المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نونية أبن القيم


غيدا البوادي
04-06-2014, 11:24 PM
http://baniqased.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/29.gif[/URL]" border="solid,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

يا خاطب الحـور الحسان وطالبا= لوصـالهن بجنـة الحيـوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ=ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ=ـت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فان= رمت الوصال فلا تكن بالواني
أسرع وحدث السير جهدك انما= مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ=ـذل مهرها ما دمت ذا امكان
واجعل صيامك قبل لقياها ويو=م الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر= تلقي المخاوف وهي ذات أمان

لا يلهينك منزل لعبت به= أيدي البلا من سالف الأزمان
فاقد ترحل عنه كل مسرة= وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الايمان لـ=ـكن جنّة الماوى لذي الكفران
سكانها أهل الجهالة والبطا=لة والسفاهة أنجس السكان
وألذهم عيشا فأجلهم بحق = الله ثم حقائق القرآن
عمرت بهم هذي الديار وأقفرت= منخم ربوع العلم والايمان
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ=ـفاني على الجنات والرضوان
صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم= ورضوا بكل مذلة وهوان
كدحا وكدا لا يفتر عنهم= ما فيه من غم ومن أحزان

والله لو شاهدت هاتيك الصدو=ر رأيتها كمراجل النيران
ووقودها الشهوات والحسرات والآ=لام لا تخبو مدى الأزمان
أبدانهم أجداث هاتيك النفو=س اللائي قد قبرت مع الأبدان
أرواحهم في وحشة وجسومهم= في كدحها لا في رضا الرحمن
هربوا من الرق الذي خلقوا له= فبلو ربق النفس والشيطان
لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم= فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو سارت الدنيا جناح بعوضة= لم يسق منها الرب ذو الكفران
لكنها والله أحقر عنده= من ذا الجناح القاصر الطيران
ولقد تولت بعد عن أصحابها= فالسعد منها حل بالدبران
لا يرتجي منها الوفاء لصبها= أين الوفا من غادر خوان
طبعت على كدر فكيف ينالها=صفو أهذا قط في الامكان
ياعاشق الدنيا تأهب للذي= قد ناله العشاق كل زمان
أو ماسمعت بل رأيت مصارع الـ= ـعشاق من شيب ومن شبان

فصل
في صفة الجنة لتي أعدها الله ذو الفضل والمنة
لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

فاسم اذا أوصافها وصفات ها=تيك المنازل ربة الاحسان
هي جنة طابت وطاب نعيمها=فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنـ=ـزل عسكر الايمان والقرآن
فالدار دار سلامة وخطابهم= فيها سلام واسم ذي الغفران

فصل
في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين
درجاتها مائة وما بين اثنتيـ=ـن فذاك في التحقيق للحسبان
مثل الذي بين السماء وبين هذي=الأرض قول الصاق والبرهان
لكن عاليها هو الفردوس مسـ=ـقوف بعرش الخالق الرحمن
وسط الجنان وعلوها فلذاك كا=نت قبة من أحسن البنيان
منه تفجر سائر الأنهار فالـ=ـينبوع منه نازل بجنان

فصل
في أبواب الجنة
أبوابها حق ثمانية أتت= في النص وهي لصاحب الاحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا=ب الصوم يدعي الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب ورب= السعي منه داخل بأمان
ولسوف يدعى المرء من أبوابها= جميعا إذا وفى حلى الايمان
منهم أبو بكر الصديق ذا= ك خليفة المبعوث بالقرآن


فصل
في مقدار ما بين الباب والباب منه
سبعون عاما بين كل اثنين منـ=ـها قدّرت بالعد والحسبان
هذا حديث لقيط المعروف بالـ=ـخبر الطويل وذا عظيم الشان
وعليه كل جلالة ومهابة= ولكم حواه بعد من عرفان

فصل
في مقدار ما بين مصراعي الباب
لكن بينهما مسيرة أربعيـ=ـن رواه حبر الامة الشيباني
في مسند بالرفع وهو لمسلم= وقف كمرفوع بوجه ثان
ولقد روى تقديره بثلاثة الـ=أيام لكن عند ذي العرفان
أعني البخاري الرضي وهو منكر=وحديث رواية ذو نكران

