واجهي من يؤذيكِ بالمسامحة

[Rama Alqaderi]

نتعرض أحياناً للأذى من شخص ما مما يسبب لنا الشعور بالمشاعر السلبية تجاهه، تلك المشاعر السلبية قد تكبر في داخلنا وتأخذ حيزاً من طاقتنا وتفكيرنا ومشاعرنا. لذا من الأفضل لنا مسامحة الشخص الذي تسبب لنا بالأذى حتى نفرغ أنفسنا من المشاعر السلبية التي تسلب منا طاقتنا وتفكيرنا، ونصبح أقوى وأكثر راحة. لذلك نقدم لكِ بعض النصائح التي ستساعدكِ على مسامحة الآخرين.

حاولي في البداية التخلص من غضبكِ وإستيائكِ تجاه الشخص الذي تسبب بالأذى لكِ، فذلك سوف يساعدكِ على المضي قدماً بأن تعرفي سبب غضبكِ تجاه هذا الشخص لما قام بفعله في حقكِ.

فكري إذا كان الألم والإستياء الذي سببه لكِ يمكن العفو عنه حالاً أم لا، فأنتِ من يمكنه أن يقرر ذلك. فمثلاً إذا كنتِ تكرهين الكذب كثيراً فقد يلوج بخاطركِ أنه لا يمكن مسامحة الكاذب أبداً، وقد تكوني عكس ذلك بأن تمنحيه فرصة لعدم تكرار ذلك.

قرري طبيعة علاقتكِ مع هذا الشخص هل هي مهمة بالنسبة إليكِ وتودين الإبقاء عليها أم لا، كما عليكِ المقارنة بين الأذى الذي إرتكبه ومدى جسامته وبين أهمية ذاك الشخص في حياتكِ. حاولي التركيز على الصفات الإيجابية في هذا الشخص التي تجعلكِ ترغبين في إستمرار علاقتكما معاً.

يمكنكِ أن تأخذي بنصيحة شخص آخر تثقين في رأيه وتشرحي له الموقف، حتى تستطيعي رؤية الموقف من كل الزوايا. يمكنكِ قضاء بعض الوقت بمفردكِ بعيداً عن ذاك الشخص الذي آذاكِ، ومن ثم يمكنكِ العودة عندما تكوني مستعدة.

يمكنكِ مصارحة الشخص الذي آذاكِ والتعبير عن ما يلوج بخاطركِ من ألم ومشاعر، ومن ثم إستمعي للموقف من وجهة نظره فقد يكون الأمر مجرد سوء تفاهم وحسب. عندما تضعين نفسكِ مكان الشخص الآخر قد تتعاطفين معه وتفكرين بما يشعر به، ومن ثم لا تعودي غاضبة أو منزعجة وستتمكنين من المسامحة بسهولة.

تخلصي من الماضي فلا تعودي للخوض فيه إذا كان ذلك أمر غير مجدي، فكري بمستقبل علاقتكما وبطرق منع تكرار مثل هذا الموقف مرة أخرى. ركزي تفكيركِ على اللحظة الحالية وقرري إذا كنتِ تستطيعين المسامحة حقاً والمضي قدماً.

لا تجبري نفسكِ على المسامحة أبداً فهذا قراركِ أنتِ وحدكِ، فإذا قررتِ أن شخصاً قد آذاكِ لا يستحق المسامحة فيجب أن يحترم الجميع قراركِ. وتذكري دوماً أن المسامحة تزيدكِ قوة وليس العكس.