المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعمى الأبرص والأقرع


بحــ العيون ــــــــر
01-12-2015, 10:05 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1419728954_551.gif

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1416533933_144.gif





اقتضت حكمة الله جل وعلا أن تكون حياة الإنسان في هذه الدار مزيجاً من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، والغنى والفقر والصحة والسقم ، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا سريعة التقلب ، كثيرة التحول كما قال الأول :

طبعت على كدر وأنت تريدها ** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار


وهو جزء من الابتلاء والامتحان الذي من أجله خلق الإنسان : { إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً
} (الانسان 2) .

وربنا جل وعلا سبحانه يبتلي عباده بالضراء كما يبتليهم بالسراء ، وله على العباد عبودية في الحالتين ، فيما يحبون وفيما يكرهون .

فأما المؤمن فلا يجزع عند المصيبة ، ولا ييأس عند الضائقة ، ولا يبطر عند النعمة بل يعترف لله بالفضل والإنعام ، ويعمل جاهدا على شكرها وأداء حقها .





وأما الفاجر والكافر فيَفْرَق عند البلاء، ويضيق من الضراء ، فإذا أعطاه الله ما تمناه ، وأسبغ عليه نعمه كفرها وجحدها ، ولم يعترف لله بها ، فضلا عن أن يعرف حقها ، ويؤدي شكرها .



وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- عن هذين الصنفين من الناس ، الكافرين بالنعمة ، والشاكرين لها ،في القصة التي أخرجها البخاري و مسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرصفقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه قَذَرُه ، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ، قال : فأعطي ناقة عُشَراء ، فقال : بارك الله لك فيها



قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها



قال : فأتى الأعمى، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، قال : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، قال : فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم



قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة : فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس ؟! فقيرا فأعطاك الله ؟! فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت



قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد على هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت



قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله ، فقال :أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك).



ثم مضت الأعوام، وبارك الله لكل واحد منهم في ماله ، فإذا به يملك واديـًا من الصنف الذي أخذه ، فالأول يملك واديـًا من الإبل ، والثاني يملك واديـًا من البقر ، والثالث يملك واديـًا من الغنم ، وهنا جاء موعد الامتحان الذي يفشل فيه الكثير وهو امتحان السراء والنعمة ولم ينجح سوى الأخير وهنا أخبره الملك بحقيقة الأمر وتحقق المقصود وهو ابتلاء للثلاثة ، وأن الله رضي عنه وسخط على صاحبيه .



إن هذه القصة تبين بجلاء أن الابتلاء سنة جارية وقدر نافذ، يبتلي الله عباده بالسراء والضراء والخير والشر ، فتنة واختباراً كما قال سبحانه : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة} (الأنبياء 35 ) ، ليتميز المؤمن من غيره ، والصادق من الكاذب :{ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } (العنكبوت 1-2 ) فبالفتنة تتميَّز معادن الناس ، فينقسمون إلى مؤمنين صابرين ، وإلى مدَّعين أو منافقين ، وعلى قدر دين العبد وإيمانه يكون البلاء ، وفي المسند عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة) .



كما تشير القصة إلى معنىً عظيم ، وهو أن الابتلاء بالسراء والرخاء قد يكون أصعب من الابتلاء بالشدة والضراء ، وأن اليقظة للنفس في الابتلاء بالخير ، أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر .



وذلك لأن الكثيرين قد يستطيعون تحمُّل الشدَّة والصبر عليها، ولكنهم لا يستطيعون الصبر أمام هواتف المادَّة ومغرياتها .





كثير هم أولئك الذين يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة .كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على الغنى والثراء ، وما يغريان به من متاع ، وما يثيرانه من شهوات وأطماع ، كثيرون يصبرون على التعذيب والإيذاء ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الرغائب والمناصب .





وهذا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يقول : ابتُلينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالضراء فصبرنا ، ثم ابتلينا بالسَّرَاء بعده فلم نصبر .





