تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سكر الحمل


ايلاف
11-07-2025, 08:48 AM
سكر الحمل

يُعد سكر الحمل من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تواجهها المرأة خلال فترة الحمل، وهو نوع خاص من أنواع السكري يظهر عادة في منتصف الحمل ويختفي بعد الولادة في معظم الحالات.
تُصاب به بعض النساء نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على كيفية استخدام الجسم للأنسولين.
وفي هذا المقال سنتعرف بالتفصيل على أسباب سكر الحمل، وأعراضه، ومضاعفاته، وطرق الوقاية والعلاج لضمان سلامة الأم والجنين.




أولاً: ما هو سكر الحمل؟

سكر الحمل هو ارتفاع مؤقت في مستوى السكر في الدم يظهر خلال فترة الحمل فقط، ويحدث عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الإنسولين لمواجهة مقاومة الهرمونات التي تفرزها المشيمة.

الإنسولين هو الهرمون المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى الخلايا للحصول على الطاقة.
وعندما ترتفع الهرمونات أثناء الحمل، تقل استجابة الجسم للإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم وظهور سكر الحمل.

ويُلاحظ عادة بين الأسبوع الـ24 والـ28 من الحمل، ولذلك يُوصي الأطباء بإجراء اختبار السكر في هذه الفترة لجميع الحوامل.




ثانياً: أسباب سكر الحمل

يحدث سكر الحمل نتيجة مجموعة من العوامل الهرمونية والجسدية، وتشمل أبرز الأسباب:

1. التغيرات الهرمونية:
المشيمة تفرز هرمونات تساعد الجنين على النمو، لكنها تقلل من فعالية الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم.


2. زيادة الوزن:
النساء اللواتي يعانين من السمنة أكثر عرضة للإصابة بـ سكر الحمل بسبب زيادة مقاومة الإنسولين.


3. العوامل الوراثية:
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري يزيد من خطر حدوث سكر الحمل.


4. العمر:
النساء فوق سن 30 أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.


5. الحمل السابق بسكر الحمل:
إذا أصيبت المرأة به في حمل سابق، فاحتمالية عودته في الحمل التالي تكون أعلى.


6. الحمل بتوأم:
الحمل بأكثر من جنين قد يزيد من خطر الإصابة بسبب ارتفاع الهرمونات بشكل أكبر.






ثالثاً: أعراض سكر الحمل

غالباً لا تظهر أعراض واضحة في سكر الحمل، ولهذا يُكتشف عادة عن طريق الفحوصات الروتينية.
لكن في بعض الحالات، قد تظهر الأعراض التالية:

الشعور بالعطش الزائد.

التبول المتكرر.

الإحساس بالتعب والإرهاق.

زغللة في العين أو ضعف الرؤية المؤقت.

زيادة الشهية أو فقدان الوزن المفاجئ.


إذا لاحظتِ أيًّا من هذه العلامات، يُنصح بإجراء فحص السكر في الدم للتأكد من سلامتك.




رابعاً: تشخيص سكر الحمل

للتأكد من الإصابة بـ سكر الحمل، يقوم الطبيب بإجراء اختبارات بسيطة خلال الحمل، وأهمها:

1. اختبار تحدي الجلوكوز (Glucose Challenge Test):

يتم إعطاء الحامل محلولاً يحتوي على الجلوكوز، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة واحدة.
إذا كان مرتفعًا عن المعدل الطبيعي، يتم إجراء اختبار أكثر دقة.

2. اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT):

يتم بعد صيام الحامل لمدة 8 ساعات، حيث تشرب محلولاً سكريًا ويتم فحص مستوى الجلوكوز كل ساعة لمدة ثلاث ساعات.
إذا كانت نتيجتان أو أكثر مرتفعتين، يتم تشخيص الحالة بأنها سكر الحمل.




خامساً: مضاعفات سكر الحمل

عدم السيطرة على سكر الحمل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الأم والجنين معاً، منها:

بالنسبة للأم:

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

زيادة احتمالية الولادة القيصرية.

خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني مستقبلاً.


بالنسبة للجنين:

زيادة حجم الجنين عن المعدل الطبيعي (ماكروسوميا).

