LOUBI
03-26-2013, 12:15 PM
http://www.dl3masr.com/kleeja/uploads/13406207312.gif
http://www.m5zn.com/newuploads/2013/03/25/png//m5zn_7edddf3affa7fca.png
§ § حوامل حول العالم .. مع لوووبي § §
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
كانت رحلتي طويلة .. عدت منها مثقلة بالهدايا
لم يتملكني الاعياء منها .. فكلما نظرت الى تلك الهدايا
زادتني عزيمة و اصرارا ..
يقينا ..و ايمانا
بأن الآت هو الافظل
حوامل في المدينة المنورة
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://www.vitaminedz.com/photos/90/02-90832-photo.jpg
غبار .. سماء صافية .. رائحة مسك
هكذا عادت بي دقائق الحياة الى زمن بعيد ..الى القرن السابع ميلادي
واحة جميلة .. يفوح ريح المسك من ثراها
ولدان يلعبون .. يجرون .. يضحكون .. تحت تلك النخلة
الغبار يتطاير بين ارجلهم
و رائحة مسك عطرة تنبعث من ارجائهم .. من هناك
وصوت غلام صغير بينهم .. يردد و يقول
اوصاني رسول الله (ص) .. بأن ارحم الصغير و وقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة ..
تبسمت .. تقدمت نحوه بضعة خطى .. سألته من تكون ؟
قال : أنس ... خادم رسول الله و حافظ أسراره
صمتت و العبرة تخنقني .. اين انا ؟؟؟ .. معقول ..
ثم اسرعت اليه بالسؤال : كأني أشم رائحة مسك تنبعث من ارجائكم ؟
رد بسرعة و بساطة : ذاك رسول الله .. كان هنا .. رحل و بقيت ريحه
ياااااااااااااا حبيبي يا رسول الله ..كم اشتقت اليك
قال : اماه .. و من اي الاوطان انت ؟
قلت : وطني حوامل .. جئت منه و اليه ساعود ..
سكت في تساؤل و تعجب .. ثم قال : و هل في وطنك ذكر لله و رسوله ؟
..هل يرفع فيه الآذان ...؟
نظرت الى السماء مستبشرة و قلت .. اي نعم صغيري ..
في وطني ذاك يذكر الله و رسوله ..و تعلى كلمة الحق ..
اي نعم في وطني ذاك يرفع الآذان بأنفاس دافئة مشاعرها
تقدم اليا و قال ..هات اذنك .. ساخبرك بأمر ما .. وصية مما أوصاني به رسول الله .. هدية مني لوطنك
" ان قدرت ان تمسي و تصبح و ليس في قلبك غش لأحد فافعل "
ما اروعها من هدية من طفل صغير حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و فسره ..
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551875.jpg
حملت هذه الهدية بين ضلوعي و سرت .. اي صحيح كانت ثقيلة ..
وددت لو اصل الى وطني كي القي بها بين اضلعه .. فتحتضنها الصدور
حوامل في القدس
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://www.images.almo7eb.com/1/img2/2008/02/81.jpg
احسست بتسارع الزمن .. و كأن قرونا قد مرت و اوقفتني عند القرن العشرين ..
لأجد نفسي عند باب عظيم ..
تراه باب الاقصى ؟ اي نعم .. انه الاقصى
لازال غبار الولدان يغطي قدماي ..و هدية انس الصغير حبيسة اضلعي ..
و انا واقفة ألف حول نفسي ..حجر و حجر و حجر يملأ الشوارع ..على الارض ..فوق الاسطح .. بين اصابع كل طفل صغير
اقلب وجهي يمينا و شمالا .. لعلي اجد سبيلا لصوت ينادي من قريب ..
ينادي ببحة صوت ذبحتها سنون الجمر و الاسر و يقول ..
****
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
****
يا اصدقاء الراحل البعيد
لا تسألو : متى يعود
بل اسألو : متى
يستيقظ الرجال !
