كيف أختبر نظر المولود

[ايلاف]

كيف أختبر نظر المولود

من أكثر الأسئلة التي تشغل الأمهات بعد الولادة هي: كيف أختبر نظر المولود؟
فالبصر يعد من أهم الحواس التي يعتمد عليها الطفل لاكتشاف العالم من حوله، ويساعده على التعلم والنمو بشكل طبيعي.
ولأن الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاكله البصرية، تقع مسؤولية الملاحظة والفحص المبكر على الأهل.
في هذا المقال سنوضح كيف أختبر نظر المولود في المنزل، وأهم العلامات التي تشير إلى وجود مشكلة بصرية، بالإضافة إلى الطرق الطبية المتبعة للكشف المبكر عن ضعف النظر عند الرضع.




أولاً: أهمية اختبار نظر المولود

قبل أن نتحدث عن كيف أختبر نظر المولود، لا بد أن ندرك أن البصر عند الأطفال حديثي الولادة يكون غير مكتمل النمو.
ففي الأسابيع الأولى، يرى المولود الأشياء بشكل ضبابي ولا يميز الألوان أو التفاصيل الدقيقة، لكن مع مرور الوقت يبدأ بصره بالتطور تدريجياً حتى يتمكن من التركيز ومتابعة الأشياء.

يعتبر الكشف المبكر عن أي مشكلة في النظر خطوة مهمة، لأن التدخل السريع يساعد في تصحيح الخلل قبل أن يؤثر على تطور الرؤية الدائم.


---

ثانياً: تطور نظر المولود خلال الأشهر الأولى

لفهم كيف أختبر نظر المولود، من المهم معرفة المراحل الطبيعية لتطور النظر:

الشهر الأول:

يستطيع المولود رؤية الأشياء القريبة جداً (من 20 إلى 30 سم).

ينجذب إلى الضوء الساطع لكنه لا يميز الوجوه بوضوح.


الشهر الثاني إلى الثالث:

يبدأ المولود بمتابعة حركة الأشخاص أو الأشياء القريبة بعينيه.

يبتسم استجابة لوجه الأم أو الأب.


الشهر الرابع إلى السادس:

يبدأ بتمييز الألوان والأشكال بوضوح أكبر.

يتابع الأجسام المتحركة بدقة أكبر.


الشهر السابع إلى الثاني عشر:

تتطور الرؤية ثلاثية الأبعاد، ويبدأ المولود في تقدير المسافات.

يمكنه تمييز الأشخاص والأشياء حتى من مسافة بعيدة.


إذا لاحظتِ أن طفلك لا يتفاعل مع هذه التطورات في الوقت المتوقع، فهنا يأتي دورك في معرفة كيف أختبر نظر المولود ومتى تحتاجين إلى مراجعة الطبيب.




ثالثاً: كيف أختبر نظر المولود في المنزل

يمكنك القيام ببعض الملاحظات البسيطة في المنزل لاختبار نظر طفلك، دون الحاجة لأدوات خاصة. إليك الطرق العملية:

1. اختبار تتبع الضوء

للتأكد من أن المولود يرى الضوء، وجّهي مصدر ضوء خافت أو مصباح صغير أمام وجهه على بعد 20 سم.
راقبي هل يحاول تحريك عينيه نحو الضوء أم لا؟
إذا لم يظهر أي استجابة، فهذا مؤشر يستدعي المتابعة الطبية.

2. اختبار تتبع الحركة

ارفعي لعبة ملونة أمام وجهه وحرّكيها ببطء من جانب إلى آخر.
إذا قام المولود بتحريك عينيه أو رأسه لمتابعة الحركة، فذلك يدل على تطور جيد في الرؤية.
أما إذا لم يستجب، فكرري التجربة بعد عدة أيام، وإن لم يحدث تحسن فاستشيري طبيب العيون.

3. اختبار التركيز على الوجوه

اقتربي من وجه طفلك وابتسمي له أو تحدثي بلطف.
في عمر الشهرين تقريباً، يجب أن يحاول النظر إلى وجهك مباشرة.
إذا كان يتجنب النظر إليك تماماً أو يبدو وكأنه لا يراك، فهذا يستدعي فحصاً طبياً للتأكد من سلامة بصره.

4. اختبار اللون والتفاعل

قدمي له ألعاباً ذات ألوان زاهية مثل الأحمر أو الأصفر.
إذا كان يحدق بها أو يحاول لمسها، فهذا دليل على أنه يميز الألوان بشكل جيد.
لكن إذا لم يُبدِ أي اهتمام بالألوان بعد الشهر الرابع، فربما يحتاج لفحص نظر احترافي.




رابعاً: علامات ضعف النظر عند المواليد

بعد معرفة كيف أختبر نظر المولود، من المهم التعرف على العلامات التي قد تدل على وجود مشكلة في الرؤية، ومنها:

1. عدم تتبع الضوء أو الأشياء المتحركة بعد عمر 3 أشهر.


