ترك الرضيع ليلا يبكي حتى ينام هل هي عادة جيدة؟

[Baghdad Mohammed]

ترك الرضيع ليلا يبكي حتى ينام هل هي عادة جيدة؟



يميل الأطفال في أي عمر إلى البكاء أكثر في المساء. صحيح أن بكاء الأطفال يقلّ في بعض الثقافات لأنه يتم حملهم طوال الوقت ويتشاركون النوم مع أمهاتهم. ولكن لا يوجد دليل على أن الأشخاص من هذه الثقافات يكبرون بسعادة وصحة أكثر نتيجة لذلك.

ويقول الخبراء إنّ بعض العادات في تربية الطفل يجب أن يتخلى الأهل عنها، وأولاها ترك الطفل يبكي وعدم الاستجابة له حتى ينام لأنها عادة غير جيدة على الاطلاق



سوف يستفيد طفلك كثيراً عندما يوضع على السرير أو إذا استيقظ في الليل لو تعلّم طريقة تهدئة نفسه للنوم. وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال قادرون على تهدئة أنفسهم للعودة إلى النوم منذ الشهر الثالث من العمر. ولكن لا يعني الأمر أنهم سيفعلون ذلك!


حاجة الطفل إلى القرب من أهله
نعرف طبعاً أن الطفل بحاجة الى والديه ليلاً ونهاراً، وهذا هو السبب الرئيسي لاعتقاد الخبراء أن أسلوب ترك الطفل لبكائه خطأ، لأنه ببساطة سيفقد شعوره بالحماية والقرب الذي يشعر به من أهله. هذا الشعور بالقرب ضروري للطفل ليشعر بالاستقرار الداخلي والذي يؤثر على إدارته لحياته كشخص بالغ لاحقاً.

إقرأي أيضا: النوم الخفيف للأطفال حديثي الولادة أسبابه وعلاجه

ويستيقظ الأطفال غالباً لفترة وجيزة خلال الليل. إذا كان طفلك يعتمد عليك لمساعدته في النوم، فيرجّح أن يفتقدك عندما يستيقظ ويبكي لتأتي إليه. إذا كان يعرف كيف يخلد إلى النوم من تلقاء نفسه، فقد يستطيع العودة الى النوم لوحده في غضون بضع دقائق. ما لم يحدث ذلك، اذهبي إليه وربّتي عليه بلطف وطمئنيه وغادري الغرفة لإعطائه فرصة لتهدئة نفسه للنوم.


يحتاج الأطفال الرضع والأطفال الأكبر سنّاً إلى روتين لوقت النوم. سيساعد الروتين الثابت طفلك على الشعور بالأمان والرضا والنعاس قبل وصوله إلى مهده.

ما من سن محددة لنوم الليل بطوله
وفقاً لأحد الخبراء، فإنّ ما يسمى بالنوم لليل بطوله لا يحصل في سنّ معينة، ويجب على الأهل أن لا يجبروا طفلهم ولا حتى عبر عدم الاستجابة له حين يبكي، على هذا الأمر قبل أن يصبح جاهزاً وناضجاً بشكل كاف لهذه الخطوة، ويتمتع بنظامه الخاص.

إقرأي أيضا : ما أهمية وجودك بجانب مولودك أثناء نومه

لذا، ما لم تكوني قد أنشأت هذا الروتين، اتبعي نمطاً ليلياً مريحاً لطفلك. كل ما يتطلبه الأمر هو أخذ حمام، وإعطاؤه آخر رضعة قبل النوم، ودندنة أغنية، ومعانقة، وتمني ليلة سعيدة للجميع ثم الإيواء إلى السرير. نموذجياً يجب ألا يستغرق الأمر أكثر من 30 دقيقة من البداية وحتى النهاية.

اختمي الروتين بوضع طفلك في سريره وإطفاء الضوء وتمني ليلة سعيدة بصوت هادئ ومغادرة الغرفة.

إذا اعتاد طفلك على النوم وأنت موجودة إلى جانبه، فيستحسن تعويده ببطء على التخلى عن هذه العادة بدل التوقف فوراً. يفضّل إجراء أية تغييرات على عادات نوم طفلك بشكل تدريجي. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً وسيصعب عليك تحمّل بكائه لتأتي إليه، لكن التغييرات التدريجية تنجح بشكل جيد.

يسمى هذا النهج "التدريب على النوم" أو "البكاء المُسيطر". والفكرة هي ترك طفلك يبكي لفترة قصيرة قبل التدخل لتهدئته. يقترح الخبراء محاولة فترات تتراوح بين دقيقتين و10 دقائق وتمديد الوقت بين كل زيارة وأخرى إلى غرفة طفلك لتمنحيه فرصة تهدئة نفسه للنوم. مع عدم وجوب ترك طفلك يبكي لفترات طويلة إلا أن تركه في نوبة بكاء قصيرة لفترة وجيزة يمكنك التنبؤ بمدتها لن يسبب له أي ضرر في عمر الستة أشهر.

لا يحب جميع الأهل فكرة هذا النهج. لذا، لا بأس بعدم اتباعه واختيار طريقة أخرى إذا لم تعجبك الفكرة أو تناسب طفلك. قد تطمئنين لو عرفت أن الكثير من الدراسات وجدت هذه الطريقة آمنة وفعّالة ولا تضرّ طفلك.

إقرأي أيضا: معلومات تهمك للعناية بالمولود الجديد في الأشهر الأولى


ولكن ماذا إن أصررت على الاستمرار بعدم الاستجابة له وتركه لبكائه؟
بعض الأهل ورغم كل ما ذكر أعلاه يصرّون على اختيار هذه الطريقة، ولكن عليهم أن يبقوا متيقظين ومتسلحين بالأمل والصبر لأنها وسيلة لا تتماشى وطبيعة جميع الأطفال، ويختلف الوقت الذي تطلبه للتأقلم معها من طفل الى آخر. فالطفل ببكائه سيبحث بطرق طبيعية عن دعم أهله حين يشعر بالخوف وبالاضطرار الى محاربة غرائزه لإرضائهم... لهذا السبب، حين تتركينه لبكائه ليتعلم النوم بمفرده ولوقت أطول، أنت بذلك تقومين بما هو ضد غرائزه، ومحاربة هذا الوضع صعب جداً عليه.

تنبيه :
* يساعد ترك طفلك ينام في غرفة مظلمة من دون إضاءة ليلية أو الكثير من الألعاب التي قد تشتته وتلهيه. الطفل الذي ينام خلال الليل يتيح لأهله كذلك أن يناموا الليل كلّه، ما ينعكس إيجابياً عليه لو كنت مرتاحة وسعيدة.