أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
الشاعر في سطور:
هو عمر بن أبي ربيعة المغيرة , ويغلب عليه أن ينسب إلى جده . فيقال ابن أبي ربيعة , وكنيته المشهورة أبو الخطاب , وهو ينحدر من عشيرة مهمة في مكة , وهي عشيرة بني مخزوم , والتي كانت أحد البطون العشرة التي تؤلف قريش البطاح , وكان صوتها مسموعاً بين هذه البطون وفي مجلس شيوخها .
وما زال نجم المخزوميين يصعد أواخر العصر الجاهلي حتى أصبحت لهم شهرة مدوية في الجزيرة العربية , وخاصة هذا الفرع الذي نجم منه عمر, وكان آباؤه وأعمامه يعدون من سادة قريش الأولين , ومنهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة , وجده الذي كان بطلاً من أبطال قريش .
وكما تقدم اسم المخزوميين بالشجاعة تقدم أيضاً بالكرم وبذل المال , فقد كانوا من تجار مكة المثرين .
وفي هذه الأسرة يلمع اسم عبد الله بن أبي ربيعة , وكان تاجراً موسراً وكان متجره إلى اليمن ,(وكانت مكة تسميه "العدل" لأنها كانت تكسوا الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة ,ويكسوها هو من ماله سنة , فأرادوا أنه وحده عدل لهم جميعاً , وكان اسمه بجيراً , فلما أسلم عام الفتح سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله .
ويقول أبو الفرج : إنه كان لعبد الله عبيد من الحبشة يتصرفون في جميع المهن , وكان عددهم كثير , وعرض على رسول الله أن يستخدمهم , ويستعين بهم , حين خرج إلى حنين , فأبى .
واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على الجند ومخاليفها في اليمن , فلم يزل عاملاً عليها حتى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه, واستعمله عثمان بن عفان رضي الله عنه أيضاً , وما زال والياً حتى توفي في أثناء حصاره عام خمسة وثلاثين .
وتزوج هذا الرجل المثري , الذي يقال أن رسول الله عليه السلام اقترض منه بضعة عشر ألفاً يستعين بها على قتال ثقيف , من امرأتين , الأولى حبشية نصرانية , جاء منها الحارث وكان صالحاً ديناً وخيّراً عفيفاً , واستعمله ابن الزبير على البصرة ثم عزله . وأما الثانية فأم ولد يقال لها مجد سبيت من حضرموت ويقال من حمير , وقد جاء منها بعمر.
وإذن فعمر يمني الأم قرشي الأب , وهو من سلالة أشراف قريش ونبلائها . كان أبوه أحد ساداتها النابهين , وكان أخوه الحارث أيضاً من سادتها المقدمين , فهو ابن سيادة , وثراء , وشرف , وكرم , وعز شديد.
مولده :
ولد الشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي بالمدينة المنورة ليلة قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
سنة ( 23هـ - 644م) ولم يكد عمر يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حتى توفي أبوه , وبذلك خلّي بينه وبين أمه الغريبة , فنشّأته كما تهوى , أو كما تنشّئ أم سبيّة فتاها الثري ثراء مفرطاً , تترك له حبله على الغارب ليتناول من اللهو كل ما تصبو إليه نفسه .
فنشأ بتأثير غناه ودلاله مفتوناً بدنياه وبما حوله من ملاهيها , وما ينقصه ؟ فداره تعج بالجواري والسبايا, التي كانت تكتظ بها دور نبلاء قريش حينئذ , وليس هناك طرفة من طرف الدنيا إلا وهو يستطيع أن يقتنيها , وأن يلهو بها ما شاء له هواه .
أمّا مكة فكانت مدينة متحضّرة يعرف أهلها الكثير من ضروب اللهو والترف والنعيم في الملبس والمأكل وألوان الزينة المختلفة ، وقد ساهم في وجود هذه البيئة كثرة الجواري الفارسيات والروميات ، والمغنّين والمغنّيات من جهة؛ وتدفق الأموال عليها بسبب الانتصارات المتلاحقة التي حققها العرب المسلمون في ميادين الفتوح من جهة أخرى.