فصل
في مفتاح باب الجنة
هذا وفتح الباب ليس بممكن= الا بنفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الاخلاص والتو=حيد تلك شهادة الايمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ=إسلام والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به= من حل أشكال لذي العرفان

فصل
في منشور الجنة الذي يوقع به لصاحبها
هذا ومن يدخل فليس بداخل= الا بتوقيع من الرحمن
وكذاك يكتب للفتى لدخوله= من قبل توقيعانمشهوران
إحداهما بعد الممات وعرض أر=اح العباد به على الديان
فيقول رب العرش جا جلاله= للكاتبين وهم أولو الديوان
ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك ديـ=ـوان الجنان مجاور المنان
ديوان عليين أصحاب القرآ=ن وسنة المبعوث بالقرآن
فإذا انتهى للجسر يوم الحشر يعـ=ـطى للدخول اذا كتاب ثان
عنوانه هذا الكتاب من عزيـ=ـز راحم لفلان ابن فلان
فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار=تفعت ولكن لقطوف دوان
هذا وقد كتب اسمه مذ كان في الـ=أرحام قبل ولادة الانسان
بل قبل ذلك هو وقت القبضتيـ=ـن كلاهما للعدل والاحسان
سبحان ذي الجبروت والملكوت والـ= إجلال والاكرام والسبحان
والله أكبر عالم الأسرار والـ=إعلان واللحظات بالأجفان
والحمد لله السميع لسائر الـ=أصوات من سر ومن إعلان
وهو الموحد والمسبح والممجـ=ـد والحميد ومنزل القرآن
والأمر من قبل ومن بعد له= سبحانك اللهم ذا السلطان

فصل
في صفوف أهل الجنة
هذا وان صفوفهم عشرون مع= مائة وهذي الأمة الثلثان
يرويه عنه بريدة إسناده= سرط الصحيح بمسند الشيباني
وله شواهد من حديث أبي هريـ=ـرة وابن مسعود وحبر زمان
أعني ابن عباس وفي إسناده= رجل ضعيف غير ذي اتقان
ولقد أتانا في الصحيح بأنهم =شطر وما اللفظان مختلفان
إذ قال أرجو تكونوا شطرهم= هذا رجاء منه للرحمن
أعطاه رب العرش ما يرجو وزا=د من العطاء فعال ذي الاحسان

فصل
في صفة أول زمرة تدخل الجنة
هذا وأول زمرة فوجوههم= كالبدر ليل الست بعد ثمان
السابقون هم وقد كانوا هنا= أيضا أولي سبق الى الاحسان

فصل
في صفة الزمرة الثانية
والزمرة الأخرلا كأضواء كوكب= في الأفق تنظره به العينان
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسـ=ـك خالص يا ذلة الحرمان

فصل
في تفاضل أهل الجنة في الدرجات العلى
ويرى الذين بذيلها من فوقهم= مثل الكواكب رؤية بعيان
ما ذاك مختصا برسل الله بل= لهم وللصديق ذي الايمان

فصل
في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم
هذا وأعلاهم فناظر ربه= في كل يوم وقته الطرفان
لكن أدناهم وما فيهم دني= إذ ليس في الجنات من نقصان
فهو الذي تلقى مسافة ملكه= بسنيننا ألفان كاملتان
فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ=يته لأدناه القريب الداني
أو ماسمعت بأن آخر أهلها= يعطيه رب لعرش ذو الغفران
أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـ=ـثال لها سبحان ذي الاحسان

فصل
في ذكر سن اهل الجنة
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا=ثين التي هي قوة الشبان
وصغيرهم وكبيرهم في ذا على= حد سواء ما سوى الولدان
ولقد روى الخدري أيضا أنهم= أبناء عشر بعدها عشران
وكلاهما في الترمذي وليس ذا= بتناقض بل ها هنا أمران
حذف الثلاث ونيف بعد العقو=د وذكر ذلك عندهم سيان
عند اتساع في الكلام فعندما= يأتوا بتحرير فبالميزان