****
يا امه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين
فقد يموت في غد ابوه ..او اخوه
او صديقه انا
خلي لنا
للميتين في غد لو دمعتين !
****
يحكون في بلادنا
يحكون في بلادنا
علقت كلماته الراجفة بين شفتي ..صرت ارددها وراءه ..و عيناي عالقتان بين الارض و الحجر
رأيت وجهه في الحجر ..انه الدرويش ابن الحجر
كلمني بلغة الحجر ..هكذا يحكون في بلادنا .. فماذا يحكون في بلادكم ؟
قلت ..
يحكون في بلادنا
يحكون في علن
عن حوامل التي سمت
و تعالت في الهمم
****
في وطني ذكر للحجر
و الحكم و ثوب القمم
في وطني تتساقط العبر
من ظهر مهرة ثائرة
تجاوزت حدود الشعر و عذب الكلم
****
... مد يده للأرض ..حمل حجرا دامعا ..القاه بين يدي ..و رحل في صمت
و مضيت انا من بعده ..كان اتجاهنا معاكسا !
زاد الحجر من ثقل كاهلي .. هدية اخرى الى وطني ..
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551671.png
حملتها على ظهري و مضيت ..اي صحيح كانت ثقيلة ..ولكن
اما آن الاوان ان نخففها ؟! !
حوامل في مصر الفرعونية
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://blogs.anazahra.com/wp-content/uploads/cleopatra2.jpg
فجاة توقف الزمن ..توقف دوران الارض ..ثم عاد من جديد
وجدت نفسي ثلاثون سنة قبل الميلاد ...يااااااه ..ما ابعدها من رحلة
ها انا ذا .. اتجول في حدائق القصر ..تغازل اناملي حيطانه
و في لحظة .. لمحت زهرة لوتس ..حدثتني عن حكاية انثى ..حكاية عنوانها الجمال
تتبعت أثر زهرة اللوتس .. لعلي انال نصيبا من جمالها ..
و اذا بي اقف على حوض مدجج بالورود الحمراء العطرة .. ماءه حليب ! .. و شرائح ليمون تزين سطحه
هذه انت كليوباترا ؟
ردت في استفهام و تعجب : و هل للجمال عنوان غيري ؟! !
سكتت في خجل .. اتأمل قدر عسل بالماء المقطر .. تذكرت وطني ..عنواني !
قالت بثقة : ارني جمال عنوانك ؟
رديت بثقة : عنواني هو وطني ذاك .. فيه كل جميل .. جماله بلون الارجوان .. والارجوان هو لون جماله ! ! !
مددت يدي الى حوضها اتلمس زهرة لوتس وحيدة تسبح بين الورود الحمراء ..
شعرت لوهلة ان ملمسها قد صبغ يدي بلون الزهر
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551814.png
لحظات متسارعة ..
حوامل في قلعة بني سلامة ..الجزائر
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://www.elaphblog.com/Blog/leila/album/436x328_4342_84295.jpg
لأجد نفسي تائهة في مغارة نيرة .. مغارة يفوح منها عطر العلم و التهذب
وجدتني اظم الى صدري زهرة اللوتس تلك .. لم اتذكر آخر حديثي معها
فقط ..ادركت انها قد اهدتني هذه الزهرة الفرعونية
زهرة لوتس ..خففت عني ثقل الوصية و الحجر .. او ربما توهمت انها خففت عني
سمعت صدى ينبع من جدران المغارة .. صدى قادم من القرن الرابع عشر ... يقول
ان الفرد اجتماعي بطبعه ..
عبارة اعرفها جيدا .. ارددها دائما
كانت هناك شمعة موقدة في آخر المغارة ..تتبعت أثر ضيائها .. رجل ذو وقار و حكمة ..مكبوب على كومة اوراق بالية ..
و لحيته تلامس السطر الاخير..
التفت اليا و قال : اذا كان قدومك لأمر العلم فمرحبا .. و اذا كان لأمر السياسة فقد فاتك خبر اعتزالي لها !