في هذا الجانب من المجتمع عاش عمر ونعم بما بما نعم به شباب عصره المترفون، وكان جماله وتأنّقهُ وتدفق ينبوع الشعر على لسانه من الأسباب التي ساهمت في انغماسه الشديد في اللهو والمجون بعيداً عن الأحزاب السياسية وخصوماتها . وقد تجوّل أثناء حياته بين الحجاز واليمن والعراق والشام مصاحباً الأغنياء والمترفين.
اضطرب الرواة في أخباره وزادوا فيها ،فجعلوا من عمر شخصيّة خيالية ، ينسج حولها الكثير من الحكايات والأقاصيص، وصار من العسير معرفة الحقيقة في حبّه وعشقه وقصصه ومغامراته مع الفتيات اللاتي تغزّل بهن .
كذلك اختلف الرواة في نهاية حياته فمنهم من قال أنه انقطع في أواخر حياته عن اللهو والطيش وتاب بعد أن أدركه الهرم ،وقيل إنه حلف حين أسنَّ ألّا يقول بيتاً إلا أعتق رقبة، وقيل أنه رفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك،ثم غزا في البحر فأحرقوا سفينته فاحترق ومن معه ؛فمات فيها غرقاً.
والروايات في نهاية حياته كثيرة ، وأغلب الظن أنه مات مريضاً في اليمن . سنة (711م – 93هـ ).
صور ظهور المرأة
في شعر عمر بن أبي ربيعة:
لقد كانت صورة المرأة في شعر عمر صورة جديدة، فهي امرأة منعمة مخدومة بالجواري الاجنبيات، تقضي أوقاتها
في الاستماع إلى الغناء، ومن الخصائص التي عرفت بها :
1- المرأة المتغزل فيها مرأة متحضرة، أصابت ضرباً من الحرية تحت تأثير الحياة الجديدة في مكة: ومنه الفراغ
وأسباب الزينة الذي لم يتح للمرأة الجاهلية . وكان مجتمع مكة حينئذ تسوده ضروب من الحرية المهذبة في لقاء الرجال بالنساء , وكانت بعض أحاديث هذا اللقاء تملأ بالصبابة والغزل , وهل هناك حديث للشباب أمتع من هذا الحديث الذي تروى فيه قصص القلب الإنساني .
وكان يستخدم لغة سهلة , فيها عذوبة وحلاوة وينصب شباكه لكل امرأة جميلة في مكة . وتحول إلى مواسم الحج يعلن حبه إعلانا ً لكل امرأة ذات حسن يلقاها فيقول :
يقصد الناس الطواف احتسابا ً وذنوبي مجموعة في الطَّواف ِ
وبعد مواسم الحج يتصدى لكل فتاة جميلة بمكة وخاصة الثريا بنت علي الأموية.
حتى أنّه تجاوز في غزله وشعره إلى شريفات مكة يتغزل بهنَّ ويتشبب، ولكن دونما إفحاش، وهذا الذوق العام هو الذي
أشاع الغزل في المرأة العربية الشريفة , وأخذ عمر يستغله ويبعد في استغلاله لا في فتيات مكة ونسائها , بل في فتيات العرب جميعاً ونسائهم ممن يحججن إلى مكة وتقع عينه عليهن , وكأنما كانت عينه "عدسة " مكة في هذا العصر , فلا تمر امرأة تستحق أن تصوّر وترسم في تلك المرآة الفنية المكية إلا وتهب عين عمر وتهب عيون زملائه من الشعراء , فيسجلون صورتها , ومن هنا كنا نقرأ في شعره أخباراً وقصصاً عن جميلات الحواج؛ ولعـل ما يثبت فرضية كون عمر بن أبي ربيعة ناطق رسمي باسم المرأة العربية الحجازية هو كونه" رسم لها طريق الخلاص حين أنطقها، في شعره، بكل ما تريد البوح به وأعلى من شأنها، وناصرها في صراعها مع الجواري والـقيان بُـغـية إثبات وجـودها كائـنا لـه حــق الـحـرية والـحـياة. وعندما جعلها عاشقة لا معشوقة حرّك غيرة الرجال على نسائهم المُهمَلات. فشعر الغزل بما هو صحافة العصر الأموي قد سجَّل أخبار النساء لتحريك غيرة الذكر العربي على أُنثاه وإعادة تمكينه من اكتشافها في مداها الأخلاقي الواسع وقد استعملته بنات الخلفاء ، فاطمة بنت عبد الملك بن مروان وشريفات آل البيت كسكينة بنت الحسين ، وعائشة بنت طلحة .
