رحلة الموت 4
للألم رائحة نتنه .. تشبه تماما الجثث المعلقه .. رائحة
كالتي نشمها بين الحين و الاخر , و ذاكره بصراخ عنيف و صور رماديهه , و باذان كالتي
نسمعها في مكان قديم و ارجوحه قديمه قد اهلكها الصدا و لكنها ما زالت تتارجح لتصدر
صوتا بغيضا .. ذاك هو الالم .. و تللك المتمدده بين احضانه هي انـــــا
ألم عَلى ألم وَمِثْلي يَتالم وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ
تَتَرَقْرَقُ
ليست اول مره يصيبني الألم و لكنه اشد هذه المره و ليست أول مره اشعر فيها أن الأرض
ضاقت علي بما وسعت و أن كل الأبواب سٌدت في وجهي و حتى الموت أطلبه فلا أجده ..
ليست أول مره اشعر بغليان داخلي و الم لا ينتهي و حزن يمزقني ! و ليست اول مره ابحث
فيها عن أهل فلا اجد أو صديقه فلا اجد و أرى نفسي وحيده بلا سند ! ليست اول مره
اهرب بعيني من اسوار المستشفى لا اعفر وجهي بجوفي و يأتي من يصبرني بأحرف بارده أو يلومني ليأسي
أو يمر كمشاهد و يذهب و أنا اختفي لأعود بعدها اصرخ بأي اسما كان و باي كلمة كانت و لكن بنفس جرحي و المي
!!
قلبي ميت و مات منذ زمن طويل بعد ان كان طاهرا نقيا صافيا مات و تركني بارده
متبلده و جسد بلا روح و حياه بلا أمل !! لكن الألم لم يزل يحرقني يمزقني ! مجبورة
لأعيش و مجبوره في ان اذوق ألمي مرارا و تكرارا !! أي داء ألم بي و كأني اشد أعدائه
فما زال يؤذيني و يمزقني و يزيد جراحي نزيفا !! ضقت ذرعا و ما عاد الصبر ينفعني لا
أجده فكل ما اشعر به الم يمزقني و يفتك بي و لا مهرب !! كم تمنيت ان افقد الوعي ولو
كانت ساعه لإستريح قليلا !!
الساعة الحادية عشرا صباحا
31 مارس يوم الاحد
كانت اخر لحظات الالم .. بعد ان تعاطيت اخر جرعة مخدر اتذكرها .. بعدها ضعف جسدي و بدات ان افقد وعيي .. ممرضات من جنسية سعوديهه يمسكن بيدي , و قد بدائو بتعليمي كيفية تخفيف الالم بالعلاج الطبيعي , 4 اطباء حولي يتهامسون عن الحاله برعب , قرات ذلك في اعينهم .. ممرضات حولي ..اما هناك .. حيث الجانب المظلم .. و الصوت الذي لن انساه .. حيث الزاوية الرمادية الالوان .. ينخفض مستوى ضربات القلب .. و بعدها حملوني سريعا لغرفة العمليات .. اخر مشهد سيظل في ذاكرتي الضعيفهه .. و اول مشهد بذلك البرود و السواد .. شعرت بالبرد .. و احساسا داخليا يولج لي حرارة عنيفهه .. تلك اخر اللحظات .. و اخر الصرخات .
يتبــــــــــــــــــع