قلت : و رب العزة انك لابن خلدون .. مؤسس العمران البشري
اي والله لقد بلغني زهدك الدنيا و تفرغك للعلم و تهذيب العقول و بحث مشكلات الفرد و المجتمع
رد عليا قائلا : ما حال اصلاح و تهذيب سلوكات البشر في اوطانكم ؟
قلت : حالها بين يدي قلوب مرهفة احساسها .. احاسيس مرهفة لانت لتكون الوعاء الذي يلم جروح و آلام و متاعب البشر ..
و هنا .. انبعثت ريح خفيفة من فتحة بسطح المغارة ..مرت بهدوء على نور الشمعة فأطفأته ..
هممت لاشعالها من جديد .. فقابلني نور ينبع من بين يديه : إنها المقدمة
أضاء نورها لي الطريق ..خرجت .. و انا امشي احسست باصابعي مقبوضة الى كفي ..فاذا بي امسك بتلك الشمعة
اردت العودة الى تلك المغارة لارجاعها ..و لكني تذكرت انني تركت ورائي نورا .. و فهمت انه ارادها لي انا .. لوطني
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551712.png
زاد الثقل على ظهري و صدري .. و طالت رحلتي
اشتقت الى وطني .. متى اعود اليه بكل تلك الهدايا ؟؟؟
وصية و حجر و زهرة لوتس و شمعة ..و ماذا بعد ؟ .. زاد ثقيل .. فهل من مخفف !
حوامل في بغداد
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://vb.alronq.com/storeimg/alronq1345961804_798.jpg
وعاد بي الزمن من جديد ..الى القرن التاسع ميلادي من عصر الضلمات
اراني اقلب رفوف مكتبة .. منهمكة في بحث لطالما شغلني .. سقط من الرف كتاب في زحمة البحث تلك
انه كتاب : الكافي في الطب
سارعت بيدي نحو الارض لاحمله .. سبقتني اليه يد شيخ .. حمله .. ثم اعطانيه
مسكته و امعنت النظر اليه .. وددت لو احمله معي ..اذهب به الى وطني
سألته في تردد .. هل لي بكتاب الطب هذا ؟
قال : و ما حاجتك به ؟
قلت : لوطني حوامل .. فيه علاج العليل .. و شفاء المريض .. على يد كل عاقل لبيب
تبسم لي في رضى و قال : هو لك .. لوطنك
جلست و ذهب هو .. كان شيخا طبيبا فيلسوفا .. انه شيخ اطباء المسلمين ابو بكر الرازي
جلست في ركنة من المكتبة اتصفح اسطر الكتاب .. وجدت فيه الشرح المفصل لأمراض النساء و الولادة ..
سرقني الوقت .. غصت بين سطوره ..بدأ التعب يتملكني .. من رحلة طويلة لم تكتمل
غلبني النعاس .. و انا اشبع عقلي من خير الكلام و عذبه
مددت رجليا .. و ضعت كتابي مفتوحا على صدري ..احتضنته ..و استسلمت لنوم عميق !
و الهدية على صدري ..
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551763.png
فجأة ..
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
تسلل الى مسامعي صوت آذان الفجر
فتحت عيناي المتثاقلتان .. لأجد نفسي على سريري .. في القرن الواحد و العشرين
و على صدري كمبيوتري لا يزال مفتوحا على صفحة حوامل !
كانت كل تلك الرحلة الطويلة حلما جميلا ..حلم لم يكتمل بعد
صحوت منه و انا امسك بيدي اليمنى حجرا .. و بيدي اليسرى شمعة ..
و على شعري زهرة لوتس بيضاء ..
و بين اضلعي وصية رسول الله (ص) .. و الكتاب فوق صدري .
انتهى .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT3jipmFH8sRRtS4WQGkHQ8NDM1mxy_g BaFcJ3X5894koUAbvPR9JMH-WlQ
احبكم في الله ..... اختكم لوووبي
http://files.fatakat.com/2010/4/1270912636.gif
http://vb.3dlat.com/attachment.php?attachmentid=236&stc=1&d=1094511584
http://www.m5zn.com/newuploads/2013/03/25/png//m5zn_7edddf3affa7fca.png
§ § حوامل حول العالم .. مع لوووبي § §
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
كانت رحلتي طويلة .. عدت منها مثقلة بالهدايا
لم يتملكني الاعياء منها .. فكلما نظرت الى تلك الهدايا
زادتني عزيمة و اصرارا ..
يقينا ..و ايمانا
بأن الآت هو الافظل
حوامل في المدينة المنورة
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://www.vitaminedz.com/photos/90/02-90832-photo.jpg
غبار .. سماء صافية .. رائحة مسك
هكذا عادت بي دقائق الحياة الى زمن بعيد ..الى القرن السابع ميلادي
واحة جميلة .. يفوح ريح المسك من ثراها
ولدان يلعبون .. يجرون .. يضحكون .. تحت تلك النخلة
الغبار يتطاير بين ارجلهم
و رائحة مسك عطرة تنبعث من ارجائهم .. من هناك
وصوت غلام صغير بينهم .. يردد و يقول
اوصاني رسول الله (ص) .. بأن ارحم الصغير و وقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة ..
تبسمت .. تقدمت نحوه بضعة خطى .. سألته من تكون ؟
قال : أنس ... خادم رسول الله و حافظ أسراره
صمتت و العبرة تخنقني .. اين انا ؟؟؟ .. معقول ..
ثم اسرعت اليه بالسؤال : كأني أشم رائحة مسك تنبعث من ارجائكم ؟
رد بسرعة و بساطة : ذاك رسول الله .. كان هنا .. رحل و بقيت ريحه
ياااااااااااااا حبيبي يا رسول الله ..كم اشتقت اليك
قال : اماه .. و من اي الاوطان انت ؟
قلت : وطني حوامل .. جئت منه و اليه ساعود ..
سكت في تساؤل و تعجب .. ثم قال : و هل في وطنك ذكر لله و رسوله ؟
..هل يرفع فيه الآذان ...؟
نظرت الى السماء مستبشرة و قلت .. اي نعم صغيري ..
في وطني ذاك يذكر الله و رسوله ..و تعلى كلمة الحق ..
اي نعم في وطني ذاك يرفع الآذان بأنفاس دافئة مشاعرها
تقدم اليا و قال ..هات اذنك .. ساخبرك بأمر ما .. وصية مما أوصاني به رسول الله .. هدية مني لوطنك
" ان قدرت ان تمسي و تصبح و ليس في قلبك غش لأحد فافعل "
ما اروعها من هدية من طفل صغير حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و فسره ..
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551875.jpg
حملت هذه الهدية بين ضلوعي و سرت .. اي صحيح كانت ثقيلة ..
وددت لو اصل الى وطني كي القي بها بين اضلعه .. فتحتضنها الصدور
حوامل في القدس
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://www.images.almo7eb.com/1/img2/2008/02/81.jpg
احسست بتسارع الزمن .. و كأن قرونا قد مرت و اوقفتني عند القرن العشرين ..
لأجد نفسي عند باب عظيم ..
تراه باب الاقصى ؟ اي نعم .. انه الاقصى
لازال غبار الولدان يغطي قدماي ..و هدية انس الصغير حبيسة اضلعي ..
و انا واقفة ألف حول نفسي ..حجر و حجر و حجر يملأ الشوارع ..على الارض ..فوق الاسطح .. بين اصابع كل طفل صغير
اقلب وجهي يمينا و شمالا .. لعلي اجد سبيلا لصوت ينادي من قريب ..
ينادي ببحة صوت ذبحتها سنون الجمر و الاسر و يقول ..
****
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
****
يا اصدقاء الراحل البعيد
لا تسألو : متى يعود
بل اسألو : متى
يستيقظ الرجال !
****
يا امه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين
فقد يموت في غد ابوه ..او اخوه
او صديقه انا
خلي لنا
للميتين في غد لو دمعتين !