فصل
في طول قامات أهل الجنة وعرضهم
والطول طول أبيهم ستون لـ=ـكن عرضهم سبع بلا نقصان
الطول صح بغير شك في الصحيـ=ـحين اللذين هما لنا شمسان
والعرض لم نعرفه في احداهما= لكن رواه أحمد الشيباني
هذا ولا يخفى التناسب بين هـ=ـذا العرض والطول البديع الشان
كل على مقدرا صاحبه وذا= تقدير متقن صنعة الانسان
فصل
في لحاهم وألوانهم
ألوانهم بيض وليس لهم لحى= جعد الشعور مكحّلوا الأجفان
هذا كمال الحسن في أبشارهم= وشعورهم وكذلك العينان
فصل
في لسان أهل الجنة
ولقد أتى أثر بأن لسانهم= بالمنطق العربي خير لسان
لكنّ في اسناده نظرا ففيـ=ـه راويان وما هما ثبتان
أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ=ـيى الأشعري وذان مغموزان

فصل
في ريح أهل الجنة من مسيرة كم يوجد
والريح يوجد من مسيرة أربعيـ=ـن وإن تشأ مائة فمرويان
وكذا روى سبعين أيضا صح هـ=ـذا كله وأتى به اثران
ما في رجالهما لنا من مطعن= والجمع بين الكل ذو إمكان
وقد أتى تقديره مائة بخمـ=ـس ضربها من غير ما نقصان
إن صح هذا فهو أيضا والذي= من قلبه في غاية الامكان
أما بحسب المدركين لريحها= قربا وبعدا ما هما سيّان
أو باختلاف قرارها وعلوّها= أيضا وذلك اضح التبيان
أو باختلاف السير أيضا فهو أنـ=ـواع بقدر إطاقة الانسان
ما بين ألفاظ الرسول تناقض= بل ذلك في الأفهام والأذهان

فصل
في أسبق الناس دخولا الى الجنة
ونظير هذا سبق أهل الفقر للـ=ـجنات في تقديره أثران
مائة بخمس ضربها أو أربعيـ=ـن كلاهما في ذاك محفوظان
فأبو هريرة قد روى أولاهما= وروى لنا الثاني صحابيان
هذا بحسب تفاوت الفقراء في أسـ=ـتحقاق سبقهم الى الاحسان
أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا=ء كلاهما لا شك موجودان
هذا وأولهم دخولا خير خلـ=ـق الله من قد خصّ بالقرآن
والأنبياء على مراتبهم من التـ=ـفضيل تلك مواهب المنان
هذا وأمة أحمد سباق با=قي الخلق عند دخولهم بجنان
وأحقهم بالسبق أسبقهم الى الـ=إسلام والتصديق بالقرآن
وكذا أبو بكر هو الصديق أسـ=ـبقهم دخولا قول عند ذي البرهان

وروى ابن ماجه أن أولهم يصا=فحه اله العرش ذو الاحشان
ويكون أولهم دخولا جنة الـ=ـفردوس ذلك قامع الكفران
فاروق دين الله ناصر قوله= ورسوله وشرائع الايمان
لكنه أثر ضعيف فيه مجـ=ـروح يسمى خالدا ببيان
لو صلح كان عمومه المخصوص بالصـ=ـديق قطعا غير ذي نكران
هذا وأولهم دخولا فهو حمـ=ـاد على الحلالات للرحمن
إن كان في السراء أصبح حامدا= أو كان في الضرا فحمد ثان
هذا الذي هو عارف بإلهه= وصفائه وكماله الرباني
وكذا الشهيد فسبقه متيقن= وهو الجدير بذلك الاحسان
وكذلك الملوك حين يقوم بالـ=ـحقين سباق بغير توان
وكذا فقير ذو عيال ليس بالـ=ـملحاح بل ذو عفة وصيان

فصل
في عدد الجنات وأجناسها
والجنة اسم الجنس وهي كثيرة= جدا ولكن أصلها نوعان
ذهبيتان بكل ما حوتاه من= حلى وآنية ومن بنيان
وكذاك أيضا ففضة ثنتان من= حلى وبنيان وكل أوان
لكن دار الخلد والمأوى وعد=ن والسلام اضافة لمعان
أوصافها استدعت اضفتها اليـ=ـها مدحة مع غاية التبيان
لكنما الفردوس أعلاها وأو=سطها مساكن صفوة الرحمن
أعلاه منزلة لأعلى الخلق منـ=ـزلة هو المبعوث بالقرآن
وهي الوسيلة وهي أعلى رتبة= خلصت له فضلا من الرحمن