ومن أشعار عمر في نساء مكة أنه قال في فاطمة بنت عبدالملك بن مروان، زوجة الخليفة عمر بن عبد العزيز، روى عن أبي معاذ القرشي قال: لما قدمت فاطمة مكة جعل عمر بن أبي ربيعة يدور حولها ويقول فيها الشعر ولا يذكرها باسمها خوفا من عبدالملك بن مروان ومن الحجاج، لأنه كان كتب إليه يتوعدّه إن ذكرها أو عرض باسمها. فلما قضت حجها وارتحلت أنشأ يقول:
ذرفت عينها وفاضت دموعي وكلانا يلقي بلبّ أصـيل
لو خلت خلتي أصبت نوالا أو حديثا يشفي من التنويل
لـظل الخـلخال فوق الحشايا مثل أثناء حية مقـتول
فلقـد قالت الحـبيبة لـولا كثرة النـاس جدت بالتقبيـل
على الرغم من تهديد الخليفة عمر بن عبد العزيز فان عمرا بن أبي ربيعة لم يخف فقال في فاطمة:
وناهدة الثديين قلت لها اتّكي * على الرمل من جبّانة لم توسـد
فقالت على اسم الله أمرك طاعة * وإن كنت قد كلّفت ما لم أُعـــــوّد
فلماّ دنا الإصباح قالت فضحتني * فُقم غير مطرود وإن شئت فازدَد
2- مقبلة على الرجل بأكثر مما كانت تقبل عليه المرأة الجاهلية، فهي أقلها حشمة وتصنعا وتكلفاً، إنما هي سيدة حديثة تأخذ قسطاً من الحرية فتبرز للرجال، وقد تغازلهم عفيفاً :
وكانوا يجتمعون أيضاً في المنتزهات، النسوة وقد يكون معهم الشباب، يستمعون إلى مغن أو مغنية، قال الشاعر المعروف ( الحارث بن خالد المخزومي ) قال : بلغني أن الغريض خرج مع نسوة مكة من أهل الشرف ليلاً إلى بعض المنتزهات من نواحي مكة، وكان بيت عمربن أبي ربيعة قريب منه، فذهب إليه وأخبره أن النساء مشتاقين إلى حديثك، وكان عمر يحب أن يسمع هذا البيت من الغريض ( المغني ) : أمسى بأسماء هذا القلب معموداً .. إذا أقول صحا يعتاده عيدا، فأخذ ثيابه وذهبا إليهن، فتسامرا ثم تفرقا . وهذه الحادثة تبين كيف كان أهل مكة يجتمعون للغناء .
وقال في زينب بنت موسى الجمحي حين قابلها في مناسك الحج :
يا من لقلب متيم كلف * يهذى بخود مليحة النظر
مازال طرفي يحار إن برزت * حتى رأيت النقصان في بصري
ثم يعلق عمر :
من يسق بعد الكرى بريقها * يسق بكأس ذي لذة خصر
ويؤكد عمر في هذه القصيدة أن الفتاة وجارياتها غازلنه لكنه لم يستجب مع اعترافه بجمالهن وانجاذبه إلى زينب.
ومنه قوله في وصف حياتهن المنعمة :
لقد قالت لجارات لها * كالمها يلعبن في حجرتها
خذن عني الظل لايتبعني * ومضت تسعى إلى قبتها
3- كان يصف أحاديث النساء، وماينطوي عليه من أسرار مخفية، خاصة عند وصفه لمرأة يجعل الأخريات يغرن،
فيزرع الحقد في قلوبهن:
ومن ذلك قوله:
ليت هندا أنجزتنا ما تعد* وشفت أنفسنا مما نجد
واسـتبدت مـرة واحـدة إنمـا * العــاجز مـن لا يســتبد
ولقـــد قـالت لجــارات لهــا * وتعـرت ذات يــوم تبــترد
أكمــا ينعتنـــي تبـصرنني *عمـــركن اللـــه أم لا يقتصد
فتضـاحكن وقـد قلـن لهـا * حسـن في كل عيـن من تود
حسد حملنه من حسـنها * وقديما كان في الناس الحسـد
قصيدة فيها حوار جرئ، رقة مناجاة، فيه طرافة وخفة الروح، عاطفة جياشة .