****
يحكون في بلادنا
يحكون في بلادنا
علقت كلماته الراجفة بين شفتي ..صرت ارددها وراءه ..و عيناي عالقتان بين الارض و الحجر
رأيت وجهه في الحجر ..انه الدرويش ابن الحجر
كلمني بلغة الحجر ..هكذا يحكون في بلادنا .. فماذا يحكون في بلادكم ؟
قلت ..
يحكون في بلادنا
يحكون في علن
عن حوامل التي سمت
و تعالت في الهمم
****
في وطني ذكر للحجر
و الحكم و ثوب القمم
في وطني تتساقط العبر
من ظهر مهرة ثائرة
تجاوزت حدود الشعر و عذب الكلم
****
... مد يده للأرض ..حمل حجرا دامعا ..القاه بين يدي ..و رحل في صمت
و مضيت انا من بعده ..كان اتجاهنا معاكسا !
زاد الحجر من ثقل كاهلي .. هدية اخرى الى وطني ..
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551671.png
حملتها على ظهري و مضيت ..اي صحيح كانت ثقيلة ..ولكن
اما آن الاوان ان نخففها ؟! !
حوامل في مصر الفرعونية
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://blogs.anazahra.com/wp-content/uploads/cleopatra2.jpg
فجاة توقف الزمن ..توقف دوران الارض ..ثم عاد من جديد
وجدت نفسي ثلاثون سنة قبل الميلاد ...يااااااه ..ما ابعدها من رحلة
ها انا ذا .. اتجول في حدائق القصر ..تغازل اناملي حيطانه
و في لحظة .. لمحت زهرة لوتس ..حدثتني عن حكاية انثى ..حكاية عنوانها الجمال
تتبعت أثر زهرة اللوتس .. لعلي انال نصيبا من جمالها ..
و اذا بي اقف على حوض مدجج بالورود الحمراء العطرة .. ماءه حليب ! .. و شرائح ليمون تزين سطحه
هذه انت كليوباترا ؟
ردت في استفهام و تعجب : و هل للجمال عنوان غيري ؟! !
سكتت في خجل .. اتأمل قدر عسل بالماء المقطر .. تذكرت وطني ..عنواني !
قالت بثقة : ارني جمال عنوانك ؟
رديت بثقة : عنواني هو وطني ذاك .. فيه كل جميل .. جماله بلون الارجوان .. والارجوان هو لون جماله ! ! !
مددت يدي الى حوضها اتلمس زهرة لوتس وحيدة تسبح بين الورود الحمراء ..
شعرت لوهلة ان ملمسها قد صبغ يدي بلون الزهر
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551814.png
لحظات متسارعة ..
حوامل في قلعة بني سلامة ..الجزائر
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://www.elaphblog.com/Blog/leila/album/436x328_4342_84295.jpg
لأجد نفسي تائهة في مغارة نيرة .. مغارة يفوح منها عطر العلم و التهذب
وجدتني اظم الى صدري زهرة اللوتس تلك .. لم اتذكر آخر حديثي معها
فقط ..ادركت انها قد اهدتني هذه الزهرة الفرعونية
زهرة لوتس ..خففت عني ثقل الوصية و الحجر .. او ربما توهمت انها خففت عني
سمعت صدى ينبع من جدران المغارة .. صدى قادم من القرن الرابع عشر ... يقول
ان الفرد اجتماعي بطبعه ..
عبارة اعرفها جيدا .. ارددها دائما
كانت هناك شمعة موقدة في آخر المغارة ..تتبعت أثر ضيائها .. رجل ذو وقار و حكمة ..مكبوب على كومة اوراق بالية ..
و لحيته تلامس السطر الاخير..
التفت اليا و قال : اذا كان قدومك لأمر العلم فمرحبا .. و اذا كان لأمر السياسة فقد فاتك خبر اعتزالي لها !
