ايلاف
11-06-2025, 08:31 AM
إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز: الأحكام والضوابط الشرعية
تُعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي حق واجب في مال المسلم إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول. ولكن كثيرًا من الناس يتساءلون: هل يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها؟ وما هو رأي العلماء، وخصوصًا رأي الشيخ ابن باز رحمه الله، في هذه المسألة؟
في هذا المقال سنعرض بالتفصيل حكم إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز، مع توضيح الأسباب التي تجيز ذلك، والضوابط التي ينبغي الالتزام بها عند التعجيل بالزكاة.
أولًا: ما معنى إخراج الزكاة قبل وقتها؟
المقصود بـ إخراج الزكاة قبل وقتها هو أن يقوم المسلم بإخراج زكاة ماله قبل مرور الحول الكامل عليه، أي قبل حلول الموعد الشرعي الذي تجب فيه الزكاة عادة.
فمثلًا، إذا كان لدى شخص مال بلغ النصاب في شهر رمضان، فإن زكاته تكون واجبة عند حلول رمضان القادم، لكن قد يرغب في إخراج الزكاة قبل وقتها في منتصف العام أو قبل شهرين أو ثلاثة، فهل هذا جائز شرعًا؟
هنا يأتي رأي الشيخ ابن باز رحمه الله، الذي فصّل القول في هذه المسألة، موضحًا متى يجوز التعجيل بالزكاة ومتى لا يجوز.
ثانيًا: حكم إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز
أكد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، مفتي المملكة العربية السعودية السابق، أن إخراج الزكاة قبل وقتها جائز في بعض الحالات إذا وُجدت الحاجة أو المصلحة الشرعية لذلك.
وقد استدلّ ابن باز على هذا الحكم بحديث صحيح عن النبي ﷺ:
> «أن العباس رضي الله عنه سأل النبي ﷺ عن تعجيل زكاته قبل أن تحل، فأذن له في ذلك».
(رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)
وبناءً على هذا الحديث، يرى الشيخ ابن باز أن إخراج الزكاة قبل وقتها جائز لمدة سنة أو سنتين كحد أقصى، إذا كان هناك سبب معتبر يقتضي التعجيل، مثل حاجة الفقراء أو وقوع الكوارث أو الرغبة في موافقة وقت معين كرمضان.
ثالثًا: الحالات التي يجوز فيها إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز
بيّن الشيخ ابن باز رحمه الله أن تعجيل الزكاة قبل وقتها يُستحب أو يجوز في الحالات التالية:
1. عند وجود فقراء محتاجين بشدة، فيجوز تعجيل الزكاة لسد حاجتهم العاجلة.
2. في أوقات الكوارث أو الأزمات مثل المجاعات أو الحروب أو الكوارث الطبيعية.
3. عند الرغبة في إخراج الزكاة في شهر رمضان لما فيه من مضاعفة الأجر والثواب.
4. في حال وجود مشاريع خيرية عاجلة تحتاج إلى تمويل، ويُراد تغطيتها من الزكاة.
لكن ابن باز شدّد على أن هذا الجواز مشروط بعدم نية التحايل أو التهرب من الزكاة، بل يجب أن يكون الهدف هو نفع المستحقين وتيسير الخير.
---
رابعًا: ضوابط إخراج الزكاة قبل وقتها عند ابن باز
حتى يكون إخراج الزكاة قبل وقتها صحيحًا ومقبولًا شرعًا، وضع الشيخ ابن باز عدة ضوابط مهمة يجب على المسلم مراعاتها:
1. أن يكون المال قد بلغ النصاب الشرعي، فلا يجوز إخراج الزكاة قبل بلوغ النصاب.
2. أن يكون التعجيل لفترة محدودة لا تزيد عن سنة أو سنتين.
3. أن تُدفع الزكاة لمستحقيها الشرعيين كما ورد في قوله تعالى:
> “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...” (التوبة: 60)
4. أن يكون التعجيل بنية الزكاة لا بنية الصدقة العامة.
5. أن يحتسبها من زكاة الحول القادم، فإذا جاء وقت الزكاة الحقيقي لا يخرجها مرة أخرى عن نفس المال.
بهذه الشروط يكون إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز جائزًا ومشروعًا، بشرط وضوح النية وتحقيق المصلحة الشرعية.
خامسًا: الحكمة من جواز إخراج الزكاة قبل وقتها
تحدث الشيخ ابن باز عن الحكمة من جواز إخراج الزكاة قبل وقتها، موضحًا أنها تعكس مرونة الشريعة الإسلامية في تلبية احتياجات المجتمع.
فقد يحتاج الفقراء إلى المساعدة العاجلة قبل حلول وقت الزكاة، أو قد يرغب المسلم في اغتنام فضل الزمان كشهر رمضان.
كما أن بعض التجار أو الموظفين يفضلون تنظيم إخراج زكاتهم مع مواسم معينة لتسهيل الحسابات المالية، وكل ذلك يدخل ضمن التيسير الذي جاءت به الشريعة.
سادسًا: الفرق بين إخراج الزكاة قبل وقتها والصدقة
من المهم التفريق بين إخراج الزكاة قبل وقتها وبين الصدقة التطوعية، إذ إن الزكاة عبادة واجبة ولها شروط محددة، أما الصدقة فهي تطوع.
من أخرج زكاته قبل وقتها بنية الزكاة، تُحتسب له إذا تحققت الشروط.
أما من أنفق مالًا قبل حلول الحول دون نية الزكاة، فهي صدقة ولا تُجزئ عن الزكاة المفروضة.
وبيّن ابن باز أن النية شرط أساسي في صحة التعجيل بالزكاة، إذ قال رحمه الله:
> "إنما الأعمال بالنيات، فمن عجل الزكاة بنية الزكاة جاز له ذلك، أما إن تصدق بها دون نية الزكاة فلا تُحسب من الزكاة."
سابعًا: هل يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها في جميع الأموال؟
أوضح الشيخ ابن باز أن حكم إخراج الزكاة قبل وقتها يشمل جميع أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، مثل:
النقود والسيولة النقدية.
عروض التجارة.
الذهب والفضة.
زكاة الأجور والدخل السنوي.
أما زكاة الزروع والثمار فلا يجوز تعجيلها لأنها متعلقة بوقت الحصاد، لقوله تعالى:
> "وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ" (الأنعام: 141)
ثامنًا: رأي ابن باز في إخراج الزكاة قبل وقتها للمحتاجين خارج البلد
سُئل الشيخ ابن باز عن حكم إخراج الزكاة قبل وقتها للمحتاجين في بلدان أخرى، فأجاب بأنه يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها إذا كانت هناك مصلحة راجحة، مثل دعم المسلمين المتضررين أو المتعففين في الدول الفقيرة.
لكنه أشار إلى أن الأولى أن تُصرف الزكاة في البلد الذي يعيش فيه المزكي ما لم تكن هناك حاجة أشد في مكان آخر.
الخلاصة: رأي ابن باز في إخراج الزكاة قبل وقتها
يتضح من أقوال الشيخ ابن باز رحمه الله أن إخراج الزكاة قبل وقتها جائز شرعًا بشروط وضوابط محددة، أهمها بلوغ المال النصاب ووجود الحاجة أو المصلحة، وأن لا يزيد التعجيل على سنتين.
فالإسلام دين رحمة وتيسير، وقد أباح للمسلم أن يُعجّل زكاته إذا كان في ذلك نفع للفقراء أو تحقيق لمصلحة شرعية معتبرة.
ويقول ابن باز في ختام فتواه:
> "لا حرج في تعجيل الزكاة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، أو رأى المسلم المصلحة في تقديمها، كما فعل العباس رضي الله عنه، والله ولي التوفيق."
تُعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي حق واجب في مال المسلم إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول. ولكن كثيرًا من الناس يتساءلون: هل يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها؟ وما هو رأي العلماء، وخصوصًا رأي الشيخ ابن باز رحمه الله، في هذه المسألة؟
في هذا المقال سنعرض بالتفصيل حكم إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز، مع توضيح الأسباب التي تجيز ذلك، والضوابط التي ينبغي الالتزام بها عند التعجيل بالزكاة.
أولًا: ما معنى إخراج الزكاة قبل وقتها؟
المقصود بـ إخراج الزكاة قبل وقتها هو أن يقوم المسلم بإخراج زكاة ماله قبل مرور الحول الكامل عليه، أي قبل حلول الموعد الشرعي الذي تجب فيه الزكاة عادة.
فمثلًا، إذا كان لدى شخص مال بلغ النصاب في شهر رمضان، فإن زكاته تكون واجبة عند حلول رمضان القادم، لكن قد يرغب في إخراج الزكاة قبل وقتها في منتصف العام أو قبل شهرين أو ثلاثة، فهل هذا جائز شرعًا؟
هنا يأتي رأي الشيخ ابن باز رحمه الله، الذي فصّل القول في هذه المسألة، موضحًا متى يجوز التعجيل بالزكاة ومتى لا يجوز.
ثانيًا: حكم إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز
أكد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، مفتي المملكة العربية السعودية السابق، أن إخراج الزكاة قبل وقتها جائز في بعض الحالات إذا وُجدت الحاجة أو المصلحة الشرعية لذلك.
وقد استدلّ ابن باز على هذا الحكم بحديث صحيح عن النبي ﷺ:
> «أن العباس رضي الله عنه سأل النبي ﷺ عن تعجيل زكاته قبل أن تحل، فأذن له في ذلك».
(رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)
وبناءً على هذا الحديث، يرى الشيخ ابن باز أن إخراج الزكاة قبل وقتها جائز لمدة سنة أو سنتين كحد أقصى، إذا كان هناك سبب معتبر يقتضي التعجيل، مثل حاجة الفقراء أو وقوع الكوارث أو الرغبة في موافقة وقت معين كرمضان.
ثالثًا: الحالات التي يجوز فيها إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز
بيّن الشيخ ابن باز رحمه الله أن تعجيل الزكاة قبل وقتها يُستحب أو يجوز في الحالات التالية:
1. عند وجود فقراء محتاجين بشدة، فيجوز تعجيل الزكاة لسد حاجتهم العاجلة.
2. في أوقات الكوارث أو الأزمات مثل المجاعات أو الحروب أو الكوارث الطبيعية.
3. عند الرغبة في إخراج الزكاة في شهر رمضان لما فيه من مضاعفة الأجر والثواب.
4. في حال وجود مشاريع خيرية عاجلة تحتاج إلى تمويل، ويُراد تغطيتها من الزكاة.
لكن ابن باز شدّد على أن هذا الجواز مشروط بعدم نية التحايل أو التهرب من الزكاة، بل يجب أن يكون الهدف هو نفع المستحقين وتيسير الخير.
---
رابعًا: ضوابط إخراج الزكاة قبل وقتها عند ابن باز
حتى يكون إخراج الزكاة قبل وقتها صحيحًا ومقبولًا شرعًا، وضع الشيخ ابن باز عدة ضوابط مهمة يجب على المسلم مراعاتها:
1. أن يكون المال قد بلغ النصاب الشرعي، فلا يجوز إخراج الزكاة قبل بلوغ النصاب.
2. أن يكون التعجيل لفترة محدودة لا تزيد عن سنة أو سنتين.
3. أن تُدفع الزكاة لمستحقيها الشرعيين كما ورد في قوله تعالى:
> “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ...” (التوبة: 60)
4. أن يكون التعجيل بنية الزكاة لا بنية الصدقة العامة.
