هذه الأيّام؛ أيّام ذِكرٍ لله - سبحانه وتعالى - بجميع أنواعه: مِن قراءةِ قرآنٍ، وتكبيرٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، وتحميدٍ، ودعاءٍ، واستغفارٍ؛ قال الله – عزّ وجلّ - في آية الحجّ: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾[]، ونقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير (الأيّام المعلومات)، قوله: "﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾: أيّامُ العشر. والأيّامُ المعدودات: أيّامُ التّشريق
وقد أكّدت السنّة النّبوية على الذّكر والإكثار منه في هذه الأيّام، في حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – عن النّبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: ((ما مِن أيّامٍ أعظمُ عند الله ولا أحبُّ إليه العمل فيهنَّ مِن هذه الأيّام العشْر، فأكثروا فيهنَّ مِن التّهليل والتّكبير والتّحميد))]؛ وما أمر نبيّنا - عليه الصّلاة والسّلام - بالإكثار مِن التّهليل والتّكبير والتّحميد في هذه الأيّام المباركة دون غيرها من الأذكار، إلاّ لأنّها من آكد العبادات والشّعائر فيها.
وأمّا بقية الأذكار الّتي أشرتُ إليها فمستحبّة أيضا، لدخولها في عموم معنى الذِّكر كما قال علماؤنا، وقد نُقل عن سلف الأمّة - رضي الله عنهم - أنّهم كانوا يلهجون بذكر الله من أوّل دخول العشر، ويُعلنون ذلك في بيوتهم ومساجدهم وأسواقهم وأماكن أعمالهم، يفعلون ذلك على كلّ أحوالهم.
ويتأكّد هذا الذِّكر أكثر في يوم عرفة، قال الإمام النّووي - رحمه الله: "واعلم أنّه يُستحبُّ الإِكثار مِن الأذكار في هذه العشر زيادةً على غيره، ويُستحب ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر