تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آية( وعسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم)


التائبة لله(ام محمد باذن الله)
05-14-2015, 06:25 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1431618371_327.gif













http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1420844241_887.gif






بسم الله الرحمن الرحيم

قال ﷻ [ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ] [البقرة: 216]

في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد ، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب ، والمحبوب قد يأتي بالمكروه ،
لم يأمن أن توافيه المضره من جانب المسرة ، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب ،
فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد أوجب له ذلك أموراً :

منها : أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليھ في الإبتداء ، لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح وإن كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع . وكذلك لا شيء أضر عليھ من ارتكاب النهي وإن هويته نفسه ومالت إليه ، فإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب ، وخاصية العقل تحمل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير ، واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم والشر الطويل .
فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غاياتها ، والعاقل الكيّس دائماً ينظر إلى الغايات من وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة ، فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سمُّ قاتل ، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم ، ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مفضٍ إلى العافية والشفاء ، وكلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعهُ بالتناول .
ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها ، وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية ، فإذا فقد اليقين والصبر تعذّر عليھ ذلك ، وإذا قوي يقينه وصبره هان عليھ كلَّ مشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة .

ومن أسرار هذه الآية أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور ، والرضا بما يختاره له ويقضيه له ، لما يرجو فيه من حسن العاقبه .

ومنها : أنه لا يقترح على ربه ولا يختار عليھ ولا يسأله ما ليس له به علم ، فلعل مضرَّته وهلاكه فيه وهو لا يعلم ، فلا يختار على ربه شيئاً بل يسأله حسن الاختيار له وأن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك .

ومنها : أنه إذا فوّض أمره إلى ربه ورضي بما يختاره له أمدَّه فيما يختاره له بالقوة عليھ والعزيمة والصبر ، وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه ، وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه .

ومنها : أنه يريحه من الأفكار المتبعة في أنواع الإختيارات ، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في آخرى ، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليھ ، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه ، وإلا جرى عليھ القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه ، لأنه مع اختياره لنفسه ، ومتى صح تفويضه ورضاه ، اكتنفه في المقدور والعطف عليھ واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه ، فعطفه يقيه مايحذره ، ولطفه يهون عليھ مافدّرهُ .
إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تحيله في رده ، فلا أنفع له من الاستسلام وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحاً كالميته ، فإن السبع لا يرضى بأكل الجيف .
والله أجل وأعلم






http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1419736896_642.gifhttp://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1420844239_651.gifhttp://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1420844239_651.gif

بحــ العيون ــــــــر
05-14-2015, 06:40 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1431618019_130.gif (http://www.hwaml.com/up/)

ام ارجواااااان
05-14-2015, 06:45 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1431618331_359.png

انثى تكره الظلم
05-14-2015, 07:43 PM
موضوعك راق لى حقااااااااااا


بوركتى

NoNa roze
05-14-2015, 09:28 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1431628096_627.jpg

التائبة لله(ام محمد باذن الله)
05-15-2015, 01:57 PM
تسلمو حبيباتي على مروركن الرائع و ردودكن الاروع

υм вtℓαα
05-15-2015, 02:47 PM
يعطيك الف عافيه

أسيرة زوجي
05-17-2015, 11:18 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1431893888_409.png (http://www.el-osra.com/vb/showthread.php?t=3774)

و بشر الصابرين
05-19-2015, 06:30 PM
يسلموووووووووو على الموضوع الرائع

يعطيكى العاااااااافية حبيبتى

ام جوري&&
05-21-2015, 01:52 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1432162360_805.gif

إحساس إمرأة
05-23-2015, 01:19 PM
جزااااك الله عنا خير الجزاء
على الطرح الطيب والفوائد الجمة
بارك الله فيكِ وفي جهودكِ