4- في شعره لايعنى بوصف حبه فقط، بل يصف المرأة نفسها، وأحاسيسها، وكأنه يريد وصف المرأة وصفاً نفسياً:
فهو لا يشكو الغرام والعشق , بل محبوبته هي التي تشكو من ذلك وهي التي تتعذب في حبه وتتمنى لو تراه , فيقول على لسان واحدة :
تقول إذا أيقنت أني مفارقها * يا ليتني مت ُّ قبل اليوم يا عمرا
ولكنها في أحيانٍ كثيرة تتمنع بعفة ودلال عن مواعيد غرامية مشبوهة ،مستخدمة أسلوب المماطلة ،كما فعلت هند ،وهناك يصور الشاعر عمر جرأة الفتاة العربية وعفتها في وقت واحد، فرغم أنها أعلنت إعجابها واعترفت بجاذبيتها
(أنا من شفه الوجد وأبلاه الكمد- وما لمقتول قتلناه قود)
ورغم انسحاره بها فإنها تتهرب من موعد منفرد مع الشاعر
(كلما قلت : متى ميعادنا *ضحكت هند وقالت بعد غد)
وإن كان شعره لايخلو من مشاعر يبثها من يحب أو من يتغزل بها؛ فله غزل بعضه صادق من صميم القلب، وغزل آخر رقيق ينظمه في كل حسناء من حسان المدينة ومكة،وتكثر الرسل بينه وبين محبوباته في ديوانه كما كان يراسل الثريا ,
قد سار عنها أو سارت عنه :
كتبت إليك من بلدي كتـــــاب مولِّهٍ كــمِدِ
كئيب واكف العـــينـين بالــــحسرات منفرد
فمن غزله الحقيقي قوله في الثريا بنت علي بن عبد الله أيضاً، وقد هام بها ولم يوفق إلى زواجها وفيما يلي شيئاً مما قاله فيها:
يا ثـريـا الفـؤادِ، ردي السلامـا * صليـنـا ولا تبتـي الزمامـا
واذكري ليلـةَ المطـارفِ والوبـلِ * وإرسـالنـا إليـكِ الـغـلامـا
بـحديـثٍ إنْ أنـتِ لَمْ تقبليـهِ * لمْ أنازعكِ، ما حييـتُ، الكلامـا
واذكري مجلساً، لدى جانـب القصرِ* عشياً ومقسمي أقاسـما
فـي ليـالٍ منهـنّ ليلـةَ باتـتْ ناقتـي * والـهاً، تـجـرُّ الزمامـا
من يكنْ ناسياً فلمْ أنسَ منها وهيَ * تذري لذاكَ دمعـاً سجاما
يـومَ قالـت ودمعهـا يغسـلُ الكحلَ * أردتَ الغداةَ منا انصرامـا
قلـتُ لَمْ تصرمي ولَمْ نطـعِ الواشي * وقد زدتِ ذا الفؤادَ غراما
وكمثل قوله في / نعم /مصوراً عذابه في بعدها:
يهيم إلى نعم فلا الشمل جامع * ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر
ولا قـرب نعـم إن دنـت لك نافـع * ولا نأيــها يسـلي ولا أنـت تصـبر
فقلت لها بل قادني الشوق والهوى* إليك وما نفس من الناس تشعر
وكذلك قوله في عائشة حبيبته المسافرة:
إن من تهوى مع الفجر ظعن * للهوى والقلب متباع الوطن
بانت الشمس وكانت كلما * ذكرت للقلب عاوده الحزن
يا أبا الحارث قلبى حائر * فأتمر أمر رشيد مؤتمن
نظرت عينى إليها نظرة * تركت قلبى لديها مرتهن
ليس حب فوق ما أحببتها * غير أن أقتل نفسى أو أجن
5- أصبح معشوقاً لاعاشق:
فقد كانت المرأة قبل غزل عمر هي المعشوقة، أما في غزله، فقد تحولت إلى عاشقة، كما تحول عمر – كرجل – من عاشق إلى معشوق، وهذا لايكون إلا لرجل وبيئة تهيأت له كامل المواصفات، وقد توافرت في عمر وبيئته، فالنساء هن اللواتي يطلبنه ! ويختال، وفي ذلك يقول :
قالت لترب لها تحدثها * لنفسدن الطواف في عمر
قومي تصدي له ليعرفنا * ثم اغمزيه يا أخت في خفر
قالت لها قد غمزته فأبى * ثم اسبطرت تسعى على أثري
ومما قاله في تعشّق النساء له ،ما ورد من حديث الأخوات الثلاثة اللواتي كُنَّ يتحادثن في معرفته وهو ممتطي صهوة جواده قادماً من بعيد:
بينما ينعتنني أبصرنني * دون قيد الميل يعدو بى الأغر
قالت الكبرى أتعرفن الفتى * قالت الوسطى نعم ، هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها * قد عرفناه ، وهل يخفى القمر
فعمر هو المتبوع لا التابع، وهو المطلوب لا الطالب .
