لا يمكن التنبؤ بتكرارالحمل خارج الرحم

[عزيزة النفس]

السلام عليكم.. أنا سيدة عمري 32 سنة، تزوجت منذ أكثر من عام حملت من أول شهر من الزواج، ولكن الحمل كان خارج الرحم في الأنبوب ناحية الشِّمال، وانفجر، فأجريت جراحة، وتم إصلاح الأنبوب وخلال عام حاولت الحمل عن طريق المنشطات وعلاج الالتهابات، وشاء الله -والحمد لله- أن أحمل بعد عام، ولكن أيضًا حملت خارج الرحم في نفس الأنبوب، وأيضًا انفجر مرة أخرى، ونزفت داخليًّا مرة أخرى.

وأجريت جراحة تم فيها استئصال الجزء الذي حدث فيه الحمل مرتين، وأخبرني الطبيب أنه كان متليفًا، وتم إيصال الجزء الباقي من الأنبوب بالرحم. الآن مرَّ 15 يومًا على الجراحة، لكني أشعر بألم دائم في منطقة البطن، وخصوصًا عندما تكون المثانة ممتلئة.

هل هذا له علاقة بالجراحة علمًا بأن المرة الأولى لم يحدث فيها ذلك؟ وهل من الممكن أن يتكرر مرة ثالثة؟
سؤالي الثاني: ما هي الخطوات التي أتبعها حتى يحدث حمل بإذن الله تعالى، فأنا أمر بمرحلة نفسية سيئة جدًّا، والحمد لله على كل شيء، لكني قلقة خصوصًا من سني؟ وهل الجراحتان السابقتان من الممكن أن يؤثِّرا عليّ من ناحية القدرة على الإنجاب؟ أرجو أن تدعوا لي أن يعطيني الله من فضله، ويأجرني في مصيبتي، ويعوضني خيرًا منها.


يجب أن تعلمي -أختنا الكريمة- أن الحمل فى إحدى الأنبوبتين يستدعي استئصالها حتى لا يتكرر الحمل فيها مرة أخرى، ولكن هناك رأي آخر يقول إنه ليس بالضرورة أن يحدث الحمل فيها، وأظن أن الزميل الذى أجرى لك العملية هو من أنصار الرأي الثاني.

أما بالنسبة لأسئلتك نقول إن الألم بمنطقة البطن بعد أية جراحة هو أمر متوقع، ولو دققتِ فيه وقارنتِ شدته الآن مع شدته في الأيام الأولى فستجدينه يقل، فإن لم يكن كذلك فنرجو مراجعة الطبيب الذى أجرى لك الجراحة.

أما عن إمكانية حدوث الحمل خارج الرحم مرة أخرى من عدمه، فهذا لا يمكن التنبؤ به قبل حدوثه، وليس مطلوب منك الآن عمل أي شيء حتى يحدث الحمل، فليس لديك ما يمنع الحمل.

وتوقعي خيرًا إن شاء الله تعالى، ولا تدعي القلق يسيطر عليك حتى لا يؤثر ذلك على عمل المبيضين ويتأخر الحمل.
وأيقني أن كل ما يحدث لنا هو بقدر الله سبحانه وتعالى، وأنت لست كبيرة السن على الحمل كما تتوهمين، فهناك الكثيرات أكبر منك كثيرًا، ويمن الله تعالى عليهن بالحمل وهنّ في الأربعينيات من عمرهن، فلا تقلقي من سنك أبدًا.

و عن تأثير الجراحتين في قدرتك على الإنجاب فقد ذكرت لك أنه ليس لديك ما يمنع الإنجاب، فاطمئني، واتركي الأمور لله تعالى، واصبري، وفوِّضي أمرك كله لله تعالى، تجدي الأمور قد يُسِّرت من حيث لا تدري ولا تحتسبي، وأنا أقول لك هذا الكلام ليس مواساة لك، ولكني أقوله فعلاً عن تجارب مرَّت بي شخصيًّا، فالتوكل على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب يفتح الأبواب بأمره تعالى.

وادعي الله تعالى كثيرًا تنالي رضاه "فالفرج والروح في اليقين والرضا، والهم والحزن في الشك والسخط" كما روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.

وعليك -أختنا العزيزة- الإكثار من الدعاء إلى الله والاستغفار، فكما قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" صدق الله العظيم.