ولعل السر في ذلك أن الشدَّة تستنفر قوى الإنسان وطاقاته ، وتثير فيه الشعور بالتحدِّي والمواجهة ، وتشعره بالفقر إلى الله تعالى ، وضرورة التضرُّع واللجوء إليه فيهبه الله الصبر ، أما السراء ، فإن الأعصاب تسترخي معها ، وتفقد القدرة على اليقظة والمقاومة ، فهي توافق هوى النفس ، وتخاطب الغرائز الفطريَّة فيها ، من حب الشهوات والإخلاد إلى الأرض ، فيسترسل الإنسان معها شيئًا فشيئًا ، دون أن يشعر أو يدرك أنه واقع في فتنة ، ومن أجل ذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء - كما فعل الأبرص والأقرع- ، وذلك شأن البشر ، إلا من عصم الله ، فكانوا ممن قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم ، فاليقظة للنفس في حال السراء أولى من اليقظة لها في حال الضراء ، والصلة بالله في الحالين هي وحدها الضمان .





كما تؤكد القصة على أن خير ما تحفظ به النعم شكر الله جل وعلا الذي وهبها وتفضل بها وشكره مبنيٌ على ثلاثة أركان لا يتحقق بدونها :





أولها الاعتراف بها باطناً




وثانيها التحدث بها ظاهراً




وثالثها تصريفها في مراضيه ومحابه




فبهذه الأمور الثلاثة تحفظ النعم من الزوال ، وتصان من الضياع .






فــايّـــاك أن تــجحــد نــعــم الله علــيــك

قال تعــالى : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..) (النحل:53) .

قال تعــالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى :11) .

و المـــال فتــنة لأكـــثــر النّــــاس فــانــتـبــــه ..









http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1416533933_144.gif

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1419728954_551.gif

ريحانة الجنة
01-18-2015, 12:48 AM
اللهم ما أصبح وامسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك

فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد والشكر





http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421531295_442.jpg

بحــ العيون ــــــــر
01-18-2015, 11:27 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421074253_347.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%68%77%61%6d%6c%2e%63%6f%6d%2f%75%70%2f)

أسيرة زوجي
01-19-2015, 11:09 PM
طرح قيم تشكرين عليه

جزاك الله خيرا

ام ارجواااااان
01-20-2015, 02:12 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421709125_148.jpg

حياتي توأمي
01-20-2015, 06:24 PM
يعطيكي العافية

" امنية حياتي "
01-20-2015, 09:00 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421776857_823.gif

ام جوري&&
01-22-2015, 05:14 AM
جزاك الله خير...

بحــ العيون ــــــــر
01-22-2015, 06:35 PM
طرح قيم تشكرين عليه

جزاك الله خيرا
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1420744873_597.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%68%77%61%6d%6c%2e%63%6f%6d%2f%75%70%2f)

بحــ العيون ــــــــر
01-22-2015, 06:38 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421709125_148.jpg
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421252863_842.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%67%75%6c%66%75%70%2e%63%6f%6d%2f%3f%70%61%4a%31 %44%33)

بحــ العيون ــــــــر
01-22-2015, 06:48 PM
يعطيكي العافية
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1420725906_192.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%68%77%61%6d%6c%2e%63%6f%6d%2f%75%70%2f)

بحــ العيون ــــــــر
01-22-2015, 06:49 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421776857_823.gif
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421061028_138.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%68%77%61%6d%6c%2e%63%6f%6d%2f%75%70%2f)

بحــ العيون ــــــــر
01-22-2015, 06:50 PM
جزاك الله خير...
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1421158562_605.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%68%77%61%6d%6c%2e%63%6f%6d%2f%75%70%2f)

υм вtℓαα
01-28-2015, 10:57 PM
جزاك الله خير

بحــ العيون ــــــــر
01-29-2015, 07:26 PM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1420725940_346.gif (http://forum.hwaml.com/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%67%75%6c%66%75%70%2e%63%6f%6d%2f%3f%38%4b%57%65 %4b%50)