ولقد أتى في سورة الرحمن تفـ=ـضيل الجنان مفصلا ببيان
هي أربع ثنتان فاضلتان ثم= يليهما ثنتان مفضولان
فالأوليان الفضليان لأوجه= عشر ويعسر نظمها بوزان
واذا تأملت السياق وجدتها= فيه تلوح لمن له عينان

سبحان من غرست يداه جنة الـ=فردوس عند تكامل البنيان
ويداه أيضا أتقنت لبنائها= فتبارك الرحمن أعظم بان
هي في الجنان كآدم وكلاهما= تفضيله من أجل هذا الشان
لكنما الجهميّ ليس لديه من= ذا الفضل شيء فهو ذو نكران
ولد عقوق عق والده ولم= يثبت بذا فضلا على شيطان
فكلاهما تأثير قدرته وتأ=ثير المشيئة ليس ثم يدان
آلاهما أو نعمتاه وخلقه= كل بنعمة ربه المنان

لما قضى رب العباد العرش قا=ل تكلمي فتكلمت ببيان
قد أفلح العبد الذي هو مؤمن= ماذا ادّخرت له من الاحسان
ولقد روى حقا أبو الدرداء ذا=ك عويمر أثرا عظيم الشان
يهتز قلب العبد عند سماعه= طربا بقدر حلاوة الايمان
ما مثله أبدا يقال برأيه= أو كان يا أهلا بذا العرفان
فيه النزول ثلاث ساعات فاحـ=ـداهن ينظر في الكتاب الثاني
يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة= وبعزة وبرحمة وحنان
فترى الفتى يمسي على حال ويصـ=ـبح في سواها ما هما مثلان
هو نائم واموره قد دبرت= ليلا ولا يدري بذاك الشان
والساعة الأخرى الى عدن مسا= كن أهله هم صفوة الرحمن
الرسل ثم الأنبياء ومعهم الصـ=ـديق حسب فلا تكن بجبان
فيها الذي والله لا عين رأت= كلا ولا سمعت به الأذنان
كلا ولا قلب به خطر المثا=ل له تعالى الله ذو السلطان
والساعة الأخرى الى هذي السما=ء يقول هل من تائب ندمان
أو داع أو مستغفر أو سائل= أعطيه اني واسع الاحسان
حتى يصلي الفجر يشهدها مع الـ=أملاك تلك شهادة القرآن
هذا الحديث بطوله وسياقه= وتمامه في سنة الطبراني

فصل
في بناء الجنة
وبناؤها اللبنات من ذهب= وأخرى فضة نوعان محتلفان
وقصورها من لؤلؤ وزبرجد= أو فضة أو خالص العيقان
وكذاك من در وياقوت به= نظم الناء بغاية الاتقان
والطين مسك خالص أو زعفرا=ن جابذا أثران مقبولان
ليسا بمختلفين لا تنكرهما= فهما الملاط لذلك البنيان

فصل
في أرضها وحصبائها وتربها

والأرض مرمرة مخالص فضة= مثل المرات تناله العينان
في مسلم تشبيهها بالدرمك الصـ=ـافي وبالمسك العظيم الشان
هذا لحسن اللون لكن ذا لطيـ**ـب الريح صار هناك تشبيهان
حصباؤها در وياقوت كذا=ك لآلىء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المـ=ـسك الذي ما استلّ من غزلان

فصل
في صفة غرفاتها
غرفاتها في الجو ينظر بطنها = من ظهرها والظهر من بطنان
سكانها أهل القيام مع الصيا=م وطيب الكلمات والاحسان
ثنتان خالص حقه سبحانه=وعبيده أيضا لهم ثنتان

فصل
في خيام اهل الجنة
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ= قد جوفت هي صنعة الرحمن
ستون ميلا طولها في الجو في= كل الزوايا أجمل النسوان
يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم= بعضا وهذا لاتساع مكان
فيها مقاصير بها الأبواب من= ذهب ودر زين بالمرجان
وخيامها منصوبة برياضها= وشواطئ الأنهار ذي الجريان
ما في الخيام سوى التي لو قابلت= للنيرين لقلت منكسفان
له هاتيك الخيام فكم بها= للقلب من علق ومن أشجان
فيهن حور قاصرات الطرف خيـ=ـرات حسان من خير حسان
خيرات أخلاق حسان أوجها= فالحسن والاحسان متفقان