قلت : و رب العزة انك لابن خلدون .. مؤسس العمران البشري
اي والله لقد بلغني زهدك الدنيا و تفرغك للعلم و تهذيب العقول و بحث مشكلات الفرد و المجتمع
رد عليا قائلا : ما حال اصلاح و تهذيب سلوكات البشر في اوطانكم ؟
قلت : حالها بين يدي قلوب مرهفة احساسها .. احاسيس مرهفة لانت لتكون الوعاء الذي يلم جروح و آلام و متاعب البشر ..
و هنا .. انبعثت ريح خفيفة من فتحة بسطح المغارة ..مرت بهدوء على نور الشمعة فأطفأته ..
هممت لاشعالها من جديد .. فقابلني نور ينبع من بين يديه : إنها المقدمة
أضاء نورها لي الطريق ..خرجت .. و انا امشي احسست باصابعي مقبوضة الى كفي ..فاذا بي امسك بتلك الشمعة
اردت العودة الى تلك المغارة لارجاعها ..و لكني تذكرت انني تركت ورائي نورا .. و فهمت انه ارادها لي انا .. لوطني
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551712.png
زاد الثقل على ظهري و صدري .. و طالت رحلتي
اشتقت الى وطني .. متى اعود اليه بكل تلك الهدايا ؟؟؟
وصية و حجر و زهرة لوتس و شمعة ..و ماذا بعد ؟ .. زاد ثقيل .. فهل من مخفف !
حوامل في بغداد
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
http://vb.alronq.com/storeimg/alronq1345961804_798.jpg
وعاد بي الزمن من جديد ..الى القرن التاسع ميلادي من عصر الضلمات
اراني اقلب رفوف مكتبة .. منهمكة في بحث لطالما شغلني .. سقط من الرف كتاب في زحمة البحث تلك
انه كتاب : الكافي في الطب
سارعت بيدي نحو الارض لاحمله .. سبقتني اليه يد شيخ .. حمله .. ثم اعطانيه
مسكته و امعنت النظر اليه .. وددت لو احمله معي ..اذهب به الى وطني
سألته في تردد .. هل لي بكتاب الطب هذا ؟
قال : و ما حاجتك به ؟
قلت : لوطني حوامل .. فيه علاج العليل .. و شفاء المريض .. على يد كل عاقل لبيب
تبسم لي في رضى و قال : هو لك .. لوطنك
جلست و ذهب هو .. كان شيخا طبيبا فيلسوفا .. انه شيخ اطباء المسلمين ابو بكر الرازي
جلست في ركنة من المكتبة اتصفح اسطر الكتاب .. وجدت فيه الشرح المفصل لأمراض النساء و الولادة ..
سرقني الوقت .. غصت بين سطوره ..بدأ التعب يتملكني .. من رحلة طويلة لم تكتمل
غلبني النعاس .. و انا اشبع عقلي من خير الكلام و عذبه
مددت رجليا .. و ضعت كتابي مفتوحا على صدري ..احتضنته ..و استسلمت لنوم عميق !
و الهدية على صدري ..
http://www.hwaml.com/up/uploads/1364236551763.png
فجأة ..
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image532.gif
تسلل الى مسامعي صوت آذان الفجر
فتحت عيناي المتثاقلتان .. لأجد نفسي على سريري .. في القرن الواحد و العشرين
و على صدري كمبيوتري لا يزال مفتوحا على صفحة حوامل !
كانت كل تلك الرحلة الطويلة حلما جميلا ..حلم لم يكتمل بعد
صحوت منه و انا امسك بيدي اليمنى حجرا .. و بيدي اليسرى شمعة ..
و على شعري زهرة لوتس بيضاء ..
و بين اضلعي وصية رسول الله (ص) .. و الكتاب فوق صدري .
انتهى .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT3jipmFH8sRRtS4WQGkHQ8NDM1mxy_g BaFcJ3X5894koUAbvPR9JMH-WlQ
احبكم في الله ..... اختكم لوووبي
http://files.fatakat.com/2010/4/1270912636.gif
http://vb.3dlat.com/attachment.php?attachmentid=236&stc=1&d=1094511584