تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فضائل صيام ست من شوال...


اشراقه فجر
09-13-2010, 06:53 AM
من فضل الله على عباده تتابع مواسم الخيرات ، ومضاعفة الحسنات ، فالمؤمن يتقلب في ساعات عمره بين أنواع العبادات والقربات ، فلا يمضي من عمره ساعة إلا ولله فيها وظيفة من وظائف الطاعات ، وما أن يفرغ من عبادة إلا ويشرع في عبادة أخرى ، ولم يجعل الله حداً لطاعة العبد إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله يقول جل وعلا : {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }( الحجر 92) ، وهذه هي حقيقة الاستقامة التي وعد الله أصحابها بالنجاة ، والفوز بعالي الدرجات ، فقال سبحانه: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم }( فصلت 30- 32) .



ومما منَّ الله به على عباده بعد انقضاء شهر الصيام والقيام ، ورتب عليه عظيم الأجر والثواب صيام (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)ست أيام من شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)التي ثبت في فضائلها العديد من الأحاديث منها ما رواه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)كان كصيام الدهر ) .
(http://www.start-o.net/vb/showthread.php?p=204125)

وفي رواية لابن ماجة عن ثوبان أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : ( من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ) .

وقد ذكر أهل العلم عدة فوائد ومعانٍ لصيام هذه الأيام الست :


منها أن العبد يستكمل بصيامها أجر صيام (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)الدهر كله ، وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها فشهر رمضان يعدل عشرة أشهر ، وهذه الست تعدل شهرين ، وقد ثبت ذلك في حديث ثوبان المتقدم عند ابن ماجة وثبت أيضاً في حديث ذكره أبو الشيخ في الثواب ، وصححه الألباني في صحيح الجامع : ( جعل الله الحسنة بعشر أمثالها الشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الشهر تمام السنة ) .


ومنها أن صيام (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)النفل قبل وبعد الفريضة يكمل به ما يحصل في الفرض من خلل و نقص ، فإن الفرائض تجبر وتكمل بالنوافل يوم القيامة ، كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من وجوه متعددة .


ومن الفوائد أيضاً أن معاودة الصيام بعد رمضان من علامات القبول ، فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده ، كما قال بعضهم : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى .


ومنها أن معاودة الصيام بعد الفطر فيه شكر لله جل وعلا على نعمته بإتمام صيام (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)رمضان ومغفرة الذنوب والعتق من النار ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يشكروه على هذه النعم العظيمة فقال سبحانه : {و لتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }( البقرة 185) ، فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان ، وإعانته عليه ، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له عقب ذلك .


ومن الفوائد كذلك المداومة على فعل الخيرات ، وعدم انقطاع الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في رمضان بانقضاء الشهر ، ولا شك أن أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليها صاحبها ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا عمل عملاً أثبته ، وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله عليه الصلاة والسلام فقالت : (كان عمله ديمة).


ومن أجل هذا المعنى ذم السلف من انقطع عن العمل الصالح بعد رمضان ، قيل لبشر : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال : بئس القوم لا يعرفون لله حقاً إلا في رمضان .


فعودُ المؤمن إلى الصيام بعد فطره دليل على مداومته على فعل الخير ، وعدم انقطاعه عن العمل الصالح ، إلى غير ذلك من الفوائد والمعاني العظيمة .


وهذه الست ليس لها وقت محدد من شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)، بل يصومها المسلم في أي جزء من أجزاء الشهر ، في أوله ، أو في أثنائه أو في آخره ، وله كذلك أن يصومها متتابعة أو مفرقة ، ولكن الأفضل أن يبادِر إلى صيامها عقب عيد الفطر مباشرة ، وأن تكون متتابعة - كما نص على ذلك أهل العلم - لأن ذلك أبلغ في تحقيق الإتباع الذي جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم – ( ثم أتبعه ) ، كما أنه من المسابقة إلى الخيرات والمسارعة في الطاعات الذي جاءت النصوص بالترغيب فيه والثناء على فاعله ، وهو أيضاً من الحزم الذي هو من كمال العبد ، فإن الفُرص لا ينبغي أن تفوت ، والمرء لا يدري ما يعرض له من شواغل وقواطع تحول بينه وبين العمل ، فإن أخرها أو فرَّقها على الشهر حصلت الفضيلة أيضاً .


ومن كان عليه قضاء من شهر رمضان فعليه أن يبدأ بقضاء ما عليه أولاً ، حتى يُحَصِّل الثواب الوارد في الحديث ، وذلك لأن الأجر الوارد لا يَحْصُل إلا بعد إكمال عدة رمضان ، لقوله عليه الصلاة والسلام ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)) ، ومن كان عليه أيام من رمضان لا يصدق عليه أنه صام رمضان كاملاً .


ولو فرض أن القضاء استوعب جميع شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)كأن تكون المرأة نفساء ، ولم تصم أي يوم من رمضان ، ثم شرعت في قضاء ما عليها في شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)ولم تنته إلا بعد دخول شهر ذي القعدة ، فإنها تصوم الأيام الستة بعد ذلك ، ويكون لها أجر من صامها في شوال (http://www.start-o.net/vb/showthread.php?t=17238)، لأن تأخيرها هنا للضرورة وهو متعذر ، فيثبت لها الأجر إن شاء الله .

نسأل الله أن يعيننا على طاعته ، وأن يوفقنا لمرضاته ، وأن يجعلنا من المقبولين في شهر رمضان .

~~لحن الحياة~~
09-13-2010, 08:59 AM
جزاك الله كل خير
الله يعطيك الف عافية