6- أنه كان مشغولاً بغزل نفسه؛ لابسيدات عصره :
حتى ليجعل زواجه مأتماً لهن،فيصور ما حلَّ بإحداهنَّ حين سرت شائعة تتحدَّث عن زواجه،وذلك في قوله:
خبَّروها بأنني قد تزوجت * فظلت تكاتم الغيظ ســـرا
ثم قالت لأختها ولأخرى جزعا * ليته تزوج عشــرا
وأشارت الى نساء لديها * لا ترى دونهن للسر ستـرا
ما لقلبي كأنه ليس مني * وعظامي أخال فيهن فتــرا
من حديث نمى إلى فظيع *خلت في القلب من تلظيه جمرا
7- الهجران والنأي يكون من قبله، وليس من المرأة ،( صورة معكوسة ):
يقول عمر بن أبي ربيعة في قصيدة رائعة مصوّراً صدّه عن إحدى محبوباته وتلهفها عليه ،ومعاناتها من دونه:
أرسلـتْ هنـداً إلينـا رسـولاً * عاتبـاً: أن مـا لنـا لا نراكـا ؟
فيمَ قد أجـمعتَ عنـا صـدوداً * أأردتَ الصـرمَ، أم مـا عداكـا ؟
إن تكن حاولتَ غيظـي بهجـري * فلقـدْ أدركـتَ ما قـد كفاكـا
كـاذبـاً، قـد يعلـمُ الله ربـي * أنني لـم أجـنِ ما كنـهُ ذاكـا
وألـبـي داعـيـاً إن دعـانـي * وتصـامـمْ عامـداً، إن دعاكـا
وأكـذبْ كـاشحـاً إنْ أتانـي * وتصـدقْ كـاشحـاً إن أتاكـا
إنّ فِـي الأرضِ مساحـاً عريضـاً* ومـنـاديـحَ كثيـراً سـواكـا
غيـرَ أنـي، فاعلمـنْ ذاك حقـاً * لا أرى النعمـةَ، حـتـى أراكـا
وصاحبته تطلب منه السير معها، لكن يخاف من العيون والمراصد !، وفيه يقول :
قلت العيون كثيرة معكم وأظن أن السير مانعنا
والمرأة هي من تشكو الوشاة، وليس هو ! وفيه يقول :
أمن أجل واش كاشح بنميمة مشى بيننا صدقته لم تكذّب
وهو من يطلب من عاشقته أن لاتبوح باسمه ! وفيه يقول :
ألم تعلمي ماكنت آليت فيكم * وأقسمت لاتحكين ذاكرة باسمي
وعلى هذا النحو نراه في غزله يوقد قلوب الفتيات حبا ً
وهن يتمنين عطفه وحنانه ,
فهو يصور نفسه في غزله معشوق لا عاشق
فهو يصور عواطف المرأة ونفسيتها وما يثير في قلبها
المشاعر الرقيقة .
وكونه معشوقاً لاعاشقاً،
يدلل على فساد القصص المحاكة عليه،
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صَل الله عليه وسلم نبيا ورسولا
اللهم أني أسالك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
أستودعك نفسي وزوجي وأهلي وأحبتي في الله
ربي لاتذرني فردا وأنت أرحم الراحمين رب هب من لدنك وليا وأجعله رب رضيا رب هب من الصالحين رب هب لي من لدنك ذريه طيبة انك سميع الدعاء يارب يارب يارب هو عليك هين وقد خلقتني من قبل ولم أك شيئا كذلك يفعل الله مايشاء كذلك يخلق الله مايشاء وإذا قضى أمرا فأنما يقول له كن فيكون اللهم إني أسألك الذريه الصالحه عاجلا غير أجلا لي ولمن دعا لي اللهم امين