5. أن يحتسبها من زكاة الحول القادم، فإذا جاء وقت الزكاة الحقيقي لا يخرجها مرة أخرى عن نفس المال.
بهذه الشروط يكون إخراج الزكاة قبل وقتها ابن باز جائزًا ومشروعًا، بشرط وضوح النية وتحقيق المصلحة الشرعية.
خامسًا: الحكمة من جواز إخراج الزكاة قبل وقتها
تحدث الشيخ ابن باز عن الحكمة من جواز إخراج الزكاة قبل وقتها، موضحًا أنها تعكس مرونة الشريعة الإسلامية في تلبية احتياجات المجتمع.
فقد يحتاج الفقراء إلى المساعدة العاجلة قبل حلول وقت الزكاة، أو قد يرغب المسلم في اغتنام فضل الزمان كشهر رمضان.
كما أن بعض التجار أو الموظفين يفضلون تنظيم إخراج زكاتهم مع مواسم معينة لتسهيل الحسابات المالية، وكل ذلك يدخل ضمن التيسير الذي جاءت به الشريعة.
سادسًا: الفرق بين إخراج الزكاة قبل وقتها والصدقة
من المهم التفريق بين إخراج الزكاة قبل وقتها وبين الصدقة التطوعية، إذ إن الزكاة عبادة واجبة ولها شروط محددة، أما الصدقة فهي تطوع.
من أخرج زكاته قبل وقتها بنية الزكاة، تُحتسب له إذا تحققت الشروط.
أما من أنفق مالًا قبل حلول الحول دون نية الزكاة، فهي صدقة ولا تُجزئ عن الزكاة المفروضة.
وبيّن ابن باز أن النية شرط أساسي في صحة التعجيل بالزكاة، إذ قال رحمه الله:
> "إنما الأعمال بالنيات، فمن عجل الزكاة بنية الزكاة جاز له ذلك، أما إن تصدق بها دون نية الزكاة فلا تُحسب من الزكاة."
سابعًا: هل يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها في جميع الأموال؟
أوضح الشيخ ابن باز أن حكم إخراج الزكاة قبل وقتها يشمل جميع أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، مثل:
النقود والسيولة النقدية.
عروض التجارة.
الذهب والفضة.
زكاة الأجور والدخل السنوي.
أما زكاة الزروع والثمار فلا يجوز تعجيلها لأنها متعلقة بوقت الحصاد، لقوله تعالى:
> "وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ" (الأنعام: 141)
ثامنًا: رأي ابن باز في إخراج الزكاة قبل وقتها للمحتاجين خارج البلد
سُئل الشيخ ابن باز عن حكم إخراج الزكاة قبل وقتها للمحتاجين في بلدان أخرى، فأجاب بأنه يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها إذا كانت هناك مصلحة راجحة، مثل دعم المسلمين المتضررين أو المتعففين في الدول الفقيرة.
لكنه أشار إلى أن الأولى أن تُصرف الزكاة في البلد الذي يعيش فيه المزكي ما لم تكن هناك حاجة أشد في مكان آخر.
الخلاصة: رأي ابن باز في إخراج الزكاة قبل وقتها
يتضح من أقوال الشيخ ابن باز رحمه الله أن إخراج الزكاة قبل وقتها جائز شرعًا بشروط وضوابط محددة، أهمها بلوغ المال النصاب ووجود الحاجة أو المصلحة، وأن لا يزيد التعجيل على سنتين.
فالإسلام دين رحمة وتيسير، وقد أباح للمسلم أن يُعجّل زكاته إذا كان في ذلك نفع للفقراء أو تحقيق لمصلحة شرعية معتبرة.
ويقول ابن باز في ختام فتواه:
> "لا حرج في تعجيل الزكاة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، أو رأى المسلم المصلحة في تقديمها، كما فعل العباس رضي الله عنه، والله ولي التوفيق."