2. تحريك العينين بطريقة غير طبيعية أو ارتجافهما المستمر.


3. عدم التفاعل مع الوجوه أو الابتسامات.


4. انحراف إحدى العينين إلى الداخل أو الخارج (حول).


5. تدميع العين بشكل مفرط أو إفرازات مستمرة.


6. الحساسية الشديدة من الضوء حتى في الأماكن المظلمة.



إذا لاحظتِ واحدة أو أكثر من هذه العلامات، فراجعي طبيب العيون فوراً.




خامساً: كيف أختبر نظر المولود عند الطبيب

يستخدم الطبيب أدوات دقيقة لفحص عيون المولود والكشف عن أي خلل مبكر. وتشمل الخطوات:

1. فحص الانعكاس الأحمر

يُستخدم ضوء خاص لفحص الشبكية والتأكد من عدم وجود عتامة أو مشكلة في العدسة.

2. فحص حركة العينين

يراقب الطبيب طريقة تحرك العينين للتأكد من عدم وجود حول أو ضعف في التحكم العضلي.

3. فحص الحدقة (البؤبؤ)

يُسلط الطبيب ضوءاً خفيفاً للتأكد من استجابة الحدقة للضوء بشكل طبيعي.

4. فحص القرنية والشبكية

باستخدام أدوات متقدمة، يمكن للطبيب اكتشاف أمراض مثل المياه البيضاء الخِلقية أو اعتلال الشبكية المبكر.

هذا الفحص عادة يُجرى خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، خاصة للأطفال الخدّج أو الذين لديهم تاريخ عائلي من مشاكل العين.


---

سادساً: متى أراجع الطبيب لفحص نظر المولود؟

من المهم ألا تنتظري حتى تظهر مشكلة واضحة. يُوصي الأطباء بأن يخضع الطفل لفحص نظر روتيني في الحالات التالية:

بعد الولادة مباشرة (فحص أولي في المستشفى).

عند بلوغ عمر 6 أشهر.

عند السنة الأولى.

ثم في عمر 3 سنوات.


وفي حال لاحظتِ أي تأخر في استجابة الطفل البصرية، فابدئي بزيارة طبيب عيون أطفال فوراً.




سابعاً: كيف أختبر نظر المولود إذا وُلد مبكراً (خديج)؟

الرضع الخدّج أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الشبكية تُعرف باسم اعتلال الشبكية عند الخدّج.
لذلك يجب فحصهم خلال الأسابيع الأولى من العمر.
يقوم الطبيب بتوسيع حدقة العين لرؤية الشبكية وفحص الأوعية الدموية، والتأكد من عدم وجود أي تلف أو نزيف.

هذا الفحص يُعتبر ضرورياً جداً لأنه قد يمنع فقدان البصر الدائم إذا تم التدخل مبكراً.




ثامناً: نصائح للحفاظ على سلامة نظر المولود

بعد أن تعرّفتِ على كيف أختبر نظر المولود، إليكِ أهم النصائح للحفاظ على صحة عينيه:

1. احمي عينيه من الضوء القوي خصوصاً في الأيام الأولى.


2. احرصي على النظافة اليومية حول العين باستخدام قطن مبلل بماء فاتر.


3. تجنبي تعرضه للشاشات الإلكترونية حتى بعد عمر السنة الأولى.


4. وفّري له ألعاباً ملونة وبعيدة عن الحواف الحادة لتحفيز النظر بطريقة آمنة.


5. تابعي التطورات الشهرية للنظر، وسجلي ملاحظاتك لمشاركتها مع الطبيب.






تاسعاً: أهمية المتابعة الدورية

الكشف المبكر لا يُنقذ البصر فحسب، بل يساعد على نمو الطفل العقلي والإدراكي بشكل سليم.
فالمولود الذي يرى بوضوح يكون أكثر تفاعلاً مع والديه ومع العالم من حوله.

لهذا، من المهم أن تسألي نفسك بين فترة وأخرى: هل يتطور نظر طفلي بشكل طبيعي؟
وإذا ساوركِ شك، فلا تترددي في فحصه.




عاشراً: الخلاصة

في الختام، إذا كنتِ تتساءلين كيف أختبر نظر المولود، فالإجابة تكمن في الملاحظة الدقيقة والفحص المبكر.
راقبي تفاعل طفلك مع الضوء، والأشياء المتحركة، والوجوه، وراجعي الطبيب عند أي شك في السلوك البصري.

فالعين هي نافذة الطفل إلى العالم، وحماية بصره منذ الأيام الأولى تمنحه بداية سليمة في حياته البصرية والعقلية.

ابدئي اليوم بمراقبة طفلك وتطبيق الخطوات التي ذكرناها، وستكونين أول من يكتشف أي مشكلة قبل أن تتطور.
هكذا يمكنكِ أن تضمني مستقبلاً صحياً لبصر صغيرك من خلال فهم كيف أختبر نظر المولود بطريقة صحيحة وآمنة. 👶💖