قلب الاميري
04-10-2014, 09:50 AM
لماذا قتلته ( قصه قصيرة )
لا أدري لماذا أصررت في تلك الليلة العاصفة على ان أقله في سيارتي ، و أضنه أنه لم يكن يتوقع مني ذلك التفضل ايضا ، لأنه تردد كثيرا قبل أن يقبل عرضي هذا .
و كل ما أذكره ، أني أبصرته في ضوء المصابيح الأمامية عند منحنى الطريق ، فأوقفت سيارتي على الفور و سالته :
- أتحب أن أقلك ؟ أنا ذاهب إلى المدينة !
و أدركت من تردده أنه خائف ، ثم ما لبث أن أجابني في صوت مرتفع أشبه بالصياح :
- حسنا !
ثم اندفع فجلس إلى جانبي في مقدم السيارة و هو ما زال يتأبط حزمة ملفوفة في احدى الصحف وقد أبى أن يضعها بجواره، كأنما خشيء أن أخطفها منه .
ولما تبينت أساريره في ضوء الأنوار التي مررنا بها ، وجدته شابا في الخامسة و الثلاثين من عمره ، شاحب الوجه متجهم الاسارير ، فقلت لأقطع حبل الصمت الثقيل :
- يا لها من ليلة رديئة الطقس !
فلم يزد على أن زام بشفتيه ، فاستطردت أقول :
- أذاهب بعيدا ؟
فهز رأسه و لم يجب .
و أبرق البرق ولاح بناء السجن من بعيد فارتعدت مفاصل الرجل ، و أخلد إلى الصمت و النزواء في ركن المقعد . و لم أشأ أن أثقل عليه ، فأدرت مفتاح المذياع لسماع بعض الموسيقا ، وفعلا شعرت بشيء من الانتعاش .. ثم صمتت الموسيقا فجأة ، و ارتفع صوت المذيع يعلن عن فرار سجين خطير !
و تأملت رفيقي فرأيت بقية دمائه تهرب من وجهه ، و راح يرمقني من طرف خفي ، و عندما عاد المذيع يعلن خبر فرار السجين و يقول إن عمره حوالي 35 سنة ، خفر الرجل فمه رعبا ، ورنا إلي بعينين فيهما ضراعة و خوف ثم غمغم :
- ألا يساورك الخوف ؟
قلت :
- وماذا يخيفني .. ؟
- يقولون إن المجرم خطير ، و في الخامسة و الثلاثين من عمره !
ورحت أتأمل الالحزمة التي يتأبطها ، عندما سمعت المذيع يقول :
- و يحتمل أن يكون هذا السجين الفار مسلحا ..
و مضيت أتسأءل في نفسي : ترى ، هل يحمل في هذه الحزمة سكينا أو مسدسا ؟
و لأول مرة تملكني الخوف و أنا أراه يحفر بأظافره في راحة يده ، و زاد من خوفي عندما عاد المذيع ليعلن :
- و من السهل التعرف على هذا المجرم الخطير ، لأن له في يمناه ثلاثة أصابع فقط !
و هنا لم يقو جاري على مزيد من الصبر ، و أخذ يحملق في يدي .. و لذلك لم يسعني إلا أن أقتله .
لا أدري لماذا أصررت في تلك الليلة العاصفة على ان أقله في سيارتي ، و أضنه أنه لم يكن يتوقع مني ذلك التفضل ايضا ، لأنه تردد كثيرا قبل أن يقبل عرضي هذا .
و كل ما أذكره ، أني أبصرته في ضوء المصابيح الأمامية عند منحنى الطريق ، فأوقفت سيارتي على الفور و سالته :
- أتحب أن أقلك ؟ أنا ذاهب إلى المدينة !
و أدركت من تردده أنه خائف ، ثم ما لبث أن أجابني في صوت مرتفع أشبه بالصياح :
- حسنا !
ثم اندفع فجلس إلى جانبي في مقدم السيارة و هو ما زال يتأبط حزمة ملفوفة في احدى الصحف وقد أبى أن يضعها بجواره، كأنما خشيء أن أخطفها منه .
ولما تبينت أساريره في ضوء الأنوار التي مررنا بها ، وجدته شابا في الخامسة و الثلاثين من عمره ، شاحب الوجه متجهم الاسارير ، فقلت لأقطع حبل الصمت الثقيل :
- يا لها من ليلة رديئة الطقس !
فلم يزد على أن زام بشفتيه ، فاستطردت أقول :
- أذاهب بعيدا ؟
فهز رأسه و لم يجب .
و أبرق البرق ولاح بناء السجن من بعيد فارتعدت مفاصل الرجل ، و أخلد إلى الصمت و النزواء في ركن المقعد . و لم أشأ أن أثقل عليه ، فأدرت مفتاح المذياع لسماع بعض الموسيقا ، وفعلا شعرت بشيء من الانتعاش .. ثم صمتت الموسيقا فجأة ، و ارتفع صوت المذيع يعلن عن فرار سجين خطير !
و تأملت رفيقي فرأيت بقية دمائه تهرب من وجهه ، و راح يرمقني من طرف خفي ، و عندما عاد المذيع يعلن خبر فرار السجين و يقول إن عمره حوالي 35 سنة ، خفر الرجل فمه رعبا ، ورنا إلي بعينين فيهما ضراعة و خوف ثم غمغم :
- ألا يساورك الخوف ؟
قلت :
- وماذا يخيفني .. ؟
- يقولون إن المجرم خطير ، و في الخامسة و الثلاثين من عمره !
ورحت أتأمل الالحزمة التي يتأبطها ، عندما سمعت المذيع يقول :
- و يحتمل أن يكون هذا السجين الفار مسلحا ..
و مضيت أتسأءل في نفسي : ترى ، هل يحمل في هذه الحزمة سكينا أو مسدسا ؟
و لأول مرة تملكني الخوف و أنا أراه يحفر بأظافره في راحة يده ، و زاد من خوفي عندما عاد المذيع ليعلن :
- و من السهل التعرف على هذا المجرم الخطير ، لأن له في يمناه ثلاثة أصابع فقط !
و هنا لم يقو جاري على مزيد من الصبر ، و أخذ يحملق في يدي .. و لذلك لم يسعني إلا أن أقتله .