انخفاض مستوى السكر في دم المولود بعد الولادة.

احتمال الولادة المبكرة.

مشاكل في التنفس أو اليرقان (الصفراء).


لهذا، فإن اكتشاف سكر الحمل مبكراً والمتابعة الطبية المنتظمة يساعدان على تجنب معظم هذه المضاعفات.




سادساً: علاج سكر الحمل

تعتمد طريقة علاج سكر الحمل على مستوى ارتفاع السكر ومدى استجابة الجسم للنظام الغذائي والرياضة، وتشمل الخطوات التالية:

1. النظام الغذائي الصحي

اتباع نظام غذائي متوازن هو الخطوة الأولى في علاج سكر الحمل، ويتضمن:

تناول وجبات صغيرة ومتكررة (3 وجبات رئيسية + 2 وجبة خفيفة).

التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات.

الحد من السكريات البسيطة (الحلويات والمشروبات الغازية).

اختيار الكربوهيدرات المعقدة (كالأرز البني والشوفان).

شرب كميات كافية من الماء يومياً.


2. النشاط البدني

الرياضة المنتظمة مثل المشي أو السباحة تساعد في خفض مستوى السكر وتحسين حساسية الإنسولين.
لكن يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نشاط لضمان ملاءمته للحالة الصحية.

3. مراقبة السكر

ينصح الأطباء بقياس مستوى السكر بالمنزل يومياً، خاصة بعد الوجبات، لمتابعة فعالية العلاج.

4. الأدوية والإنسولين

في بعض الحالات التي لا يكفي فيها النظام الغذائي والرياضة، يصف الطبيب حقن الإنسولين أو أدوية آمنة أثناء الحمل للتحكم بمستوى السكر.




سابعاً: الوقاية من سكر الحمل

الوقاية تبدأ قبل الحمل وأثناءه.
وللحد من خطر الإصابة بـ سكر الحمل، يُنصح باتباع الخطوات التالية:

1. الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل.


2. ممارسة النشاط البدني بانتظام.


3. الابتعاد عن الأطعمة عالية السكر.


4. المتابعة الطبية الدورية أثناء الحمل.


5. الحرص على تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والألياف.



اتباع هذه النصائح يقي من سكر الحمل ويساعد على حمل صحي ومستقر.




ثامناً: سكر الحمل والولادة

قد يؤثر سكر الحمل على نوع الولادة وتوقيتها.
فإذا كان مستوى السكر تحت السيطرة، يمكن الولادة بشكل طبيعي.
أما في حال كِبر حجم الجنين أو وجود مضاعفات، قد يوصي الطبيب بالولادة القيصرية لتجنب المخاطر.

بعد الولادة، يُعاد فحص مستوى السكر للأم بعد 6 إلى 12 أسبوعاً للتأكد من اختفاء الحالة.
وفي بعض الحالات النادرة، قد يستمر ارتفاع السكر بعد الولادة، ما يستدعي المتابعة المستمرة.




تاسعاً: سكر الحمل بعد الولادة

على الرغم من أن سكر الحمل يختفي غالباً بعد الولادة، إلا أن النساء اللاتي أصبن به لديهن فرصة أعلى للإصابة بالسكري من النوع الثاني لاحقاً.
لذلك يُنصح بـ:

فحص السكر سنوياً.

الحفاظ على وزن صحي.

الاستمرار في الأكل المتوازن والنشاط البدني.

تجنب زيادة الوزن المفرطة بعد الولادة.


كما يُعد الرضاعة الطبيعية مفيدة جداً للأم لأنها تساعد في استقرار مستوى السكر في الدم وتحسين التمثيل الغذائي.




عاشراً: الخلاصة

إن سكر الحمل حالة مؤقتة يمكن السيطرة عليها بسهولة عند الالتزام بالتوجيهات الطبية الصحيحة.
يجب على كل امرأة حامل إجراء الفحوصات الدورية، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني المناسب للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.

تذكري أن الكشف المبكر هو المفتاح لتجنب المضاعفات وضمان سلامتك وسلامة طفلك.
فمن خلال الوعي والمتابعة المستمرة، يمكن لكل أم أن تتخطى سكر الحمل بسلام وتستمتع برحلة أمومتها بثقة وصحة 💖