
جميع النـاس تـأتيـهم الأحزان تلو الأحـزان
فتبـدو على وجوهـهم مـلامح الحـزن و اليأس
فقـد يمـل البعض من الدنيـا و ما فيهـا
لأجـل حـزن أتاه ..!

فينـسى النعـم التي أنعم الله بها عليـه و غيره محروم منـها
و ينظـر إلى الجـانب السـيء في حياته
يفـكر في السلبـيات فقط ..
دائـمـاً يردد ( مـلل ، زهق ) ..
لو جلس المؤمن لحظة واحدةً ملياً مُفكراً في نعم الله علينا ما استطاع حصر نعمة واحدة من نعم الله أنعم بها علينا الله في هذه الحياة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} إبراهيم34
لم يقل الله: وإن تعدوا نعم الله لأنه يعلم أننا أجمعين نعجز عن عدّ نعم الله علينا في لحظة واحدة في ليلٍ أو في نهار بل إننا نعجز أجمعون عن عدّ المنافع والمزايا والفوائد التي يسوقها إلينا الله في نعمة واحدة من النعم التي لا تُعد ولاتُحد التي ساقها إلينا الله نعمٌ ظاهرة فينا وفى أجسادنا وفى نفوسنا ولنا في هذه الأكوان من حولنا {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فصلت53
والنعم الظاهرة والخيرات الوافرة والآلاء التي نراها حولنا باهرة لا يحيط بها أحد وإن طال به الأبد وإن مكث يفكّر طويلاً ولا ينشغل عن هذا التفكير لحظة في نعم الواحد الأحد النعم الظاهرة لنا وللخلق أجمعين كافرين ومُشركين بل وللحيوانات والأنعام وكل الكائنات لأنها نعمٌ تقتضي حُسن المعيشة في الحياة الدنيا
وحتى الذي يعرض عن الله ضمن الله له وهو الحليم الكريم المعيشة صحيح أنها سيكون فيها ضنك ولكن سيكون له معيشة {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه124
لكن الله خصَّنا جماعة المؤمنين بالنعم الباطنة ولذلك قال لنا وفينا فقط {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} لقمان20
وأغلاها وأعلاها وأسناها وأزهاها وأبهاها هي نعمة الإيمان بالله ونعمة الهداية ونعمة الإسلام ونعمة القرآن ونعمة إتباع النبي العدنان ونعمة التوفيق لطاعة الله وعبادته وذكره وشكره في كل وقتٍ وآن نعمٌ أيضاً لا تُعد ولاتُحد
لماذا لا تملأ وقتـك بقراءة قرآن ؟ و ذكـر الله ؟؟
فإنـك إن إقـتربت من الله ..!
إقتـربت منـك السعادة - إبـتعـد الـحـزن عنـك - إسـتمتـعت بحيـاتك
و لا تـنسى أن تتـوكل على الله في جمـيع أمورك ..
أشكو همـومك للخـالق
فـهو يعلـم بحالك .. يستـجيب دعـاءك .. يـرحمـك برحمـته الواسعـة

فـلا تقـنط من رحمـة الله
و لا تـظـن أنك الوحـيد الـحزين في هذه الدنيا
عندمـا تـنظر لـشخصٍ دائم الإبتسـامة ..
لا تـظن أنه لا يحـمل حزناً
فقد يحزن و لكـنه يخفـي حزنه .. يستـمتع بحيـاته ..
سـيذهب من دار الفناء
فـلن يشغـل باله بـها .. و لـم تكـن هذه الدار أكـبر همـه

عندمـا تحزن خـفف حـزنك ..
بتـذكر نعـم الله عليك
و بـأن ما حصل لك هو من الله
و ربـما يـكون فيه منفعـةٌ لك
و أعلـم أنـه لن يعيش إنسـان سعيد طيلة حياتـه
بل لابد أن تـأتيه بعض الـمنغصآت .. والآلآم .. و الأحـزآن
فـها هو الـرسول - عليه الصلاة و السلام - القـريب من الله ..
الذي أنزل عليه الوحـي
تـجرع الأحـزان .. و صادفتـه كثيـراً من المشكلات لكنه بقيَ صابراً ..
إقتـدي برسـولك .. إقتـرب من ربـك .. لا تلهِـك الدنيا
قل [الحمدلله] .. [ تـكن أسعد الناس ] .