**سماسم**
05-02-2011, 04:13 AM
في الصين القديمة وعلى مدى ألف عام عاشت النساء خياراً جمالياً غاية في العجب والألم. وذلك عبر الخضوع لممارسة عادة تعرف ب ( ربط الأقدام) هدفها وقف نموها بربطها منذ الصغر، للحصول على مايسمى (أقدام اللوتس) فتكبر المرأة وتظل قدماها صغيرتين مقوستين كوردة مغمضة الأهداب ، الأمر الذي يجعلها تبدو وكأنها تقفز عندما تمشي وغالباً ماتسير بصعوبة وببطء أو مستندة إلى جدار أثناء مشيها وقد تحتاج إلى مساعدة، لتبدو كسيرة، خانعة، منحنية ، وخضوعها في النهاية وانكسارها صفتان جماليتان كان يبغيهما الرجل الصيني في ذلك الزمان ، وربما كل رجل في كل زمان وكما قال الكاتب جو تشي أنه لابد أن يكون الرجل في أعلى الهرم الإجتماعي فربط المرأه أقدامها يقلل من ظهورها من البيت وبذلكـ تقوى سلطة الرجل عليها
ويرجح رجوع تاريخ هذه العادة إلى فترة حكم سلالة (تانغ) في الأعوام (618-907) في نانجينغ التي كانت تتباهى بفتياتها الراقصات المشهورات بأقدامهن الصغيرة وأحذيتهن المقوسة
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298835_157.jpg (http://www.up-00.com/)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298835_463.jpg (http://www.up-00.com/)
وأصبح شد القدمين أكثر شيوعا وانتشر من دوائر القصر الى الأغنياء. وأخيرا انتقل من المدن الى الأرياف، حيث ادركت الفتيات ان شد أقدامهن يمكن أن يكون جواز مرورهن الى الحياة الاجتماعية والثراء المتزايد.
وسرعان ما اصبح شد القدمين شرطا مسبقا للزواج. بل انه كان مبررا مقبولا لقيام الرجل بإلغاء الزواج اذا ما اكتشف أن المرأة التي جرى ترتيب زواجه منها لم تقم بشد قدميها. والأم ملزمة بشد قدمي ابنتها والا فانه سيكون من العسير عليها ان تتزوج.
كانت الاقدام الصغيرة تعتبر جميلة وأنيقة. وكانت القدم المثالية التي يبلغ طولها ثلاث بوصات تسمى «لوتس الذهب»، أما القدم التي يبلغ طولها أربع فتوصف بأنها «فضة»، أما تلك القدم التي يتجاوز طولها اربع بوصات فتعتبر «اللوتس الحديدية». وكانت العملية تبدأ عادة عندما تكون الفتاة في عمر يتراوح بين ثلاث سنوات الى احدى عشرة سنة. والتبرير ان تغيير العظام يكون في هذه الحالة اسهل مما في العمر التالي، حيث يكون العظم اقرب الى الكمال في النمو. وكانت الأمهات أو القريبات الأكثر خبرة ممن يقمن بعملية شد الأقدام من الدراية بما يكفي للقيام بذلك في اواخر الخريف او الشتاء عندما تكون القدم قليلة الحساسية الى حد يقرب من الخدر حتى لا يكون الألم شديدا.
وكانت قدم الفتاة تنقع في البداية بماء دافئ أو دم حيوان وأعشاب. ثم يجري كسر الأصابع الاربعة الصغيرة من كل قدم. وهذا ليس أشد ما في الألم! ثم تلف لفافات حريرية أو قطنية حول الأصابع الأصغر وتسحب بقوة الى الكاحل. وخلال كل يومين تزال اللفافة وتعاد العملية نفسها. ويستمر هذا الامر لفترة عامين. وبحلول هذا الوقت تكون قدما الفتاة في طول يتراوح بين ثلاث الى أربع بوصات. ومن أجل ضمان ان تبقى القدم صغيرة تستمر الطقوس لفترة لا تقل عن عشر سنوات أخرى. والعملية مؤلمة جدا: ففي كل مرة يتم شد الأقدام يتم ربط الشدادات أقوى من السابق.
وفي سياق الكتابة حول هذه النساء، تصور يانغ الغضب والألم الذي تواجهه تلك النساء، ولا يزال هناك البعض منهن في الصين اليوم. وكتبت يانغ: «انهن ينظرن في اتجاه آخر عندما يتحدثن ويشعرن بالحرج وبعضهن يبكين عندما يتذكر التجربة. تتذكر واحدة من النساء جدتها التي ماتت نتيجة حريق لأنها لم تقدر على الهرب بسرعة كافية بسبب قدميها المشدودتين».
