الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كان في قرية بسيطة في اطراف مدينة اصفهان الايرانية فتى لاحد القرويين متشوق لطلب العلم والالتحاق بالمدارس الدينية,غيران اباه كان يمنعه من ذلك ويقول له:ان في هذا الطريق فقر وجوع وحرمان,ولكنه اخيرا تنازل امام اصرارولده والحاحه الشديد,فما ان وافق قام الولدوقبل يد اباه صمدالولدمكانه لحظات فدمعت عينه فرحا
كان انذاك في الرابعة عشر من عمره فحمل لخبزحافا وفراشاوبعض الحاجات البسيطة وانتقل الى المدرسةفي اصفهان,وكانت من المدارس القديمة الخربة الى حدما,وطلابها لايتواجدون فيهادائما خشيةالوحشة والبردالقارص وغيرذلك.
وبعدايام ورد عليه ابوه يحمل معه شيئامن الخبز والمؤن,وليتفقداحواله وكان الموسم شتاءباردا والثلوج تتساقط وتغطي الازقة والبيوت فوجده متفقدالابسط الحاجات.فاعاد عليه والده عتابة: ألم أقل لك ان هذا الطريق ليس فيه سوى الفقر والجوع؟ وقف الولد باتجاه القبلة قلبه متألم من هذا الكلام،وتدور في عينيه الدموع وهويخاطب الأمام صاحب العصروالزمان(ع):يامولاي راعني كيلايقولوا عني ليس لديك سيد!فبعد ان جلس الوالد مع ولدهِ سويعات قام ليخرج قبل غروب الشمس، ولكنه وجد باب المدرسة مقفولاوالمفتاح بيد الخادم الذي لااحد يعرف مكانه في تلك الساعة.
فأضطرالاب الى ان يبقى مع ولدهُ حتى اليوم الثاني ،ولكن الأمركان صعباًعليهما،اذ لم يكن لديهما سراج يضيء الحجرة بالأضافةالى ان لحافاًواحداًلا يكفيهما معاً،وهذا الامردفع اباهُ الى أن يعاتبهُ مرة اخرى:ولدي ما أسوأهذه المعيشة! عد معي الى البيت غداً،لاحاجة لك في هذا العلم الذي تطلبه في اجواء المشقة؟!
لقد تألم الولدمن كلام ابيه،وكان يعتصرقلبه الماًواذا بطارق يطرق باب المدرسة فجأة،فهب الولد الى الباب ينادي: من الطارق؟
قال الطارق:افتح لي الباب.
قال الولد:آسف، ليس عندي المفتاح، والخادم غير موجود.
قال الطارق:ادفع الباب ينفتح.
فدفع الباب وانفتح، وأذا رجل نوراني ذو هيبة ووقار وعليه سيماء الصالحين،يشع نوراً ويفيض كمالاً،فقال الطارق:قل لأبيك بأن لايعاتب كثيراً،لقد دفعت مالاًوسوف يأتون لكم غداًبالفحم ،وفي مكان كذامن حجرتك شمعة ،خذهاوانر بها الحجرة، وقل لأبيك: نحن أيضاً لنا صاحب!
يقول الولد:عدت الى الحجرةمندهشاً،فسألني أبي من كان ورأء الباب؟قلت :اولاًيجب ان أنظر هل الشمعة التي ذكرها موجودة في ذلك المكان من الحجرة ؟فجئت الى نفس االمكان فوجدت فيه شمعة،هناك نقلت القصة الى ابي وهو غارق في العجب .فعانقني وقباني وقال:واصل دراستك يا ولدي!
وهل تعلمون من كان الولدوماذا اصبح؟
هو المرجع الديني الاعلى في زمانه السيد أبوالحسن الاصفهاني(اعلى الله مقامه)