنْد اللَّه أَيْ أَعْدَل وَأَقْوَم لِلشَّهَادَةِ أَيْ أَثْبَت لِلشَّاهِدِ إِذَا وَضَعَ خَطّه ثُمَّ رَآهُ تَذَكَّرَ بِهِ الشَّهَادَة لِاحْتِمَالِ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكْتُبهُ أَنْ يَنْسَاهُ كَمَا هُوَ الْوَاقِع غَالِبًا " وَأَدْنَى أَلَا تَرْتَابُوا " وَأَقْرَب إِلَى عَدَم الرِّيبَة بَلْ تَرْجِعُونَ عِنْد التَّنَازُع إِلَى الْكِتَاب الَّذِي كَتَبْتُمُوهُ فَيَفْصِل بَيْنكُمْ بِلَا رِيبَة .
وَقَوْله " إِلَّا أَنْ تَكُون تِجَارَة حَاضِرَة تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ لَا تَكْتُبُوهَا " أَيْ إِذَا كَانَ الْبَيْع بِالْحَاضِرِ يَدًا بِيَدٍ فَلَا بَأْس بِعَدَمِ الْكِتَابَة لِانْتِفَاءِ الْمَحْذُور فِي تَرْكهَا .
فَأَمَّا الْإِشْهَاد عَلَى الْبَيْع فَقَدْ قَالَ تَعَالَى " وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ"
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر فِي قَوْله تَعَالَى
" وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ " يَعْنِي أَشْهِدُوا عَلَى حَقّكُمْ إِذَا كَانَ فِيهِ أَجَل أَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَجَل فَأَشْهِدُوا عَلَى حَقّكُمْ عَلَى كُلّ حَال ذَلِكَ وَقَالَ الشَّعْبِيّ وَالْحَسَن هَذَا الْأَمْر مَنْسُوخ بِقَوْلِهِ " فَإِنْ أَمِنَ بَعْضكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَته " وَهَذَا الْأَمْر مَحْمُول عِنْد الْجُمْهُور عَلَى الْإِرْشَاد وَالنَّدْب لَا عَلَى الْوُجُوب وَالدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ حَدِيث خُزَيْمَة بْن ثَابِت الْأَنْصَارِيّ . وَقَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان حَدَّثَنَا شُعَيْب عَنْ الزُّهْرِيّ حَدَّثَنِي عُمَارَة بْن خُزَيْمَة الْأَنْصَارِيّ أَنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ وَهُوَ مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اِبْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيّ فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَقْضِيَهُ ثَمَن فَرَسه فَأَسْرَعَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيّ فَطَفِقَ رِجَال يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيّ فَيُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اِبْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضهمْ الْأَعْرَابِيّ فِي السَّوْم عَلَى ثَمَن الْفَرَس الَّذِي اِبْتَاعَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَى الْأَعْرَابِيّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : إِنْ كُنْت مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَس فَابْتَعْهُ وَإِلَّا بِعْته فَقَامَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِين سَمِعَ نِدَاء الْأَعْرَابِيّ قَالَ " أَوَلَيْسَ قَدْ اِبْتَعْته مِنْك " قَالَ الْأَعْرَابِيّ لَا وَاَللَّه مَا بِعْتُك فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلْ قَدْ اِبْتَعْته مِنْك فَطَفِقَ النَّاس يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْأَعْرَابِيّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيّ يَقُول هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَد أَنِّي بَايَعْتُك فَمَنْ جَاءَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ وَيْلك إِنَّ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ يَقُول إِلَّا حَقًّا حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَة فَاسْتَمَعَ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُرَاجَعَة الْأَعْرَابِيّ يَقُول : هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَد أَنِّي بَايَعْتُك قَالَ : خُزَيْمَة أَنَا أَشْهَد أَنَّك قَدْ بَايَعْته فَأَقْبَلَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى خُزَيْمَة فَقَالَ بِمَ تَشْهَد ؟ فَقَالَ بِتَصْدِيقِك يَا رَسُول اللَّه فَجَعَلَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَهَادَة خُزَيْمَة بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث شُعَيْب وَالنَّسَائِيّ
وَقَوْله تَعَالَى " وَلَا يُضَارّ كَاتِب وَلَا شَهِيد " قِيلَ مَعْنَاهُ لَا يُضَارّ الْكَاتِب وَلَا الشَّاهِد فَيَكْتُب هَذَا خِلَاف مَا يُمْلِي وَيَشْهَد هَذَا بِخِلَافِ مَا سَمِعَ أَوْ يَكْتُمهَا بِالْكُلِّيَّةِ وَهُوَ قَوْل الْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْرهمَا وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا يَضُرّ بِهِمَا عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة " وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ " قَالَ يَأْتِي الرَّجُل فَيَدْعُوهُمَا إِلَى الْكِتَاب وَالشَّهَادَة فَيَقُولَانِ إِنَّا عَلَى حَاجَة فَيَقُول إِنَّكُمَا قَدْ أُمِرْتُمَا أَنْ تُجِيبَا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُضَارّهُمَا
وَقَوْله " وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوق بِكُمْ " أَيْ إِنْ خَالَفْتُمْ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ أَوْ فَعَلْتُمْ مَا نُهِيتُمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ فِسْق كَائِن بِكُمْ أَيْ لَازِم لَكُمْ لَا تَحِيدُونَ عَنْهُ وَلَا تَنْفَكُّونَ عَنْهُ
وَقَوْله " وَاتَّقُوا اللَّه " أَيْ خَافُوهُ وَرَاقِبُوهُ وَاتَّبِعُوا أَمْره وَاتْرُكُوا زَجْره
" وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ " كَقَوْلِهِ " يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَكُمْ فُرْقَانًا " وَقَوْله" يَأَيّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَءامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَته وَيَجْعَل لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ "
وَقَوْله تعالى " وَاَللَّه بِكُلِّ شَيْء عَلِيم " أَيْ هُوَ عَالِم بِحَقَائِق الْأُمُور وَمَصَالِحهَا وَعَوَاقِبهَا فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ الْأَشْيَاء بَلْ عِلْمُهُ مُحِيطٌ بِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ .

السماح
03-30-2012, 07:40 PM
أقسم بالله العلى العظيم حفظتها عن ظهر قلب
لا أبتغى فيها سوى وجهك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذى أؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليم * لله ما فى السموات وما فى الأرض وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شىء قدير * ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )

السماح
03-30-2012, 08:24 PM
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2078.imgcache
فى قول الله تعالى (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذى أؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليم )
يَقُول تَعَالَى " وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَر " أَيْ مُسَافِرِينَ وَتَدَايَنْتُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى " وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا " يَكْتُب لَكُمْ قَالَ اِبْن عَبَّاس أَوْ وَجَدُوهُ وَلَمْ يَجِدُوا قِرْطَاسًا أَوْ دَوَاة أَوْ قَلَمًا فَرِهَان مَقْبُوضَة أَيْ فَلْيَكُنْ بَدَل الْكِتَابَة رِهَان مَقْبُوضَة أَيْ فِي يَد صَاحِب الْحَقّ وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ " فَرِهَان مَقْبُوضَة " عَلَى أَنَّ الرَّهْن لَا يَلْزَم إِلَّا بِالْقَبْضِ كَمَا هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور وَاسْتَدَلَّ بِهَا آخَرُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدّ أَنْ يَكُون الرَّهْن مَقْبُوضًا فِي يَد الْمُرْتَهِن وَهُوَ رِوَايَة عَنْ الْإِمَام أَحْمَد وَذَهَبَ إِلَيْهِ طَائِفَة وَاسْتَدَلَّ آخَرُونَ مِنْ السَّلَف بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى أَنَّهُ لَا يَكُون الرَّهْن مَشْرُوعًا إِلَّا فِي السَّفَر قَالَهُ مُجَاهِد وَغَيْره وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْد يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلَاثِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِير رَهَنَهَا قُوتًا لِأَهْلِهِ وَفِي رِوَايَة مِنْ يَهُود الْمَدِينَة وَفِي رِوَايَة الشَّافِعِيّ عِنْد أَبِي الشَّحْم الْيَهُودِيّ وَتَقْرِير هَذِهِ الْمَسَائِل فِي كِتَاب الْأَحْكَام الْكَبِير وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة وَبِهِ الْمُسْتَعَان . وَقَوْله " فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِينَ اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ " رَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أَنَّهُ قَالَ : هَذِهِ نَسَخَتْ مَا قَبْلهَا وَقَالَ الشَّعْبِيّ : إِذَا اِئْتَمَنَ بَعْضكُمْ بَعْضًا فَلَا بَأْس أَنْ لَا تَكْتُبُوا أَوْ لَا تُشْهِدُوا وَقَوْله " وَلْيَتَّقِ اللَّه رَبّه " يُعْنَى الْمُؤْتَمَن كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَأَهْل السُّنَن مِنْ رِوَايَة قَتَادَة عَنْ الْحَسَن عَنْ سَمُرَة أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " عَلَى الْيَد مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ " . وَقَوْله " وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَة " أَيْ لَا تُخْفُوهَا وَتُغْلُوهَا وَلَا تُظْهِرُوهَا قَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره : شَهَادَة الزُّور مِنْ أَكْبَر الْكَبَائِر وَكِتْمَانهَا كَذَلِكَ وَلِهَذَا قَالَ " وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ" قَالَ السُّدِّيّ يَعْنِي فَاجِر قَلْبه وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى" وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنْ الْآثِمِينَ" وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاَللَّه أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " وَهَكَذَا قَالَ هَاهُنَا " وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَة وَمَنْ يَكْتُمهَا فَإِنَّهُ آثِم قَلْبه وَاَللَّه بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم " .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (لله ما فى السموات وما فى الأرض وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شىء قدير)
يُخْبِر تَعَالَى أَنَّ لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ وَأَنَّهُ الْمُطَّلِع عَلَى مَا فِيهِنَّ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ الظَّوَاهِر وَلَا السَّرَائِر وَالضَّمَائِر وَإِنْ دَقَّتْ وَخَفِيَتْ وَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَيُحَاسِبُ عِبَاده عَلَى مَا فَعَلُوهُ وَمَا أَخْفُوهُ فِي صُدُورهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاَللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " . وَقَالَ " يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " وَالْآيَات فِي ذَلِكَ كَثِيرَة جِدًّا وَقَدْ أَخْبَرَ فِي هَذِهِ بِمَزِيدٍ عَلَى الْعِلْم وَهُوَ الْمُحَاسَبَة عَلَى ذَلِكَ وَلِهَذَا لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة اِشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الصَّحَابَة وَخَافُوا مِنْهَا وَمِنْ مُحَاسَبَة اللَّه لَهُمْ عَلَى جَلِيل الْأَعْمَال وَحَقِيرهَا وَهَذَا مِنْ شِدَّة إِيمَانهمْ وَإِيقَانهمْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا عَفَّان حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن يَعْنِي الْعَلَاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه فَيَغْفِر لِمَنْ يَشَاء وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " اِشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَوْا رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ جَثَوْا عَلَى الرُّكَب وَقَالُوا : يَا رَسُول اللَّه كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَال مَا نُطِيق الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْجِهَاد وَالصَّدَقَة وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْك هَذِهِ الْآيَة وَلَا نُطِيقهَا فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْل الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلكُمْ : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ؟ بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانك رَبّنَا وَإِلَيْك الْمَصِير " . فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْم وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتهمْ أَنْزَلَ اللَّه فِي أَثَرهَا " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانك رَبّنَا وَإِلَيْك الْمَصِير " فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ رَبّنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " إِلَى آخِره وَرَوَاهُ مُسْلِم مُنْفَرِدًا بِهِ مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن زُرَيْع عَنْ رَوْح بْن الْقَاسِم عَنْ الْعَلَاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَ مِثْله وَلَفْظه فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ رَبّنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" قَالَ نَعَمْ " رَبّنَا وَلَا تَحْمِل عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْته عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا " قَالَ نَعَمْ " رَبّنَا وَلَا تُحَمِّلنَا مَا لَا طَاقَة لَنَا بِهِ " قَالَ نَعَمْ " وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ" قَالَ نَعَمْ
. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ أَبِي الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " قَالَ اللَّه إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَة وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَة فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا " لَفْظ مُسْلِم وَهُوَ فِي إِفْرَاده مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ الْعَلَاء
وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " فَإِنَّهَا لَمْ تُنْسَخ لَكِنَّ اللَّه إِذَا جَمَعَ الْخَلَائِق يَوْم الْقِيَامَة يَقُول إِنِّي أُخْبِركُمْ بِمَا أَخْفَيْتُمْ فِي أَنْفُسكُمْ مِمَّا لَمْ يَطَّلِع عَلَيْهِ مَلَائِكَتِي فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيُخْبِرهُمْ وَيَغْفِر لَهُمْ مَا حَدَّثُوا بِهِ أَنْفُسهمْ وَهُوَ قَوْله " يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " يَقُول يُخْبِركُمْ وَأَمَّا أَهْل الشَّكّ وَالرَّيْب فَيُخْبِرهُمْ بِمَا أَخْفَوْهُ مِنْ التَّكْذِيب وَهُوَ قَوْله " فَيَغْفِر لِمَنْ يَشَاء وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء " وَهُوَ قَوْله " وَلَكِنْ يُؤَاخِذكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبكُمْ " أَيْ مِنْ الشَّكّ وَالنِّفَاق وَقَدْ رَوَى الْعَوْفِيّ وَالضَّحَّاك عَنْهُ قَرِيبًا مِنْ هَذَا .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )
ذِكْرُ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي فَضْل هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ نَفَعَنَا اللَّهُ بِهِمَا " " الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ " قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كَثِير أَخْبَرَنَا شُعْبَة عَنْ سُلَيْمَان عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الرَّحْمَن عَنْ اِبْن مَسْعُود عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيد عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ - مِنْ آخِر سُورَة الْبَقَرَة - فِي لَيْلَة كَفَتَاهُ " وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّة الْجَمَاعَة مِنْ طَرِيق سُلَيْمَان بْن مِهْرَان الْأَعْمَش بِإِسْنَادِهِ مِثْله وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيق الثَّوْرِيّ عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الرَّحْمَن
وعَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أُعْطِيت خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة مِنْ كَنْز تَحْت الْعَرْش " .
عَنْ طَلْحَة عَنْ مُرَّة عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اُنْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاء السَّابِعَة إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يَعْرُج مِنْ الْأَرْض فَيُقْبَض مِنْهَا وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يَهْبِط مِنْ فَوْقهَا فَيُقْبَض مِنْهَا . قَالَ " إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى " قَالَ فِرَاش مِنْ ذَهَب قَالَ وَأُعْطِيَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثًا أُعْطِيَ الصَّلَوَات الْخَمْس وَأُعْطِيَ خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِك بِاَللَّهِ مِنْ أُمَّته شَيْئًا الْمُقْحَمَاتُ.
فَقَوْله تَعَالَى " آمَنَ الرَّسُول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبّه " إِخْبَار عَنْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ قَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا بِشْر حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا سَعِيد عَنْ قَتَادَة قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَة" وَيَحِقُّ لَهُ أَنْ يُؤْمِن " وَقَدْ رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر الْفَقِيه : حَدَّثَنَا مُعَاذ بْن نَجْدَة الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا خَلَّاد بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْل عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة عَلَى النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " آمَنَ الرَّسُول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبّه " قَالَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " حَقّ لَهُ أَنْ يُؤْمِن " ثُمَّ قَالَ الْحَاكِم : صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَقَوْله" وَالْمُؤْمِنُونَ " عَطْف عَلَى الرَّسُول ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ الْجَمِيع فَقَالَ " كُلّ آمَنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله لَا نُفَرِّق بَيْن أَحَد مِنْ رُسُله " فَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّه وَاحِد أَحَد فَرْد صَمَد لَا إِلَه غَيْره وَلَا رَبّ سِوَاهُ وَيُصَدِّقُونَ بِجَمِيعِ الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل وَالْكُتُب الْمُنَزَّلَة مِنْ السَّمَاء عَلَى عِبَاد اللَّه الْمُرْسَلِينَ وَالْأَنْبِيَاء لَا يُفَرِّقُونَ بَيْن أَحَد مِنْهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ بَلْ الْجَمِيع عِنْدهمْ صَادِقُونَ بَارُّونَ رَاشِدُونَ مَهْدِيُّونَ هَادُونَ إِلَى سَبِيل الْخَيْر وَإِنْ كَانَ بَعْضهمْ يَنْسَخ شَرِيعَة بَعْض بِإِذْنِ اللَّه حَتَّى نُسِخَ الْجَمِيع بِشَرْعِ مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَم الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِينَ الَّذِي تَقُوم السَّاعَة عَلَى شَرِيعَته وَلَا تَزَال طَائِفَة مِنْ أُمَّته عَلَى الْحَقّ ظَاهِرِينَ وَقَوْله " وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" أَيْ سَمِعْنَا قَوْلك يَا رَبّنَا وَفَهِمْنَاهُ وَقُمْنَا بِهِ وَامْتَثَلْنَا الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ " غُفْرَانك رَبّنَا " سُؤَال لِلْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَة وَاللُّطْف قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حَرْب الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا اِبْن فَضْل عَنْ عَطَاء بْن السَّائِب عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْل اللَّه " آمَنَ الرَّسُول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبّه وَالْمُؤْمِنُونَ " إِلَى قَوْله " غُفْرَانك رَبّنَا " قَالَ قَدْ غَفَرْت لَكُمْ " وَإِلَيْك الْمَصِير " أَيْ الْمَرْجِع وَالْمَآب يَوْم الْحِسَاب .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1331314446_972.jpg
وفى قوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )
قَالَ اِبْن جَرِير : عَنْ سِنَان عَنْ حَكِيم عَنْ جَابِر قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " آمَنَ الرَّسُول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبّه وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله لَا نُفَرِّق بَيْن أَحَد مِنْ رُسُله وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانك رَبّنَا وَإِلَيْك الْمَصِير " قَالَ جِبْرِيل إِنَّ اللَّه قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاء عَلَيْك وَعَلَى أُمَّتك فَسَلْ تُعْطَهُ فَسَأَلَ " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " إِلَى آخِر الْآيَة . وَقَوْله " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " أَيْ لَا يُكَلَّف أَحَد فَوْق طَاقَته وَهَذَا مِنْ لُطْفه تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَرَأْفَته بِهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ وَهَذِهِ هِيَ النَّاسِخَة الرَّافِعَة لِمَا كَانَ أَشْفَقَ مِنْهُ الصَّحَابَة فِي قَوْله " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " أَيْ هُوَ وَإِنْ حَاسَبَ وَسَأَلَ لَكِنْ لَا يُعَذِّب إِلَّا بِمَا يَمْلِك الشَّخْص دَفْعه فَأَمَّا مَا لَا يَمْلِك دَفْعه مِنْ وَسْوَسَة النَّفْس وَحَدِيثهَا فَهَذَا لَا يُكَلَّف بِهِ الْإِنْسَان وَكَرَاهِيَة الْوَسْوَسَة السَّيِّئَة مِنْ الْإِيمَان وَقَوْله " لَهَا مَا كَسَبَتْ " أَيْ مِنْ خَيْر " وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ " أَيْ مِنْ شَرّ وَذَلِكَ فِي الْأَعْمَال الَّتِي تَدْخُل تَحْت التَّكْلِيف. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُرْشِدًا عِبَاده إِلَى سُؤَاله وَقَدْ تَكَفَّلَ لَهُمْ بِالْإِجَابَةِ كَمَا أَرْشَدَهُمْ وَعَلَّمَهُمْ أَنْ يَقُولُوا" رَبّنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " أَيْ إِنْ تَرَكْنَا فَرْضًا عَلَى جِهَة النِّسْيَان أَوْ فَعَلْنَا حَرَامًا كَذَلِكَ أَوْأَخْطَأْنَا أَيْ الصَّوَاب فِي الْعَمَل جَهْلًا مِنَّا بِوَجْهِهِ الشَّرْعِيّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : " قَالَ اللَّه نَعَمْ " وَلِحَدِيثِ اِبْن عَبَّاس قَالَ اللَّه " قَدْ فَعَلْت " وَرَوَى اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه وَابْن حِبَّان فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث أَبِي عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ عَنْ عَطَاء قَالَ اِبْن مَاجَهْ فِي رِوَايَته عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ وَابْن حِبَّان عَنْ عَطَاء عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنَّ اللَّه وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ " وَقَدْ رُوِيَ مِنْ طَرِيق آخَر وَأَعَلَّهُ أَحْمَد وَأَبُو حَاتِم وَاَللَّه أَعْلَم .
وَقَوْله " رَبّنَا وَلَا تَحْمِل عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْته عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا " أَيْ لَا تُكَلِّفنَا مِنْ الْأَعْمَال الشَّاقَّة وَإِنْ أَطَقْنَاهَا كَمَا شَرَعْته لِلْأُمَمِ الْمَاضِيَة قَبْلنَا مِنْ الْأَغْلَال وَالْآصَار الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ الَّتِي بَعَثْت نَبِيّك مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَبِيّ الرَّحْمَة بِوَضْعِهِ فِي شَرْعه الَّذِي أَرْسَلْته بِهِ مِنْ الدِّين الْحَنِيفِيّ السَّهْل السَّمْح وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " قَالَ اللَّه نَعَمْ "
وَقَوْله " رَبّنَا وَلَا تُحَمِّلنَا مَا لَا طَاقَة لَنَا بِهِ " أَيْ مِنْ التَّكْلِيف وَالْمَصَائِب وَالْبَلَاء لَا تَبْتَلِنَا بِمَا لَا قِبَل لَنَا بِهِ وَقَدْ قَالَ مَكْحُول فِي قَوْله " رَبّنَا وَلَا تُحَمِّلنَا مَا لَا طَاقَة لَنَا بِهِ " قَالَ الْعُزْبَة وَالْغُلْمَة رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم قَالَ اللَّه نَعَمْ وَفِي الْحَدِيث الْآخَر قَالَ اللَّه قَدْ فَعَلْت . وَقَوْله " وَاعْفُ عَنَّا " أَيْ فِيمَا بَيْننَا وَبَيْنك مِمَّا تَعْلَمهُ مِنْ تَقْصِيرنَا وَزَلَلنَا " وَاغْفِرْ لَنَا " أَيْ فِيمَا بَيْننَا وَبَيْن عِبَادك فَلَا تُظْهِرهُمْ عَلَى مَسَاوِينَا وَأَعْمَالنَا الْقَبِيحَة " وَارْحَمْنَا" أَيْ فِيمَا يُسْتَقْبَل فَلَا تُوقِعنَا بِتَوْفِيقِك فِي ذَنْب آخَر وَلِهَذَا قَالُوا إِنَّ الْمُذْنِب مُحْتَاج إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء أَنْ يَعْفُو اللَّه عَنْهُ فِيمَا بَيْنه وَبَيْنه وَأَنْ يَسْتُرهُ عَنْ عِبَاده فَلَا يَفْضَحهُ بِهِ بَيْنهمْ وَأَنْ يَعْصِمهُ فَلَا يُوقِعهُ فِي نَظِيره . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيث أَنَّ اللَّه قَالَ نَعَمْ وَفِي الْحَدِيث الْآخَر قَالَ اللَّه " قَدْ فَعَلْت ". وَقَوْله " أَنْتَ مَوْلَانَا " أَيْ أَنْتَ وَلِيّنَا وَنَاصِرنَا وَعَلَيْك تَوَكَّلْنَا وَأَنْتَ الْمُسْتَعَان وَعَلَيْك التُّكْلَان وَلَا حَوْل لَنَا وَلَا قُوَّة إِلَّا بِك " فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ " أَيْ الَّذِينَ جَحَدُوا دِينك وَأَنْكَرُوا وَحْدَانِيّتك وَرِسَالَة نَبِيّك وَعَبَدُوا غَيْرك وَأَشْرَكُوا مَعَك مِنْ عِبَادك فَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ وَاجْعَلْ لَنَا الْعَاقِبَة عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ اللَّه نَعَمْ . وَفِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ اللَّه : " قَدْ فَعَلْت ". وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاق أَنَّ مُعَاذًا - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ هَذِهِ
السُّورَة" اُنْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ " قَالَ آمِينَ وَرَوَاهُ وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ رَجُل عَنْ مُعَاذ بْن جَبَل أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَتَمَ الْبَقَرَة قَالَ آمِينَ .
http://www.nahralbared.com/vb/imgcache/2170.imgcache

السماح
03-31-2012, 01:34 AM
الحمد لله والشكر لله انتهت سورة البقرة
اللهم احفظها فى قلوبنا وعقولنا يارب العالمين
ما أجملها من سورة كريمة