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298834_700.jpg (http://www.up-00.com/)
وثمة لقطة فيلم لنساء يحاولن الهروب خلال الغزو الياباني للصين في الثلاثينات من القرن الماضي، لم تستطع النساء فيه الهرب. وأجبرت اللواتي فقدن أحذيتهن على الحبو على اليدين والركبتين ولم يستطعن حتى المشي على أقدامهن. كثيرات كان مصيرهن الموت بسبب مشدات الخصر الضيقة أو بسبب مسح خلطات سامة خلال الحقبة الفيكتورية. وكتب أيضا الصحافي الاميركي جورجي بينكس حول اللقاءات التي اجراها حول شد القدمين عن الصينية زو جيزين التي تبلغ من العمر 80 عاما. وتقول زو التي ولدت لأسرة ثرية وتزوجت رجلا ثريا، ان شد القدمين كان مؤشرا على الوضع الطبقي، لكنها الآن تعتبر رمزا لإخضاع النساء. وقالت للصحافي الاميركي انها تشعر بالندم على شد قدميها لكنها تقول أيضا ان الفتاة التي لم تكن تشد قدميها في ذلك الوقت لم تكن تجد من يرغب في الزواج بها. إلى جانب كونها رمزا للأنوثة والتمييز بين الإناث والذكور، كان ينظر المجتمع إلى شد القدمين كمؤشر على الحدود الوطنية مثل التمييز بين الصينيين من مجموعة الهان الإثنية عن بقية المجموعات الإثنية. وكانت تستخدم أيضا للدلالة على الوضع الثقافي المتميز لأنها عملية تجسد تعاليم كونفوشيوس الأخلاقية حول التهذيب والتدين.
والصينيون من غير مجموعة الهان الإثنية مثل المغول والهاكا وسكان التبت لا يستخدمون شد القدمين. منعت عملية شد القدمين في العام 1912 خلال الثورة الثقافية. وابتداء من العام 1915 بدأ مفتشو الحكومة يفرضون غرامات باهظة على كل من يمارس تلك العادة الاجتماعية. ولكن على الرغم من تلك الإجراءات، استمرت عملية شد القدمين في أجزاء متعددة من الصين، ولكن عندما جاء الشيوعيون إلى الحكم عام 1949 اختفت تماما. من دون أدنى شك أن شد القدمين عرقل النساء وحال دون مشاركتهن بصورة ناشطة في أكثر من مجال، فقد كان دورهن محدودا في الحكومة. بدأت عملية شد الارجل كتعريف للجمال ولكنها انتهت لتصبح تعريفا لحقبة في المجتمع الصيني.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298835_653.jpg (http://www.up-00.com/)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298834_514.jpg (http://www.up-00.com/)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298834_841.jpg (http://www.up-00.com/)
ويرجح رجوع تاريخ هذه العادة إلى فترة حكم سلالة (تانغ) في الأعوام (618-907) في نانجينغ التي كانت تتباهى بفتياتها الراقصات المشهورات بأقدامهن الصغيرة وأحذيتهن المقوسة
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298835_157.jpg (http://www.up-00.com/)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298835_463.jpg (http://www.up-00.com/)
وأصبح شد القدمين أكثر شيوعا وانتشر من دوائر القصر الى الأغنياء. وأخيرا انتقل من المدن الى الأرياف، حيث ادركت الفتيات ان شد أقدامهن يمكن أن يكون جواز مرورهن الى الحياة الاجتماعية والثراء المتزايد.
وسرعان ما اصبح شد القدمين شرطا مسبقا للزواج. بل انه كان مبررا مقبولا لقيام الرجل بإلغاء الزواج اذا ما اكتشف أن المرأة التي جرى ترتيب زواجه منها لم تقم بشد قدميها. والأم ملزمة بشد قدمي ابنتها والا فانه سيكون من العسير عليها ان تتزوج.
كانت الاقدام الصغيرة تعتبر جميلة وأنيقة. وكانت القدم المثالية التي يبلغ طولها ثلاث بوصات تسمى «لوتس الذهب»، أما القدم التي يبلغ طولها أربع فتوصف بأنها «فضة»، أما تلك القدم التي يتجاوز طولها اربع بوصات فتعتبر «اللوتس الحديدية». وكانت العملية تبدأ عادة عندما تكون الفتاة في عمر يتراوح بين ثلاث سنوات الى احدى عشرة سنة. والتبرير ان تغيير العظام يكون في هذه الحالة اسهل مما في العمر التالي، حيث يكون العظم اقرب الى الكمال في النمو. وكانت الأمهات أو القريبات الأكثر خبرة ممن يقمن بعملية شد الأقدام من الدراية بما يكفي للقيام بذلك في اواخر الخريف او الشتاء عندما تكون القدم قليلة الحساسية الى حد يقرب من الخدر حتى لا يكون الألم شديدا.