فصل
في أرائكها وسررها
فيها الأرائك وهي من سرر عليـ=ـهن الحجال كثيرة الألوان
لا تستحق اسم الأرائك دون ها=تيك الحجال وذاك وضع لسان
بشخنانة يدعونها بلسان فا=رس وهو ظهر البيت ذي الأركان

فصل
في أشجارها وثمارها وظلالها

أشجارها نوعان منها ما له = في هذه الدنيا مثال ذان
كالسدر أصل النبق مخضود مكا=ن الشوك من ثمر ذوي ألوان
هذا وظل السدر من خير الظلا=ل ونفعه الترويح للأبدان
وثماره أيضا ذوات منافع= من بعضها تفريح ذي الأحزان
والطلح وهو الموز منضود كما= نضدت يد باصابع وبنان
أو أنه شجر البوادي موقرا= حملا مكان الشوك في الأغصان
وكذلك الرمان والأعناب التي منها القطوف دوان

هذا ونوع ما له في هذه الد=نيا نظير كي يرى بعيان
يكفي من التعجاج قول الهنا= من كل فاكهة بها زوجان
وأتوا به متشابها في اللون مخـ=ـتلف الطعوم فذاك ذو ألوان
أو أنه متشابه في الاسم مخـ=ـتلف الجعوم فذاك قول ثان
أو انه وسط خيار كله= فالفحل منه ليس ذا ثنيان
أو أنه لثمارنا ذي مشبه= في اسم ولون ليس يختلفان
لكن لبهجتها ولذة طعمها= أمر سوى هذا الذي تجدان
فيلذها في الأكل عند منالها= وتلذها من قبله العينان
قال ابن عباس وما بالجنة الـ=ـعليا سوى أسماء ما تريان
يعني الحقائق لا تماثل هذه= وكلاهما في الاسم متفقان

يا طيب هاتيك الثمار وغرسها= في المسك ذاب الترب للبستان
وكذلك الماء الذي يسقى به= ياطيب ذاك الورد للظوآن
وإذا تناولت المار أتت نظيـ=ـرتها فحلت دونها بمكان
لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو=ل الشمس من حمل الى ميزان
وكذاك لم تمنع ولم تحنج الى= أن ترتقي للقنو في العيدان
بل ذللت القطوف فكيف ما=شئت انتزعت بأسهل الامكان
ولقد أتى أثر بأن الساق من= ذهب رواه الترمذي ببيان
قال ابن عباس وهاتيك الجذو=ع زمرد من أحسن الألوان
ومقطعاتهم من الكرم الذي=فيها ومن سعة من العقيان
وثمارها ما فيه من عجم كأمـ=ـثال القلال فجلّ ذو الاحسان
وظلالها معدودة ليست تقي= حرا ولا شمسا وأنى ذان
أو ما سمعت بظل أصل واحد= فيه يسير الراكب العجلان
مائة سنين قدرت لا تنقضي= هذا العظيم الأصل والأفنان
ولقد روى الخدري أيضا أن طو=بى قدريها مائة بلا نقصان
تتفتح الأكمام فيها عن لبا=سهم بما شاءوا من الألوان

فصل
في سماع أهل الجنة
قال ابن عباس ويرسل ربنا= ريحا تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصواتا تلذ لمسمع الا=نسان كالنغمات بالأوزان
يا لذة الأسماع لا تتعوضي= بلذاذة الأوتار والعيدان
أو ما سمعت سماعهم فيها غنا=ء الحور بالأصوات والألحان
واها لذيّاك السماع فإنه= ملئت به الأذنان بالاحسان
واها لذيّاك السماع وطيبه= من مثل أقمار على أغصان
واها لذيّاك السماع فكم به= للقلب من طرب ومن أشجان
واها لذيّاك السماع ولم أقل= ذيّاك تصغيرا له بلسان
ما ظن سامعه بصوت أطيب الـ= أصوات من حور الجنان حسان
نحن النواعم والخوالد خيرا=ت كاملات الحسن والاحسان
لسنا نموت ولا نخاف وما لنا= سخط ولا ضغن من الأضغان
طوبى لمن كنا له وكذاك طو=بى للذي هو حظنا لفظان
في ذاك آثار روين وذكرها= في الترمذي ومعجم الطبراني
ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تفـ=ـسيرا للفظة يحبرون أغان

ام جوري&&
04-08-2014, 05:07 AM
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1396922837_253.gif