وكانت قدم الفتاة تنقع في البداية بماء دافئ أو دم حيوان وأعشاب. ثم يجري كسر الأصابع الاربعة الصغيرة من كل قدم. وهذا ليس أشد ما في الألم! ثم تلف لفافات حريرية أو قطنية حول الأصابع الأصغر وتسحب بقوة الى الكاحل. وخلال كل يومين تزال اللفافة وتعاد العملية نفسها. ويستمر هذا الامر لفترة عامين. وبحلول هذا الوقت تكون قدما الفتاة في طول يتراوح بين ثلاث الى أربع بوصات. ومن أجل ضمان ان تبقى القدم صغيرة تستمر الطقوس لفترة لا تقل عن عشر سنوات أخرى. والعملية مؤلمة جدا: ففي كل مرة يتم شد الأقدام يتم ربط الشدادات أقوى من السابق.
وفي سياق الكتابة حول هذه النساء، تصور يانغ الغضب والألم الذي تواجهه تلك النساء، ولا يزال هناك البعض منهن في الصين اليوم. وكتبت يانغ: «انهن ينظرن في اتجاه آخر عندما يتحدثن ويشعرن بالحرج وبعضهن يبكين عندما يتذكر التجربة. تتذكر واحدة من النساء جدتها التي ماتت نتيجة حريق لأنها لم تقدر على الهرب بسرعة كافية بسبب قدميها المشدودتين».
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298834_700.jpg (http://www.up-00.com/)
وثمة لقطة فيلم لنساء يحاولن الهروب خلال الغزو الياباني للصين في الثلاثينات من القرن الماضي، لم تستطع النساء فيه الهرب. وأجبرت اللواتي فقدن أحذيتهن على الحبو على اليدين والركبتين ولم يستطعن حتى المشي على أقدامهن. كثيرات كان مصيرهن الموت بسبب مشدات الخصر الضيقة أو بسبب مسح خلطات سامة خلال الحقبة الفيكتورية. وكتب أيضا الصحافي الاميركي جورجي بينكس حول اللقاءات التي اجراها حول شد القدمين عن الصينية زو جيزين التي تبلغ من العمر 80 عاما. وتقول زو التي ولدت لأسرة ثرية وتزوجت رجلا ثريا، ان شد القدمين كان مؤشرا على الوضع الطبقي، لكنها الآن تعتبر رمزا لإخضاع النساء. وقالت للصحافي الاميركي انها تشعر بالندم على شد قدميها لكنها تقول أيضا ان الفتاة التي لم تكن تشد قدميها في ذلك الوقت لم تكن تجد من يرغب في الزواج بها. إلى جانب كونها رمزا للأنوثة والتمييز بين الإناث والذكور، كان ينظر المجتمع إلى شد القدمين كمؤشر على الحدود الوطنية مثل التمييز بين الصينيين من مجموعة الهان الإثنية عن بقية المجموعات الإثنية. وكانت تستخدم أيضا للدلالة على الوضع الثقافي المتميز لأنها عملية تجسد تعاليم كونفوشيوس الأخلاقية حول التهذيب والتدين.
والصينيون من غير مجموعة الهان الإثنية مثل المغول والهاكا وسكان التبت لا يستخدمون شد القدمين. منعت عملية شد القدمين في العام 1912 خلال الثورة الثقافية. وابتداء من العام 1915 بدأ مفتشو الحكومة يفرضون غرامات باهظة على كل من يمارس تلك العادة الاجتماعية. ولكن على الرغم من تلك الإجراءات، استمرت عملية شد القدمين في أجزاء متعددة من الصين، ولكن عندما جاء الشيوعيون إلى الحكم عام 1949 اختفت تماما. من دون أدنى شك أن شد القدمين عرقل النساء وحال دون مشاركتهن بصورة ناشطة في أكثر من مجال، فقد كان دورهن محدودا في الحكومة. بدأت عملية شد الارجل كتعريف للجمال ولكنها انتهت لتصبح تعريفا لحقبة في المجتمع الصيني.
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298835_653.jpg (http://www.up-00.com/)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298834_514.jpg (http://www.up-00.com/)
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1304298834_841.jpg (http://www.up-00.com/)